قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الختامي

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الختامي

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الختامي

في شركة الشناوي...
-الله في ايه يا ولاد مش اسلوب كده، انا مش عارف اركز في كلمتين على بعض، اتفضلوا برا لحد ما اخلص!
قال ماجد بانزعاج من مشادة محمد و جميله المستمرة منذ ان خرجت من باب الفيلا وحتي وصلوا إلى الشركه...
-اتفضلي انا قلتلك اصلا مفيش داعي تيجي انتي اللي عنيده!
-اسم الله عليك يا بلسم ؛ وبعدين انا قلت هشتغل يعني هشتغل اقعد في البيت اعمل ايه انا وكلكم في الشركة!

اغلق محمد الباب خلفهم تاركا ماجد قبل ان ينتحر، ليردف وهو يقف على الباب كعادته ويعقد ذراعيه...
-اللي عندي قلته و متفكريش انك هتشتغلي بردو يا جميله!
رفعت ذراعيها في الهواء بغيظ قائله...
-انت ايه يا يا انت مش طبيعي ؛ شخصيه منيله بستين نيله ؛ انا كان مالي و مال الجواز انا هااااه قولي كان ماااالي!
تجاهلها محمد تماما ليزداد حنقها وهي تدبدب بقدميها متجه إلى الأريكة لتجلس عليها وتعقد ذراعيها!

-اووف دي مش عيشه دي على طول تحكم طول الوقت و مفيش تفاهم معاك ؛ بقولك ايه انا تعبت منك بجد ؛ عارف كمان انت رخم و رخم اوي كمان!
لم تتغير ملامحه الجامدة لينظر إلى ساعته بملل و لا مبالاة منتظرا انتهاء مسرحيتها اليومية منذ عرضت استمرارها في العمل ورفضه النهائي بان تعمل مع عبدالرحمن في مكان واحد!
-اااه يا ربي انا اللي استاهل اللي يجرالي ؛ انا هشتغل يعني هشتغل انت سامعني!

قالتها وهي تقف بحده وتتجه نحوه مشيره بأصبعها في وجهه، رفع يده لتبتعد بسرعه قائله بجنون قبل ان يفتح فمه...
-هششش هششش اوعي تلمسني ؛ انا بقولك اهوه!
وضعت اصبعها على وجهه كأشاره بالحزم لينفجر ضاحكا غير قادرا على تحمل كل تلك السخافة...
لتقنرب منه وتلكمه بكل ما اوتيك من قوه في كتفه، رفع حاجبه وابتسم باصفرار وهو ينفض على بذلته وكأن شيء لم يكن!

امسكت بنظراته لحظات قبل ان تنكمش ملامحها وهي تمسك بيدها التي لكمته بها وتتأوه من الالم...
ارتعب وهو يراها تتلوي وتبكي بالفعل ليقترب سريعا...
-ايه اللي حصل؟!
-كسرت ايدي حرام عليك يا مفتري!
-انا كلمتك يا مجنونه انتي ولا لمستك حتى!
-ايوة لمستني طبعا امال ايدي اتكسرت لوحدها!
امسك يدها وسط تأوهاتها يتفحصها قبل ان يلوي وجهه بغيظ قائلا...
-اولا ده مش كسر ؛ ثانيا انتي اللي ضربتيني و ده عقابك من ربنا!

شهقت وهي تضع كلتا يداها على فمها بدراما عالية لتردف بعدم تصديق...
-انت شمتان فيا اني موجوعه!
وضع محمد كلتا يداه على رأسه بقله حيله...
-جميله متجننيش امي!
-انت مبقتش تحبني خلاص، بتفرح وانا بتألم!..
وضع كفه على فمها بذعر قبل ان يستمع إلى باقي اسطوانتها ليردف...

-خلاص يا جميله ؛ انا اسف يا حبيبتي مقصدتش اني اوجعك لما انتي ضربتيني في كتفي جااامد اوي، ولا يا جميله انا بحبك، لو مش بحبك كنت ضربتك بالنار و استريحت!
كاد يبعد كفه ليتذكر امر اخر ليقول وهو يعيد يده مانعا اياها بمقاطعته...
-ولا مش هتشتغلي في المكتب، عايزة تشتغلي خليكي واقفه معايا كده!
ابعدت يده بحنق لتردف وهي تمط شفتيها...
-اشتغل وانا واقفه جنبك ازاي يعني!
-ايوة طبعا!
-وهشتغل ايه بقي!

-البودي جارد بتاعي طبعا!
قالها بجديه بالغه مما اجبر خروج ضحكاتها ليبتسم تلقائيا ويضمها إلى صدره بسعادة قائلا...
-اهي ضحكتك دي اللي مصبراني يا مخ الحمامه!.
-احمممم احممممم...
نظر محمد إلى باب السكرتارية ليجد عبدالرحمن يقف بوجنتين ورديه ولكن ما لفت انظارهم كان الطفل الصغير الذي يشبك يده بيد عبد الرحمن...
انتفضت جميله واقفه...
-ايه ده يا خراااشي على الجمال ؛ مين العسل ده يا عبدالرحمن!
تنحنح بضحك قائلا...

-ده مازن ابني!
نزل الخبر كالصاعقة على محمد لينظر بذهول إلى عبد الرحمن وكل تلك الفترة يرغب في قتله ظنا انه يحب جميله ليصدمه بانه متزوج ولديه ابن!
-بجد انا اول مره اعرف انك متجوز اصلا ؛ طيب مش بتجيبه معاك ليه!
ضحك ليردف بتوتر وهو يوجه انظاره اليها مره والي محمد مره اخري...
-عادي اصل مامته بتتصرف معاه وهي رايحه الشغل بس اختها تعبانه ومقدرتش تسيبه مع حد اضطريت اجيبه، انا اسف!

-اسف ايه بس دي احلي حاجه عملتها!
حملته جميله وهي تقبله بسعادة تغمرها كلما شاهدت طفل صغير، برغم ان طفولتها لم تكن مثاليه الا ان وجود محمد بها جعلها تعشق الطفولة و الاطفال...
-ايه يا سكر اجبلك شيكولاته!
هز الطفل رأسه بابتسامه وتوتر من هجومها المباغت عليه...
-تعالي تعالي!
جلست على الاريكه بجواره لتفتح حقيبتها وتعطيه الحلوي، لتتسع ابتسامه الطفل قائلا...
-ميلسي!
-يا لهوي اخلي ميرسي دي و لا ايه!

-انا لازم ادخل ل ماجد باشا معلش يا مدام جميله ممكن اسيبه هنا ثواني!
اردفت جميله بسرعه...
-طبعا طبعا انا هاخده على طول اصلا!.
دلف عبدالرحمن ضاحكا، لتنظر إلى محمد مشيره له بالاقتراب...
-شوف يا محمد جميل اوي بسم الله ما شاء الله عليه!
-اه فعلا!
كمشت ملامحها بتعجب على ردوده البارده وهي تلعب بشعر الطفل الرائع...
ابتسم محمد وهو يري تلك السعادة لامعه من عينيها ليردف...
-انتي بتحبي الاطفال اوي كده!

-جدا جدا بعشششقهم!
-اه اخدت بالي!..
سيكون عليه مكافأتها بطفل قريبا فوجود طفل لا تعرفه اسكت شكواها من جفاءه و شخصيته المزعجة، فما بالكم ان اعطاءها طفل من صلبه و من احشاءها!..
ارتسمت ابتسامه ثعلبيه على وجهه لترفع حاجبها بتساؤل قائله...
-ايه بتبصلي كده ليه؟! اتفرج على الطفل الحلو ده هاه الطفل ده!
-اه حلو عرفت والله، و ان شاء الله هنجيب الاحلي منه بس انتي تركزي معايا كده و هنبقي زي الفل!

فتحت فمها بصدمه لتشتعل وجنتها وتهز رأسها على جراءته لتحرك شفتيها بدون صوت حتى لا يسمعها الطفل...
-قليل الادب!
غمز لها قبل ان ينتقل بأبصاره إلى الطفل ويمرر اصابعه على شعره ملامسا يدها!..

في فيلا الشناوي!
اجتمع ماجد في عشاء مع محمد وجميله، فهد وحياة بعد عودتهم من بني سويف...
ليردف فهد إلى حياه الغاضبة منه والذي اكتشف حملها في الشهور الاولي...
-فكي بقي متبقيش بارده!
نظرت له بحنق لتقف وتجلس بجوار جميله على الأريكة مبتعدة عنه، عاد محمد بالفشار الذي تعشقه زوجته فوجد حياه مقتحمه مكانه...
رفع حاجبه بتساؤل إلى فهد المشتعل غيظا، ليتنهد ويعطيهم الطبق ويتجه للجلوس بجوار مع فهد...

همست الفتاتان بخفوت ليردف فهد بحنق...
-انا عارف انكم بتتكلموا عليا و وبردو مش هعلمك يا حياه!
حك محمد انفه لا يعلم ماذا يفعل ليأتيه صوت زوجته المنزعج...
-انت بتكلمها كده ليه؟!
قلب ماجد عينيه واغلق الجريدة مستعدا للنوم هربا من المشاحنة التي على وشك البدء بين الرباعي المخبول!
اين انتي عزيزتي خديجة لتثبتي الجزء الاخير من عقلي!

ابتسم بحزن طفيف ؛ كم يرغب في ملاحقتها و لكن هؤلاء الاطفال لازالوا بحاجه اليه ؛ هكذا ستكون زوجته الحبيبة اسعد واسعد!
هبط على الدرج وهو يسمع محمد يجيب جميله باستنكار...
-وبعدين يا جميله هما حرين مع بعض!
لتردف حياه بنظرات قاتله نحوه هو وفهد...
-لا مش حرين ؛ انا وجميله واحد!
-يا سلام دلوقتي بقيتوا واحد ؛ انا مش سامع جميله بتقول عايزة اتعلم رماية وهي حامل!
لتردف جميله بسرعه...

-ومين قالك كده انا كمان عايزة اتعلم الرماية!
-ومين بقي اللي هيعلمك الرماية؟!
اتاها صوت محمد المنزعج، لتجيب حياه...
-انا وهي هنتعلم ؛ احنا مش محتاجينكم في حاجه!
-يابنتي يا حبيبتي انتي حامل يعني غلط غلط!
قال فهد بقله حيله، لتردف حياه بغيظ...
-غلط ليه هو انا هشيل حديد وبعدين انا هتعلم يعني هتعلم...
ليجيب فهد بحده...
-وانا قلت لا يعني لا!
طاخ، طاااخ، طاخ...

ازالت حياه الحامي من على اذنها لتنظر إلى فهد الملتصق بها ويضع ذراع على بطنها و الأخرى يثبت ذراعها لتقول بحنق..
-ممكن افهم انت ماسك بطني ليه، انت ليه محسسني انس هولد ؛ انا لسه في الشهر التاني!
-لو سمحتي انا حر مش قولتي هتتعلمي، يبقي بمزاجي انا و بطريقتي انا!
قلبت عيونها وهي تعيد الواقي على اذنها وتتابع التصويب وهي تطلق انين خفيف مع كل ضغطه على الزناد...

هز رأسه ليقبل رأسها من الخلف ؛ ويدعوا الله ان يأتي طفله هو وتلك المجنونة إلى الحياه بسلام!

في الركن الاخر بجوارهم ضحكت جميله وهي تنفض محمد من خلفها لتردف بخجل...
-اتلم حد يدخل علينا يقول ايه!
لم يأبه لكلامها ليعيدها إلى احضانه مره اخري ويسند رأسه على كتفها من الخلف قائلا...
-محدش هيقدر يدخل ده مكان تدريبي وبعدين انا بعلمك الرماية!
-طيب علمني وبطل استهبال...
-حقي كل طلقه ببوسه ؛ انتي عارفه الطلقة بكام دلوقتي وانت مفضيه خزنتين لحد دلوقتي وملمستيش الهدف حتى!

لكزته بكتفها في صدره لتردف وهي تمط شفتيها...
-ما انت لو واقف محترم ومش بتشتتني كنت عملتهم كلهم لكن انت استغفر الله العظيم!
-ايه استغفر الله العظيم دي ؛ اسكتي اسكتي وسيبيني اركز!
خرجت ضحكه اخري وهو يلف ذراعه حول خصرها يجذبها نحوه بقوه، لتمسك ذراعه وترفعها بجوار يده الأخرى قائله...
-ركز ركز عشان خاطري بقي انت سامع حياه عماله تضرب زمنها بقت لهلوبه وانت هنا بتدلع!

قبل عنقها بشغف من الخلف قبل ان يتنهد باستسلام ويمسك بكلتا يداها الممسكة بالسلاح...
داعيا ان ينتهي ذلك التدريب بسلام وان يعود بها إلى غرفته ليطلق العنان لنيران عشقه و جموح مشاعرهم بلا قيود، فقد عانى كثيرا للوصول إلى ملاذ يوجد فقط بين احضان تلك الصغيرة ساكنة قلبه!
عشقي اليك لا ينتهي...
روحي فداك و قلبي يهواك...
وعيناي تشتاق لرؤياك...
و ملاذي يقبع بين يداك!

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة