قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل السابع عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل السابع عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل السابع عشر

تبصره بأستغراب وهي تضع يدها على صدره العاري، يرجع خطوه للخلف بسرعاً قائل بحده: - امشي من وشي، عشان متعصبش عليكي، ولا اقول كلام أندم عليه.
ناظره إليه بذهول وبعدم فهم، ماذا حدث للوحش الهامد داخله، ما الشئ الذي قام بأصحاء هذا الوحش، همست بخوف: - طب حصل أ...
أفزعها فقطعت حديثها بذعر، عندما ضرب الباب بيده بقوة، جعل الباب الخشبي ينقسم نصفين: - مش عايز أسمع صوتك، فهمتي.

رفعت يدها، تشار إليه أن يهدى، ثم هربت من أمامة مصيبها الرعب.
تحرك بخطوات سريعة، تكاد ان تهدم الأرض تحت قدمة، دلف لغرفة الملابس أخذ بنطال قطن رمادي وتيشرت اسود اللون.
عندما رأته يرتدي بنطاله تأكدت أنه غاضباً جدا من هيئته الثائره.

خرج مثل الأسد الجريح من معركة، غايب العقل، لم يرى أمامه، خبط التسريحه بكتفه، زجاجة العطر المفضله لها وقعت تحطمت وانكسرت مثل قلبه إلى اشلاء صغيرة؛ فتناثر ما بداخلها فلوثت بنطاله، نزل جلس بالحديقه أمام البسين، رائحتها تحاوطاه، غضب أكثر، شعر بالاختناق أكثر مما فيه بسببها، قام بنزع تيشرته، ثم قفز داخل البسين، الدلفين أقتربوا إليه وظلوا يسبحوا بجانبه.

وقفت نايا تشاهده من خلف نافذتها، متعجبه بشده، حائرة، لم تتخيل أن فعلتها، هي التي تسير غضبه.

مدت الشمس أول خيوطها الذهبيه بخفوت، فالسحب لونها رمادي محمله بالأمطار، يكاد غضب مهيمن اضغى على كل شئ من حوله.

فتحت دانيه عينها وجدت أبنتها وإبنها يقفا أمامها، أخذت كارما داخل أحضانها وظلت تقبلها، انسحب أنيس خارج الغرفة من غير أن يتحدث بكلمة، لاحظ فادي، فقام من على فراشة خلفه وقال قبل أن ينصرف: - دانيه ركزي مع أنيس شويه، شكله طالع زعلان، وأكيد بيحس أنك بتحبي كارما أكتر منه.
ردت بهدوء: - حبيبي أنا مقصدش، كارما هي اللى كانت قدامي.

أقترب يقبل أبنته، ثم نظر لدانيه قائل بهدوء: - خلي بالك على أبنك، وقربي ليه أكتر من كده.
- يا حبيبي والله زيه زي كارما، بس أنت عارف البنات بتخطف العقل.
- على العموم الاتنين عيالك وهتتحسبي عليهم.
وقبل ان يخرج لأبنه، نهضت تمسك يده: -هروح أنا أشوفه، البس عشان متتأخرش على شغلك.
تركت كارما، ثم ذهبت إليه قائله بحب: - حبيبي مكشر ليه؟
أجابها بزعل: - مافيش.

ترفع يدها تمسكة من خصرة بحنان ثم تضعه على قدمها: - كل ده ومافيش أمال لو فيه؟
يرمي بنفسه داخل حضنها، كأن يقول لها أريد حضنك فقط، أريد أن أشعر بالحنان والأمان بداخله، برغم أنه بلغ الحاديه عشر من عمره.
تعانقه بحنان وظلت تربت على ظهره بعطف وحنان.

تنزل نايا بضيق عند البسين وتقول بحده: - مش كفايه كده وتتكرم سيادتك تقولي غلطت فيه إيه؟
يرفع رأسه من على الشزلنج ناظر إليها بتعجب قبل ان يتركها: - أنتى كمان متعرفيش! دي في حد ذاتها نصيبه أكبر.
تمسكه يده قبل أن يمشي، يبعد يدها بسرعة قائل بحده: - اياكى تلمسينى تاني، وياريت مشوفش وشك خااالص.
تقف أمامه مستعجبه وتقول بحدة: - وأنا مش هسيبك غير لما أعرف مال جنابك؟

افقد اعصابة من كثرة كلامها، واستفزازها قائل بدون وعي: - أنتى طااال...
تركض توتا عليهم وهي تصرخ، لم يكمل كلمتة ناظر على توتا بقلق، التي قالت بذعر: - بابا الحق وجود دماغه مفتوحه ودمه يينزل جامد.
يركض جميعهم على غرفة وجود، وجدوا الدم يملأ الأرض، ورأسه من الخلف مفتوحه، يمسك تيشرت من الدولاب وضعه على رأس وجود، ثم نظر لتوتا بتسائل: - حصل ايه؟!

أخافت من أنفعال مهيمن ولم تجيب عليه، فقال بعصبيه: - اخلصى قولي حصل إيه؟
رأت نايا مستقبل يختبئ، علمت أن له دخل، وقفت امامه حتى لا يشاهده زوجها، الذي افقد كل ثباته.
همست توتا برعب، بنبرة متقطعه: - اصل، يا بابا أنا معرفش.
- اصل ومتعرفيش، وهو فين؟!
ردت نايا بصوت مرتعش: - روح ودي وجود الأول المستشفى.
حدقها بنظرات حاده كالسهم، ثم حمل ابنه وأنصرف، صعد سيارتة متوجة إلى المشفى.

أستدارت نايا تمسك مستقبل الذي كان سيقفز من النافذه قائله بعنف: - يعني ينفع كده! ليه عورت أخوك؟
أجابها بخوف: - هو اللى كان عايز يتفرج بتلسكوبي، وأنا ادتهوله.
ردت توتا معترضه: - لا أنت اخدت التابلت وكسرته، ولما جالك يقولك ليه عملت كده، زقته.
تقول نايا بصوت عال متعصب: - يعنى ينفع اخوك كده عورته.
- مكنش قصدي اعوره.
تمسك نايا يده، ثم تقول لتوتا: - أنا هروح أودي آنا هاله، أوعى تروحي في حته فاهمه.

- حاضر، بس هقول لبابا إيه؟
أجابتها من غير تفكير: - معرفش.
ثم نزلت تركض، ركبت السيارة التي يخصصها مهيمن لأطفاله وتقول للسائق: - اطلع على ماما يا عم احمد.

وصل فهد الفيلا وكان لازال ألا يوجد أحد غير الحرس والأمن و توتا، أقترب من الأمن قائل: - أنا هدخل لأنسة توتا.
فرد أحد أفراد الأمن: - محدش جوه.
بصره بعنجهيه وأخرج هاتفه قائل له بتكبر: - إزاي أنا متأكد إنها جوه.!
- أنا شوفتهم كلهم خرجوا.
لم يرد عليه واتصل بها: - توتا أنتى فين؟
- أنا في البيت يا فهد.
- مال صوتك؟ أنتى بتعيطي.
- فيه مشكلة وقعده لوحدي.
- طيب أنا قدام الباب عندكم.

- طيب ادخل استنى في الجردن دقيقه وهكون عندك.
- طيب كلمي الأمن، لأنه رافض ادخل.
بعد ان تحدثت مع الأمن سمح له بالدخول، الشيطان انتهز فرصة لايوجد أحد في البيت صعد لها غرفتها، عندما رأته أمامها، أبتلعت ريقها قائلة بخوف: - أنت بتعمل إيه هنا!؟
يقترب منها قائل بصوت فحيح الأفعى: - وحشتيني.
قربه منها جعلها تتوتر وتنسى كل ما تعلمته من دفاع عن النفس، ظلت ترجع للخلف، وهي تقول بهلع: - أنت عايز ايه؟!

إجابها بوقاحه: - اللى عايزه ميتقلش، ده بيتحس.

قلب نايا انقبض، وخافت عندما يرجع زوجها لم يجدها فيتعصب على توتا: - وقف هنا لو سمحت يا عم احمد، ومستقبل أوعى تسيبه غير في إيد ماما، بالله عليك يا عم احمد.
إجابها السائق بإحترام: - اومرك يا بنتي.
وقبل أن تنزل تقول لمستقبل: - حبيبي اسمع كلام آنا.
اومأ برأسة وداخل مقلتيه دموع محتبسه.

تنزل تستقل تاكسي، ثم تدخل الفيلا تلتقط أنفاسها، حتى انتبهت لسماع صوت صريخ ابنتها، ركضت على السلم مسرعة، وشكت أن زوجها فقد ثوابه ويضربها، أفتحت الباب مستعده على الوقوف أمامه ولأول مره، لكن لم تجد ما توقعته، فكان فهد منقض عليها، يفترسها، بسرعة يديها تدخل تصفعه عدة ضربات بقوه، لدرجة ضرسه طار من فمة وأصبح ثغره وأنفه ينزفان، تجذبه من ثيابة بدون رحمة حتى وصلت به الصاله، تتصل بالأمن، احضروا على الفور، اخذه منها وهي تقول: - ارمي الحيوان ده في الشارع.

امسكوا والقوا مثل كيس المهملات بالشارع، وقفت تفكر ماذا تفعل بتوتر، طلبت الأمن مره ثانيه حتى يحضروا لها، فتقول بحزم: - مش عايزه مهيمن ياخد خبر بحاجه.
الجميع هزه رأسهم بالموافقة.
سمحت لهم بالأنصراف وتوجهت على غرفة توتا وجدتها، تقف في أخر الغرفه تخبئ جسدها وتبكي بحرقه، قالت بخوف وقلق: - اذاكي الواطى ده؟

حركت رأسها بنفي، وجلست على الأرض تلعن كل الرجال، أمسكتها نايا من يدها بحده قائله والدموع تسيل على وجنتيها بقهر: - شوفتى آخر تهورك وكلامك مع واحد ملهوش لازمه، مش أنا قولتلك ملكيش دعوه بالحيوان ده، وأبوكي ياما حظرك.
رفعت يدها المرتجفه تمسح دموع أمها، قائله بصوت ضعيف منكسر: - أنا اسفه يا ماما، صدقينى عمري ما هكلم اي ولد تاني، بس بالله عليكي اهدى.

ترفع نايا يدها تضرب وجهها بقوة: - يالهوي يالهوي، اهدى! اهدى ازاي؟ هقول لابوكي ايه؟
تبكي بندم وحزن على كسرتها وكسرت امها أمام أبيها، تمسك يداها تبلغها بشهقات: - أنا اسفه، بالله عليكي متعمليش في نفسك كده، أنا هقوله إنى أنا السبب، أنتى ملكيش دعوه خالص.
تمسح دموعها بأطرف أناملها وتتصنع القوة: - اياكى تجيبى سيره لابوكي باللى حصل، وقومي غيري.

تقوم بجسدها المرتعش الهزيل الذي أصبح متورم، يوجد به علامات زرقاء وحمراء.
تحدق نايا على ذراعها وجسدها، تبكي بقهر ثم تاخذها لأحضانها: - عمل فيكى إيه الحيوان ده؟
- أنا كويسه يا ماما، متقلقيش.
سمعتان صوت باب الفيلا ينغلق بحده، انتفضتان سوياً.
تمسح نايا دموعها بخوف، من أزدياد موجة غضبه، قائله بهمس لها: - البسي حاجه تغطي جسمك كله، وحطي شال على رقبتك، وغيري الملاية دى بسرعة.

امأت لها رأسها وجسدها بدأ ان ينتفض بقوة ملحوظة.
هتف مهيمن بحده وصوت مرتفع لوجود: - ممكن أعرف إيه اللى حصل؟
رد وجود بصوت متلعثم: - يا بابا أنا اللي وقعت لوحدي.
- أنت كمان هتكذب!
- بابا صدقني، هو كان بيلعب معايا وأنا اللي كنت برجع اتكعبلت.
تنزل نايا الدرج بخوف تضع يدها على قلبها، تتمتم بداخلها أن يمر اليوم على خير.

أردف مهيمن بتسائل حاد: - امال هو فين؟ ليه مستخبي؟! وفين الأستاذه توتا اللي اتعلمت الكذب هي كمان؟
ترفع نايا يدها تضرب رأسها قائله لنفسها: - أنا اللي جبت ده كله لنفسي، أيه اللي خلاني امشي، وأسيب البيت.
ألتفت عليها مهيمن يرمقها بنظرات قاتله تمنت ان تنشق الأرض وتبتلعها، ولم تقف أمامه في هذا الوقت، ثم يقول ساخرا: - فين عيالك يا مدام؟

أجابتة بتوتر وهي ترجع شعرها خلف أذنها، وتبلل شفتيها التي أصبحت متحجره: - ماما كانت عايزه وبعته مع السواق.
رمقها بنظرات نارية: - كلامك ده اللى بيأكد أن هو اللى زقه، عمرك ما هتبطلى دلع فيه، فين الهانم التانيه؟
ردت عليه بهمس، هواء فقط يخرج من فمها.
- صوتك راح فين كمان؟
أشارت بالسبابه على غرفة توتا قائلة بنبره منخفضه متقطعه: - ف و ق.

زجها من أمامه، وصعد الدرج مسرعاً يكاد يسارع الكره الأرضية، حتى وصل لغرفتها وضع يده على مقبض الباب، سمع صوت بكائها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة