قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل السابع عشر

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل السابع عشر

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل السابع عشر

حاولت صدفة النهوض و الهرب لكن اسرع احدى الرجال بجذبها من ساقها قبل ان تستطع النهوض على قدميها بالكامل. وصفعها مرة اخرى بقوة اكبر، ارتطم رأسها بالارض شاعرة بالدوار و الالم يعصف بوجهها...
لكنها تناست المها هذا منفجرة باكية بنحيب شبه هستيرى فور ان رأت الرجلين يقتربان منها
و هي مستلقية على الارض عاجزة بانف نازف و وجه متورم.
ينحنيان عليها و عينيهم تلتمع بالظلام بشكل موحش...

تقدم منها احدهما لكن اسرع زميله بالامساك بذراعه وشده للخلف هامساً باذنه بصوت منخفض حتى لا يصل الى مسمع تلك الملقية على الارض بوجه شاحب و هي تنتحب لقوة
=كفاية لحد كده...
استدار اليه الرجل الاخر و الذي كان يدعى مرزوق فور سماعه ذلك يتطلع اليه بصدمة
=كفاية ايه، طيب و اتفاقنا مع عابد الراوى، احنا متفقين معاه منسبش في جسمها حتة ساليمة...
شدد حسان على ذراعه و هو يجيبه بذات الهمس.

=هو اتفق معانا نفضل مستنين تحت البيت لحد ما هو يخرج راجح الراوى الفجر من البيت بحجة الشغل بعدها نطلع احنا نستفرد بها. و اهو هي اللي نزلت لنا برجاليها كفاية عليها الألمين اللي خدتهم و يلا بينا نمشى...
سخر مرزوق منه مرمقاً اياه بغضب
=اية حنية القلب اللي نزلت عليك دى فجأة، يا عم حسان من امتى
اجابه حسان بحدة. و عينيه مسلطة على صدفة التي كانت تحاول النهوض مرة اخرى.

=مش حنية قلب بس راجح الراوى خيره مغرقك قبل ما يكون يغرقنى و ياما وقف معانا في زنقاتنا، و البت صدفة غلبانة متستهلش كل ده انا وافقت على اللى طلبه عابد الراوى علشان القرشين و بينى وبينك خوفت ارفض يجيب حد غيرنا و يبهدلها...
زمجر مرزوق بصوت حاد أمراّ صدفة التي كانت قد نهضت على قدميها مغيراً من صوته حتى لا تتعرف عليه
=لو اتحركت خطوة واحدة هفجر راسك بالمسدس اللي في ايدى.

تجمد جسد صدفة و قد دب الرعب بداخلها فور سماعها تهديده ذلك مما جعل انتحابها يزداد بشدة بينما كامل جسدها ينتفض بخوف و هي تشاهدهم يعاودان إلى تهامسهم سوياً...
=خلاص يا عم ماشي هنسيبها طيب و هنقول ايه لعابد، احنا يدوبك ادانها قلمين...
اجابه حسان بهدوء
=نقوله ضربناها، بس و احنا لسه بنزود العيار صرخت فاضطرينا نهرب قبل ما حد يشوفنا...
اومأ مرزوق برأسه قائلاً بموافقة.

=ماشي، علشان خاطر راجح الراوى بس و زى ما قولت خيره علينا و مغرقنا...

وقفت صدفة تتطلع إلى هيئتهم في الظلام و هما يتهمسان والخوف جعل جسدها يرتجف بقوة و هي لا تدرى ما يجب عليها فعله فاءا تحركت سوف يقتلونها لكن الموت ارحم لها مما يريدون فعله بها فسنحاول الهرب و ما يحدث يحدث و ما ان همت بالتحرك توقفت متجمدة مكانها و هي متسعة العينين عندما رأتهم يستديروا و يتحركوا مبتعدين عنها بالاتجاه الاخر من الطريق دون ان ينطلقوا بحرف واحد لها.

تاركين اياها تقف تطلع الى اثرهم بصدمة و هي لا تصدق انهم تركوها و ذهبوا هكذا دون ان يأذوها...
و دون ان تفكر كثيراً استدارت عائدة من الطريق الذي اتت منه راكضة باقصى سرعة لديها...
و هي لا تفكر سوا بالعودة الى راجح و الاحتماء به فليس لديها غيره بهذة الحياة حتى تحتمى به حيث لم ترغب بهذة اللحظة سوا الارتماء بين ذراعيه و الاختباء بحضنه...

ظلت تركض و هي تتلفت خلفها بين الحين و الاخر خائفة بان يعودوا و يلحقوا بها مرة اخرى...
كان راجح نائماً عندما ايقظه صوت الطرقات الحادة على باب المتزل مما جعله ينتفض جالساً بذعر و هو يهمس باسم صدفة و قد انتقلت عينيه تلقائياً نحو الفراش الذي يجاوره بحثاً عنها ليجده فارغاً انتفض واقفاً هاتفاً باسمها ظناً منه انها ذهبت إلى الحمام...

لكنه انتبه إلى صوت الطرقات الحادة على باب المنزل ليدرك ان هذا الطرق ما ايقظه...
اسرع خارجاً من الغرفة بتعثر اثر النعاس الذي لا يزال يسيطر عليه فتح باب المنزل مسرعاً لكنه تراجع للخلف بصدمة عندما رأي صدفة تقف امامه بملابس متسخة ممتلئة بالتراب و هي تنتحب لم تتح له الفرصة للتحدث حيث ألقت بنفسها بين ذراعيه و هي تنتحب بشهقات باكية ممزقة تعقد ذراعيها حول خصره دافنه وجهها بصدره...

هتف راجح بصوت يتخلله الصدمة و هو لا يزال يستوعب ما يحدث
=صدفة،؟!
ليكمل سريعاً بغضب و قد افاق من صدمة رؤيته لها تأتى من الخارج مبعداً اياها بحدة عن صدره و هو يتنبه إلى الظلام الذي لا يزال يسود الخارج نظر إلى ابساعة المعلقة بالحائط ليجدها تشير إلى الثلاثة و النصف
= انتى كنت بتنيلى ايه برا في وقت زى ده؟
اجابته بتردد بصوت مختنق من بين شهقات بكائها
=اصل، اصل...
قاطعها بحدة و هو يضغط بقوة على كتفيها.

= اصل ايه ما تنطقى ايه خرجك برا في وقت زى ده، وكنت بتنيلى ايه.؟!
ليكمل هاتفاً بها بقسوة عندما ظلت تنظر اليه بصمت دون ان تجيبه
=ما تنطقى...
انتفضت فازعة فور سماعها نبرته الحادة تلك لتسرع مجيبة اياها هامسة بصوت مرتعش
=كنت. كنت راحة بيت ام محمد...
صاح بها بحدة و قسوة بثت الرعب بداخلها و قد اشتدت يديه التي تحيط كتفيها
=نعم راحة بيت ام محمد الساعة 3 الفجر،!

اخذت تتطلع اليه باعين متسعة بالخوف و الندم على حماقتها فلم يكن يجب عليها الخروج من المنزل بهذا الوقت المتأخر من الليل...
ازاحت يديه القابضة على كتفيها بيد مرتجفة متخذة خطوة للخلف هامسة بصوت مرتجف باكي
=كنت عايزة امشى. انت اللي غصبتنى ارجع معاك...
قاطعها بقسوة و هو يتجه نحوها باعين تتقافز منها شرارت الغضب.
=غصبتك ترجعى. تقومى تخرجى الشارع في وقت زى ده...

قفزت في مكانها فازعه عندما سمعته يكمل صارخاً بها بشراسة انتفضت لها عروق عنقه
=وقت الشارع كله مليان بالشمامين و اللى بيضربوا حقن و مخدرات...

حاولت التحدث لكن كان حلقها متشنجاً من شدة الخوف عندما رأته يتقدم نحوها بخطوات حادة غاضبة مما جعلها تتخذت عدة خطوات إلى الخلف بقدميها المرتجفة عندما وجدته لا يزال يقترب منها قابضاً على مرفقها لكنها اخذت تتخبط بطريقة هستيرية حتى يفلتها من قبضته التي تحاصرها لكن تشددت يديه حول ذراعها اكثر و هو يصرخ بها بشراسه ارسلت بداخلها هزات من الخوف
=اعمل فيكى ايه، انا زهقت، زهقت منك و من عمايلك السودا.

دب الرعب باوصالها فور سماعها كلماته تلك فهى تعلم انها اخطئت لكن يأسها و الألم الذي تشعر به هو السبب في جعلها تقدم على فعلتها الحمقاء تلك...
خرجت من شرودها هذا عندما اقترب منها ماسحاً باصبعه الدم الذي بأسفل انفها و قد انتبه اليه بعد ان هدأ غضبه قليلاً مزمجراً من بين اسنانه بصوت قاسي لاذع و هو يطلق لعنه حادة كما لو كان لم ينتبه اليه الا الان...
=ايه اللي حصل لمناخيرك، وقعتى و لا اتخبطتى فيها،؟

اجابته بصوت مرتجف و عينيها منخفضة بخوف من ردة فعله على ما ستقوله
=و انا، و انا في الطريق طلع عليا اتنين رجاله...
توقفت تتبلع بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها عندما رأت النظرة القاسية التي ارتسمت بعينيه
=و، و ضربونى...
تجمدت الدماء بعروق راجح فور سماعه كلماتها تلك لتتسارع انفاسه و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغصب اعمى عينيه...

مرر نظراته بلهفة على جسدها و وجهها بحثاً عن اى ضرر او اصابة اخرى قد حدثت لها قائلاً بصوت اجش يملئه القلق عليها و الغضب في نفس الوقت من مما عرضت نفسها له
=ضربوكى ازاى،؟
ليكمل وهو يقترب منها متحسساً انحاء جسدها بحثاً عن اى كدمة او كسر بها و عقله يصور له صور بشعة مما قد تكون تعرضت له لتندلع نيران الغضب كالبركان العاصف داخل صدره
=عملوا فيكى حاجة تانية، حد فيهم لمسك...
هزت صدفة رأسها بالنفى مغمغمة.

= لا، لا هما ضربونى كذا قلم على وشي بعدها سابونى و جريوا و م...
ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما
سمعته يطلق سباباً لاذعاً من بين انفاسه المحتقنة بينما تصلب وجهه بعنف و غضب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق العالم باكمله و لا يترك خلفه سوى الدمار والموت غمغم من بين اسنانه المكبقة بقسوة و عروق عنقه تتنافر
=ضربوكي في شارع اية،؟!
اجابته بصوت مرتجف لاهث
=في اخر شارع مكارم النجار...
=شكلها ايه العيال دي،؟

سألها بهدوء لم يخدعها فقد كانت تعلم بانه كالاعصار الثائر الذي سيبتلع ما حوله اجابته هامسة
=الدنيا كانت ضلمة بس هما كانوا طوال اوي و جسمهم ضخم و مليان...
اومأ برأسه بصمت و هو ينحيها جانباً و يتجه نحو باب المنزل...
=راجح، رايح فين
لتكمل بذعر فور ادراكها انه سوف يذهب للبحث عنهم
=رايح فين، مشيوا.
اندفعت خلفه لخارج الشقة تلحق به لكنه دفعها بحدة لداخل الشقة مزمجراً بشراسة.

=لو رجلك خطت برا عتبة الشقة عليا النعمة لأكسرهالك، فاهمة
ادخلى جوا...
تراجعت صدفة للخلف بخوف تشاهده يندفع للخارج مغلقا باب الشقة خلفه بعنف اهتزت له ارجاء المكان...
بعد مرور نصف ساعة...

كانت صدفة جالسة على المقعد الذي بجوار باب الشقة تضم يديها إلى صدرها الذي كان يعلو و يهبط بقوة بينما تحاول التقاط انفاسها اللاهثة بسبب خوفها على راجح فقد ذهب غاضباً يبحث عن هؤلاء الرجال ماذا لو عثر عليهم و قاموا بإيذائه...
انتفضت واقفة فور ان فتح باب المنزل ودلف راجح الى الداخل بوجه مكفهر غاضب اتجهت اليه هاتفة بلهفة
=لقيتهم،؟!

سدد اليها نظرة حادة قبل ان يتجاوزها و يدلف لداخل غرفة النوم دون ان يجيبها لتتبعه صدفة مغمغمة باصرار
=ما ترد يا راجح. لقيتهم،؟!
اجابها بنفاذ صبر و هو يستدير اليها باعين تتقافز منها شرارت الغضب
=متزفتش لقيت حد...

ليكمل بقسوة و هو يعتصر قبضتى يديه بقوة والغضب يهز جسده بعنف بسبب عدم نجاحه في العثور عليهم فقد دار بانحاء الشوارع بحثاً عن رجال ضخام الهيئة كما وصفتهم له لكنه لم يجد احد، فقد كانت الشوارع فارغة بهذة الليلة الباردة...
=تلاقيهم عيالين شمامين لما شافوكى افتكركوا واحدة من اياهم، و حبوا يرخموا عليكى...
هتفت صدفة بشراسة و هي تقف امامه تنظر اليه باعين عاصفة
=واحدة من اياهم.؟! تقصد ايه، لا بقولك ايه انا...

قاطعها هاتفاً بغضب اهتزت له ارجاء المكان
=انتى تخرسى خالص. و مسمعش صوتك، و لا اسمعلك نفس...
ليكمل بصوت مخيف مظلم و نيران الغضب تلتهمه من الداخل كلما تصور ما كان سيحدث لها لو لم يدعوها تذهب
=ايوه واحدة من اياهم قوليلي مين واحدة محترمة هتنزل من بيتها وتمشى لوحدها في الشارع في ساعة زى دي...
همست بصوت مختنق و هي على وشك البكاء
=انا محترمة غصب عنك...

زفر راجح بحده فاركاً و جهه بعصبيه محاولاً تهدئت غضبه هذا عندما رأي عينيها تلتمع بدموع حبيسه محتقنة بينما شفتيها قد بدأت بالارتجاف...
ليطلق لعنة حادة عندما دفنت وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهي تحاول كتم شهقات بكائها لكنها فلتت منها منكسرة
اتجه نحوها على الفور يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها دافناً وجهها بصدره همست من بين شهقات بكائها وهي تشعر بالاهانة من كلماته الجارحة تلك.

=انت السبب. انت اللى خلتنى انزل في الوقت المتأخر ده، لما غصبت عليا ارجع معاك هنا...
لتكمل بحدة و هي تنتفض مبتعدة من بين ذراعيه.
=و لما ضحكت عليا و اتفقت مع صاحبك عليا...
قاطعها راجح بقسوة و قد نفذ صبره هاتفاً بغضب
=انا مضحكتش عليكى، وانتى مكنش زمانك في الشارع لو كنت اتنيلتى سمعتى اللي حصل.
من امبارح بحاول احكيلك و انتى منشفة راسك و سده ودانك بحجر...

مسحت صدفة وجنتيها من الدموع العالقة بها بحركات حادة و هي تغمغم بانفعال
=طيب اتفضل احكى، ادينى هسمعك...
غمغم بحدة و هو يشير نحو الحمام وعينيه تمر على ملابسها المتسخة الممتلئة بالتراب
= ادخلى استحمى و غيرى هدومك المتربة دى الأول علشان الموضوع طويل...
عقدت صدفة ذراعيها فوق صدرها قائلة بعناد
=مش هستحمى و لا هغير حاجة، و لو مش عجبك ا...
قاطعها راجح واضعاً يده فوق فمها يكتم باقي كلماتها...

=اكتمى. اكتمى و اقفلى البلاعة اللي انتى فتحاها دايماً دى و بترمي دبش منها
ليكمل و هو يزيح يده من فوق فمها فور ان انتبه للدم الذي اسفل انفها ممسكاً بذقنها يرفع وجهها لأعلى
=ورينى كده مناخيرك حصلها حاجة...
اخذ يمرر اصابعه فوق عظمة انفها بحثاً عن اى كسر بها لكن ارجعت صدفة وجهها للخلف بعيداً عن مجال يده مغمغمة بحدة
=مفيش حاجة، ده مجرد نقطتين دم لما واحد منهم ضربنى بالقلم جامد...

زمجر راجح بشراسة و هو يعتصر قبضته بقوة و يضغط على فكه بقوة كادت ان تكسر اسنانه
=يا ولاد الكل. ب لو ايدى وقعت عليهم و دينى ما هرحمهم...
همست صدفة بتردد
=راجح...
استدار اليها هاتفاً بحدة و عينيه تلتمع بالغضب العاصف الذي جعل جسدها ينتفض بخوف
=قولتلك ادخلى استحمى و خلى ليلتك دى تعدى على خير انا على اخرى...
هرعت صدفة على الفور نحو الخازنة تخرج ملابسها و هي تهمهم بارتباك و خوف
=هتنيل اهو...

امسكت بملابسها و دلفت إلى الحمام مغلقة بابه بقوة كاعلان عن غضبها حتى تشوش على جبنها امامه...
في وقت لاحق...
خرجت صدفة من الحمام بعد ان اغتسلت و ارتدت ملابس النوم الخاصة بها اتجهت نحو الفراش الذي كان راجح نصف مستلقي عليه يستند رأسه إلى ظهر الفراش بينما عينيه مسلطة عليها باهتمام و تركيز جلست بجانبه بتردد لتتفاجأ به يضع امامها صنية صغيره بها طعام امراً اياها
=كلى الأول، و بعدين نتكلم.

دفعت الصنية بعيداً قائلة برفض
=مش جعانة...
اعاد راجح الصنية امامها قائلاً بحدة
=لا هتاكلى انتى من امبارح ماكلتيش حاجة...
ليكمل وعينيه تمر ببطئ على جسدها
=بقالك فترة اصلاً مبتاكليش كويس لحد ما جسمك خس...
عقدت صدفة ذراعيها فوق صدرها قائلة برضا
=احسن برضو، انا اصلاً عايزة اخس...
قطعت جملتها مطلقة شهقة منخفضة عندما التفت يده حول خصرها جاذباً اياها نحوه
=و انا مش عايزك تخسى...

ليكمل وهو يمر عينيه التي كانت تلتمع بالشغف على جسدها
=عجبانى كدة...
ابتعدت عنه صدفة هاتفة بحدة
=و انت مالك، اخس مخسش دى حاجة تخصنى...
جذبها راجح نحوه مرة اخرى مغمغماً بصرامة
=قولتلك كلك على بعضك تخصينى...
انهى جملته تلك رافعاً يدها الى فمه يقبل راحتها بشغف و حنان مما جعلها تلهث بصدمة.
رفع رأسه بعد عدة لحظات ليقرب وجهه من وجهها و عينيه مسلطة على شفتيها بجوع...

شاهدت صدفة برعب شفتيه تقترب من شفتيها و نيته مرتسمة بعينيه بوضوح مما جعلها تفعل اول شئ خطر على عقلها...
لتمد يدها وتمسك بإحدى الساندوتشات الموضوعة على الصينية و تقضم منه قضمة كبيرة للغاية ملئت فمها مما جعل راجح يتراجع الى الخلف بعيداً عنها و هو يضحك بقوة على فعلتها تلك...
لكنه اسرع برسم الجدية على وجهه متنحنحاً و هو يسند رأسه الى ظهر الفراش قائلاً بتهديد و هو يشير باصبعه نحو الصينية.

=تخلصى كل الساندوتشات اللى قدامك دى و الا...
ليصمت و عينيه مسلطة على شفتيها بتهديد صريح لتفهم صدفة مقصده وتبدأ بتناول الطعام سريعاً...
ظل راجح يراقبها و فور ان انتهت من الطعام وضع الصينية ارضاً قبل ان يغمغم بهدوء
=هحكيلك على كل حاجة حصلت بس عايزك تفهمى اللي حصل كويس و متتسرعيش...

اومأت برأسها بصمت بالموافقة ليبدأ باخبارها ما حدث مع اشجان و ما قالته بانها قد سمعتها تتحدث مع رجل و علمها بانها كانت على علاقة برجل اخر و انها اتهمته كذباً بالمخزن حتى تلصق به فعلتها مع ذلك الرجل و ترغمه على الزواج منها و تتستر على فعلتها مع ذلك الرجل...

و سماع توفيق لحديث اشجان هذا و طلبه منه ان يتمم زواجه منها و يقوم بتطليقها بعدها. واخبرها بمشاجرته معه و ما فعله باشجان و تسليك امرأتين عليها من اجل جعلها تدفع ثمن افتراءها الكاذب هذا...
ظلت صدفة تستمع اليه بصمت و قد تحول شحوب وجهها الى لون رمادى كما لو كانت قد فقدت الحياة غرزت اسنانها بشفتيها بقوة حتى ادمتها و ذاقت طعم الدماء بفمها لكنها لم تبالى...

فقد كان عقلها قد اغلق من شدة الصدمة التي تعرضت لها.
فهى لا تصدق ان يصل الامر باشجان بان تقوم بالافتراء عليها كذباً و تطعنها بشرفها...
و بالطبع راجح قد صدقها في بادئ الامر و هذا يبرر سبب غضبه و تكسيره للمنزل بهذا اليوم
تسارعت انفاسها و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الالم يكاد يبتلعها...
و دون ان تنطق بحرف واحد استلقت على جنبها فوق الفراش موليه ظهرها لراجح الذي غمغم بصدمة و هو يشاهد ما تفعله.

=صدفة،؟!
لكنها لم تجيبه جاذبة الغطاء فوق رأسها بينما تنحنى على نفسها محتضنة جسدها الذي كان يرتجف بقوة...
اقترب راجح واضعاً ذراعه حولها شاعراً بالارتباك من حالتها تلك هامساً بقلق و لهفة
=صدفة مالك فيكى ايه...
همست بصوت منخفض شبه ميت
=سيبنى يا راجح ونبى دلوقتى...
مرر يده على ذراعها برفق قائلاً بهدوء محاولاً التخفيف عنها فقد كان يعلم ان ما اخبرها به كان من صعب عليها تحمله
=طيب اتكلمى معايا فاهمينى مالك.

همست بصوت مختنق باكي و هي تنحنى على نفسها اكثر و تضم ساقيها الى صدرها
=سيبنى بالله عليك. دلوقتي
زفر راجح بيأس و هو يفرك وجهه بغضب على ما يحدث معه لا يعلم كيف يحل الامر معها فكل مادا يتأزم الامر بينهم...

ظل ينظر اليهاعدة لحظات بتردد قبل ان يقرر ان يتركها نائمة كما تريد فلا يريد الضغط عليها فيكفى ما مرت به اليوم، من ثم خرج من الغرفة ليتجه الى غرفة الاستقبال يجلس بها بعقل شارد و قلب مثقل محاولاً ايجاد حل فقد كان يعتقد ما ان يخبرها ما حدث ستتفهم الامر لكن العكس ما حدث...
في الصباح...

كان راجح لا يزال جالساً بغرفة الاستقبال يرتشف فنجان من القهوة فلم تغف له عين حيث ظل على وضعه هذا طوال الليل محاولاّ ايجاد مخرج من مشكلته مع صدفة فهو لا يريد سوا ان ينعم بحياة هادئة معها كأى زوجين طبيعين...
زفر راجح بحدة بينما عينيه تتسلط على غرفة النوم حيث لازالت صدفة نائمة فقد انتابها كابوس سيئ بالليل...

حيث كان جالساً بمكانه هذا عندما سمعها تصرخ اثناء نومها كما لو كانت تحلم بكابوساً بشع مما جعله يركض إلى غرفة النوم ليجدها تهمهم بكلمات غير مفهومة بينما تتحرك بغضب اثناء نومها كما لو ان احداً ما يحاول الاعتداء عليها...

احتضنها بين ذراعيه و اخذ يهمس لها بكلمات مهدئة وهو يمرر يده بحنان على ظهرها لتستكين فور سماعها صوته و الشعور به بجانبها لتغرق بالنوم مرة اخري كما لو كان شعورها بوجوده قد بث بها الاطمئنان...
خرج راجح من افكاره تلك على صوت رنين جرس الباب نهض بتثاقل لكى يفتحه...
دلفت نعمات الى الداخل فور ان فتح لها راجح الباب قائلة بتجهم و وجهها كان مقتطب بحدة
=انا قولت اطلع اتكلم معاك و الحقك قبل ما تروح شغلك...

غمغم راجح باستفهام و هو يغلق باب المنزل
=خير ياما في ايه،؟!
اجابته نعمات و هي ترمقه بحدة
=في ان ابوك حكالى على اللي عملته معاه امبارح...
لتكمل بحدة وصوت مرتفع
=كدة تعلى صوتك على ابوك و تمد ايدك كمان عليه يا راجح و علشان ايه علشان حتة بت متسواش ف...
قاطعها راجح بقسوة
=اما لو هتبدئي تغلطى فيها انتى كمان يبقى انزلى شقتك احسن، انا مش ناقص.
هتفت نعمات بصدمة و هي تضرب صدرها بيدها.

=هي حصلت تطردنى من بيتك يا راجح...
قاطعها هاتفاً بصوت مرتفع و قد وصل إلى اقصى درجات تحمله فالجميع اصبحوا يضغطوا عليه بقسوة
=مبطردكيش انتى و جزمتك فوق راسي...
ليكمل و قد فقد السيطرة على اعصابه تماماً جاذباً بعنف عنق قميصه و قد احمر وجهه و احتقن من شدة الانفعال و الضغط الذي يمارسه على نفسه
=بس حرام بقي كفاية، انا حياتى بتتدمر بسبب ان كل واحد فيكوا بيرمى كلام زى الدبش، ارحمونى بقي حرام عليكوا، ارحمونى.

اتجهت نعمات نحوه تربت على كتفه و قد صاعقها حالته تلك التي لأول مرة تراه بها
=خلاص، خلاص اهدى يا ضنايا
اهدى يولع عابد و سنين عابد انت اللى مهم عندى...
تراجع راجح للخلف هامساً بصوت مختنق وهو يشعر بانه على وشك الانهيار ولا يرغب لوالدته ان تراه بحالته تلك
=علشان خاطرى ياما سيبنى لوحدى...
همست نعمات بتردد غير راغبة بتركه و هو في حالته تلك
=بس...
قاطعها وهو يهز رأسه
=معلش ياما سيبنى، لوحدى.

وقفت تتطلع اليه عدة لحظات بتردد و عينيها تلتمع بالقلق عليه قبل ان تومأ برأسها و تنفذ لها يريده و تغادر...
انهار راجح جالساً على المقعد يدفن وجهه بين يديه بينما حلقه ينقبض وهو يحاول كتم نوبة البكاء المتصاعدة بداخله فبحياته بأكملها لم يفعلها و لن يفعلها الان...

لكن الامر كان كثير عليه هذه المرة فالجميع اصبحوا يضغطوا عليه بقسوة يهدفون الى تدمير حياته، و صدفة لم تسامحه حتى بعد ان اخبرها بما حدث فكيف ستسامحه بعد ان سمعت كلمات والده السامة والان والدته...
وقفت صدفة تشاهد راجح في حالته تلك باعين غائمة بالدموع بينما قلبها يؤلمها عليه حيث استيقظت على صوت شجاره مع والدته و سمعت حديثه معها.

لم تتحمل الوقوف صامته هكذا و مشاهدته في حالته تلك اتجهت نحوه جالسة على عقبيها امامه تعقد ذراعيها حول خصره و ما ان نزع راجح يديه عن وجهه يتطلع اليها بصدمة دفنت وجهها بعنقه تقبله برفق و هي تضمه اليها بقوة هامسة بصوت مرتجف
=حقك عليا انا عارفة اني ضغطت عليك كتير...
ابعدها راجح عنه برفق هامساً بارتباك و قد صدمه فعلتها تلك...
=لسة زعلانة منى،؟!
هزت صدفة رأسها بالنفى قائلة بصوت مختنق.

=امبارح انا فهمت كل حاجة لما حكيتلى بس الصدمة اللى خلتنى انام و النهاردة صحيت و سمعت كلامك مع امك...
لتكمل هامسة هي تمرر يدها على خده بحنان
=عندك حق احنا اللى مدمر حياتنا كلام اللى حاولينا، كله بيحاول يأذينا و يدمر جوازنا، كلهم مستكترينك عليا، مستكترينك على صدفة بياعة الطعمية اللي متسواش...
احاط راجح وجهها بيديه مقرباً وجهه منها هامساً و هو ينظر اليها باعين تلتمع بالشغف.

=انتي تسوى الدنيا و ما فيها يا صدفة و انتى اللى كتير عليا، مش انا اللي كتير عليكي...
ليكمل و هو يرفع يدها إلى فمه يقبلها بحنان و شغف
=كفاية جمالك و حنيتك، و طيبة قلبك. حتى جنانك...
ابتسمت بفرح بينما بدأت الدموع تنساب من عينيها مما جعله ينحنى مقبلاً انحاء و جهها قبل ان يلتقط شفتيها في قبلة جائعة مشتاقة.

ضامماً اياها اليه بقوة و كامل جسده يرتجف باستجابة عقدت ذراعيها حول عنقه تضمه اليها مستجيبة إلى قبلته تلك بشغف تبث بها مدى حبها و عشقها له.
فصل راجح قبلتهم لثوان قليلة حتى ينهض و يحملها بين ذراعيه و يتجه بها نحو غرفة النوم الخاصة بهم.
بعد ثلاثة ايام...
كانت صدفة مستلقية بين ذراعى راجح بالفراش الخاص بهم متنعمة بدفئه و حنانه...

فقد امضوا الايام الماضية بين ذراعى بعضهم البعض حيث لم يذهب راجح للعمل فقد اخذ اسبوع اجازة قائلاً بانه حقه السنوى من الاجازات و الذي لأول مرة يستعمله و رغم ذلك اتصل به عابد و تشاجر معه بسبب تلك الاجازة الا ان راجح قد اصر على موقفه و لم يذهب للعمل تاركاً الأمر له...
كان راجح يدفن وجهه بعنقها يقبله بشغف و حنان مما جعلها تمرر يدها بشعره تتنعم بملمسه الحريرى هامسة باسمه...

همهم بصمت كأجابة و هو لا يزال منشغل بتقبيلها.
=انا جعانة...
رفع راجح رأسه ينظر اليها بنظرة ممتلئة بالحنان جعلت قلبها يرتجف بداخلها.
قبل جبينها بلطف وهو يبعد عن وجهها شعرها المتناثر عن وجهها
=عايزة تاكلى ايه يا مهلبية و انا اطلبه...
امسكت بذراعه عندما انحنى و التقط هاتفه حتى يطلب الطعام لهم مثل الايام الماضية...
=لا متطلبش اكل، انا زهقت من اكل برا...
لتكمل وهي تنهض
=انا هقوم اعمل لنا اكل...

قبض على الشرشف يجذبها منها قائلاً بحدة
=انتى اتهبلتى و لا ايه راحة فين و سيبانى، اتى هتفضلى جنبى هنا مش هتتحركي،؟
تشبثت صدفة بالغطاء خوفاً من ان يسقط
=الاكل مش هياخد منى ساعة واحدة...
قاطعها بصرامة لاذعة و هو يجذبها بقوة اليه
=و لا 5 دقايق حتى...
تشبثت صدفة بالشرشف و هي تحاول جذبه من يين يديه و قد ارعبها فكرة ان يسقط من حولها
=اوعى يا راجح سيب...

جذبها منه بقوة اكبر لتسقط مرة اخرى على الفراش اقترب منها مقرباً وجهه منها هامساً بشغف طابعاً قبلة خفيفة على خدها المحمر بالخجل...
=انتى لسه بتتكسفى منى...
همست صدفة كاذبة وهي تهز رأسها نافية
=لا...
غمغم راجح بمكر وعينيه مسلطة عليها بتركيز
=متأكدة.؟!
اومأت برأسها بتأكيد لكنها اطلقت صرخة عندما حاول جذب الغطاء مما جعلها تضربه بصدره هاتفة بحرج و غضب
=ما تحترم نفسك
يا راجح...
ضحك راجح فور سماعه كلماتها تلك.

=احترم نفسى ايه انتى هبلة انتى مراتى...
ليكمل و عينيه التي كان يمررها على جسدها تحترق بالنيران
=ده انا لو احترمت نفسي ابقي راجل لامؤاخذة
همست بخبث بينما تبعد وجهه الذي كان يقترب من وجهها بتصميم
=طيب وفيها ايه. هي اللامؤاخذة وحشة،؟!
اجابها راجح بينما وجهه ينحنى عليها و عينيه تضيق محدقاً بها
=هتستعبطى...

اطلقت ضحكة رنانة مما جعله يبتسم و قلبه يدق بعنف داخل صدره شاعراً بشعور من الراحة من رؤيتها تضحك فرحة بهذا الشكل.
ضغط بشفتيه على شفتيها مقبلاً اياها بحرارة بينما بادلته هي قبلته تلك بشغف اكبر ليذوبان ببعضهم البعض متنسيان تماماً الطعام او اي شئ اخر من حولهم...
بعد مرور اسبوع...
كانت صدفة جالسة بجانب راجح على الاريكة بغرفة الاستقبال تتناول من صحن الفشار الذي امامهم تدير عينيها بتململ و هي تزفر بحنق...

حيث كان راجح يشاهد كعادته عرض لعبة المصارعة على التلفاز فمنذ ان انتهوا من تناول الغداء و هو يجلس يشاهده و كامل اهتمامه و تركيزه منصب عليه...
اقتربت منه تلتصق به مسندة رأسها على كتفه واضعة يدها على صدره تمررها ببطئ عليه متلمسه عضلاته من فوق قميصه
=رجوحتي...
همهم راجح يجيبها بينما عينيه لازالت مسلطة على التلفاز يتابع ما يحدث بحماس
زادت صدفة من حركات يدها فوق صدره هامسة بالقرب من اذنه باغراء.

=مش يلا بينا بقي ننام...
استدار اليها راجح مبتسماً مغمغماً بمرح و هو يغمز لها بعينه
=ننام برضو...
احمر وجه صدفة بشدة مما جعله يضحك طبع قبلة على رأسها مشبكاً اصابع ايديهم ببعضها البعض و هو يجيبها
=هخلص بس ماتش المصارعة ده بعدين نقوم...
زفرت هاتفة بحنق و هي تدير وجهه اليها
=يعني من صبحية ربنا في الشغل و لما تيجي تعقد تتفرجلى على المصارعة بتاعتك...
لتكمل بغيظ وهي تضرب قبضتها بذراعها.

=عجبك ايه فيهم دول جوز تيران بيضربوا في بعض...
استدار راجح يتطلع اليها بصدمة فور سماعه كلماتها تلك مغمغماً و هو يضحك عليها
=تيران،؟!
ليكمل وهو يستدير يتابع بلهفة التلفاز عندما صرخ المعلق بشئ ما
=دي رياضة يا صدفة و ميفهمهاش و لا يلعبها غير الرجالة...
نهضت صدفة واقفة امامه قائلة بغضب و هي تحاول جذب انتباهه لها
=ليه ان شاء الله بقي حد قالك ان الستات ناقصها رجل و لا ايد...

لتكمل بحدة و هي تضع يدها بجانبيها و هي تتطلع اليه بتحدى
=طيب ايه رأيك بقي هلعبها معاك و هغلبك كمان...
ازاحها راجح من امامه مجلساً اياها بجانبه مرة اخرى و هو يغمغم بسخرية بينما يعاود لمشاهدة التلفاز
=اقعدى يا صدفة في جنب مش ناقصة هبل...
نهضت واقفة امامه هاتفة باستياء و الغضب يشتعل بداخلها اكثر و اكثر من سخريته تلك
=برضو هتلعب معايا...
زفر راجح بحنق وهو يبعدها من امامه هاتفاً بحدة.

=يا بت اقعدى بقى و بطلى هبل ده انا لو زقيتك زقة هطيرى...
لكنه ابتلع باقي جملته مطلقاً لعنه حادة عندما ضربته بقبضتها في ذراعه بقوة و هي تطلع اليه بتحدى مما جعله ينتفض واقفاً ليصبح بمواجهته
=يعنى انتى عايزة كدة طيب تمام...
تراجعت صدفة للخلف وهي تمرر عينيها على جسده العضلى الضخم لتبتلع ريقها بخوف
غغمغم راجح بسخرية فور رؤيته للخوف المرتسم بعينيها
=ايه مالك خوفتى، مش كنت عملالى دكر دلوقتي.

استجمعت صدفة شجاعتها و اندفعت نحوه تقفز فوقه مقلدة احدى حركات لاعبين المصارعين التي شاهدتهم يفعلوها مما جعل وزنهم يختل و يسقطوا على الارض هتف راجح بها بحده و هو يستدير ليجعلها اسفله ممسكاً بيديها يرفعها فوق رأسها
=عايزة تلعبى مصارعة، طيب تمام
ليكمل بغضب و قبضته تتشدد حول يديها بقسوة مؤلمة
=اوريكى بتتلعب ازاى...

صرخت صدفة مطلقة صرخة ألم مرتفعة عندما ازداد ضغط قبضته على يديها مما جعله يخفف من قبضته حولها مخفضاً رأسه
ممرراً شفتيه بشغف يقبل حلقها و وخدها وصولاً الى اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=يا هبلة اعقلى هو في مهلبية برضو تلعب مصارعة.

شهقت صدفة باستجابة عندما شعرت بلمساته على جسدها لكنه كتم شهقاتها تلك عندما اخفض رأسه و قبض على شفتيها بين شفتيه مقبلاً اياها بشغف و حرارة مشدداً من ذراعيه حاولها ضامماً اياها إلى صدره كما لو كان يرغب بدفنها بداخله.
فصل قبلتهم تلك بعد عدة لحظات ناهضاً على قدميه و هو يحملها بين ذراعيه
همست صدفة بخبث و هي تشير نحو التلفاز
=طيب و المصارعة بتاعتك...
طبع قبلة على شفتها قائلاً.

=بقي عايزاني اسيب المهلبية. و اتفرج على المصارعة ده انا ابقي راجل لامؤاخذة...
اطلقت صدفة ضحكة رنانة دافنة وجهها بعنقه مقبله اياه حتى وصلت إلى اذنه لتقبلها بخفة ليزمجر راجح باستجابة و هو يسرع خطواته نحو غرفة النوم
و قد اشعلت به حركتها تلك الاستجابة الحارة في سائر جسده...
بعد مرور يومين...

كانت صدفة جالسة على طاولة الطعام تراقب بقلق راجح الذي كان يتناول افطاره حتى يذهب للعمل لكنه كان يظهر عليه اعراض المرض حيث كان يسعل بقوة و يرشح و وجهه محتقن بشدة.
همست صدفة بقلق و قلبها منقبض من رؤيتها له على حالته تلك
=راجح ما تخليك النهاردة، مش لازم تروح الشغل...
هز رأسه بينما يسعل بالمنديل الذي بيده
=لا لازم اروح في بضاعة جاية النهاردة...

اقتربت منه تنوي تحسس جبهته حتى تتأكد من حرارته لكنها نهض متراجعاً للخلف بعيداً عنها واضعاً مسافة فاصلة بينهم
=لا ابعدى لا تتعدى...
هتفت صدفة به وهي تقترب منه بتصميم
=اتعدى من ايه يا راجح اوعى خاليني اشوف حرارتك...
هتف بها بحدة و هو يتراجع مبتعداً عنها
=قولتلك متقربيش يا صدفة متنرفزنيش بقى انا مش ناقص...
اقتربت من بتصميم و قد تغلب قلقها عليه قائلة بحدة و هي تتجه نحوه
=بلاش هبل يا راجح...

قاطعها هاتفاً بغضب
=يووه...
ليختطف هاتفه و محافظته من فوق الطاولة قبل ان يخرج من المنزل غير سامحاً لها بالاقتراب منه...
في وقت لاحق من اليوم...
كانت صدفة جالسة بغرفة الاستقبال تحاول الاتصال براجح حتى تطمئن عليه حيث كانت قلقة عليه للغاية بسبب مرضه.
فقد كان يجب ان يظل بالمنزل حتى تستطيع الاعتناء به.
فقد اتصل بها فور وصوله إلى الوكالة وطمئنها عليه لكنها لم تطمئن حيث بدا صوته اسوء من قبل...

حاولت بعدها الاتصال به لكنه لك يجيب عليها...
انتفضت صدفة فازعة من مكانها ملقية الهاتف من يدها فور سماعها صوت نعمات يأتي من الاسفل بشقتها تصرخ ببكاء هستيرى وهي تردد
=ابنى، ابنى...
ركضت صدفة مسرعة الى الاسفل و قلبها يكاد يخرج من صدرها من شدة الخوف و الفزع و عقلها لا يردد سوا ان راجح قد اصابه شئ.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة