قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل التاسع والعشرون

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل التاسع والعشرون

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل التاسع والعشرون

قبض على ذراعيها بقسوة محاولاً جذبها للأمام حتى يجعلها تسقط من على الدرج لكنها اسرعت بضربه بين ساقيه مما جعله يحرر ذراعيها صارخاً بألم و عندما هم بالامساك بها مرة اخري و تعبير وحشى على وجهه اسرعت بدفع يديها بصدره ليفقد توازنه على الفور و يسقط من فوق الدرج تحت نظرات صدفة الواقفة بوجه شاحب و اعين متسعة بالصدمة و الخوف و هي لا تصدق ما قامت به. ظلت واقفة عدة لحظات بجسد مرتجف تراقب ذاك الذي استقر ملقى على ظهره اسفلها بعدة درجات لا يبدى اى حركة...

اجبرت قدميها المرتعشة على التحرك حتى تتفحصه اخذت تهبط الدرج نحوه و هي تحبس انفاسها بخوف من ان تكون قد تسببت بقتله.
لكنها تجمدت قدميها بمكانها ما ان رأته يتحرك ببطئ و هو يتأوه بألم، من ثم نهض بتعثر على قدميه ليطلق صرخة مدوية وهو يضم يده الى صدره فعلى ما يبدو انها قد كسرت.

نجمدت الدماء في عروق صدفة التي كانت لازالت واقفة تراقبه عندما رفع رأسه نحوها و عينيه تنطلق منها شرارت تعصف بالغضب و ما ان رأته يتحرك نحوها لم تنتظر كثيراً حيث التفت صاعدة الدرج باقصى سرعة لديها حتى وصلت الى شقتها التي دلفتها و اغلقت الباب خلفها جيداً...

من ثم توجهت مباشرة نحو غرفة النوم حيث كان راجح لايزال نائماً لكنه فور ان اغلقت باب الغرفة خلفها فتح عينيه يتطلع اليها عدة لحظات بتشوش قبل ان يغمغم بنبرة أجشة من اثر النوم
=ايه ده، ايه رجعك. مش كنت نازلة راحة عند ام محمد...
وقفت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات لا تدرى بما تجيبه فبعد ما حدث لهم بسبب كذبها و اخفائها عنه الاشياء قد اخذت عهداً على نفسها بانها لن تكذب عليه او تخفى عنه شئ مرة اخرى...

انتفض ناهضاّ عندما ظلت صامتة، و قد بث القلق بداخل شحوب وجههاو الخوف المرتسم بعينيها.
اتجه نحوها و لايزال النعاس يسيطر عليه جذبها نحوه بلطف محيطاً وجهها بيديه
=مالك يا حبيبتى في ايه،؟!
ليكمل بصوت يملئه القلق و عينيه مسلطة بفزع فوق بطنها المنتفخة فور ان ضربته فكرة انها من الممكن ان تكون مريضة
=تعبانة؟!، حاسة بحاجة...
هزت رأسها قائلة بصوت منخفض
=لا يا حبيبى اطمن، انا كويسة، بس...

ابتلعت باقى جملتها منتفضة فازعة بمكانها فور ان سمعت طرق حاد متتالى فوق باب الشقة الخاصة بهم...
قطب راجح حاجبية قائلاً بتوجس
=ايه ده في ايه، مين بيخبط كده...
ثم خرج من الغرفة مسرعاً حتى يفتح الباب عندما صاحب الطرق رنين الجرس الذي استمر دون ان ينقطع...

تبعته صدفة الى الخارج هي تلطم خدهل والخوف يسيطر عليها، وقفت بمقدمة الردهة تراقب راجح وهو يتجه نحو الباب يفتحه و ضربات قلبها تتقافز بقوة داخل صدرها لكنها تراجعت للخلف بخوف فور ان فتح الباب و دلف عابد منه بوجه اسود و عينين عاصفتين بالغضب و هو لا يزال يضم يده الى صدره هاتفاً بصوت مرتفع غليظ
=هى فين، فين بنت الرفدى دى...
قاطعه راجح بحدة و قد تصلب وجهه بغضب فور رؤيته له.

=عايز ايه يا عابد يا راوى، وهي مين دى اللي بتسأل عليها.؟!
زمجر عابد بشراسة بينما يتقدم للداخل بخطوات متعرجة بطيئة كما لو كانت قدمه تؤلمه
=ايوة يا خويا استعبط اوى قال مش عارف بسأل على مين. بسأل عن الزب. الة اللى انت متجوزها...
وقف راجح امامه يسد الطريق عليه يمنعه من التقدم للداخل
عاصفاً بقسوة
=لم لسانك، بدل ما اقطعه. ولك...
وقف عابد ينظر اليه بقسوة قبل ان يهتف بغل.

=و الله و لسانك بقى بيطول عليا كتير يا ابن مأمون. الله يرحم ما كنت حتة عيل بتطلع تجرى تستخبى منى و انت بترتعش في اوضتك اول ما كنت بس تشوفنى بدخل من باب الشقة...
انفرجت شفتى راجح في ابتسامة قاسية قبل ان يتمتم ببرود
=اديك قولتها كنت عيل صفيى، دلوقتى زى ما انت شايف كده بقيت راجل...
ليكمل و هو يضرب بيده فوق صدر عابد
=وبقيت بدى أكبر تخين في الحارة دى بالجزمة، و بقول للأعور انت اعور في عينك، يعنى مبخفش...

ابتلع عابد بصعوبة غصة الخوف التي تشكلت بحلقه و قد تعرق جبينه بشدة لكن اختفى خوفه هذا فور ان وقعت عينه على تلك الواقفة بصمت بنهاية الردهة ثارت الدماء بعروقه فور تذكره ما فعلته به حاول تجاوز راجح و الوصول اليها و هو يهتف بشراسة
=انتى هنا يا ملع. ونة، يا بنت الكل. ب طيب و رحمة امى، لأدفن. ك حية...
لكنه ابتلع باقى جملته عندما دفعه راجح بقسوة في صدره مما جعله ظهره يصطدم بقوة بالحائط الذي كان خلفه.

=لسانك جوا بوقك، واعرف انت بتتكلم. ازاى و الا و رحمة امى انا اللى ادفن. ك مكانك...
صاح عابد و هو يستقيم واقفاً مبتعداً عن الحائط
=خلاص يبقى لم مراتك، بدل ما هي ماشية ترمى أذاها في خلق الله...
اقترب منه راجح قائلاً بتهكم و هو يتطلع اليه بسخرية فهو اخر من يجب ان يتحدث عن أذية الناس
=و مراتى بقى أذت مين،؟!
هتف عابد بانفعال و عصبية
=انا...
ليكمل و هو ينظر الى صدفة باعين تشتعل بالكراهية.

=زقتنى من على السلم خلتنى اخد اول 5 سلالم على وشى، و دراعى شكله اتكسر...
ابتلع باقى جملته مستديراً
ينظر بغضب الى راجح الذي انفجر ضاحكاً مما جعله يهتف بقسوة
=انت بتضحك على ايه،؟!
اجابه راجح و هو يتجه نحو صدفة التي كانت تراقب ما يحدث باعين متسعة خائفة من ردة فعله. جذبها الى جنبه محيطاً كتفيها بذراعه يضمها اليه بحماية قائلاً بنبرة يتخللها الاستمتاع.

=بقى عايز تقولى ان مراتي الكتكوتة الصغيرة اللي طولك و جسمك قدها مرتين قدرت تزقك و توقعك من على السلم و بهدلتك بالشكل ده...
ليكمل و هو يتطلع اليه من اعلى لأسفل بنظرة ساخرة موحية
=والله دى تبقى حتى عيبة في حقك يا عابد يا راوى...
جز عابد على اسنانه بقسوة و قد اسود وجهه بشدة و احتقن
=يعنى انت بتكدبنى...

هز راجح كتفيه بينما ذراعه تتشدد بقوة حول كتف زوجته جاذباً جسدها نحوه اكثر حتى اصبحت ملاصقة به مجيباً اياه ببرود
=انت شايف ايه...
تسارعت انفاس عابد و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغصب يعمى عينيه فور ان رأى صدفة تستغل عدم رؤية راجح لها و تخرج لسانها له بإغظة و هي تبتسم مسندة رأسها الى كتف زوجها ظل واقفاً عدة لحظات مكانه يتطلع اليها وعينيه تنبثق منها كم الكراهية التي يشعر بها نحوها.

قبل ان يهز رأسه ببطئ قائلاً بواعيد
=ماشى، ماشى يا ابن مأمون، انا بقى هطلع من هنا على القسم و هعمل فيها محضر...
ربت راجح برفق على ظهر صدفة محاولاً بث الاطمئنان بها عندما شعر بجسدها يرتجف خوفاً قبل ان يتركها و يتجه نحو عابد مقترباً منه و على وجهه ترتسم ابتسامة واسعة هامساً بالقرب من اذنه بصوت بارد كالثليج.

=روح اعمل محضر، بس متنساش قبل ما تروح القسم تخبى مكان الحشيش اللي بتخبيه لمزاجك مش باين بتخبيهم في العربية بتاعتك و في الاوضة اللى فوق السطوح...
شحب وجه عابد فور سماعه كلماته تلك خاصة و هو يرى الابتسامة الباردة التي تملئ وجهه زفر بحدة و غضب و هو يدرك انه لن يستطيع تقديم بلاغ بها فقد يقوم بالابلاغ عنه هو الاخر فقد كان يعلم جميع اسراره و الاشياء التي ارتكبها و التي قد يعاقبه عليها القانون.

=يلا بالسلامة بقى. علشان عايزين ننام بدرى...
انهى راجح جملته تلك مربتاً بقوة على ذراع عابد المصاب مما جعله يطلق صرخة متألمة، امسك بيده و وقف يتطلع اليهم بشراسة و انفاسه محتدة بشدة قبل ان يستدير و يغادر و هو يجر قدمه المصابة بصعوبة و بطئ و الالم ظاهراً بوضوح على وجهه...

اغلق راجح الباب خلف عابد من ثم استدار نحو صدفة التي ما رأت التعبير المرتسم على وجهه تراجعت خطوة الى الخلف تنوى الهرب لكنها توقفت بمكانها و قد قررت ان تتبع هي سياسة الهجوم حتى تنفذ بفعلتها. هتفت بعصبية مصطنعة
=ايه. في ايه بتبصلى كدة ليه؟
تقدم نحوها قائلاً بصرامة و عينيه تضيق عليها بتركيز
= زقتيه. من على السلم ليه،؟!
هتفت بحدة وهي تتصنع الغضب واضعة يديها حول خصرها.

=لا والله يعنى انت بقى مصدقه يا سى راجح مش كدة...
قاطعها بحدة و هو يزجرها بقسوة مما جعلها تغلق فمها على الفور
=زقتيه ليه،؟!

اخذت تتطلع اليه بصمت وهي تتذكر وعدها الذي قطعته على نفسها بالا تكذب عليه او تخبئ عنه شئ بعد ما حدث، لذا ستخبره الحقيقة لكنها لن تخبره بانه نعت اطفالهم. بانهم اطفال حرام مثلهم مثل والدهم حتى لا تؤذيه و تتسبب بألمه. كما لو علم بانه حاول اسقاطها من فوق الدرج فسوف يقوم بقتله، و هذا ما لا تريده بالطبع. خرجت من افكارها تلك على صوت راجح الذي هتف بحدة
=صدفة...

رفعت عينيها اليه لتجده قد عقد ذراعيه فوق صدره ينظر اليها بحدة و غضب عاصف يلتمع بعينيه. اشارت بيديها امام وجهه
=هقولك بس صلى على النبى كدة الأول و أهدى...
زفر هاتفاً بحدة و هو يدفع بعيداً يديها من امام وجهه
=عليه افضل الصلاة و السلام...
ليكمل بحدة و نفاذ صبر و هو يجز هلى اسنانه
= انجزى بقى، علشان انا بقيت على اخرى، اتنيلتى زقتيه ليه،؟

تنهدت قائلة باستسلام و هي تتصنع النظر الى يديها حتى لا تقابل عينيه فهى ستخبره بما حدث لكن بطريقتها الخاصه و ستتفادى اخباره بعض الاحداث
=كنت نازلة على السلم لقيته طالع مقابلنى فلقيت عينه اللى تندب فيها رصاصة مركزة على بطنى فانا خوفت بصراحة قولت ممكن الشيطان يوزه و يحاول يزقنى من على السلم علشان يسقطنى، فانا من خوفى اول ما لقيته خلاص قرب من السلمه اللى انا واقفة عليها روحت زقاه.

انهت حديثها وهي تلهث مستعدة ان تتلقى منه التعنيف لكنها صدمت عندما سمعته يضحك بقوة اخذت تتطلع اليها بدهشة مما جعله يقترب منها و هو مبتسم ممسكاً بيديها بين يديه جاذباً اياها اليه ليلتصق جسدها بجسده مرجعاً ايديهم المتشابكة الى خلف ظهرها احنى رأسه طابعاً قبلة فوق جبينها قبل ان يغمغم بصوت يملئه الفخر
=جدعة يا مهلبية...
ليكمل بحدية و هو يقربها منه اكثر.

=انا مش عارف ازاى مفكرتش في ان ده ممكن يحصل، علشان كده من النهاردة مفيش خروج الا و انا معاكى، و الباب بتاع الشقة ميتفتحش لحد طول ما انا مش موجود...
قاطعته متأففة بغضب
=مش للدرجة دى يا راجح...
طبع قبلة اخرى على خدها قائلاً بلطف محاولاً تهدئتها
=معلش يا حبيبتى استحملى بس الفترة دى لحد ما ربنا يكرم و ابيع الشقة دى و نطلع من هنا خالص...

تنهدت و هي تومأ برأسها باستسلام مما جعله يسند جبينه على جبينها حتى اختلطت أنفاسهم بشكل وثيق.
اغلق عينيه و هو يستمتع بقربها منه و شعوره بدفئها الذي يغمره بينما عقله كان يحاول ايجاد حل سريع حتى يقوم باخراجهم من هذا المنزل باسرع وقت حتى يتخلصوا من عابد و أذيته التي ستلاحقهم دائماً.
بعد عدة ايام...

وقفت صدفة تتفحص مظهرها بتيشرت النادى الاهلى الذي كانت تمتلكه من قبل زواجها لكنها لم تقدر على ارتدائه سوا يومنا هذا تنهدت بفرح و هي تتأمل مظهرها بالمرآة و هي تحمد الله انه على مقاسها رغم انه يظهر انتفاخ بطنها بشدة، نظرت الى الساعة حيث كان ماتش الاهلى و الزمالك سيبدأ بعد دقائق قليلة و راجح لايزال بالخارج...

فقد كانت تحضر له مفاجأة حيث قامت قبل زواجها بشراء تيشرت اخر من اجل زوجها حتى تجعله يرتديه ويشاهدون المبارايات سوياً و هما يرتديان تيشرتات النادى الأهلى فقد كان هذا دائماً حلمها و اخيراً سيتحقق.
لكنه سيتحقق افضل مما كانت تتخيل حيث راجح ليس فقط زوجها بل حبيبها. و صديقها و كل ما تتمنى بهذة الحياة.

ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها فور ان سمعت الباب الخارجى للشقة يفتح لتدرك ان راجح قد وصل الى المنزل خرجت مسرعة لتستقبله.
اغلق راجح باب المنزل و هو يتأفف بغضب فقد استغرق بحثه عن عمل طوال اليوم حتى كاد ان يفوت مباراة اليوم...
هتف بينما يخطو للداخل منادياً على زوجته كعادته من ان يصل الى المنزل حتى يطمئن عليها
=صدفة...

لكنه ابتلع باقى جملته عندما رأها تدخل الردهة و هي ترتدى القميص الخاص بالنادى الاهلى و بنطال ابيض يظهر جمال و طول ساقيها...
ظل يتطلع اليها بصدمة عدة لحظات وهو لا يقوى على التحدث
بينما ارتمت هي بين ذراعيه تحتضنه بقوة مقبلة جانب عنقه مرحبة به بحرارة ابتعدت عنه قائلة بفرح و هي ترفع امام عينيه قميص اخر يشابه الذي ترتديه
=شوف جيبتلك ايه معايا.؟!

اخذ ينظر الى القميص الذي ترفعه امام وجهه بعينين متسعة قبل ان يهمس بصوت منخفض ملئ بالذعر
=ايه ده،؟! تيشرت الأهلى...
ليكمل بحدة و هو يدفعها بعيداً عنه
=انتى هتستعبطى...
اقتربت منه صدفة مرة اخرى تعقد ذراعيها حول عنقه قائلة بعتاب
=فى ايه يا راجح. ده بدل ما تفرح انى...
قاطعها على الفور بغضب
=افرح ايه، انتى هبلة، انا زملكاوى، جيبالى تيشرت الاهلى اعمل به ايه...

انتفضت صدفة مبتعدة عنه متراجعة للخلف كما لو كانت لا تطيق لمسه هي تهتف بصدمة
=ايه زمالكاوى...
لتكمل و عينيها تتفحصه من الاعلى للأسفل برفض
=يعنى ايه. يعنى انا متجوزة زمالكاوى...
قاطعها هو الاخر بغضب
=اها ياختى متجوزة زمالكاوى، ماله الزمالكاوى مش عجبك...
اجابته صدفة بانفعال و حدة و هي ترمقه بنظرات مملتئة بالسخط والغضب
=اها طبعاً مش عاجبنى...

ضيق راجح حدقتيه عليها بغضب قبل ان يتجه نحوها دافعاً اياها برفق نحو المطبخ
=طيب اتكلى على الله حضرى الاكل، علشان متغباش عليكى...
دفعت يده بعيداً هاتفة بحدة بينما تستدير متجهه نحو غرفة المعيشة
=مش عاملة اكل لحد، انا هتفرج على الماتش...
قطعت جملتها مطلقة صرخة فازعة عندما قبضت يده على ذراعها جاذباً اياها منه مما جعلها تصطدم بصدره قائلاً بحدة
=روحى اعملى الاكل يا صدفة. و اقصرى الشر.

اندلعت نيران الغضب بداخلها فور سماعها كلماته المتعجرفة تلك
=مش هعمل حاجة يا راجح، الا بعد الماتش...
لتكمل بعصبية و عينيها تعصف بغضب عارم
=ايه هو ماليش نفس اتفرج زيك على الماتش و لا ايه...
ظل ينظر عدة لحظات الى وجهها الغاضب و هو يقاوم الابتسامة التي ترتجف به شفتيه على عنادها و تعصبها لناديها ليغمغم ببرود محاولاً استفزازها.

=و تتفرجى ليه ما نتيجة الماتش كدة كدة معروفة، الزمالك هيكسب فتضيعى وقتك ليه و تحرقى دمك...
اطلقت صدفة شهقة غاضبة زاجرة اياه بغضب و هر تهتف بحدة
=نعم يا خويا مين اللي هيكسب، سمعنى كدة تانى...
لتكمل وهي ترفع حاجبها بتحدي
=الاهلى اللي هيكسب، و هنبقى نشوف مين وقتها اللى دمه هيتحرق...
لوي شفتيه بسخرية قائلاً بتهكم و هو ينحيها جانباً حتى يمر متجهاً نحو غرفة المعيشة
=في المشمش ابقى قابلينى...

اسرعت خلفه ممسكة بذراعه موقفة اياه تديره نحوها قائلة باستفزاز و عينيها تلتمع بالتحدى
=طيب تيجى نعمل اتفاق...
ضيق راجح حدقتيه عليها مكتفاً ذراعيه فوق صدره مغمغماً بشك
=اتفاق ايه،؟!
اجابته و هي تضع يديها حول خصرها مائلة رأسها للأمام
=لو الأهلى كسب هتحكم فيك باقى اليوم، و انت لو الزمالك كسب تتحكم فيا باقى اليوم
ابتسم راجح بتسلية و هو يومأ برأسه قائلاً
=موافق...

اومأت برأسها هي الاخرى قبل ان تتركه و تتجه نحو غرفة المعيشة تجلس على الاريكة ليتبعها هو الاهر يجلس بجانبها و يبدئوا بمتابعة المباراة التي بدأت...
بالربع الساعة الاخيرة من المباراة...
صرخت صدفة التي كانت جالسة و نصف جسدها العلوى مائلاً للأمام تتابع بحماس و عصبية المباراة
=ايوة، ايوة، باصيله، باصيله يالا اخلص...

تأفف راجح بغضب و هو يفرك وجهه بعصبية فقد كانت تثير اعصابه حقاً بصراخها هذا لكنه حاول تجاهلها و التركيز على المباراة...
هتفت بحدة و هي تلقى المخدة التي كانت بيدها بعصبية
=يا عم اديله. يا عم و بطل اناني. ة، ده انت عيل انان. ى، و غب. ى
زفر راجح بحنق قبل ان يستدير اليها قائلاً بحدة
=ما تكتمى شوية بقى، خالينا نعرف نتابع ام الزفت...
استدارت اليه قائلة ببرود و هي تتطلع اليه بعناد.

=و انا عملت ايه، بعدين مش عجبك انزل اتفرج على القهوة تحت...
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما رأته ينتفض واقفاً و هو يصرخ بفرح
=جووووول...
استدارت نحو التلفاز لتجد ان فريق الزمالك قد سدد الهدف الأول مما جعلها تجلس صامتة و شفتيها مزمومة بغضب اقترب منها راجح مبتسماً بتشفى قائلاً بمرح و هو يضحك ممسكاً بذقنها يدير وجهها نحوه
=ايه ده مش سامعلك صوت يعنى...

دفعت يده بعيداً عن وجهها هاتفة بعصبية وعينيها تنطلق منها شرارت الغضب
=لسة بدرى، فرحان على ايه...
لكن ما ان انهت جملتها تلك حتى سمعت المعلق يهتف بفرح
» جووول، جووول هدف التعادل للنادى الأهلى. «
انتفضت واقفة تصرخ بفرح قبل ان تستدير نحوه تخرج له لسانها تغيظه وهو تغنى باستفزاز
=جوول. جوول، جوول
قطب حاجبيه بغضب قبل ان يمسك بذراعها و يجذبها منه معيداً اجلاسها على الاريكة مرة اخرى و هو يتمتم بحدة.

=اقعدى يا بت و بطلى بقى صداع...
ليكمل سريعاً و هو يدفعها نحو باب الغرفة برفق
=و لا اقولك روحى اكتبى الواجب بتاعك، انا بقى مدرسك و بأمرك تعملى واجبك...
اجابته و ابتسامة واسعة تملئ وجهها بينما تلاعب حاجبيها باغاظة
=معنديش واجب، انت قولتلى النهاردة اجازة...

ارجع رأسه للخلف باحباط و هو يلعن نفسه على اعطاءه لها تلك الأجازة بينما جلست بجانبه و جسدها يهتز بقوة من شدة الضحك و هي تراقب باستمتاع الغضب المرتسم على وجهه لكنه ضرب بيده بلطف جانب وجهها بعيداً
=بصى قدامك، و بطلى استفزاز فيا يا صدفة علشان متجننش عليكى و في الاخر هتزعلى...
اجابته صدفة بعبوس وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها
=هتعمل ايه يعنى، هتضربنى.؟

تسارعت انفاسه و احتدت بشدة فور سماعه كلماتها تلك مال إلى الامام ممسكاً بيديها بين يديه و ظل ينظر اليها حتى بادلته النظر بتردد رفع احدى يديها الى فمه يطبع فوق راحتها قبلة عميقة دافئة قبل ان يغمغم بالقرب من اذنها بصوت اجش خشن.

=ايدى دى عمرها ما هتتمد عليكى تانى يا صدفة، اكبر غلطة عملتها في حياتى هي ان ضربتك في يوم من الايام و الذنب ده هيفضل متعلق في رقبتى لحد ما اموت، انتى اغلى حاجة في حياتى ولا يمكن افكر أأذيكى او اجرحك...
تجمعت الدموع بعينيها شاعرة بقلبها يتضخم في صدرها من شدة حبها له اقتربت منه تضمه برفق بين ذراعيه مقبلة جانب عنقه بحنان قبل تهمس باذنه بصوت مهتز
=انا بحبك اوى يا راجح...

شبك اصابعه باصابعها ثم رفع ايديهم المتشابكة واضعاً اياها فوق صدره موضع قلبه بينما نظراتهم مسلطة ببعضها البعض و اعينهم تنطق بكم الحب الذي يشعرون به تجاه بعضهم...
لكن قطعت لحظتهم تلك عندما صرخ المعلق
جوووول، جووول للنادى الاهلى
انتفضت صدفة واقفة على الفور تصرخ بفرح و تهليل فقد سدد النادى الأهلى هدف بالدقيقة الاخيرة بالوقت البدل الضائع...

وقفت ترقص امام راجح مغيظة اياه مما جعله يرجع رأسه للخلف وهو يفرك وجهه باحباط لكنها استمرت باغاظته وهي ترقص بفرح مستفزة اياه مما جعله يقف على قداميه ينحيها جانباً من امامه قائلاً بسخرية وهو يشير نحو بطنها المنتفخة بطفليهما
=قعدى، قعدى بكرشك اللي عماله ترقصى به ده...
رفعت صدفة حاجبها قائلة باستفزاز وهي تربت على بطنها برفق
=طيب انا كرشى بسبب ولادى حبايبى...
لتكمل و هي تضرب بطنه بيدها ضربات متتالية.

=كرش الباشا بقى، من ايه...
اخفض راجح عينيه بصدمة الى يدها التي فوق بطنه متمتماً بذهول و هو يرفع قميصه مظهراً بطنه لها و قد اثارت كلماتها الشك بداخله
=انا عندى كرش يا صدفة،؟!
مررت عينيها باعجاب و شغف فوق بطنه المسطحة ذات العضلات اقتربت منه شاعرة بالذنب عندما رأت الشك بعينيه عقدت ذراعيها حول خصره قائلة
=لا يا حبيبى بهزر معاك...
لتكمل هامسة بشقاوة و هي تمرر يدها فوق عضلات بطنه.

= بقى العضلات الحلوة دى، برضو كرش...
ثقلت انفاس راجح على الفور و قد بدأ جسده يتأثر بحركة يدها فوق بطنه. اخفض رأسه نحو رأسها و هو يستعد بالتقاط شفتيها في قبلة لكنها دفعته بعيداً هاربة منه قائلة
=انسى، انا دلوقتى فريقى كسبان و من حقى احتفل و اتحكم فيك باقى اليوم...
هتف راجح بحدة و استنكار
=نعم ياختى، تتحكمى فيا، اهو ده اللى ناقص
رفعت حاجبها قائلة باستفزاز متصنعة الصدمة.

=ايه ده هترجع في كلمتك، بقى بذمتك في راجل يرجع في اتفاقه و كلمته
ضغط راجح على اسنانه بغضب و هو يدرك انها تستفزه لكنه هز رأسه قائلاً
=لا انا قد كلمتى اوى. يا ست صدفة...
ليكمل بحنق وهو يزجرها بنظرات غاضبة
=اتفضلى اتنيلى قولى عايزانى اعملك ايه...

ادارت عينيها بينما تضرب باصبعها فوق خدها و هي تتصنع التفكير مما جعله يتأفف بغضب لكنها بالنهاية قد اتتها فكرة شيطانية جعلت شفتيها تتسع في ابتسامة واسعة غمغمت قائلة بانتصار
=اعملى محشى...
هتف بشراسة وعينيه تعصف بغضب عارم
=نعم، انتى اتهبلتى محشى ايه اللي اعمله، انا. لا يمكن اعمل حاجة زى كده
هزت كتفيها ببرود قائلة وهي تنظر اليه بأسف.

=خلاص براحتك متعملش، بس اللى اعرفه مادام انت مش قد كلمتك. بتتفق معايا ليه. و على فكرة ده عيب كبير في حقك و لو حد...
اطبقت اصابعه على شفتيها مغلقاً اياها بقسوة مزمجراً بفحيح حاد
=بس، بس اقفلى ام الراديو اللى اتفتح و مش هيتقفل ده، هتهبب اعملك اللى عايزاه...
ثم التف مغادراً الشقة بخطوات غاضبة مشتعلة حتى يشترى مكونات المحشى من الخارج بينما انفجرت هي ضاحكة...
بعد مرور عدة ساعات...

كانت صدفة قد بدلت ملابسها و ارتدت قميص بيتى مريح من ثم جلست امام التلفاز تشاهد مسلسلها المفضل
لن اعيش في جلباب ابى
و هي تأكل من صحن الفشار الذي فوق ساقيها عندما دلف راجح الذي قضي الساعات الماضية يصارع بالمطبخ فقد كان يصل اليها سبابه ولعناته الغاضبة و صوت تكسر و تدمير الاشياء من حوله.
وضع امامها صحن مليئ بالمحشى التي كانت اصابعه كبيرة للغاية حيث كان حجم اصبع المحشى الواحد بحجم شطيرة صغيرة.

وكان يضع بطرف الصحن قطع من اللحم المحمرة...
وضعت يدها فوق فمها تحاول كتم ضحكتها و هي تغمغم
=ايه ده يا راجح،؟!
اجابها بحدة و عدائية و هو يعقد حاجبيه بغضب
=محشى، ايه مش عجبك...
هزت رأسها و هي لازالت تقاوم الضحك بصعوبة
=لا يا حبيبى عاجبنى، تسلم ايدك...
من ثم نهضت واقفة مقتربة منه واضعة يدها فوق صدره تتلاعب برفق بازرار قميصه هامسة باغراء
=حبيبى.

غمغم راجح مجيباً اياه بحنق فقد كان يدرك انها تحاول الوصول الى شئ ما
=افندم...
وقفت على اطراف اصابع قدميها حتى تطيل من قامتها القصيرة عاقدة ذراعيها حول عنقه
=عايزاكى تعملى طاجن عكاوى، و ممبار محشى.
نفض ذراعيها من حول عنقه هاتفاً بغضب
=نعم ياختى، انتى هتشتغلى نفسك...
لكنه قطع جملتها قائلاً بتفكير وشك
=ثانية واحدة. الحوار ده انا حاسس انى شوفته قبل كده...

ليكمل فور تذكره ما فعله بها ببداية زواجهم حيث باليوم التالى لزواجهم جعلها تصنع له محشي من ثم بعدها جعلها تقوم بطبخ له ممبار و عكاوى
=اها يا يا بنت الاية، انتى بترديلى اللى عملته فيكى في يوم الصباحية مش كدة...
انفجرت صدفة ضاحكة فور ادراكها انه قد كشف خطتها بينما.

وقف راجح يراقبها و هي تضحك بهذا الشكل و ابتسامة واسعة تملئ شفتيه و عينيه تلتمع بعشقه لها احاط ظهرها بذراعه مقرباً جسدها منه قائلاً بصوت متساهل
=تصدقى انك شريرة يا بت يا صدفة وقلبك اسود، بقى لسة فاكرة اللى عملته...
هزت رأسها نافية قائلة و هي تبتسم
=لا و الله، انا قولت العب معاك شوية و اشتغلك...
تنهد راجح محيطاً وجهها بيديه مبعداً خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها الى خلف اذنها بحنان.

=طيب انتى عايزة تاكلى عكاوى فعلاً. اعملك.
ليكمل ويده تهبط الى بطنها المنتفخة يتحسسها برفق
=احسن تكونى بتتوحمى و الحلويين نفسهم فيها...
وضعت يدها فوق يده التي تحيط خدها من ثم ادارت وجهها طابعة قبلة حنونة على راحة يده
=لا، متخفش الحلويين انت مش مخليهم نفسهم في حاجة لا هما و لا امهم...
لتكمل وهي تحيط خده بيدها وقد اخذت أصابعها تداعب فكه قبل ان تضغط بقبلة رقيقة فوق فمه هامسة بشغف
=ربنا يخليك لنا، يا حبيبى.

ابتسم فور سماعه كلماتها تلك ضمها اليها يحتضنها بقوة دافناً وجهه بعنقها يقبله بحنان وشغف قبل ان يجلس على الاريكة و يجلسها على ساقيه و يبدأ باطعامها من المحشى الذي صنعه لها تذوقته صدفة مطلقة انة تلذذ يدل على استمتاعها بالطعام
=تسلم ايدك، و الله المحشى بتاعك احلى من بتاعى...
لتكمل بخبث شيطانى و هي تبتسم
=خلاص من النهاردة انت اللى تعمل المحشى...
ضرب بلطف جبينها بيده قائلاً بمرح.

=يا بت بطلى بكش، ده صابع المحشى بتاعى قد صابع الدناميت
ضحكت بمرح قائلة بجدية
=طيب و ماله و الله حلو كتر خيرك. يا حبيبى...

قبل جبينها بحنان من ثم اخذ يطعمها حتى شبعت تماماً من ثم حملها و استلقى على الاريكة و هي بين ذراعيه يشاهدان سوياً مسلسلها المفضل دفن وجهه بشعرها يستنشق رائحتها بعمق بينما يده اخذت تمر بلطف وحنان على بطنها المنتفخة كما لو كان يربت على اطفالهم، متنعماً بوجودها بين ذراعيه داعياً الله ان يحفظهم له دائماً سالمين...
باليوم التالى...

كانت صدفة نائمة بغرفة النوم تأخذ قيلولة قصيرة حيث اصبحت هذه عادتها منذ بداية حملها. بينما كان راجح جالساً بغرفة المعيشة يبحث بالهاتف باعلانات الوظائف الشاغرة فقد مل من كثرة بحثه عن عمل حيث لم يجد حتى الان وظيفة تناسبه كما ان المال الذي اخذه من صدفة لن يكفيهم كثيراً لذا يجب ان يتحرك و يجد حلاً سريعاً.

صدح صوت جرس الباب ليلقى هاتفه جانباً و ينهض سريعاً حتى يفتحه قبل ان يزعج صوته نوم صدفة حيث اصبح نومها خفيف للغاية منذ حملها فأقل صوت ييقظها.
اتسعت عينيه بصدمة فور ان فتح الباب و رأى رنين امامه تقف بالباب بملابسها الفاخرة و نظراتها المتعالية التي تديرها بالمكان تتفحصه بغطرسة لكن ما ان وقعت عينيها عليه تبدلت نظراتها تلك على الفور و حل مكانها نظرة مختلفة لم يفهمها...

همست بفرح و هي تتفحصه باعين تلتمع بالشغف
=ازيك يا راجح، عامل ايه.؟
اجابها بهدوء و هو لا يزال متعجباً من زيارتها تلك
=الله يسلمك، خير يا رنين جاية ليه...
تقدمت للداخل متجاوزة اياه وهي تغمغم
=ايه هنتكلم على باب الشقة و لا ايه...

زفر راجح بغضب بينما يشاهدها وهي تدلف الى داخل غرفة المعيشة فاذا استيقظت صدفة و رأتها هنا و سوف ترتكب جريمة فهى مجنونة و هو يعرفها جيداً لذا يجب عليه ان يصرفها قبل ان تستيقظ و تراها هنا...
ترك باب الشقة مفتوحاً على مصراعيه قبل ان يلحقها إلى غرفة المعيشة.
جلس على احدى المقاعد متفادياً الاريكة حتى لا تجلس بجانبه كالمرة السابقة، لكنها رغم ذلك اتت و جلست بالمقعد المجاور لمقعده مما جعله يهمهم بنفاذ صبر.

=خير يا رنين في ايه،؟!
ابتسمت رنين ابتسامة واسعة هامسة بصوت رفيع هادئ
=خير طبعاً...
لتكمل بهدوء و هي تنظر اليه باهتمام
=انا عرفت اللى حصل بينك و بين عابد. و انك سبت الوكالة و بتدور على شغل تانى و ان حالتك المادية يعنى مش كويسة، فعلشان كده جيتلك و معايا الحل لكل اللى انت فيه ده
تراجع راجح باسترخاء في مقعده قائلاً بتهكم فهو يعلم جيداً دماغها الملتوية
=و هو اية الحل ده بقى ان شاء الله.

ابتسمت رنين ممسكة بيده قائلة
=نتجوز انا و انت، و انا هكتبلك نص الشركة بتاعتى تبقى ملكك، انت عارف انى بحبك يعنى اللي ملكى هيبقى ملكك
ابعد راجح يدها الممسكة بيده و هو يغمغم بهدوء
=طيب و مراتى اللى حامل بولادى. تقترحى اعمل فيها ايه...
ابتسمت رنين قائلة بفرح من تجوابه مع اقتراحها
=تطلقها...
لتكمل بلهفة و حماس و هي تحيط جانب جهه بيدها.

=و لو على ولادك. نستنى لما تولد و نديها مبلغ و ناخدهم منها نربيهم و انا هعاملهم زى اولادى بالظبط...
قاطعها راجح مزمجراً بشراسة و هو ينتفض واقفاً على قدميه
=اطلق مين، و تاخدى مين تربيهم، انتى مجنونة ولا ايه حكايتك بالظبط...
ليكمل بصوت مخيف مظلم.

=انتى فكرك صدفة اللى بتقوليلى اطلقها و ارميلها قرشين دى ايه واحدة من الشارع. دى مراتى، و حتة من قلبى و روحى يعنى ولا كنوز الدنيا كلها تسوى شعرة واحدة من شعرها...
تراجعت رنين في مقعدها بخوف من نيران الغضب المشتعلة وهي تبتلع الغصة التي تشكلت بحلقها و هي تهمس له بصوت مرتجف
=يا راجح اسمعنى بس...
قاطعها مزمجراً بقسوة وهو يقبض على ذراعها يجذبها من فوق المقعد التي تجلس عليه.

=غورى اطلعى، برا و مشوفش وشك ده تانى في اي مكان انا فيه...
وقفت رنين على قدميها هامسة بصوت مختنق و هي تحدق في وجهه بخوف من لهيب الكراهية الذي يلتمع بعينيه
=علشان خاطرى يا راجح اسم...
لكنها ابتلعت باقى جملتها شاهقة بفزع عندما رأت صدفة تدلف الى الغرفة و تمسك بين يديها اشياء جعلت الدماء تجف بعروقها من شدة الخوف...
اقتربت منها صدفة بخطوات متمهلة قائلة بصوت مخيف مظلم بينما تتقدم نحوها.

=بقى عايزاه يطلقنى، ويتجوزك و تاخدى فوق البيعة بالمرة عيالى مش كدة...
هزت رنين رأسها ببطئ تحاول نفى ما قالته وعينيها الممتلئة بالرعب و الخوف مسلطة على ما بيدها. بينما حاول راجح الاقتراب من صدفة قائلاً بنبرة منخفضة محاولاً تهدئتها حتى تترك ما بيدها
=صدفة اهدى، و ارمى اللي في ايدك ده...
التفت اليه قائلة بنبرة يملئها التحذير و الغضب
=خاليك عندك، و متدخلش علشان متجنش اكتر و انت عارفنى كويس...

توقف راجح مكانه حتى لا يزيد من جنونها هذا لكنه ظل يراقبها باعين تلتمع بالقلق و هو يفكر في حل حتى يهدئها.
بينما استمرت صدفة بالاقتراب من رنين حتى اصبحت تقف امامها لتقبض فجأة على شعرها بين يديها هاتفة بشراسة وهي تجذبها منه بقسوة حتى كادت ان تقتلعه من رأسها
=سمعينى بقى كدة يا حلوة كنت بتقولى عايزة تاخدى جوزى و عيالى ازاى...

انهت جملتها تلك دافعة اياها بقسوة من شعرها لتسقط مرتمية على الارض بقسوة وهي تصرخ متألمة...
لكن ازداد صراخها هذا بشكل هستيري عندما رفعت صدفة ما بيدها عالياً استعداداً لألقاءها به...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة