قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل السادس عشر

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل السادس عشر

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل السادس عشر

صدح صوت توفيق الصاخب بحماس من مكبر الصوت
=ايووووة بقي يا عم راجح يبقى عملت اللي قولتلك عليه وخدت منها اللي انت عايزه دلوقتي تقدر تطلقها و ترميها مش قولتلك دي واحدة شمال و متست...
سقط الهاتف من يد صدفة التي شحب وجهها كشحوب الاموات فور سماعها تلك الكلمات تتطلع امامها باعين غائمة لا ترى شيئاً بينما وقف راجح متصلباً بمكانه و عينيه الممتلئة بالصدمة و الخوف مسلطة عليها...

استدارت راكضة للخارج بجسد مرتجف و هي لا ترى امامها بسبب عينيها الغائمة بالدموع الحارقة بينما الالم الذي بداخلها يكاد يمزق قلبها الى اشلاء...
اسرع راجح الذي ما ان افاق من صدمته يلحق بها راكضاً.
قبض على ذراعها قبل ان تصل إلى باب الغرفة مديراً اياها نحوه قائلاً بصوت لاهث يملئه الذعر
=استني يا صدفة، انتي فهمتي غلط.
نفضت يده بعيداً عنها هاتفة بقسوة تعاكس الانكسار الذي يتصدع بداخلها
=فهمت ايه غلط بالظبط...

لتكمل صارخة بصوت مرتجف ملئ بالألم
=انك متفق مع صاحبك عليا...
امسك بها مقرباً اياها منه و هو يغمغم برفق محاولاً تهدئتها
=طيب اهدي يا صدفة، و هفهمك كل حاجة...
ضربته قوة في صدره بقبضتيه دافعه اياه بعيداً عنها و هي تهتف بشبه هسترية
=لا تفهمني و لا افهمك مش خدت اللي عايزه منى زي ما اتفقت مع صاحبك...
لتكمل و هي تندفع نحو خازنة الملابس تخرج ملابسها
=كمل بقي اتفاقك معاه و طلقني...
ش.

هتف بحده و هو يتقدم نحوها و قد بدأ يفقد هدوءه
=بطلى ام جنانك ده و اسمعي اللي حصل الاول...
اجابته و هي تبتلع الغصة التي تشكلت بحلقها حتى لا ينهار جدار القوة الذي تظهره امامه
=مش محتاجة اسمع منك حاجة، البركة في توفيق صاحبك قال حاجة...
ثم اندفعت نحو الحمام لتنحنى و تلتقط هاتفه الملقي على الارض و تقذفه على الفراش الذي بجانبه و هي تهمس بصوت مرتجف.

=امسك كلمه، و احكيله على اللي حصل بنا امبارح زي ما بتحكيله كل حاجة.
لتكمل بصوت مهتز مختنق و شفتيها ترتجف في قهر بينما الالم الذي تشعر به بداخلها يكاد يحطم روحها إلى شظايا
=احكيله ازاي الشمال استسلمت ليك بسهولة و خدت منها اللي انت عايزه...

اهتز جسد راجح بعنف فور سماعه كلماتها تلك شاعراً بقبضه قاسية تعتصر قلبه اندفع نحوها مغمغماً بصوت اجش خشن من شدة العاطفة التي تثور بداخله راغباً بازالة فكرتها الخاطئة تلك باي ثمن
=صدفة اقسم بالله م...

لكنها اسرعت بغلق باب الحمام بوجهه غير سامحة له باكمال جملته مغلقة الباب بالمفتاح من الداخل قبل ان تنهار على الارض و هي تنفجر باكية و قد انهار السد الذي كانت تتصنع خلفه بالقوة وضعت يدها فوق فمها تكتم شهقات بكائها الممزقة حتى لا تصل اليه بالخارج بينما ظل هو يضرب على الباب طالباً منها ان تفتح و تستمع اليه لكنها دفنت وجهها بين ساقيها واضعة يديها حول اذنها رافضة ان تستمع اليه...
في ذات الوقت...

كانت اشجان جالسة تدهن اظافرها بطلاء الاظافر و هي تغني بصوت مرتفع مع مسجل الصوت الذي كان يصدح بالارجاء عندما اخذ باب المنزل يطرق بقوة...
هتفت بحدة لأشراف المستلقي
علي الاريكة التي بجانبها بوجهه المتورم الملئ بالجروح و ساقه و ذراعه المحبران بسبب الكسور التي بهم.
=يا دي الباب و سنينه السودا. يا خويا من الصبح مش مبطل خبط و رن كل صحابك الشمامين جاين يطمنوا عليك...
لتكمل بتهكم و هي تلوى شفتيها بسخرية.

=طيب ماتقولهم ياخويا يخدوا حقك من اللي يتشك في قلبه ابن الراوي اللى عجنك. و لا عنده و بتقلبوا لفراخ بيضة...
هتف اشرف بحدة مقاطعاً اياها
=لا مش فراخ بيضا احنا رجالة اوي، بس المشكلة ان العيال دي بتحترمه و بتحبه و استحالة حد فيهم يقرب منه حتى لو علشانى...
همهمت بازدراء وهي تضع عبوة الطلاء بحدة من يدها
=بيحترموه، جتهم ستين نيله تاخدهم، و تاخدك معاهم.

لتكمل و هي تزفر بحنق و غضب عندما اخذت الطرقات التي على الباب تزداد
=ما اقوم اتنيل افتحلهم، هيكسروا الباب ولاد الهرم. ه.
هتفت بنفاذ صبر بينما تتجه نحو الباب الذي كان يطرق بقوة اكبر وهي تنفخ في اظافرها حتى يجف طلاء الاظافر التي تضعه
=طيب، طيب و المصحف لو الباب اتكسر لاخاليكوا تدفعوا تمنه انت و ه...

لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما فتحت الباب و رأت امرأتين ضخام الهيئة يرتدان الاسود مما جعل مظهرهم يبث الرعب بداخل من يراهم
=نعم يا ست انتي و هي عايزين مين؟
اجابتها احدي النساء بصوت غليظ
=انتي اشجان مرات متولى،؟!
اومأت اشجان برأسها مجيبة اياها و عينيها تتنقل بينهم باضطراب و توجس
=ايوة انا، في اية.؟!
لم تدعها المرأة تكمل كلامها حيث اندفعت نحوها تجذبها من ذراعها و هي تهتف بصوت حاد.

=طيب تعاليلي بقي يا روح امك...
صرخت اشجان بفزع و خوف وهي تحاول مقاومتهم و الرجوع إلى الخلف
=عايزين مني ايه، اوعى يا وليه منك لها. اوعى...
جذبتها المرأة الاخرى من شعرها بقسوة و هي تزمجر بشراسة
=عايزين منك كل خير يا روح امك، تعالى، ده انتى مش هيبقي في عضم امك عضمة ساليمة...

دب الفزع في اشجان فور سماعها ذلك مما جعلها تصرخ متشبثة باطار الباب بكامل قوتها رافضة التحرك مما جعل المرأة الاخري تجذبها من شعرها بقوة مما جعلها تسقط على الارض...
لتجر جسدها فوق الدرج من خلال شعرها الذي كانت تجذبه بقوة لتتعالى صراخات اشجان بسبب الألم الذي كان يمزق جسدها بسبب اصطدامه بالدرج...

و فور وصولهم لخارج المنزل اخذت اشجان تصرخ باكية محاولة الاستنجاد بجيرانها و المارة بالشارع و رغم انهم يبغضونها بسبب افعالها الشائنة لكن حاول بعض الرجال انقاذها من بين ايدي تلك النساء لكن اخرجت احدهم سكين غليظ من صدرها تلوح به امامهم هاتفة بوحشية
=عليا النعمة اللي هيقرب لهشقه نصين...
لتكمل و هي تجذب شعر اشجان التي كانت تبكي متألمة
=الحوار بنا و بين المرا. دى محدش يدخل...

تراجع الرجال على الفور إلى الخلف فليس منهم من سيضحي بحياته من اجلها...
جذبوها معهم حتى وصلوا إلى الشارع الذي يقع به منزل الرواي اسقطوها بعنف على الارض امام المنزل ثم بدئوا ينهالوا عليها بالضرب و السب بينما صراخاتها تشق الاذان...
في ذات الوقت.
كان راجح واقفاً بوجه مكفهر ينتظر صدفة ان تخرج من الحمام الذي اختبئت بداخله منذ اكثر من نصف ساعة رافضة محاولاته لجعلها تستمع اليه.

تشدد جسده بترقب عندما انفتح الباب و رأها تخرج بوجه شاحب و اعين حمراء محتقنة ليعلم انها كانت تبكي مما جعل قبضة حاد تعتصر قلبه...
تقدم نحوها لكنه توقف عندما لاحظ الملابس التي ترتديها والطرحة التي تضعها حول عنقها اندفع نحوها هاتفاً بشراسة
=راحة فين ان شاء الله؟
لم تجيبه صدفة و وضعت الطرحة فوق رأسها بينما تتجه نحو الباب دون ان تعيره اى اهتمام.
مما جعله يلحق بها قابضاً على ذراعها مزمجراً بشراشة.

=بقولك راحة فين، انطقة
نفضت يده بعيداً عنها كما لو كانت لا تطيق لمسته و هي تصرخ بحدة لاذعة
=ابعد ايدك دى عنى و متلمسنيش، و ميخصكش انا راحة فين...
قاطعها راجح مزمجراً بعنف
=لا يخصني...
ليكمل بصوت حاد متملك و هو يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياه نحوه لتصطدم بجسده بقوة مما جعلها تشهق بصدمة
=كلك على بعضك كده تخصيني...
ضربته بقبضتيها في اعلى كتفيه وهي تقاطعه بغضب.

=كان زمان كنت تاكل عقلي بكلامك ده، بس خلاص كل انكشف و بان، كل كلامك كان كدب، تمثيلية متفق عليها انت و صاحبك
قاطعها بينما يشدد من احتضانه لها
=تبقي غبية لو ده تفكيرك و مفهمتيش لحد دلوقتى انتي بالنسبالي ايه...
اتسعت شفتيها بابتسامة ساخرة و هي تنظر الى عينيه
=لا طبعاً عارفة.
لتكمل هامسة بصوت بارد يعاكس النيران و الألام التي تمزق قلبها
=واحدة شمال...

زمجر راجح بقسوة و هو يقرب وجهه من و جهها حتى اصبح لا يفصل بينهم سوا بوصة واحدة مسلطاً عينيه بعينيها
=عمرى ما فكرت فيكي كدة، انتى مراتى
هزت صدفة رأسها هامسة بصوت مرتعش وقد امتلئت عينيها بالدموع التي لم تستطع حجبها
=طيب نسأل توفيق صاحبك...
احاط كف يده بجانب وجهها بينما يده الاخري التي حول خصرها تجذبها نحوه اكثر حتى اصبحوا ملتصقين كجسد واحد.

همس بالقرب من شفتيها وعينيه التي تنطلق منها الشرار مسلطة داخل عينيها المرتسم بها الالم بوضوح.
=توفيق ده عيل و س. خ و عليا النعمة لهخليه يدفع تمن كلامه ده...
دفعته صدفة في صدره بقسوة محررة نفسها من بين ذراعيه
=و انت مين هيدفعك تمن اللي عملته فيا...
لتكمل وهي تنحنى تختطف طرحتها التي سقطت بوقت سابق على الارض
=انا هروح اقعد عند ام محمد، و ورقتي توصلي على هناك...

هتف راجح الذي وصل غضبه إلى الحافة فور سماعه كلماتها تلك...
=ما تبطلى جنان بقي و اعقلى، علشان افهمك اللى حصل...
همت صدفة بالرد عليه لكن قاطعها صوت صراخ حاد لأمرأة تستغيث يأتى من الشارع لذا ركضت صدفة الى شرفة المنزل حتى ترى ما يحدث لكنها ضربت بيدها فوق صدرها و هي تهتف بفزع فور رؤيتها لأشجان ساقطة على الارض بالشارع و امرأتين ذو مظهر مرعب ينهالان عليها بالضرب المبرح...
=يا نهار اسود...

رفعت اشجان رأسها للاعلى و فور رؤيتها لهم صرخت باكية
=الحقني يا راجح باشا، الحقني
التفت صدفة حولها و هي لا تفهم ما يحدث لتجد راجح يقف بجانبها بالشرفة يتابع ما يحدث و هو يدخن سيجارة بيده بهدوء دون ان يعير ما يحدث اهتماماً
امسكت صدفة ذراعه مغمعمة باضطراب
=هو ايه اللي بيحصل بالظبط...
ادارها راجح بهدوء نحو الشرفة مرة اخرى
=اتفرجى و ملى عينك الاول...

قاطع حديثه صوت جرس الباب مما جعله يلتف و يخرج لكى يفتحه بينما ظلت صدفة تشاهد ما يحدث لاشجان بصدمة لكنها لا تنكر انها لم تشعر بالعطف نحوها بل على العكس كانت تشعر بالشماتة...
قطبت حاجبيها عندما سمعت صوت ضجيج يأتى من داخل الشقة خرجت من الشرفة لتجد عابد بوجهه الغاضب يقف ببهو الشقة امام راجح.
يهتف بقسوة و هو يشير باصبعه إلى الاسغل
=انزل فض الليلة اللى تحت دى، كفاية فضايح...

اجابه راجح بهدوء بينما يعقد ذراعيه فوق صدره
=و فضايح ليه. ستات و بتتخانق مع بعض احنا مالنا...
قاطعه عابد بقسوة و قد احتقن وجهه بغضب عاصف
=مالنا ايه، مش ده النسب اللي يعر اللي ست الحسن و الجمال مراتك جاية من بيتهم...
قاطعه راجح مزمجراً بشراسة
=مالكش دعوة بمراتى خرجها برا الليلة...
ضرب عابد بعصاه الارض بقسوة و هو يغمغم بازدراء واضح
=اخرجها ليه من الليلة، ده هي أُس القرف اللي احنا فيه...

ليكمل و عينيه تلتمع بالقسوة
=و كل شوية مراتى، مراتى ياخى دوشتنا لتكون فاكر ان انا مصدق الفيلم اللي انت عامله ده انا عارف كويس انك مستمر في الجوازة دى بس علشان تعاند معايا، و في نفس الوقت البت حلوة قولت تمتع نفسك يومين بها بعدين ترميها...
اهتز جسد صدفة بعنف و انسحبت انفاسها من داخل صدرها كما لو المكان يطبق جدرانه من حولها فاقدة قدرتها على التنفس من شدة الضغط الذي قبض على صدرها و الذي هدد بسحق قلبها.

فقد كانت كلماته تلك ليست سوى تأكيد لكلمات توفيق لم تتحمل السماع لاهانتها اكثر من ذلك لذا انسحبت بهدوء و غادرت المنزل دون ان يشعر بها احد لكن فور وصولها للدرج سمعت صوت راجح الغاضب يدوى في ارجاء المكان لكنها لم تتوقف حتى تستمع إلى رده على والده...

و ما ان وصلت إلى الشارع رأت اشجان لازالت ملقية على الارض و النساء تنهال عليها ضرباً اقتربت منهم ببطئ و فور ان رأتها اشجان هتفت باكية مستنجدة بها كما لو كانت طوق نجاتها
=الحقينى، الحقينى يا صدفة.
وقفت صدفة تتطلع اليها بصمت عدة لحظات و كل ما فعلته بها اشجان منذ ان كانت لازالت طفلة يمر امام عينيها كشريط سام من الذكريات المؤلمة...

تراجعت للخلف باصقة عليها و هي ترمقها بازدراء و غضب قبل ان تلتف و تكمل طريقها نحو منزل ام محمد بجسد منهك و قلب يؤلم كالجحيم بداخلها...
وما انتهت النساء من اشجان امسكت احدى النساء بشعرها تجذبه بعنف مرجعه رأسها للخلف وهي تهمس بجانب اذنها كالفحيح باذنها
=راجح باشا الراوي بعتلك السلام و بيقولك ده رد الواجب بتاع امبارح...
ثم دفعت رأسها للخلف بقوة مما جعله يصطدم بالارض لتنفجر اشجان في بكاء و صراخ هستيرى...

في ذات الوقت...
هتف عابد و عينيه تلتمع بالقسوة
=مراتك، مراتك ياخى دوشننى لتكون مصدق ان انا مصدق الفيلم اللي انت عامله ده انا عارف كويس انك مستمر في الجوازة دى بس علشان تعاند معايا، و في نفس الوقت البت حلوة قولت تمتع نفسك يومين بها بعدين ترميها...

اندفع راجح نحوه و غضب عاصف يحترق بداخله لو اطلق العنان له لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدمار و الموت لكنه توقف على بعد خطوة منه و قد نجح بالسيطرة على اعصابه باخر قبل ان يرتكب شئ قد يندم عليه زمجر ببطئ من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=قولتلك قبل كده جوازى من صدفة مش فيلم و مش هطلقها لا دلوقتي و لا بعد سنة و لا بعد
100سنة قدام...
قاطعه عابد بسخرية لاذعة.

=و الله عال يعني ناوي تخلي حتة البت الجربه دي تبقي ام عيالك على كده...
ليكمل و هو غافلاً عن الغضب الاسود المرتسم بعينين راجح
=فكر بعقلك و بطل العند اللي انت فيه و هيضيعك ده، دي اخرها يومين. شهرين. تشبع منها و ترميلها قرشين في النهاية و تطلقها و لو على الفلوس هتدفعهالها انا بس طلقها و خلصنا...

اغمض راجح عينيه بقوة معتصراً قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في غضبه لكنه فتح عينيه شاعراً بالبرودة تجتاحه فور تذكره صدفة المتواجدة بالشرفة و التي قد تكون سمعت كلمات والده تلك مما ستتسبب في في تأكيد ما سمعته من قبل تطلع بقلق نحو الشرفة لكنه لم يجدها واقفة فيبدو انها لازالت بالداخل تشاهد ما يحدث لاشجان بالاسفل استدار إلى والده مغمغماً بصرامة يتخللها الحدة و الغضب.

=انا مش بعاند معاك و لا مع غيرك، صدفة مراتي لأنى عايزها تبقي مراتي. و اها لو ربنا اراد باذن الله في يوم هيبقي لنا عيال...
ضرب عابد الارض بعصاه عدة مرات وهو يكمل بشراسة غافلاً عن الصراع الدائر بداخل راجح
=عليا النعمة يا راجح لو ما طلقتها لأكون دبحها قدام عينيك...
لم يشعر راجح بنفسه الا وهو يندفع نحوه يقبض على عنق عبائته و قد ارتسم معالم الوحشية على وجهه
=تدبح مين، ده انا كنت اقلبهالك مجزرة...

ركز عابد نظراته المتسعة بالصدمة على يد راجح التي كانت تقبض على عنق عبائته و هو لا يصدق انه تجرئ و فعل به ذلك اخفض راجح نظره إلى يده شاعراً بالصدمة هو الاخر مما فعله اسرع بنزع يده متراجعاً للخلف باضطراب
=بتمد ايدك عليا يا راجح،؟!
ليكمل عابد بقسوة صارخاً بغل و غضب
=بتمد ايدك عليا يا ابن مأمون ده رد الجميل بعد ما لميتك من الشارع و ربيتك، بتمد ايدك عليا...

ظل راجح يتطلع اليه بصمت و هو يشعر بالارتباك مما فعله ليكمل عابد بقسوة و هو يرمقه بازدراء و حدة
=اقول ايه ما انت نج. س و قليل الاصل زي اللي جابك...
قاطعه راجح بشراسة هاتفاً بصوت حاد لاذع
=انا لا نج. س و لا قليل الاصل...
ليكمل بعنف مكبوت و هو يقترب منه حتى وقف امامه مباشرة و تعبيرات وحشية على وجهه.

=انا اللي شلتك طول السنين اللي فاتت، انا اللي فضلت خدام تحت رجلك انفذ كل اللي بتقوله و مكسرش كلمتك ابداً حتى لو كلمتك دي كانت غلط...
غرز اصبعه في صدره وهو يكمل
=انا اللي حولت محلك الصغير اللي مكنش بيدخلك في اليوم 50 جنية ل7 محلات كبار بوكالة طويلة عريضة يحلف بها الكل...
زمجر عابد بقسوة و قد ارعبه ما قاله فراجح بحياته لم يذكر ابداً انه من صنع كل هذا
=بتذلني، بتذلنى يا راجح...
هتف راجح مقاطعاً اياه بحدة.

=انا مبذلكش، و لا بذل غيرك...
ليكمل وهو يضرب بقسوة على صدره
=بس انا تعبت، ده انا لو جبل كنت وقعت ايه مستكتر عليا، مستكتر عليا انك تشوف ان ليا بيت و مرتاح مع مراتي، كل يوم اهانة و قلة قيمة، بس لا انا معتش هستحمل كده و لا هقبل حد يهين مراتي تاني...
زمجر مقترباً منه و عينيه مسلطة بعينعابظ التي تشع غصب و قسوة
=فاهمنى يا حاج عابد...

وقف عابد يتطلع اليه بحدة عدة لحظات قبل ان يهز رأسه ببطئ واضعاً طرف عبائته حول عنقه و ينصرف مغادراً بخطوات تشتعل بالغضب...
ظل راجح واقفاً بمكانه عدة لحظات و هو يصارع ما بداخله من ألم و غضب قبل ان يفرك وجهه و يلتف الى داخل الشرفة حتى يرى صدفة و يوضح لها سوء الفهم الذي بينهم فقد كان يشعر انه يحتاجها الان اكثر من اى وقت مضى...

لكنه صدم عندما وجد الشرفة خالية مما جعله يندفع و يبحث عنها بارجاء المنزل الذي وجده هو الاخر فارغاً انهار جالساً بقلب مثقل و وجه شاحب كشحوب الاموات فور ادراكه انها قد غادرت المنزل و بالتأكيد قد سمعت كلمات والده القاسية بحقها والتي لا تختلف تماماً عن كلمات توفيق...
دفن وجهه بين يديه و هو لا يعلم كيف سيقنعها الان بانه لا يفكر بها بهذا الشكل الشنيع و كل من حوله يأكدون عكس ذلك...
بعد مرور ساعتين...

كان راجح في طريقه الى منزل ام محمد حتى يقوم بارجاع صدفة للمنزل فقد تركها لتهدئ بعض الوقت و تخرج ما بقلبها إلى صديقتها يعلم ان الامر كثير عليها لكى تتحمله لكنها تفهم الامر خطأ فهو لا يمكنه ان يراها رخيصة او امرأة سيئة كما قالوا حتى عندما اتهمته كذباً لم يفكر بها هكذا ابداً...

تبطئت خطواته عندما رأى توفيق الجالس على القهوة و الذي ما ان رأه يتقدم نحوه نهض مسرعاً هاتفاً بصخب و هو يفتح ذراعيه على اتساعهم وهو يبتسم
=صباحية مباركة يا عريس...
ليكمل و هو يتجه نحوه غامزاً بعينه
=شوفت لما سمعت كلامى و عملت اللى...

و لكن لم ينهى جملته الا و لكمه راجح بقوة في وجهه مما جعله يترنح للخلف بقوة فتح فمه لكى يتكلم لكن لم يتح له راجح الفرصة حيث اخذ يسدد له اللكمات المتفرقة بوجهه و انحاء جسده...
فقد كان راجح كالاعصار الذي سيبتلع و يدمر كل شئ بسبب غضبه ضربه بكل قوته فهو من تسبب بكل هذا بكلماته الحمقاء...
هتف توفيق و هو ينحنى على نفسه يلهث بألم
=في ايه يا راجح، بتضرب ليه يا جدع...

امسك راجح بمؤخرة عنقه يضغط عليها بقوة مزمجراً بصوت منخفض حتى لا يسمعه الناس الذين تجمعوا من حولهم
=قسماً بالله، لو لسانك ده جاب سيرة مراتى تانى لهولع فيك حى و انت عارف كويس انى مبحلفش كدب، انا مراتى أشرف من اي واحدة في الحارة دى كلها...
شحب وجه توفيق فور سماعه كلماته تلك فتح فمه بصعوبه هامساً
=و الله يا راجح مكنتش...
دفعه راجح للخلف مما جعله يسقط بقوة على الارض المتربة هاتفاً بشراسة
=خلص الكلام، و مات.

ثم تركه ملقياً على الارض و اكمل طريقه نحو منزل ام محمد
بمنزل ام محمد...
كانت ام محمد مستلقية على الفراش تحتضن صدفة التي كانت غارقة بالنوم لكنها رغم ذلك كانت تصدر تنهدات باكية اثناء نومها مما جعل ام محمد تربت على ظهرها مقبلة رأسها بحنان محاولة تطمئنتها...

و هي تشعر بالحزن و الأسف عليها فقد امضت صدفة الساعات الماضية في البكاء الهستيرى و هي لا تردد سوا انها ليست رخيصة كما لو اصابتها حالة من الهذيان لذا ظلت تحتضنها محاولة احتوائها حتى سقطت بالنوم بين ذراعيها...
صدح رنين جرس الباب مما جعلها تنهض ببطئ من جانبها حتى لا تيقظها معدلة من وضع الغطاء حول جسدها...

فتحت الباب متوقعة انه ابنها محمد الذي عاد من الدرس الخاص به لكنها صدمت عندما رأت راجح الراوى يقف امامها و الذي ما ان فتحت الباب دلف الى الداخل مغمغماً بلهفة واضحة
=فين صدفة،؟!
اجابته ام محمد باضطراب و قد اربكها حضوره إلى منزلها
=نايمة، نايمة في اوضة محمد جوا...
ضيق عينيه عليها بغضب محدقاً بها بقسوة هامساً بصوت مخيف مظلم
=نعم، في اوضة مين،؟!
اسرعت ام محمد مغمغمة بارتباك و خوف.

=لا. لا ما هو محمد في الدرس مش هنا...
لتكمل و هي تحاول التوضيح له
=بعدين يا راجح باشا محمد ده عيل و يعتبر اخو صدفة الصغير...
قاطعها راجح بحدة
=عيل ايه يا ام محمد، ده شحط في تانية ثانوى...
ليكمل وعينيه تدور بين الغرف
=هي في اى اوضة.؟!
اشارت ام محمد االى احدى الغرف و هي تغمغم بتردد
=اللى هناك دى بس ا...
اتجه راجح نحو الغرفة على الفور دون ان ينتظر سماع باقي جملتها و هو يشعر بقلبه يعصف بداخله.

فتح الباب و دلف الى الغرفة مغلقاً الباب خلفه برفق و اقترب من تلك الغارقة بالنوم تغطى كامل جسدها و وجهها بالغطاء جلس على عقبيه على الارض بجانب الفراش مزيحاً برفق الغطاء عن وجهها...
ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه فور ان رأى اثر الدموع على وجنتيها الشاحبتين وتغضن حاجبيها بعدم راحة كما لو كانت ترى حلماً سيئاً...

شعر بالذنب يجتاحه فبدلاً ان يجعلها سعيدة و بعد وثقت به و سلمت نفسها اليها جعلها تبكى و تتألم حتى بنومها.
انحنى عليها موزعاً قبلات خفيفة على وجنتيها و عينيها، و هو يقسم بداخله انه سيعوضها عن كل هذا فهى زوجته و حبيبته.
و قريباً سيجعلها والدة اطفاله.
شعر بقلبه يخقق بقوة و سعاظة تجتاحه فور تخيله لطفلة تشبه صدفة بشعرها الاسود و وجنتيها الممتلئتين و. بشرتها الكريمية البيضاء...

رفع يدها طابعاً قبلة عميقة براحتها قبل ان يهمس بالقرب من اذنها باسمها بلطف محاولاً ايقاظها و هو يزيح شعرها المتناثر على وجهها الى الخلف.
فتحت عينيها ببطئ ليرى الألم المرتسم داخلها مما جعله يرغب بسحق توفيق الذي لو كان امامه الان لكان قام بقتله في الحال...
اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بتشوش لكنها حين تذكرت ما حدث انتفضت مبتعدة عنه هاتفة بصوت متحشرج من اثر البكاء و النوم
=بتعمل ايه هنا،؟!

اجابها بينما ينهض واقفاً على قدميه
=جاي اخدك. علشان ترجعي على بيتك...
هزت رأسها بقوة هامسة بصوت مختنق
=ده مش بيتي، ده بيتك انت.
جلس بجانبها على الفراش ممسكاً بيدها بين يديه
=لا بيتك، و كل قشاية فيه بتاعتك...
نزعت يدها من بين يده بحدة هاتفة باصرار و غضب
=مش بيتي، و مش هرجع معاك يا راجح. و كفاية اللي حصل لحد كده
قاطعها راجح و هو يعاود الامساك بيدها.

=كل اللي هقدر اقولهولك دلوقتي انك فهمتي الموضوع، و لما نروح بيتنا وتهدى هحكيلك على كل حاجة حصلت، لأن الموضوع مينفعش نتكلم فيه قي بيت غريب
هزت رأسها و قد اصبحت عينيها ضبابية من الدموع و كلمات كلاً من عباد و توفيق تتردد باذنها كما لو كانت خناجر تمزق قلبها
=مفيش حاجة فهمتها غلط، امشي و سيبنى في حالى بقي الله يرضي عليك...
استقام واقفاً ممسكاً بذراعها يجذبها برفق منه قائلاً.

=طيب قومى يا صدفة يلا، ربنا يهديكى...
نفضت بعيداً يده الممسكة بذراعها هاتفة بغضب
=قولتلك مش هروح معاك في حته...
زفر بحنق قبل ان يقترب منها قائلاً بنبرة خطرة
=قدامك حاجة من الاتنين لا تقومى معايا يا بنت الناس و نروح بيتنا، لأما قسماً بالله اقعد معاكى هنا...
اخذت صدفة تتطلع اليه بصمت دون ات تعير لتهديده هذا اهتمام كأنها لا تصدقه مما جعله يغمغم بجدية
=مش مصدقانى...

ليكمل و هو يستلقى براحة على الفراش بجانبها اسفل نظراتها المنصدمة
=طيب...
هتفت بصدمة دافعه اياه في ذراعه محاولة جعله ينهض من فوق الفراش
=تقعد فين، قوم يا راجح ميصحش كده الناس معندهاش غير اوضتين، اوضة بينام فيها ندى و ام محمد و الاوضة التانية بينام فيها محمد
عقد حاجبيه قائلاً و هو يستند على مرفقه مقترباً منها
=اومال كنت ناوية تنامى فين...
اجابته مشيرة الى الخارج
=هنام في الصالة برا...

انتفض جالساً فور سماعه كلماتها تلك هاتفاً بقسوة قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة
=اها، و محمد بقى طول الليل طالع يشرب، لا ياكل. لا داخل الحمام و انتى نايملى قدامه...
اجابته صدفة بارتباك و قد ارعبها التعبير المرتسم على وجهه
=و فيها ايه محمد ده اخويا الصغير...
انتفض ناهضاً على قدميه ممسكاً بيدها يجذبها و هو يزمجر بوحشية و نيران الغيرة تتأكله من الداخل.

=طيب قوميلى يلا كده، بدل ما اتجنن عليكى و اصور جريمة هنا
نهضت على قدميها جاذبة يدها بحدة منه هاتفة بصوت مرتجف مختنق بينما تقاوم حتى لا تنهار امامه.
=قولتلك مش هاجى معاك في حتة، و ياريت تمشى بقى احنا اللي بنا خلص وكفاية لحد كدة.
اقترب منها ممسكاً برفق بمؤخرة عنقها ليدفن وجهها في صدره متنسياً غضبه هامساً بصوت اجش و هو يحيط خصرها بذراعه
=مفيش حاجة خلصت، احنا لسه بنقول يا هادى...

ليكمل بجدية خطرة عندما قاومته و رفعت رأسها عن صدره دافعة اياه بقوة رافضة لمسته
=هااا هاتيجى معايا البيت، و لا نقعد هنا.
اخذت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات و هي تفكر بانه قادر على تنفيذ تهديده هذا و هي لا ترغب بافتعال مشكلة بين صديقتها و زوجها الذي اذا علم بان رجل غريب قد قضى الليل بمنزله فهى تعلم جيداً مصلحى زوج ام محمد ذو عقل مريض...

لذا ستوافق على الذهاب معه و بالليل ستعود الى هنا مرة اخرى لكن هذه المرة ستحذر ام محمد بالا تفتح له الباب اذا عاود القدوم مرة اخرى
اومأت برأسها هامسة بضعف
=هاجى معاك...
زفر راجح براحة فور سماعه كلماتها تلك قبل اعلى رأسها بحنان لكنها ارجعت رأسها للخلف رافضة مما جعله يتنحنح و هو يخبر نفسه بان يتحمل حتى يذهبوا للمنزل وهناك سيحلوا كل شئ.
في احدى المنازل بمنطقة شبة نائية...

كانت اشجان جالسة على الفراش تدلك قدمها وذراعيها المتورمين و اب
الممتلئين بالخدوش و الكدمات
=اها يانى، اها بقى انا اشجان يتعمل فيا ده كله...
لتكمل بحدة وهي تلتف للرجل الجالس بجوارها على الفراش
=هتجبلى حق و لا لاء...
ربت الرجل على ساقها برفق قائلاً
=اهدى يا اشجان...
طلبتى انى اوديكى للدكتور و عملتلك اللى انتى عايزاه برغم انك عارفة ان علاقتنا مينفعش تطلع برا الشقة دى...

هتفت اشجان بحدة و هي تنزع يده من فوق ساقها
=بقى هو ده كل اللى همك...
لتكمل وهي تنهض بتثاقل على قدميها التي تؤلمها لكى تقف امامه
=جرى ايه يا عابد كنت عايزنى افضل مرمية في الشارع بعد ما ابنك سلط النسوان يدغدغوا جتتى، بعدين كنت اعمل ايه اشرف متكسر و متلقح في البيت لا بيعرف يهش ولا ينش، و متولى مخفى مسافر بورسعيد بيستلقط رزقه هناك...
زفر عابد و قد تجهم وجهه بغضب مما جعلها تخفض صوتها هامسة ببكاء مصطنع.

=مش كفاية، وقفت تتفرج عليا و انا بضرب و مهنش عليك تنزل تحوش عن شوشو حبيبتك...
امسك عابد بذراعها مجلساً اياها بجانبه عاقداً ذراعه حول كتفيها
=اعمل ايه لو نزلت و حوشت عنك وقتها كانت نعمات هتفقس اللي بنا خصوصاً انها مش بطيقك...
ليكمل و وجهه يتصلب بالغضب فور تذكره ما حدث بينه و بين راجح
=بعدين ما انا طلعت لراجح علشان ينزل يحوش عنك و دبيت انا و هو خناقة لرب السما و سمعته كلام زى السم...

تغضن وجهه بغضب و التمعت عينيه بالقسوة و هو يكمل بشرود
=تخيلى لأول مرة في حياته يقف قصادى و يعلى صوته عليا البت لحست دماغه و بقت مسيطرة عليه
وضعت يدها فوق خده تدير وجهه اليها في محاولة منها لجذب انتباهه
=يبقي لازم تخلص منها، و تحسره عليها، علشان يرجع تحت رجلك تانى.
اومأ عابد برأسه و هو ينظر بعينيها بتفكير
=و ده اللي هيحصل بس في وقته...
قاطعته اشجان بحدة.

=يعنى ايه في وقته، انا عايزة حق الضرب اللي اضربته ده يجى النهاردة. قبل بكرة
زفر عابد بغضب قبل ان يغمغم بحده و هو يفرك وجهه
=حاضر يا اشجان، حقك هايجى النهاردة او بكرة بالكتير ياستى ارتحتى...
ابتسمت اشجان بفرح قائلة وهي تعدل من ملابسها
=طيب قوم يلا وصلنى...
جذبها عابد من يدها لتصطدم بصدره
=و احنا لحقنا...
مررت يدها فوق صدره باغراء متلاعبة بازرار عبائته.

=لما حقى يجى، عليا النعمة لأعيشك ليلة عمرك ما عشتها قبل كده...
لتكمل هامسة ببطئ و هي تمط شفتيها
=ولا حتى مع البت سحر...
شحب وجه عابد مغمغماً بارتباك فور سماعه كلماتها تلك
=هها، سحر، سحر مين؟!
اجابته و هي لازالت تتلاعب بازرار عبائته
=سحر اللى فاتحة محل خردة في اخر الشارع و اللى انت على علاقة بها بقالك شهر، ده قد بناتك يا راجل
غمغم عابد باضطراب و قد احمر وجهه فور ادراكه انه تم كشف امره.

=دى كانت ليلة واحدة يا اشجان...
عقدت ذراعيه حول عنقه هامسة بالقرب من اذنه
=ليلة واحدة. ليلتين تلاتة. اربعة المهم تبقى عارف انك هتلف لفتك و ترجعلى...
اخفض شفتيه وهو يهمس برغبة واضحة
=ده انتى اللي في القلب يا شوشو...
تراجعت للخلف مبتعدة عنه قبل ان تجعله ينال مراده مطلقة ضحكة مرتفعة خليعة
=قولتلك لما تجيبلى حقي...
لتكمل و هي تسبقه الى الخارج...
=يلا علشان اتأخرت على الواد اشرف و جسمي متكسر عايزة اريح...

زفر بغضب وهو ينفض عبائته بحنق وحدة قبل ان يتبعها الى الخارج...
فور دخول راجح و صدفة إلى المنزل انطلقت صدفة نحو غرفة الاطفال ليلحق بها راجح قائلاً بحدة عندما رأها تستلقي على الفراش
=بتعملى ايه مفيش نوم الا لما نتكلم الاول...
اجابته صدفة بصوت خامل ضعيف و هي تعتدل نصف جالسة
=اتفضل اتكلم...

ظل صامتاً عدة لحظات و عينيه مسلطة عليها يتفحص وجهها الشاحب و التعب و الخمول الظاهران عليها ليتذكر انها لم تأكل شئ منذ الأمس، حيث انشغلوا الأمس ببعضهم البعض و بالصباح حدث ما حدث بسبب توفيق
=قبل ما نتكلم هطلب اكل لنا، ناكل بعدين نتكلم براحتنا. تاكلى ايه،؟!
ارجعت رأسها للخلف تستند إلى ظهر الفراش هامسة بتعب
=اي حاجة...

اومأ برأسه قبل ان يتجه للخارج لكي يطلب الطعام حتى و لم تمر دقائق قليلة عندما عاد إلى الغرفة لتتجمد خطواته فور ان وقعت عينيه على تلك المستغرقة بالنوم وهي نصف جالسة و رأسها يستند إلى ظهر الفراش شعر بقلبه يتضخم بصدره بشعور غريب لم يشعر به من قبل.

اقترب منها ببطئ عدل من موضع جسدها لتصبح مستلقية اكثر استرخاءً جاذباً الغطاء على جسدها ظل منحنياً عليها عدة لحظات طوال لا يفعل شئ سوا تأملها بشغف قبل ان ينحني عليها و يطبع قبلة حنونة على جبينها...

يرغب بالنوم بجانبها لكن يعلم اذا استيقظت و رأته بجانبه سوف تغضب لذا سينام على الفراش الاخر الذي بالغرفة حتى و ان لم يكن معها على فراش واحد فيكفي ان يكون معها بنفس الغرفة فهذا سيبث بقلبه الطمأنينة قليلاً...
بعد مرور 4 ساعات...

استيقظت صدفة ترفرف بعينيها ببطئ و هي لا زالت لا تستوعب اين هي لكن فور ان تذكرت انتفضت جالسة خاصة و ان خطتها للهرب قد خربت بسبب سقوطها بالنوم لكنها تنفست براحة فور ان وقغت عينيها على النافذة لتجد ان الظلام لا يزال يسود بالخارج.

نهضت على قدميها تهم الخروج من الغرفة لكنها توقفت عندما انتبهت الى راجح النائم بالفراش الذي يجاور فراشها شعرت بالصدمة فلما ينام هنا بذلك الفراش الصغير الغير مريح و يترك فراشه الكبير الواسع...
لم تستطع المقاومة و اتجهت نحوه جالسة على عقبيها بجانب فراشه اخذت تتشرب بعينيها ملامحه الوسيمة التي كانت يطغى عليهل الرجولة و الصرامة حتى اثناء نومه...

سدت غصة من الألم حلقها و هي تفكر لما قام بخداعها فقد كان أملها الوحيدة بهذة الحياة. لقد احبته. احبته كثيراً، كان يمكنها ان تضحى بنفسها من اجله...
لكنها لا تعلم ماذا فعلت بحياتها حتى تحصل على كل هذا الالم
فهى لم ترغب سوا ببداية جديدة معه فلأول مرة بحياتها تشعر بالسعادة و انها لها حياة و مكان تنتمى اليه
فهو الوحيد الذي كان يعاملها جيداً. و يغدقها بحنانه و اهتمامه لكن حتى هذا اتضح انه كذب.

فهى لم تكن بالنسبة اليه سوا امرأة رخيصة راهن صديقه عليها.
انفجرت باكية لتسرع بوضع يدها فوق فمها مانعة شهقة كادت تفلت من بين شفتيها...
ظلت على حالتها تلك عدة لحظات قبل ان تستجمع شجاعتها و تنهض و هي تمسح وجهها من الدموع العالقة به لكنه غرق مرة اخرى بدموعها التي لم تتوقف غن اللنسياب من عينيها...
اختطفت حجابها و وضعته على رأسه قبل ان تتجه إلى الباب و تغادر المنزل...

فهى ستعود الى منزل ام محمد و سوف تمنعه من الدخول الى هناك. و بعد ان يقوم بتطليقها س...
توقف عقلها عن التفكير الى هذا الحد فهى لا تعلم إلى اين ستذهب او ماذا ستفعل اذا قام بتطليقها...
لكن ما تعلمه انها لا يمكنها الاستمرار معه بعد ما حدث.
فور وصولها الى الشارع الساكن شعرت برجفة من البرد تجتاحها حيث كان الطقس بارداً للغاية فهذا الوقت المتأخر من الليل...

اسرعت خطاها حتى تصل إلى منزل ام محمد الذي كان لا يبعد عن منزل راجح سوا عدة شوارع قليلة...
لكن زادت سرعة خطواتها اكثر عندما و صلت الى منطقة تسودها الظلام الدامس...
لتشعر بقلبها يكاد يتوقف من الرعب عندما سمعت صوت خطوات ثقيلة خلفها كما لو كان هناك من يتبعها.

فلم تشعر بنفسها الا و هي تركض باقصى سرعة لديها ودقات قلبها اخذت تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها من شدة الخوف عندما زادت سرعة الخطوات التي خلفها كما لو مان هناك من يركض حلفها و لم تمر ثوان الا و شعرت بيد قاسية تقبض عليها من الخلف و يد اخرى و ضعت فوق فمها تكتم صرختها الفازعة...

مادت الارض تحت قدميها و قد فرت من جسدها الدماء فور ان التفت و رأت مهاجميها فقد كانوا اثنين من الرجال ذو اجساد ضخمة للغاية لم تستطع رؤية وجوههم بسبب الظلام الذي يحيط بهم...
نزع الرجل يده عن فمها وقبل ان تستطع الصراخ و طلب المساعدة وضع عل فمها لازق قوى يكتم صوتها...
و برغم الرعب الذي يسيطر عليها
اخذت تقاوم الرجل الذي كان يمسك بها تدفعه بقسوة في صدره لكنه كان ضخم للغاية فلم تهز به شئ...

قبض الرجل على عنقها و هو يصدر زمجرة شرسة ارسلت الرعب بداخلها و يده تتشدد حول عنقها يعتصره بقوة.
فاخذت تضربه فوق يده المحيطة بعنقها محاولة جعله ان يبتعد عنها و يفلتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظل يعتصره حتى شعرت بالاختناق و انعدام الهواء من حولها.
رفعت ساقها بصعوبة ضاربة اياه بين ساقيه مما جعله يفلتها و يتراجع للخلف و هو يطلق سباباً عنيف. انتهزت الفرصة و حاولت الفرار رغم نفسها المنقطع المختنق...

لكن اسرع الرجل الاخر بالقبض على شعرها من اسفل طرحتها يجذبه بقوة صافعاً اياها بقسوة على وجهها مما جعلها تسقط و ترتطم بالارض بقوة و هي تنفجر باكية مصدرة صو صغير متألم شاعرة برأسها يدور من شدة قوة الصفعة.
لكنها رغم ذلك حاولت النهوض و الهرب لكن اسرع احدى الرجال بجذبها من ساقها قبل ان تستطع النهوض على قدميها بالكامل.
وصفعها مرة اخرى بقوة اكبر...
ارتطم رأسها بالارض شاعرة بالدوار و الالم يعصف بوجهها...

لكنها تناست المها هذا منفجرة باكية بنحيب شبه هستيرى فور ان رأت الرجلين يقتربان منها
و هي مستلقية على الارض عاجزة بانف نازف و وجه متورم.
ينحنيان عليها و عينيهم تلتمع بالظلام بشكل موحش...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة