قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع عشر

مر أسبوع ولم تراه أبدًا لم يعود للمنزل وإذا عاد يبقى في المكتب بالأسفل لم ترى حتى وجهه، دلفت السكرتيرة إلى مكتبه تخبره بوصول نادين دقائق ودلفت له ثم جلست على المقعد أمام مكتبه فقال ببرود: -
- خير يا دكتورة؟
- نبض مبتجيش المستشفى ليه، وتليفونها مقفول وروحت القصر مرضيوش يدخلونى أشوفها
قالتها بنبرة هادئة ليرفع نظره لها بعد أن أغلق الأوراق الموجودة أمامه وقال ببرود: -
- نبض مش هتشتغل.

- أزاى في دكتورة بتبطل شغل؟
- في عادى جدًا وأنا مش فاضي للكلام دا، تقدرى تتفضلى
قالها وهو يعود بنظره للأوراق فقالت بغيظ وأنفعال: -
- يمكن حضرتك تبطل شغل وتقعد في البيت لأن كل اللى بتعمله أمضي على ورق، لكن لو دكتورة بطلت شغل في ناس بتموت. نبض متعلق في رقبتها ارواح كتير ولو ماتوا بسبب أن الدكتورة أهملتهم ومعملتش العمليات ليهم ذنبهم هيكون فرقبة نبض، حضرتك ممكن تكون فاهم موضوع خالد غلط..

صرخ بها حين ذكرت أسمه وقال بقوة: -
- أطلعى برا ويا ريت متجيش هنا تانى
رمقته بأختناق سافر والقت ملف على مكتبه وهي تقول: -
- دى تحاليل نبض عملتها لما جت المستشفى بخصوص الحمل، مراتك بتموت بالبطيء والدكتورة مُصرة تشوف حضرتك عشان الحمل خطر على نبض هيموتها، يا ريت دا كمان ميكونش بلا قيمة عندك وتمر على اادكتورة اللى بتحول توصل لنبض من تانى يوم خدتها فيه..

سارت نحو الباب بعد حديثها وفتحت الباب ثم قالت بجدية: -
- اه صح لو الجنين كمل 40 يوم وبقى روح أحتمل يقتل نبض في الحال لو عاوز تشوفها ميتة تنطش الموضوع.

خرجت من المكتب وأغلقت الباب بقوة، نظر للتحاليل وهو لا يفهم بها شيء وبصدمة قاتلة ربما تحجج بحملها حتى يهدأ غضبه وناره ويغفر لها ما رأه. أخرج هاتفه وأتصل برقم الطبيبة الموجودة على التحاليل فأخبرته أنها بأنتظره لأن حياة زوجته في خطر شديد ما دامت تحتفظ بهذا الجنين، ليغمض عينه بقلق وغضب مكتوم ثم ذهب لها في الحال فقالت وهي تجلس أمامه: -.

- كلامى معناه أن مدام نبض عندها مشاكل صحية في الرحم تمنعها أنها تحمل أو تخلف
- أزاى وهي بالفعل حامل
قالها بعدم فهم وقلق لتُجيبه وهي تقول بأسف: -
- هي فعلاً حامل بس أنا أسفة لازم تعمل عملية إجهاض فورًا وبعدها تمشي على وسائل منع الحمل عشان ميتكررش الحمل، لأن كدة كدة هتفقد كل حمل زى الأول بالظبط، ربنا خلق رحمها كدة
- أنا مش فاهم أيه يمنعها تخلف مادام بتحمل ومش عقيمة.

- عشان نحافظ على حياتها، إحنا لو قدرنا نحافظ على الطفل في بطنها تسع شهور هنجى لحظة الولادة وأنا بنفسي هخيرك بين الطفل والأم وفي الغالب مش هلحق أخيرك وهتكون خسرت الأم من قبل ما تدخل أوضة العمليات..

مسح وجهه بغضب شديد وهي تخبره بأنه لن يكون اب أبدًا أو بالأحرى لن يكون أب لمولد من حبيبته فهى نبضه مهما كان غضبه منها هي مُتوجة على عرش قلبه رغم عنه وعنها، تخبره أنه إذا اراد أن يكون أب منها سيقتلها هي. خرج من المكتب ومن المستشفى كاملة بغضب وذهب إلى أحد الجوامع يُصلى ويبكى فجاءه شيخ كبير في السن وشعره أبيض كاملًا مُتكيء على عكازه، يربت على كتفه وهو يقول: -
- مالك يا يوسف..

- تعبان يا شيخنا، كنت تعبان من شغلى لحد ما نبض دخلت حياتى بقت سبب تعبى وراحتى في نفس الوقت
- بتجي كل يوم تصلى هنا وتشكر ربنا على مراتك ولما توزع هدايا على المحتاجين بتقولهم يدعوا لمراتك ويباركلك فيها، هي دى نبض اللى بتكلم عنها
دمعت عينه بوجع وقال: -.

- هي، نبضة حياتى اللى كل فرحة لينا مبتكملش، ليه يا شيخنا فرحتى مبتكملش، ليه عامل زى اللعنة كل اللى يقرب منى يتأذي وبس، أنا لا عمرى أذيت حد ولا جيت على حد، ومبسبش فرض لربنا وبساعد المحتاجين على قد ما أقدر، ليه مستكتر عليا الفرحة
- أهدى يا بنى ومتقولش ليه لربنا، ربنا له حكمة في كل حاجة بتحصلك وربك مبيجبش غير الخير
اجابه وهو يبكى بضعف: -.

- فين الخير في أنه يحرمنى من كل طفل، لو كنت عقيم كنت هبقى عارف أن عمرى ما هكون اب، لكن ليه يدينى النعمة ويجبرنى أنى أتنازل عنها..
- أستعيذ بالله من الشيطان يا بنى ومتكفرش ربنا مبيتقالوش ليه؟ ولو حرمك من الأطفال فهو أنعم عليك بالصحة والمال والحب والمكانة وغيره كتير، ربك بيقسم الأزراق بالعدل.

كانت نبض نائمة بفراشها بعد أن أخذت المسكن حتى يخفف ألمها فشعرت به يجلس على الفراش بجوارها ويمسك ذراعها لتستيقظ بهدوء وهي تقول: -
- لو عاوز تتخانق وتقول كلام سم فأجله، أنا تعبانة ومش قادرة
جذبها بقوة من ذراعها لتجلس أمامه وتلتصق بصدره ليطوقها بضعف، قالت بدهشة وهي تسمع صوت بكاءه وشعرت بدموعها الحارة على كتفها العارى: -
- مالك يا يوسف؟

أبعدته عنها وهي تنظر بوجهه بعد أن فتحت الأضواء تراه يبكى بقهرة وعيونه حمراء من شدة البكاء، أتسعت عيناها بصدمة لأول مرة تراه بهذا الضعف وسألته: -
- حصل أيه يا يوسف؟
- أسف. أسف لو أنا السبب في تعاستك، أسف لو أنا السبب في أن مفيش فرحة بتكملك
أخذت وجهه بين كفيها الصغيرين وقالت: -
- مالك يا حبيبى حصل أيه؟، لو زعلان منى عشان اللى حصل والله أنت فاهم غلط وأسفة بس متعيطيش وحياتى
رمقها بضعف وقال: -.

- لو طلقتك وخرجتى من حياتى تفتكرى فرحتك هتكمل يا نبض، لو طلعتى من حياتى ممكن حياتك ترجع لأستقرارها وهدوءها اللى من خوف وخسارة
- أنت بتقول أيه يا يوسف، لا طبعًا أنا حياتى جميلة دلوقت بوجودك
قالتها بحب وهي تجفف دموعه، عانقها بقوة وهو يقول: -.

- أسف والله أسف وسامحنى لان معنديش حاجة أقدر أعملها غير أنى أعتذار لو أقدر أشتري الصحة والفرحة هشتريها لكنها حاجات مبتجيش بالمال. حاجات عاجز أعملها رغم كل اللى عندى
أربتت على ظهره بهدوء وهي لم تفهم ما حدث ولما حبيبها عاد مُنهر هكذا وضعيف يختبيء بها كالطفل الصغير، وعلى ماذا يعتذر لن تفهم شيء سوى أن هناك كارثة حلت به ولم يتحمل حملها فأنهار هكذا أمامها وفقد قوتها وصرامته..

نام بين ذراعيها وهي تقرأ له القرأن في اذنيه وتمسح على رأسه بلطف، مُتناسية كل غضبه وشجارهما فما زال الحب يشعل قلوبهم..
وصلت ميرا إلى ?يلا والدها بصحبة ميادة بعد عقد قرآنهما من جديد، دلفت ميرا إلى مكتب عصام وقالت: -
- بابا. أنا ليا طلب عندك؟
- امرى يا حبيبتى؟
- متأذيش يوسف، أنا بحبه يا بابا أكتر من روحى
تبسم لها وهو يقول: -
- هنتكلم في الموضوع دا لما ترجعى من ألمانيا
نظرت له بدهشة ثم سألته: -.

- انا هسافر المانية؟ ليه؟
- عشان تبقى أم، أنا كلمت دكاترة هناك وأكدولى أن في أحتمال تكونى أم
أتسعت عيناها بدهشة وتلألأت دموع الفرحة في عيناها ووقفت من مكانها وهي تقبله بسعادة وتقول: -
- بجد يا بابا، أنا مش عارفة اشكرك أزاى والله أنت كدة هتخلينى أسعد واحدة في الدنيا كلها. أنا بحبك أوى
- وأنا بحبك يا حبيبتى ومش عاوز غير سعادتك
قالها وهو يربت على ظهرها بحنان ويحتضنها فقالت بسعادة: -.

- معقول ممكن أكون أم وأخلف أنا ويوسف
- هتخلفى فريق كرة كمان
تبسمت بسعادة وركضت للخارج مُسرعة..

أستيقظ يوسف صباحًا فوجد نفسه نائمًا بين ذراعيها، نظر لملامحها وهي نائمة بجواره كملاك بريء، أخرج نفسه من بين ذراعيها وهو يشعر بأشمئزاز وأمام عيناه تقف بين ذراعي هذا الرجل، بدل ملابسه سريعًا وخرج من القصر ذاهبًا إلى الشركة، توقفت سيارته أمام الشركة فترجل منها ثم رأى ملاك تقف أمام باب شركته تمنعه من الدخول مُرتدية زى المستشفى وتحمل وردة حمراء بيدها وبالأخرى تمسك حامل المحلول الطبى المعلق بالكانولا، تقدم نحوها وهو يقول: -.

- مين دى؟ وبتعمل ايه هنا؟
- عاوزة تقابل حضرتك
قالها حارس الأمن، وقف يوسف أمامها وقال: -
- نعم
أعطته الوردة وهي تقول بهدوء: -
- نتكلم شوية لوحدنا
أخذها إلى مكتبه وجلس ثم طلب لها العصير وقال: -
- ها بقى أتكلمى، أنا ورايا شغل
- فين دكتورة نبض
أعاد نظره لها من جديد وانتبه إلى زى المستشفى وقال: -
- شكلك من المرضي بتوعها
- وعمليتى الشهر ومحدش هيعملها غير دكتورة نبض
- بس نبض مش هترجع المستشفى هي تعبانة.

تحدثت ملاك بغضب شديد قائلة: -
- أنت كداب، أنت مانعها ترجع المستشفى عشان دكتور خالد..
نظر كريم لها بغضب وهو يقول: -
- أتكلمى بأدب
- سيبها يا كريم. عيلة صغيرة
صرخت به بأختناق: -
- أنا مش صغيرة وأنت غبى، وضربت دكتور خالد أنت المفروض تشكره عشان أنقذ مراتك، دكتورة نبض كانت تعبانة أوى يومها وكانت هتقع لولا هو ساعدها، كانت هتخسر ملاك
نظر لها بدهشة وأنقبض قلبه بوجع ليسألها كريم: -
- ملاك!

- اه النونو هتسميه ملاك على أسمى
قالتها ملاك بأغتياظ ثم تابعت: -
- على فكرة الوردة دى أخت الوردة اللى أنا اديتها لدكتورة نبض وقتها. وعلى فكرة أنت غبى أووى عشان تفكر كدة في دكتورة نبض، كل المستشفى بتحبها وأنت جوزها شكلك مبتحبهاش
- تعالى يا. ملاك صح. تعالى
قالها وهو يشير لها بأن تلف له، لفت حول مكتبه فمسكها من ذراعيها وقال بنبرة هادئة: -
- أنتِ لمضة أووى، تعرفى أنك الوحيدة اللى كلمتينى كدة ولسه عايشة.

- عشان مغرور!
قالتها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها، تبسم بحنان وقال: -
- أوعدك لو نبض قامت بالسلامة وربنا كمل فرحتى على خير هسميها ملاك لكن لو حصل اللى خايف منه مش هسميها ملاك يمكن أسمها نبض
- وأيه اللى خايف منه بقى؟
سألته بلماضة وهي تناقره، ظهر الخوف بملامحه وهو يتذكر حديث الطبيبة عن زوجته فقال بذعر: -
- شيء مخيف جدًا جدًا ممكن يقتلنى بالحياة.

- لو خايف بجد أنه ميقتلكش متزعلش دكتورة نبض وخليها ترجع تعملى العملية عشان ما أموتش أنا
قالتها ملاك بعفوية فتبسم لها، خرجت من المكتب وجلس بهدوء صامتة يفكر في حديث الطفلة وينظر للوردة وقال: -
- كريم!، أنا ظالم؟
- لا طبعًا عمرك ما ظلمت حد مجاش عليك
وجعه قلبه وهو يقول بأستياء: -
- ظلمت أغلى ما في حياتى يا كريم، يوم ما أظلم. أظلم أغلى ما عندى وأوجعها.

- البيوت كلها مشاكل يا يوسف والستات عقلها صغيرة بكلمة حلوة بيتصالحوا
- نبض مش منهم
قالها وخرج من المكتب وذهب إلى القصر، توقفت قدمه قبل أن يصعد للدرج منعه عقله من مصالحتها ومسامحتها، دلف للمكتب بدل من مصالحتها..

صعدت تهانى تخبرها بعودته، تبسمت وهو تركض للأسفل مُرتدية بنطلون جينز وبلوفر مسطردة قيصر تدخله من الأمام في البنلطون وبقدمها شبشب على هيئة أرنب فرو، تنهدت بهدوء تجمع شجاعتها وفتحت الباب لتراه واقفًا أمام الشرفة، نظر للباب وحين رأها جلس ببرود على مكتبه وفتح الملف الموجود عليه فقالت وهو تدخل: -
- ممكن أتكلم معاك شوية من غير عصبية
- أطلعى برا، أنتِ بتنكشي على موتك وبتستعجليه ليه يا نبض.

قالها وهو ينظر في الورق الموجود على المكتب ونظارة النظر على عينه، أردفت بلهجة هادئة وهي تجلس على المقعد أمام المكتب: -
- يوسف والله أنك ظالمنى..
- أسكتِ يا نبض. أسكتِ
قالها بأختناق يقطع حديثها لتقف من مقعدها وتلف حول المكنب وهي تلف مقعده صاحب العجلات وتجلس على قدمها أمامه ثم قالت: -.

- يا يوسف أعقلها معقول هكون بقولك وحشتنى وأخونك. أنا مش بالقذارة دى، أنت عارف أنى بحبك وواثق أنى مش عاوزة غيرك في الدنيا دى، بلاش تقسي عليا
- واللى بتحبنى كانت في حضن راجل تانى و ماسكة فيه بأيدها ليه بتكشف على قلبه، أنتِ زيها يا نبض بس عارفة وجعك أكبر ليه لأنى حبيتك لو مكنتش حبيتك كنت قتلتك وأنتِ في حضنه وأرتاحت من الوجع اللى حاسه
مسكت يده بعيون دامعة وقالت بحزن: -.

- والله مش زيها خالص، أنا مش رخيصة أوى كدة، خالد كان قدامى من قبل ما أنت تدخل حياتى ومع ذلك ملفتش نظر، معقول هبصله دلوقت وأنت في قلبى وحياتى. أعقلها يا يوسف وبلاش فراق وقسوة
- أطلعى برا يا نبض، سيبنى لأن كل ما بشوفك. بشوفك وأنت في حضنه وأنا بحارب عقلى وهو بيقولى أقتلك في الحال. أبعدى عنى لأنى وحش أووى في قسوتى
قالها بأختناق وهو ينظر بعيد عنها، أردفت بترجى وبكاء قائلة: -.

- وحياة ابنى اللى في بطنى اللى عمرى ما هحلف به كدب أنك ظالمنى وجراحنى بكلامك وقسوتك عليا، انا بتفهم وبعذرلك موقفك وأن في حتة جواك خايفة من اللى حصل زمان معاك بس والله أن قلبى ما قادر يستحمل قسوتك وبُعدك عنى كل دا
- مكنش لازم تكررى اللى حصل مادام قسوتى وجعاكى، مكنش لازم توجعنى كدة بعد ما دخلتى قلبى، مكنش لازم الوجع دا يجى منك أنتِ يا نبض.

قالها بتعب شديد وتهكم، نظرت له وهي تأخذ يده وتضعها على وجنتها وقالت ببكاء شديد ولهجة واهنة: -
- بصلى يا يوسف. ها يا حبيبى بصلى وألمسنى أنا نبض حبيبتك، نبضة قلبك والله أنا. متقساش عليا كدة
نظر لها وهو يشعر بدموعها على يده فأغمضهم بغضب مكتوم، شعرت بيده تسلل إلى عنقها وتحول من لمسها إلى خنقها، هلعت بخوف وهو يخنقها بيده ويقول بغضب: -.

- نبضة قلبى اللى عاوز أخلص منها ومن لعنتها على قلبى. موتى وأرحمينى بقى..
وقف من مقعده وهو يضغط على عنقها لتُتمتم وهي تلهث بتعب قائلة: -
- يوسف أنا نبض والله مش ميرا، أنا نبض حبيبتك. ها نبض..
قطعها وهو يجذبها نحوه بقوة ويقبلها بقوة ويترك عنقها، تشبثت به بقوة وأشتياق ليبتعد عنها وهو يمسك وجهها بيديه ليضع جبينه على جبينها وعيونه مغمضين ثم قال هامسًا: -.

- أعمل أيه في قلبى اللى حبك، أقسي عليكى أزاى وأنا مسامحك على طول حتى لو غلطانة. أعمل أيه في حُبى لك اللى فاق كل قدرتى
- والله بحبك يا يوسف أكتر من روحى كلها
عانقها بقوة لتتشبث به بضعف ممزوج بشوق، كان يعانقها بقوة وكأنه يريد زرعها بداخله حتى لا يراها رجل أخرى، غمغم بهدوء هامسًا في أذنيها: -
- كفاكى وجع يا نبضة قلبى
- كفاياك أنت بُعد وفراق يا حبيبي.

قالتها وهي تغلق قبضتها على سترته فوق صدره بقوة لا تريد فراق أحضانه الأن بعد هذا الفراق الذي دام كثير لكن طفلها لم يتركها بهذه السعادة فعادت ألمها مُجددًا، تجاهلت وهي تستمتع بصوت ضرباته قلبه حتى اشتداد الألم وأبتعدت عنه مُتألمة وهي تضع يدها أسفل بطنها بتعب وتتألم: -
- اااه. أمممممم
- مالك يا نبض؟

سألها بهلع لكنه صُدم حين رأى دماء تلوث بنطلونها بطول قدميها، وهي تجلس على الأرض بخوف وتبكى من رؤية الدماء وتقول: -
- يوسف. ابنى!

حملها على ذراعيه بخوف وهو يتذكر حديث الطبيبة ويتمنى لو مات طفله على أن يفقد محبوبته وامرأته الجميلة، تشبثت به وهي تبكى بهلع حتى وصل إلى المستشفى، فحصتها الطبيبة وهي ما زالت تمسك يده وهو يراها تبكى وتضغط على يده، نظرت الطبيبة له بحزن ليفهم ما حدث وأنه خسر طفله كما قالت له..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة