قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثامن عشر

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثامن عشر

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثامن عشر

ملحوظة: الفصل ده فصلين انا جمعتهم في فصل واحد، يعني هتلاقوه طويل جداً
انتفضت صدفة فازعة من مكانها ملقية الهاتف من يدها فور سماعها صوت نعمات يأتي من الاسفل بشقتها تصرخ ببكاء هستيرى وهي تردد بانتحاب
=ابنى، ابنى...
ركضت صدفة مسرعة الى الاسفل و قلبها يكاد يخرج من صدرها من شدة الخوف و الفزع و عقلها لا يردد سوا ان راجح قد اصابه شئ...

لكن تجمدت خطواتها عند اخر درجتين من الدرج تضع يدها فوق قلبها الذي كان يضرب بصدرها بجنون تتنفس براحة عندما رأت راجح يقف سالماً امام شقة والدته...
لكن تشدد جسدها بخوف مرة اخرى عندما سمعت والدته لازالت تصرخ و صوت الحاد لعابد يأتى من داخل شقته هاتفاً براجح
=ما تقفش كده اتحرك امشي من هنا...
تراجع راجح للخلف عدة خطوات قائلاً بحدة.

=يابا ما انا بعيد عنكوا اهو متخفش مش هعديكوا، بعدين انا كنت طالع و انت اللى وقفتني رغم اني متصل بيك و معرفك ومنبه عليك محدش يطلعلى فوق و علشان اعرف اني مش رايح الشغل اليومين دول، يبقي لازمته ايه اسلوبك ده.

تحول شحوب وجه صدفة الى لون رمادى فور ان انتبهت إلى الكمامة التي كان يرتديها راجح و التي ربطتها بكلماته السابقة مما جعل الدماء تفر من عروقها و قد هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها و قد انسابت الدموع بصمت على وجنتيها و عى تدرك ان راجح كان مصاب بالكورونا.
صرخ عابد الذي كان يختبئ خلف بابه بينما يحاول منع نعمات المنهارة التي كانت تصرخ بهستيرية محاولة الخروج الى راجح.

=ما تغور يا اخي، شوفلك اي مصيبة اقعد فيها لحد ما البلوة اللي عندك دي تروح، احنا ناقصين قرف...
شحب وجه راجح فور سماعه كلماته تلك شاعراً بألم يكاد يحطم روحه إلى شظايا و هو يشعر بوحدة لم يشعر بها من قبل.
بينما اهتز جسد صدفة بعنف فور سماعها كلمات عابد المهينة تلك و معاملته القاسية لراجح اسرعت بهبوط الدرج و هي تمسح وجهها من الدموع العالقه به هاتفة بحدة و غضب و هي تتجه نحو راجح.

=يشوفله مصيبة ليه عنده شقته فوق...
لتكمل و هي تتجه نحو راجح الذي كان واقفاً يتطلع اليها بذهول حيث لم يتوقع ظهورها
تحتضنه بقوة مغمغمة بحدة و هي تزجر عابد بنظرات قاتلة
=و عنده مراته اللي هتعقد تحت رجليه و تخدمه لحد ما يخف و يقوم بالسلامة...
ابتعد عنها راجح متراجعاً للخلف فور ان فاق من صدمته هاتفاً بها بحدة و هو يجعل بينهم مسافة واسعة
=ابعدى يا صدفة، و متقربيش.

هتف بها عابد بقسوة و غضب و هو يلوح بيده الى الاعلى بينما لا يزال يحبس نعمات بالداخل
=طيب خديه يا ختي و اطلعي يكش تتعدى منه و نخلص منك و من خلق...
قاطعه راجح بقسوة و غضب و قد اصبحت نظراته عاصفة
= متدعيش عليها...
ليكمل بحدة و هو يتجه نحو الدرج
=بعدين عايز ايه، عايزنى امشي من وشك اديني همشي، و ارحمنى بقى
ليسرع صاعداً الدرج نحو شقتهم تاركاً صدفة واقفة ام شقة عابد الذي كان يختبئ خلف بابه الشبه مغلق.

هتفت به بحدة بينما الدماء تغلى بعروقها بسبب معاملته السيئة لراجح فلأول مره بحياتها ترى أي والد يفعل ذلك بولده خاصة عند مرضه بفيرس خطير كالكورونا
=انت أب انت انت راجل مفترى و ظالم...
لتكمل من بين اسنانها بغضب وهي تتطلع اليع بنظرات ممتلئة بالاحتقار و الازدراء
=روح يا شيخ اللهي اللي فيه يجي فيك، و متلقيش كل. ب حتى يعبرك و لا حتى يناولك بوق ميا يا راجل جاحد يا مفترى...
صرخ عابد بها وكامل جسده يهتز بالغضب.

=بتدعي عليا يا بنت الك. لب...
ليكمل بقسوة و يده تقبض بشدة على الباب كما لو كان يرغب بحنقها
=لولا انى خايف تكونى اتعديتي منه لكنت طلعت كسرت عضمك و عرفتك مقامك...
نفضت صدفة بيدها بلامبالاة قائلة بحدة
=يا عم اتنيل بقى، ده انت ظالم
ثم اسرعت بالصعود إلى شقتها حتى تلحق براجح تاركه اياه يصرخ خلفها بكلمات قاسبة من سباب و وعيد لها...

فور دخولها إلى الشقة اتجهت مباشرة الى غرفة النوم لكنها وجدت بابها مغلق اخذت تدير مقبض الباب لتجده مغلقاً من الداخل لتعلم ان راجح قد اغلقه
ضربت الباب هاتفة بحدة و هي تقاوم غصة البكاء التي تسد حلقها
=افتح يا راجح الباب...
اجابها راجح هاتفاً من الداخل بحدة برغم ضعف صوته بسبب مرضه
=ادخلى يا صدفة اوضة الاطفال و اقفلى عليكى، و انا هنام هنا زمان الاوضة بقت مليانة عدوى لانى كنت بنام فيها...

طرقت على الباب هاتفة بصوت حاد برغم ارتجافه الواضح
=طيب افتح يا راجح. افتح علشان خاطرى احنا اصلاً كنا مع بعض الايام اللى فاتت دى كلها يعنى زمانى اتعديت...
شحب وجهه فور سماعه كلماتها تلك لكنه اسرع بالقول و هو يحثها على الذهاب فكل ما يرغب به هو الاطمئنان عليها و حمايتها
=لا ان شاء الله مش هتكونى اتعديتى...
ليكمل هامساً بتعب و قد بدأ المرض يسيطر عليه.

=يلا، يلا بقى يا حبيبتى ادخلى اوضة الاطفال و انا كده كده مش طالع من الاوضة الحمام و كل حاجة هنا و الاك...
قطع كلماته عند سماعه صوت انتحابها من خلف الباب لينهض بتثاقل وتعب من فوق الفراش و يتجه نحو الباب يقف بعيداً عنه بعدة خطوات
=بتعيطى ليه يا صدفة دلوقتى...
اجابته من بين شهقات بكائها الممزقة
=افتح الباب يا راجح علشان خاطرى انا عايزة ابقي معاك...

تنفس بعمق محاولاً السيطرة على اعصابه فاكثر ما يحتاجه الان هو ان تكون بين ذراعيه حتى تهدأ النيران التي تثور بداخله بسبب معاملة والده له بالاضافة إلى مرضه هذا الذي لا يعلم اذا كان سيشفى منه ام سينهيه كما انهى الكثير من الناس...
عند هذه الفكرة شعر بغصة تخترق قلبه فماذا ستفعل صدفة بدونه فلن يرحمها احد خاصة والده...
تنفس بعمق قبل ان يغمغم بصوت جعله صارم خالى من اى تعبير او انفعال.

=ادخلى يا صدفة اوضتك يلا...
همست بكلمات متقطعة و هي تنتحب بشدة ضاغطة بيدها على قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يعصف به...
=علشان خاطرى، انا خايفة عليك...
شعر راجح بقلبه يقصف داخل صدره بعنف تمنى لو انها امامه حتى يأخذها بين ذراعيه ويطمئنها لكن حتى هذا الان اصبح من المستحيل.
=انا هبقي كويس متخفيش عليا، هيبقى زى دور البرد و هيعدى...
ليكمل بصوت جعله مرحاً قدر الامكان محاولاً التخفيف عنها.

=ايه هنقضيها عياط و مش هتعمليلى حاجة اكلها طيب...
مسحت صدفة عينيها بيديها المرتجفة سريعاً
=عايز تاكل ايه يا حبيبى و انا اعملهولك...
لتكمل سريعاً و هي تتذكر برأسها المأكولات التي قد تكون جيدة له في هذا الوقت من المرض
=اعملك فراخ مسلوقة و ليمون على الشوربة...
قاطعها راجح من خلف الباب و قد تذمرت معدته فور تخيله للطعام ه
=لا، لا بطنى مش هتتحمل كل ده اعمليلى بس شوربة خضار...

ليكمل سريعاً فور تذكره للاطباق الورقية ذات الاستعمال
المرة الواحدة و التي قد اشتراها فور علمه بمرضه حتى لا تقوم صدفة بغسل الاطباق من خلفه و ينتقل لها العدوى...
=صدفة في اطباق و كوبيات كنت جايبهم معايا و انا جاي هتلاقيهم في المطبخ اعمليلى فيهم و متستعمليش حاجة من اللى هنا...
غمغمت صدفة باضطراب و هي لا تفهم سبب رغبته تلك
=طيب و ليه، ما الاطباق هنا يا راجح...

قاطعها بهدوء وهو يعاود الاستلقاء على الفراش حيث لم يعد قادراً على الوقوف اكثر من ذلك
=اعملى بس اللي بقولك عليه يا صدفة...
همهمت بالايجاب قبل ان تذهب إلى المطبخ و تعد له الطعام و قلبها مثقل بالحزن و الخوف عليه خوف و قلق لم تشعر بمثلهم من قبل فراجح اصبح حياتها بلا الهواء الذي تتنفسه لا يمكنها ان تتخيل حياتها من غيره...

اخذ الشيطان يذكرها بالاشخاص الذين توفوا في الحى بسبب هذا الوباء مما جعل كامل جسدها يرتجف و نفسها ينسحب من داخل صدرها...
جلست على ارض المطبخ تدفن وجهها بين يديها و قد تحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة...
بعد عدة دقائق نجحت اخيراً في استجماع نفسها و السيطرة على اعصابها و نهضت تعد له الشوربة و ثم صنعت له زجاجة كبيرة من عصير البرتقال و اثناء كل هذا كان لسانها لا يكف عن الدعاء و الاستغفار...

فور ان انتهت ذهبت إلى غرفة راجح طرقت الباب ليصل اليه صوته المتحشرج تلضعيف بسبب مرضه مما جعل قلبها ينقبض بألم و الدموع تعاود الى عينيها
=راجح الاكل...
اجابها بهدوء بينما ينهض بصعوبة من الفراش و هو يشعر بالضعف و المرض بكامل انحاء جسده
=حطيه عندك على الارض و انا هفتح اخده و ادخلى اوضتك يا صدفة...
غمغمت صدفة بتردد فقد كانت ترغب برؤيته حتى تطمئن قلبها عليعده
=بس انا...
قاطعها راجح بحدة و غضب.

=قسماً بالله يا صدفة ان ما دخلتى الاوضة، ما انا فاتح الباب ولا واكل و لا متنيل.
هتفت صدفة سريعاً
=لا خلاص، خلاص...
ثم اتجهت لداخل غرفة الاطفال التي كانت تواجه غرفة النوم لكن دون ان تغلق بابها.
كانت تنظر بلهفة إلى باب غرفة النوم تنتظر فتحه اياه و فور ان فُتح و رأته امامها بوجهه الشاحب و الكمامة التي يضعها فوق انفه فمه انفجرت باكية...

فتح راجح الباب و الذي ما ان رأى انها تركت باب غرفتها مفتوحاً تراجع الى الخلف داخل غرفته كان يهم بتعنيفها لكن فور ان رأها تبكى تبخر غضبه هذا
تنحنح محاولاً تنظيف حلقه حتى يظهر صوته طبيعى قائلاً بلطف و هو يتراجع اكثر داخل الغرفة حتى يترك مسافة امنه بينهم برغم انها بغرفة اخرى و تبعد عنه بعدة امتار نزع الكمامة عن وجهه حتى يظهر اليها انه بخير
=ايه يا مهلبية، هنقضيها عياط...

مسحت وجهها بيديها المرتجفة و هي تهز رأسها
=لا، لا مش بعيط اهو...
لتكمل وعينيها تمر عليه تتفحصه بلهفة
=انت عامل ايه،؟! و حاسس بايه؟!
ابتسم قائلاً و هو يشير بيديه إلى كامل جسده
=كويس، شوية برد و هيروحوا لحالهم متخفيش...
اومأت برأسها بصمت بينما عينيها متعلقة على وجهه بقلق و لهفة
صمت للحظة قبل ان يتابع بنبرة متحشرجة و هو ينظر إلى عينيها الممتلئة بالدموع محاولاً الاطمئنان عليها
=كلتى،؟!

هزت رأسها بارتباك قبل ان تغمغم
كاذبة حتى تطمئنه فلم يكن لديها شهية للطعام
=الاكل في المطبخ هاكل اهو...
اومأ برأسه قائلاً و هو يتذكر الأدوية التي جلبها من اجلها اثناء شراءه لكورس علاج الكورونا
=في كيس على طرابيزة السفرة فيها فيتامينات خدى منها بعد الاكل، دي علشان تقوي مناعتك، تاخديها بعد الاكل على طول، متنسيش يا صدفة
اومأت برأسها بصمت بينما تاخذ نفساً طويلاً مرتجفاً محاولة التماسك امامه.

=انا كويسة المهم انت متنساش تاخد ادويتك، و تاكل كويس و انا كل شوية هعملك حاجة سخنة تشربها...
لتكمل سريعاً عندما فتح فمه لكي يعترض.
=هسيبهالك و الله على الباب و هدخل الاوضة بتاعتى...
غمغم راجح بصرامة ن
مؤكداً عليها
=و تقفلي الباب عليكي...
همست بصوت مكتوم باكي
و هي تومأ برأسها و قد انسابت الدموع التي لم تعد تستطع حبسها بصمت على وجنتيها لكنها اشاحت وجهها بعيداً حتى لا يراها.
=حاضر...

زفر راجح بعنف فاركاً وجهه بعصبية بينما اشاحت وجهها بعيداً لكن ليس قبل ان يرى خطوط الدموع المتساقطة على خديها اراد اكثر من اى شئ سحبها بين ذراعيه و يتركها تبكى في حضنه. اراد تهدئتها و اراحتها و احتضانها حتى يهدئ من مخاوفها لكن كيف ذلك و هو نفسه اصبح خطراً عليها همس بعجز
=صدفة...
همست بصوت منخفض وهي تنظر اليه بلهفة و خوف عليه بينما تمسح دموعها
=هتكلمني على الموبيل...
اومأ برأسه و هو يتطلع اليها بعجز.

=حاضر، هتكلم معاكى على الموبيل...
ابتسمت له وهي تمسح وجنتيها باصابع مرتجفة
=طيب خد اكلك يلا، و كل كويس و انا على بليل هعملك فراخ بلدى مسلوقة بالخضار، تكون معدتك ارتاحت شوية.
اومأ راجح برأسه قائلاً بحنان و هو يشير نحو بابها
=طيب اقفلى الباب يلا يا مهلبية خالينى اطلع اجيب الاكل...
رسمت ابتسامة مرتجفة على شفتيها قبل ان تتجه نحو الباب ظلت تنظر اليه عدة لحظات قبل ان تغلقه بيد مرتجفة و قلب مثقل.

في اليوم التالى...
كان راجح مستلقياً بالفراش شاعراً ببعض التحسن عن الأمس بفضل الدواء و المشروبات و الطعام التي كانت صدفة تزوده بهم فقد امضت ليلة امس بصنع المشروبات الساخنة فكل نصف ساعة تطرق بابه و تضع له مشروب ساخن. طعام. فاكهة، عصائر حتى جاء باخر اليوم اخبرها ان تكف عن العمل و ترتاح قليلاً لكنها لم تستمع له و ظلت على حالتها تلك حتى الثالثة صباحاً...

وبعد ذهابها الى الفراش فجراً اخذت تتحدث اليه بالهاتف لتسقط بالنوم و هي تتحدث معه...
و ها هي الساعة الان الرابعة عصراً و لم تظهر صدفة و لم تطرق حتى الباب عليه...
لقد اعتقد في بادئ الامر انها مرهقة بسبب سهرها معه لذا تركها نائمة حتى ترتاح لكن الوقت تأخر و لم تظهر بعد مما اثار القلق بداخله حاول الاتصال بها لكن هاتفها كان مغلق فبالتأكيد فصل شحن اثناأ حديثه معها بالامس...

فتح باب الغرفة و قام بالنداء عليها لكنها لم تجيبه. مما زاد قلقه اكثر.
ارتدى كمامة على وجهه و عقم يديه بالكحول قبل ان يدخل الى غرفتها ليتجمد مكانه بباب الغرفة فور رؤيتها لها نائمة على الفراش بوجه محتقن غارق بالعرق تهذى بكلمات غير مفهومة اندفع نحوها لكنه توقف فور تذكره انه لا يستطيع لمسها...

هتف باسمها عدة مرات حتى استجابت اخيراً و فتحت عينيها ببطئ تنظر اليه باعين غائمة غير واعية ليسرع راجح يسألها بلهفة و قلق
=مالك يا صدفة، حاسة بايه؟
اجابته بصوت منخفض متحشرج يظهر به التعب
=جسمى مكسر و زورى واجعني اوى...
شحب وجه راجح فور سماعه ذلك ليدرك انها قد التقطت العدوى منه...
لعن غباءه فبالطبع التقطته فقد كانت نائمة بحضنه قبل مرضه مباشرة لا ينكر انه فكر في هذا لكن كان لديه امل بالا تكون قد اصيبت...

وقف ينظر اليها عدة لحظات بعجز و قد توقف عقله عن العمل فعند تعبه تقبل الامر لكن هي، هي لا يمكنه ان يفكر حتى زفر بقوة قائلاً
=طيب قومي، قومي يا حبيبتي البسي خالينا نروح للدكتور...
همست وهي تدفن وجهها بالوسادة
=مش قادرة يا راجح...
اومأ برأسه بينما يخرج هاتفه و يتصل بالطبيب الذي كان صديقه في ذات الوقت طلب منه يأتي بفحص صدفة و اخبره بانه يعتقد بانه قد نقل اليها العدوى...

جاء الطبيب وقام بفحصها تحت نظرات راجح الثاقبة اخبره بانه 90 انها مصابة بالكورونا لكن لن يأكد هذا سوا التحاليل الطبية التي ستظهر هذا لكن نظراً لمرض راجح وتأكيد تحاليله لحمله الفيرس وصدفة كانت مخالطة له سيعدوها كورونا و اعطاها كورس علاج كامل مثل راجح و طلب منهم الالتزام بالمنزل حتى لا ينقلوا العدوى لغيرهم من الناس...
بعد ذهاب الطبيب اخذت صدفة دوائها و نامت مرة اخرى.

بينما دخل راجح المطبخ يبحث به عن طعام حتى تتناوله صدفة لكنه لم يجد شئ و هو كان لا يستطيع حتى سلق بيضة بمفرده و ليس صنع طعام...
كان واقفاً عاجزاً بمنتصف المطبخ عندما اتصلت والدته كعادتها حيث لم تكف عن محادثته منذ الامس. فور ان اجاب عليها سألته بلهفة ما الذي كان يفعله الطبيب عنده ليخبرها بمرض صدفة لتنفجر باكية
=طيب مين هياخد باله منك و منها دلوقتى...
لتكمل بحسرة و ألم.

=منه لله عابد، مانعنى اطلعلك، على عينى يا قلب امك، على عينى اسيبك لوحدك كده...
قاطعها راجح مهدئاً اياها
=تطلعى فين ياما بس انتى عندك السكر و الضغط...
ليكمل محاولاً تطمئنتها
=بعدين ده زى دور البرد و باذن الله هيعدى، متخفيش
همهمت نعمات باكية
=باذن الله يا حبيبى...
لتكمل سريعاً
=انا هعملكوا الاكل و هخلى هاجر تطلع تحطهولكوا قدام باب الشقة...
قاطعها راجح رافضاً. و هو لا يرغب شئ من مال والده.

=لا ياما متتعبيش نفسك، الاكل هنا كتير...
هتفت نعمات بحدة و صرامه
=الاكل هيطلعلك، كل يوم لحد ما تقوم انت و مراتك بالسلامة.
لتكمل و هي تدرك سبب رفضه
=و لو عامل علشان ابوك فانا معايا الالف جنيه اللي كنت مديهملى في عيد الام، هجيبلك اكلك بهم ارتحت يا راجح...
زفر بعنف و هو يفرك شعره بحدة
=ماشى ياما، و انا اول ما الموضوع ده يعدى هرجعهملك...
هتفت نعمات بصوت باكى.

=مش عايزة حاجة من الدنيا دى كلها غير انك تقوملى بالسلامة...
غمغم راجح بصوت مختنق
=ربنا يخاليكى ليا ياما...
همست نعمات و هي تحاول كبت دموعها
=و يخاليك ليا يا نور عين امك...
ثم اخذت تطمئن عليه و تتأكد من تناوله دواءه ثم اغلقت معه حتى تعد الطعام لهم.
و بعد ساعة اتصلت به مرة اخرى لتخبره بان الطعام على باب الشقة اخذه راجح ثم ايقظ صدفة و جعلها تتناول طعامها و تأخذ دوائها...

استلقت صدفة على الفراش بعد تناولها لدوائها و لعدة اكواب من المشروبات الساخنة التي اعدها راجح لها هامسة بتعب عندما رأت راجح يتجه نحو باب الغرفة لكى يعود الى غرفته
=راجح...
استدار اليها في الحال قائلاً بلهفة
=ايوة ياحبيبتى.؟
مدت يدها له هامسة بصوت منخفضو جفنيها ثقيلان من شدة التعب
=خاليك معايا هنا في الاوضة...
هز رأسه قائلاً بأسف
=مينفعش...
قاطعته هامسة برجاء
=مينفعش ليه احنا الاتنين تعبانين،!

غمغم بتردد وهو يقاوم رغبته بالبقاء معها.
=مش عارف يا صدفة بس بتهيألى غلط...
مدت يدها نحوه بينما رأسها يتراجع على الفراش هامسة باعين تلتمع بالدموع.
=علشان خاطرى، متسبنيش
زفر راجح بقوة قبل ان يستسلم و يومأ بالموافقة فهو ايضاً لا يرغب بتركها بمفردها و هي مريضة بهذا الشكل
=هفضل معاكى، بس كل واحد على سرير...
تغضن وجه صدفة مغمغمة برفض
=ليه بس...
اجابها و هو يتجه نحو الفراش الاخر بستلقى عليه.

=علشان انا معرفش غلط ولا لاء نبقى مع بعض. و اخاف ازود الفيرس عليكى و تتعبى اكتر...
ليكمل بغضب و هو ينتفض جالساً عندما رأها تحاول النهوض من فراشها فقد كان يعلم نيتها
=قسماً بالله يا صدفة لو قربتى لهسيب الاوضة و ارجع اوضتى...
استلقت على الفراش مرة اخرى و هي تزفر بحنق لتستدير على جانبها لتصبح بمواجهته هامسة بينما تمد يدها اليه قائلة بابتسامة
=مش هقرب علشان انت حلفت، قرب انت...

اخذ يتطلع إلى يدها بصمت عدة لحظات بتردد مما جعلها تهتف بحدة و هي تسعل بقوة
=يا راجح واحشتنى...
ظل ينظر بصمت إلى يدها و هو يجد الصعوبة في مقاومتها لتكمل هامسة بدلال اطاح بعقله
=علشان خاطر مهلبيتك واحشتنى و عايزة انام في حضنك...
استسلم لها راجح اخيراً و نهض متجهاً نحوها قائلاً بتذمر و غضب من نفسه بسبب ضعفه نحوها و عدم قدرته على رفض شئ لها.

=النهاردة و بس علشان بس انتى تعبانه و مش عايز ازعلك بعد كدة كل واحد هينام في سريره...
اومأت برأسها بحماس و هي تبتسم استلقى بجانبها على الفراش لتسرع بالقاء نفسها على صدره تحتضنه بقوة مقبلة صدره موضع قلبه بقبلات متتالية شغوفة و هي تغمض عينيها بقوة مستمتعة بشعورها بين ذراعيه فقد اشتاقت له...

بينما احاطها راجح بذراعه يحتضنها بقوة اليه وهو يدفن وجهه بشعرها يتنفس رائحتها بعمق و شغف مربتاً بحنان على ظهرها و هو يشعر بقلبه يكاد يقفز من صدره من شدة دقاته فهى اغلى و اجمل ما بحياته
لن يستطع تحمل خسارتها...
ظل محتضناً اياها حتى سمع صوت انفاسها ينتظم ليلحق بها بعد عدة دقائق غارقاً بثبات عميق
بعد مرور اسبوعين...

كانت صدفة نائمة على فراشها بينما راجح نائم على الفراش الاخر الذي بجانب فراشها بعدة امتار قليلة...
فمنذ ذلك الذي اليوم ناموا به بين احضان بعضهم البعض ابتعد عنها و اصبح كلاً منهم ينام على فراشه الخاص و برغم انه لا يزال معها بغرفة واحدة الا انه لا يقترب منها حتى يدها لا يلمسها رغم اختفاء جميع اعراض المرض لديهم منذ عدة ايام الا انه لا يزال خائفاً عليها بطريقة شبه مراضية...

اخذت صدفة تشاهد بتململ التلفاز الذي قام راجح بنقله بوقت سابق إلى غرفة الاطفال حتى يتمكنوا من مشاهدته اثناء حجزهم بهذة الغرفة
استدارت الى راجح الذي كان يلعب بهاتفه
=راجح انا زهقت من كتر النوم، عايزة اتمشي...
اجابها بينما عينيه لازالت مسلطة على هاتفه
=اتمشي في الشقة، انتى عارفة اننا مينفعش نطلع برا علشان منعديش حد...

زفرت بحنق بينما تنهض واقفة من الفراش تمط جسدها للخلف محاولة ضخ الدم به و تحريك عضلاتها المتيبسة من قلة الحركة
رفع راجح عينه عن الهاتف ليصطدم بها على حالتها تلك التي تظهر جسدها بوضوح مما جعل الدماء تقصف بعروقه. فقد اصبحت كل حركة منها توصله إلى حافة الجنون اصدر لعنة قاسية من بين اسنانه و عينيه المحترقة مثبتة على جسدها.
مما جعلها تستدير اليه عند سماعها لعنته تلك مغمغمة بارتباك
=في اية،؟!

اجابها بغضب و هو يزجرها بقسوة و حدة
=في انك تلمى نفسك و تقفى عدل...
هتفت بحدة و هي تعتدل في وقفتها و هي لا تفهم ما الخطأ الذي ارتكبته
=و انا عملت ايه اصلاً...
لتكمل بغضب و هي تعقد ذراعيها فوق صدرها مرمقة اياه بنظرات مشتعلة
=انت مش ملاحظ انك بقالك يومين مش طيقلى كلمة كل ما اتحرك ولا اتكلم تعقد تزعق فيا...
رمقها بنظرة متصلبة قبل ان يشير بالهاتف الذي بيده قائلاً بحدة.

=ايوة انا مش طيقلك كلمة. و ياريت تترزعى بقى و مسمعش صوتك...
اندلعت نيران الغضب بداخلها فور سماعها كلماته المتعجرفة تلك و قد طفح كيلها من معاملته لها بتلك الطريقة هتفت بشراسة وعينيها تعصف بغضب عارم
=هو في ايه بالظبط، ما اكتم نفسي ومتنفسش احسن علشان صوت نفسى ميزعجش سيادتك...
اجابها بفظاظة و حدة من بين اسنانه المطبقة بقسوة بينما تتقافز شرارت الغضب من عينيه.

=يبقى احسن و انكتمى بقي و غورى من وشى، مش ناقص صداع و وش...
تحول شحوب وجهها الى لون رمادى فور سماعها كلمات القاسية تلك اومأت برأسها بصمت بينما شفتيها ترتجف و هي على وشك الانفجار بالبكاء استدارت صاعدة الى فراشها مستلقية عليه توليه ظهرها جاذبة الغطاء حتى اعلى رأسها لتنفجر باكية مما جعلها تسرع بدفن وجهها بالوسادة حتى تكتم شهقات بكائها...

لعن راجح بقسوة و غضب فور ان لاحظ جسدها الذي يهتز اسفل الغطاء ليدرك انها تبكى لعن نفسه على غباءه و اسلوبه الفظ معها اراد الذهاب اليها لكنه توقف خوفاً من لمسه اياها.
هاتف باسمها لكنها لم تجيبه مما جعله يستسلم و ينهض متجهاً نحوها نزع الغطاء عن رأسها جاذباً اياها برفق من ذراعها يديرها نحوه شعر بغصة بصدره فور رؤيته لوجهها الغارق بالدموع همس بارتباك و هو يشعر بالذنب.

=حقك عليا، انا عارفة اني مزودها معاكى بس و الله غصب عني انا على اخري يا صدفة و انتى قدامي و مش قادر حتى المس ايدك، و انتي سايقة فيها...
همست بصوت متحشرج بالدموع بينما الدماء تضج بخديها من شدة الخجل
=انا.! و انا عملتلك ايه...
اجابها و هو يعاود الرجوع إلى فراشه حتى يترك مسافة فاصلة بينهم
=لا عملتى كتير.
امبارح مثلاً سيبتى الحمام و اوضة النوم و جيتي تغيرى هدومك قدامي هنا...

هتفت صدفة بصدمة و قد ازداد احمرار وجهها حتى اصبح بلون الدماء من شدة الحرج
=انا مغيرتش غير العباية اللى برا، بعدين انت جوزى ايه المشكلة انى اغير قدامك...
قاطعها و هو يفرك شعره بحده
=جوزك، بس مش ايامه يا صدفة، مش ايامه خالص
غرزت اسنانها بشفتيها وهي تشعر بالارتباك و الاضطراب لا تعلم ما تقوله فقد اصبحت تصرفاته غريبة
هتف بها و هو ينتفض واقفاً
=شوفتي، شوفتي اهو بتستفزنى برضو...

اتسعت عينين صدفة بذهول قبل ان تهمس بارتباك
=راجح انت اتجننت، انا عملت ايه دلوقتى...
اتجه نحو باب الغرفة بخطوات غاضبة و وجه متجهم هاتفاً بتذمر
=انا هروح انام لوحدى في اوضة النوم علشان انتي انسانة مستفزة، و بكرة هنروح للدكتور، احنا كده داخلين ع ال20 يوم، خالينا نخلص من ام الليلة دي بقي
ثم خرج صافعاً الباب خلفه بغضب
بينما ظلت صدفة تتطلع إلى اثره بذهول قبل ان تنفجر ضاحكة و هي لازالت تصدق ما يفعله...

في اليوم التالى...
ذهبوا إلى الطبيب الذي طمئنهم انهم بخير و يمكنهم الخروج و التعامل بشكل طبيعي على ان يعقموا منزلهم جيداً...
و هذا ما فعلوه فور عودتهم ساعد راجح صدفة في تنظيف المنزل و تعقيم كل شئ حتى الملابس التي كانوا يرتدوها ثم استحموا جيداً بصابون طبي...
قاموا بتنظيف كل ركن بالمنزل حتى عاد نظيف و لامع...

بعد ان انتهوا كانت صدفة مستلقية بحضن راجح تدفن وجهها بعنقه بينما كان هو يحتضنها بقوة مقبلاً جانب عنقها حتى وصل إلى اذنها هامساً بصوت اجش يملئه الشغف
=واحشتيني...
رفعت رأسها اليه تحيط عنقه بذراعها هامسة بمكر
=واحشتك، ايه ما انت كنت كل يوم معايا...
حدق راجح بها مغمغماً و هو يدرك العابها تلك
=بطلى استعباط، يا مهلبية
ضحكت ضحكة رنانه لتطبع قبلة على ذقنه قبل ان تمرر يدها بحنان على خده.

=و انت كمان واحشتنى يا حبيبي...
دفن وجهه بعنقها لتمر رجفه حادة بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق عنقها قبل ان يرفع رأسه يلتقط شفتيها في قبلة قوية و يديه ترتفعان و تحيطان وجهها بحنان بينما يستولى على شفتيها بينما جوعه لها يمزقه.
تشددت ذراعيها حول عنقه و هي تميل نحوه اكثر و هي تتنهد بنعومة. ليغرقان بعدها ببحر شغفهم و اشتياقهم...
بعد مرور اسبوع...

كانت صدفة و راجح جالسان بمنزل عابد مع باقي العائلة ينتظرون قدوم مروان شقيق راجح الذي كان مسافراً الى ال
الاسكندرية حيث جامعته فقد كان يقطن بالمدينة الجامعية و ما ان بدأت اجازة نصف السنة عاد الى المنزل في زيارة...
كانت صدفة تحدق بنظرات ممتلئة بالازدراء و الغضب بعابد الجالس امامها و الذي كان يبادلها تحديقها بنظرات غاضبة مليئة بالكراهية ليلاحظ راجح صراعهم الصامت هذا...

احاط كتف صدفة بذراعه يضمها اليه بحماية بينما ينظر لوالده بقسوة جعلته يدير وجهه بعيداً قبل ان ينتفض واقفاً و يغادر الغرفة و هو يتمتم بكلمات قاسية حادة...
تجاهله راجح و انحني على اذن صدفة هامساً
=اهدى يا مهلبية مش كدة، مش عايز مشاكل احنا نازلين ساعة نسلم على مروان و نطلع تاني شقتنا...
زفرت صدفة بحنق هامسة
=و مروان هايجي امتي، انا سايبة حلة الكوارع على النار...

ابتسم. راجح هامساً باذنها بينما يتناول يدها بين يده
=انتى عاملالنا كوراع...
اجابته برضا و هي تبادله الهمس حتى لا يصل حديثهم الى الاخرين
=و محشي، كمان
ضغط على يدها التي بين يده هامساً بشغف ونبرة ذات معنى
=بس انا مش عايز محشي و لا كوارع، انا عايز اكل مهلبية
احمر وجه صدفة بشدة مما جعل شوقية التي كانت جالسة تتابعهم بفم مبتسم
=خير يا راجح بتتوشوشو في ايه...
استدار اليها راجح قائلاً بخبث.

=تتصورى يا شوشو، صدفة بقولها عايز اكل مهلبية و مش عايزة تأكلنى...
غمغمت نعمات بحدة موجهة حديثها إلى صدفة
=و مش عايزة تعمليله مهلبية ليه ياختي وراكي ايه دول شوية نشا على لبن...
لتكمل و هي تنتفض واقفة مرمقة صدفة بغضب
=هقوم انا اعملك، يا عين امك، و لا تطلب حاجة من حد...
قاطعتها صدفة بحدة و هي تضرب بقدمها ساق راجح الذي كان يضحك
=المهلبية التلاجة مليانة بها فوق لما يطلع يبقى ياكل براحته...

ضحكت شوقية قائلة بمرح و هي تمسك بيد شقيقتها تجلسها مرة اخرى
=اقعدى، اقعدى يا نعمات و نبي انتي غلبانة و على نياتك...
لتكمل وهي مبتسمة مشيرة بيدها نحو راجح قائلة
= انت، ده انت. يالهوي عليك...
ابتسم راجح قائلاً وهو يحيط كتف صدفة بذراعه لكنها نفضتها بعيداً بغضب بسبب احراجه لها امام الاخرين
=عايزة ايه يا شوقية، ما انتي اللي رامية ودانك مالك اوشوشها بايه...

احمر وجه نعمات فور ادراكها ما يحدث لترمق راجح بنظرة حادة و تغمغم
=اخص الله يكسفك...
ضحك راجح لتضربه صدفة بمرفقها في صدره و هي تزجره بنظرات مشتعلة بنيران الغضب
بينما ابتسمت نعمات و هي تشعر بالفرح لرؤيته بحالته تلك من السعادة والاسترخاء النادر رؤيته بهم...
خرج مدحت الذي كان يتحدث في الهاتف بالشرفة ممرراً نظراته بينهم بعدم فهم
=في ايه بتضحكوا على ايه...
اجابته شوقية و هي ترمق راجح بتحدى.

=ابداً ده راجح ابن خالتك عايز ياكل مهلبية...
لتكمل ضاحكة بمكر
=عقبالك يا رب ما اشوف معاك طبق مهلبية حلو زيه كده
قاطعها راجح بحدة و هو يكاد يفقداعصابه
=في ايه يا شوقية...
اسرع مدحت قائلاً و هو يجلس بجانب راجح غافلاً عما يحدث حوله
=اها و الله انا كمات عايز اكل مهلبية، نفسي فيها بقالى كتير...
قبض راجح على عنقه مزمجراً بشراسة و عينيه تنطلق منها شرارت الغضب
=نفسك في ايه ياخويا...

همست صدفة التي كانت جالسة بوجنتين محتقنتين تشعر بالحرج ممكسة بذراعه تحاول جذبه بعيداً عن مدحت
=نهار اسود و منيل، انت بتعمل ايه يا راجح، اهدى، و كفاية فضايح...
بينما نهضت شوقية هاتفة بضحك
=يانى هيموتلى الواد الحيله...
لتكمل وهي تمسك بذراع مدحت تجذبه من قبضة راجح
=قوم. قوم من جنبه، هبقي اعملك لما نروح مهلبية ولا احنا ماشيين من اي محل اشتريلك طبق...
نظر مدحت الى نعمات قائلاً بدهشة وهو لا يفهم ما يحدث.

=هو في ايه يا خالتى، انا عملت ايه
اجابته نعمات و هي تهز رأسها بأسف
=سيبك منه يا مدحت ده دماغه لسعت على الاخر...
لتكمل و هي تربت على الاريكة بجانبها
=تعالى اقعد جنبي، هنا
اقتربت شوقية من راجح هامسة
=ياخويا اهدى شوية. الراجل عايز ياكل مهلبية ام لبن...
لتكمل و هي تربت على ذراع صدفة التي كانت جالسة بوجه مشتعل بالخجل و الغضب في ذات الوقت
=مش المهلبية بتاعتك...

نهضت صدفة بحدة و وجهها اصبح احمر كالدماء تغمغم بارتباك
=هروح، هروح اشوف الاكل اللي على النار فوق...
ثم تركتهم و غادرت و عينين راجح تتبعها...
زفر بغضب من نفسه بسبب غيرته الحمقاء تلك فعقله يتجمد و يغلق عندما يتعلق الامر بها.
جلست شوقية بجانبه هامسة بخبث
=تصدق و تؤمن بالله يا ابن نعمات انا عمرى في حياتى ما شوفت راجل واقع على بوزه و بيغير على مراته زيك، البت هتجننك يخربيتك اهدى.
لتكمل ناكزة اياه في ذراعه.

=بس اقولك البت برضو تستاهل. و نبى لافضل ورا الاهبل ابن الهبلة ابنى لحد ما اوقعه في واحدة زيها كده...
نهض راجح من جانبها قائلاً بحدة
=انا هقوم من جنبك، بدل ما ارتكب جريمة علشان انتى مستفزة...
ضحكت شوقية قائلة بمرح
=انا مش مستفزة يا نن عين امك انت اللي بتغير و الغيرة دى هتجننك، و بكرة تقول شوقية قالت...
تركها راجح و غادر حتى يراضى صدفة التي صعدت إلى شقتهم غاضبة...

دلف راجح الى المطبخ بشقتهم الخاصة ليجد صدفة امام موقد النار تقلب الطعام بوجه متجهم بالغضب.
احاط خصرها بذراعيه يضمها اليها
مما جعلها تنتفض فازعة لكن فور استيعابها انه هو اخذت تتلملم بين ذراعيه هاتفة بحدة
=ابعد عنى يا راجح علشان مش طيقاك...
زاد من احتضنه لها رافضاً ان يفلتها مما جعلها تهتف وهي تشير بالمعلقة الضخمة التي تمسك بيدها
=هتبعد عنى و لا اشيل حلة الكوارع دى اغرقك بها...
دفن وجهه بعنقها يقبله برفق.

=و اهون عليكى...
استدارت بين ذراعيه حتى اصبحت تواجهه قائلة بغضب
=و انت ينفع تحرجنى كدة قدام امك و خالتك...
زفر بحدة قائلاً بتلملم
=شوقية هي اللي ودانها سالكة و كانت مركزة معانا و فهمت...
ضيقت عينيها بغضب عليه مغمغمة بحدة
= لا و رايح تمسك في ممدوح كمان و عايز تضربه...
احاط وجنتها بيده قائلاً عينيه مسلطة بعينيها
=طيب اعمل ايه بغير عليكي...
ليكمل و هو يزيد من احتضانه لها قائلاً بصوت مخيف مظلم.

=عقلى بيوقف و الدم بيغلى في عروقي اول ما بحس ان اي راجل ممكن يبصلك بصه مش تمام...
ابتسمت صدفة شاعرة بالخجل من كلماته تلك و قلبها يغني فرحاً بها فقد كان حقاً يغير عليها
تنحنحت محاولة ان تحافظ على جديتها و موقفها الغاضب منه لكنها لم تستطع عندما انحنى عليها مقبلاً جانب اذنها و هو يهمس لها
=خلاص بقي يا مهلبيتي حقك عليا...

زفرت باستسلام قبل ان تدفن يديها بشعره تتحسه بشغف مما جعله يرفع رأسه و يلتقط شفتيها في قبلة نهمة شغوفة و يده تمر ببطئ على عنقها بينما يستحوذ بالكامل على شفتيها مقبلاً اياها بشغف و الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً كالحمم الملتهبة فقد كان يريدها كثيراً...
لكنه اضطر إلى قطع قبلتهم مقبلاً جبينها بحنان وهو يغمغم بصوت لاهث من اثر العاطفة
=يلا يا حبيبتى البسي طرحتك زمان مروان وصل...

اومأت برأسها لترفع طرحتها من حول عنقها وتضعها على شعرها قبل ان تخرج معه و يهبطوا الى الاسفل يدا بيد...
بالاسفل فور دخولهم إلى شقة والدى راجح رأت مروان الراوي جالساً بجانب والدته النى كانت تحتضنه و تتحدث اليه بينما بجانبه كان هناك فتاة ذات جسد نحيل للغاية ترتدى ملابس انيقة وشعرها المصبوغ مسترسل على كتفيها بتسريحة انيقة ترمق الجميع بنظرات يملئها الاستعلاء.

فور ان رأى مروان راجح انتفض واقفاً يتجه نحوه وهو يصرخ باسمه يحتضنه بقوة ليحتضنه راجح هو الاخر.
ابتعد عنه هو يربت على كتفه قائلاً
=اخيراً حنيت علينا وسبت اسكندرية و جيت تشوفنا...
ابتسم مروان قائلاً بكذب واضح
=اعمل ايه ما انت عارف الكلية كل يوم و مبعرفش اخد. نفسي، يعني انا بحب المدينة الجامعية اوي ما انت عارف...
ضحك راجح قائلاً و هو يفهم ما يرمى اليه...

=متخفش يا عم هتترحم من المدينة الجامعية وخلال اسبوع هتستلم شقة في احسن مكان في اسكندرية انا ظبطت كل حاجة مع ابوك...
هتف مروان بفرح وهو يعاود احتضان راجح مرة اخرى
=ربنا يخاليك يا حبيبي، انا كنت عارف ان مفيش حد هيقنع ابويا غيرك...
انتبه راجح إلى صدفة الواقفة خلفه تنظر اليهم بتردد ليسرع باحاطة خصرها بذراعه جاذباً اياها بجانبه قائلاً لشقيقه
=صدفة يا مروان...
مد مروان يده اليها قائلاً.

=عارفها طبعاً مش صدفة اللي كانت بتبي...
قاطعه راجح بحدة يتخللها الصرامة
=مراتى...
تنحنح مروان مغمغماً بارتباك و قد ارعبه الصرامة التي تلتمع بعين شقيقه
=بس لا، احلويتي لولا ماما كانت حكيالي مكنتش هعرفك خ...
قاطع راجح حديثه بحدة عندما رأى وجه صدفة يحتقن بشدة قائلاً وهو يوجه حديثه للفتاة التي لازالت جالسة على الاريكة تراقبهم ببرود
=ازيك يا مايا عامله ايه،؟
اجابته مايا مغمغمة بهدوء.

=الحمد لله، ازيك انت يا راجح...
اجابها راجح بهدوء قبل ان يكمل وهو يلتف الى صدفة و ذراعه تتشدد من حولها يجذبها اكثر نحوه
=مايا تبقى خطيبة مروان يا صدفة
نهضت مايا تمد يدها نحو صدفة قائلة ببرود و هي ترمقها من اعلى لاسفل باستعلاء
=اهلاً يا صدفة...
بادلتها صدفة التحية قبل ان يجذبها راجح و يجلسوا على الاريكة...
احاط كتفيها بذراعه حيث اصبحت تلك الحركة حركته المعتادة دائماً بينما جلست شوقية بجانبها الاخر...

التف اليها راجح قائلاً باقتطاب و عينيه تدور بالمكان
=اومال فين مدحت يا شوقية...
اجابته مبتسمة وهي تشير نحو الشرفة
=بيتكلم في التليفون مش مرتحاله شكله بيحب من ورايا ابن الجزم. ه...
ضحك راجح مغمغماً بمرح
=له حق يخبى عليكى، ده امها داعية عليها اللى هتبقى حماتها هتطلقيها من اول اسبوع...
ابتسمت شوقية قائلة وهي تربت على وجه صدفة.

=و نبى لو قمر و بطاية زى صدفة كدة ولسانها حلو لأشيلها في عينيا، بس هو يركز و يجبلى واحدة شبهها
زمجر راجح قائلاً بغضب و نفاذ صبر
=تانى يا شوقية، انتى ايه مبتتهدبيش
هتفت شوقية وهي ترفع يديها بالهواء كعلامة للاستسلام
=خلاص. خلاص وحد الله و قول لعفاريتك تهدى...
لتكمل ناكزة صدفة في ذراعها
=مستحملة الواد ده ازاى ياختى ده انتى ليكى الجنة.

ضحكت صدفة بقوة مما جعل راجح يزجرها بحدة هامساً بغضب بينما يده تضغط على كتفها بقسوة
=صوت ضحكتك يا ابلة...
همست صدفة قائلة بتذمر وهي تحاول فك يده من فوق كتفها
=فى ايه يا راجح. عملت ايه دلوقتى، بلاش اضحك كمان
ظل يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يلتف الى مروان شقيقه الذي كان يتحدث اليه.
همست شوقية باذن صدفة وهي تنظر بحدة الى مايا خطيبة مروان التي كانت تتحدث الى نعمات
=البت دى تقيلة على قلبي تقل...

لتكمل وهي تشير الى طرف انفها
=تنكه اوى، وبتتكلم معانا بطرف مناخيرها، تقوليش ابوها وزير و ابوها اصلاً جزمكى فاتح محل على اول شارعى جتها ني. لة عيلة تن. حة
استمرت شوقية تهمس لها مقلدة حركات مايا مما جعل صدفة لم تعد تستطع تمالك نفسها لتسرع بوضع يدها فوق فمها تكتم ضحكتها بينما استمرت شوقية التحدث بطريقتها تلك حتى امسكت صدفة بيدها هامسة برجاء حقيقي.

=ونبى يا خالتى كفاية معتش قادرة امسك نفسى وصوتى لو طلع راجح هيطين عيشتى...
ابتسمت شوقية غامزة لها
=بيغير عليكى ابن نعمات، مجنون بيكى، و انتى كمان باين عليكى انك بتحبيه
احمر وجه صدفة بالخجل مما جعل شوقية تربت على كتفها قائلة بحنان
=ربنا يخاليكوا لبعض يا حبيبتى...

ابتسمت لها صدفة لكن جذب انتباه الجميع صراخ هاجر التي دلفت إلى الغرفة تصرخ باسم مروان تحتضنه بقوة ثم اتجهت نحو راجح تحتضنه هو الاخر فهذة المرة الاولى التي تراه بها بعد اصابته بالكورونا...
سلمت على الجميع ثم اتجهت نحو صدفة تحتضنها قائلة وهي تتفحص جسدها
=يالهوى يا صدفة خسيتي اوي...
ربت راجح على ذراعها قائلاً
=من التعب، الكورونا بهدلتها...
اومأت هاجر قائلة بتعاطف.

=ايوة باين عليها لسه التعب، بس بجد خسيتى يجى حاولى 7 كيلو...
قاطعتها شهقت مايا التي غمغمت بصدمة وهي ترمق صدفة بنظرات متفحصة من الاعلى للاسفل
=7 كيلو، ايه ده اومال شكلك كان عامل ازاى بقي...
لتكمل وهي تهز رأسها
=لا المفروض تخسي بصراحة و تاخدى بالك من نفسك شوية...
اهتز جسد صدفة بغضب فور سماعها كلماتها تلك قاطعتها بحدة.

=طيب ما تقولي لنفسك، يا حبيبتى و خدى بالك من نفسك و كلى بدل ما انتي شبه الانيميا المتحركة كدة
هتفت مايا بعصبية و حدة
=لا انا جسمى كدة كويس، اتخن ليه هو انا اتجننت...
ضحكت هاجر قائلة بمكر
=اومال متابعة مع دكتور علشان تتخنى ليه يا مايا، و الوصفات اللي كل يوم بتشتريها من العطار...
تلملمت مايا في جلستها وقد احتقن وجهها بشدة ليسرع مروان قائلاً فور رؤيته للغضب المرتسم على وجهها.

=جرى ايه يا هاجر في ايه مايا مغلطتش صدفة المفروض تخس شوية، بعدين مايا فعلاً مش محتاجة تتخن هي جسمها كدة حلو مش لازم تبقي شبه البق. رة...
زجره راجح بنظرة تجعل الحديد ينصهر من شدة الغضب لتزداد اشتعال نظراته فور ان التف إلى صدفة ورأي وجهها المحتقن بينما عينيها تلتمع بالدموع...
التف إلى شوقية و و الدته قائلاً بهدوء يعاكس النيران المشتعلة بداخله.

=قوليلي ياما انتى و شوقية البط البلدى احلى و لا السمان المستورد...
اجابته شوقية و نعمات في ذات الوقت
=البط البلدى، طبعاً
هز راجح رأسه قبل ان يلتف إلى شقيقه يرمقه بنظرة ذات معنى
=وانت بقي صحتك متجبش الا السمان المستورد...
ليكمل ضارباً على صدر مروان
= اما البط البلدى تقيل عليك...
ضحكت شوقية بصوت مرتفع تتطلع بشماتة إلى مروان الذي اشتعل وجهه و قد فهم معنى كلمات راجح جيداً همهم بتذمر.

=ليه كدة يا راجح، لازمته ايه الكلام ده.
تجاهله راجح و نهض جاذباً صدفة معه قائلاً بصوت مرتفع
=يلا يا حبيبتى نطلع ناكل الكوارع و المحشي اللي عملاهم عايزك تتخنى السبعة كيلو اللي خستيهم و ترجعيهم في يومين...
هتفت شوقية بصوت مرتفع خلف راجح و صدفة
=عايزاك تفضل وراها لحد ما تزيد فوق السبعة كيلو. سبعة كيلو تانين...
لتكمل و هي تلتف تنظر إلى مايا بشمانة
=اصل راجح مبيحبش المعضمين...

زفرت مايا بحدة قبل ان تنتفض واقفة متجهة نحو الباب مغمغمة بخدة
=انا مروحة يا مروان، هاتيجي توصلني...
نهض مروان يتبعها وهي يشير إلى شوقية باشارات تدل على التذمر و الغضب قبل ان يسرع خلف خطيبته مغادراً
فور ان دلف راجح الى الشقة جذب صدفة الى حضنه قائلاً بصرامة و هو يخفض رأسه نحوها وعينيه مسلطة بعينيها المغرورقتين بالدموع
=قسماً بالله لو عيطتى، لأنزل افتح دماغ الحيوان اللى تحت هو و انثي الجمبرى خطيبته.

هزت رأسها بينما تحاول التحكم في دموعها حتى لا ينفذ تهديده همست بصوت منخفض بينما شفتيها ترتجف
=كله بيتريق عليا...
احاط وجهها بيديها مبعداً شعرها المتناثر على عينيها الى ما وراء اذنيها قائلاً بحنان
=مين اتريق عليكى، شوقية اللي قرفانى ليل و نهار و نفسها تجوز ممدوح واحدة شبهك، و لا هاجر اللي نفسها تتخن و تبقي زيك...
ليكمل بنبرة حادة يتخللها الغضب و الازدراء.

=و لا مايا اللي بتلف على كل الدكاترة علشان تتخن حتى كيلو واحد و مش عارفة، دى عيلة الحقد و الغيرة مليين قلبها و مروان طول عمره معندوش شخصية معاها بيحاول يراضيها بأى حاجة...
صمتت للحظة قبل ان يتابع بنبرة متحشرجة و هو ينظر بعينيها
=ده انتى مهلبية، و مجننانى يا هبلة.

انهى جملته تلك مطبقاً على شفتيها بشفتيه مستولياً عليها في قبله حارقه. هزة صدفة رجفة قوية مرت بسائر جسدها. متناسية حزنها و الكلمات الجارحة التي تعرضت لها عندما زاد ضغط شفتيه فوق شفتيها بتملك حارق
ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك قبل ان يسرع بحملها بين ذراعيه و يدلف الى غرفة نومهم حتى يكمل ما بدأه...
بعد مرور اسبوع...

بالصباح انتهت صدفة من ارتداء ملابسها حتى تذهب لدى ام محمد للمبيت لديها حتى تراعها بسبب الحقنة السنوية التي ستأخذها بساقها.
اتجهت الى الفراش وجلست بجانب راجح الغارق بالنوم حيث كان نائماً على بطنه دافناً وحهه بالوسادة.
مررت يدها بحنان فوق ظهره العارى تفركه بلطف منحنية عليه تقبله على خلف عنقه و هي تهمس باسمه...
فتح راجح عينيه يتطلع اليها بتشوش لعدة لحظات قبل ان يعتدل جالساً
=خلاص هتمشي،؟

اومأت رأسها بالايجاب قائلة
=اها يدوبك، زمان الدكتور جه و اداها الحقنة في رجليها...
زفر بحنق قائلاً بحدة
=يعنى مش لاقين غير يوم اجازتى، ده ما بصدق يوم نقضيه سوا...
مررت يدها فوق خده بحنان
=معلش يا حبيبى هي مالهاش غيرى هنا، هبات معاها وبكره الصبح هرجع و زي ما اتفقنا متقلقش محمد ابنها هيبات عنده صاحبه النهاردة...
لتكمل بمكر يتخلله المرح بينما يدها تمر باغراء فوق صدره.

=بعدين اعتبرها اجازة ليك اهو تريح دماغك من زنى و تعرف تتفرج على المصارعة بتاعتك...
احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه لتسقط فوق صدره هامساً بشغف بالقرب من اذنها
=ده انتي احلى ما فيكي زنك يا مهلبية...
اتسعت شفتيها بابتسامة واسعة لكنها انتفضت مبتعدة عندما رأته يقرب شفتيه من شفتيها و نيته واضحة بعينيه.

=انا همشي بقي علشان اتأخرت، الفطار برا على السفرا، و انا محضرالك الغدا سيباه في التلاجة لما تحب تتغدا طلع و سخن، ماشي
اومأ راجح بصمت و الاحباط ظاهر على وجهه مما جعلها تقترب منه تطبع قبلة سريعة على شفتيه هامسة باذنه
=هتواحشني...

ابتسم مقبلاً جانب عنقها بحنان و هو يقاوم رغبته بصعوبة بجذبها معه إلى الفراش و الا يدعها تذهب لكنه لا يقدر على فعل ذلك فهو يعلم جيداً ان ام محمد صديقتها المقربة و بحاجة اليها لا يمكنه منعه عنها
=و انتى كمان يا مهلبية هتواحشيني.

طبعت قبلة على خده قبل ان تنهض سريعاً و تذهب تاركه اياه يتطلع إلى اثرها قبل ان يزفر بحنق و يدفن وجهه بالوسادة عائداً للنوم مرة اخري لكن ايقظه صوت هاتفه ليجد المتصل توفيق تجاهله لكنه ظل يتصل به حتى اجاب اخيراً ليتمنة لو لم. يجب عليه حيث الح عليه بانه يجب ان يراه. و انه سيأتى إلى منزله لكى يتحدث معه بأمر ضرورى...
في وقت لا حق من المساء...

غادرت صدفة منزل ام محمد بعد ان عاد زوجها مصلحي فجأة مما اضطررها للمغادرة فلا يمكنها المبيت معه في ذات المنزل فراجح يمكن ان يقوم بقتلها كما ان مصلحى زوج ام محمد ذو شخصية فظه لا يحب احد بمنزله...

حاولت صدفة الاتصال براجح حتى تخبره بما حدث و يأتي لكى يصطحبها للمنزل حتى لا تمشي بمفردها قي الشارع بهذا الوقت متأخر فقد فقد تعلمت من درسها الاخير لكن هاتفه كان مغلق مما جعلها تعود بمفردها فالوقت لم يكن متأخراً للغاية فقد كانت الثانية عشر منتصف الليل و كانت بعض المتاجر لازالت مفتوحة...

و ضعت المفتاح بباب شقتها تفتحه و هي تسمع صوت غريب يأتى من الداخل ظنت ان راجح يشاهد التلفاز لكن فور دخولها الى بهو الشقة تجمدت خطواتها و قد تيبس جسدها فور رؤيتها للمرأة الشبه عارية الواقفة بمنتصف غرفة الاستقبال بينما امرأة اخرى ترتدى ملابس فاضحة تظهر اكثر ما تخفى من جسدها ترقصان بحركات خليعة امام بعضهم البعض على نغمات الموسيقي التي تصدح بارجاء المكان و من حولهم تنتشر دخان السجائى و زجاجات الخمر.

صرخت صدفة بصوت اهتز له ارجاء المكان و هي تكاد ان تصاب بأزمة قلبية من هول ما تراه
=راجح...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة