قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الأول

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الأول

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الأول

قصر الحناوى
دلفت سيارة بيضاء BMW من بوابة القصر بعد أن فتحتها البواب ناجى، أبطيء السائق من سرعة السيارة وهو يسير في ممر بين الحدائق الخضراء حتى وصل أمام نافورة دائرية وداخل مياهها أسماك ملونة جميلة، ألتفت السيارة حول النافورة ووقفت أمام باب القصر فتحدث يوسف بنبرة جدية للسائق الأربعين قائلًا: -
- ممكن تروح يا عثمان، أنا مش هخرج تانى النهاردة وكمان تلحق تقعد مع بنتك قبل ما تجوز وتسيبك.

- تسلم يا سعادة البيه
( يوسف جلال الحناوى: -
- رجل أعمال يملك شركة من أكبر شركات الشرق الأوسط في الأزياء والموضة، ورث رئاستها من والده منذ أربعة سنوات بعد تقاعد والده بسبب مرض القلب، يملك من العمر 31 عام ومُثقف لحد كبير جدًا )
ترجل من السيارة بوقاره مُرتدي بدلة رمادية وقميص أسود ثم صعد خمس درجات من الدرج أعلاهم باب القصر، دلف للقصر وكان هادئًا فجاءت له رئيسة الخدم تهانى وسألها: -
- بابا فين؟

- في الجنينة مع الهانم الكبيرة.

أومأ لها بنعم وهو يسير للداخل وكان على الجانب الأيمن صالون وشاشة عرض والدرج للطابق الأعلى وأسفل الدرج كان هناك جناح نوم للخدم، على اليسار كان هناك أنترية وشازلونج وبجوارهم سفرة كبيرة تكفى ل20 شخص وغرفة المكتب وفي الأمام كان يسير للمقدمة حيث الباب الزجاجى المُطل على الحديقة الخلفية وخرج ليرى والده جالسًا على مقعد أمام الطاولة صاحبة الأربع مقاعد وبجواره والدته أما هناك فكان يوجد جزء مخصص لزراعة الورود حيث هواية والدته المفضلة جمع الزهور الناردة والجميلة وزراعتها في حديقة القصر وبجوارها على بعد أسطبل الخيال الذي يقضى والده معظم وقته به بعد تقاعده من العمل وأمامه مباشرة حمام سباحة بيضاوي الشكل، سار نحوهما ثم جلس وهو يقول: -.

- خير يا بابا قولتلى أرجع بدرى من الشركة؟
- أنا اللى عاوزاك يا يوسف
قالتها صباح بنبرة جادة فنظر لها بدلاً من والده وقال: -
- أتمنى ميكونش حضرتك سيبتينى شغلى وخليتنى ألغى مواعيدى وأجل الأجتماع عشان موضوع الجواز اللى مورناش غيره
(صباح: -.

- والدة يوسف سيدة أعمال وتعمل معه بالشركة تملك من العمر 53 عام لكن مظهرها الخارجى يوحى بأنها في منتصف الثلاثين، امرأة ذات شخصية قوية وتملك زوج من العيون البنية وشعر أسود يصل لمنتصف ظهرها لم تظهر به خصلة بيضاء توحى ببداية شخوخيتها وبشرة بيضاء )
وضعت فنجان قهوتها على الطاولة بصرامة وقالت بلهجة أمرية: -
- لو أنت مش عاوز تتجوز أنا عاوزاك تتجوز يا يوسف ومضيعش شبابك على الشغل بس
- تانى يا أمى؟!

رمقته بنظرة جادة وقالت: -
- عمومًا المرة دى مش بناقشك أنا أخترت العروسة خلاص وعمومًا متقلقش فيها كل حاجة أنت حاببها متعلمة كويسة جدًا ومثقفة ومحترمة وكمان هي مش غريبة عنك..
قطع حديثها بجدية وحزم: -
- يا أمى أنا سمعت كلامك مرة ووصلت لأية. أدينى مطلق عاوزة تجوزينى تانى ليه؟
- عشان تخلف ذنبى أيه أن بنت عمتك مطلعتش بتخلف..
زفر بأختناق وهو يقول: -
- مش ذنبك بس يبقى متقوليش أتجوز تانى.

وقف كى يرحل وينهى الحديث معها بغضب فأستوقفته بحديثها قائلًا: -
- عمومًا أنا خطبلك نبض بنت فؤاد المدير العام للشركة، أعتقد أنك تعرف أبوها كويس
زفر بانفعال وهو يقول: -
- لا دا كدة كتير وربنا
قالها وهو يرحل من أمامها ليقابل اخته الصغرى سارة أمام حمام السباحة وهي تقول: -
- مالك يا يوسف؟
- مفيش هطق
قالها وهو يرحل دون أن يتوقف لها..
( سارة جلال الحناوى: -
فتاة تملك من العمر 27 عام وتعمل مصممة أزياء بالشركة ).

- قولتلك أنه مش هيوافق بسهولة وخصوصًا بعد فشل تجربته الأولى
قالها جلال بجدية فاجابته وهي ترتشف القهوة: -
- مش مهم، ابنك عنيد ودماغه ناشفة لو سيبته هو يختار ويقرر يبقى مش هشوف عيال لحد ما أموت
- بعد الشر عنك يا حبيبتى
قالها وهو يأخذ يدها بين كفيه فتبسمت له بخفة..
شقة الزمالك.

كانت شقة من طابقين بألوان مبهجة كالوردى والأبيض والسماوى، في الصالة أنترية وردى وشاشة العرض وفي الركن بجوار التراس كرسي عش العصفور وبجواره مكتبة مليئة بالكتب وبجوارهما مكتب وردى وعليه بعض كُتب الطب وخصيصًا في مجال القلب.
خرجت جهاد من المطبخ وهي تحمل أطباق الغداء وتُحدث الخادمة: -
- بسرعة شوية يا بنتى، نبض زمانها على وصول وجعانة نوم كعادتها
وضعت الأطباق وذهبت للتراس وهي تتابع حديثها مع زوجها: -.

- أنت متأكد أنه يوسف رئيس الشركة بنفسه اللى عاوز يتجوز نبض
- أنتِ مالك فرحانة كدة يا جهاد، بقولك دا مطلق ووالدته اللى عاوزة نبض أنما لو عليه هو مش عاوز يتجوز أساس تانى
قالها فؤاد بزمجرة فأجابته بحماس قائلة: -
- فرحانة عشان بنتى وبعدين أنت مش طول عمرك بتشكرلى فيه، لو على مطلق فعادى يعنى مادام معهوش عيال يعنى مفيش حاجة هتربطه بيها نهائى خلاص وبعدين دا رئيس شركة دا يبقى غباء لو رفضته.

أستدار لها بغضب وهو يقول: -
- وأنا بنتى مش أى حد يا جهاد، دا بنت مدير عام ومحاضر ودكتورة في الجامعة ومحاضرة وغير دا كله أنا بنتى دكتورة وجراحة ومش أى قسم دا قسم القلب يا جهاد، ومش هرميها عشان الفلوس
أنهى جملته ودلف للداخل غضبًا، ولجت خلفه باختناق من حديثه فقالت: -
- وحد جاب سيرة الفلوس دلوقت يا فؤاد، أنا باصة لشكرك فيه وأنه راجل محترم مش هيتعوض، أنا مبصتش للفلوس إحنا مش محتاجين.

دلفت نبض من باب الشقة وهي تقول: -
- بتتخانقوا ليه؟
( نبض فؤاد: -
طبيبة جراحة في تخصص أمراض القلب والصدر تملك من العمر 28 عام )
جلس فؤاد على السفرة صامتًا يكتم غضبه فتبسمت جهاد وهي تقول بحب: -
- مفيش يا حبيبتى، أتاخرتى ليه؟
- كان عندى عملية الصبح، خلصت وجت على طول
قالتها وهي تلقى حقيبتها وأغراضها على أقرب مقعد وذهبت نحو والدها تحتضنه من الخلف وهو جالس على المقعد وقالت: -
- مالك يا بابا؟

- مفيش يا نبض، أقعدى عشان تأكلى
- لا فيه بقى، فيه أنا جيلك عريس وسيادة المدير العام مش موافق عليه
قالتها جهاد بانفعال، جلست نبض بتعابير وجه هادئة وقالت وهي تبدأ في تناول الطعام: -
- ومين صاحب الشرف اللى بابا مش موافق عليه وباين أن حضرتك مُصرة عليه
جلست جهاد في المقعد المقابل وتبسمت لأبنتها وهي تقول بسعادة: -
- يوسف الحناوى
رفعت نبض رأسها لوالدتها ثم والدها وهي تقول بذهول: -.

- يوسف الحناوى رجل الاعمال، صاحب شركة ال Sh فاشون. اللى حضرتك مدير عام فيها
تبسمت جهاد بأرتياح وقالت ببسمة: -
- اه يا حبيبتى، أيه رأيك؟
- بس دا عمره ما شافنى تقريبًا عاوز يتجوزنى ليه؟
أجابتها بسؤالها وهي تتناول طعامها، نظرت جهاد إلى فؤاد وقالت بهدوء: -
- ما هو أصل..
قطعتها نبض بجدية ومبالاة وهي تقف من مكانها هاتفة: -
- بليل أرد عليكى يا ماما، دلوقت أنا مبفكرش في حاجة غير النوم. تصبحى على خير.

دلفت إلى غرفتها ووقف فؤاد غاضبًا وصعد للأعلى..
قصر الحناوى
دق باب غرفة يوسف ثم دلفت سارة إلى الغرفة بعد أن أذن لها ورأته يقف أمام المرأة يربط رابطة عنقها فقالت: -
- يوسف يلا عشان نتعشي. وقبل ما ترد ماما كانت واثقة أنك هترفض عشان كدة بعتتنى أنا فممكن متكسفنيش
تنهد بزمجرة وقال: -
- سارة!
قطعت حديثه وهي تقول: -
- ممكن متكسفنيش بقى.

جذبته من ذراعه ونزل للاسفل أجبارًا فوجد الجميع على السفرة وعمته ميادة جالسة بجوار والدته وبجوارها ميرا ابنتها وطليقته، جلس بجوار والده على الجهة الأخرى بوجه عابس وبدأ في تناول الطعام صامتًا ليقطع صمت الجميع صوت ميادة وهي تقول ببرود: -
- سمعت أنك بتخطب يا يوسف!
رفع نظره لها وقبل أن يجيب تحدثت صباح بنبرة باردة: -
- اه يا ميادة ولا أنتِ فاكرة أن ابنى هيوقف حياته على كدة.

نظرت ميرا له بنظرة وجع وعتاب ثم وقفت من مكانها ورحلت دون أن تكمل طعامها، وقف يوسف من مكانه وغادر القصر بأكمله غاضبًا من تصرفات والدته..
مستشفى الجلال الخاص
وصلت نبض إلى الكافتيريا وطلبت قهوتها الأسبريسو حتى تستطيع البقاء مُستيقظة طوال الليل تعالج مرضها دومًا وقالت وهي تضع يديها في جيب البلطو الابيض: -
- معرفش لسه بفكر يا نادين
(نادين: - طبيبة مقيمة وصديقة نبض المقربة )
أردفت نادين بجدية: -.

- مش يمكن طنط باصة لأنك وصلت ل 28 ومن غير جواز وإحنا في مجتمع مصري والبنت اللى بتتأخر في الجواز بيقوله عليها عانس وبايرة وغيره
- معتقدش أن دكتورة الجامعة بتفكر كدة يا نادين، أنا دخلت على النت ولاقيت أنه رجل أعمال ناجح جدًا وأن شركته زادت نجاح بعد ما هو مسكها مكان والده
أخذت نبض قهوتها وهكذا نادين وهي تقول: -.

- بس دا مطلق يا نبض، بس أن جيتى للحق هو زى القمر ومعتقدش أن اللى في مكانته هيهتم خالص لفكرة أنه مطلق ومفيش واحدة عاقلة خالص ممكن تفوت فرصة زى دى يا نبض أساسًا.
وقفت نبض أمام المصعد وهي تقول: -
- أنا مش ببص للموضوع من جهة المال يا نادين في حاجات كتير مهمة زى الثقافة والعلم وطباعه.
- أنتِ مش بتقولى أن باباكى بيشكر فيه جدًا وأنه نادرًا لما بيتعصب في شغله
قالتها وهم يدخلوا المصعد، صمتت نبض بتفكير شارد.

شركة ال SH
وضع فؤاد الملف أمام مكتب يوسف في صمت فتحدث يوسف بنبرة جادة دون أن يرفع نظره: -
- سمعت أن مدام صباح كلمتك في موضوع شخصي يا فؤاد، ولا المفروض أقول يا عمى
قال جملته الأخيرة وهو يرفع نظره بجدية إلى فؤاد، تنحنح فؤاد بحرج وقال: -
- اه حصل فعلًا، الملف اللى قدم حضرتك في كل ما يخص المشروع الجديد
تبسم يوسف بسخرية وهو ينهى حديثه في هذا الموضوع، وقال: -
- اممم. فعلًا شكرًا.

تركه فؤاد وخرج وهو يقول بتمتمة: -
- أنا مستحيل أوافق على الجوازة دى..
دلفت نبض من باب الشقة ووضعت أغراضها على المقعد ثم دلفت تبحث عن والدها لتسمع حديث جهاد في الهاتف وهي تقول: -.

- الراجل كويس فعلاً وأنا قابلته في حفلة قبل كدة ومحترم ومثقف جدًا مكرس حياته كلها للعلم والعمل بس، وبصراحة نبض بتكبر وكل عريس يجى تطلع فيه القطط الفطسانة وتقولى مينفعش وكمان مفيش عريس بيقبل بشغلها خصوصًا أنها مُتمسكة بنباطشية بليل بعناد ودايمًا بتحدد مواعيد العمليات للمرضي بليل ومفيش راجل بيقبل بدا، وأنا نفسي أفرح بنبض وأشوف عيالها هي بنتى الوحيدة وأنا أم ونفسي أطمن عليها مع راجل كويس.

تنهدت نبض بتعب ثم خرجت إلى التراس وقالت: -
- ماما أنا جيت
أنهت جهاد حديثها وقالت بسعادة: -
- حمدالله على سلامتك يا حبيبتى، قوليلى يا نبض فكرتى في اللى قولتلك عليه
نظرت لعينين والدتها البنيتين وفرحة الأم بهم وقالت بنبرة هادئة: -
- أنا موافقة يا ماما
أحتضنتها جهاد بسعادة وقالت بفرح وهي تداعب ذقن نبض: -
- مبروك يا حبيبتى، لما ألحق أفرح باباكى ويوصلهم موافقتك.

أسرعت جهاد للخارج بفرح فدمعت عين نبض بهدوء وقالت: -
- أول مرة أعمل حاجة بدماغ غيرى ويا رب ما ألبس في حيط يا ماما..

مر شهر تقريبًا دون أن يراها أو تراه رغم أستعداد الجميع لحفل زفاف على عكس العروسين كانت نبض تستغرق وقتها في الجراحات وعلاج المرضي طوال الليل حتى تعود للمنزل صباحًا مُنهكة لتنام قبل الذهاب إلى الجيم للتمرين اليومي قبل الذهاب المستشفى ويبدأ يومها، أم يوسف كان مُنشغلًا في مشروعه الجديد حتى لم يهتم بأخذ رقم خطيبته او رؤية صورة لها حتى..

اليوم المُنتظر، وصلت نبض مع والدتها ووالدها إلى القصر صباحًا فأستقبلتهم صباح و سارة وعانقوا نبض برحب شديد ثم أخذتهم سارة إلى غرفتها فوجدت بعض الفتيات المسؤلين عن مساعدتها في التجهيزات، دلفت صباح إلى غرفة يوسف ووجدته جالسًا على مكتبه يقرأ كتاب عن الإدارة فقالت بصرامة: -
- مفيش عريس في الدنيا يوم فرحه يقعد يقرأ كتاب
- ساعتين أو ثلاثة وهتلاقينى معاكم
أجابها ببرود تام فزفرت بأختناق وقالت: -.

- عمومًا بدلتك هتلاقيها في الدولاب ويلا تجهز بسرعة مش عاوزة عمتك تقول أنك زعلان على المحروسة بنتها ولا مجبرة على الجوازة
رمقها بنظرة وحادة وقال: -
- وأنا مش مجبرة يا أمى، دا أنا معرفش شكل عروستى لحد الساعة دى
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغرور وقالت ببرود متبادل لبروده: -
- أديك هتشوفها كمان كام ساعة يا يوسف
فتح باب الغرفة ودلف مراد يقول: -
- مبروك يا عريس. أزيك يا طنط
قالها وهو يقبل رأسها بحب فقالت: -.

- كويسة بس ابن خالتك دا هينقطنى
قالتها وخرجت من الغرفة غاضبة، أنهت نبض تجهيزات ووقفت تستدير لوالدتها بفستانها الأبيض وقالت: -
- فرحانة يا ماما؟
- أكيد يا حبيبتى في أم متفرحش ببنتها في يوم زى دا، شكلك زى القمر يا نبض
قالتها جهاد وهي تدمع بسعادة وتقبل جبين طفلتها التي كبرت، تبسمت نبض بأصطناع لها..
أخذها والدها من يدها وهو يقبل جبينها ويقول: -
- مبروك يا نبض، ألف مبروك يا حبيبتى ربنا يسعدك.

- بابا متزعلش من ماما وبطلوا خناق بسببى أنا أتجوزت خلاص وأنا أهو عروسة جميلة ولا أنا مش جميلة
تبسم لها وهو يقول: -
- أجمل عروسة في الكون يا حبيبتى.

اخذها من يدها ونزل بها للأسفل لتراه واقفًا هناك بأنتظارها، رجل في الثلاثتين من عمره بعيون عسلي فاتح كلون الذهب واشعة الشمس، شعر بنى مرفوع للأعلى كثيف وخفيف من الجانبين ولحية بنية خفيفة تزيده وسامة ومُرتدية بدلة سوداء، رفع نظره حين رأها أمامه فتاة ببشرة بيضاء وعيون خضراء وملامح صغيرة، تضع مساحيق التجميل وشعرها الأسود كلون الفحم مُرفوع للأعلى ومسدول على ظهرها وتضع تاج على رأسها وكأنها توجت على عرش حياته منذ الأن، أخذ خطوتين نحوها ثم أخذها من يد والدها وهو يقول: -.

- خلى بالك منها يا يوسف دى أغلى حاجة عندى
- في عينى يا عمى
قالها بجدية حاد ثم ذهب أمام المأذون ليعقد قرانهما وكانت ميرا جالسة على المقعد تملك كأس من العصير في يدها ببرود تراقب حديث المأذون حتى أعلن زواجهما فوقفت بغضب وهي ترحل بينما الجميع يبارك لهم، أستدار لها ووضع خاتم زواجهما في نبصر ثم قبل يدها وقال: -
- مبروك
تبسمت بخفة وهي ترد عليه: -
- الله يبارك فيك.

أنهت زفافهما وصعد بها إلى غرفته فدلفت إلى الداخل ليوقفها بصوته قائلًا: -
- نبض
أستدارت له وهي تمسك فستانها بيديها وخجل وأردفت بصوت هادى: -
- نعم
- ممكن نتكلم شوية، أعتقد أننا محتاجين دا
أردفت بجدية وهي تترك فستانها قائلة: -
- ممكن بس أغير هدومى على الأقل لأن الفستان خنقة جدًا.

أومأ لها بنعم، دلفت للمرحاض وبدلت فستانها إلى بيجامة حرير كحلى بكم وبنطلون ثم خرجت فوجدته يرتدى بنطلون أبيض قطنى وتيشرت أحمر، جلست أمامه على الأريكة فقال: -
- أنا أسمى يوسف واتجوزت قبل كدة ميرا بنت عمتى وعايشة معانا في القصر هنا وهتشوفيها اعتقد كتير أووى، أنا مش عاوز مشاكل وكيد النسا دا مهم عندى.

- استاذ يوسف أعتقد أنك متعرفش كتير عن مراتك اللى وافقت تتجوزها، أنا مبحبش المشاكل وبالى طويل جدًا وبفوت أكتر لأنى زى ما بيقولوا عاقلة
أخذ يدها بين يديه وقال بهدوء: -
- استاذ ايه. أنا جوزك وأسمى يوسف
أومأت له بنعم وهي تتحاشي النظر له بخجل شديد بعد أن شعرت بالقشعريرة تسير في جسدها حين لمس يدها، أقترب نحوها ليضع قبلة على جبينها بلطف، قشعر جسدها وهي تدفعه برفق وتغمغم: -.

- أستن بس. ممكن نأجل الموضوع دا شوية
نظر لها بهدوء مُنتظر أن تعطيه سبب فقالت بخجل وهي تتحاشي النظر له: -
- بصراحة حاساك غريب. لا مش حاساك دا حقيقي حتى لو أنت جوزى أنا أول مرة أشوفك ومعرفكش. نتعود على بعض شوية على الأقل
أومأ لها بنعم وقال: -
- ماشي ولو تحبى أنام على الكنبة كمان مفيش مانع
تبسمت برفق على أحترامه لرغبتها وقالت: -
- لا مش لدرجتى كمان عشان متتعبش من نوم الكنبة.

أومأ لها بنعم ثم صعد للفراش معًا وكلا منهما يعطى للأخر ظهره، أستيقظ يوسف على صوت دقات الباب صباحًا ففتح عيناه ببطيء ولم يجدها بجواره، وقف وهو يبحث عنها في الغرفة ولم يجدها ثم فتح الباب ووجد اخته تقول: -
- الفطار يا عريس، هات عروستك ويلا عشان نفطر
- هي مش تحت؟
قالها وهو يفرك عيناه فسألته بدهشة: -
- نعم؟.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة