قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثاني والثلاثون

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثاني والثلاثون

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثاني والثلاثون

بعد مرور شهرين...
فور ان دلف راجح الى المنزل وصل اليه الصوت الصاخب لبكاء لطفليه.
ترك الحقائب التي كانت بيده و اتجه على الفور نحو غرفة المعيشة حيث كان الصوت يصدر منها...
تجمدت خطواته فور ان دلف الى الغرفة و رأى صدفة تحمل كل طفل على احدى كتفيها تهزهم برفق تبدو يائسة و هي تحاول تهدئت صراخهم المتواصل بينما كانت تبكى هي الاخرى بشهقات ممزقة و وجه احمر محتقن...
اندفع نحوها قائلاً بفزع.

=فى ايه يا حبيبتى بتعيطى ليه،؟!
اجابته باكية وهي لازالت تهز اطفالها الباكيين فوق كتفييها وهي تشعر بالاحباط و التعب الشديد
=مش عارفة اتعامل معاهم...
لتكمل من بين شهقات بكائها الممزقة
=انا تعبت، مبقتش عارفة اعمل ايه اسكت ده. ده يعيط، ده يسكت التانى يعيط
انحنى مربتاً بحنان على خدها قائلاً بهدوء
=طيب، استهدى بالله واهدى...
ليكمل وهو يستقيم واقفاً.

=هروح اعملهم رضعة علشان مش هتعرفى ترضعيهم وانتي مضايقة و بتعيطي كده...
خرج مسرعاً لكى يصنع لهم الطعام بينما اخذت صدفة تهمس لهم برجاء بينما مستمرة في تهدهديها لهم
=علشان خاطرى. كفاية...
لتكمل بعجز و هي تضم الطفلين الباكيين الى صدرها بحنان
=بس. بس يا قلب امك انت وهى، بس...

ظلت تهدهدهم بلطف محاولة تهدئتهم لكنهم استمروا بالبكاء حتى عاد راجح بزجاجتين من الحليب اعطاها احدهما قبل ان ينحنى و يحمل حمزة الذي كان لا يزال يبكى من بين ذراعيها يضمه الى صدره بحنان قبل ان يساعده بتناول زجاجة الحليب.
بينما فعلت ذات الامر صدفة التي اخذت ترضع حور من زجاجتها هي الاخرى بينما تحتضنها برفق...

اقترب منها راجح حتى اصبحوا جالسين ملاصقين لبعضهم البعض ظل يتطلع الى وجهها المحتقن و الذي اصبح مؤخراً شاحباً للغاية بسبب قلة نومها الفترة الماضية فقد كان طفليهما يرهقونها يمتصون كامل طاقتها فالاعتناء بتوأمان صغيران بمفردها يعلم انه امر صعب و مهلك رغم مساعدة والدته لها ببعض الاحيان الا ان والدته لم تعد كالسابق حيث اصبحت تتواجد بالمنزل قليلاً فقد كانت تخرج يومياً للقاء صديقاتها او البقاء عند احدى اشقائها كما هو اصبح مشغولاً بادارة الوكالة و تنظيم العمل بباقى المحلات لكنه سيعدل هذا الامر لن يتركها بمفردها بكل هذا...

اسندت صدفة رأسها على كتف راجح و هي تتنهد بتعب لتشعر به ينحنى عليها ويطبع قبلة حنونة على جبينها.
ظلوا على حالتهم تلك حتى انتهى كلاً من حمزة و حور من تناول طعامهم و غرقوا بالنوم في الحال.
نهض راجح هامساً لها بصوت منخفض حتى لا ييقظ الاطفال
=تعالى يلا ننيمهم في الاوضة...
اومأت برأسها من ثم نهضت و هي تحمل حور النائمة بين ذراعيها و اتجهوا نحو غرفة النوم.
وضعوا الطفلين كل منهما بفراشه الخاص.

من ثم جلس راجح على الاريكة التي بغرفة النوم جاذباً صدفة لتجلس فوق ساقيه محتضناً اياها بقوة
=مالك بقى فاهمينى كنت بعيطى ليه،؟
تنهدت صدفة بتثاقل وهي تحاول التحكم في الغصة التي تسد حلقها
=انا حاسة انى ست فاشلة يا راجح.
لتكمل و عينيها اصبحت ضبابيتين بالدموع.

=مش عارفة اعمل حاجة لا عارفة اخد بالى منهم حتى مش عارفة أأكلهم صح لو رضعت حور. حمزة يعيط اجى اسكته تقوم حور معيطة هي كمان و ابقى مش عارفة اسكتها و لا اسكته...
مرر يده على وجهها مبعداً شعرها المتناثر على عينيها الى خلف اذنيها بحنان بينما يستمع لها تاركاً اياها تخرج كل ما يضيقها.
همست بصوت منكسر و قد انسابت الدموع بصمت على وجنتيها.
=حتى البيت مبقتش عارفة انضفه كويس حتى انت...

لتكمل و قد تحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة
=مبقتش عارفة اهتم بيك، او حتى اطبخلك أكلة عدلة، انا مأصرة في حقكوا كلكوا انا عارفة...
قاطعها بصوت هادئ ممسكاً بمؤخرة عنقها ليدفن وجهها بعنقه
=شش اهدى. ياحبيبتى...
ليكمل وهو يربت بيده على ظهرها بحنان
=اولاً انتى مش مأصرة في حاجة بالعكس بتعملى اللى عليكى و زيادة، تربية توأم لوحدك مش سهلة يا صدفة اللى بتربى طفل واحد بيطلع عينيها ما بالك توأم...

ليكمل وهو يرفع وجهها عن عنقه يمسح بيده بلطف الدموع العالقة بوجنتيها
=انا اللى مأصر معاكوا، المفروض اخد بالى و اساعدك اكتر بس و الله كان غصب عنى الدنيا كانت مقلوبة في الشغل بس الحمدلله كله بدأ يتظبط و انا من النهاردة هكون معاكى و هساعدك على قد ما اقدر...
غمغمت صدفة بصوت متحشرج من اثر البكاء و هي تهز رأسها برفض
=لا يا راجح، اهتم انت بشغلك مالكش دعوة انا عارفة ظروفك و مقدراها...

غمغم بتصميم على الفور و هو يعقد ذراعيه من حولها
=الشغل بدأ يستقر متقلقيش، بعدين انا ناوى اشوف واحدة تيجى كل يوم تنضف شقة و تعمل الاكل، و تساعدك في شغل البيت...
قاطعته شاهقة بحدة و اعتراض
=لا طبعاً، مش هجيب حد ينضف شقتى و انا افضل قاعدة، بعدين مش هحملك مصاريف فوق طاقتك...
ضحك راجح بخفة و هو يهز رأسه على سذاجتها
=مصاريف ايه اللى فوق طاقتى يا صدفة...
ليكمل و هو يحيط وجهها بيديه يقبل مقدمة انفها.

=يا حبيبتى احنا الحال الحمد لله اتغير الوكالة و المحالات بيدخلولى مبلغ محترم في الشهر، مرتب الست اللي هاتيجى تساعدك مش هيفرق معايا.
ليكمل سريعاً عندما فتحت فمها لكى تعترض
=انا عايز اريحك، كفاية عليكى الولاد و تعبك معاهم. الست هاتيجى كل يوم ساعتين تنضف الشقة تعمل الغدا و تمشى. و ياستى لما حور حمزة يكبروا شوية نبقى نشوف تكمل معانا و لا لأ، اتفقنا.؟!
اطلقت تنهيدة طويلة قبل ان تومأ برأسها بالايجاب قائلة.

=اتفقنا...
ابتسم قائلاً و هو يوزع قبلات متفرقة حنونة على جبينها و وجنتيها
=شاطرة يا مهلبية. بحبك و انتى طيبة و غلبانة كده وبتسمعى كلامى على طول من غير ما توجعيلى قلبى...
بادلته الابتسامة قائلة بتردد وهي تعقد ذراعيها حول عنقه
=طيب بما انى طيبة و غلبانة وانت بتحبنى يبقى اكيد هتسامحنى. انى، بوظتلك القميص الاسود الجديد.
نفض ذراعيها من حول عنقه بحدة هاتفاً بغضب.

=نعم ياختى، بوظتى ايه.؟! ده انا ملبستهوش الا لبسه واحدة
غرزت اسنانها قبل ان تهمس بحرج
=اصل انا حطيته في الغسالة و انا نايمة على نفسى وبدل ما احط مسحوق چل، حطيت كلور...
ظل راجح يتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان ينهض على قدميه حاملاً اياها بين ذراعيه و هو يغمغم
=عوضى عليك يا رب، اعمل ايه بس. قدرى و نصيبى
عقدت ذراعيها حول عنقه مرة اخرى قائلة بحدة
=و ماله نصيبك بقي يا سي راجح.؟!

اجابها مبتسماً وهو يضعها فوق الفراش برفق
=نصيبى مهلبية بالقشطة...
انهى جملته طابعاً قبلة دافئة فوق عنقها مما جعلها تبتسم رفع رأسه يتطلع اليها بصمت قليلاً قبل ان يغمغم
=عندى ليكى مفاجأة...
غمغمت صدفة مبتسمة
=ايه.؟!
اجابها بهدوء و هو يمرر اصبعه فوق ملامحها يرسمها برقة
=قررت خلاص ان احاول اثبت ان ابويا هو مأمون الراوى وامى خديجة علام واغير اسمى في شهادة الميلاد...

صرخت صدفة بفرح لكنه اسرع بوضع يده فوق فمها يهمس بصوت منخفض
=وطى صوتك. هتصحيهم تانى...
هزت رأسها بالموافقة ليبعد يده عن فمها ببطئ نهضت صدفة جالسة تلقى ذراعيها حول جسده تضمه اليها بقوة و هي تهمس له بفرح
=برافو عليك يا حبيبى ده فعلاً احسن قرار خدته...
لتكمل و وجهها مشرق بابتسامة واسعة و الفرحة تلتمع بعينيها
= يا رب تقدر، تعمل ده يا رب...

ضمها اليه بقوة فقد كان هو الاخر يدعى بداخله ان يوفقه الى في اثبات نسبه لوالديه الحقيقين.
فقد امضى الشهور الماضية في السفر الى قنا حيث مسقط رأس والديه للبحث عن ادلة يثبت بها نسبه كما قام بزيارة المقبرة حيث دفن والديه وقتها شعر بشعور غريب اجتاح جسده و لم يقدر على التحكم بدموعه...
زفر بعمق بينما يطبع فوق عنقها قبله خفيفة قبل ان يدفعها بلطف فوق الفراش قائلاً.

=يلا يا حبيبتى نامى. ارتاحيلك شوية قبل ما يصحوا تانى.
غمغمت برفض بينما تحاول النهوض
=لا انا هقوم انضف الشقة، الشقة متبهدلة خالص.
دفعها مرة اخرى فوق الفراش مانعاً اياها من النهوض قائلاً
=لا نامى انتى، و انا هطلع انضفها...
هزت رأسها قائلة باصرار
=لا طبعاً، انت جاى من الشغل تعبان...
قاطعها بهدوء و هو يدفع برفق شعرها بعيداّ من فوق عينيها
=مش هتاخد منى نص ساعة. هخلص و اجى انام انا كدة كدة اتعشيت في الوكالة...

ليكمل سريعاً فور تذكره الطعام
=كلتى،؟!
اومأت له قائلة بينما تضع يدها فوق يده التي تحيط خدها
=اها ماما نعمات، اصرت ان انزل اتعشا معاها تحت قبل ما تخرج و تروح عند خالتو شوقية...
ابتسم راجح و هو يشعر بداخله بالسعادة لعلاقتها بوالدته التي اصبحت واطيدة للغاية
قبلها على خدها قائلاً بهدوء
=طيب يلا يا حبيبتى نامى تصبحى على خير...
ادارت وجهها وطبعت قبلة عميقة براحة يده قبل ان تجيبه
=و انت من اهل الخير يا حبيبى...

ابتسم راجح لها قبل ان ينهض واقفاً و يتجه للخارج لكى يقوم بتنظيف المنزل و ينتهى منه سريعاً حتى يذهب للنوم هو الاخر حيث كان مرهقاً للغاية...
بعد مرور عدة ايام.
كانت جميع العائلة مجتمعة بمنزل نعمات...
جلست صدفة بين كلاً من نعمات التي كانت تحمل حمزة و شوقية التي كانت تحمل حور...
غمغمت شوقية بفرح و هي تنظر الى حور التي بين يديها
=ما شاء الله يا صدفة حور نسخة منك. هتطلع قمر زى امها...

وافقتها نعمات قائلة بفخر
=دى هتوقف الحارة كلها على رجل لما تكبر، العرسان هتقف كدة بالطوابير و ابوها هيحط رجل على رجل و يتشرط.
ضحك كلاً من شوقية و صدفة
لتكمل نعمات و هي تنظر بحنان الى حمزة الذي بين ذراعيها
=تصدقوا كل ما اشوف حمزة افتكر راجح و هو قده كان نسخة منه...

ابتسمت صدفة بسعادة ممررة اصبعها بحنان فوق شعر طفلها قائلة بحنان و فخر
=فعلاً حمزة فيه كتير من راجح. يارب ميبقاش في الشكل بس وياخد شخصيته و طباعه كمان...
ضحكت شوقية قائلة بتهكم و هي تنكز نعمات في ذراعها
=شوفى البت وسهوكتها، ده الحب ول. ع في الدرا يا نعمات...
ثم انحنت هامسة باذن صدفة عدة كلمات جعلت الدماء تحتقن بوجهها من شدة الخجل.

مما جعل راجح الذي كان يتحدث الى مروان شقيقه يغمغم بتساؤل فور ان لاحظ ارتباك زوجته
=مالك و مال مراتى يا شوقية...
اجابته دافعه صدفة في ذراعها بخفة
=ياخويا و انا جيت جنبها، ده انا بسألها حاجة بسيطة لقيت وشها احمر...
لتكمل بتهكم وهي تلوى شفتيها
=انا عارفة ياختى، ستات دى ايه، بلا خيبة
هتف راجح بصوت مرتفع
=يا خالتى عيب مش كده...
قاطعته شوقية مطلقة زغروطة صغيرة و هي تهتف بصخب.

=يا دى الليلة الفلالى يا ولاد، راجح اخيراً قالى يا خالتى...
لتكمل بمرح وهي تغمز له بعينها
=ايه اللي حصل. وعقلك كدة لتكون علشان خلفت وبقى عندك عيال و خايف يتردلك اللى بتعمله فيا...
لوح راجح بيده قائلاً بسخرية
=مش لما تعقلى الاول انتى يا شوشو...
تفحصته من الاعلى لاسفل بنظرات ممتلئة بالغضب المصطنع
=يا خسارة تربيتى فيك...
لتكمل و هي تضم حور الى صدرها.

=بس يلا هسامحك معلش علشان خاطر حور القمر، اصل ناوية اجوزها لابن مدحت اى نعم هو لسه مخلفش ولا اتجوز بس مش مشكلة انا موافقة تبقى كبيرة عليه شوية. المهم تبقى حلوة زي امها كده...
ثم التفت من خلف ظهر صدفة تهمس لنعمات بصوت منخفض
=مش مدحت خلاص لقى بنت الحلال و ناوى يتقدملها...
رسمت نعمات ابتسامة على وجهها رغم الحزن الذي انفجر بداخلها
=مبروك يا حبيبتى. ربنا يتممله على خير يارب...

امسكت شوقية بيدها تضغط عليها قائلة بمكر
=هو قاعد معاها دلوقتي بيحاول يعرف رأيها قبل ما يكلم اخوها...
ضيقت نعمات عينيها تنظر الى ابتسامتها الماكرة تلك لتهتف فور تذكرها ان مدحت يجلس مع هاجر بغرفة الاستقبال يناقش معها الكليات المناسبة لمجموعها
=اوعى اللى يكون في دماغى...
هزت شوقية رأسها مبتسمة
=ايوه ياختى هو اللى في دماغك...
ابتلعت نعمات الغصة التي تشكلت بحلقها هامسة باضطراب
=هو عارف موضوع توفيق،؟!

اومأت شوقية برأسها قائلة بجدية
=ايوه عارف متقلقيش. و قال ان هي صغيرة وطبيعى تغلط بس المهم تتعلم من غلطها.
تنهدت نعمات براحة بينما ابتسمت صدفة التي كانت تسمع حديثهم هذا مما جعل راجح يسألها ما الذي حدث لتهز رأسها مخبرة اياه انه لا يوجد شئ.
بعد قليل خرج كلاً من هاجر و مدحت من الغرفة يبتسم كل منهما للأخر. مما جعل شوقية و نعمات ينظران الى بعضهم البعض و ابتسامة فرحة تملئ وجههما.

التف مدحت الى راجح الذي كان لا يزال يتحدث إلى مروان طالباً منهم التحدث على انفراد لينهضوا و يتجهوا الى غرفة الاستقبال...
بينما صدح رنين جرس الباب لتذهب هاجر لكى تفتحه.
لكن تشدد جسد نعمات فور ان رأت مايا خطيبة مروان تدلف الى الغرفة و هي تحمل عدة حقائب بين يديها ملقية عليهم السلام من ثم جلست تضع قدماً فوق الاخرى و تعبير من الغطرسة على وجهها.
انحنت نعمات على صدفة هامسة باذنها بصوت منخفض.

=قومى خدى العيال. نيمهيهم جوا في الاوضة بتاعتى، البت دى عينها وحشة مبحبهاش...
نظرت صدفة بارتباك اليها هامسة باعتراض
=بس يا ماما ميصحش...
همست نعمات بصوت حاد وهي ترمقها بغضب
=صدفة قومى اعملى اللي بقولك عليه...
نهضت صدفة على قدميها لتضع نعمات حمزة بين يديها برفق و هي تذكر الله بينما التفت الى هاجر
=هاجر خدى حور من خالتك و ادخلى نيمها جوا في اوضتى مع مرات اخوكى.

اومأت هاجر من ثم تناولت حور من بين يدى شوقية و ذهبت مع صدفة بالداخل وضعوا الاطفال بالغرفة التفت صدفة قائلة لهاجر بفرح
=مبروك يا هاجر...
ابتسمت هاجر قائلة بخجل
=الله يبارك فيكى...
لتكمل وعينيها تلتمع بالفرح ممسكة بيد صدفة.

=عارفة يا صدفة انا مش مصدقة ان مدحت طلب ايدى، انا اصلاً كنت معجبة به قبل توفيق بس قولت ان عمره ما هيبصلى علشان كان دايماً بيتعامل معايا انى اخته الصغيرة. انا حكيتله على موضوع توفيق وهو قالى ان كلنا بنغلط و ان المهم اعرف غلطى واتعلم منه...
صمتت للحظة قبل ان تتابع بنبرة ضعيفة و عينيها تلتمع بالدموع
=انا مش مصدقة ان كل ده بيحصل بجد. كلكوا سامحتونى. و ربنا رزقنى بمدحت، بعد كل اللى عملته فيكوا.

احتضنتها صدفة قائلة بحنان و هي تربت على ظهرها
=ربنا بيغفر يا هاجر. و احنا اخوات بس المهم زى ما مدحت قالك تكونى اتعلمتى من غلطك.
غمغمت هاجر سريعاً و بحماس
=و الله اتعلمت، و عمرى ما افكر أأذى اى حد في حياتى تانى ابداً انا كنت عاملة زى المغيبة مش عارفة عملت كل ده ازاى...
ابعدتها صدفة بلطف مربتة على ذراعها.

=انسى كل ده، و ركزى في مستقبلك ده المهم، و عايزة اقولك ان راجح اكيد هيقول لمدحت يكلم باباكى لانه ولى امرك مهما كان. بس متخفيش راجح هيقف معاكى حتى لو رفض
احتضنتها هاجر قائلة بصوت ضعيف
=ربنا يخاليكوا ليا يا صدفة.
انا بجد بعتبرك اختى...
ابتسمت صدفة قائلة بلطف
= ما انتى اختى الصغيرة فعلاً، و انا معاكى لو احتاجتى اي حاجة...
لتكمل سريعاً وهي تبتعد عنها
=يلا نطلع. احنا سيبنا مايا كتير وشكلها وحش...

اومأت هاجر مبتسمة بينما تتجه معها الى الخارج.
فور ان دلفت صدفة الى الغرفة حيث لازالت النساء تجلس رأت مايا تعرض بعض الملابس على شوقية و نعمات جلست بجانب هاجر على الاريكة قائلة بعدم فهم
=ايه ده يا مايا،؟!
اجابتها بمايا بهدوء بينما تستدير نحوها
=دى هدوم للبيع. اصل بدأت اشتغل اون لاين في حاجات برندات...
لتكمل قائلة بسخرية و استعلاء
=اها معلش مخدتش بالى انكوا مش هتفهموا يعنى ايه برندات، برندات دى تبقى...

قاطعتها صدفة وهاجر في ذات الوقت بحدة
=يعنى ماركات...
لتكمل صدفة بحدة و قد اشتعل الغضب بداخلها من كلماتها تلك فقد كانت بالفعل تعلم معنى الكلمة فبعد ان اصبحت تستطيع القراءة و الكتابة جلست مع هاجر لكى تعلمها كيفية استخدام منصات التواصل الاجتماعى مثل الانستجرام حيث تابعت العديد من الفنانات و المشاهير و كانت تحب ان تشاهد ملابسهم. الفخمة و الغالية.

=ماركات معروفة و مشهور يا مايا. ايه الصعب في كده علشان منفهموش
ضغطت مايا فمها بقسوة و غضب لكنها تنفست بعمق محاولة التحكم في غضبها رسمت ابتسامة على شفتيها بينما تضع امام هاجر عدة فساتين
=اختارى حاجة من دول يا هاجر ماما هتشتريلك واحد...
ابتسمت هاجر بفرح لتتناول الفساتين و تذهب لكى تقوم بتجربتها بينما التفت نعمات إلى مايا قائلة
=شوفى واحد كمان لصدفة...
اعترضت صدفة قائلة برفض.

=لا لا مش عايزة يا ماما، بعدين راجح مش هيوافق على ان البس كده. انا لبسى كله عبايات...
امسكت نعمات بيدها ضاغطة عليها برفق
=مالكيش دعوة براجح...
لتكمل ملتفة نحو مايا التي كانت تشتعل بالغضب و الغيرة بسبب معاملة حماتها الطيبة لصدفة
=شوفيلها فستان يا مايا...
غمغمت مايا بعصبية و غضب
=فستان ايه يا ماما اللى صدفة تلبسه مش هيليق عليها ولا هينفع لجسمها...
اطلقت شوقية صوت ساخر مقاطعة اياها.

=نعم ياختى. جسم صدفة ايه اللي ميلقش عليها ده انا بشوف بنات بتلبس فساتين الخروج دى في نفس جسم صدفة بيبقوا ماشيين يقولوا يا ارض اتهدى ما عليكى في حلاوتى...
لتكمل بخبث و هي تربت بحدة على ذراعها
=هدى انتى بس نفسيتك و شوفيلها حاجة من اللى معاكى...
اشتعل وجه مايا بالغضب بينما وضعت نعمات يدها فوق فمها تكتم ضحكتها وهي تهمس لها
=يخيبك يا بت شوقية، لسانك ده ايه.

ظلت مايا تتطلع بحقد و غل الى صدفة قبل ان تنحنى و تلتقط حقيبة كانت بجانب ساقها
=خدى جربي الفستان ده...
هزت صدفة رأسها قائلة برفض و ارتباك ملتفة نحو نعمات
=يا ماما بالله عليكى ما تعمليلى مشاكل مع راجح انتى عارفة غيرته...
ضحكت شوقية قائلة بمرح و هي تهز حاجبيها
=ما من حقه يغير مش المهلبية بتاعته، برضو...
اختطفت صدفة الفستان وهي تهمهم بحرج
=يالهوى عليكى يا خالتى بجد...

لتكمل مندفعة خارج الغرفة حتى تهرب من تعليقات شوقية التي تعلم بانها ستنتهى باحراجها بينما كانت عينين مايا تتابعنها و عينيها تلتمع بمكر...
دلفت صدفة الى الحمام لكى تقوم بتجربة الفستان لكنها ما ان وضعت رأسها بداخله و همت بادخال ذراعيها به.

سمعت صوت تمزق القماش مما جعلها تنزعه سريعاً و قد شحب وجهها بشدة وهي تتفحص باعين قلقة الفستان لتلطم خدها عندما رأت القطع الطويل الذي اصاب الفستان جلست على مقعد المرحاض تدفن وجهها بين يديها لا تعلم كيف ستخرج و تخبرهم انها تسبب بتمزيق الفستان فهذا امر محرج للغاية...
ظلت على حالتها تلك عدة دقائق قبل ان تستجمع شجاعتها و تخرج و تتجه الى الغرفة التي بها الجميع فور ان رأتها نعمات ابتسمت قائلة
=ها عجبك،؟!

همست صدفة بصوت مختنق وكامل وجهها مشتعل بحمرة الحرج
=ال، الفستان و انا بقيسه اتقطع...
انتفضت مايا واقفة تهتف بغضب مصطنع حيث كانت تعلم من البداية ان الفستان به قطع صغير و ما ان تحاول صدفة ان ترتديه سوف يتسع هذا القطع
فقد كانت تنوى ان ترجع هذا الفستان الى المورد الخاص بها حيث اكتشفته انه به عيب لكنها فور ان سمعت حماتها ترغب بشراء واحد لصدفة ارادت ان تلقنها درساً
=نعم، قطعتيه ازاى...

هتفت نعمات بغضب بينما تنهض هي الاخر و تقف بجانب صدفة
=في ايه بتزعقى كده ليه فداها...
صرخت مايا بغضب و انفعال
=يعنى ايه فداها ده الفستان تمنه ألف جنية...
هتفت شوقية بحدة وغضب
=الف جنية ليه يا ختى انتي هتشتغلينا...
اجابتها مايا بغضب
=اها الف جنية، ده براند
قاطعتها صدفة قائلة و هي تفكر كيف ستدبر لها هذا المباغ
=خلاص، هدفعلك تمنه، انا بوظت حاجة و انا هدفع تمنها...
هتفت مايا بعصبية و حدة.

=تدفعى ايه، انتى هتشتغلينى...
دلف راجح الى الغرفة بينما يتبعه كلاً من مروان و مدحت قائلاً بحدة
=فى ايه، ايه الزعيق ده...
ليكمل بقلق فور ان رأى وجه صدفة المنكوب ليتجه نحوها على الفور يحيط وجهها بيديه
=فى ايه يا حبيبتى، مالك؟!
اجابته مايا بحدة
=فى ان الهانم مراتك، دخلت تقيس فستان قطعته، فستان تمنه الف جنية.
لتكمل و هي تهز ساقيها بغضب بينما تعقد يديها اسفل صدرها بينما ترمق صدفة من الاسفل لاعلى بغل.

=مش عارفة واحدة زيها لا لها في لبس الفساتين ولا بتفهم فيهم تلبسه ليه اصلاً...
قاطعها راجح مزمجراً بشراسة
=بت انتى لمى لسانك و اتكلمى بأدب...
ليكمل بحدة و هو يخرج من جيبه حافظة نقوده اخذ منها مبلغ من المال قام بعده ثم دفعه نحوها
=فلوسك اهها، صوتك ده مسمعوش، و تانى مرة لما تتكلمى مع مراتى تتكلمى بأدب و الا قسماً بالله لأوريكى وش عمرك ما شوفتيه...
هتفت مايا بحدة و هي تزجره بغضب.

=هتعمل ايه هتضربنى يعنى و لا ايه. عمتاً مستبعدهاش بصراحة ان واحد همجى زيك يعملها...
اهتز جسد صدفة بغضب فور سماعها كلماتها تلك حيث لم تحتمل سماع اهانة زوجها صرخت بغضب و هي تندفع نحوها
= لا يا حبيبتى مش هو اللي هيضر. بك انا اللي هضر. بك و هديكى بالجزمة كمان...
انهت جملتها تلك مندفعة نحوها بغضب تحاول القبض على شعرها.
لكن تدخل راجح على الفور جاذباً صدفة بعيداً مما جعلها تنتفض مقاومة اياه وهي تصرخ.

=اوعى يا راجح. سيبنى...
همس باذنها بينما يحكم قبضته من حولها
=اهدى، اهدى، متركبيش نفسك الغلط...
هتفت بحدة وعينيها التي تنطلق منها شرار الغضب العاصفة
=مش شايف قلة ادبها، دى بتشتمك، عليا النعمة لأكلها الشبشب...
حاول راجح التحكم في الابتسامة التي ترتجف على شفتيه. و هو يفكر انها ظلت صامتة على كل ما قالته مايا لكن فور ان اقتربت منه تحولت إلى وحش كاسر، قبل اعلى رأسها بحنان هامساً لها
=طيب اهدى يا حبيبتى...

ثم التف الى تلك الواقفة و التي يمسك بذراعها مروان الذي كان واقفاً بصمت لم ينطق بكلمة واحداً
=مش خدتى فلوسك، اتكلى على الله يلا...
غمغمت نعمات وهي تهز رأسها بأسف
=اخص عليكى. اخص
لململت مايا اشيائها سريعاً قبل ان تلتف إلى نعمات قائلة بازدراء
=اخص عليا انا، ليه، انتوا اللى عالم همج ايديكوا سابقة لسانكوا...

شهقت نعمات بصدمة لكنها اسرعت بالامساك بشوقية التي كانت ترغب بالهجوم عليها بينما رمقتهم مايا بسخرية قبل ان تلتف و تتجه نحو الباب لكن اوقفها صوت مروان الحاد مما جعلها تلتف اليه تنظر اليه باستفهام. لكنها شهقت بصدمة عندما رأته ينزع خاتم خطبته من اصبعه و يلقيه نحوها قائلاً بازدراء
=انتى عيلة قليلة الاد. ب و انا استحملت كتير تصرفاتك اللى زى الز. فت لكن عند اهلى و اخويا و خط احمر...

فتحت مايا فمها واغلقته عدة مرات حيث اخرستها الصدمة لكنها انتفضت فازعة في مكانها عندما صرخ بقسوة
=اطلعى برا، برا...
التفت مغادرة على الفور بينما اتجهت نعمات اليه تحتضنه بين ذراعيها.
ربت راجح على كتفه مواسياً اياه لكنه اخبرهم انه غير حزين فقد كان يرغب بفسخ خطبته منها منذ فترة لكنه لم يكن يملك الجرئة لفعلها سوى الان...
في اليوم التالى.

كانت صدفة جالسة على الفراش بغرفة النوم تلعب بهاتفها عندما دلف راجح الى الغرفة و هو يحمل العديد من الحقائب. مما جعلها تنهض واقفة مستقبلة اياه ترتمى بحضنه عاقدة ذراعيها حول عنقه مما جعله يضع الحقائب من يده على الارض قبل ان يعقد ذراعيه حولها يضمها اليه دافناً وجهه بحنايا عنقها يستنشق رائحتها بعمق طابعاً قبلة حنونة على جانب عنقها قبل ان يرفع رأسه مرة اخري و يفصل عناقهم هذا انحنى ملتقطاً الحقائب مرة اخرى بين يديه دافعاً صدفة امامه برفق نحو الفراش.

=تعالى يا مهلبية شوفى جيبتلك ايه...
فرغوراجح محتويات الحقائب على الفراش لتتسع عينين صدفة بالصدمة عندما رأت الفساتين العديدة التي ملئت الفراش فقد كان هناك عدد كبير منها بمختلف اشكالها و الوانها
=ايه ده كله يا راجح انت اشتريت المحل كله و جيت...
لتكمل و هي تهز رأسها برفض
= لا يا راجح مش علشان اللي حصل امبارح تكلف نفسك كل ده، حرام تدفع المبلغ ده كله...

احاط خصرها جاذباً جسدها ليلتصق به قبل ان ينحنى يطبع بشفتيه قبلة على خدها الممتلئ هامساً باذنها بصوت اجش
=اولاً الفساتين دى انا مش شاريها علشان اللى حصل امبارح، انا في نيتى اجيبلك الفساتين دى من يوم عيد ميلاد فارس ابن شهد لما قولتى نفسى البس زى البنات. بس كنت مستنى ربنا يفرجها عليا.
ليكمل و هو يشدد من ذراعيه حولها جاذباً اياها نحوه حتى اصبحت ملاصقة به.

=ثانياً بقى يا مهلبية عايزك تفهمي ان حياتنا اتغيرت يعنى انا بقى معايا و لله الحمد فلوس نقدر نصرف منها براحتنا الوكالة بقت بتاعتى و المحلات كمان و بيدخلولى دخل محترم...
رفع يده ممرراً اياها بشعرها الحريري المنساب فوق ظهرها قبل ان يغمغم بصوت اجش
=فسيبنى اعوضك عن ايام الشقا، و ادلعك، براحتى
مررت يدها فوق ازرار قميصه قائلة بدلال اطاح عقله
= طيب ما انا كمان عايز ادلعك...

ابتسم قائلاً وهو يرفع يدها التي فوق صدره الى فمه يقبلها بحنان
=بطلى يا مهلبية، متاكليش بعقلى علشان في حاجات لسه في مفاجأة عايزة اوريهالك...
ليكمل وهو يبتعد عنها ملتقطاً احدى الحقائب مخرجاً منها صندق بلون الاحمر القانى قام بفتحه من ثم عاد اليها مرة اخرى رافعاً اياه امام وجهها لتشهق بصدمة فور رؤيتها للذهب الذي يملئه
=ايه ده كله يا راجح...

اجابها و هو يرفع يدها و يبدأ بوضع احدى الخواتم باصبعها ثم وضع اخر بيدها الاخرى اخر
=دى شبكتك، يا قلب و روح راجح انا اتجوزتك بدبلة ومحبس، و كان لازم اعوضك...
انهى جملته واضعاً بمعصمها عدة أساور من الذهب
ثم وضع حول عنقها سلسال رائع الجمال به اربعة من القلوب بكل قلب محفور اسم من اسماء عائلتهم
انفجرت صدفة باكية مرتمية بين ذراعيه تحتضنه بقوة هامسة له بكم تحبه بينما اطبق على شفتيها يقبلها بشغف.

تشددت ذراعيها حول عنقه و هي تميل نحوه اكثر و هي تتنهد بنعومة. ليغرقان بعدها ببحر شغفهم و اشتياقهم...
بعد مرور عدة ايام...
غمغمت اشجان بالهاتف
=يا صدفة افهمى الموضوع اللى انا عايزاكى فيه ده، حياة او موت يخص امك و متولى، لازم اقعد معاكى ضرورى.
لتكمل سريعاً و هي تتصنع البكاء عندما سمعت صدفة ترفض مقابلتها.

=و الله يا بنتى انا اتغيرت خالص. من بعد اللى حصل لاشرف ابنى، شوفى وقت اجيلك فيه بيتك بس ونبى راجح جوزك ميبقاش موجود بدل ما يطين عشتى انتى عارفاه...
تنهدت صدفة قائلة باستسلام
=ماشي تعالى بكرة، الساعة 3 العصر راجح بيبقى في الوكالة
همهمت اشجان موافقة قبل ان تغلق الهاتف و تستدير نحو توفيق الجالس بجانبها
=ايه رأيك،؟!
اجابها بهدوء و هو يتناول الهاتف منها حتى يتأكد انها اغلقت الخط.

=عال اوى، كده ضمنا ان راجح مش هيكون هناك، وانا عرفت بطريقتى ان حماتها و البت هاجر مسافرين عند خالتها زى كل اسبوع...
ليكمل و هو يجذب نفساً عميقاً من السيجارة التي بيده
=فهمتى بقى هتعملى ايه...
اومأت برأسها و هي تتلاعب بخصلات شعرها
=ايوه اول ما اطلع هحطلها المنوم في العصير اللى هي هتجيبه، واول ما يغمى عليها هرن عليك هتطلع انت...
ليكمل توفيق عنها قائلاً و ابتسامة ماكرة على شفتيه.

=هطلع انا، اقلعها هدومها. واصورها ملط وهي في حضنى. بعدها نمشى و صورها تتبعت لكل راجل في الحارة، وقتها راجح مش هيعرف يورى وشه حتى لمخلوق واحد و في الاخر لهيقتلها، ليقتل نفسه...
فى اليوم التالى...
جلست صدفة تنظر بحدة الى اشجان قائلة بحدة...
=هااا، خير كنت عايزانى في ايه،؟!
غمغمت اشجان بارتباك
=طيب مش تجيبلى حاجة اشربها الاول، ده انا ريقى ناشف...

ظلت صدفة تنظر اليها بكراهية عدة لحظات قبل ان تتنهد وتنهض حتى تجلب شئ تتناوله لكن اوقفتها اشجان قائلة
=ابقى هاتى حاجة لنفسك برضو تشربيها الجو حر، علشان انتى بترضعى السوايل حلوة ليكى.
اخذت تتطلع اليها صدفة عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها.

ذهبت و عادت تحمل كوبين من عصير المانجا وضعتهم بالطاولة التي امامها ثم جلست مرة اخرى بمكانها لكن ما ان جلست سمعت صوت بكاء احدى طفليها لتنهض مسرعة متجهه نحو غرفة النوم بعد ان همهمت مستأذنة من اشجان.
التى ابتسمت بفرح حيث كانت الظروف بأكملها تساعدها.
اخرجت من حقيبتها المنوم و وضعته باحدى الكوبين بعض النقط. قبل ان تخرج عصا صغيرة من حقيبتها حيث اخذت تقلب العصير حتى تدمج المنوم به...

بعد عدة دقائق عادت صدفة مرة اخرى اخذت اشجان تحدثها عن ميراثها من والدتها و ان متولى قد اقنع والدتها بان تكتب نصف الشقة غمغمت صدفة بحدة
=ما كل ده انا عارفاه ايه الجديد، مش فاهمة
تنحنحت اشجان وهي لا تدرى ما تجيبها لكن رن هاتفها مما جعلها تتخذها حجة حتى تتهرب من اجابتها.
نهضت واقفة عند الشرفة تتحدث بهمس بالهاتف الى توفيق الذي كان يتصل باستمرار حيث تأخرت عليه
=لا لسه شوية اها. اها.

كانت تتحدث وهي تولى صدفة ظهرها لكنها كانت تدير رأسها بين الحين و الاخر تراقبها...
لكنها فور ان رأتها تمسك بالكوب و ترتشف منه غمغمت برضا
=لا تمام اوى كده، خلاص خمس دقايق و هتصل بيكى يا حبيبتى اها...
اغلقت معه ثم عادت جالسة مرة اخرى بمكانها و عينيها تلتمع بالرضا وهي تشاهد صدفة ترتشف من العصير بينما عينيها تغلق ببطئ ليسقط فجأة الكوب من بين يديها و يرتمى رأسها الى الخلف و هي غائبة عن الوعى...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة