قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل السادس عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل السادس عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل السادس عشر

زردت ريقها وهي تتوسله واضعه يدها على صدرها: - عشان خاطري عديها، ده عيد ميلاده.
يرفع مستقبل وجهه قائل بمشاكسة: - خلاص بقى يا بوب عديها.
ينظر على رقبته بتركيز، وجده يرتدي سلسله فضه، رمق نايا بصدمه قائل: - إيه ده كمان يا حرم العقيد مركز القوات الخاصة؟
رفعت يدها باستسلام وهي ترجع للخلف تود سحب أبنها معاها: - ولا أعرف.!

- اقلع القرف ده يا حيلتها، الحاجات دي للبنات، أوعى أشوفها على رقبتك تاني مره، عشان، هزعلك.
قالها بحده وهو يجز على أسنانه، فرد عليه بزعل طفولي: - يووه أنت كل حاجه تزعقلي، يارتني كنت كلب ولا دولفين من اللي عمال تطبطب وتهزر معاهم دايما.
يقبض يده محاول أن يمسك أعصابه، قائل بهدوء: - مسألتش نفسك ليه بزعقلك لو مره؟
- أنت كده على طول بتزعق، بتحب الحيونات وبس.

قبض ما بين حاجبيه بدهشه مجيبه بهدوء من الصدمه: - بس أنا بحبك أنت أكتر، لأنك أبني، لكن هما بيسمعوا كلامي، عشان كده عمري ما بزعقلهم، ونفسى أبني حبيبي يسمع كلامي.
تأفف بحده ثم قال: - لكن. لكن. لكن، أي تبرير موقف بتبدأ بلكن، وأنا بني آدم ليا دماغي مش لازم حد يرودني زي أي حيوان، طب بص عشان اريحك بعني لأي حد وأشتري بيا أن شالله سمك، مادام هما مش بيتعبوك في تروضهم.

زفر أنفاسه بحنق، مشير على رقبة مستقبل: - اقلعها، واتفضل على اوضتك.
سالت الدموع على وجنتيه، فهو لم يستطيع رفض أوامر والده نزع السلسله، يقول بنبرة حزينة قبل أن يصعد غرفته: - حاضر، حاضر، حاضر.
كانت كارماك واقفه وضعه يدها على خصرها قائله بصوت طفولي: - أنت زعق ليه ليه؟
ثم تركضت خلف مستقبل قائله: - مستقبل. مستقبل، استنى يا مستقبل.

تحمحمت نايا بخوف وهي تقترب منه، محتذره نوبة غضبه، فهي لم تتجرأ ان تحدثه وهو يتناقش مع اي أحد من أبنائها، لأنه حتماً سوف يفقد أعصابه أكثر من تدخلها، ثم تضع يدها على بعضهم تحركهم بتوتر، محاولة ان تستسمحه: - ده عيد ميلاده، وهو كان مستنى اليوم ده من السنه اللى فاتت، عشان ياخد هديتك اللي وعدته بيها، ده غير. أنك يعني بقالك أربع شهور مسافر، فيعني لو ممكن بعد أدنك تخليني أنزله، يحضر عيد ميلاده.

يمسح وجهه بعصبيه ويبلغها: - أبنك ده طلعلك، عنيد ومتهور، ومجنون.
تضحك حتى تلطف الجو مثلها مثل اي أم تفعل المستحيل من أجل أبنائها، تغمزله وهي تشار على نفسها مردد: - الواد ده اصلي.
- ده اصلك اوووى وحتى مينفعش يكون صوره.
همست برقة: - ها تسمحلى اطلع لاصلي.
أحبها وهو يبتسم إليها: - أنا اللي هطلع لاصلك، ياللى مطلعه عيني أنتى واصلك.
تغمز إليه مرتين وراء بعض وتقبله في الهواء قائله: - محضره ليك مفاجأه، أصلي.

يضع يده على قلبه ويقول بأعتراض: - قلبي، لا بلاش مفاجأت، أنا مش مستحمل.
- هبهرك.
يقترب عليها ممسك يدها ناظر لها بعدم أقتناع: - قلبي مش مطمن، خليها بكره، أنا راجع فاصل من كل حاجه.
تمط شفتيها وهي تهز كتفيها بلامبالاه: - دي حاجه ترجعلك يا روحي.
يبتسم بثقة: - كده أطمن إنها بكره.
تضحك بدلع وتقول وهي تعطي ظهرها: - مفتكرش أنك هتصبر لبكره يا روحي.
يضرب كف على كف من تصرفاتها الطائشة: - دي هربت منها خلاص.

ثم صعد لمستقبل طرق على باب غرفته منتظر أن يأذن إليه بدخول، لكن لان يجيب عليه، فتح الباب الخشبي ودخل وجده جالساً على النافذه يتأمل السما في صمت، قطع مهيمن الصمت وهو يقول بهزار: - إيه يابني من قلت النجوم والكواكب اللي في سقف اوضتك، طلع على الشباك، لما تقع دلوقتى هنقول لأمك إيه؟

لم يلتفت إليه ولم يعطي حتى اي اهتمام، لكن تبخترت عبراته على وجنتيه بحزن: - أقترب إليه أكثر، أمسك جسد أبنه يمثل أن يقذفه خارج النافذه: - يا تقيل.
رفع مستقبل يده مسرعاً يمسك قميص والده بزعر، ثم يتفوه مهيمن: - لسه زعلان.
يهز الغلام رأسه بتأكيد، وهو متشبث بثيابه خوفاً أن يقع.
يدخله من النافذه قائل بمكر: - تمام، خليك بقى زعلان، وأروح أنا أتفرج لوحدي بالتلسكوب اللى جبته على الكواكب.

عندما سمع كلمة تلسكوب قفز
من على الشباك قائل بسعاده: - أنت جبتهولي؟
- جبته، بس أنت زعلان روح كمل زعلك.
يمسح عينه من أثار الدموع قائل بجدية: - زعلان عشان أنت زعقتلي، ومش بس كده قدام الناس.
- اولا أنا اخدتك بعيد عنهم، وكانوا عيال مش ناس.
حدقه وهو منتظر رد أبنه، لكنه نظر يسارا غير مجيب، فقال بستفهام: - يعنى مبتردش؟

تناهد وهو يبلغه بضيق ظاهر: - أرد أقول إيه؟ المشكلة يا والدي أنك فاكر أن إحنا عيال، ومهما أقول مش بتصدق أن عقلنا إحنا ممكن يحقق المعجزات.
دائماً يعجبه حديث أبنه الفيلسوف، لكن هو حقاً متهور ويستفز كل من حوله، فلبد على والده أن يتحمله ويوجهه، وليس أن يحبط من شائنه، فأردف بعد أن تحمحم: - وأنا عايزك راجل، مافيش راجل بشعر طويل وسلسله؟ أنت شايف مين اللى بيلبس السلسلة في البيت.

أجابة بخجل وهو يمسك السلسلة الذي لبسها مره ثانيه، بعد أن تركهم بالحديقه: - ماما وتوتا.
ثم يضيف مبرر: - بس دي بتاعة رجا.
يقاطعه بهدوء وحنان: - يبقى خلص الكلام يا مستقبل، وأكيد فهمت أنا اقصد إيه كويس؟
حرك رأسه بتفهم، ثم قلعها، يبتسم والده إليه وهو يبسط يده ممسك يده، ثم ينزلا سوياً يعطيله هديته، والجميع أقتربوا شاركوه بفرحته، الذي جعلته يشعر إنه لمس صديقه الصدوق بقدمة.

استنهز فهد انشغال الجميع أقترب لتوتا التي تجلس على الأرجوحه: - القمر قاعد لوحده ليه؟
تطلعته بأبتسامه قائله: - فهد إزيك، كلهم هناك بيتفرجوا على القمر والكواكب وأنا ماليش في عالم الفضاء.
-عندك حق، لأن ماينفعش قمر يتفرج على قمر أقل منه في الجمال.
ابتسمت بسعادة مراهقه، فكلامه يزغزغ مشاعرها، هو الوحيد الذي يسمعها كلام معسول، يوصلها لأعلى عنان السماء.
- فستانك الأول كان مرسوم عليكي.

تذكرت حازم الذي يشعل غضبها دائما بخوفه عليها، فردت بضيق: - منه لله اللى كان السبب.
قبض ما بين حاجبية: - مين هو؟!
- لا متاخدش في بالك، يعنى ده مش حلو.
نظر إليها بنظرات متفحصة وقحه، ثم رفع يده اليسرى يرفع خصله متدلله على وجهها قائل بجرأه: - ده يهبل.
- الكوتش عايزك.

قالها حازم من بين أسنانه، يريد دفن كائن الفهد مكانه، نظرت إليه بنظرات شرسة، ثم تركتهم وهي تتأفف بصوت مسموع، ضربت الأرض بقدميها بخطوات مسرعة كالعسكري، ثم أقترب حازم يمسكه من تلبيب قميصه الكلاسيكي وضربه بالرأس: - ده حاجه بسيطة تفتكر بيها أنك متمدش إيدك على حاجة مش بتاعتك.

ثم أولا ظهره تاركه يلهث الأنفاس، رافع فهد يده مهوء على وجهه الذي انطوى بالون الاحمر من شدة الضربة، قائل بغيظ: - هندمك على اللى عملته.
من غير ما ينظر إليه وقف مكانه رافع يده في الهواء قائل بسخرية: - تندمني!
ضحك بتهكم وهو يقترب عليه يبلغه: - طيب وريني هتندمني ازاي؟
لم يجيبه خوفاً، وأنسحب في هدوء قائل عندما أبتعد عنه: - عامل أحترام لأهل المكان، اصل أنا بن ناس، مش هماجي شبهك.

بعد القاء كلماته دخل مسرعاً وسط الحاضرين.
رفع حازم يده مستغفر ربه على من لا يعرف ألا الكلام.
قبل أنتهاء الحفل تقدم حازم لمهيمن قائلاً بأدب: - كوتش عايز حضرتك.
قام وضع يده على كتفه، أكمل حديثه: - كوتش بعتذر ليك انا مش هحضر التمرين تاني مع حضرتك.
- ايه اللى بتقوله ده!
قالها بأستغراب، فرد بترجي: - كوتش عشان خاطري سبني براحتي، هروح ادرب في مكان تاني.
- حصل بينك وبين توتا حاجه؟

- لا ابداً. ربنا يوفقها في حياتها، بس هطلب منك طلب تاني.
- اتفضل قول على طول يا حازم.
- خلى توتا تقلل الكلام مع فهد البنهاوي، ولد سمعته مش تمام.
تعصب جدا عندما سمع حديثه قائل: - هي لسه بتكلمه! على العموم حسابها معايا، واتمنى تفكر تاني في قرارك.
- مفتكرش أنى هرجع فيه، سلام.

عانقه بعضهما وأنصرف بحزن وخزلان، فشعوره بأنه غير مرغوب فيه كان يقتله، بعد ما الجميع أنصرفوا، وأولاد مهيمن كل واحد منهم دخل غرفته، إلا مستقبل ظل ينظر على النجوم من تلسكوبه الجديد، وبقى على حلمة خطوات حتى أن يصل إليه.

تجلس توتا بغرفتها ذهنها مشغول بفهد، تأخذ الهاتف بين يدها وتكتب رقمه، انتظرت حتى إجيب عليها: - القمر كله بيتصل عليا، والله أحسد نفسي.
ابتسمت لكلماتة المعسولة قائله بكسوف: - ميرسي، بعتذر عن اللى حصل من حازم.
رد عليها بغرور: - اللى حصل من حازم ملكيش دخل فيه، وأنا مرضتش أتصرف معاه في وقتها عشانك، بس ملحوقة وهعرف أجيبه تحت رجلي.
- أنت فعلا ذوق وراجل.

- ممكن نركن كل الكلام ده على جنب، أنتى وحشاني، هشوفك أمتى؟
احترقت وجنتيها من الخجل، لكن السعادة تمدت في عروقها، وقلبها ظل ينبض بشدة: - ممكن بكرة تيجي تذاكر معايا.
رد عليها بخبث ثعلب ماكر: - ده أنا كده هطلع من الأوائل، لأن كل كلمة بتطلع من بين شفايفك بتدوبني وتدخل تحتل قلبي مش عقلي بس.

كلامة الرومانسي يسحر عقلها، ويصيبها بالدوران، لكن به متعة ترفعها فوق غيام السحاب، لم تتفوة باي حرف من شفتاها، فهي بحالة افقدتها النطق والتفكير، كلامة افقدها القيم والمبادئ وكل شئ.
أبتسم إبتسامة أسد جائع أصبحت فريسته تحت قبضة يده: - هفضل أفكر فيكي لحد ما أشوفك بكره، تصبحي على خير يا عسل، امووه.

انزلت الهاتف حدقته بأعينها، قلبها تسارع في نبضاته، لا تصدق ما حدث، فهو قبلها قبل أن يغلق الخط، أبتسمت وهي تضع الهاتف بأحضانها وتنام.

يقف وجود من أما التلفاز، يشاهد فيلم بوليسي صيني، خافض الصوت، ويفعل كل ما يقوم به البطل ذكي شان.

تخرج نايا رأسها من المرحاض: - هيمو غمض عينك.
رفع حاجبة الأيسر بأستغراب: -هيمو! وغمض عينك! قلبى الفار بيلعب فيه.
- غمض بقى.
أغمض عين وترك عين: - اعتبري أنه حصل.
خرجت بطلتها التي خطفت قلبه عندما نظر إليها، اتفاجأه ببعض مساحيق الجمال الهادي التي وضعتها بأحترافيه، مرتديه فستان طويل يبرز جمالها وتفصيل انثتها الطاغية.

ابتسم بحب، ثم قام أقترب عليها، اخذها بين يده: - ماشاء الله لسه زي مانتى جميله وبتخطفي قلبي.
ترفع يدها على رقبته: - أول امبارح كان عيد ميلاد جوزنا، قولت لآزم نحتفل بيه كأننا عرسان وفي أول يوم، أنا لبست فستان أبيض وأنت هتلبس البدله اللى هناك دي، بقالنا كتير مشغلين بالعيال يا إما أنت مسافر، يلا روح غير، مبحلق ليه؟

- اولا بعتذر أني نسيت، أنتى عارفه ظروف الشغل ببقى مش مركز، وآسف انى متصلتش بيكي ونسيت يوم زي ده، وثانيا وده الاهم أنتى عروسه كل يوم يا قلبي.
تضع يدها على شفايفه: - أنا مش زعلانه أصلا، وبحبك مهما حصل.
يقترب وهو يقول بصوت متقطع: أنتى، أجمل، حاجه، حصلتلي، ربنا يخليكى ليا.

أشارة إليه ان يلبس البدله، اومأ برأسه وهو يتركها، متوجه إلى غرفة الملابس التي بداخل الغرفة، أرتدى قميص ابيض يبرز عضلاته وعليه بدلته الأنيقه سوداء اللون، ثم دلف إليها مبتسماً، أقتربت إليه بحب، ثم تاهت مع لمسات حبيبها، الذي كان غائب عنها منذ شهور.
وبعد مضي وقت في حب وشوق وهيام، يقوم بذهول يجلس على طرف الفراش واضع رأسه بين يده، لم يتخيل جملتها
لازم نحتفل كأننا عرسان وفي اول يوم.

تقوم نايا بأبتسامه، تحضنه من ظهره وتضع رأسها على كتفة: - مش هتقولي مبرك يا...

دفعها بقوة اوقعها على الفراش ورأسها ارتطمت بأول السرير، ثم قام ينظر عليها بدهشه الجمت أحرف لسانه، يضغط على أنيابه، فالصدمه جعلته غير متحكم بأعصابه، بداخله موجة غاضبة يود أن يسحقها، يحاول تماسك اعصابة، لأن هو يثق بها، لكن كيف تتجرأ على فعل ما فعلته، كيف تجلس تحت يد طبيبه وتجعلها تظن بها أي ظن، اولاها ظهره، وهو مغمض العين متوجه إلى المرحاض، مستعيذ من الشيطان الرجيم حتى لايسيطر على افكاره ويقتلها بسبب فعلتها، فتح صنبور المياه البارده، ونزل أسفله، يود تجميد كل أفكاره، حتى لا تكمل طريقها وتجعله يتصرف بجنون.

جلست المجنونة على فراشها تكلم نفسها: - ماله ده! قلب مره واحده كده ليه؟!
ثم قامت وقفت أمام باب الحمام.
بعد مضي وقت خرج، وجدها إمامة، جز على أسنانه وهو يقفل قبضة يده بقوة، أصبحت بيضاء خالية من الدم، قائل وهو يزفر أنفاسه: - مش عايز أسمع صوتك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة