قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل السابع

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل السابع

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل السابع

ابتلعت باقي جملتها مطلقة صرخة ذعر مرتفعة عندما انحني عليها حاملاً اياها بين ذراعيه كما لو كانت دمية صغيرة و ليست امرأة ذات جسد ممتلئ.
القاها على الفراش بحده ثم استلقي بجسده فوقها محاصراً جسدها اسفل جسده الضخم
قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش مثير غير ابه بارتجاف جسدها المرتعب اسفله
=و انا عايزك تصوتي.
ليكمل بقسوة وعينيه التي تنطلق منها الشرارت النارية مثبتة بعينيها المحتقنة بالدموع.

=صوتي زي ما صوتي في المخزن...
اعتصر خصرها بأصابعه بقسوة حتى تأوهت متألمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقة ليزيد من اعتصاره لخصرها اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=فاكرة يوم المخزن مش كده...
حدقت في وجهه بخوف من لهيب الكراهية الذي يلتمع بعينيه هامسة بذعر عندما بدأ ينزل الجزء العلوي من فستان عرسها للأسفل
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=، انت. انت بتعمل ايه،؟!

اجابها بصوت غليظ حاد وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بالقسوة مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=هعمل اللي قولتي اني عملته فيكي في المخزن...
همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه و هي تحاول دفعه في صدره بضراوة
=هتغتصبني...
نظر اليها بعينين تلتمع بوحشية وقد ارتسمت ابتسامة متوعدة على شفتيه جعلت الرعب يجمد جسدها اسفله...

شاهدت برعب شفتيه التي اصبحت لا تبعد عن شفتيها سوا بوصات قليلة حيث لفحتها انفاسه الحارة على وجهها مما جعلها تصرخ باعلي صوت لديها طالبة المساعدة. لكنه اسرع بوضع يده فوق فمها يضغط عليه بقوه كاتماً صراخاتها تلك لتصبح همهمات مكتومه
انفجرت باكية و هي تشاهد التصميم والغضب يلتمعان بعينيه قبل ان ينحني رأسه نحوها...
و يطبق بشفتيه على شفتيها بقوة...

اصدرت صدفة تذمر حاد وهي تضربه بيديها في صدره عدة ضربات متتالية محاولة دفعه بعيداً شاعرة بالرعب يدب في اوصالها لكنه قبض على يديها حاجزاً اياها فوق رأسها بينما لايزال يلتهم شفتيها بنهم. و قد صدمته المشاعر التي عصفت به ما ان لامست شفتيه شفتيها التي كانت ناعمة كالحرير...
يينما اخذ جسد صدفة يرتجف بقوة وقد بدأ ذعرها يتحول إلى استجابة حيث سرعان ما تبدلت الصدمة إلى مشاعر اخري غريبة تسري بانحاء جسدها...

فصل راجح شفتيهم لثوان قليلة حتى يلتقطوا انفاسهم لكنه سرعان ما اطبق على شفتيها مرة اخري كما لو كان غير قادر على الابتعاد عنها...
ازداد ضغط شفتيه فوق شفتيها الناعمة بتملك حارق فقد كان عقله شبه مغيب حيث كان غارقاً في المتعة التي هزت كيانه بأكمله رفعت ذراعيها تحيط عنقه تدس يديها بشعره الاسود الحالك تجذب بلطف خصلاته الحريرية مما جعله يعمق قبلته اكثر. لكنه توقف فجأة فور تذكره خطورة ما يفعله...

تفحصها باعين مظلمة حيث كان وجهها محتقن بينما كانت مغمضة العينين تلهث بشدة اخذ يتفحصها عدة لحظات بصمت و الصدمة تهز كيانه لا يصدق انه قبلها بتلك الطريقة فلم يكن مستعداً لكم المشاعر التي عصفت به فعندما قبلها. قبلها من اجل تخويفها و ارهابها ليس اكثر...
لكنه لم يتوقع ان يهتز عالمه لهذا الشكل...

فتحت صدفة عينيها ببطئ شاعرة بالغضب والخجل من ذاتها فكيف سمحت لنفسها بان تستجيب لقبلته تلك دفعته في صدره بقوة هاتفه بحدة لاذعه
=ابعد، ابعد عني...
لوي شفتيه بسخرية مغمغماً بهدوء مصطنع قاصداً التلاعب باعصابها
=ابعد.؟! هو انا لسه عملت حاجة علشان ابعد احنا. لسه بنقول يا هادى...

شاهدت صدفة باعين متسعة بالترقب والخوف في ذات الوقت شفتيه وهي تقترب من شفتيها مرة اخري مما جعلها ترفع ساقها وتضربه اسفل بطنه مما جعل يطلق سباب بذئ و هو يتراجع للخلف لتنتهز الفرصة و تفر ناهضة من اسفله ركضت نحو نحو باب الغرفة تنوي الهرب للخارج لكن تجمدت قدميها بمنتصف الغرفة عندما سمعت صوته الحاد يهتف اسمها بعنف مكبوت استدارت اليه وهي تصرخ بحده
=عايز ايه من زفتة ان...

لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها بنظرة حادة اخرستها على الفور
شاهدته باعين متسعة بالرعب و هو يخطو مقترباً منها مزمجراً بشراسة من بين اسنانه
=صوتك مايعلاش...

ابتلعت الغصة التي تشكلت في حلقها بصعوبة و هي تراقب تقدمه نحوها بينما عيناه تشع بالغضب عليها كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع إلى الخلف لتتصدم بعلاقة الملابس المصنوعة من الخشب لتسرع بالامساك بها و دفعها نحوه وهي تهمس بصوت لاهث
=متقربش مني...

اهتزت يدها الممسكة بعلاقة الملابس عندما ظل يتقدم نحوها كما لو انها لم تتحدث و عينيه تضيق عليها و على وجهه ترتسم تعبيرات وحشية جعلت الدماء تجف بعروقها...
وعندنا اصبح يقف امامها مباشرة رفعت العلاقة ذات الوزن الثقيل محاولة ضربه بها لكنه كان اسرع منها حيث اطبق على العلاقة جاذباً اياها من يدها ملقياً اياها بعيداً و هو يزمجر بشراسة
=ايدك دي لو اترفعت عليا تاني انا هقطعهالك...

ليكمل وهو يلوي ذراعها خلف ظهرها بقسوة مما جعلها تصرخ متألمة
=ده الرجالة اللى بشنبات يقف عليها الصقر تخاف بس ترفع عينها فيا تيجي حتة عيلة هبلة زيك و عايزة تضربني...
تراجعت صدفة للخلف منتزعة نفسها بقوة من بين قبضته القاسية و اتجهت نحو باب الغرفة تنوي الهرب للخارج لكنها توقفت متجمدة عندما سمعت صوته القاسي يهتف من خلفها
=لو خطيتي برجلك برا الاوضة قسماً بالله لأكسرهالك...

استدارت صدفة اليه هاتفة بحدة و عينيها تنطلق منها شرارت الغضب رغم الخوف الذي يعصف بها لكنها حاولت الا تظهر له خوفها هذذا
=هتكسرها ازاي يعني ليه هي سايبه...

وقف راجح بمكانه دون ان يجيبها ممرراً عينيه عليها متفحصاً اياها من فستانها الفضافض الذي اصبح ممزقاً من عند الكتف و الرقبة بفعل يديه مما اظهر القميص الاسود ذات الرقبة العالية الذي ترتديه اسفل الفستان وصلت عينيه إلى وجهها الملطخ بالانواع المختلفة من الالوان مما جعلها اشبه إلى مهرج بسيرك لكن على رغم من كل ذلك عندما قبلها لم يرا اي من هذا حيث تفاجئ بكم المشاعر التي ضربته و عصفت بكيانه.

تنحنح مخرجاً نفسه من افكاره اللعينه تلك و قد ازذاد غضبه من نفسه لأستسلامه لمشاعره تلك.
التقط هاتفه من فوق الطاولة التي بجانب الفراش مغمغماً بنبرة ذات معني مليئه بالتهديد محاولاً اخافتها اكثر
=هتصل بجوز امك. يجى يشوف مش عايزة ليه تدينى حقى الشرعى...

لكن و قبل ان ينهي جملته كانت صدفة امامه تحاول جذب الهاتف من يده مما جعله يبعد الهاتف عنها ناقلاً اياه من يد إلى يد وهي تتبعه كما القطة الشرسة تحاول خطفه منه مما جعله يستمتع بتعذيبها بهذا الشكل
ظلت صدفة تحاول خطف الهاتف منه و الرعب يسيطر عليها من ان ينفذ تهديده هذا فزوج والدتها ذو عقل مريض قذر و سوف يستنتج اشياء خاطئة اذا اتصل به اخبره هذا.

رفع راجح يده التي تمسك بالهاتف عالياً مما اصبح من الصعب عليها الوصول اليه بسبب قصر قامتها لم تفكر مرتين قبل ان تقفز على ظهره غارزه اظافرها في جانب عنقه بقسوة مما تسبب بجرح عنقه الذي اخذ ينزف.
اطلق سباباً لاذعاً و هو يلقى الهاتف من يده على الارض بغضب و قد اصبح كالثور الهائج.

دفعها عن ظهره ملقياً اياها على الفراش بقسوة مما جعلها تطلق صرخة ألم استلقي فوقها محاصراً جسدها اسفله و قد اسود وجهه من شدة الغضب رفع يده عالياً ينوي ضربها و قد اعماه غضبه لكن تجمدت يده بالهواء فور ان انفجرت باكية بخوف واضعة يديها فوق وجهها بحماية بينما شهقات بكائها تمزق السكون من حولهم انتفض مبتعداً عنها و هو يطلق لعنات حادة.

ظل واقفاً بمنتصف الغرفة بجسد متصلب وعينين مسلطة على تلك المستلقية فوق الفراش تنتحب سحب يده من فوق عنقه الذي كانت يألمه كالجحيم ليطلق سباباً قاسياً عندما وجد يده بها بضعة لطخات من الدماء...
اندفع نحوها قابضاً على ذراعها جاذباً اياها من فوق الفراش غير مكترثاً بصراختها المعترضة الفازعة...

جذبها معه لخارج الغرفة يجرها خلفه جراً حتى وصل بها لداخل المطبخ دفعها بقوة لتسقط بقسوة فوق ارضية المطبخ الصلبة مما جعل تصرخ متألمة...
=من هنا و رايح دي اوضتك. اللي هتنامي فيها...
رفعت صدفة وجهها الباكي اليه هاتفة بصوت مرتفع
=ليه بقى ان شاء الله انا...
قاطعها راجح بنبرة حادة حازمة بينما نظراته العاصفة مسلطة عليها بقسوة
=صوتك...
ابتلعت لعابها بصعوبة قبل ان تكمل بصوت مهتز منخفض.

=انا مش انام هنا، انا مش خدامة...
لتكمل وهي تعدل وضع كتفيها المتصلبة قبل ان تنهض من فوق الارض متجهه نحوب باب المطبخ
=هروح انام في اوضة الاطفال.
قاطعها راجح بحدة و هو يقبض على ذراعها بقسوة عندما مرت من جانبه دافعاً اياها للخلف لتسقط بقسوة على الارض مرة اخرى
=و انا قولت هتنامي هنا...
ليكمل بتهديد وهو يغادر المطبخ
=لو رجلك خطت اوضة الاطفال متلوميش الا نفسك...

راقبته صدفة و هو يغادر باعين ملتمعه بالدموع الحارقه لتنهار مستلقية على الارض الصلبة الباردة لغرفة المطبخ دافنة وجهها بين يديها و هي تنفجر باكية بشهقات ممزقة...

ظلت مستلقية على الارض لفترة طويلة لا تعلم مدتها ضمت ساقيها إلى صدرها عندما اخذ جسدها يرتجف بقوة فقد كانت الارض باردة بالاضافة إلى برودة ليل الشتاء القارص كما لم يساعدها فستان عرسها ذو القماش الرقيق الذي لا يمكنه تدفئتها و حمايتها من الهواء البارد.
تنفست بعمق قبل ان تنهض ببطئ على قدميها و قد اتخذت اخيراً قرارها
=و ربنا ما هنام هنا و اللي يحصل يحصل...

اتجهت بخطوات هادئة نحو باب المطبخ الذي اخرجت رأسها منه تبحث عن راجح لكن كانت الردهة خالية و هادئة تماماً...
مما جعلها تخرج من المطبخ و تسرع بخطوات صامتة نحو غرفة الاطفال التي كان تقع بمواجهة غرفة النوم الرئيسية فتحت بابها بهدوء و هي تتطلع خلفها بترقب و خوف نحو باب غرفة النوم المغلق خوفاً من ان يظهر راجح امامها باي لحظة.

دلفت إلى داخل الغرفة مغلقة خلفها الباب بهدوء دون ان تصدر صوتاً و وقفت تتأمل الغرفة رائعة الجمال فقد كانت مكونة من فراشين ذو حجم متوسط و خازنة للملابس صغير الحجم كان لونهم وردي جميل بينما الرسومات الكرتونية تملئ جدران الغرفة...

اتسعت ابتسامة صدفة وهي تتأملها بسعادة فقد كانت هذه الغرفة الوحيدة التي تمكنت من فحصها فغرفة النوم و باقي انحاء الشقة لم تستطع حتى ان تلاحظهم بسبب خوفها و انشغالها بمشجارتها مع راجح...

جلست على احدى الفراشين تستمع بنعومته متنهدة براحه و هي تتلمس المفرش الناعم الذي عليه. لا تصدق بانه كان يرغب بحرمانها من هذا النعيم وجعلها تعاني على ارضية المطبخ الصلبة الباردة امسكت احدي الوسائد تعتصرها بين يديها وهي تغمغم بحنق بينما عقلها يعصف بافكار جنونية من شدة الغضب راغبة بالانتقام منه همست بصوت منحفض بينما عينيها مسلطة بشر على الوسادة التي بين يديها.

=استغل انه نايم و اكتم نفسه بالمخده دي. و اخلص منه
لتكمل زافرة بحنق وهي تلقي الوسادة على الارض
=لا ممكن يصحى و انا بعملها و ده مفتري ممكن يولع فيا و انا حيه عادي ولا تفرق معاه...
ارتمت بجسدها على الفراش هامسة و هي تزفر بحنق
=ايه الهبل اللي انا بقوله بايني اتهبلت و لا ايه...
لتكمل بدراما و هي تفرك وجهها بيديها بحدة
=منك لله يا ابن نعمات جننتنى بعاميلك السودا...

رفعت يديها امام وجهها لتصدم عندما رأت يديها الملطخة بالالوان العديدة للمكياج الذي تضعه ضحكت فور تذكرها تقبيله لها هامسة
=و الله نفسه حلوة، باسنى ازاى بشكلى ده و النعمة انا نفى مقروفة منى...
ذبلت ضحكتها تلك و قد اتتها فكرة جنونية اخذت تحاول ان تتذكر موقع غرفة نعمات و عابد بالشقة التي اسفلها فقد دخلت شقتهم لمرات عديدة حتى توصل لهم طعام الأفطار. و احياناً العشاء.

اتسعت ابتسامتها فور تأكدها بانها تقع اسفلها مباشرة.
اتجهت نحو باب الغرفة تضع اذنها عليه قبل ان تفتحه برفق و من ان باب الغرفة الرئيسية لا يزال مغلقاً وعندما لم تسمع شئ اتجهت نحو الفراش تقف عليه ثم قفزت من فوقه إلى الارض حتى يصل الصوت إلى الشقة التي أسفلها فقد كانت متأكدة بان الصوت سيدوي بالاسفل فقد كان الوقت الثانية صباحاً و الجو هادئاً...

ظلت تقفز من فوق الفراش عدة مرات متتالة حتى انهارت مستلقية على الارض لاهثة بقوة بينما من الجهد الذي بذلته و هي تضحك.
=و نبي شكلى فعلاً اتجننت ايه اللي انا بنيله ده...
لتكمل بسخرية وهي تمسح العرق عن جبينها
=يلا هعتبره تمارين. يمكن تحصل معجزة و اخس...
لكنها انتفضت جالسة بفزع و قد شحب وجهها بذعر فور سماعها رنين جرس الباب لتتأكد وقتها من نجاح خطتها الحمقاء.

نهضت بتعثر تنوي الرجوع إلى المطبخ قبل ان يستقيظ راجح على صوت رنين الجرس الذي ظل يرن دون ان يقطع فتحت الباب ببطئ لكنها اعادت غلقه سريعاً تاركه شق بسيط به عندما رأت راجح يخرج من غرفة النوم بتعثر و على وجهه علامات النعاس هاتفاً بصوت خشن اجش بينما يتجه نحو الباب.

لكن وقبل ان يفتح الباب كما لو تذكر وجودها بالمطبخ شاهدته يسرع بدخول المطبخ لكنه خرج منه بعد ثوان قليلة وهو يسب ويلعن بعصبية و عندما رأته يتجه نحو غرفة الاطفال بينما رنين جرس الباب الذي لم يتوقف يصدح بالارجاء
اسرعت راكضة بتعثر لداخل الغرفة تستلقي على الفراش تغلق عينيها بقوة متصنعة النوم.

فتح راجح باب غرفة الاطفال ليجدها كما توقع نائمة بعمق على الفراش اسرع بحملها بين ذراعيه سريعاً متجهاً بها نحو غرفة النوم ملقياً اياها باهمال فوق الفراش غير ابهاً بصرختها المحتجة قبل ان يسرع ويتجه نحو باب المنزل يفتحه لتندفع على الفور والدته بملابس النوم إلى الداخل مما جعله يهتف بقلق
=في ايه ياما، حد حصله حاجة...
اتجهت نعمات إلى غرفة الاطفال تفتح بابها على مصرعيه
=فيه مصيبة...

لتكمل بحدة وعينيها تمر بسخط على الفراش المبعثر والوسائد الملقيه على الارض
=في ان بنت صباح طرداك من فرشتك ومن اول يوم ومنيامك في اوضة الاطفال...
مرر راجح يده بشعره مبعثراً اياه مغمغماً بنفاذ صبر و لايزال النعاس مسيطر عليه
= ياما طرداني ايه بس. انا كنت نايم في الاوضه الكبيره جوا.
هتفت نعمات بسخريه حاده و هي تخرج من الغرفة.

=والعفاريت هي اللي كانت بتدبدب في الاوضة و نازله رزع وهبد فيها ده انا و ابوك صحينا على الصوت...
وقف راجح يتطلع اليها بعد فهم عدة لحظات قبل ان يدرك انها قد سمعت خطوات صدفة بالغرفة عند ذهابها للنوم بها...
=ياما مفيش حاجة انتي اللي ودانك سالكة بس شوية.
=سالكة اها، وطبعاً بنت صباح نايمة ومريحه على السرسر الكبير وطرداك من اوضتك في ليلة دخلتك و منيامك في سرير صغير علشان ظهرك يتقطم.

همهمت نعمات بسخريه لاذعه وهي تغافله وتسرع بفتح باب غرفة النوم مما جعل راجح يهتف بغضب فور رؤيته لفعلتها تلك
=مينفعش كده ياما، عيب اللي بتعمليه ده
همت نعمات بالتراجع من الغرفة عند سماعها نبرته الغاضبة تلك لكنها تجمدت في مكانها صارخة بفز فور ان وقعت عينيها على تلك المستلقية على الفراش بوجهها الملطخ بالالوان
=نهار اسود، ايه اللي هي عاملاه في نفسها ده...
هتف راجح بحدة و ارتباك.

=عادى كانت بتسلى نفسها و قالت تجرب المكياج و انتي عارفة انها خام و مبتعرفش تستعمل الحاجات دي.
قاطعته نعمات بحدة بينما تستدير نحو صدفة التي كانت جالسة بمنتصف الفراش تتابع ما يحدث باستمتاع
=و مراتك عايزة حاجة تسليها ليه في ليلة دخلتكوا...
لتهتف بصدمة عندما لاحظت فستان العرس الذي لازالت صدفة ترتديه موجهه حديثها لولدها الواقف بوجه متجهم متصلب بالغضب
=مراتك لسه بفستان فرحها ليه يا راجح...

لتكمل هاتفه بصدمة اكبر عندما وقعت عينيها على عنقه المجروح
=و ايه اللي عور رقبتك كده...
توتر جسد راجح الواقف بجانبها
صارخة بغضب
=عملتي فيه ايه يا بنت ال...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما اعتدلت صدفة في جلستها مما جعل غطاء الفراش الذي كانت تضعه فوق صدرها ينزلق للأسفل مظهراً صدر فستانها الشبة ممزق بالكامل
=يا نهار ابوكوا اسود منيل، انتوا عملتوا في بعض ايه بالظبط...

امسك راجح بذراعها جاذباً اياها معه الى خارج الغرفة و قد فقد السيطرة على اعصابه متجهاً بها نحو باب الشقة الذي فتحه و دفعها برفق يتخلله الصرامة إلى الخارج مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=انزلي ياما شقتك، و مينفعش تدخلي علينا بالمنظر ده الفجر...
وضعت نعمات يدها على خدها قائله بمأساوية
=طيب فهمني ايه اللي بيحصل بينكوا خالكوا مبهدلين بعض بالشكل ده...
قاطعها بحده لاذعة وقد نفذ صبره.

=دي حاجه بيني و بين مراتي...
ليكمل بهدوء عندما رأي الدموع تلتمع بعينيها
=ياما اطمني مفيش حاجة بس هي كانت قلقانة القلق الطبيعي بتاع اي عروسة. فشدينا مع بعض
اومأت نعمات وقد ارتسم الارتياح على وجهها قائلة بحنان
=طيب براحه عليها يا قلب امك. معلش ما احنا برضو عندنا ولايا...
لتكمل بحدة لاذعة وقد تغيرت تعبير وجهها إلى القسوة عندما وقعت عينيها على الجرح الذي برقبته.

=بس و رحمة امها لو لمستك تاني لأطلع اطين عيشة اهلها انا صاحيه و وداني معاكوا...
هتف راجح بحده فور ادراكه ان والدته لن تتغير ابداً
=روحي نامي ياما، روحي نامي الله يباركلك الحكاية مش ناقصة...
هبطت نعمات السلم مغمغة بحنان
=تصبح على خير يا نور عين امك و ادخل يلا علشان متخدش برد...

غمغم راجح بالايجاب لكنه ظل واقفاً بمكانه حتى سمع صوت الشقة يغلق بالاسفل ليتأكد من دخول إلى شقتها دلف إلى شقته و اغلق بابه هو الاخر من ثم اتجه نحو غرفة النوم ليجد صدفة لازالت جالسة على الفراش كما تركها
لتسرع بالاعتدال في جلستها وهي تغمغم بدفاع و خوف من ردة فعله على مافعلته
=قبل ما تزعق و تقلب الدنيا عليا انا مشيت على طراطيف صوابعي ودخلت الاوضة كنت سقعانه. امك هي اللي ودانها سالكة وبتسمع دبة النمله.

اشار بيده نحو الباب بغطرسة مقاطعاً اياها
=علي المطبخ...
نهضت من فوق الفراش متجهه نحوه تنظر اليه بأعين واسعة دامعه هامسة بصوت مرتجف وهي تتصنع الحزن محاولة كسب استعطافه
=الجو برد. و الارض هناك ساقعة
لتكمل بلهفة وهي تمسك بيده بين يديها هامسة برجاء
=وحياة امك يا راجح سيبني انام في اوضة الاطفال...

اخفض عينيه نحو يديها الممسكة بيده شاعراً بشئ غريب يتحرك بداخله لكنه افاق من حالته تلك متنحنحاً وهو يبتعد عنها مغمغماً بارتباك
=اوضة الاطفال متنفعش اديكي شوفتي اللي حصل...
قاطعته صدفة مغمغة بسخرية وهي تلاعب حاجبيها له
=ايه خايف من امك...
ندمت فور نطقها كلماتها تلك متمنيه ان تقطع لسانها المندفع هذا تراجعت للخلف مبتعده عنه بخوف لكنه اسرع بالقبض على ذراعها جاذباً اياها اليه وهو يزمجر بصوت قاسي.

=مبخفش من حد...
ليكمل وهو يشدد من قبضته حول ذراعها
=بس بخاف على شكلي، لما امي ولا حد من اهلي يعرف ان من اول يوم بنام في اوضة الاطفال شكلى هيبقي ايه...
همست صدفة بصوت مهتز
=انا اللي هنام هناك...
قاطعها بحده
=تفرق...
دفعها نحو خازنة الملابس
=غيري الفستان ده و اخفيه في اي حته كفاية فضايح
اومأت برأسها قائله و هي تفتح باب الخازنه
=طيب و هنام فين...

اجابها بهدوء و عينيه مسلطة على الفراش الواسع الذي يحتل نصف الغرفة
=هنا معايا...
انتقلت عينين صدفة إلى الفراش تتطلع اليه وهي تستوعب ببطئ كلماته لتهتف بفزع فور ان استوعبت اخيراً مقصده
=معاك فين، هنا
لتكمل وهي تندفع واقفة امامه
=لا بص انا هلبس لبس تقيل كده و افرش بطانية على ارض المطبخ وهنام هناك متشغلش بالك...
تسلطت نظرات راجح عليها مراقباً باستمتاع الفزع المرتسم على وجهها.

=يعني انت عندك النوم في المطبخ ارحم من النوم جنبي...
اجابته وهي تهز رأسها بقوة ولا يزال الذعر يسيطر عليها من فكرة النوم معه على فراش واحد
=طبعاً...
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه قائلاً برضا
=انا لو اعرف كده من الاول كنت وفرت علينا كتير...
همست صدفة بعدم فهم وعينيه مسلطة بحذر على الابتسامة المرتسمه على شفتيه
=تقصد ايه،؟
اتسعت ابتسامته وهو يجيبها
=اقصد كنت نيمتك من الاول هنا بدل المطبخ...

ليكمل بسخرية وهو يتجه
=قلة راحتك دي اهم حاجة عندي يا حرمي المصون...
ليكمل بحده عندما لاحظ وجهها الملطخ
=غوري اغسلى وشك من القرف.
هتفت صدفة مقاطعة اياه بارتباك
=لا انا هنام كده...
دفعها نحو الحمام بحده
=لا مش هتتنيلى تنامى جنبى بشكلك ده مش عايز اتصرع بليل...
ليكمل وهو يتجه نحو باب الغرفة.

=و غيري هدومك عقبال ما اتاكد ان باب الشقة مقفول و اعمل كوباية شاى اشربها يعني قدامك 5دقايق بالظبط و هدخل الاوضة ميخصنيش بقي كنت لابسة و لا...
غمز لها بعينه وهو يكمل
=قالعه...

اغلق الباب خلفه وهو يضحك باستمتاع لتضرب صدفة الباب باحدي قطع الملابس التي كانت بيدها وهي تلعنه بصوت منخفض حتى لايصل إلى مسمعه قبل ان تتجه نحو الخازنه وتخرج احدي العباءات المنزلية التي اشترتها لجهازها من ثم اتجهت نحو غرفة الحمام لكى تغسل وجهها و هي تفكر انه بالتإكيد كان سيأتى يوم لا محال له و يرا وجهها دون تلك الاشياء التي تضعها عليه فاذا رأها الان او فيما بعد لن يشكل فرقاً كثيراً عندها فما يهمها هو ان تحافظ على نفسها و هذا ما ستحاول بكل جهدها فعله.

بعد مرور 10 دقائق...
فتح راجح باب الغرفة دلفاً إلى الداخل وهو يحمل بيده كوباً من الشاى هاتفاً بسخرية
=هااا قالعة و لا لابسة علش...
لكنه ابتلع باقي جملته مسقطاً الكوب ارضاً بعد ان انزلق من يده ليسقط على السجادة تتناثر محتواه فوقها وعلى قدمه لكنه لم يكترث حيث كانت عينيه متسعة بالذهول والصدمة مسلطة على تلك الواقفة امام المرآة تمشط شعرها.

ظل واقفاً مكانه يتفحصها و الصدمة تسيطر عليه كما لو صاعقة قد ضربته يتطلع بنظرات ممتلئة بالانبهار الى جمال وجهها الملائكي الذي كانت تخفيه اسفل تلك الالوان والاشياء الغريبة التي كانت تضعها عليه...
فقد كان و جهها مستدير ذو بشرة بيضاء كريمية و اعين واسعة بلون العسل و رموش سوداء كثيفة و انف صغير رقيق ملامحها كانت خلابة دقيقة للغاية.

انخفضت عينيه إلى شفتيها الوردية الممتلئة باغراء بينما كان خديها ممتلئين بشكل محبب جعله يرغب بقضمها باسنانه...
ق.

فز قلبه داخل صدره بعنف عندما انخفضت نظراته إلى جسدها يتفحصه باعين مشتعلة بنيران الرغبة حيث اظهرت العبائة التي ترتديها جمال قوامها الذي كان اشبه بالساعة الرملية وقد كانت تخفيه اسفل ملابسها الفضفاضة التي تظهرها على الاقل ضعفين حجمها الطبيعى فعلى الرغم من انها لازالت ممتلئة القوام الا ان امتلائه هذا جاء في الاماكن الصحيحة مما جعله يكاد ان يخر على ركبتيه...

انتبه إلى شعرها الحريري الاسود الذي كان بلون الليل منسدلاً بنعومة على ظهرها يصل إلى اسفله جاعلاً اصابعه تتوسل لكي يدفنها به و يتلمس نعومته الحريرية اتخذ خطوة نحوها هامساً بصعوبة بأنفس ثقيلة و هو لا يستطيع تجميع افكاره
=ازاى، مين.
ليكمل و هو يهز رأسه بقوة محاولاً تجميع كلماته و الخروج من صدمته تلك التي لازالت تؤثر عليه
=فين، فين صدفة...
ليكمل بتعثر و ذهول بينما يتلفت حوله يتفحص الغرفة.

=هى دى شقتى صح ولا انا فين...
احتقن وجه صدفة بالخجل فور سماعها كلماته تلك فقد كانت تعلم ما يقصده لكنها اجابته بحده مصطنعة وعدم فهم
= احنا هنستظرف...
اخرجته كلماتها الحادة تلك من حالة الذهول التي وقع بها
=ايوة. ايوة هو نفس الصوت. و اللسان الطويل...
قبض على ذراعها جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها اللين بجسده العضلى الصلب مما جعلها تشهق بخوف وهي تحاول التراجع و الابتعاد عنه لكنه شدد من قبضته حولها.

رافضاً اطلاق سراحها.
همس بصوت اجش شارد و يده تمر فوق وجهها يرسم ملامحه برقة مستمتعاً بملمسه الحريرى
=ليه بتعملي في نفسك كده
عقدت صدفة حاجبيها مجيبه اياه بعدم فهم و هي تشعر بالخجل و الخوف في ذات الوقت فقد كانت عينيه الجائعة مسلطه عليها كم لو كان يرغب بألتهامها
=بعمل ايه،؟!
اجابها بينما يتحسس باصابعه وجنتيها الممتلئتين المحتقنة بلون الدماء
=القرف اللي كنت بتحطيه على وشك...

دفعته في صدره بقوة تتراجع إلى الخلف بعيداً عنه مجيبه اياه بحدة بينما قلبها يقصف داخل صدرها بخوف
=و انت. وانت مالك...
ثم تركته راكضه لداخل الحمام الذي استندت إلى بابه بجسدها بينما قلبها يقفز داخل بجنون داخل صدرها الذي اخذ يعلو و ينخفض بقوة من شدة الخوف و الانفعال...

بينما ظل راجح واقفاً مكانه بمنتصف الغرفة و عينيه مسلطة فوق الباب الذي اغلقته خلفها و هو لا يزال لا يصدق ان صدفة تملك كل هذا الجمال والذي قد يجعل اى رجل يقع أسيراً له...
لكن ما يحيره لما تفعل ذلك بنفسها فأى امرأة تمتلك جمالها هذا ستحب ان تظهره لا ان تخفيه بتلك الطريقة البشعة.
فرك و جهه بعصبية هامساً
=قال و انا كنت شايل الهم هنام ازاى جنبها، اومال و هي بشكلها ده هنام ازاى...

رفع رأسه للاعلي هاتفاً بقلة حيلة
=الصبر و القوة من عندك يا رب
سمع باب الحمام يفتح لتخرج بعدها صدفة وتقف بوجه مضطرب قلق مما جعله
يصعد الى الفراش نازعاً القميص الذي كان ارتداه على عجل عند استيقاظه على صوت رنين جرس الباب. القاه على الارض بأهمال متجاهلاً النظرات المنصدمة لتلك الواقفة بتردد على الجهة الاخري من الفراش همست بارتباك يتخلله الخوف
=هو انت هتنام كده...

لم يجيبها راجح و استلقي على الفراش براحة مما جعلها تتنحنح قبل ان تستلقي هي الاخري على الفراش بجانبه لكنها اسرعت بجذب وسادة كبيرة و وضعتها كفاصل بينهم قبل ان تسرع بالابتعاد إلى طرف الفراش تاركه اكبر مساحة فارغة بينهم جاذبة الغطاء حتى عنقها ثم تدير ظهرها له و كامل جسدها يرتجف بخوف و توتر، غير مدركة لذلك المسلط عينيه عليها يتفحصها باستمتاع و رضا...
في الصباح.

استيقظ راجح على يد تهزه بقوة ليتراجع إلى الخلف بقوة هاتفاً بفزع فور ان فتح عينيه و رأي وجه ملطخ بالالوان و شعر مشعث
=ايه ده في ايه. بسم الله الرحمن الرحيم.
ليكمل زافراً بحنق وهو يفرك وجهه فور تعرفه على وجه صدفة
=الله يخربيتك هقطع الخلف بسببك.
قاطعته صدفة هاتفه بحده
=ليه ان شاء الله شوفت عفريت...
اجابها راجح بحده لاذعه بينما يعتدل جالساً
=ألعن اقسم بالله، ايه اللي هببتيه تانى في وشك ده...

اقتربت منه هامسة و التوتر مرتسم على وجهها
=امك و اخواتك برا...
اسند راجح رأسه قائلاً ببرود
=و اعملهم ايه...
لكنه اكمل سريعاً وهو يشير باصبعه إلى وجهها
=شافوكي بالمنظر ده.؟!
هزت رأسها بالايجاب مما جعله يطلق سباباً لاذعاً بينما عينيه تتفحص ما فعلته بوجهها الملائكي فكالمعتاد رسمت حاجبيها بلون اسود فاقع تزيد من حجمهم بشكل مبالغ به واضعة على وجهها لون كريم غمق لون بشرتها ليصبح عكس لونها الطبيعي الكريمي.

وشعرها الذي كان مسترسلاً ليلة امس على ظهرها كشلال من الحرير اصبح اشعثاً لللغاية
=روحي اغسلى وشك و شيلى الزفت اللي عملاه في نفسك ده و سرحي شعرك...
احتقن وجهه بالغضب فور سماعها كلماتها تلك
=ليه ان شاء الله مالي...
ظل ينظر اليها بصمت دون ان يجيبها مما جعل خديها يحترقان بالخجل فقد كانت تعلم ما الذي بوجهها فقد خربته بيدها بالصباح بعد ان اصابها الخوف فور تذكرها لنظراته الجائعة التي كانت تلتهمها بالأمس...

امسكت بذراعه هامسة بتوتر فور تذكرها لما ايقظته
=امك عايزة تشوف البتاع...
عقد راجح حاجبيه مغمغماً بعدم فهم
=بتاع ايه،؟!
اجابته هامسة وقد اصبح وجهها بلون الدماء وهي تحاول ايصال المعلومة له دون ان تنطق بها صراحةً فقد كانت والدته ترغب برؤية دليل عذريتها كالعادة المتبعه بحيهم حيث يأتي اهل العروس و العريس لرؤيته بيوم الصباحية
=البتاع. بتاع الفرح...
فهم راجح مقصدها لكنه استمر في تصنع عدم الفهم.

=ايه هو بتاع الفرح ده، ما تنطقي؟!
هتفت صدفة بحنق وهي تضرب جانب الفراش بيدها
=القماشة بتاعت الفرح، ارتحت
هز راجح رأسه قائلاً بهدوء
=اهاااا قولتيلى...
ليكمل وهو يسند ظهره باسترخاء إلى ظهر الفراش
=طيب ما توريهالها...
هتفت صدفة بغضب من برودها هذا
=اوريالها هو كان حصل حاجة علشان اوريهالها...
غمغم راجح و هو يقبض على ذراعها جاذباً اياها نحوه لتسقط بجسدها فوق صدره العارى
=طيب ما احنا ممكن نصلح ده دلوقتي...

شهقت بفزع وهي تنتفض واقفة مبتعده عنها بخوف لتقف باقصي الغرفه هاتفة بارتباك وتلعثم
=بطل حركاتك دي و اتصرف يلا امك مستنية برا...
هز راجح كتفيه مغمغماً ببرود وهو يتثائب
=و اتصرف ليه، انا مالي...
وقفت صدفة تنظر اليه باعين يملئها الخوف و العجز قبل ان تهمس بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=و غلاوة امك عندك يا راجح اتصرف، كده هتفضح...
زفر راجح باستسلام فور سماعه كلماتها تلك قائلاً بهدوء
=موافق بس بشرط...

اندفعت نحوه قائلة بلهفة
=ايه هو،؟
اجابها بينما ينهض بهدوء من فوق الفراش مشيراً بيده إلى جسدها
=تدخلي تغسلي وشك من العك ده و تسرحي شعرك و تلبسي حاجة عدلة...
وقفت تتطلع اليه بتردد عدة لحظات قبل ان تهز رأسها بالموافقة
=ح، حاضر
ثم اتجهت سريعاً نحو الخازنة مخرجه عبائة استقبال بلون احمر غامق كانت قد ابتعتها ضمن جهازها اخذتها و دلفت الحمام سريعاً تنفذ ما قاله...
بعد وقت قليل...

كان راجح يغلق ازرار القميص الذي ارتداه استعداداً للخروج إلى اهله والترحيب بهم عندما سمع صوت باب الحمام يفتح رفع رأسه لكي يلقي نظرة خاطفة عليها وهو مستمر بغلقه للازرار لكن تجمدت حركة اصابعه و قد انحبست انفاسه داخل صدره بينما اخذ قلبه يخفق بجنون فور ان وقعت عينيه عليها تفحص باعين تلتمع بالشغف العباءة الحمراء التي تظهر لون بشرتها المرمرية البيضاء مبرزة قوامها الرائع الذي كان يشبه الساعه الرملية بمنحنياتها الممتلئة التي جعلت جسده يتشدد بقوة بينما كان شعرها منسدلاً فوق ظهرها و كتفيها كشلال من الحرير الأسود مما ابرز جمالها اكثر و اكثر...

جذب نفساً عميقاً هامساً بصوت اجش وعينيه المحترقة بنيران الرغبة تمر فوق جسدها بجوع
=بطل عليا النعمة بطل...
اقتربت منه صدفة مغمغمة بارتباك غافلة عن حالته تلك
=هااا عملت ايه طمني...
خرج راجح من تأمله لها متنحنحاً بصوت مرتفع مبعداً عينيه عنها مجيباً اياها بينما يشير نحو الفراش
=عندك اهها...

احمر وجهها وقد اصبح كالدماء فور ان وقعت عينيها على بقعة الدماء التي تتوسط قطعة القماش ابعدت نظرها بعيداً هامسة بصوت مرتجف
=عملتها ازاي...
رفع اصبعه ليظهر به جرح بسيط مما جعلها تشهق ضاربة يدها فوق صدرها قائله بفزع
=عورت نفسك...
لوي شفتية بسخرية مكملاً غلق ازارار قميصه بصمت بينما اتجهت صدفة نحو الفراش ملتقطة قطعة القماش باطراف اصابعها لتمدها نحوه قائلة بخجل
=امسك اطلع وريهالها...

ازاح راجح يدها الممسكة بقطعة القماش بحده بعيداً هاتفاً بقسوة
=انتي اتجننتي ولا ايه قماشة ايه و زفت ايه اللي اوريهالها، ما تظبطى كده...
تأففت صدفة هاتفة بغضب وهي تلقي بغضب قطعة القماش على الارض
=وانا كمان مش هوريها حاجة، اصلاً محدش بقى بيعمل كده امك اللي حطانى في دماغها
قاطعها بصرامة و نبرة قاطعة حاده يتخللها التحذير بينما عينيه تضيق عليها محدقاً بها بغضب
=صوتك...
اخفضت صوتها على الفور مغمغمة بتصميم.

=برضو ماليش فيه مش هوريها حاجة...
زفر راجح بحنق قبل ان يغمغم بحده
=و مين قالك اصلاً انى موافق انها تشوف حاجة زي كده
هتفت صدفة بحدة و هي تندفع نحوه
=و لما انت مش ناوى توريها حاجة. خالتنى اشيل الهم كل ده ليه...
مرر عينيه على جسدها من الاعلى للاسفل قائلاً بنبرة اجش
=علشان اخلى البطل يظهر...
قطبت صدفة حاجبيها مغمغمة بارتباك وهي لا تفهم مقصده
=بطل ايه، مش فاهمة حاجة.
قاطعها راجح بينما يتجه لباب الغرفة.

=خلصى يلا، وحصلينى
قم غادر الغرفة تارماً اياها واقفة بمكانها ولازالت تحاول فهم كلماته
همست نعمات بصوت حاد منخفض حتى لايصل إلى مسمع ابنتها شهد الجالسة بجانبها
=يعنى ايه مش هتخلينى اشوف القماشة. ده عرف عندنا من زمان
قاطعها راجح بحده
=اديكى قولتيها زمان، يعنى محدش بقى بيعمل كده دلوقتى...
ليكمل بصرامة مربتاً على يد والدته
=متخليش ياما كرهك لصدفة يعميكى لأنك كده بتشككى فيا انا...
هتفت نعمات سريعاً مقاطعة اياه.

=ما عاش و لا كان اللي يشكك فيك يا نور عين امك. ده انت سيد الرجاله انا بس كنت عايزة اطمن عليك...
لتكمل متنهدة بحسره
=مش عارفه شوفت فيها ايه يا ضنايا علشان تتجوزها، ده لما فتحتلنا الصبح كنت هتقلب من على السلم من الخضة.
ضحك راجح بصوت منخفض مما جعلها تهتف بحده
=انت بتضحك ونبي باينها سحرالك زي ما بيقولوا اها منها بنت صب...

لكنها ابتلعت باقي جملتها شاهقة بقوة فور رؤيتها لصدفة تدلف إلى الغرفة بعبائتها الحمراء
همست نعمات بارتباك رافضة تصديق ما يخبره به حدسها
=مين دى يا راجح انتوا عندكوا ضيوف.؟
اجابها راجح الذي كان جسده يهتز بقوه من شدة الضحك
=دي صدفة ياما...
هتفت نعمات التي انتفضت واقفة على قدميها
=صدفة...
لتكمل وهي تلتفت نحو ابنتها شهد الجالسة تنظر لصدفة باعين متسعة هي الاخرى وفمها مفتوح على مصرعيه
=صدفة ازاى...

اجابها راجح بينما يحاول كتم ضحكته
=ما قولتلك ياما بتحب تلعب بالمكياج و تبوظ شكلها...
هتفت نعمات وعينيها لم تنزاح عن صدفة الواقفة خلف مقعد راجح تتابع ما يحدث بتململ
=تلعب ايه، دي كانت مشوهه وشها...
بينما نهضت شهد متجهه نحو صدفة بعد ان افاقت من صدمتها تلك و ابتسامة و اسعة تملئ فمها
=ما شاء الله يا صدفة ده انتي طلعتى زي القمر...
ثم احتضنتها مباركة اياها...

بينما وقفت نعمات مغمغمة باختصار و هي تجز فوق اسنانها
=مبروك.
لتكمل بسخرية و هي تلوى فمها بعدم رضا.
=و ابقي ياختى بطل لعب بالمكياج انا ست كبيرة و مش حمل خضة تانيه...
ثم جذبت شهد من ذراعها دافعه اياها نحو الباب
=انا نازله يا راجح، احضر لأبوك لقمة قبل ما يرجع من الوكالة.
اومأ راجح رأسه بصمت بينما عينيه مسلطة باستمتاع على تلك الواقفة ترمق والدته بنظرات مشتعلة.
و فور مغادرة والدته نهض قائلاً.

=انا داخل اكمل نوم...
ليكمل بسخرية محاولاً مشاكستها
=منمتش طول الليل بسببك شغالة شخير. و ترفيص و حاجة تقرف...
هتفت صدفة مقاطعة اياه باستنكار واضعة يديها حول خصرها
=فشرت، ده انا مبتقلبش حتى و انا نايمة
اتجه نحو الباب قائلاً بسخرية مستفزاً اياها
=يا شيخة اتنيلى اومال بقي لو بتتقلبى كنت عملتى ايه...

اصدرت صدفة زمجرة غاضبة وهي تحاول التحكم في اعصابها و عدم الرد بينما غادر هو الغرفة و ابتسامة واسعة تملئ شفتيه...
في وقت لاحق.
دلف إلى غرفة الاستقبال راجح الذي استيقظ للتو فهو لم يكذب عندما اخبرها انه لم يستطع النوم بليلة امس لكن ليس بسبب شخيرها كما اخبرها انما بسبب تلك النائمة بجانبه و رغبته بها التة كانت تعصف به...

توقفت خطواته على مدخل الغرفة عندما وقعت عينيه على تلك الجالسة على الاريكة تبكي بشهقات منخفضة و قد اصبح وجهها محمر من شدة البكاء.
شعر بشعور من الضيق يتغلغل بداخله فور رؤيتها بحالتها تلك. تقدم لداخل الغرفة حتى وقف امامها مباشرة و ما ان رأته اعتدلت في جلستها منتفضة كما لو انها تفاجأت من رؤيته.
تنحنح راجح بصوت منخفض قبل ان يغمغم بصوت اجش خشن من اثر النوم
=بتعيطي ليه،؟!
ليكمل وهو يتفحصها بنظرات ثاقبة.

=علشان يعني اهلك مجوش يباركولك.؟!
عقدت صدفة حاجبيها مغمغه بحيرة
=اهلي مين،؟!
مسحت دموعها العالقة بعينيها وخديها بكم عبائتها وهي تغمغم بعدم حماس
=قصدك جوز امي و مراته ياخي ما بولعوا و دول يفرقوا معايا برضو ده انا ما صدقت خلصت من خلاقهم العكره...
لتكمل وهي تشير بيدها إلى شئ يقع خلفه بينما تدس يدها الاخر بصحن الفشار الذي بجانبها و تضع منه كمية كبيرة بفمها ليملئه
=ده انا بتفرج على مسلسل تركي مدبلج.

استدار راجح يتطلع خلفه بدهشة إلى التلفاز الذي يقع خلفه والذي لم ينتبه انه كان مفتوحاً فقد انصب كامل تركيزه عليها عندما وجدها تبكى
=مسلسل،؟!
اومأت صدفة برأسها مجيبه اياه بصوت يتخلله الحزن والتأثر بينما تمضغ الفشار الذي بفمها بصوت مرتفع
=اصل البطلة يا قلب امها عملت حادثة و اتشلت بسبب ان البطل كاتجوزها غصب و فضل يعذب فيها...
لتكمل و هي ترمقه بنظرات سامة مملتئة بالسخط والغضب.

=اصله كان واطي. و مستقوي نفسه عليها.
ضيق راجح حدقتيه عليها مكتفاً ذراعيه فوق صدره بينما يستمع اليها تكمل بنبرة يملئها الازدراء بينما تسدد اليه نظرات شرسة قاتلة عالماً انها تعنيه بكلماتها تلك
=مفتري و ظالم و مايقدر عليه الا ربنا...
قطعت جملتها مطلقه صرخة فازعه عندما جذبها من ذراعها بقوه جعلتها تنهض على قدميها اطبقت اصابعه على شفتيها مغلقاً اياها بقسوة مزمجراً بفحيح حاد.

=و هيديها بالجزمة فوق دماغها لو ملمتش لسانها و قفلت بوقها و غارت من وشه.
ثم دفعها جانباً بحده مما جعلها تتعثر و تسقط جالسة المقعد الذي كان يقع خلفها مباشرةً
شاهدته باعين متسعة بالصدمه و هو يستلقي باسترخاء على الاريكه التي كانت تجلس عليها سابقاً متناولاً جهاز التحكم مغيراً قناة النلفاز عن المسلسل الذي كانت تشاهده
انتفضت واقفة وهي تهتف بحده
=ايه ده في اييييه بتقلب عن المسلسل ليييه.

رمقها بنظرة متصلبة قبل ان يشير بجهار التحكم الذي لا يزال بيده قائلاً بضجر
=اخفي يا بت يلا اعملي حاجة اكلها...
اندلعت نيران الغضب بداخلها فور سماعها كلماته المتعجرفة تلك و قد طفح كيلها من معاملته لها بتلك الطريقة اندفعت نحوه حتى وقفت امامه مباشرة هاتفة بشراسة وعينيها تعصف بغضب عارم
=لا بقولك ايه بقي انا مش الخدامة بتاعتك علشان كل شوية عمال تؤمر و تتحكم فيا...

ارتسمت تعبيرات وحشية على وجهه مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقسوة بينما تتقافز شرارت الغضب من عينيه
=صوتك ميعلاش، و اخفي اعملي اللي قولتلك عليه احسنلك
وضعت يديها حول خصرها هاتفه بصوت مرتفع للغاية معانده اياه غير ابهه بتهديده هذا و قد اعماها الغصب
=مش عملالك حاجة. و ايه هو كل شويه تهددني. و شغال كل ما اجي اتكلم...
لتكمل و هي تخشن من صوتها مقلده اياه
=صوتك، صوتك، صوتك.

اطاحت بيدها امام وجهه هاتفة بشكل هستيري
=اييييه هتكتمني، مش هوطى صوتى و مش عملالك حاجة و وريني بقي هتعمل ايه...
ابتلعت باقي جملتها شاهقة بفزع متراجعة للخلف بتعثر عندما انتفض واقفاً فجأة و علامات القتل مرتسمة على وجهه المشتعل بغضب لم تراه من قبل مما جعلها تتأكد انه سيقوم هذه المرة بقتلها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة