قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني عشر

وصل يوسف بسيارته أمام منزلها لكنه تردد في النزول أجتاحه شعور الحيرة والغضب معًا كانت ترغب باللعب معه حتى أصبحت اللعبة حقيقة، تردد في فتح الباب والنزول لها بأى صفة سيعانقها بعد طلاقهما، غادر دون أن يترجل من سيارته..
مستشفى الجلاء الخاص
- يعنى الطفل مات
قالها فؤاد بصدمة من حديث الطبيب فأجابه خالد بحزن مُصطنع: -.

- أنا متأكد أنكم وأنتوا جايين شكتوا في الأحتمال دا ودكتورة نبض كانت عارفة أنها خسرت الجنين، عن أذنكم
دلفت جهاد بصحبته إلى غرفة نبض ودهشت حين رأتها تقف وتبدل ملابسها الملوثة بالدماء إلى زى المستشفى الخاص ببرود قتل قلبعا، سألها فؤاد بدهشة: -
- بتعملى ايه يا نبض؟
- بعمل ايه يعنى يا بابا عندى جراحة لطفلة عمرها 16 سنة أكيد مش هسيبها تموت
مسكها من ذراعها بقوة وهو يقول صارخًا بها: -.

- أنتِ لو دخلتى العمليات دلوقت هتقتلها، أنتِ مش حاسة بنفسك
- لا حاسة، حاسة أنى في ساعات قليلة خسرت جوزى وابنى وبقيت مطلقة لكن ذنب الناس اللى هتموت بسببى أيه
قالتها بأختناق شديد ثم رحلت، أوقفتها نادين في الرواق وهي تقول بسخرية: -
- أرى أنك بقيت مريضة مستديمة في المستشفى بدل من دكتورة
تبسمت نبض بتعب وهي تقول: -
- خلاص مبقاش فيه مرض تانى
- أتصالحى أنتِ ويوسف صح؟
تبسمت نبض ببرود وهي تقول بزمجرة: -.

- اطلقنا بس
رحلت وتركتها مصدومة بتلك الكلمة فركضت خلفها وهي تقول: -
- أزاى، طب مفكرتيش في الطفل اللى فبطنك
- حتى دا مبقاش موجود وكأن القدر مش عاوز يكون في حاجة تربطنا ببعض أبدًا، نزل قبل ما دب فيه الروح
قالتها بحزن وهي تجلس على المقعد الحديدي، جلست نادين بجوارها وهي تربت على كتفها بلطف وشفقة على حال صديقتها..
شركة ال Ss
- مفيش تاجر قماش واحد هيبع لعمار متر قماش واحد لا أصلى ولا تقليد.

قالها كريم بجدية فتبسم يوسف بسخرية وهو يقول: -
- ولسه؟ خليه يشرب نتيجة أفعاله
دلف فؤاد إلى المكتب مُنهكًا ويبدو عليه التعب فقال يوسف ببرود: -
- لسه جاي يا حضرة المدير العام
- أسف على التأخير كان عندى يوم ما يعمل به إلا ربنا..
قطعه يوسف ببرود تام وهو يقول بحدة: -
- أنت هتحكي لى قصة حياتك، متتأخرش تانى، أنا المفروض أجى ألاقى حضرتك هنا
أومأ له فؤاد بنعم ليقول: -
- أتفضل على مكتبك وتشوف شغلك.

أستدار فؤاد كى يخرج ليتوقف وهو يقول بهدوء: -
- اه للعلم بالشيء بس، نبض طليقتك سقطت ومبقاش فيه جنين أخر حاجة ممكن تربطكم ببعض
غادر المكتب قبل أن يتفوه يوسف بكلمة تركه مُصدومًا في جملته، إذا تنازل الطفل عنهما ولم يشاء القدر بوجوده ربما يكون سبب في عودتهما، تصطنع اللامبالاة وهو ينظر للورق ويتابعه كريم بنظره في صمت..
قطع صمتهم دخول مراد للمكتب وهو: -.

- هو أنا أجى يقولولى يوسف بيتجوز وأسافر أرجع يقولولى يوسف بيطلق، أنت سريع كدة ليه يا راجل
- حمدلله على السلامة، بطلت صرمحة ولا لسه
قالها يوسف وهو يقف من مكانه ثم عانقا بعضهما ليقول: -
- طلقت بجد
- اممم، عامل ايه أنتِ
تبسم مراد وهو يصافح كريم وقال: -
- عايش بس تصدق مكتبى وحشنى
- هههه أنت يوحشك الشغل مصدقش، أنت يوحشك السفر والصياعة اه، اللف وراء البنات اه.

تبسم مراد وهو يجلس ويضع قدم على الأخر باشراق ويقول بغرور مُصطنع: -
- والله يا بنى لولا فرح ناجى زميلنا مكنتش جيت أساس مصر دلوقت بس هو زنان ورخم
أومأ له يوسف بهدوء هو يعود لمباشرة عمله..
- يعنى أيه؟
- يعنى مفيش ولا تاجر في مصر هيدينا متر قماش واحد والشركات برا عرفت بغضب يوسف وكلهم رافضين أى عروض منا وبدأه يرجعوا البضاعة..
صرخ عمار بغضب قائلاً: -
- لا دا خراب بيوت. خراب بيوت.

- أنا من الأول قولتلك بلاش تقرب لمرات يوسف ولا دخلها في خلافاتنا، بس أنت ركبت دماغك وأصرت ومش بس خطفتها لا دا أنت خليت رجالتك يعتدوا عليها وكنت عاوز تقتلها، أهو طلقها ولا فرق معاه وفي المقابل هيخرب بيتنا إحنا وبرضو خد المشروع. يعنى كل اللى عملته دا معملش حاجة غير جابلنا وجع الدماغ وعداوة يوسف الحناوى
زفر عمار بغضب وهو يلقى فنجان القهوة أرضًا من الغيظ.
شقة الزمالك.

دق فؤاد باب غرفة نبض فأذنت له بالدخول وقال: -
- أنتِ صاحية يا نبض
- أيوة يا بابا
جلس على الفراش بجوارها وهو يقول مُبتسمًا: -
- فكرتك نمتى لما جيتى الصبح من المستشفى
- نمت شوية ولسه صاحية في حاجة؟
قالتها وهي تغلق الكتاب الموجود في يدها، أجابها ببسمة: -
- قومى ألبسي وتعالى معايا
- على فين يا بابا؟
- فرح واحد ابن زميل، مامتك مكسلة تروح معايا
أومأت له بنعم فتبسم بأشراق وهو ينصرف من الغرفة كى تركها تستعد.

في قاعة الأفراح، كانت مليئة بالمعازيم والجميع في أنتظار قدوم العريس والعروسة، وعلى أحد الترابيزات كان يجلس يوسف و مراد و كريم و سارة يتسامرون معًا
- بس مفيش واحدة في الفرح تلف النظر يا راجل، كلهم شبه عرايس المولد
قالها كريم وهو ينظر على الجميع فأجابته سارة بغضب: -
- اهو دا كل اللى يهمكم أنتوا يا رجالة
- يا بنتى مش لازم أعيش شبابى ولا عاوزنى أكون زى أخوكى دا.

قالها كريم بسخرية لتنكزه في ذراعه وهي تقول: -
- ماله أخويا بقى؟ راجل محترم
- شبه الإنسان الألى بس..
قالها وهو ينظر مُجددًا على القاعة، كان يوسف هادئًا وهو ينظر في كأسه بصمت ويتابع حديثهما في صامت تام، قال مراد بحماس وهو ينكز يوسف في ذراعه: -
- بص. بص مين هناك.

رفع يوسف نظره بلا مبالاة ليدهش برؤيتها تدخل من باب القاعة وتتباطى ذراع والدها بدل منه هو كان يجب أن تكون في ذراعه هو، كانت كالأميرة بفستانها الأسود ويلمع كالؤلؤ بكم شفاف وطويل يخفى أقدامها وكعبها العالى، فقط يظهر نحافتها وشعرها مسدول على الجانب الأيمن وظهرها ليظهر حلق أذنها الطويل الذي يداعب كتفها وعنقها بلون الفضي، تضع القليل من مساحيق التجميل لتزيدها جمالًا وسحرًا، أبعد عيناه عنها ببرود مُصطنع فكانت زوجته حتى الأسبوع الماضي واليوم هي طلقيته.

كاد فؤاد أن يجلس على أحد الطاولات ليوقفه صوت مراد قائلاً: -
- يا حضرة المدير العام
نظر على الصوت ليراهم جميعًا، وقع نظرها عليه وهو جالسًا وينظر في كأسه ببروده المعتاد، أخذها فؤاد إلى طاولتهم وسحب الكرسي لها كى تجلس وجلس بجوارها ليقول كريم ببسمة مُشرقة: -
- مش تعرفنا. أنت أتجوزت على المدام وبتلعب بديل ولا ايه يا حضرة المدير العام
قهقه فؤاد ضاحكًا وهو يقول: -.

- يا ريت كان ينفع والله بس خلاص بقى. نبض بنتى. مراد مهندس عندنا في الشركة بالورق لكن مبدخلش الشركة غير صدف
تبسمت نبض بأشراق وهي تقول بعفوية: -
- تشرفنا
وقف من مكانه وهو يمد يده لها بأعجاب قائلاً: -
- دا الشرف ليا والله
صافحته بهدوء ليضع قبلة على يدها من باب المجاملة مما جعل يوسف يشتعل غضبًا وهو يغلق قبضته بأحكام قبل أن يلكم هذا المراد الجالس بجواره، ويقتلها على بسماتها تلك أمام رجال أخرين.

ظل صامتًا وهو يراقبهما بأذنه في حديثهما منذ أن جلست وتوقف مراد على مغازلة الجميع يغازلها هي
- دكتورة قلب!
قالها بتعجب فأومأت له بنعم ليقول بتعب مُصطنع: -
- أتارى قلبى وجعنى. طب ما تكشفى عليا يا دكتورة ينوبك ثواب.

تبسمت وهي تتحاشي النظر له فتقابلت أعينهم أخيرًا في ناظرة صامتة، نظر نظرة يخبرها بها بأنه لم يتحمل كثيرًا وسيقتلها في لحظة ما هي وذلك الرجل، أم هي نظرت له نظرة عتاب وبرود وكأنها تناسته من حياتها.
كان فؤاد يراقبهما في صمت ثم أنحنى نحو كريم ليقول: -
- قول لمراد يتلم بدل ما الفرح يتقلب لعزاء
- هو قاصد كدة لأنه عارف أن نبض مراته. قصدى كانت مراته
همس فؤاد له بغضب وهو يقول: -.

- إحنا أتفقنا نجيبهم يمكن يتصالحوا مش عشان نجوز نبض قدامه
- أنا جبته بالعافية بعد أقناع طويل..
نظر فؤاد عليهما وهو يقول بهمس: -
- أتصرف يا كريم
أومأ له بنعم ثم همس ل سارة قائلة: -
- وزعى مراد من هنا قبل ما أخوكى يقتله
أومأت له بنعم ثم قالت: -
- مراد
اجابها ونظره على نبض قائلاً: -
- عيونه.
- مراد بكلمك
قالتها بنبرة غاضبة لينظر لها بغيظ قائلًا: -
- عاوزة أيه؟
- قوم عشان نرقص
قالتها بنبرة تهديد فقال بغضب مكتوم: -.

- معلش بنت خالتى وأخت رئيسى لو مقومتش هتعلقنى. عن أذنك يا جميلتى
- أتفضل
قالتها نبض في هدوء وذهب مع سارة ليعم الصمت المكان بينهم فقط نظرات من حين لأخر حتى ملت نبض وشعرت بألم صدرها من قلبها المحترق فقالت: -
- بابا أنا هستناك برا
رحلت في صمت تام تحت أنظاره ليتحدث يوسف بنبرة باردة وهو ينظر بكأسه: -
- لعبة خايبة زيكم!
- يا يوسف..
قالها كريم بهدوء ليقطعه بغضب وهو يقول: -.

- اسكت يا كريم لينا حساب في البيت على اللى عملته، بس العيب مش عليك العيب على الاب اللى بيرخص بنته وجايبها مخصوص عشان تكون لعبة وصفقة
قالها وغادر المكان غاضبًا من فعلتهما لولا أتفاقهما ما كانت سنحت الفرصة ل مراد أو غيره من الرجال لمغازلة هذه النبض التي أصبحت رغم عنه نبضة قلبه المتحجر، خرج من القاعة كى يغادر وحده ليصدم حين راها تقف هناك مع رجل يعرفه جيدًا..
- نبض بتعملى أيه هنا؟

توقفت عن السير وخرجت من شرودها وهي تقول بتعجب: -
- دكتور خالد
- مش براقبك على فكرة، أنا ابن خالة العروسة
قالها بابتسامة فتبسمت رغم أوجاعها وقالت: -
- مبروك عقبالك
- لا خلاص عقبالى ايه ما اللى أخترتها موافقتش بيا
تنحنحت بأحراج وهي تقول: -
- دكتور خالد أنا بعتز بيك كصديق ومش..
قطعها بابتسامة مبهجة مُتجاهلًا سماع هذا الحديث منها وقال: -
- مقولتليش بقى ماشية بدرى ليه
- تعبت ومصدعة وكما معرفش حد جوا.

قالتها باحراج فقال: -
- طب أنا أهو. تسمحيلى
- أسفة بس حقيقي مش عاوزة أدخل تانى، في ناس محبش أنى أشوفهم
أتاهما صوت كريم يناديه من الخلف: -
- يوسف بيه
أستدارت فرأته واقفًا هناك واضعًا يديه في جيبه ويرمقها بأشمئزاز ثم سار نحوهما ومر من جانبها دون أن يكترث لها وغضبه ظاهرًا بملامحه، نظرت له وهو يرحل في صمت لتقول: -
- عن أذنك.

ذهبت هي الأخرى للخارج في هدوء تخفى أوجاعها وضعفها بدونه، كانت تسير في مرأب السيارات كى تصل إلى سيارتها وتختبيء بها.
توقفت أمام سيارتها وفتحت حقيبتها كى تخرج مفتاح السيارة لتشعر بيد على كتفها فأستدارت بلهفة وهي تقول: -
- يوسف..
صمتت بصدمة حين رأت رجل مُلثم يقف أمامها، عادت خطوة للخلف حتى ألتصقت بسيارتها وسقطت الحقيبة والمفتاح من يدها، فقال الرجل: -
- طلعى اللى معاكى في هدوء.

أزدردت لعابها بخوف لتُصدم حين اخرج سكين من جيبه، أنحنت كى تجلب حقيبتها وأعطته كل ما بها قالت بتلعثم وخوف: -
- والله معيش غيرهم
- أنتِ بتكذبى عليا، أقلعى السلسلة دى
تشبثت بسلسلتها بخوف وقالت: -
- بلاش دى أنا أديتك كل اللى معايا.

وضع يده فوق يدها وجذب القلادة بقوة ثم ركض وهو ينظر عليها فأصطدم بجسد قوى، نظرت بصدمة وهي ترى يوسف يقف أمامه بوجه غاضب والنيران تطاير من عينيه، بدأ العراك معهم وحين أسقط يوسف السكين فر الرجل هاربًا، أخذ قلادتها وتقدم نحوها فرأها جالسة بجوار سيارتها وتبكى ليسألها بنبرة هادئة: -
- أنتِ كويسة؟

جهشت في البكاء بقوة لتشعر بيديه تجفف دموعها فرفعت رأسها له لتنظر إلى عينيه ورأت جرح صغير بجبينه، وقفت على ركبتيها بلهفة وخوف وهي تلمس جبينه بقلق وتقول بصوت باكى: -
- بتوجع.
- مش بقدر وجع غيابك
نظرت له بحنين وشوق وهو يحدق بعينيها الباكيتين ويلمس وجنتها بأبهامه فقالت بهدوء: -
- أركب.

فتحت سيارتها وصعدت في مقعد السائق وصعد بجوارها مُنتظر حديثها فأخرجت حقيبة أسعافات اولية من المقعد الخلفية وعالجت جرحه الصغير وهي تقول بنبرة هادئة: -
- لما تلاقى حرامى متجادلهوش لأنه ممكن يأذيك عشان يأخد اللى عاوزاه
فتح كف يده وقال: -
- بس أنتِ بتعتز بالسلسلة دى لأنها الذكرى الوحيدة من جدتك
تحدثت بنبرة غاضبة بعض الشيء: -
- وتفتكر لو كان أذاك كانت السلسلة هتفرق معايا
نظر لعيناها بشوق وقال بصوت دافيء: -.

- هفرق معاكى لو أتأذيت
صمتت ولم تجيب في حين أن عينيها أخبره كما تعشقه هذه الفتاة العنيدة وأنه هو الشيء الوحيد الذي تكترث له، أقترب نحوه وهو يعلق القلادة في عنقها ثم همس بأذنيها قائلاً: -
- متتنازليش عن الحاجات اللى بتحبيها يا نبض.

أغمضت عيناها بأستسلام لمداعبة أنفاسه الدافئة لعنقها البارد، أبتعد قليلًا ليرى دموع تذرف من عينيها رغم اغلقهم، تأملها بقلب مُشتاق لها بجنون فكانت جميلة رغم بكاءها، شعرت بشفتيه الباردة تقبل دموعها الحارة بلطف شديد، أغلقت قبضتها على فستانها بشوق ثم فتحت عيناها لتلتقى بعينيه القريبة جدًا منها، ما زال يحافظ على قربه الشديد منها، حدق بعينيها بصمت قاتل وهي ترى بعينيه كم هو مُشتاق لها لكنه ما زال لا يرغب في الأعتذار أو أرجاعها له ما زال محتفظ بكبرياءه، دهشت حين مسك رأسها بكفيه وسرق قبلة من شفتيها يعبر به عن أشتياقه وأوجاعه التي يخفيها أمام الجميع في بروده وتحجره، تشبثت بسترته بقوة فكانت بأمس الحاجة له فهى هذه الفترة، كانت ترغب بعناقه وتبكى بقوة بين ذراعيه على فقد طفلها التي لم تذرف دمعه واحدة على خسارته حتى الأن..

أبتعد عنها كى يلتقط أنفاسه وقال بلهجة أمرية: -
- أياك تضحكى فوش راجل تانى ولا حتى أشوفك مع ظل راجل صدفة
أتسعت عينيها بصدمة على هذا المتعجرف المغرور ما زال يأمرها وهي ليست ملكه، مازال محتفظ بغروره اللعين ويعاملها كجارية لديه فدفعته بقوة في صدره وقالت بانفعال سافر: -
- هتفضل زى ما أنت يا يوسف، مبتتغيرش ولا بتتنازل عن غرورك، وطول ما أنت كدة هتفضل تخسر وعمرى ما هرجعلك.

- أنا موعدتكيش أنى هتغير ولا طلبت منك الرجوع
كبثت غضبها بداخلها وزفرت بأختناق وهي تقول: -
- أنزل يا يوسف
فتح باب السيارة وقال قبل أن يترجل منها: -
- أعتبرى اللى حصل غلطة في لحظة ضعف
ترجل من السيارة ليتركها مصدومة من قسوته وجبروته التي على وشك قتلها حقًا، قادت سيارتها بسرعة جنونية إلى بوابة القاعة وأخذت والدها ورحلت في صمت قاتل ودموعها لا تتوقف عن الأنهمار..
قصر الحناوى.

دلفت ميادة إلى غرفة ميرا بسعادة وهي تقول: -
- خبرين أحسن من بعض
- خير
قالتها ميرا وهي تنفث دخان سيجارتها لتُجيبها ميادة: -
- الأول يوسف طلق نبض
- بتقولى أيه؟
قالتها وهي تقف بذهول وتسفط السيجارة من يدها أرضًا لتتابع ميادة بسعادة: -
- والتانى الزعل والقهرة يا حرام سقطوا نبض ومبقاش في جنين ولا حتى حاجة تربطهم ببعض نهائى تخليه يفكر في يوم انه يرجعها، أنا هموت من الفرحة.

تبسمت ميرا بسعادة وهي تُتمتم بفرحة قائلة: -
- معقول، يوسف ممكن يرجعلى تانى
- شدى حيلك بقى والطريق بقى خالى تمامًا قدامك يا حبيبتى
قالتها ميادة وهي تربت على كتفها بلطف..
مستشفى الجلاء الخاص
- لا دا مريض نفسي أكيد
تحدثت نبض وهي تجز على أسنانها وتغلق قبضتها بأختناق: -
- اااه فارسنى يا نادين، ابقى أنا اللى طالبة الطلاق وهو اللى يفرسنى. عارفة عاوزة أروح أخنقه من زمارة رقبته.

- أتهدى بقى لأنك اللى غلطانة، أزاى تسيب واحد غريب يبوسك يا هانم
قالتها نادين بغيظ من تصرفات صديقتها، تنحنحت نبض بأرتباك وقالت: -
- معرفش أنا محستش بنفسي زى اللى في غيبوبة والله
تحدثت نادين بغضب وتحذير قائلة: -
- وهتفضلى لحد أمتى كل ما تشوفى تضعفى وتبقى في غيبوبة، هو خلاص طلقك وحتى الطفل اللى بينكم راح
أجابتها نبض بضعف وهي تتحاشي النظر لها: -
- بحبه يا نادين. بحبه اوى.

- طب خلاص أهدى، مش فاهمة مادام بتحبيه اتمسكتى بالطلاق ليه
تحدثت نبض بحسرة وهي تبكى: -
- كنت عاوزة احس أنه عاوزنى مش مجبر عليا، كنت عاوزاه يتمسك بيا ولا مش من حقى أن جوزى يتمسك بيا ويحبنى، مش من حقى أنه يحس بيا ويراعى مشاعرى
أربتت نادين على كتفها بلطف لتقول: -
- من حقك يا حبيبتى بس أهدى
- يوسف دا غبى ومتخلف عشان مقدرش حبى له..

نكزتها نادين في ذراعها بصدمة وهي تنظر للخلف وتشير لها بأن هناك من يقف خلفها ويسترق السمع لحديثها، تابعت نبض بغضب شديد قائلة: -
- بيقولوا عليه ذكى وهو مخه مخ حمار، اااه لو أشوف الحمار دا
أتاها صوته بجوار أذنها وهو يقول: -
- هتعملى ايه لما تشوفى الحمار
- هموته في أيدى و..
قطعت حديثها بصدمة وهو تقف من مكانها وتستدير لتراه يقف خلفها مباشرة فقال بغرور: -
- الحمار!

- أنت أيه اللى جابك هنا؟ لتكون جاى تكشف على الخربوش دا
- أنا مش فاضي لدرجة الفراغ دى، ثم دى المستشفى بتاعتى وأنا أجى وقت ما أحب
قالها بغرور قاتل لتُتمتم قائلة: -
- مغرور وغبى
- سمعتك
أزدردت لعابها بأرتباك وهي تنظر له فجاء لها خالد من الخلف دون أن يرى وجه يوسف وهو يقول: -
- دكتورة نبض. تسمحيلى أعزمك على الغداء النهاردة
رمقها بنظرة مُحذرة يذكرها بتحذيره لها أمس فتبسمت بخُبث نسائي وقالت وهي ترمقه بغضب: -.

- أكيد..
رفع حاجبه لها بمكر وقال: -
- تقصد تقولك أكيد لا
- نعم! وأنت بتدخل بصفتك أيه؟
تبسم يوسف بمكر وهو يقول بغرور: -
- بصفتى الحمار، قصدى جوزك
- يا حرام أنت جالك الزهايمر. إحنا أطلقنا
قالتها باستفزاز وهي تستدير كى ترحل من أمامه لتصدم حين جذبها بقوة نحوه لتلتصق بصدره وهو يحيط ظهرها بذراعه فقالت بخجل من نظر الجميع عليهما: -
- أنت أتجننت يا يوسف، أبعد عنى الناس بتتفرج علينا.

أقترب بوجهه أكثر من وجهها ليخيفها ويزيد من ربكتها وقال بجدية وكبرياء: -
- ردتك لعصمتى يا زوجتى العزيزة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة