قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثامن

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثامن

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثامن

دلف إلى غرفة الاستقبال راجح الذي استيقظ للتو فهو لم يكذب عندما اخبرها انه لم يستطع النوم بليلة امس لكن ليس بسبب شخيرها كما اخبرها انما بسبب تلك النائمة بجانبه و رغبته بها التة كانت تعصف به...
توقفت خطواته على مدخل الغرفة عندما وقعت عينيه على تلك الجالسة على الاريكة تبكي بشهقات منخفضة و قد اصبح وجهها محمر من شدة البكاء.

شعر بشعور من الضيق يتغلغل بداخله فور رؤيتها بحالتها تلك. تقدم لداخل الغرفة حتى وقف امامها مباشرة و ما ان رأته اعتدلت في جلستها منتفضة كما لو انها تفاجأت من رؤيته.
تنحنح راجح بصوت منخفض قبل ان يغمغم بصوت اجش خشن من اثر النوم
=بتعيطي ليه،؟!
ليكمل وهو يتفحصها بنظرات ثاقبة
=علشان يعني اهلك مجوش يباركولك.؟!
عقدت صدفة حاجبيها مغمغه بحيرة
=اهلي مين،؟!

مسحت دموعها العالقة بعينيها وخديها بكم عبائتها وهي تغمغم بعدم حماس
=قصدك جوز امي و مراته ياخي ما بولعوا و دول يفرقوا معايا برضو ده انا ما صدقت خلصت من خلاقهم العكره...
لتكمل وهي تشير بيدها إلى شئ يقع خلفه بينما تدس يدها الاخر بصحن الفشار الذي بجانبها و تضع منه كمية كبيرة بفمها ليملئه
=ده انا بتفرج على مسلسل تركي مدبلج.

استدار راجح يتطلع خلفه بدهشة إلى التلفاز الذي يقع خلفه والذي لم ينتبه انه كان مفتوحاً فقد انصب كامل تركيزه عليها عندما وجدها تبكى
=مسلسل،؟!
اومأت صدفة برأسها مجيبه اياه بصوت يتخلله الحزن والتأثر بينما تمضغ الفشار الذي بفمها بصوت مرتفع
=اصل البطلة يا قلب امها عملت حادثة و اتشلت بسبب ان البطل كاتجوزها غصب و فضل يعذب فيها...
لتكمل و هي ترمقه بنظرات سامة مملتئة بالسخط والغضب.

=اصله كان واطي. و مستقوي نفسه عليها.
ضيق راجح حدقتيه عليها مكتفاً ذراعيه فوق صدره بينما يستمع اليها تكمل بنبرة يملئها الازدراء بينما تسدد اليه نظرات شرسة قاتلة عالماً انها تعنيه بكلماتها تلك
=مفتري و ظالم و مايقدر عليه الا ربنا...
قطعت جملتها مطلقه صرخة فازعه عندما جذبها من ذراعها بقوه جعلتها تنهض على قدميها اطبقت اصابعه على شفتيها مغلقاً اياها بقسوة مزمجراً بفحيح حاد.

=و هيديها بالجزمة فوق دماغها لو ملمتش لسانها و قفلت بوقها و غارت من وشه.
ثم دفعها جانباً بحده مما جعلها تتعثر و تسقط جالسة المقعد الذي كان يقع خلفها مباشرةً
شاهدته باعين متسعة بالصدمه و هو يستلقي باسترخاء على الاريكه التي كانت تجلس عليها سابقاً متناولاً جهاز التحكم مغيراً قناة النلفاز عن المسلسل الذي كانت تشاهده
انتفضت واقفة وهي تهتف بحده
=ايه ده في اييييه بتقلب عن المسلسل ليييه.

رمقها بنظرة متصلبة قبل ان يشير بجهار التحكم الذي لا يزال بيده قائلاً بضجر
=اخفي يا بت يلا اعملي حاجة اكلها...
اندلعت نيران الغضب بداخلها فور سماعها كلماته المتعجرفة تلك و قد طفح كيلها من معاملته لها بتلك الطريقة اندفعت نحوه حتى وقفت امامه مباشرة هاتفة بشراسة وعينيها تعصف بغضب عارم
=لا بقولك ايه بقي انا مش الخدامة بتاعتك علشان كل شوية عمال تؤمر و تتحكم فيا...

ارتسمت تعبيرات وحشية على وجهه مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقسوة بينما تتقافز شرارت الغضب من عينيه
=صوتك ميعلاش، و اخفي اعملي اللي قولتلك عليه احسنلك
وضعت يديها حول خصرها هاتفه بصوت مرتفع للغاية معانده اياه غير ابهه بتهديده هذا و قد اعماها الغصب
=مش عملالك حاجة. و ايه هو كل شويه تهددني. و شغال كل ما اجي اتكلم...
لتكمل و هي تخشن من صوتها مقلده اياه
=صوتك، صوتك، صوتك.

اطاحت بيدها امام وجهه هاتفة بشكل هستيري
=اييييه هتكتمني، مش هوطى صوتى و مش عملالك حاجة و وريني بقي هتعمل ايه...
ابتلعت باقي جملتها شاهقة بفزع متراجعة للخلف بتعثر عندما انتفض واقفاً فجأة و علامات القتل مرتسمة على وجهه المشتعل بغضب لم تراه من قبل مما جعلها تتأكد انه سيقوم هذه المرة بقتلها.

قبض على ذراعها مانعاً اياها من التراجع جاذباً اياها بحدة نحوه لتصطدم بقسوة بجسده الصلب مما جعلها تتخبط بطريقة هستيرية بين ذراعيه محاولة الهرب منه لكنه اسرع بالقبض على ذراعيها بقسوة مديراً اياها لتواجهه غارزاً اصابعه بشعرها يجذبه بقوة حتى سقط رأسها للخلف لتتقابل عينيه التي تنطلق منها شرارت الغضب بعينيها الفازعة
همس بالقرب من اذنها بصوت اجش خشن
=عايزه تعرفى هعمل ايه، مش كده...

انهي جملته تلك دافعاً اياها بقسوة فوق الاريكة لتصبح مستلقية عليها مما جعلها تحاول بفزع النهوض و الهرب منه لكنه كان اسرع منها حيث استلقي فوقها متجاهلاً صراختها الفازعة ليصبح جسدها محاصراً اسفل جسده الضخم.
ثم اطبق بشفتيه على شفتيها بقسوة مبتلعاً صراختها المحتجه...

صرخت بألم عندما بدأ يقبلها بضراوة و قسوة مسبباً لها الم عاصف. مما جعلها تضربه بيدين متخبطتين في صدره محاولة ابعاده لكنه اسرع بالقبض على يديها بيده مقيداً اياها فوق رأسها بينما لايزال يقبلها بشراسة و غضب...
كانت قبلته تلك لم يكن بها شئ من الاثارة بلا كانت قبلة للعقاب ممتلئة بالغضب و القسوة...
ابتعد عنها بالنهاية تاركاً اياها حتى تستطيع ان تلتقط انفاسها عندما رأي وجهها يحمر من شدة الاختناق...

اخذت صدفة تلهث بصوت مرتفع محاولة التقاط انفاسها المختنقة بينما الالم الذي يعصف بشفتيها يكاد يقتلها...
لكن سيطر عليها الرعب الذي اجتاحها فور ان رأت عينيه المسلطة عليها و التي اظلمت بالرغبة بشكل قاسى جعلها ترغب بالبكاء و الفرار بعيداً عنه.
اصدرت صوت مكتوم مليئ بالذعر عندما رأت رأسه ينحني عليها مرة اخري دافناً وجهه بعنقها ممرراً بلطف هذه المرة شفتيه على عنقها مما جعل جسدها يهتز بقوة...

حرر يديها من ثم التفت ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها نحوه ليلتصق جسدها بجسده ضامماً اياها اليه بقوة بينما لا يزال رأسه مدفوناً بعنقها.

مطلقاً زفرة حادة بينما يجبر ذاته على التوقف عما يفعله دافناً وجهه بشعرها الحريري يستنشق رائحتها الرائعة بشغف محاولاً تذكير نفسه السبب وراء ما يفعله و هو معاقبتها فقط لكن خرج الامر عن سيطرته فور ملامسته اياها فمنذ ليلة امس و هو يحاول السيطرة على رغبته بها وكبحها لكنه فقد السيطرة فور ان لمسها و شعر بجسدها اللين الذي كان يرتجف اسفل منه التقط نفساً عميقاً قبل ان يرفع رأسه عن شعرها و ينظر اليها.

ظلت صدفة صامتة تتطلع اليه باعين متسعة بينما دقات قلبها تعصف داخل صدرها من شدة الخوف و الارتباك بسبب ما حدث.
ابتلعت بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها عندما قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=لو مش هتقومي تعملي الاكل هخدك دلوقتي على اوضة النوم و هناك هعاملك على انك مراتي مش الخدامة اللي اشترتها زي ما بتقولي...

هزت رأسها بقوة هامسة بصوت مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسة اصبعه الذي كان يمرره ببطئ على عنقها...
=هقوم اعملك الأكل...
نهض راجح من فوقها محرراً اياها و علامات الرضا ترتسم على وجهه جلس على الاريكة متناولاً مرة اخري جهاز التحكم مغمغماً ببرود يعاكس النيران المشتعلة بجسده و هو يصطنع انشغاله في تقليب في قنوات التلفاز
=اعميللنا محشي...

نهضت صدفة من فوق الاريكة تعدل من ملابس هاتفة بصدمة وهي تقف بصعوبة على قدميها التي كانت اشبه بالهلام
=محشي،!
رفع راجح حاجبه قائلاً بنبرة بتخللها التحدي
=ايه في حاجة...
هزت رأسها قائلة و هي لازالت شبة مخدرة بسبب ما حدث بينهم منذ قليل
=الساعة 10 بليل هجيب منين حاجة المحشي ده دلوقتي.
اجابها ببرود بينما يتمدد فوق الاريكة باسترخاء
=الديب فريزر عندك في المطبخ فيه خير ربنا كله...

ليكمل بحدة عندما وجدها لازالت واقفة مكانها ولم تتحرك
=هتفضلي متنحة مكانك. ما تتحركي...
اسرعت صدفة بمغادرة الغرفة وهي تتأفف بغضب لاعنه اياه بصوت منخفض...

دلفت إلى غرفة النوم لكي تبدل ملابسها حتى لا تتسخ العباءة التي ترتديها و بدلتها بعباءة اخرى قديمة من ثم اتجهت نحو المرآة لكي تتفحص شفتيها التي كان الألم يعصف بها اطلقت شهقة صادمة فور ان رأت الجرح و الرضوض التي بشفتيها المكدومة بشدة فقد كانت تؤلمها لكنها لم تتوقع ان تكون قد جرحت وانها بهذا السوء...
اخذت تتحسس باصابعها المرتجفه شفتيها برفق هامسة بغضب
=منك لله، يا بعيد.

ابتعدت عن المرآة و هي تزفر بحنق و غضب و لم تهتم بجمع شعرها داعية الله ان يمتلئ الطعام بشعرها و يقف في حلقه يختنق به عند تناوله اياه...
دلفت إلى المطبخ محاولة السيطرة على اعصابها المشتعلة حتى لا تندفع إلى حجرة المعيشة وتمزق وجهه باظافرها على ما فعله بها...
بدأت باعداد الطعام وهي تهمهم بصوت منخفض تحدث نفسها بغضب و حدة و لا يزال الغضب يشتعل بداخلها.

=انا السبب في ده كله كان يتقطع لساني يوم ما قولت انه نيل عمل فيا حاجة.؟
لتكمل وهي تغرز السكين في ورق الملفوف تقطعه بحده مخرجة غضبها به
=ونبى في عروسة في يوم صبحيتها تقف تطبخ محشي اللهي تطفحه يا بعيد...
استمرت في تحضير المحشي و هي لازالت تهمهم بصوت منخفض تلعنه بافظع الشتائم...

لكنها ابتلعت لعناتها تلك منتفضة في مكانها صارخة بفزع و خوف عندما شعرت بيد تجذب خصلة من شعرها من الخلف و صوت حاد صارم يأتي من خلفها...
=بتبرطمي بتقولي ايه يا بت...

استدارت حول نفسها بتخبط لتصطدم بصدر راجح الذي كان يقف خلفها مباشرة لتصبح محاصرة بينه وبين خشب المطبخ الذي يقع خلفها القت السكين بحده من يدها وهي تصرخ بغضب و جسدها يهتز بشدة من اثر الفزع
=يا اخي حرام عليك بقي...
امسك بذراعها يلويه خلف ظهرها قائلاً و هو يجذبها نحوه حتى اصبح جسدها يستند على جسده
=كنت بتبرطمي بتقولي ايه...
اجابته بارتباك و قد احتقن وجهها بشدة خوفاً من ان يكون قد سمعها.

=مبرطمش، كنت بستغفر...
امتدت يده إلى الخلف ممسكاً بشعرها المنسدل على ظهرها يجذب خصلة منه للأسفل بحدة مما جعلها تصرخ متألمة
=طيب لمي شعرك اللي انتى فرحانة به ده بدل ما يقع في الأكل...
زفرت صدفة بحدة مجيبه اياه من بين اسنانها بغيظ محاولة السيطرة على غضبها حتى لا تنفجر في وجهه من ثم سنتحمل عواقب انفجرها هذا
=حاضر هروح اغسل ايدي و هلمه...
غمغم بصرامة امراً اياها
=لفي...

ادار جسدها بين ذراعيه ليصبح ظهرها يواجه صدره امسك بخصلات شعرها بين يديه متنعماً بملامسه الحريرى بين اصابعه ثم اخذ يجمع شعرها في جديلة قد تعلمها خصيصاً وهو صغيراً من اجل شقيقته شهد التي كانت ترفض ان تمشط لها والدتهم شعرها و تصر بان يقوم هو بهذة المهمة...
بينما تجمد جسد صدفة من فعلته الغير متوقعة تلك.
استمر بتجديل شعرها حتى تجمع في جديله سميكة و طويلة تنتهي اسفل ظهرها.

تراجع مبتعداً عنها وهو يقاوم بصعوبة رغبته في حملها و التوجه بها إلى غرفة نومهم حتى يطفئ جوعه لها غمغم بصوت خشن صارم بينما يبتعد عنها
=طول ما انتي بتطبخي شعرك يبقي ملموم، فاهمة
زفرت صدفة قائلة بحنق
=فاهمة...
تنحنح قائلاً بينما يتجه نحو الديب فريزر و يخرج منها كيساً مغلفاً
=اعملي اللحمة دي مع المحشي
استدارت اليه صدفة مغمغمة بحدة وقد نفذ صبرها
=طيب و تاعب نفسك ليه و مطلع اللحمة من الفريزر...

لتكمل وهي تشير إلى ذراعها بغضب
=ما اقطعلك من لحمي احسن و اطبخهولك علشان تبقي بكملة التعذيب...
قاطعها راجح بصوت اجش
=انا لو هاكل لحمك مش هخاليكى تطبخيه...
ليكمل و هو يتقدم خطوة منها و عينيه المشتعلة بالنيران مسلطة على شفتيها المرضوضة اثر قبلتهم السابقة
=هاكله ني...

انحبست انفاسها داخل صدرها فور ان فهمت مقصده حدقت في وجهه بخوف من لهيب الرغبة الذي يلتمع بعينيه مما جعلها تستدير بتخبط موليه اياه ظهرها مغلقة عينيها بقوة و هي تهمس بصوت مرتجف منخفض
=نهار اسود...
بينما وقف راجح خلفها يمنع نفسه بصعوبة من جذبها بين ذراعيه قاذفاً بعيداً بكل الاسباب التي تمنعه من لمسها لذا اسرع بالخروج من المطبخ قبل ان يستسلم لرغبته التي اصبحت تسيطر عليه تماماً...

تاركاً اياها واقفة بمكانها و عينيها لا زالت مغلقة وصدرها يعلو و ينخفض بخوف وارتباك في ذات الوقت.
في وقت لاحق...
وضعت صدفة الطعام الذي صنعته على الطاولة ثم ذهبت إلى غرفة الاستقبال لتخبر راجح الذي كان يشاهد التلفاز ان الطعام جاهز...
=الاكل برا على السفرا...
غمغم بهدوء دون ان يلتف اليها وعينيه مسلطة على التلفاز يشاهد احدي ماتشات الكورة الخاصة باحدي الفرق الاجنبية.
=اكل ايه،؟!

اجابته صدفة بعبوس وهي تعقد يدها فوق صدرها
=المحشي اللي انت طالبه و عملتلك معاه لحمه محمرة...
غمغم راجح بلامبالاه و عينيه لازالت مسلطة على التلفاز
=مش عايز اكل محشي. عندك عكاوي و ممبار في الفريزر اعمليهم
صرخت صدفة بغضب وهي تندفع عدة خطوات نحوه
=نعم.! اومال خالتني اعمله ليه ده انا بقالي ساعتين بعمل فيهم لحد ما ظهري اتقطم...
زمجر بصوت منخفض شرس زاجراً اياها بنظرة قاسية مشتعلة
=صوتك ميعلاش...

صرخت صدفة بحنق بينما تضرب بيديها على قدميها و قد احتقن وجهها من شدة الغضب
=ياخي يلعن ابو صوتي اللي انت قارفني به...
قاطعها راجح بقسوة
=بطلي نواح و غوري اعملي العكاوي و الممبار علشان جعان...
تنفست صدفة بعمق محاولة تهدئت نفسها و التحكم في اعصابها حتى لا تثير غضبه
هامسة بصوت مرتجف محاولة اقناعه بهدوء
=ممبار و عكاوي ايه بس ده الساعه 12 نص الليل و عقبال ما اعملهم و يستوا هياخدوا اقل حاجه 3 ساعات...

هز راجح كتفيه مغمغماً ببرود و هو يتناول سيجارة و يشعلها
=3 ساعات، ولا حتى خمسة و انتي وراكي ايه يعني...
وقفت صدفة تتطلع اليه باعين عاصفة بالغضب هاتفة بشراسة و هي تعقد يديها على صدرها
=مش عاملة حاجة، عندك المحشى برا عايز تاكل كُل مش عايز انت حر.

راقبته باعين مضطربة و هو يومأ برأسه بهدوء ناهضاً على قدميه برفق. مقترباً منها حتى وقف امامها مباشرة ينظر اليها بصمت عدة لحظات مما اثار الخوف و الارتباك بداخلها اشاحت بعينيها بعيداً عن عينيه المسلطة عليها...
لكنها اطلقت صرخة فازعة عندما انحني عليها فجأة حاملاً اياها بين ذراعيه خارجاً بها من الغرفة صرخت صدفة بخوف
=بتعمل ايه نزلني...
اجابها بهدوء بينما يتجه بها نحو غرفة النوم.

=مش بتقولي مش هتعملى حاجة، خلاص هندخل ننام...
هزت رأسها بقوة مقاطعة اياه بصوت لاهث يملئه الذعر و هي تدرك ما يقصده
=لا خلاص، و الله هعملك اللي انت عايزه
توقفت قدميه على مدخل الغرفة قائلاً بصوت هادئ بينما يراقبها باستمتاع
=متأكدة...

اومأت برأسها بلهفة وعينين متسعة اخفضها راجح ببطئ على قدميها من ثم دفعها برفق ليستند ظهرها على باب الغرفة وقبل ان تدرك ما يحدث اخفض رأسه متناولاً شفتيها في قبلة رقيقة سريعة...
دفعته صدفة في صدره فاصلة شفتيها عن شفتيه هاتفة بصوت مختنق
=ايه اللي بتعمله ده...
اجابها بهدوء و هو يممر اصبعه فوق خدها
=مش قولتي هعملك اللي انت عايزه...

انتزعت نفسها من بين ذراعيه هاتفة بعصبية بينما ضربات قلبها تضرب بجنون داخل صدرها
=اقصد العكاوي...
لتكمل سريعاً و هي تلتف هاربه من الغرفة عندما رأته يقترب منها مرة اخرة
=ما ألحق احطها على النار...
وقف راجح يتابع هروبها هذا و جسده يهتز من ضحكته المكتومة
بعد مرور اكثر من ثلاث ساعات.

تحركت صدفة ببطئ و جسدها يصرخ بالتعب والانهاك واضعة الطعام امام راجح الجالس على طاولة الطعام يراقبها باعين تلتمع بالتسلية و الغطرسة...
بعد ان انتهت من وضع الطعام التفت خارجة متجاهلة اياه لكن اوقفها صوته الحاد
=اومال فين المحشي...
التفت اليه مجيبه اياه بتململ
=في التلاجة، مش قولت مش هتاكل منه
تراجع راجح في مقعده باسترخاء
=غيرت رأى سخنيه و هاتيه...

هتفت صدفة بحده بينما تشير إلى ضاجن العكاوي و صحن الممبار الذي امامه
=هتاكل محشي مع عكاوي...
هز كتفيه ببرود قائلاً و هو يدفع الطاجن بعيداً من امامه
=و مين قالك اني هاكل عكاوي. ماليش في الاكل ده
احتقن وجهها من شدة الغضب شاعرة بان قدرتها على التحمل بدأت تنفذ
=اومال خالتني اطبخها ليه...
تراجع راجح باسترخاء في مقعده
=علشانك...
ليكمل و هو يدفع الطاجن نحوها
=اتعشي به...

اهتز جسدها بعنف و قد اشتعل الغضب كبركان ثائر داخل صدرها
اطلقت صرخة حادة بينما تندفع نحوه وعينيها مسلطة بشر على طاجن العكاوى التي تتصاعد منه الابخرة ليدرك نيتها على الفور زمجر بقسوة
=اياكي...
تجمدت يدها التي كنت تهم بالامساك بالطاجن مبتلعة لعابها بخوف فور ان رأت النظرة الشرسة التي يحدقها بها...

لكنها لم تبالي و امسكت الطاجن الذي كانت تغلي مكوناته وتتصاعد الابخرة الحارة منه لكنها سرعان ما تركته من يدها مطلقة صرخة حادة متألمة عندما احرقت سخونية الطاجن الملتهبة يدها.
تراجعت للخلف تضم يدها المحترقة إلى صدرها و الألم يعصف بها.
لكنها رفعت وجهها نحوه راسمة الجمود عليه عندما سمعته يغمغم بحده و هو ينتفض واقفاً
= عارفه لو كانت نقطة منه بس لمستني كنت هعمل فيكي ايه...

ليكمل بقسوة و عيناه تشع بالغضب عليها بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع إلى الخلف بخوف
=قسماً بالله كنت ولعت فيكي بجاز وسخ.
زمجر بقسوة بينما يشير نحو باب الغرفة
=غوري سخن المحشي و هاتيه...

التفت صدفة مغادرة الغرفة سريعاً شبه راكضة وهي تضم يدها المحترقة إلى صدرها و فور ان اصبحت داخل المطبخ انفجرت باكية بسبب الألم الذي يعصف بيدها و الالم الذي يعصف بروحها بسبب معاملته الفظة لها. لا تعلم كيف ستنتهى من كل هذا فقد بدأت طاقتها تنفذ من اول يوم فقط...

بعد وقت قصير لحق راجح بها لداخل المطبخ عندما تأخرت لكن تجمدت ساقيه بمدخل المطبخ عندما رأها واقفة بمنتصف المطبخ منحنية الرأس تضم يدها إلى صدرها بينما شهقات بكائها المكتومة تملئ السكون من حولها شعر راجح بالذنب يتخلله لما فعله بها تقدم منها وهو يتنحنح بصوت منخفض مما جعلها تنتفض في مكانها فازعة تسرع بمسح وجنتيها بيد مرتجفة.
غمغم راجح بهدوء وهو يمسك ذراعها برفق جاذباً اياه معه للخارج
=تعالى معايا...

همست صدفة معترضة رافضة الخروج معه
=الاكل على النار بيسخن...

استدار راجح بصمت مغلقاً نار الموقد ثم جذبها معها للخارج بتصميم ساعدها على الجلوس على طاولة الطعام قبل ان يتركها ويختفي داخل غرفة النوم ليعود مرة اخري بعد عدة دقائق و بيده كريم طبي مخصص للحروق جلس على المقعد الذي يجاور مقعدها متناولاً بهدوء يدها المصابه تفحصها بدقها ليجد انه لا يوجد ضرر بها سوا التهابات بسيطة وضع فوقها المرهم بلطف بينما كانت صدفة تراقب ما يفعله بصمت حيث كانت تشعر بالاستنفاذ و التعب.

و فور ان انهي ما يفعله نهضت على قدميها هامسة بخفوت
=هروح اسخنلك المحشي و...
قاطعها راجح على الفور مشيراً نحو الطعام المنتشر فوق الطاولة
=متسخنيش حاجة هاكل من الاكل ده...
اومأت رأسها بصمت مغمغمة بتعب
=طيب هروح انام انا...
جذبها من ذراعها مجلساً اياها مرة اخري قائلاً بصرامة
=اتعشى الأول. بعد كده نامي...
غمغمت بهدوء بينما تحاول النهوض مرة اخري
=مش جعانة...
تشددت يده الممسكة بذراعها مزمجراً بحزم.

=قولت لما تتعشي الاول...
ثم بدأ بوضع الطعام في صحنها و صحنه لتبدأ صدفة بتناول الطعام
حتي تذهب سريعاً للنوم وبالفعل انهت طعامها سريعاً من ثم نهضت مغمغمة بخفوت انها ستذهب للنوم ثم غادرت الغرفة سريعاً تاركه راجح يتبعها بعينيه وتعبير قاتم مرتسم على وجهه...
في الصباح.

وقف راجح امام المرآة يرتدي ملابسه لكي يستعد للذهاب للعمل و بين الحين والاخر كان يلتف و يتطلع الى تلك النائمة بهدوء و سلام على الفراش غير واعية لأي من تحركاته بالغرفة...
اقترب منها ببطئ حتى وقف بجانب الفراش حاول القاء نظرة على يدها لكنها كانت تضعها اسفل الغطاء فلم يستطع رؤيتها.
هز كتفيها برفق ميقظاً اياها فتحت صدفة عينيها بصعوبة هامسة بصوت اجش
=ايه، في ايه،؟!

اجابها بهدوء بينما يبتعد عنها مغلقاً ازرار قميصه
=قومي حضريلى الفطار...
غمغمت بتذمر و صوت ناعس بينما تلقي نظره على الساعة النعلقة على الحائط
=بتصحيني الساعة 7 علشان احضرلك الفطار ما تحضره لنفسك انت صغير...
قاطعها بحدة بينما يتناول الفرشاة و يبدأ بتمريرها بشعره
=مش عايز رغي كتير اخلصي انا متأخر...
القت الغطاء بعيداً ناهضة من فوق الفراش وهي تزفر بحنق و غضب
=كده كتير ربنا على المفتري و الظالم...

لكن و ما ان مرت من جانبه امسك بذراعها موقفاً اياها رافعاً يدها يتفحصها مغمغماً بصوت جعله غير مكترث قدر الامكان
=ايدك عامله ايه.؟
اجابته بارتباك من سؤاله الغير متوقع هذا
=كويسه، دي كانت مجرد لسعة بسيطة.
اومأ برأسه بهدوء بينما يري ان بالفعل الاحمرار الذي كان بيدها قد اختفي بالفعل...
ترك يدها و اتجه نحو الطاولة متناولاً ساعته مغمغماً بهدوء.

=اعملي حسابك تبقي تنزلي تساعديهم في عمل الغدا خالاتي جايين من البلد يبركولنا...
ليكمل وهو يضع الساعة حول معصمه
=هما فاكرين ان احنا معزمنهمش بسبب اننا معملناش فرح لان جدك ابو امك مات من شهر، فاهمة
التفت صدفة مغادرة الغرفة وهي تغمغم بسخرية لاذعة
=حاضر اي أوامر تانية للخدامة بتاعتك انت و اهلك قبل ما تنزل الشغل...
اجابها راجح بينما يلحقها للخارج متجاهلاً سخريتها تلك.

=تلبسي عدل وبلاش شغل البلايتشو اللي بتنيليه في وشك ده...
دلفت صدفة المطبخ و هي تخرج لسانها وتصنع بوجهها بحركات ساخرة على كلماته تلك قبل ان تتجه للبراد وتبدأ بتحضير طعام الفطار له...
في وقت لاحق من اليوم...

كانت صدفة واقفة بالمطبخ الخاص بشقة عابد الراوي تنهي تحضير الطعام للضيوف استندت بتعب على احدي المقاعد و هي لا تشعر بقدميها من شدة الالم فقد كانت تعمل بمفردها منذ الصباح بتحضير انواع مختلفة من الطعام...

فعند نزولها إلى هنا بالصباح استقبلتها حماتها التي اخذت تخبرها بما تنوي ان تحضره من اجل الضيرف ثم اخذت تساعدها بتحضير الطعام في اول نصف ساعة ثم بعدها اختفت من المطبخ وعندما ذهبت صدفة للبحث عنها وجدتها مستلقية على الفراش بغرفتها متحججة بان ضغط دمها قد ارتفع وانها بحاجة للنوم لمدة ساعة واحدة.
لوت صدفة فمها بسخرية فالساعة اصبحت 4 ساعات ولم تستيقظ بعد حتى الان...

كانت تضع اللمسات الاخيرة على الطعام عندما دلفت نعمات إلى المطبخ بوجه ناعس
=خلصتي،؟!
اجابتها صدفة بحده بينما تضع ديك الرومي من يدها فوق طاولة المطبخ
=اها...
غمغمت نعمات بأسف مصطنع
=معلش بقي سيبتك لوحدك اصل كنت تعبانة اوي و شهد راحت لحماتها من الصبح مش هترجع الا بكرة و هاجر في دروسها 3 ثانوي بقي مش فاضيه انتي عارفه...
القت صدفة المنشفة الصغيرة التي كانت بيدها بحدة فوق الطاولة قبل ان تلتف اليها قائلة بغضب.

=بقولك يا ام راجح بلاش الحوارات دي عليا ونبى، ده انا بنت سوق يعني لا صغيرة و لا هبلة علشان تضحكي عليا بكلمتين ده انا بشتغل في الشارع من وانا 17سنه...
هتفت نعمات بغضب يتخلله الاستنكار بينما تململ في جلستها بعدم راحة
=ايه ام راجح، دي؟! و حوارات ايه يابت انتي اللي بتتكلمي عنها
اجابتها صدفة بانفعال وحدة.

=حوار انك مرة واحدة تعبتي وان سبحان الله بنتك من امبارح عند حماتها والتانية في دروسها ده على اساس مش انك اللي مسرابهم علشان تلبسيني الليلة كلها...
انتفضت نعمات على قدميها هاتفة بحده و غضب
=بت اقفي عوج و اتكلمي عدل نسيتي نفسك و لا ايه يا بايعة الطعمية...
لتكمل وهي ترفع حاجبها بتحدي
=و اها انا قاصدة انك تشتغلي، و متشتغليش ليه ياختى على راسك ريشه...
قاطعتها صدفة بحدة و قد بدأت الدماء تثور في عروقها.

= على راسي مخدة ريش بحالها.
مش ريشة واحدة...
لتكمل بغطرسة زاجرة اياها بقسوة
=و لا انا مش صدفة بياعة الطعمية اللي كلكوا كنتوا بتتسمخروا عليها، انا هنا صدفة مرات راجح الراوي اللي اجدعها شنب فيكي يا سيدة يعمله الف حساب و كرامتي من كرامته، و لعلمك بقي انا كنت ممكن اسيبلك الليله دي واطلع ومعملش حاجة.
لتكمل بتحدي وهي تشير باصبعها نحو جانب رأسها.

=بس عملت بمزاجي و بكيفي، كنوع من الذوق منى لكن لا انتي ولا غيرك يقدر يغصبني على حاجة.
ثم تركتها و غادرت المطبخ صاعده إلى شقتها لكي تقم بتبديل ملابسها قبل وصول الضيوف
وقفت صدفة امام المرآة تعدل من ملابسها و ابتسامة واسعة مرتسمة على شفتيها مررت يدها فوق عبائتها السوداء الفضافضة الباليو، و بالطبع لم يخلو وجهها من الالوان المتعددة القبيحة.
همست بصوت جعلته خشن ساخر مقلدة راجح.

=تلبسي عدل وبلاش شغل البلايتشو اللي بتنيليه في وشك ده...
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها بينما تتجهه نحو خازنة الملابس تخرج وشاح اسود قديم لكي تعقده حول رأسها وهي تغمغم
=ابقي وريني بقى هتعمل ايه لما تشوف منظري ده...
=هولع فيكي...

اطلقت صدفة صرخة مرتفعة وهي تنتفض فازعة مكانها فور سماعها تلك الكلمات بجانب اذنها استدارت لتصطدم بصدر راجح الذي كان يقف خلفها مباشرة بوجه مكفهر حاولت التراجع للخلف لكنه اسرع بالقبض على ذراعها ولويه خلف ظهرها قبل ان يجذب عنق عبائتها السوداء ممزقاً اياها. فاركاً بيده وجهها الممتلئ بالالوان ليتحول وجهها إلى كتله من الفوضه غير مكترثاً بصراختها المعترض.

=لما ابقي عايز الناس تقول اني متجوز بلايتشو. و لا لما تبقي مش لاقيه تاكلي ابقي ألبسي الزبالة اللي انتي لابسها دي...
دفعها بقسوة بعيداً عنه متجهاً نحو خازنة الملابس اخذ يبحث بها قبل ان يخرج منها عباءة استقبال اعجبته القاها بوجهها مزمجراً بشراسة بثت الرعب بداخل صدفة
=غوري ادخلي استحمي وغيري هدومك الناس زمانها على وصول...
ليكمل مشيراً بازدراء إلى شعرها المشعث بشكل مزري.

=و سرحي شعرك، اللي عملاه شبه سلك المواعين ده...
ليكمل بقسوة و علامات القتل باديه على وجهه وهو يتخذ خطوة نحوها مما جعلها تتراجع بخوف إلى الخلف
=قسماً بالله المرة الجاية اللي هلاقيكي عاملة فيها كده في وشك لهرمي مية نار عليه و أبقي شوهتهولك ريحتك منه خالص، فاهمة
ظلت صدفة متجمدة بمكانها تنظر اليه باعين متسعة بالخوف غير قادره على فتح فمها لكنها انتفضت في مكانها بفزع عندما زمجر بقسوة
=انطقي فاهمة...

هزت رأسها بصمت قبل ان تهرب مسرعة داخل الحمام الذي اغلقت بابه عليها مسننده اليه و هي تلهث بخوف وذعر...
بعد عدة دقائق...
وقف راجح يتأمل باعين تلتمع بالاعجاب و الرضا تلك الواقفة امامه ترتدي العباءة التي قام باختيارها لها.

فقد كانت تبرز جمالها بينما اصبح شعرها المشعث سابقاً مسترسلاً على ظهرها إلى اسف ظهرها كشلال محيطاً وجهها كغمامة من الحرير الاسود مما اظهر جمال وجهها الملائكي ذات الوجنتين الممتلئتين لكن تغضن حاجبيه بعدم رضا فور ان استقرت عينيه على شفتيها المجروحة اثر قبلته لها بليلة أمس...

اقترب منها فجأة مما جعلها تنتفض للخلف محاولة الابتعاد عنه لكنه لف ذراعه حول خصرها جاذباً اياها اليه ليستند جسدها اللين على جسده الصلب ممرراً اصبعه برفق على شفتيها المجروحة مغمغماً بصوت اجش ممتلئ بالرغبة وعينيه مسلطة فوق شفتيها
=مفيش حل نداري به جرح شفايفك ده...
همست بصوت متثاقل مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك
=مش. مش عارفة...

ظل ينظر اليها عدة لحطات بصمت و اصبعه لايزال يمر فوق شفتيها المكدومة زافراً بعمق قبل يتركها ويتجه نحو طاولة الزينة متناولاًً احمر الشفاه الخاص بها
ثم عاد اليها مرة اخري مغمغماً بصوت غير متزن بعض الشئ
=يمكن ده يداريه شوية...

ثم اخذ يضع منه على شفتيها المرتجفة بينما كانت هي حابسة انفاسها مثبتة نظرها على كتفه وفور ان انتهي تفحصه بعينيه ليجده ان اللون الاحمر القاني لم يستطع ان يخفي بشكل كافي الجرح بشفتيها لكن هذا افضل ما يمكنه فعله هز رأسه مغمغماً
=يلا ننزل زمانهم وصولوا...
ثم امسك بيدها وهبطوا معاً للأسفل لكن فور ان اصبحوا امام باب شقة والده التف اليها قائلاً بحده بينما يشير نحو الوشاح التي تضعه حول رقبتها.

=حطي الطرحة على راسك...
رفعت صدفة بيد مرتجفة الوشاح من حول عنقها لتضعه فوق رأسها مغمغمة بارتباك و قد نفذ صبرها
=اهو، و بطل شخط فيا بقي انا زهقت...
تجاهلها مديراً اياها اليه مغمغماً بقسوة بينما يدس بيده شعرها المتناثر على ظهرها اسفل حجابها
=شعرك كله يتغطي ايه هتغطي نصه و تسيبي نصه...
زفرت صدفة بحدة بينما تدير عينيها بمحجرها بملل...
امسك بيدها ثم دلف إلى داخل الشقة ثم إلى غرفة الضيوف ليحيوا ضيوفهم...

في وقت لاحق
كانت صدفة جالسة بجانب شوقية شقيقة نعمات و التي رحبت بها بمحبه و فرح وبجانب منيرة زوجة شقيق نعمات و التي قابلتها بجفاف مرمقة اياها بين الحين والاخر بحدة وغضب
ربتت شوقية على ذراعها قائلة باعجاب
=ما شاء الله، ما شاء الله يا زين ما اختار راجح بدر منور...
لتكمل وهي تلتف نحو زوجة شقيقها
=مش كده يا منيرة.؟

القت منيرة نظرة حادة على صدفة قبل ان تدير وجهها بعيداً برفض دون ان تنطق حرف واحد مما جعل جسد صدفة يتشدد بارتباك...
اقتربت منها شوقية هامسة في اذنها بصوت منخفض
=سيبك منها، اصلها كانت هتموت وتجوز راجح لبنتها...
لتكمل وهي تجذب حجاب صدفة بعيداً عن رأسها
=ياختي مكتفه نفسك ليه الرجالة في الاوضة التانية فكي كده خاليني اتفرج على الحلاوة...

لتطلق شهقة اعجاب فور ان سقط حجاب صدفة و رأت شعرها المسترسل كابحرير الاسود فوق ظهرها
=بسم الله ما شاء الله...
وقفت صدفة مغمغمه بارتباك و خجل فلما تكن معتادة على ان يقوم احد بمدحها او مدح جمالها...
=هروح. هروح اسخن الاكل...
ثم فرت مغادرة من الغرفة وعينين شوقية تتبعها باعجاب و هي تغمغم داعية
=يرزقك ربنا يا مدحت يا بني ببطاية حلوة زيها كده...

اندفعت نعمات هاتفه مقاطعة اياها بحدة حيث كانت ترغب بتزويج مدحت ابن شقيقتها الطبيب إلى ابنتها هاجر والتي كانت عكس صدفة تماماً فقد كانت قصيرة و حسد نحيل هزيل...
=زيها ايه. دي جسمها مليان و
مفشول...
لتكمل بحده و تذمر
=و بصراحه كده حاسه انها مش عاجبه راجح...
اطلقت شوقية ضحكة صاخبة قبل ان تنهض وتجلس بجانب شقيقتها هامسة باذنها
=يا وليه بطلي الصورم اللي جواكي ده، ده البت تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك...

لتكمل بسخرية ناكزه اياها في ذراعها
=و واضح ان ابنك مش عجباه فعلاً باين من شفايفها اللي ابنك مقطعها و لا هتعملي مش واخده بالك من دي...
قاطعتها نعمات هاتفه بخجل
=يخربيتك بس، انتي ايه هيفضل لسانك قبيح طول عمرك...
ضحكت شوقية قائلة
=عايزاني اقولك ايه ما انتي اللي بصورم و ماسكة البت كلام زي السم، ده انا لو مكانك امسك البت هاجر و افضل ازغط فيها لحد ما تبقي زي صدفة كده بدل ما هي شبه خلة السنان اللي هتتقطم...

قاطعتها نعمات قائله بحدة و قد اشتعل الغضب بداخلها فور سماعها كلماتها تلك
=لا يا حبيبتي انا حابه بنتي كده رشيقة عود فرنساوى، مبحبش انا التخان...
رمقتها شوقية بسخرية مغمغمة بهدوء مغيظه اياها
=ليه و هي صدفة تخينة يا وليه
لتكمل عندما رأت وجه شقيقتها يشتد بالغضب مشيره نحو منيرة التي كانت جالسة بوجه متجهم غاضب
=شايفة مرات اخوكي هتموت. مكنتش عايزه تيجي اصلاً...
اجابتها نعمات بصوت منخفض.

=حقها بقي يرفض بنت خاله صاحبة المال والجمال ويتجوز دي، ده انا فضلت 4 سنين اقنع فيه يتقدملها و ده ابداً و في ثانيه القيه جاي يقولي هتجوز صدفة بتاعت الطعمية...
قطعت جملتها مغمغمة بحدة عندما رأت شقيقتها تنفجر ضاحكة
=في ايه يا شوقية هو كل كلمة هقولها هتعقدى تتريقى و تضحكى.
ربتت شوقية على ساقها قائلة وهي تضحك
=معلش ياختي سامحيني بس انتي اللي كلامك غريب...
لتكمل بجديه.

=ومالها بتاعت الطعمية يا نعمات انتي نسيتي ان ابوكي الله يرحمه كان بياع بطاطس على عربية بحمار...
ارتبك وجه نعمات و ما ان همت بالرد دلفت صدفة للغرفة مقتربة منهم قائلة بهدوء
=احضر السفرة...
اجابتها نعمات بحده
=ايوه حطي الاكل و انا جايه وراكي اهو اساعدك...
اومأت صدفة براسها و ما ان همت بالمغادرة وصل إلى مسمعها كلمات شوقيه
=ما شاء الله هي صدفة اللي طابخلنا النهارده...
اجابتها نعمات بحده و ارتباك.

=صدفة ايه ياختي اللي طبخت هي مدت ايدها في حاجة، دي لسه اول مره تنزل هنا وانتوا جايين
لتكمل بابتسامة واسعة...
=هاجر هي اللي طابخة كل ده من بليل و صحت الصبح يا حبيبتي و نزلت راحت دروسها، دي عاملة شوية حاجات هتاكلوا صوابعكوا وراها يا شوقية...
لكن التانيه دي ممدتش ايدها في حاجه و لما بعتلها تنزل تساعد هاجر طنشتني ولا نزلت ولا عبرت...
لتكمل قائلة بانف منعكف بازدراء.

=وبيني و بينك احسن انا اتقرف أكل من ايدها...
زجرتها شوقية مغمغة بعتاب
=يوه عليكي يا وليه، لسانك مش كده
اكملت صدفة طريقها للخارج كما لو انها لم تسمع شئ من حديثهم هذا و كامل جسدها ينتفض بالغضب حيث كانت الدماء تغلي في عروقها كالبركان الثائر دلفت للمطبخ وهي تزمجر من بين اسنانها المطبقة
=اها يا وليه يا ناقصة يا واطيه بقي بعد هدتي و تعبي من الصبح تقولي بنتك اللي عامله كل ده، لا وبتقرفى تاكلي من ايدي...

عقدت ذراعيها اسفل صدرها بينما تهز جسدها بغضب و حركة عصبيه لكن سرعان ما ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة واسعة اتجهت سريعاً نحو احدي خزائن المطبخ وهي تغمغم
=مش بنتك اللي طابخه طيب اشربى بقى انتى و هى...
اخرجت احدي العبوات الكبيرة المكتوب عليها شطة أسواني و التي كان معروف عمها بانها اشد الانواع حرارة.
اخذت تضع منها بكثرة في جميع الاطعمة و الابتسامة الواسعة التي على شفتيها تتسع بشر و فرح
مغمغمة بانتصار.

=و ديني ما هخليهم يعرفوا يحطوا معلقة واحدة في بوقهم. ان ما خلتهم يتفوا عليكى
=بتنيلى ايه عندك...
ابتلعت باقى جملتها منتفضة في مكانها صارخة بفزع فور سماعها تلك الكلمات تأتى من خلفها ليتجمد جسدها و يشحب وجهها بخوف فور رؤيتها لءاك الشخص الواقف بباب المطبخ يرمقها بنظرات حادة مشتعلة. لتدرك انه قد تم كشف امرها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة