قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع

ضربت صاعقة برق قارسة السماء تدل على مجيء فصل جديد ضيف إلينا ببرده القارس وعواصفه القوية المصاحبة بالأمطار الغزيرة مع البرق والرعد أحيانًا، أيقظتها تلك الصاعقة من نومها لتفتح عينيها بتعب شديد في جميع أطراف جسدها حتى أصبعها لا تقوى على تحريكه، نظرت نبض حولها بهدوء لتلمح عينيها ساعة المنبه على الكمودينو وكانت في تمام الساعة الثالثة والنصف مُنتصف الليل والغرفة مُظلمة تماما وفراشها فارغًا لم تجد زوجها بجوارها فتعجبت لهذا التوقيت، تذكرت أصابته برصاصة لتفزع من فراشها بهلع خوفًا من أن يكون أصابه مكروه وذهب للمستشفى، رأته وهي تقف من فراشها أمام المرآه يحاول وضع نزع اللاصقة الطبية عن ظهره، أقتربت وهي تشعر بوجع في كحالها يبدو أنها أصابته أثناء مقاومتها لهؤلاء الذئاب البشرى، سارت نحوه بخطوات ضعيف تظهر صعوبة حركتها لكن قلبها يؤلمها لرؤية زوجها مُصاب وعاجزًا عن معالجة نفسه، نظر في المرآة وهو يحاول الوصول للاصقة ويشعر بألم الجرح بعد أن زال أثر البنج ليشعر بدفء يدها في هذا الجو البارد تلمس ظهره بحنان ليستدير لها قبل أن تفعل أى شيء وحدق بها ليراها تقف على قدم واحدة والاخرى شبه مرفوعة لم تلمس الأرض فقال بقلق: -.

- أيه اللى قومك من السرير؟ أرتاحى الدكتور قال متتحركيش ورجلك متدوسيش عليها
نظرت لقدمها وهي تتشبث بذراعيه مُتكأة عليه لتنتبه للرباط الطبى الملفوف حول قدمها، أردفت بصوت مبحوح وهي تحاول أن يلفه: -
- خلينى أساعدك؟
- تعالى أرتاحى الأول
أخذها إلى الأريكة وجلس أمامها لتنزع اللاصقة وترى اثر الجرح بكتفه لتدمع عيناها وتقول: -
- أنا السبب.
طهرت جرحه فأستدار لها بهدوء وهو يمسح دموعها بلطف ثم قال: -.

- بتعيطى ليا يا نبض، دا أنا وشغلى السبب في اللى حصلك، واللى حصلك دا أوحش من اللى حصل فيا. وصدقينى أنا مش هسكت والله لأجبلك حقك يا نبض
تحدث بقلق عليه بعد أن رأت الغضب والحقد في عيون ذلك الرجل الذي لا تعرف حتى أسمه وقالت بهلع: -
- أنا مش عاوزاك تدفعه التمن، مش عاوزاك تخش صراع مع حد يأذيك، عاوزاك تخلى بالك من نفسك وتبعد عنهم عشانى أنا وابنك
أخذ يدها بين كفيه وقال بجدية مُبتسمًا بسخرية على سذاجتها: -.

- تعرفى يا نبض هو ليه خطفك؟
- ليه؟
تسألت بسذاجة وبراءة فأجابها بكبرياء جاحد: -.

- لأنه ميقدرش يقف قصدى، أختارك لأنه عارف أنه مش هيقدر غير على حريمى لكن أنا ميقدرش يرفع عيناه فيا، إحنا بنصارع بعض بقالنا خمس سنين من ساعة ما مسك المدير التنفذى لشركة ابوه وعمره ما دخل شركتى ولا شاف شكلها، بنتصارع من وراء الزجاج زى ما بيقوله، لما بيشوفنى بيخاف من مواجهتى، مش غرور بس ثقة، صدقينى يا نبض أنا لما أوصل الشركة الصبح ويوصله خبر أن رجعتك ومبقاش عنده حاجة يستفزنى بيها هيختفى وبكرة أقولك أنه أختفى لأنه جبان..

تسألت بتلعثم وهي تنظر لعيناه: -
- لدرجتى أنت مُخيف يا يوسف؟ بابا كمان قال أن محدش يقدر يقف قصدك وأنى مشوفتش الجزء المُخيف منك لسه؟
- اه مُخيف جدًا جدًا لدرجة أنى مش أول مرة اقتل أمبارح وقتلت قبل كدة عادى
قالها ببرود وكأنه يخبرها أنه ذهب إلى نزهة ما، أتسعت عيناها بصدمة وهي تتحدث مُتلعثمة بشدة بعد ان جذبت يدها من كفيه: -
- قتلت؟

نظر لكفه الفارغ بعد أن جذبت يدها من قبضته وقال ببرود أكثر وهو يرى الخوف في عيناها: -
- اه قتلت، فؤاد لما حذرك من الجزء اللى مشوفتش كان عنده حق ومش كلام من فراغ مبنى على شخصيتى القوية بل على أفعالى، وأحب أعرفك أنى قتلت مرتين وأمبارح كانت الثالثة.
أزدردت لعابها الجافة بصدمة وعادت خطوة للخلف لتبقى بينهما مسافة كبيرة وقالت بصدمة الجمتها: -.

- يعنى أنا أتجوزت قاتل؟، وحامل في ابن قاتل؟ يا ريتهم كانوا قتلتوه في بطنى وقتلونى زى ما قالهم
وقفت بفزع ليجيبها ببرود وهو يقف ويضع يديه في جيوبه بغرور وقال: -
- محدش يقدر يقتله يا نبض. دا ابن يوسف الحناوى. وطبيعى لما أدخل الاقى مراتى في حضن راجل غريب في الشاليه بتاعى وعلى سريرى أقتله واقتلها بس حظها أن أتكتبلها عمر جديد عشان تعيش بذنبها وفي عذابه.

أتسعت عيناها بصدمة أكبر أحقًا ما يقوله حقيقى؟، ميرا التي تبكى دمًا الأن وتريد عودته مهما كلفه الأمر خانته مع راجل أخر في بيته وفراشه حتى أنها لم ترفق بيه، أزدردت لعابها والقشعريرة تسير في جسدها بأشمئزاز ليتابع حديثه قائلاً: -
- طبيعى لما أبقى راجع من شغلى في وقت متأخر ويطلع عليا ناس يحاولوا يقتلونى ويفتحوا بطنى أدخل المستشفى بسببهم 3شهور أن أدافع عن حياتى وأقتل واحد منهم قبل ما يقتلنى هو.

نظرت إلى خصره من الجانب الأيسر وهي تتذكر ذلك الجرح الذي ترك ندبة على جسده، فهى أكثر من تعلم بجسد زوجها وما به، شفقت عليه حقًا يملك الكثير من المال والمكانة وحرام على قلبه الحب ومع ذلك يعيش وسط خطر يهدد حياته في كل مرة، كانت تعتقد أن حادثة أختطافها والاعتداء عليها اسوء ما مر بيه لكنه مر بما هو أسوء، أقتربت بخطوات ضعيف منه وعانقت خصره بذراعيها وهي تضع رأسها على صدره العاري في صمت تام لتقول بصوت هامسًا: -.

- كنت خايفة يا يوسف، لما حط أيده على بطنى وقال هطلع أبنك قدام عينك أترعبت منه، نظرة عينه كانت مُخيفة أووى. كنت خايفة يقتل ابنى ويقتلنى معاه قبل ما تيجى، زى ما أنا خايفة يجى البوليس يأخدك منى لأنك قتلت الرجل.
أستمع لحديثها في صمت ثم طوقها بذراعيه بهدوء وقال بطمأنية: -.

- أطمنى يا نبض، محدش يقدر يرفع عينه فيكى ولا يأذى ابنى، ثم هو قانونًا أنا بدفع عن عرضى وشرفى وعشان تطمنى أكتر هو مش هيبلغ هيدفن الجثة بطريقته لأنه لو بلغ هيقول أنه كان خاطف مراتى وتبدأ التهم تنزل فوق دماغه..
ابتسمت بسعادة وهي ترفع نظرها له وتقول بدلالية: -
- أطمن عشان أنا نبضة قلبك؟
تحاشي النظر له وهو يقول ناكرًا ما قاله وهي نائمة: -
- ايه اللى بتقولى دا، أطمنى لأنك مراتى.

فكت يديها من حول خصره لتترك أسرهما ومسكت وجهه بكلتا يديها كى تتقابل عيناهما دون أن يهرب من لقاءهما وقالت بعفوية: -
- أنا سمعتك يا يوسف وأنت قولت نبضة قلبك.

نظر لعينيها الخضراء وهما يتلألأا ببريق الحب والحنان، عينيها كفيلة بأسكته حتى يستطيع الشرود تمامًا براحة دون خجل في خضرتها الصافية كأنها أجمل منظر طبيعى خلاب ممكن أن يراه أى شخص على وجه الكرة الأرضية، زادت من فاتنتها وكأنها تقتله تمامًا ببسمتها التي ظهرت على شفتيها كى تكمل تعويذة سحرها عليه وتذيب جليد جحوده وقسوته، كانت تنظر لصمته فحتى في صمته يجعل قلبها يرفرف بقوة، يمكنه أن ينكر أعترافه بما قال وأنها بدأت تدق أبواب قلبه لكن لا يمكنه أبدًا أن يتخيل كما عينيه تفضحه أمامها. ليس مهما أن يعترف بالحب أو ينطق كلمة (أحبك)، يكفى أن ترى عينيه بتلك النظرة التي تفضحهما وتنطق عينيه بما لا ينطق لسانه به وهذا يكفيها تمامًا، تبسمت لصمته وقالت بمرح: -.

- مش مهم تقولها يا يوسف يكفينى اللى شايفاه في عينيك دا
أتسعت عينيه بذهول وهو يتساءل ماذا قالت له عينيه، تركته وهي تعود للفراش بوجه شاحب وجسد هزيل يكاد يقوى على إيصالها للفراش مُنهكًا، ما زالت تصارع صدمة ما حدث لها منذ ساعات قليلة لكنها تحاول أخفاء أوجاعها وصدمتها أمامه حتى لا يغضب أكثر ويفعل شيء فظيع أكثر من القتل..
شقة الزمالك
- بقولك قوم يا فؤاد ودينى لبنتى أطمن عليها.

قالتها جهاد بقلق وقلب أم مذعور لن يهدأ إلا عندما ترى وجه طفلتها وتحتضنها بين ذراعيها تشعر بها، أجابها وهو يستدير مُحتضن وسادته بغضب قائلاً: -
- نامى يا جهاد والصباح رباح، يوسف طمنك أنها كويس
- أنا مش هطمن غير لما أشوف بنتى بعينى
قالتها جهاد بانفعال ليضع الوسادة فوق رأسه مُتذمرًا وهو يتمتم: -
- لما الشمس تطلع يا جهاد هتروحى فين في الفجر دا
تذمرت وهي تحاول نزع الغطاء عن جسده حتى يستمع لحديثها وتقول: -.

- قوم يا راجل أنت جايب برود القلب دا منين، هي مش بنتك دى؟
- بنتى بس أنتِ وديتها للى يقدر يحميها ويكون سندها أكتر منى
قالها ببرود وهو مغمض العينين، سألته بغيظ قائلة: -
- أنت جايب الثقة دى منين يا خويا وهي من يوم ما راحت عنده بتتأذي، أنا بقيت اشوفه زى عدمه وأنت بتقول كلام وبس
ظل مُغمض العينين وهو يتذكر الماضي المؤلم..
••• فلاش باك •••.

كان يوسف و فؤاد بساحة فندق بشرم الشيخ حيث المكان الذي يتقابل فيه مع المندوب الأجبنى المسؤل عن تصدير الأقمشة الجديد لهم.
جاء فؤاد إلى الفندق وهو يقول: -
- المندوب طائرته هتتأخر لبكرة فنأجل الأجتماع لبكرة
تأفف يوسف بأختناق وهو يقول: -
- ماشي، تعال نجيب الورق وننزل السوق هنا نأخد فكرة عنه
صعد إلى السيارة فوجد صندوق أسود صغير على الأريكة الخلفية وفتسأل: -
- ايه دا يا فؤاد
- طرد وصل الصباح بأسم حضرتك.

فتحه يوسف وكان به مسدس ذهبية، تفحصه بتعجب وكان محشو بالرصاصات ومعه كارت دعوة مكتوب به ( عيد مولد سعيد يوسف بيه، )، ذهبا إلى الشاليه الخاص ب يوسف ودلف ليرى ملابس زوجته مبعثرة على الأرض بطريقة عشوائية فتعجب لأهمالها هي من اصرت على المجيء معه إلى هنا بسبب الملل وحالة الأكتئاب التي اصابتها بسبب عدم قدرتهما على الأنجاب، قطعه صوت حديثها مع صوت رجولى بالداخل سرعًا ما تفهم الأمر ملابس في الصالة وصوت رجل بالداخل ليحمل المسدس من علبته ودلف غاضبًا بجنون كالثور الهائج، اسرع فؤاد خلفه ليصدم حين فتح باب الغرفة ليجد زوجته بالفراش مع رجل اجنبى يبدو ذلك من ملامحه ربما تعرفت عليه في الحانة أمس أول قبل أمس، أتسعت عينيه بصدمة جامحة وهو يراها عارية تخفى جسدها بالغطاء برعبة من ملامحه وعودته الغير متوقعة. لم تمالك عقله الموقف وفي وسط صدمته أطلق رصاصات مسدسه في جسد هذا الرجل الغريب وأصاب هذه الخائنة قبل أن تنطق بشيء وسط صرخاتها بصدمة من قتله، أصابها برصاصة في صدرها اسكتت صرخاتها تمامًا لتتحول إلى جسد هامد ربما تتنفس أو ماتت حقًا..

••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تنهد فؤاد بتعب وهو يتمتم بصوت لا تسمعه صوته قائلاً: -
- أنتِ حتى خيالك مش ممكن يصورلك غضبه عامل أزاى ولا الكلام اللى دا وراءه ايه..
قصر الحناوى.

أشرقت الشمس صباحًا وأشعتها الذهبية تسلل من خلال النوافذ والشرفة إلى الغرفة تُنيرها كاملة من خلال الزجاج، أزعجت الأضاءة نبض أثناء نومها ففتحت عينيها بتعب شديد فهى لم تأخذ من نومها ما يكفى لتشعر بشيء يمنع الاشعة عنها لترى يديه أمام عينيها تحجز الضوء عنها، ألتفت له لتراه جالسًا بالفراش مُتكيء بظهره على الفراش ويتأمل ملامحها أثناء نومها فسألته مُتمتمة وهي نائمة بينما يديها تتسلل إلى خصره تعانقه بدفء وتدفن رأسها في صدره: -.

- صاحى بدرى ليه. أوعى تقول هتروح الشغل وأنت تعبان
- النهاردة الجمعة يا نبض مفيش شغل
قالها بدفء وهو يداعب خصلات شعرها الناعم بأنامله، تحدثت بهدوء: -
- امال صاحى بدرى ليه أوعى تقول وحشتك
تبسمت وهي تنهى جملتها وتنظر لعيناه فقال بهدوء: -
- عاوزة توحشينى وأنتِ في حضنى يا نبض. مش شايفاها أوفر شوية
- دا الحب يا يوسف
نظر لها وهو يقول بجدية: -
- وكأنك بتتعمدى تنكدى على نفسك، وتقطعى أى لحظة بالكلام التافه.

قوست شفتيها للأسفل بحزن مُصطنع وتقول: -
- مش عاوزة أنكد عليك، عااوزة أوريك رزق الحب جميل أزاى، متأكدة جدًا أنى قولتهالك أمبارح أنى بحبك
صمت وهو يستمع لحديثها فوضعت يدها على قلبه بحنان ونعومة ثم نظرت لعينيه بشغف شديد وقالت بصوت هامس دافيء يثير أوتاره: -
- لو تعرف كلمة نبضة قلبى عملت أيه فيا وأنا وسط أوجاعى لما سمعتها منك، لو تعرف أنها شفت كل جروحى في عز ما أنا موجوعة.

- نبض دى كانت تهيوات من أثر الصدمة
قالها ببرود وهو ينكر ما سمعته وكأن هو لم يصدق أن لسانه نطقها فقالت ببسمة كالبلهاء وكأنها لم تستمع لحديثه: -
- طب ممكن طلب؟
نظر لها بصمت فأعتدلت في جلستها على الفراش أمامه وقالت ببراءة طفولية: -
- ممكن تقول نبضة قلبى مرة واحدة بس مش عاوزاك تحبنى بس أنا محتاجة اسمعها منك حتى لو من غير حب أنا راضية
نظر لها بهدوء ثم قال بعقلانية: -
- مش عاوزاك تتعلقى بوهم يا نبض.

- أنت قولت قبل كدة أنك تعرف تقول كلام معسول يدوب أى ست. أنا عاوزاك تقولى الكلام دا ومش لازم تحبنى ممكن
- يا نبض..

قطعته وهي تلمس وجهه بأناملها بحنان ونعومة، شعر بقشعريرة في جسده لأول مرة حين لمسته بأنامله ليُصدم هو عندما شعر بنبضة قلب مختلفة بين ضلوعه ليعلم جيدًا بأن هذا الوهم هو من يعيش به وليس هي، لأنه في الواقع ورغم عنه وعن قسوته وحجوده هذه الزوجة تسللت إلى قلبه، أخبره عقله بأن يهرب من أمامها الأن قبل أن تسيطر عليه لكن شيء بداخله أجبره على الجلوس أمامها مُستمتعًا بتلك اللحظة بين نظرات عينيها التي تفيض منها العشق ولمسات يديها التي تشبه المخدر او السحر له، تحسست لحيته بنعومة وهي مُدركة تمامًا أن في هذه اللحظة هي المُسيطرة عليه ولن تترك كثيرًا مُجددًا فقالت بنعومة وأغراء لقلبه: -.

- طلب صغير عشانى، قولها مرة واحدة يا حبيبى
أزدرد لعابه بدهشة حين نطقت تلك الكلمة (حبيبى) بهذه النبرة الدافئة الهامسة له حتى تزيد من قشعريرة قلبه ورجفته، رأها تقترب وعينيها تعانق عينيه بقوة وأنفاسها الدافئة تختلط مع أنفاسه بينما يديها تترك وجنته ولحيته وهي تسلل إلى عنقه حتى وصلت شفتيها إلى حافة شفتيه بنعومة ثم ابتعدت أقل من سنتيمترات حتى تستطيع تحريك شفتيها كى تنطق قائلة: -
- بحبك!

كانت تعلم أنها غيبت عقله الجاحد في هذه اللحظة فلم تتفاجأ برد فعله حين وضع يده خلف ظهرها ليجذبها بقوة إليه وهو يقول هامسًا مُلبيًا طلبها ورغبتها: -
- أول وأخر نبضة قلب ممكن يعرفها قلبى يا نبضة قلبى..

أنهى جملته حين لمست شفتيه شفتيها من جذبته القوة لها لتطوق عنقه بحب وأنتصار فهى تأكدت من وجودها بقلبه حتى وأن لم ينطق بشيء، مادامت استطيعت أسكت عقله المُتحجر فهى بقلبه حتمًا مهما كان الوقت الذي سيتسغرقه في أنكار هذا الحب..
- هي نبض منزلتش تفطر معانا ليه؟
قالتها ميادة بخُبث بعد أن تجسست أمس أثناء فصح الطبيب لها وعلمت بالحادثة التي تعرضت له، أجابتها صباح ببرود مُتناهى قائلة: -.

- أنتِ مش فطارك قدامك عاوزة نبض في ايه هتأكلك في بوقك.
- أنا قصدى أنها محتاجة تأكل وتتغذى عشان البيبى
قالتها بسخرية لتُجيب صباح قائلة: -
- خليكى في حالك أنتِ وبنتك وممكن تأكلى وأنتِ ساكتة بقى
وقفت سارة بأختناق من هذا الشجار المعتاد في كل لقاء لهما وقالت: -
- عن اذنكم. ماما أنا في النادى لو أحتجتينى في حاجة كلمينى
خرجت من القصر لتقابل جهاد تترجل من سيارتها فقالت: -
- أزيك يا طنط..
- بخير، نبض صحيت.

سألتها جهاد بلهفة لتنظر سارة إلى الساعة وهي تقول: -
- معرفش يا طنط الساعة لسه 8، أتفضلى وهم هيصحوها
صعدت سارة إلى سيارتها وهي تحمل كوب القهوة الساخنة وأنطلقت بقيادتها لتسقط القهوة على ملابسها فتبعد نظرها عن الطريق بأمان ما دامت بداخل القصر وحين رفعت رأسها صدمت بوجود كريم أمام سيارتها تكاد تدهسه تحت عجلات السيارة وبالفعل صدمته وهي تضغط على المكابح بقوة وهلع..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة