قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني والعشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني والعشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني والعشرون

- دكتورة نادين.
قالتها ملاك وهي تذهب خلف نادين بتعب: -
- ايه يا ملاك، سايبة سريرك ليه
- دكتورة نبض فين؟
قالتها ملاك وهي تكح بتعب وتتكأ على حامل محلولها فأجابتها نادين وهي تمسح على رأسها بلطف: -
- هي مبتجيش الفترة دى، تعبانة من الحمل ادعيلى يا ملاك
- ربنا معاها هي وحشتنى بس
- عارفة، المستشفى كلها أشتقتلها.

قالتها نادين وخرجت من المستشفى لتجد كريم في أنتظارها بسيارته، نظرت للجهة للأخرى بغيظ ثم صعدت إلى السيارة وهي تقول: -
- خير شرفتنى ليه؟ كنت سافر
- خلاص ميبقاش قلبك أسود
قالها وهو يقدم لها باقة ورود حمراء، نظرت للورود وقالت بابتسامة بلهاء: -
- اوك خلاص لكن لو عملتها تانى هقطع رقبتك فيها
تبسم وهو ينطلق بسيارته ويقول: -
- أخر مرة.

- قال عاوز أقعد لوحدى قال، وبعدين ما أنت بتعرف تجيب ورد أهو لو كنت دخلت عليها بورد زى دا مكانتش نفطتك كدة
نظر من النافذة بزمجرة وقال: -
- خلاص بقى!
- هتأكلنى أيه؟
قالتها بحماس وهي تلف له على المقعد وتعطى ظهرها للباب فقال: -
- اللى تحبيه، عاوزة تأكلى أيه؟
- أى حاجة، المهم لاقيت شغل بعد ما سبت شغلك عن يوسف
قالتها ليُجيبها مُتجاهل سؤالها: -.

- أنا شكلى بقى هفتح مطعم أكل وأنتِ تكونى زبونتى الوحيدة تأكلى 24 ساعة
ضربته على كتفه بغيظ وقالت: -
- أنت بتتريق عليا!
- مقدرش طبعًا
قصر الحناوى.

بغرفة نوم يوسف كان جالسًا على مكتبه على اللاب يباشر عمله وهو يراقبها في أيامها الأخيرة قبل الولادة، رفع نظره عن اللاب ليراها جالسة على الفراش تقرأ كتابًا عن كيفية التعامل مع المولود الجديد وظهرها مُتكيء على الوسادة وبطتها مُنتفخة مُرتدية فستان قطنى طويل وبكم شفاف ويزين عنقها رابطة جميلة، شعرها الحرير مسدول على الجانب الأيمن وظهرها، نظرت عليه وهو جالسًا يعمل هناك وألم بطنها منذ هذا الصباح لم تتوقف لكنها تتحمل، جاءتها طلقة برحمها شديدة لتكتم أنينها بوجع لينتبه لها فقالت: -.

- امم يوسف. أنا مش عايزة أخضك بس أنا شكلى بولد
فزع من مكانه وهو يقف ويهرع نحوها وجلس بجوارها وهو يمسح على وجهها ويقول بجدية: -
- أنتِ بتقولى ايه؟، أنتِ متأكدة، أتأكدى يا نبض
أجابته وهي تكتم صرختها بألم وتتشبث بذراعه: -
- أتأكد أزاى أنت شايفنى دكتورة نسا، أقوم أتصل بماما، امممم أنا بولد بجد، اااااه قوم يا يوسف
أجابها بفزع وتوتر شديد: -
- أعمل ايه. أعمل أيه
- قوم ودينى المستشفى. أتصل بماما اااااااه.

أخذها للمستشفى وهي تكتم ألمها بقدر أستطاعت وجاءهم جهاد و فؤاد ظلت بغرفة مخصصة لها تتألم وبدأ جسدها يفقد قوته ويشحب وجهها، جاءها الكثير كم الدكاترة والمرضي الخاصين بها يطمنوا عليها ويرحلوا، كان يوسف في حالة يرثى بها وهو يراها تتألم والطبيبة تعطيها حقنة تساعدها في الولادة..
أربتت صباح على كتفه بحنان وقالت: -
- أطمنى يا يوسف، الولادة هتكون سهلة هي عشان البكرية وتؤام هيتعبوها طبيعى.

نظر إلى نبض وهي مغمضة العينين وجسدها فقد كل قدرته تقريبًا وقال مُتمتمًا: -
- أتمنى تكون بخير يا أمى
جاءت ملاك إليها وقالت بابتسامة: -
- وحشتينى، هتجيبى ملاك
أومأت نبض لها بتعب دون أن تتفوه بكلمة واحدة، أربتت ملاك على يدها بلطف، دلفت الطبيبة لهم وهي تمد له يدها بورقة
نظر يوسف إلى الورقة وقال بتوتر: -
- أيه دا؟

- دا إقرار بأن لما أدخل أوضة العمليات أنا مش مسئولة عن اللى هيحصل و إذا ساءت الأمور وحصل حاجة لدكتورة نبض اللوم مش عليا وأن قرار الولادة وبقاء الجنين كان من أختياركم
نظر للورقة بسخرية وقال: -
- وتفتكرى الورقة دى هتحميكم لو أنا عوزت أعمل حاجة.
- امضيها يا أستاذ يوسف.

نظر يوسف إلى نبض وهي جالسة على الفراش ومُرتدية زى المستشفى مُستعدة للولادة، تبسمت له بعفوية وأومأت له بنعم، وقع على الورقة ثم خرجت الطبيبة، جلس بجوارها وقال: -
- نبض..
بترت حديثه ببسمتها وقالت بأمل وعفوية: -
- متخافش. أنا مش خايفة يا يوسف
- أنا بقى مرعوب، عارف أنك مش هتقدرى على الولادة طبيعى والولادة قيصرية أنتِ ممنوع من أى مخدر، في الحالتين بنلعب بحياتك.

مسحت على رأسه ولمست لحيته بحب وقالت بنبرة دافئة: -
- هرجعلك صدقنى، أنا متفائلة يا يوسف والله قلبى مطمن جدًا
- أنا بعشقك يا نبض
قالها بعيون دامعة وهو يأخذ يديها بين كفيه فقالت ببسمة وعيونها تدمع: -
- وأنا والله بحبك أوووى، كل اللى بعمله عشانك وعشان أسعدك. أنا معنديش أغلى منك في حياتى كلها حتى حياتى نفسها مش مهمة بقدر حبك عندى
أنهمرت دموعه فنظر للأسفل بضعف وخوف ثم نظر لها بشوق وقال: -.

- سامحينى يا نبض، سامحينى لو غلطت لما وافقتك على الخطر دا وأسف والله. والله أسف
عانقته بحب لتشبث بها بقوة وهو يرفض دخولها إلى غرفة العمليات وهي بمثابة غرفة الموت لها، طوقها بكلتا ذراعيه ودموعه تنهمر، ظل دقائق طويلة يحتضنها وهو يبكى بخوف فأبعدت عنه وهي تلمس وجنته بحنان وشوق و تقول: -
- يوسف. حبيبى أنا هطلعلك ومعايا ولادنا متخافش.

جففت دموعه بأناملها وهي تنظر لوجهه وكأنها تحفظ ملامحه جيدًا قبل أن تفارقه وكأن لن تستطيع رؤيته مُجددًا، دلفت الممرضة لتأخذها إلى غرفة الولادة، سار معها إلى الباب وتوقف معها وهي تقول: -
- يوسف. لا اله إلا الله
- محمدًا رسول الله يا قلبى
قالها بدموع تتساقط على وجنته تبلل لحيته، تبسمت بإشراق له وهي تقول: -
- أنا بحبك
وضع قبلة على جبينها بخوف وقال هامسًا: -
- وانا كمان بحبك..

تركته ودلفت إلى غرفة العمليات ببسمة مُشرقة وكأنها أرادت أن تكون أخر ذكراها له بسمتها وليس بكاءها وخوفها..

كان المستشفى كاملة في حالة قلق عليها، أصبح الجميع يتحدث عن حالتها وأن ربما تلد طفلها لكن لن تخرج حية، كان الجميع من الدكاترة الاقسام المختلفة والممرضين وحتى ساعى البوفيه والمرضي التي تتعامل معاهم جميعًا كانوا يدعوا لها، كانت سارة جالسة بجوار والدتها على المقعد الحديدى و جهاد تسير أمام غرفة العمليات ذهابًا وإيابًا بقلق وذعر شديد على طفلتها الوحيدة، فؤاد جالسًا على مقعد حديدى يقرأ في المصحف القرأن من أجل طفلته، جاءت نادين ركضًا بزى العمليات بعد أن سمعت الخبر مباشر بعد خروجها من جراحة ووقفت مع كريم تسأله بلهفة: -.

- حد طمنكم!
- لا، من ساعة ما دخلت محدش خرج.

أومأت له بنعم ونظر إلى يوسف لتراه ساجدًا بجوار غرفة العمليات ويصلى لأجلها وحين رفع رأسه يقرأ التشهد فوجدت وجهه مبلل بالدموع ولحيته غارقة في دموعه، كان يبكى بضعف بين أيدى ربه يترجاه بأن لا يحرمه من محبوبته فقط، لم يدعى لأطفاله بقدر دعاه إلى نبض هذه الزوجة التي زرعت الحياة بقلبه واخرجته من سيطرة عقله المتحجر، أنهى صلاته وقبل أن يُعيدها رأى نادين فوقف بهلع وهو يقول: -.

- نادين. أدخلى طمنينى عليها، أنا مش فاهم أزاى يمنعونى أدخل معاها أساسًا في المستشفى بتاعتى
تحدثت بجدية ونبرة هادئة: -
- دا أحسن حتى لو أنت صاحب المستشفى شوف حالتك عاملة أزاى، أنت مش هتستحمل تشوفها بتتوجع وأنت متأكد أنها هتولد طبيعى من غير مخدر.
- دى مراتى أنتوا عاوزين تجننونى
قالها بصراخ، فأربتت على ذراعه وهي تقول: -
- أهدى طيب. أنا هدخل وأطمنك عليها.

دلفت إلى غرفة العمليات فجاء خالد ليراه يوسف لكنه ليس بحالة تسمح للحديث معه فتجاهله حتى أنه تجاهل دعاء خالد لزوجته، شعر بيد صغيرة تحتضن يده فنظر بجواره وكانت ملاك بعيون دامعة وقالت ببراءة: -
- أطمنى دكتورة نبض قوية
أغمض عيناه بتعب وقلق من كثرة الأنتظار لتخرج له نادين مع ممرضة وعلى وجهها علامات خوف وقلق فسألها بلهفة: -
- طمنينى نبض عاملة ايه؟
- جالك بنت بس مش هقدر أبارك غير لما نبض تقوم بالسلامة.

صرخ بها بغيظ شديد من شدة الأنتظار: -
- أنا مسألتكيش جالى أيه أنا بسألك عن نبض
أجابته بهدوء: -
- أنا معرفش محدش جوا متنبيء بحاجة، خصوصًا أن نبض هتولد التانى قيصرية
أتسعت عيناه بصدمة شديدة وكيف هذا سيقتلوا إذا فعلوا وادخلوا المخدر لوريدها، خرجت الطبيبة من أجله وقالت بجدية: -
- الحمد لله جالك بنت وحالتها غير مستقرة بالمرة، جه الوقت اللى حذرتك منه، حضرتك مُضطر تختار بين الأم والطفل التانى.

مسح وجهه بغضب مكتوم، فهى جازفت بحياتها من أجل هذان الطفلين والأن هي بخطر وأطفالها هكذا، قال بلهفة: -
- أنقذى نبض مهما كان الثمن
- تمام. إحنا محتاجين أكياس دم من فصيلتها. هاتى أكبر قدر وحصلينى
قالتها للممرضة وعادت لغرفة العملية.
وقفت ميرا بصدمة وهي تتحدث في الهاتف بداخل الكافى وقالت بتلعثم: -
- بتولد، طب ايه اللى حصل، أتصرف وأعرف لى حالتها أيه.
أغلقت الخط وهي تخرج مسرعة وتتصل بوالدها ببكاء وتقول: -.

- بابا. نبض بتولد.
- أهدى يا ميرا، وأنا هكلم ناس معارف يعرفولى الأخبار
تحدثت وهي تصعد سيارتها بحزن شديد: -
- نبض لو قامت منها هي واللى في بطنها يبقى كل أحلامى وسعادتى أدمرت
- لا عاش ولا كان اللى يدمر سعادتك يا حبيبتى. أطمنى أنا جنبك وهتصرف
قالها بجدية، أنطلقت بسيارتها غاضبة وأغلقت الخط معه..
مستشفى الجلاء الخاص.

طالت فترة بقاءها بالداخل، نزلت سارة للكافتريا لترى كريم جالسًا بجوار نادين يرتشفوا القهوة معًا لتحدق بهما بأختناق شديد..
تحدث كريم بهدوء: -
- ممكن تبطلى قلق شوية
- قلقانة عليها جدًا يا كريم، لو شوفتها وهي في العملية ضعيفة ومش قادرة حتى تصرخ لكنها بتحارب وتعافر فوق طاقتها ومبطلتش تقول ( يارب عشان يوسف مش عشانى ) في حب كدة. تبقى عارفة أنها رايحة للموت برجلها وداخلة بصدر رحب عشان جوزها وحبيبها.

نظر لفنجان القهوة وقال: -
- في حُب كدة لما يكون من طرفين بيحبوا بعض كل واحد عاوز يضحى بحياته عشان التانى زى اللى خلي يوسف يتبرع بخمس أكياس دم عشانها رغم أنه مينفعش لكنه أمر الدكتور بالقوة وهدده بوظيفته عشانها
- تقريبًا المستشفى كلها بتدعيلها وفي اللى بيصلى عشانها
تبسم بخفة وهو يقول: -.

- عشان دكتورة نبض طيبة وقلبها نقى بتساعد كل اللى محتاج ومحبوبة بين الناس، طيبتها وحب الناس ليها وأن عمرها ما أذت حد يخلوهم يدعولها
دمعت عين نادين بضعف وهي تقول: -
- هي فعلاً عمرها ما أذيت حد
مسح دمعتها بلطف وهو يبتسم بخفة مُساندًا لها ببسمته لتبتسم له بضعف، وأشتعلت نيران الغيرة بقلب سارة وهي تراه مُقرب من هذه الطبيبة وعادت غاضبة للأعلى، خرجت ممرضتين بوجه عابس وقالت أحدهن: -
- مبروك جالك ولد
- ونبض.

قالها بهلع شديد، نظرت الممرضة لصديقتها بحزن ونكزتها كى ينصرفا معًا، لم يفهم لما تهربا من الجواب عليه عن حالة زوجته ليفتح باب غرفة العمليات وخرج التوريل أولًا وخلفه الطبية ليُصدم الجميع حين رأوا الغطاء الابيض على وجهها يعلن وفأتها ولم يظهر من جسدها شيء سوى أصابع يدها اليمين من الجانب، هرع الجميع بصدمة نحوها وسقطت جهاد باكية وتوقفت قدم يوسف عن الحركة وهو يحدق بالجثمان ليقول بصدمة ووجع: -
- دى مش نبض.

رفعت صباح الغطاء ليظهر وجه الفتاة ولم تكن نبض ليتنفس الصعداء وهو يقول: -
- نبض وعدتنى مش هتسبنى
أخذت الممرضة الجثمان فسأل الطبيب بضعف وقد فقد كل قدرته: -
- نبض
تبسمت الطبيبة وهي تقول: -
- أقدر اقولك مبروك لأستاذ يوسف جالك ولد وبنت بس البنت حالتها غير مستقرة
تأفف بأختناق وهو يقول صارخًا بقوة: -
- أنتوا مبتفهموش ولا مبتسمعوش، متحسسونيش أنى بتكلم تايوانى أنا بسأل عن نبض
- ربنا أرادها الحياة لكنها في غيبوبة.

أتسعت عينه على مصراعيه بصدمة وهو يقول: -
- كومة.
صُدم الجميع حين سمع جملة الطبيبة فتحدثت بأمل: -
- أستاذ يوسف احمد ربنا وأشكره كتير، إحنا دخلين العمليات وإحنا عارفين أننا هنخسر الأطفال أو الأم وفي الغالب الأم، ربنا نزل رحمته عليك ورزقك بالأطفال والأم عندها أمل كبير تفوق، لو كانت ماتت بعد الشر مكانتش هترجع لكن الكومة ممكن تفوق منها سوا بكرة أو بعد أسبوع أو شهر لكنها هتفوق بنسبة كبيرة
- الكومة دى ليه!

نظرت الطبيبة إلى فؤاد وقالت: -
- متنساش أنها أخدت مخدر كلي عشان تولد وهو غلط عليها، معقول بعد الحرب دى كلها منتظرين ميكونش في أصابة بسيطة دى حتى يبقى طمع، عمومًا الولد هيخرج دلوقت لحضرتك لكن البنت هتروح الحضانة وفي دكاترة كتير من كل قسم هيتابعوا حالتها. ربنا رحيم يا أستاذة يوسف ونزل رحمته عليك.

تركهم وركض إلى الغرفة المخصصة لكبار الشخصيات حيث تمكث زوجته، فتح باب الغرفة ودلف ليراها على الأجهزة الطبية ونظر لها بضعف وعجز وهو يقترب منها، جلس بجوارها ودموعه تتساقط وهو يلمس يدها بلطف وقال باكيًا: -.

- نبض. وحياة ولادنا ما تسبينى أنتِ حاربتى ووصلتى لحد هنا متسبنيش في نص الطريق ولادك محتاجين ليكى وأنا محتاجك عشان أقدر أتنفس. كملى حرب ومعافرة طول عمرك عنيدة المرة دى أنا اللى بقولك عاندى يا نبض وقومى.

تساقطت دموعه على يدها فتمنى أن تقظها دمعته كما يرى بالدراما لكنها لم تُجيب عليه لأول مرة بحياته يحدثها ولا تُجيبه، عاد الجميع لمنازلهم بعد أن أطمنوا عليها وبقى هو بجوارها يراقبها ويسمع صوت بكاء طفله الصغير الذي وضع في سريره بجوارها فقال: -
- مر ساعتين وابنك صدعنى، قومى عشان تسكتيه يا نبض
قبل يدها بلطف وقال وهو يمسح على رأسها: -.

- أنا سميته رحيم عشان ربنا رحمنى من العذاب وسميت بنتك ملاك زى ما كُنتِ عاوزة وزى ما أنا وعد ملاك، ملاك مبتعيطش وتعبانة ومحتاجة ليكى. وأنا وحشنى صوتك وضحكتك يا نبضي، قلبى فقد نبضه معاكى قومى ورجعيلى النبض عشان أعيش
جفف دموعه وظل بجوارها وهي نائمة..
- بقولك أنا مقدرش أدخل الأوضة، يوسف بيه قاعد معاها والحارس على الباب وابنه معه جواه، اللى أعرف أعمله أخلص من البنت اللى في الحضانة.

قالها رجل متنكر في زى طبيب وهو يتحدث بالهاتف، اجابه عصام قائلًا: -
- ماشي، أخلص منها وأنا هتصرف في الباقى.

أغلق الخط وتسلل الرجل إلى الحضانة بعد أن خرجت الممرضتين في المساء تحديدًا فجرًا، بحث بين الأطفال عن أسم الطفلة التي تحمل أسم يوسف أو نبض ووجدها نائمة كأسمها ملاك والخراطيم الطبية متصلة بها وعلى صدرها، قطع خرطوم الأكسجين بالمقص ليصنع به ثقب ثم أدخل يده من دائرة زجاجية بالصندوق وأعطى الطفلة حقنة بيدها ثم فر هاربًا قبل أن يراه أحد وكأن يخفى وجهه بيده حتى لا يظهر أمام الكاميرات. خرج من المستشفى وصعد سيارته وهرب مُسرعة بعد أن أرسل رسالة إلى عصام يخبره بأتمام المهمة..

كان يوسف ينظر لطفله الباكى بهلع ودلفت الممرضة لتراه ولم يتوقف الطفل عن البكاء مهما فعله وكأنه يشعر بما يحدث لأخته في نفس ذات الوقت أصدار جهاز القلب المُتصل بقلب نبض أنذار بأنخفاض ضربات القلب، هرعت الممرضة للخارج تنادى الطبيب وحين دلف كان الصفارة تعلو بأنتظام تُشير إلى توقف نبض قلب نبض وهي توشك على الرحيل أو ربما رحلت مع أبنتها..

بالوقت نفسه أعلنت طبيبة الأطفال خبر وفأة ملاك تلك الطفلة الرضيعة والملاك الصغير الذي وقعت ضحية شر وحقد أناس لا تعرف قلوبهم الرحمة ربما أرادت الرحيل مع والدتها إلى عالم أخر..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة