قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن عشر

أستيقظت نبض مع شروق الشمس وهي تمطى جسدها في الفراش فلمست يدها وجهه لتنظر وتراه جالسًا بجوارها يتأملها ويسند رأسه على ذراعه فقالت بابتسامة ناعسة: -
- صباح الخير يا روحى
- صباح الحُب والسعادة يا نبضي
قالها وهو يسرق منها قبلة ثم تابع: -
- يلا عشان منتأخرش على الطيارة
- اممم حاضر.

قالتها وهي تقف من الفراش، اخذت حمام دافيء ثم أرتدت بنطلون جينز وتيشرت أبيض فوقه جاكيت جلدى وعلى رأسها طاقية من الصوف وحول عنقها وشاح ثم أرتدت حذاء رياضي مُريح لرحلتها، خرجت من المصعد بصحبته وذهبا للمطار لتلتقى بوالدها و صباح فعانقته بشدة لتقول صباح: -
- براحة يا نبض متجريش كدة، أنتِ حامل
- حاضر
قالتها بأبتسامة ومازالت بأحضان والدها وصعد الجميع للطائرة..
شقة شبرا.

فتحت ميادة الباب ودلفت للشقة لتسمع صوت أبنتها تتحدث مع أحد، ولجت للصالون وصدمت حين رأت زوجها يجلس مع ميرا لتقول بصدمة: -
- أنت أيه اللى جابك هنا؟ وخرجت من السجن أمتى؟
- جاي لمراتى وبنتى ولا عاوزانى أسيبكم كدة
قالها بغرور لتصرخ بانفعال قائلة: -
- مراتك أيه إحنا أطلقنا من عشرة سنين، وبنتك دى تنساها خالص يا عصام، أنت أيه مبتزهقش من المشاكل مع اللى حواليك.

- اسمعى بس يا ميادة، أنا معايا فلوس كتير أوى وعندى ?يلا نعيش فيها سوى بدلا من القرف اللى عايشين فيه دا
قالها بجدية، تأففت بأختناق وهي تقول: -
- مالكش دعوة إحنا مرتاحين بالقرف دا، أطلع برا بقى والشقة دى تنساها تماما
وقفت ميرا بغضب وقالت: -
- أسفة يا ماما، أنا هروح مع بابا أنا مقدرش أعيش هنا أكتر من كدة
- هتروحى تعيشي بفلوس حرام يا ميرا
سألتها بصدمة لتُجيبها قائلة: -.

- كانت حرام بس دلوقت حلال، الفلوس دى بابا خدها من يوسف ودخل السجن ويوسف أخد كل أملاكى يبقى دا حقى ورجعلى يا ماما
- أنتِ هتحللى كمان على مزاجك
قالتها ميادة بغضب ليقول عصام: -
- أسمعى الكلام يا ميادة وتعالى عيشى معانا، أما يوسف دا فأنا مراقبه من ساعة ما حط رجله في باريس ونهايته قربت وهدفعه تمن كل حاجة عملها فيا وفيكم وفي بنتى.

- لا دا أنت ناوى على موتنا بقى، أنت أيه يا أخى مبتعرفش تعيش من غير مشاكل وحقد على خلق الله، مكفكش اللى حصل والسنين اللى ضاعت من عمرك في السجن، مبتزهقش
صرخت بوجهه بغضب شديد ثم دلفت إلى غرفتها مُشتاطة غضبًا، دلفت ميرا خلفها لتقنعها بالذهاب مع والدها..
قصر الحناوى
وصلت السيارة إلى القصر مع أذان المغرب ودلف الجميع وكانت سارة بأنتظارهم وهي ترحب بهم وتبارك ل نبض على الحمل فسألتها صباح: -
- رجلك مالها؟

- أتلوت منى في الجنينة متقلقيش
نظرت صباح خلفها تبحث عن زوجها وقالت: -
- جلال فين
- بابا في أوضته بس حالته في النازل خالص يا ماما وتعبان جدًا وطلبت الدكتور قالى أنه كدة بسبب القلب وأنه في أيامه الأخيرة زى ما فهمك
أربتت صباح على كتفها وصعدت للغرفة، صعدت نبض معه إلى غرفتهما وهي تلقى بجسدها على الفراش وتقول: -
- أنا جعانة نوم
- نبض أنتِ بتحملى عشان تنامى
قالها بسخرية وهو يداعبها بحديثه لتقول: -.

- ليه بس ما أنا نازلة الشغل بكرة ومش هنام
- هتنزلنى الشغل على طول كدة
قالها وهو يمدد جسده بجوارها لتقول: -
- اممم رائحة المعقمات والادوية وحشتنى جدًا
- وأنا موحشتكيش
قالها وهو يفتح سحاب جاكيتها لتقول بمكر: -
- خد بالك أنت اللى بتتحرش بيا دلوقت مش أنا
قهقه ضاحكًا وهو يغلق الأضواء ويقول: -
- هطمن على بنتى بس بتأكل ولا أمها مجوعها..

خرجت نادين من المطعم صباحًا وهي تحمل السندوتش بيدها وتتناوله وهي تنظر بالهاتف لتُصدم بشاب يافع ببشرة سمراء، أصلع وعينه بنية بدون لحية، مُرتدي قميص أبيض وبنطلون كحلى.
لوثت قميصه بالساندوتش لتتحدث بهلع وهي تضع الهاتف في جيبها وتقول: -
- أنا أسفة والله، مأخدتش بالى أصلى دكتورة وكنت بتاعت حالة لمريض عندى في التليفون مشوفتكش خالص. أسفة جدًا
تحدث بهدوء وابتسامة على ذعرها بشيء بسيط وقالت: -
- حصل خير.

نظرت له وهي تقول: -
- أنا أسفة
- خلاص محصلش حاجة
تبسمت بعفوية وقالت: -
- حيث كدة بقى اسمحلى أعزمك على الفطار عشان أتاكد أنك مش زعلان
- لا مفيش داعى يافندم
- يبقى زعلان ومقبلتش أعتذارى..
قطعها وهو يقول: -
- لا خلاص أتفضلى
تبسمت وهي تمد يدها له وقدمت نفسها: -
- نادين، دكتورة نادين.

نظر ليدها ثم لها كانت فتاة بمنتصف العشرينات بشعر ذهبى قصير يصل للعنق ناعم ومفرود وتضع على رأسها نظارة شمسية مُرتدي بنطلون جينز فضفاض وعليه تيشرت أبيض تدخله بالبنطلون وجاكيت جلدي وتحمل حقيبة صغيرة على كتفها وحذاء رياضي، بشرة متوسطة البياض وعيون بنية ضيقة وملامح وجه صغيرة..
- كريم
قالها وهو يصافحها ودلفا للمطعم مجددًا..

فتحت نبض نافذة سيارتها قبل أن تنطلق من القصر ونظرت لسيارته الواقفة بجوارها وقالت ببسمة: -
- يوسف
فتح نافذة سيارته وهو يقول بجدية: -
- نعم
- بحبك
قالتها بسعادة وأنطلقت بسيارتها ذاهبة إلى عملها، تبسم عليها وقال بنبرة هادئة: -
- أطلع يا عثمان
وصلت نبض للمستشفى ودلفت وهي تنظر بهاتفها وتبعث له رسالة ( وحشتنى في الساعة دى أووى ) تبسمت لتأتى له نادين مبتسمة وقالت: -
- بتضحكى ليه؟

- مش لما أعرف الدكتورة نادين فرحانة ليه؟
نظرت للأمام بشرود وقالت: -
- سمراه دوبنى، علي جوز عيون بني ولا قرعته تجنن يا مامى
نظرت نبض لها بدهشة وهي تقف أمامها وتقول: -
- الله الله هو مين دا
- واحد متعرفهوش، جمعتنا الصدفة
قالتها وهي تصعد في السلم الكهربائى للطابق التالى..

وصلته رسالتها ليبتسم وهو يتذكر ما فعلته في باريس لتخبره بأنها حامل فقط من أجل أسعاده قليلًا برومانسية، فتح باب سيارته مُجددًا وصعد وهو يقول: -
- أطلع يا عثمان على المستشفى. بسرعة ولا أقولك أقف الأول على محل ورد
أنطلق عثمان بيه ليُلبى طلبه..
مُستشفى الجلاء الخاص.

كانت نبض بجناح قسم الصدر تتابع مرضاها والبسمة لم تفارق وجهها أبدًا، كانت تهديهم جميعًا بسماتها وحديثها الذي يرفع من روحهم المعنوية كى يحاربه المرض وربما تساعدهم على تخفف ألمهم، دلفت إلى غرفة طفلتها المريض منذ 4 أشهر وهي تُقيم بالمستشفى، تغضب دومًا إذا جاءها طبيب غير نبض وترفض تلقى العلاج منهم، طفلة بعمر ال 16 عام فتبسمت حين ولجت نبض وقالت: -
- تأخرتى!
- أسفة كنت برا مصر.

تبسمت نبض حين أخرجت ملاك وردة حمراء من جوار وسادتها وقالت: -
- خلت ماما أشترتها مخصوص عشانك لما عرفت أن جاية النهاردة
- ميرسي يا ملاك
قالتها نبض وهي تأخذها ببسمة، تبسمت ملاك رغم خراطيم الأكسجين المتصلة بأنفها وقالت: -
- أنتِ جميلة أوى يا دكتورة نبض عشان بتعرفى تخلينى أحبك وكل المرضي بيحبوكى عشان بتخففى عنهم لكن الدكاترة التانيين بيخشوا مكشرين أوى
- وأنتِ عارفة أنى بحبك يا ملاك، ممكن نأخد الحقنة بقى.

قالتها نبض وهي تمسك ذراعها فتبسمت ملاك بتعب وهي تقول: -
- ممكن بشرط
- أيه؟
- لو مُت قبل ما تجيبى نونو تسميه ملاك عشان تفتكرنى لأنى بحبك بجد
قالتها بنبرة مُنكهة، أربتت نبض على رأسها وهي تبعثر شعرها وقالت: -
- أنا هسميها ملاك وهجيبهالك تقعديها معاكى وأنا بشتغل كمان تلعبوا سوا
- وأنا موافقة جدًا
شعرت نبض بدوران في رأسها وغثيان في معدتها، أهتز جسدها قليلًا لتقف ملاك على الفراش وهي تمسكها بقلق: -.

- أنتِ كويسة يا دكتورة نبض؟ شكلك تعبانة. أستنى هجبلك دكتور
مسكتها نبض من ذراعها وهي تقول: -
- لا متجبيش. أنا مش تعبانة ولا حاجة
- بس أنت تعبانة متخبيش
قالتها ملاك وهي تلمس جبينها فتبسمت نبض عليها وقالت: -
- مش تعبانة أنا هجيب نونو بس، وهو بيلعب معايا شوية
تبسمت ملاك بسعادة وهي تقول: -
- أنتِ حامل وهتجيبى ملاك
أومأت نبض لها فتابعت حديثها: -.

- إذن أنا لازم أخد الدواء كله وأعمل العملية عشان ألعب مع ملاك الصغنن
وصل يوسف للمستشفى وسأل عنها نادين فأخذته للأعلى حيث توجد نبض..
تبسمت نبض وخرجت من غرفة ملاك تحمل الوردة بيدها ودوران رأسها يزيد وتزيد رغبتها في الأستفراغ كل ما بمعدتها، كادت أن تفلت يدها من على الحائط وتسقط فشعرت بيد تمسكها من ذراعها بقوة وصوت قوى يتحدث: -
- مالك يا دكتورة نبض؟
نظرت فرأت خالد يمسك ذراعها، جذبت ذراعها بأحراج وقالت: -.

- مفيش
تقدمت خطوة للأمام وألم معدتها تزداد سوء ووجع فوضعت يدها على بطنها بتعب شديد وكادت أن تسقط فمسكها خالد بحذر وهو يلف ذراعيه على خاصرتها وخلف ظهرها، تشبثت بذراعه بضعف وهي تشعر بسكاكين تقطع رحمها تقريبًا.

وقف يوسف بصدمة وهو يراها بين ذراعي رجل غريب وهي تتشبث به، سقطت باقة الورود من يده و نادين تنظر عليهما بصدمة ووضعت يدها على فمها بصدمة، لمح يوسف الوردة الحمراء بيدها وهي تمسك ذراعه، كانت ملاك تقف أمام باب غرفتها وتحمل دفتر نبض الذي نسته بغرفتها، كاد خالد أن يتركها وحين لمح يوسف بعيدًا تشبث بها أكثر وهو يرفع يده ليبعد خصلات شعرها عن وجهه ويقول: -
- شكلك تعبانة. أوديكى لدكتورة.

لم تستطيع جوابه حيث جذبها يوسف من ذراعها بقوة جعلتها تلتصق بجسده هو فصرخت بألم من جذبته وصدمت حين رأته يشتاط غضبًا ولكم خالد على وجهه بقوة أسقطه أرضًا ثم جذبها وهو يسير للخارج وهي تتألم من سرعة حركته وبالتالى حركتها السريعة تزيد من ألمها، لم يبالى بألمها وهي تناديه بوجعه حتى وصل إلى السيارة بغضب قاتل، دفعها بالداخل بقوة لتصرخ بتلقائية وجلس بجوارها وهو يقول بنبرة مُخيفة: -
- أطلع على البيت يا عثمان.

- يوسف أنت بتعمل أيه؟
قالتها بغضب وهي تتغاطى عن أوجاعها وتكتم أنين ألمها بداخلها، صمت بدون أن يُجيبها فتابعت حديثها: -
- أنا ورايا شغل يا يوسف وعندى عملية كمان ساعة
- شغل وعملية في حضن راجل تانى، هتعملى عملية أزاى تخطفى قلبه ولا تخونى جوزك
قالها وهو يكز على أسنانه، أتسعت عيناها بصدمة وهي تنظر له وقالت: -
- أنت بتقول أيه؟ أنت واخد بالك بتقول أيه؟

مسكها من فك وجهها وهو يدفعها في مقعدها بقوة وقال بعيون قاتلة ونبرة مُخيفة: -
- أسكتِ يا نبض، أسكتِ عشان مقتلكيش في الحال. كلهم خونة وتستاهلوا القتل وأنا ابن كلب وغلطان أنى وثقت في واحدة من صنفكم
تركها ونظر للأمام وألمها تشدد عليها، كزت على شفتيها بوجع وتقول بألم: -
- أنت أكيد مجنون، أنت بتفكر في أيه؟.

وصل للقصر وهو يأخذها من يدها ويسحبها خلفه بقوة وكادت أن تسقط من يده على الدرج أكثر من مرة، دلف لغرفتهم فتحدثت نبض بنبرة مرتفعة وغضب يحتل على ملامحها قائلة: -
- أنت بجد مصدق اللى عقلك مصورهولك دا.
صدمت بصفعة قوية نزلت من يده على وجهها كادت أن تفقدها توزانها وهو يقول بغضب ناري يكاد يقتلها بتلك اللحظة: -
- ما تخرسي بقى..

وضعت يدها على وجنتها مكان صفعته بصدمة لا تصدق أنه فعلها وضربها بهذه الأهانة وجرح كبريائها لتقول بغضب شديد: -
- أنت بتضربنى يا يوسف
- ويفضل أن مسمعش حتى صوت أنفاسك عشان مقتلكيش فيها يا نبض
قالها وهو يحدق بها بعيون صقر يكاد يلتهم فريسته وأسد على وشك قتل فريسته، كانت عينه حمراء من شدة غضبه وعروقه تبزر بشدة في ذراعيه وعنقه، تقدمت نحو الباب ليمسك ذراعها بقوة وهو يقول: -
- على فين يا ست الحُسن.

- رايحة بيت أهلى وورقتى توصلى أنا مش من الشارع ولا ضعيفة وجارية عندك عشان تمد أيدك عليا، وأفتكر يا يوسف أن مش نبض اللى تتعامل كدة
جذبها من ذراعها وهو يدخلها إلى الفراش بقوة خلفه ويقول أثناء دفعه لجسدها على الفراش: -
- واضح أن دلعى فيكى صورلك أنك هتتقدرى تلوى دراعى وتأمرنى..
سقطت على الفراش وهي تتألم ليقول بلهجة مُخيفة: -.

- أفتكرى أنتِ أنى يوسف الحناوى وأن كل اللى حواليكى حذروكى من شرى وأولهم أبوكى اللى رايحة تتحامى فيه، أبوكى لو وقف قدامى ميقدرش يرفع عينه في عينى غير بأمر منى.
- أنت فاكر نفسك أشترتنى ولا ايه
قالتها بغضب ليقول بجدية صارخًا بها: -.

- اه شاريكى عجبك ولا لا، اللى جوزها يجبها من حضن راجل تانى متفتحش بوقها وتستاهل الموت، أحمدى ربنا أنك حامل في ابنى لأنه هيطول في عمرك تسع شهور لحد ما تولدى ولو ربنا بيحبك هيأخدك في الولادة لأن موتك على أيدى يا نبض هيبقى أبشع مما تتصورى
- أنت متقدرش تموتنى يا يوسف، أنت بتحبنى ودا نقطة ضعفك
قالتها بتحدى ليصفعها مجددًا وهو يقول: -
- دا ضعفى اللى بتقولى عليه..
مسكها من شعرها بقوة وهو يقول: -.

- متستفزنيش يا نبض عشان منهيش عمرك دلوقت وظط فيكى أنتِ واللى في بطنك هو مش هيحميكى من شرى كثير، أهدى كدة وكونى زى أى كرسي مبحسش بوجوده دا لو خايفة على اللى في بطنك زى أى أم. صدقينى يا نبض أنا مفيش أسهل من موتك عندى
- لدرجتى!
قالتها بعيون دامعة وهي تتألم من قبضته ليقول: -.

- الست اللى تخونى وأشوفها في حضن راجل تانى وهي مراتى بحكم عليها بالموت، وأنتِ الحكم بموتك مستني التنفيذ لما تولدى ولحد ما تولدى مش هتشوفى نور الشمس هتعيشى سجينة في الأوضة دى واقعدى بقى الباقى من عمرك ادعى ربنا يغفرلك خطيئتك. أنا متخانش يا نبض، مش يوسف الحناوى اللى يتخان..

تركها وغادر الغرفة لتلقى بجسدها على الفراش تتألم من طفلها وقد أزادت الألم عليها بشدة ولم تستطيع كبتها أكثر من ذلك، شدة ألمها منعتها من التفكير في الحديث معه أو الفرار من غرفته أو حتى تبرر موقفها له..

وصل يوسف للشركة بغضب شديد وهو يتشاجر مع الجميع على أقل سبب، تعجب فؤاد لحالته وهكذا كريم، لغى جميع الأجتماعات والمقابلات وظل بمكتبه حتى منتصف الليل ودلف كريم وهو ينظر على المكتب أمامه 7 أكواب قهوة فقال بتعجب: -
- مش هتروح يا يوسف
- لا مش هروح، روح أنت يا كريم
- هو في حاجة حصلت.

قالها كريم وهو يجلس على المكتب أمامه، أغمض عيناه بغضب مكتوم وألم تعتصر قلبه ربما هذا القلب العاشق تعرض للأغتصاب بما رأه وكيف سمحت لرجل أخر بلمسها وأخذها في أحضانه.
وقف من مكانه والغضب يلتهم صدره وضلوعه ثم خرج من الشركة ذاهبًا إلى القصر ربما يقتلها وتنتهى ألمه..

عاد إلى القصر وكان الجميع نائمون، دلف إلى غرفته فسمع صوتها في المرحاض تستفرغ ما في أحشاءها وهي تلهث وتتألم، جلس على المقعد بهدوء ما قبل العاصفة مُنتظر خروجها، فتحت نبض باب المرحاض وهي تتألم وتتكأ عليه، رأته جالسًا هناك لتخفى ألمها وهي تقف بقوة رغم أوجاعها التي زادت حين أستقم ظهرها وتقدمت للأمام نحوه الفراش فقال ببرود: -.

- شايفك لسه عايشة واحدة غيرك كان نهت حياتها قبل ما أجى، ولا أنتوا دى طبيعتكم البجاحة
رمقته بنظرة غضب وقالت ببرود: -
- البجاحة دى اللى مدياك الثقة ومخلياك ترفع عينك في عينى من غير خجل بعد كلام الصبح
وقف من مكانه وهو يمسكها من ذراعها بقوة ويضغط عليه حتى يؤلمها وقال بصوت قوى وهو ينظر بعيناها: -.

- أحترمى نفسك يا نبض في الكلام معايا، لأن وقت الدلع خلاص راح، دلوقت الكلمة اللى مش هتعجبنى هقطعلك لسانك فيها. أدعى أن التسع شهور دول يعدوا على خير ومقتلكيش فيها
- لأنك قتال قتلة ومجرم متختلفش كتير عن المجرمين اللى في السجون، الفرق بينكم أنك بتتحامى في فلوسك وسلطتك
قالتها بغضب ليرفع يده كى يصفعها لتقول بجدية وهي تنظر له بشجاعة: -.

- أعملها تانى يا يوسف ووقتها متلومنيش على اللى هعمله، أنا سيبتك تعملها الصبح بمزاجى لكن لو رفعت أيدك عليا وضربتنى تانى طول حياتك مش هعديها، أنا مش ضعيفة ولا عاملة حاجة تخلينى أضعف
- لا أنا أتاكدت أنكم كلكم أنجاس وزيك زى الرخيصة اللى قبلك متختلفيش عنها بحاجة يا نبض
قالها وهو ينظر بعينها وتابع ببرود قاتل: -
- القلم مش بس اللى ينزل على وشك من أيدى، أنا ممكن أقتلك بكلام يا نبض..

- أنت مستحيل تكون يوسف. مستحيل أنت حد أنا معرفهوش
قالتها بحسرة وهي تذهب للفراش فلم يعد جسدها يتحمل الألم ليقول بنبرة هادئة باردة: -
- دا رد فعل لفعلتك يا نبض، لو أنا حد متعرفهوش فأنتِ حد أكره أشوفه وأتمنى أشوف موتك دلوقت قبل كمان شوية، أشوفك جثة أهون ما أشوفك في حضن واحد تانى جايبلك وردة حمراء يا مراتى يا ام ابنى، ياريتنى كنت شوفتك ميتة يا نبض أهون بكتير.

صدمت بهلع من حديثه وهو يقف أمامها ويتمنى موتها، دمعت عيونها بحسرة قلب وهي تشعر بأنشقاق قلبها بين ضلوعها وكيف لحبيبها تمنى موتها، خرجت من الغرفة لتجهش في البكاء بقوة بسبب جملته الأخيرة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة