قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني والعشرون والأخير

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني والعشرون والأخير

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني والعشرون والأخير

-انا كويس الحمدلله، اهدي انت هتموت من القلق ليه كده!
قالها فهد باصفرار وهو ينضم مع حياه و ماجد اليهم للاطمئنان فوجده يحتضن جميله بقوه...
تنهد محمد قبل ان يبتعد عن جميله قائلا...
-انا عارف انك زي القطط بسبع ارواح هقلق ليه!
-يعني، كان في صوت طلقه كده مخدتش بالك منها!
-اكيد الطلقه دي مش فيك فلخص ؛ كانت في مين!.
ابتسم بفخر وهو يضم حياه اليه...
-جت في الحمام!
-نعم!
ضحك فهد قائلا...

-هو انا مقولتلكش مين اللي ضربها؟!
نكزته حياه بحرج ليستمر بابتسامه مرحه...
-دي زوجتي العزيزة ضربتها عليا وانا رايح اطمن عليها، شفت غدر الحريم يا جدع!..
نفضت حياه التي اشتعلت وجنيتها بخجل ذراعه لتردف...
-انت اللي قولتلي اضرب وبعدين انا قلتلك مش بعرف!
ضحك محمد ليردف...
-خساره! بس مش مهم انا هعلمك والجايات اكتر من الريحات!..
ليقاطعه فهد وهو يعيدها بجواره...

-الحمدلله انك مش بتعرفي واطلع منها انت مراتي انا اللي هعلمها!.
نظر محمد إلى ماجد الذي يحتضن جميلة ويربت عليها بحنان بالغ ليشعر بقلبه يتضخم بحبهم...
فهما و معهم فهد و حيااه بالفعل و حرفيا كل ما يمتلكه في تلك الحياة!
-ايه يا بابا، انا اللي ابنك مش هتطمن عليا...
ابتسم له ماجد بفخر وهو يتفحصه بعينيه...
-ما انت زي القرد اهوه وبعدين انت حديد وقوي زي ابوك لكن دي رقيقه وبريئة...

-لا انا كده هغير بقي ؛ اوعي ايدك دي يا بابا!
قالها محمد وهو يجذب جميله الضاحكة من احضان ماجد إلى احضانه ليستكمل وسط ضحكات الجميع...
-مش عشان ابويا بقي تفضل تحضن في مراتي!
اتسعت ابتسامه ماجد وشعر وقتها بضعفه نحو ولده الوحيد الذي لم يكن من صلبه ولكنه اثبت صلابه حبه اليه بلا قيد او شرط والدموع تحاول خيانته والهرب امامهم ليردف بحب...
-ربنا يسعدكم يا ابني و يفرحكم!

ابتسم محمد بحب قبل ان يتجه إلى والده ويجذبه في عناق شديد و يربت على ظهره باحترام وحب...
احتضنه ماجد ليبتعد قائلا...
-اطلعوا انتو ارتاحوا شويه وانا هتابع مع البوليس، وانت يا محمد ارتاح عشان بكره عايز تفاصيل اللي حصل!
هز محمد رأسه قائلا...
-ناجي معاهم هو و كام واحد والباقي هرب، جاول متحتكش بيه تاني عشان خاطري!
-حاضر ؛ انا اصلا خلاص كبرت ونفسي اتقطع ؛ انا هتكلم معاهم واحاول نأجل التحقيق للصبح!

-لا انا هطلع جميله وانزل معاك!
-يا محمد متتعبنيش!
-خلاص يا بابا بقي!
-ياريت افضل بابا على طول ومرجعش ماجد باشا الصبح!..
هز محمد رأسه بنصف ابتسامه قائلا...
-حاضر يا باابا، يلا يافهد...
بالفعل صعدت الفتاتان ونزل محمد وفهد لمتابعه الامور مع ماجد...

اخذت جميله حماما لنسيان ما عايشته اليوم واستلقت على الفراش منتظره اياه ولكن التعب جذبها في نوم عميق ولم تشعر بنفسها الا و محمد ينضم اليها في الفراش و يضمها اليه...
تنهدت بحب واستدارت لتحتضنه وتضع رأسها على صدره قائله بصوت يشوبه النوم...
-خلاص!
-اه ؛ نامي انتي متشغليش بالك!
هزت رأسها وهي تحرك اصابعها على صدره العاري بدون وعي مستعده للغوص في النوم...

اوقف بيده حركه اصابعها ليرفع يدها إلى فمه يقبلها برقه...
-بحبك!
فتحت عيناها بسعادة محاربه سلطان النوم لتنظر له بابتسامه حانيه قائله.....
-انا بحبك اوي اوي اوي ؛ انت نصيبي من وانا عندي 5 سنين وعينت نفسك صديقي الصدوق!.
خرجت منه ضحكه ليقربها اكثر إلى صدره قائلا...
-انتي لسه فاكره يا مخ الحمامه!
ضربته بخفه لتردف...
-ايوة فاكره يا رخم ؛ انت نسيت ولا حاجه؟!
رفع يدها يضعها على قلبه ويضغط عليها قائلا...

-اللي يفتكره القلب عمره ما ينساه العقل!
نظرت إلى يدهما سويا على صدره، لتنظر له بحب و خجل...
-انت بقيت شاعر ؛ الله يرحم الدبش يا حبيبي!
زادت ابتسامته ليترك يدها ويقبل وجنتها الحمراء قائلا...
-حبيبي؟!
اطرقت رأسها تخبأها في صدره لتردف بخفوت...
-اه حبيبي عندك مانع!
رفع ذقنها ينظر إلى عيونها بحب وشوق جارف قائلا...
-انتي متأكده انك عايزة تكملي حياتك معايا؟!..

-لا كنت بجري وراك واحرق في دمي تسليه! ايوة طبعا متأكده!
-يخربيت لسانك ده اللي عايز قطعه!
زمت شفتيها بحنق وهي تعقد حاجبيه قائله...
-اهو انت على فكره!
امسكها بقوة وسط ضحكاته وهي تحاول الابتعاد عنه ليخبرها بثقه...
-مش هسيبك على فكره ؛ انتي ملكي خلاص!
مال عليها يقبلها بحب كبير قبله تخبرها بمكنونات قلبه وانجراف حبه...
ابتعد بعد دقائق من جنون شوقه لحبيبته التي امتلكت قلبه منذ الطفولة، قائلا...

-انتي قلبي اوعي تبعدي عني ابدا!
نظرت إلى عيونه التي تعيدها إلى عيونه التائهة في صباه ذلك الطفل الراغب في الحب والاطمئنان لترفع يدها تمررها على وجهه بحنان قائله...
-اوعي انت بس تبعد عني!
-ابدا!
بهذه الكلمة انهي كلامهم ليبدأ كلام من نوع اخر ؛ كلام يستكشفه كلاهم مع الاخر، كلام يطفئ نار حب و عشق لا ينتهي...
ليغرقا سويا في بحور مظلمه ينيراها بنجوم الحب و سحر الهوا...
(هيييييييييح كتكوا القرف مليتوا البلد ).

في اليوم التالي...
اجتمع الجميع على مائده الطعام وبرغم ما عاشوه الا ان مشاعر السعادة وملامح الرضا كانت ظاهره على وجوههم...
ليردف فهد...
-كده انا في السليم ؛ اجازة انا بقي من نفسي شويه!
ضحك ماجد ليردف...
-حقك طبعا!
رفع كفه بابتسامه واسعه موجه كلماته إلى صديقه...
-اروح بيتي بقا وازور اهلي ومحدش يدق على دماغي صبح وليل ويقرفني!
رفع محمد حاجبه ليردف...
-ده على اساس اني ماسك في ديلك، ما تغور!

-اه يا ندل يا معفن بعد ما خدت غرضك مني!
-بس بس ايه هتفضحنا قدام الناس يقولوا علينا ايه، هو ايه اللي غرضي ومش غرضي مش انت اللي عايز تاخد مراتك وتخلع!
ضحك فهد وهو ينظر إلى حياه بابتسامه...
-اه عشان نلحق نظبط البيت، انا شحطط الغلبانه دي معايا على فيلتكم على طول ومشافتش بيتها حتى!
لتجيبه حياه سريعا...
-بس كانت احسن شحططه في الدنيا كفايه اني عرفت جميله و ماجد باشا...
ابتسم محمد باصفرار قائلا...

-وانا شفاف مخدتيش بالك انك اتعرفتي عليا...
ضحكت جميله وهي تنكزه لتردف...
-انت بالذات متتكلمش!
قاطعهم اعلان الحارس حضور وليد وألاء، نظر محمد لجميله بتساؤل فنفضت كتفيها بعدم فهم...
وقفت ترحب بأخيها و زوجته ليلحق بها محمد والجميع...
-اهلا يا وليد ؛ اتفضل اقعد...
قال ماجد بترحاب، ليبتسم له وليد بأدب وهو يمسك بيد جميله...

-شكرا يا ماجد باشا ؛ احنا سمعنا اللي حصل من التلفزيون وجينا عشان نطمن عليكم عشان اختي مش فاضيه تطمني!
قال جملته الأخيرة وهو يرمق جميله بعتاب لتردف مدافعه...
-والله كنت بكلم الاء قبلها بدقايق وبعدين انا ملحقتش يا دوبك صحيت من النوم وكنت هتصل...
هدأها وهو يربت على يدها مما زاد من حنق محمد الذي يستحضر رباطه جأشه حتى لا يقتله ليردف وليد وهو يجلس بجوار الاء...

-الحمدلله ؛ انها جت سليمه، مين كان يصدق اللي حصل ده!
-الحمدلله، شكرا...
قالها محمد ببرود وجفاء فرمقته بتحذير قبل ان يأتي إلى مسامعها صوت وليد...
-انت اللي شكرا انك خلصت جزئك من الاتفاق على اكمل وجهه، وبكده اقدر ارجع اختي معايا تاني!
اندفع محمد بحده قائلا..
-تاخد اختك فين؟!
وقف وليد بعناد يوازيه قائلا...
-بيتها طبعا ولا انت فاكر انها هتفضل معاكم هنا على طول!

-ايوة طبعا دي مراتي وهتقعد في الحته اللي انا موجود فيها!
ليردف وليد بسخريه و ذهول من جراءته...
-انت صدقت نفسك ده اتفاق يعني جواز على ورق!
حاولت جميله التدخل ولكن محمد منعها من التقدم لتقف خلفه قائلا بثقه و غرور...
-ومين قالك انه جواز على ورق!

شعرت جميله بقدمها تخور من الخجل غير مصدقه ما قاله للتو، نكزت حياه فهد للتدخل فسبقه ماجد وهو يحدث وليد الذي يحاول الوصول إلى عيون جميله وايجاد انكار بما يقوله ذلك اللعين ؛
فلم يجد سوي رأسها مختبأ خلفه...
-اهدوا يا ولاد ؛ كل حاجه بتم بالهدوء...
شعر وليد بالحرج وتوعد على قتل جميله، فهو يعلم بخططها للوصول إلى حب حياتها وان لم يكن بصفه مباشره فقد كانت تصله الاخبار من زوجته...

نظر إلى زوجته المطرقة الرأس شزرا بعد ان بلغته بضروره مطالبته لجميله حتى يعترف هذا الكائن البغيض بحبه لجميله...
برغم من انزعاجه منه الا انه وافق في سبيل اسعاد اخته و زوجته!
تنحنح بارتباك ليردف...
-ولو بردو، من واجبي كأخ اني اطمن على اختي وانت كزوج نقصك حاجات كتير...
عقد محمد ذراعيه بثقه يرغب لو يقتله قائلا...
-حاجات ايه ان شاء الله!

-امنيه اي بنت واختي مش اقل من حد ؛ يتعملها فرح و تجبلها شقه واضمن حقوقها...
لتتدخل جميله متناسيه خجلها...
-بس انا عايزة اعيش هنا مع بابا ماجد...
نظر لها محمد بطرف عينه ليعض وليد على شفتيه كأشاره بمسايرته لتردف بخفوت وارتباك وهي لا تزال ممسكه بذراع محمد من الخلف...
-بس ممكن نعمل فرح؟!
-اكيد طبعا هعملك فرح و هعملك كل اللي نفسك فيه من غير ما المحترم ده يقول ويطنط!
-ايه يطنطط دي ماتلم نفسك ياجدع انت...

-استوووووب، لا بقولكم ايه انت اخويا وهو جوزي اتلموا انتو الاتنين وحبوا بعض بالتي هي احسن ياااما هعيط واوديكم في داهيه...
ليتدخل فهد سريعا بابتسامه مزعجه...
-لا طبعا يلا يا محمد بوس على راس ابو نسب...
نظر له محمد شزرا وتوعد بخنقه ليردف بهدوء لإرضاء زوجته...
-ماشي يا جميله...
-نظرت إلى وليد التي تمسكه الاء بشده واردفت...
-ايه يا وليد مش انا جوجو حبيبتك!
ابتسم لوهله ليردف وهو يزفر...
-خلاص انا موافق!

كاد محمد ينفجر غيظا ويخبره انه لاينتظر موافقته لتقرصه جميله بتحذير اخرسه ليعقد ذراعيه بحنق...
جلسوا سويا بعد ذلك وتم تحديد الزفاف بعد اسبوع و اصرار محمد و ماجد على تغير ديكورات معظم المنزل ليتناسب مع ذوقها ما عدا غرقه خديجه و غرفه ماجد...

بعد شهر، في بني سويف...
مر شهر على فهد وحياه حتى قررا زياره بيت العائلة في بني سويف فقد أجل فهد تلك الزيارة مستغلا تجهيزات محمد وجميله و زفافهم...
لتجديد مفروشات شقه الزوجية كما ترغب حياه لينصدم بعد ذلك بهديه ماجد لهم بشهر العسل المشترك في تركيا مع محمد و جميله لأسبوعين...
(طبعا ده خيال علمي متفرحوش اووي وتفتكروا ان حد بيدي حد هدايه كده )
-يا بت احلفي انك روحتي تركيا ؛طيب بلاش دي انتي مبسوطه!

-يووه ما كفايه يا عمر بقي احلفلك على المصحف اني سافرت تركيا و اني مبسوطه!
قالتها حياه بحنق لرفيق الصغر ليردف عمر بغيظ...
-يابت المحظوظه و انا غلطان اني خايف عليكي يا واطيه!
-اه واطيه اوي بأماره ما فضلت تتصل بيا طول الفتره دي تسأل وتطمن على اختك، خليني ساكته يا خويا!
-يا ابن التيت يا فهد والنعمه كنت بتصل وجوزك كان بيقولي انك مش فاضيه وانك هتتصلي بيا كمان شويه وعمرك ما رفعتي السماعه تكلميني!

نظرت له حياه بذهول لتنفجر ضاحكه على غيره زوجها السخيف ليلكزها عمر بحنق لتأتيه ضربه على اسفل رأسه من الخلف...
-هو انت لازم تتكلم بأيدك!
قال فهد بغيظ وهو يقف بجوار حياه ليفرك عمر رأسه بحنق...
-ايه يا عم ايدك تقيله!
تجاهله فهد وهو ينظر إلى حياه قائلا...
-امي عايزاكي جوا!
-حاضر..
دلفت ليضيق فهد عينيه وهو يضع كفه على وجه عمر و يصفعه بخفه...
-متمدش ايدك على حياه تاني ؛ عشان ما اخنفكش تمام!

ابعد عمر يده بغيظ ليردف...
-دي اختي قبل ما تبقي مراتك!..
رفع فهد حاجبه بسخريه...
-ايه ياولا ده بتتعصبي يا بطه!
قالها وهو يلف ذراعه حول عنقه ويقربه منه كمزاح اخوي (مش مزاح اوي يعني )
-اوعي يا فهد متعصبنيش!
-لا اتعصب اتعصب!
حاول عمر الانفلات منه وسط ضحكات فهد وسيطرته التامة على حركته ليردف فهد بثقه...
-شوف بقي لو عملت فيك كده قدام حبيبه القلب!
تسمر عمر بتوتر ليتركه فهد بدفعه خفيفه، ليردف عمر بوجه احمر...

-قلت لابوك؟!
هز فهد رأسه على غباءه قائلا...
-لا طبعا يا حليتها، بس اتشطر انت بس وخلص دراستك و انا اخوك عثمان هنخلص الدنيا...
-ابوك مش هيوافق!
-ليه؟
-عشان في الجامعه معايا!
-وابوك هيعرف منين؟!
قالها بابتسامه واسعه، لتتسع ابتسامه عمر ويحتضن اخيه بمحبه وفرحه...
دلف عثمان ليهز رأسه على سخافة اخويه ولكن قلبه يتراقص على اجتماعهم من جديد...
-كلموا الحاج يا مجانين!
-ايه ده انت لحقت تفتن على عمر!

قال فهد ليرتبك عمر، فينفجر الاخوين ضحكا على اخيهم الصغير...
ليردف عمر بحنق طفولي...
-انا غلطان اصلا اني بعرفكم حاجه، ده ايه العيله دي ياربي!
ربت عثمان بقوه على ظهره قائلا...
-ادخل يا خويا!
-ايه يا جدعان في ايه ؛؛ ايدك تقيله! مره اخوك ومره انت، هو ابوكم كان مخلفني عشان تتمرنوا فيا!
قالها بغيظ شديد وهو يتمتم بحنق إلى الداخل وسط ضحكات عثمان وفهد التي تصل إلى مسامع الجميع بالداخل...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة