قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثالث والثلاثون والأخير

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثالث والثلاثون والأخير

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثالث والثلاثون والأخير

ظلت اشجان تحدث صدفة عن ميراثها من والدتها و ان متولى قد اقنع والدتها بان تكتب نصف الشقة غمغمت صدفة بحدة
=ما كل ده انا عارفاه ايه الجديد، مش فاهمة
تنحنحت اشجان وهي لا تدرى ما تجيبها لكن رن هاتفها مما جعلها تتخذها حجة حتى تتهرب من اجابتها.
نهضت واقفة عند الشرفة تتحدث بهمس بالهاتف الى توفيق الذي كان يتصل باستمرار حيث تأخرت عليه
=لا لسه شوية اها. اها.

كانت تتحدث وهي تولى صدفة ظهرها لكنها كانت تدير رأسها بين الحين و الاخر تراقبها...
لكنها فور ان رأتها تمسك بالكوب و ترتشف منه غمغمت برضا
=لا تمام اوى كده، خلاص خمس دقايق و هتصل بيكى يا حبيبتى اها مع السلامة...

اغلقت مع توفيق ثم عادت جالسة مرة اخرى بمكانها و عينيها تلتمع بالرضا وهي تشاهد صدفة ترتشف من العصير بينما عينيها تغلق ببطئ ليسقط فجأة الكوب من بين يديها و يرتمى رأسها الى الخلف و هي غائبة عن الوعى...
اقتربت منها اشجان ببطئ حتى تتأكد من انها غائبة عن الوعى بالفعل.

ضربتها برفق فوق خدها و هي تهمس باسمها لكن لم تصدر صدفة اى استجابة لتسرع اشجان على الفور باخراج هاتفها و الاتصال بتوفيق و اخباره بان يأتى مسرعاً من حيث كان ينتظر بالأسفل...
و بالفعل لم تمر دقيقتين الا و فتحت اشجان الباب لتوفيق الذي دلف الى الداخل بانفس لاهثة.
جذبته للداخل قائلة بلهفة.

=اقلع هدومك يلا بسرعة و انا هقلعها علشان تلحق تصورها انا عايزاك تتصور معاها صزر تخلى راجح الراوى يدفنها وهي حية فاهم...
لتكمل سريعاً و هما يتجهون نحو صدفة
=يلا. يلا تعالى ساعدنى، مش هعرف اقلعها لوحدى...
غمغم توفيق و هو يتأمل صدفة الملقية على المقعد غائبة عن الوعي باعين تلتمع بالشغف و الشهوة
=اوبا، ايه ده. ده الحلو. زاد حلاوة...
ضربته اشجان في ذراعه قائلة بحدة.

=اخلص يا خويا مش وقت ريالتك. وساعدني يلا اقلعها خالينا نخلص...
تنهد توفيق باستسلام قبل ان ينحني على صدفة يهم برفعها من ذراعيها قائلاً بصوت ممتلئ بالشهوة
=اخيراً، اخيراً هلمسك يا جميل،؟!
و لكن ما ان هم بلمسها شعر بيدين تجذبانه بقسوة من الخلف بعيداً عنها لتجف الدماء بعروقه من شدة الخوف فور ان وصل الى سمعه صوت راجح الغاضب الذي كان يعصف من خلفه
=ابعد ايدك يا زب. الة يا واطى.

ليكمل بشراسة و هو يديره نحوه مسدداً له لكمه قوية اصابت وجهه و كادت ان تطيح برأسه من مكانه
=عليا النعمة لأقتلك يا ابن الك...
فلاش باك
غمغمت صدفة بحدة بالهاتف
=لا ونبى و انتي عايزة تشوفينى ليه ان شاء الله
لتكمل بحدة و غضب
=لا طبعاً مش هقابلك، انا لا عايزة اشوفك و لا اشوف خلقتك العكره.

لكنها ابتلعت باقى جملتها مطلقة تأوه منخفض عندما نكزها بذراعها راجح الذي كان يقف بجانبها يستمع الى المحادثة التي بينها و بين اشجان رفعت رأسها نحوه تزجره بغضب و هي تمتم محركة شفتيها بدون صوت حتى لا يصل الى اشجان
=ايه. عايز ايه،؟!

انحنى راجح عليها مبعداً بيده شعرها الى الخلف بعيداً عن اذنها قبل ان يهمس بداخلها بينما يده الاخرى تقبض على يدها الممسكة بالهاتف مبعداً اياها حتى لا تصل كلماته الى اشجان التي على الجهه الاخرى من الهاتف
=قوليلها موافقة تقابليها بكرة الساعة 3 العصر
هزت صدفة رأسها برفض و غضب لكنه سدد لها نظرة صارمة حادة جعلتها ترتبك زافىة بسخط قبل ان ترفع الهاتف و تنفذ ما قاله على الفور.

و ما ان انهت المكالمة مع اشجان القت بالهاتف على الطاولة مستديرة اليه هاتفة بحدة
=انت ليه عايزني ادخل الست القرشانة دي بيتي.
وضع يديه فوق كتفييها مقرباً اياها منه قائلاً برفق محاولاً تهدئتها
=خالينا نجيب اخرها يا صدفة، اكيد متفقة مع عابد على حاجة...
تأففت صدفة مغمغمة بعصبية
=يا راجح ايه لازمتها وجع القلب بس. ما احنا بعيد و مرتاحين...
ربت على كتفيها محاولاً تهدئتها حيث كان وجهها يظهر عليه القلق و الخوف.

=مينفعش اتجاهلهم يا صدفة، هما كدة ناويين على مصيبة لنا. الاحسن يبقوا تحت عيني و ابقي واخد احتياطاتي. بدل ما يغفلونى و يأذوكى و لا يأذوا حمزة و حور...
شحب وجهها بخوف فور سماعها كلماته تلك مما جعله يضمها إلى يحتضنها بقوة هامساً بالقرب من اذنها
=متخفيش يا حبيبتى. محدش هيقدر يلمس شعرة منك او من ولادنا طول ما انا على وش الدنيا.

قبضت يديها على ظهر قميصه تتشبث به بقوة و هي مغلقة عينيها داعية الله ان يحفظه لها و يحفظ اولادهم من شر هؤلاء الملعونين...
باليوم التالي...
كان راجح يقف مختبئاً باحدى زوايا ردهة شقته يراقب باهتمام اشجان الجالسة تتحدث إلى صدفة بكلمات عشوائية غير مرتبة بينما كان التوتر مرتسم على وجهها بوضوح كما لاحظ ايضاً قبضة يدها التي كانت متشددة بقوة حول حقيبتها كما لو كانت تخفى بها شيئاً ما.

صدح في الارجاء صوت بكاء احدى طفليهما مما جعل صدفة تنهض لكي تذهب و تهدئه تاركة اشجان بمفردها...
ظل راجح مكانه عدة لحظات يراقب باهتمام اشجان.
لتشتعل عينيه بالغضب فور ان رأها تفتح حقيبتها و تخرج عبوة صغيرة اسرعت بافراغ محتوياتها باحدى اكواب العصير الموضوعة على الطاولة امامها مما جعله يزمجر من بين انفاسه بقسوة
=كنت عارف يا بنت الكل، انك ناويه على حاجة.

انسحب مسرعاً نحو غرفة النوم حيث توجد صدفة التي كانت جالسة على طرف الفراش تضم حمزة إلى حضنها بحنان تطعمه جلس على عقبيه امامها محيطاً وجهها بكفيه ينظر اليها بصمت بينما الخوف عليها يعصف بداخله فعند رؤيته ما فعلته اشجان بالعصير ادرك ان عقلهم الاجرامى اخطر مما كانوا يتوقع بكثير.
هزت صدفة رأسها قائلة بقلق عندما ينظر ظل صامتاً
=في ايه يا راجح، مالك؟!
خرج من شروده هذا قائلاً بصوت يملئه التوتر.

=صدفة، العصير اللى برا اياكي تشربى منه، اشجان حاطت حاجة حاجة...
عقدت صدفة حاجبيها مغمغمة بارتباك
=حاطت فيه ايه مش فاهمة،؟!
انتفض واقفاً على قدميه قائلاً بعصبية
=و انا ايه عرفنى يا صدفة، المهم متشربيش منه...
ليكمل وهو ينحنى يلتقط منها حمزة الذي اصبح غارقاً بالنوم واضعا بفراشه بجانب شقيقته حور النائمة هي الاخرى.
=يلا، اطلعيلها...
ليكمل و هو يضمها اليه بحنان عندما لاحظ الخوف المرتسم على وجهها.

=متخفيش انا معاكى...
اومأت برأسها لكنها وقفت عدة لحظات تلتقط نفساً طويلاً مرتجفاً قبل ان تتجه نحو الخارج ليتبعه راجح و يختبئ في مكانه السابق حتى يراقب ما تفعله اشجان.
شاهد صدفة تبدل اكواب العصير بينما اشجان منشغلة بالتحدث في الهاتف اخذت ترتشف منه ثم تصنعت الاغماء.
تشدد جسده بعصبية عندما سمع اشجان تتحدث مع رجل و تخبره ان يصعد الى الاعلى ظل عدة دقائق ينتظر قبل ان يطرق احدهما على الباب و تفتح له اشجان.

كان يتوقع ان يرى عابد لكن اهتز جسده بعنف كما لو صاعقة قد ضربته فور رؤيته لتوفيق يدلف الى داخل الشقة بدلاً من عابد ظل عدة لحظات مكانه حتى استوعب اخيراً ما يحدث.
نهاية الفلاش باك.

ترنح توفيق الى الخلف سريعاً بعد تلقيه لكمة قوية من راجح لكنه استعاد توازنه مرة اخرى سريعاً مندفعاً نحو راجح يسدد له ضربة قوية اصابت جانب وجهه و ما ان هم بتسديد ضربة اخرى له قبض راجح على ذراعه يلويه خلف ظهره بقسوة ضارباً اياه برأسه عدة ضربات متتالية اصابت وجهه مما جعل كلاً من انفه و فمه ينزفان بغزارة.
ظل يسدد له الضربات حتى سمع اخيراً صوت تكسر عظام انفه و تكسرت بعضاً من اسنانه و سقطت من فمه.

القاه ارضاً ثم قبع فوقه يسدد له لكمات عديدة غير ابهاً لصراخاته المتألمة فقد كان راجح كاعصار من الغضب الساحق الذي يهدد بأخذم روحه.
بينما بالجهة الاخرى من الغرفة قبضت اشجان على شعر صدفة تجذبه بعنف و غل.

مما جعل صدفة تقوم بضربها بقدمها في بطنها لتتراجع اشجان الى الخلف ممسكة ببطنها و على وجهها يرتسم الالم لكنها سرعان ما استقامت واقفة مرة اخرى و الغل و الغضب يرتسمان على وجهها ركضت نحو حقيبتها التي فتحتها واخرجت منها سكين صغير صرخت بشراسة بينما عينيها تلتمع بغل و قسوة بينما تلوح بالسكين التي بيدها
=قسماً بالله لأحسره عليكى يا بنت الكل. ب...

تراجعت صدفة الى الخلف بخوف عندما رأتها تتقدم نحوها و التصميم و الجنون مرتسمان بعينيها
صرخت هاتفة باسم راجح الذي كان لا يزال قابعاً فوق توفيق يسدده له الضربات طالبة منه المساعدة لكنه لم يسمعها حيث كان منشغلاً بما يفعله.

حاولت الركض و الهرب من تلك المجنونة التي تلاحقها لكنها تعثرت و سقطت على الارض بقسوة هجمت اعليها اشجان على الفور تحاول طعنها بالسكين لكن اخذت صدفة تحاول انقاذ نفسها محاولة الامساك بيدها للنى تقبض على السكين و دفعها بعيداً صرخت باسم راجح باغلى صوت لديها بصوت يملئه الفزع و الخوف...

كان راجح لا يزال يسدد الضربات المتفرقة و القاسية بانحاء جسد توفيق الذي كان يقاوم بصعوبة هجماته تلك عندما سمع صوت صدفة تصرخ باسمه ادار رأسه نحوها لتتجمد قبضته التي كان يضرب بها توفيق و قد اهتز جسده بعنف عندما رأى اشجان تمسك بسكين و تحاول طعن زوجته التي كانت ملقية على الارض عاجزة تماماً تحاول الهروب منها و وجهها شاحب كشحوب الاموات يرتسم عليه الارتعاب و الخوف.

انتفض مبتعداً عن توفيق على الفور راكضاً نحو زوجته حتى ينقذها من بين يدى تلك المريضة لكنه شعر بالدماء تجف بعروقه فور ان رأي السكين يصيب ذراعه صدفة و يتسبب بجرح كبير به و الدماء تندفع منه بغزارة لم يشعر بنفسه الا وهو يهجم على اشجان يقبض على شعرها يجذبها منه بقسوة صافعاً اياها عدة صفعات متتالية و قد جن جنونه القاها ارضاً و اخذ يضربها بقدمه بانحاء جسدها و هو ينعتها بافظع الشتائم فقد تسبب رؤيته لدماء زوجته الى فقد عقله حولته لم يتركها الا بعد اصبح وجهها وكامل جسدها ممتلئ بالكدمات و الدماء.

ثم اسرع منحنياً فوق زوجته التي كان ذراعها ينزف بغزارة مغمغماً بلهفة وخوف و هو يمزق ذراع عبائتها حتى يفحص جرحها
= صدفة، حاسة بايه يا حبيبتى.؟
ليكمل ويده تطبق فوق الجرح النازف الذي بذراعها بينما يمرر عينيه بلهفة فوق باقى جسدها بحثاً عن جرح اخر قد اصابها
=حصلك حاجة، اتجرحتى في اي حتة تانية.؟!
هزت صدفة رأسها هامسة بصوت مرتجف
=لا...
لتكمل وهي تنفجر باكية دافنة وجهها بعنقه
=بس دراعى بيوجعنى اوي...

ضمها اليه يربت بحنان فوق جانب وجهها بيده التي كانت ترتجف بشدة و عقله ينسج سيناريوهات مرعبة حول اصابتها مما جعله ينتفض واقفاً حاملاً اياها بين ذراعيه حتى يذهب بها إلى المشفى عندها لاحظ اختفاء توفيق الذي استغل انشغاله بزوجته و فر هارباً...
بينما كانت اشجان لازالت مستلقية على الارض و هي غائبة عن الوعى.

حمل صدفة و اتجه بها نحو غرفة النوم انزلها برفق حتى ترتدى حجابها بينما اتجه هو نحو طفليه يحملهما بين ذراعيه حتى يصطحبهم معهم فلا يمكنه تركهم هنا بمفردهم مع اشجان غادروا المنزل على الفور لكن اغلق راجح باب المنزل بالمفتاح من الخارج حتى لا تستطيع اشجان الهرب لحين عودته مرة اخرى.

عاد كلاً من راجح و صدفة الى المنزل بعد ان قام الطبيب بتضميد جرحها حيث اكد انه ليس خطيراً من ثم قاموا بالمرور على خالته شوقية حتى يتركوا الاطفال مع والدته التي كانت تزور شقيقتها.

وعادوا مرة اخرى الى المنزل و فور دخولهم الى المنزل وجدوا اشجان جالسة بوجهها النازف المتورم على الارض تنظر امامها باعين فارغة لكن ما ان رأتهم انتفضت ناهضة مندفعة نحوهم محاولة الهجوم عليهم لكن اسرع راجح بالقبض على شعرها يجذبه بقسوة مما ارجع رأسها الى الخلف قبض بيده الاخرى على فكها يعتصره بقوة وهو يزمجر بشراسة
=اظبطى نفسك يا روح امك. بدل ما اقسم بالله اول. ع فيكى...

انهى جملته مشدداً من يده حول فكها مما جعلها تصرخ متألمة منفجرة في البكاء.
ربتت صدفة الواقفة بجانبه على ذراعه برفق مغمغمة بصوت يملئه الخوف والقلق من غضبه المشتعل هذا الذر قد يجعله يرتكب شيئاً احمقاً
=اهدى. اهدى علشان خاطرى...
التف اليها قائلاً بحدة و صرامة
=مالكيش فيه يا صدفة و ادخلى يلا اوضتك...
ليكمل بنبرة اقل حدة عندما لاحظ القلق المرتسم على وجهها.

=متخفيش مش هعمل فيها حاجة، انا بس هخلى اللى باع مراته و عياله علشان واحدة متسواش يعرف حقيقتها...
صرخت اشجان بهستيرية وهي تمسك بمعصمه تحاول ابعاد يده عن شعرها و تحريرها
=اوعى سيبنى، مش هروح معاك في حته...
تشددت قبضته الممسكة بشعرها جاذباً اياها بقسوة اكبر و هو يغمغم بسخرية
=ايه خايفة يعرف. وساختك مع توفيق، مش عارف ازاى لحد. دلوقتى مش عارف نوعك الوس. خ.

ليكمل بسخرية لاذعة و هو يلوى رأسها اكثر إلى الخلف مما جعلها تأن متألمة
=الا قوليلى يا اشجان، جوزك يعرف عن بيت الدعارة اللي انتي فتحاه ده. مرة عابد و دلوقتي توفيق. و يا عالم مين كمان...
هتفت اشجان بشراسة و هي لازالت تحاول التحرر منه
=و انت مالك، كنت جوزى ولا كنت جوزى علشان تحاسبنى...
ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما صدح رنين جرس الباب...
شاهدت بارتباك و خوف صدفة و هي تذهب لكي تفتحه...

لكنها تراجعت بخوف الى الخلف عندما رأت عابد يدلف إلى المكان هاتفاً بحدة
=عايز ايه يا ابن مأمون بتتصل بيا ليه ف...
لكنه ابتلع باقى جملته و قد تجمدت قدميه مكانه و اتسعت عينيه بالدهشة فور ان رأى اشجان التي كان راجح لا يزال يقبض على شعرها و وجهها المتورم النازف صاح بصوت جهورى غاضب
=ايه ده،؟ انت عملت فيها ايه بالظبط،؟!

قام راجح بدفع اشجان بحدة نحوه لترتطم بقسوة بصدره مما جعله يسرع بالامساك بها قبل ان تسقط ارضاً
=جايبك تلم زبالتك...
ليكمل ببرود و هو يتقدم نحوه عدة خطوات حتى اصبح يقف امامه
=الزبا. لة اللى انت ماشى معاها في الحرام مطلعتش بتقرطس جوزها معاك بس لا، طلعت بتقرطسك انت شخصياً و ماشية مع توفيق الحلوانى...

تصلب وجه عابد فور سماعه كلماته تلك اخفض رأسه ينظر بعينين تلتمع بالقسوة الى اشجان التي شحب وجهها على الفور من شدة الخوف...
لكنها اسرعت بالتشبث بصدر عبائته لاجئة الى احدى حيءها حتى تنقذ نفسها هامسة ببكاء مصطنع
=متصدقهوش يا عابد، ده هجم عليا في الشقة و جابنى هنا غصب و فضل يضرب فيا...
لتكمل من بين شهقات بكائها المصطنعة بينما تدفن وجهها في صدره محاولة كسب تعاطفه.

=اكيد عرف اللى بنا من امه، و حب يوقع ما بنا، ده عدمنى العافية يا عابد مفيش في جسمى حتعدة ساليمة.
انهت جملتها دافنة وجهها اكثر بصدره و صوت بكائها يرتفع بشدة
ربت عابد على ظهرها محاولاً تهدئتها قبل ان يرفع رأسه ينظر الى راجح يزجره بنظرات ممتلئة بالكراهية و الغضب
=فكرك، انى هصدق كلمة منك يا ابن مأمون ليه شايفنى مختوم على قفايا علشان اصدقك، انا عارف انك بتكرهنى و نفسك توقعنى...

ليكمل بقسوة و قد اسود وجهه من شدة الغضب
=و تلاقيك عرفت ان توفيق استغلنى في موضوع هاجر، فحبيت تعمل الفيلم ده، فكرك انك كده هتدمرنى يا ابن مأمون ده بعينك...
وقف راجح ينظر اليه عدة لحظات دون ان يبدى اى ردة فعل قبل ان تلتوى شفتيه في ابتسامة ساخراً قائلاً ببرود
=تصدق بالله. و الله انا مش مستغرب كلامك، مكنتش متوقع منك غير كدة، اصلاً
ليكمل بسخرية لاذعة و هو يرمق عابد بنفور.

=بس انا بلغتك وعرفتك اللى فيها و عملت اللى عليا قدام ربنا...
انهى جملته متجهاً الى الامام عندما لاحظ صدفة الواقفة خلف اشجان و عابد و الخوف مرتسم على وجهها جذبها من خلفهم نحوه محيطاً كتفيها بذراعه يضمها اليه بحماية هامساً باذنها بحنان
=متخفيش يا مهلبية، انا معاكى.

ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيها محاولة ان تظهر له انها بخير من ثم احاطت خصره بذراعها تضمه اليها بادلها راجح الابتسامة قبل ان يستدير الى عابد الذي كان يراقبهم بقسوة و غضب قائلاً ببرود و الابتسامة التي على شفتيه تتسع اكثر
= يلا خد الزبالة اللي عمالة تنوح على صدرك زى الكل. ب الجربان و غوروا يلا من هنا مش عايز انجس بيتى بوجودكوا اكتر من كدة...
اندفع عابد نحوه متقدماً خطوة الى الامام مزمجراً بصوت عاصف.

=انت بتغلط في مين يالا انت...
نحى راجح صدفة خلف ظهره بحماية قبل ان يتقدم نحوه هو الخر حتى اصبح يقف امامه مباشرة قائلاً ببرود ضاغطاً على حروف كلماته بقسوة و هو يتطلع اليه باعين ممتلئة بالتحدى و الاستفزاز
=اقصدك انت و الزبالة اللى معاك، هاا. هتعمل ايه؟ اخرك هاته.

وقف عابد يتطلع عدة لحظات بصمت مبتلعاً غصة الخوف التي تسد حلقه فقد كان يعلم بانه لا يمكنه ان يتحداه او يتصدى له فقد كان يقدر على سحقه بكل سهولة فهو لم يعد والده الذي كان يجب عليه احترامه و تحمل كلمات السامة كالسابق.
ظل يتنفس بعمق محاولاً تهدئت الغضب المشتعل بصدره لينجح بكظمه بالنهاية من ثم استدار بصمت قابضاً على ذراع اشجان ساحباً اياها معه الى خارج المنزل مغلقاً الباب خلفه بقوة...

بينما وقف راجح بجسد متشدد يتابع خروجه هذا باعين تلتمع بنيران الغضب المحترقة بداخله.
لكن تبدد غضبه هذا عندما شعر بصدفة تأتى من خلفه و تحتضنه من الخلف ملتصقة بظهره عاقدة ذراعيها حول خصره تضمه اليها مقبلة ظهره عدة قبلات متتالية محاولة مواساته ظناً منها انه قد تأثر بتكذيب عابد له و تصديق اشجان
=علشان خاطرى متزعلش نفسك، هو مش جديد عليك...

امسك بيديها التي تعقدها فوق بطنه و جذبها امامه حتى اصبحت تقف بمواجهته احتواها بين ذراعيه يضمها إلى صدره مقبلاً اعلى رأسها
=ولا يفرق معايا يا صدفة، انا عملت اللي عليا علشان ربنا بس، هو بقي مش مصدق براحته، خليه يشرب
هزت رأسها بالموافقة قائلة بحنان بينما تدفن وجهها اكثر بصدره
=صح يا حبيبى، انت عملت اللي عليك...
لتكمل و هي ترفع رأسها اليه
=مش هنروح نجيب حور و حمزة من عند خالتو شوقية،؟!

احاط وجهها المرتفع بيديه مقبلاً اعلى انفها بحنان
=هيباتوا النهاردة مع ماما و شوقية هما هياخدوا بالهم منهم، انا عايزك النهاردة ترتاحي خالص.
همت صدفة ان تعترض فهي لم تفارق اطفالها منذ ولادتهم لكنها اغلقته مرة اخري عندما شعرت بالانهاك و التعب يجتاحها فهى تحتاج بالفعل الى الراحة بعد ما تعرضت اليه من ضغوطات هذا اليوم.

انحنى راجح حاملاً اياها بين ذراعيه متجهاً بها الى غرفة النوم ساعدها في التخلص من ملابسها الممتلئ بالدماء. ثم قام بتحميمها لكى تتخلص من الدماء الملتصقة بجسدها ثم ساعدها في ارتداء ملابس النوم النظيفة...

ثم استلقى معها بالفراش يضمها اليه بحنان يوزع قبلات متفرقة فوق وجهها و هو يحمد الله على سلامتها ظل محتضناً اياها عاقداً ذراعيه من حولها دافناً وجهه بعنقها يمتص أنفاس عميقة من رائحتها تمر الدقائق و يقترب الفجر، لكنه لا يمكنه تركها فهذة المرأة هي الحياة بالنسبة اليه
فهو يعلم جيداً انه لن يكون قادرًا على التنفس بدونها في حياته.
بعد مرور اسبوعين...
تراجع عابد الى الخلف في مقعد مكتبه متحدثاً بالهاتف بحنق.

=ما خلاص يا اشجان هي قصة، ايه مبتزهقيش...
غمعمت اشجان بحدة و غضب
=لا مبزهقش، و مش هسكت و لا هيهدالى بال الا لما تجبيلى حقى من اللي اسمه راجح و مراته...
تأفف عابد بغضب ويده الممسكة بالهاتف تتشدد بغضب
=حاضر يا اشجان هجيبلك حقك، بحضرله حاجة مغتبره كلها 3 ايام اظبط امورى و هنفذ...
قاطعته سريعاً بحدة.

=اهى كلها وعود ياوسى عابد و مبشوفش منك حاجة زي ما و عدتنى كدة تكتبلى المحلات من يجى 6شهور، و لحد دلوقتي مشوفتش منك حاجة.
فرك عابد وجهه بعصبية قبل ان يهمهم بتململ
=حاضر يا اشجان اسبوع اظبط امورى و هعملك اللى عايزاه، ها حاجة تانية،؟!
اجابته اشجان بهدوء و قد اصبح صوتها أكثر ليناً
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى...
لتكمل سريعاً.

=اها صحيح كنت هنسى، انت مينفعش تجيلى النهاردة، اصل البت توحة بنت اختى هاتيجى تبات معايا النهاردة...
قطب عابد حاجبيه عدة لحظات قبل ان يغمغم بغضب
=هى بنت اختك دى كل شوية هتنطلنا ولا ايه، ايه الحكاية بالظبط
ليكمل زافراً بحنق
=عمتاً كدة، كدة مكنتش جاى عندى بضاعة هستلمها و هسهر في المحل، بس خلى بنت اختك تخف رجلها شوية يا اشجان مش كدة...
غمغمت اشجان بصوت مرتبك و هي تحاول امتصاص غضبه.

=حاضر ياخويا. عينيا هبقى اتحجج لأمها بأى حاجة و اخلع منها المهم انت متضيقش نفسك...
همهم عابد بالموافقة ثم اغلق معها حتى يعود إلى عمله.
بمنتصف الليل...
كان عابد جالساً بسيارته اسفل منزل اشجان عينيه مسلطة بشرود على شرفة غرفة النوم التي كانت مستنيرة و كلمات راجح حول علاقتها بتوفيق تدور بعقله...

فرغم ثقته بها الا انه لا يمكنه انكار ان كلماته تلك قد ادخلت الشك بقلبه فقد كانت بكل اسبوع تخبره بألا يأتى الى المنزل متحججة بأبنة شقيقتها تلك لذا قد جاء اليوم حتى يقتل شكه هذا نهائياً فهو سيصعد و عندما يرى ابنة شقيقتها بنفسه سوف يقضى تماماً على هذا الشك الذي بقلبه.
انتفض خارجاً من سيارته وصعد الى الاعلى فتح باب المنزل برفق حتى لا يصدر صوتاً.
دلف الى داخل الشقة ليجد الردهة و غرفة الاستقبال فارغة.

اتجه بخطوات صامتة نحو غرفة النوم الذي كان بابها غير مغلق بالكامل كان يهم بدفعه و الدخول لكنه تصلب مكانه و قد جفت الدماء بعروقه فور ان وصل اليه صوت توفيق يأتى من الداخل
=الا يعنى يا شوشو مش خايفة ليه زى كل مرة ان عابد يطب علينا...
اجابته اشجان بصوت ساخر
=اصل المحروس هيبات في المحل جايله بضاعة، ده غير انى فهمته ان بنت اختى هتبات معايا...
اطلق توفيق ضحكة قاسية قائلاً يسخرية لاذعة.

=و البقف صدق، اما راجل هزق بصحيح...
ليكمل سريعاً
=مش ناويه تخلصينا من النطع ده بقى و من ليلته دي و تخليه يكتبلك المحلات انتى تلطشى اتنين و انا اتنين و اهو نقب بقى على وش الدنيا...
تسارعت انفاس عابد و احتدت بشدة و هو يستمع الى حديثهم هذا و قد انفجر الغضب بداخله كالحمم الحارقة بصدره.
تنهدت اشجان مجيبة اياه بهدوء و هي تجذب نفساً عميقاً من السيجارة التي بيدها
=قالى الاسبوع الجاى هيكتبهملى.

لتكمل متنهدة بحنق
=نفسى اغمض عين و افتحها الاقينى خلصت من الراجل ده بقى، يا ساتر ده تقيل تقل على قلبى انا مبطقهوش ده لولا القرشين اللى معاه انا مكنتش تفيت حتى في وشه...
قاطعتها ضحكة توفيق الصاخبة
=اخص عليكى يا شوشو ده البقف دايب في هواكى، ده طلق مراته علشانك و عنده استعداد يموت نفسه لاجل عيونك يا جميل...
ليكمل فجأة بجدية
=طيب و مش خايفة انه يشك فيكى بعد كلام راجح معاه عننا...

اطلقت اشجان ضحكة ساخرة رنانة
=يشك فيا انا،؟! مين عابد.!
لتكمل وهي تلوى شفتيه بتهكم قائلة بثقة
=عابد ده زى الجزمة اللى في رجلى. ضمناه كويس اوى...

وقف عابد يستمع الى هذا بجسد متشدد بالغضب و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره بينما عينيه الثائرة بالغضب تدور بالانحاء بحثاً عن شئ ما لكنه وضع يده داخل جيب عبائته فور تذكره المسدس الخاص الذي اخرجه و هو يقتحم الغرفة دافعاً بابها بقوة جعلته يرتطم بشدة بالجدار محدثاً ضجة مرتفعة.

انتفض كلاً من اشجان و توفيق في مكانهم و قد شحب وجههما من شدة الخوف فور رؤيتهم له و للمسدس الذي يحمله.
شهقت اشجان واضعة يدها فوق فمها بينما عينيها متسعة بذعر و خوف بينما تجذب بيدها الاخري الغطاء فوق جسدها العارى هامسة بصوت مرتجف متقطع ممتلئ بالذعر
=ع. عابد، انت فاهم غلط استنى انا هفهمك، انا...

لم يتح لها عابد الفرصة حتى تكمل جملتها حيث ضغط على زناد المسدس الذي بيده لتنطلق منه رصاصة اخترقت على الفور رأسها لتسقط على الفور ميتة.
فور ان شاهد توفيق هذا انتفض واقفاً متجهاً نحو الشرفة محاولاً الهرب و كامل جسده ينتفض بخوف لكن لحق به عابد و اطلق عليه عدة طلقات اصابت ظهره و مفترق جسده ليقع على الارض هو الاخر جثة هامدة.

اخفض عابد مسدسه ملقياً اياه على الارض بينما كان كامل جسده يرتجف و صدره يعلو و ينخفض بسرعة و صعوبة.
انهار جالساً على الارض وعينيه مسلطة برعب فوق جسد كلاً من توفيق و اشجان الغارقان بدمائهم و هو لا يصدق ما فعله.
ظل على حالته تلك عدة دقائق قبل ان ينتفض واقفاً على قدميه التي كانت ترتجف بشدة و قد توصل إلى حل يمكنه ان يخرجه من مأزقه هذا...

ركض مسرعاً نحو المطبخ بحثاً عن عبوة كانت ممتلئة بسائل الجاز الذي كان يستخدمه لملئ جهاز اشعال الفحم الخاص بارجيلته.

التقط العبوة الكبيرة و اتجه نحو غرفة النوم حيث يوجد جثة كلاً من اشجان و توفيق تقدم بخطوات بطيئة و انفس لاهثة ثقيلة حيث كان يشعر بألم ساحق بالجانب الايسر من صدره لكنه حاول تجاهله حتى يتمم مهمته و يتخلص من مصيبته تلك اخذ العبوة الممتلئة بالسائل القابل للاشتعال و قام بسكبه بجميع انحاء الغرفة وقف عدة لحظات يحاول التقاط انفاسه التي كانت ثقيلة و مشبعة برائحة السائل النفازة قبل ان يخرج قداحة النار من جيبه. قام بفتحها لكن يده التي كانت تمسك بها كانت ترتجف بشدة بينما كامل جسده كان يصب عرقاً بارداً بينما الالم الذي بصدره اخذ يشتد عليه اخذ يفركه بيده محاولاً تخفيف الألم الذي اصبح لا يطاق و هو يشعر بالدوار يجتاحه لكنه حاول التماسك ملقياً القداحة من يده فوق الارضية الغارفة بالسائل مما تسبب باشتعال النيران بانحاء الغرفة على الفور.

استدار عابد محاولاً الخروج من الغرفة المشتعلة سريعاً لكنه شعر بالغؤفة تدور به وغائمة سوداء تكاد تبتلعه ليسقط ارضاً...
افاق قليلاً بعد عدة لحظات ليجد الغرفة اصبحت النيران تملئ ارجائها بينما اصبح الالم الذي بصدره لا يطاق.
ظل بمكانه عدة لحظات يحاول التغلب على الدوار الذي اصابه ممسكاً بصدره موضع قلبه الذي كان يؤلمه كالجحيم...

حاول النهوض عدة مرات لكن قدميه لم تستجيب له مما جعله يشعر بالرعب و الخوف وهو يشاهد النيران بدأت تملئ المكان من حوله حيث كانت تلتهم كل شئ في طريقها...
ضغط على اسنانه بقوة و قد بدأت دموع الخوف تنسدل من عينيه و قد تحول شحوب وجهه الى لون رمادى اخذ يحاول اكثر من مرة لكنه فشل بكل مرة فساقه اليسرى و ذراعه الايسر يعجز عن تحريكهما بينما الالم الذي بصدره كان يشتد عليه...

حاول الزحف بصعوبة نحو الباب لكنه تجمد مكانه و قد دب الرعب اوصاله عندما رأي النيران تغطى الباب بأكمله.
شعرت بانفاسه تنسحب من داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله و قد تحولت دموعه الى صراخات عالية ممزقة و هو يدرك اخيراً انه لا يمكنه النجاة.
بعد مرور ثلاثة اشهر...

عاد راجح الى المنزل و هو منهك بعد يوم عمل شاق فبعد وفاة عابد في هذا الحريق تولى شقيقه مروان ادارة محلات والده و قد اخذ راجح على عاتقه مساعدته و تعليمه كل ما يتعلق بالمهنة و بالفعل بدأ شقيق بادارة المحلات تحت اشراف راجح...

اغلق باب المنزل خلفه دالفاً الى داخل الشقة و هو يهتف باسم زوجته و اطفاله عندما لم يجدهم بانتظاره امام الباب مثل كل يوم حيث كانت صدفة دائماً تنتظره امام الباب وهي تحمل حور و حمزة و فور ان يدلف الى المنزل تركض تحتضنه مرحبة به بحرارة وشغف لكن الليلة ولأول مرة لا تكون بانتظاره.
اتجه نحو غرفة النوم وهو يهتف بقلق عندما لم تجيب
=صدفة، انتى فين...

لكن تجمدت باقي جملته فوق شفتيه فور ان وقعت عينيه على صدفة الواقفة بمنتصف غرفة النوم الخاصة بهم ترتدى فستان زفاف رائع جعل منها اشبه بملاك.
انحبست انفاسه شاعراً بقلبه يتضخم داخل صدره فور رؤيتها تقف امامه بكل هذا الجمال فقد خسرت الوزن الذي اكتسبته في حمل اطفالهم ليعود جسدها لشكل الساعة الرملية التي تخطف انفاسه.

لكنها دائماً و في كل وقت تخطف انفاسه بجمالها فبجسد ممتلئ او لا فهى دائماً بالنسبة اليه اجمل و اروع امرأة وقعت عينيه عليها في حياته...
ابتسمت له و عينيها تلتمع بحبها له فدائماً يرى حبه مرسوم داخل عينيها الرائعتين تلك.

ابتلع الغصة التي تشكلت بحلقه شاعراً بقلبه يقفز داخل صدره و دقاته تتسارع بشدة حتى ظن ان قلبه سوف يغادر صدره من قوة دقاته. اخذ يتفحصها باعين متلهفه متشرباً تفاصيلها بشغف مركزاً انظاره عليها فقد جعلها الفستان بيباضه اللامع كأحدي الاميرات الخيالية مبرزاً جمالها الخلاب الذي يخطف دائماً انفاسه و بياض بشرتها الحريرية.

مرر عينيه فوق شعرها الاسود الحريرى الذي كان منسدلاً على كتفيها محيطاً وجهها الخلاب ذو الوجنتين الممتلئتين بشكل يعشقه. تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيران التي ضربت جسده...
لم يستطع الوقوف مكانه اكثر من ذلك فهو بحاجة الى لمسها و الشعور بها بين ذراعيه.

اقترب منها ضامماً اياها الى صدره محاوطاً جسدها بين ذراعيه بتملك حارق قبل ان يخفض رأسه و يتناول شفتيها في قبلة حارقة نهمة شدد من احتضانه لها و هو يعمق قبلته تلك اكثر ظل يقبلها بشوق و لهفة حتى شعر بها تحتاج الى الهواء فصل قبلتهم تلك مسنداً جبينه فوق جبينها و هو يلهث بقوة متنفساً انفاسها الحارة.
بسط يده فوق ظهرها جاذباً اياها نحو جسده و هو يهمس بصوت خشن اجش من شدة العاطفة محاولاً فهم ما يحدث.

=ايه اللى انتى عملاه يا مهلبية هتموتي. نى،؟!
عقدت ذراعيها حول عنقه هامسة بخجل بينما اصابعها تمر برفق فوق جانب عنقه تتحسسه بلطف
=حبيت اعوضك عن يوم فرحنا، و اللى عملته فيك...
لتكمل و هي تضحك فور تذكرها ما حدث له عندما دخل الى محل التجميل و رأها بفستان زفافها الفضفاض المهترئ و وجهها الذي كان مليئ بالالوان البشعة فقد كادت ان تصيبه بأزمة قلبية
=فاكر لما اتخضيت اول ما شوفتنى و كنت هتقع من طولك في المحل.

ضحك راجح فور تذكره ما خدث له بسبب مظهرها هذا
=كنت هقطع الخلفة بسببك...
ليكمل وهو يمرر يده فوق جسدها بشغف
=بس مين يقول ان ورا امنا الغولة اللى شوفتها في الكوافير موجود مهلبية بالقشطة و العسل...
ضربته صدفة بصدره و هي تضحك قائلة بسخط مصطنع
=امنا الغولة في عينك...

ابتسم راجح بمرح رافعاً يدها تلك مقبلاً راحتها بشغف ثم اتخذ خطوة للخلف متفحصاً اياها مرة اخرى بهذا الفستان ممرراً عينيه المشتعلة بالرغبة فوق جسدها قبل ان يغمغم بصوت اجش مثير ملئ بالاعجاب
=بطل الابطال عليا النعمة. و صاروخ ارض جو كمان...
ليكمل و هو ينحني عليها مقبلاً عنقها موزعاً قبلات لحوحه عليه
=هتجنيننى يا مهلبية...
لكنه رفع رأسه بحدة عن عنقها قائلاً بقلق
=صحيح حور و حمزة فين،؟!

ابتسمت صدفة قائلة بنبرة ذات معنى بينما تعقد ذراعيها من حوله و تضمه اليها مرة اخرى
=عند ماما، هيباتوا عندها النهاردة...
رفع حاجبه قائلاً و ابتسامة واسعة تملئ شفتيه
=ده انتى مظبطة الليلة بقى...
هزت كتفيها قائلة بدلال اطاح عقله
=يعنى الحق عليا يا رجوحتي انى عايزة اعوضك عن ليلة فرحنا...

ثم دفنت رأسها في صدره مدخله يدها في الفراغ بين سترته و قميصه تضمه اليها بقوه اكبر و هي تبتسم بخبث بينما اصابع يدها تتلاعب بشغف بازرار قميصه الابيض مما جعله يوصل الى حافة سيطرته بسبب حركاتها الشيطانية تلك.

حملها بين ذراعيه فجأة و دون سابق انذار مما جعلها تصرخ بذعر بينما تتشبث بذراعيها حول عنقه. اتجه بها نحو الفراش مخفضاً اياها برفق على الارض ادارها ليواجه ظهرها صدره من ثم بدأ بفتح سحاب فستانها ببطئ هامساً باذنها
=دى كانت اول حاجة كان نفسى اعملها يوم فرحنا. بدل الفستان اللى اتقطع من ضربنا في بعض يومها...

ابتسمت صدفة و هي تتذكر احداث تلك الليلة عندما رغب راجح ببث الفزع بداخلها و قام يتمزيق فستانها و قيامها بالقفز فوقه وضربه يومها لمنعها من الاتصال بزوج والدتها لكنها انفجرت ضاحكة فور تذكرها ما حدث مع والدته
ادارها راجح نحوه قائلاً و هو يرفع احدى حاجبيه
=بتضحكى على ايه يا مهلبية؟!
اجابته مبتسمة و عينيها تلتمع بالمرح.

=فاكر لما امك طلعت يومها وقعدت تزعق كانت فاكرك نايم في اوضة الاطفال، و لا وشها اللى اتخطف اول ما شافت الفستان بتاعى متقطع و انت متعور...
اومأ برأسه مبتسماً لتكمل وهي تضع يدها فوق فمها قائلة بتردد و حرج
=على فاكرة انا السبب في انها تطلع فضلت انط من السرير على الارض في اوضة الاطفال علشان كنت عارفة ان امك و عابد نايمين تحت...

انهت جملتها ضاحكة بشقاوة فور رأت التعبير المنصدم الذي ارتسم على وجهه الذي زمجر بينما يقبض على يدها
=اها يا بنت ال...
ليكمل و هو يجذبها نحوه بقوة ليصطدم جسدها بصدره الصلب
=كده تفضحينى، و انا اقول الست بتهجم علينا الفجر...
ضرب جانب رأسها باصبعه برفق وهو يردف باستمتاع
= اتارى الشيطان اللى هنا السبب و مخطط لكل حاجة...
هزت كتفيها قائلة ببرائة وهي لازالت تبتسم بشقاوة
=اعمل ايه يعنى كنت باخد حقى منك...

ظل راجح واقفاً بصمت عدة لحظات يتأمل ابتسامتها تلك باعين تلتمع بالشغف و العشق فقد كان لا يصدق حتى الان ان هذه المرأة رائعة الجمال من الخارج و الداخل هي زوجته. حبيبته. والدة اطفاله. عشقه الأول و الأخير بهذة الحياة...

اخفض رأسه متناولاً شفتيها في قبلة حنونة قصيرة قبل ان يساعدها برفق في الخروج من فستانها ثم جذبها بين ذراعيه مخفضاً رأسه نحوها متناولاً شفتيها في قبلة حارة يبث بها حبه و شغفه لها تجاوبت معه بكامل عشقها له مما جعله يعمق قبلته اكثر و هو يرفعها بين ذراعيه و يتجه بها نحو الفراش يضعها برفق فوقه من ثم غرقا سوياً بموجة من العشق و الشغف الحار الخاص بهم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة