قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثامن عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثامن عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثامن عشر

ظن إنها تخاف منه، لم يتحمل صوت بكائها الذي إرسال سهام مثنونة إلى قلبه، تركها وتوجه إلى غرفته.

جلست نايا على المقعد محاوله في إخفاء دموعها، شكرت الله أن مهيمن لم يرى توتا، أقترب إليها وجود بحنان، رفع يده يمسح عبراتها: - متزعليش منه يا ماما، هو مضايق أول ما هيروق هيبقى كويس.
وضعت رأسها على صدر صغيرها الذي يشبه طبع والده الحنون العاقل.

نامت توتا على فراشها بعد ما اتأكدت أن والدها أنصرف من أمام غرفتها، ندمت انها تعرفت على الذئب البشري وأنها حبت في سن المراهقه، حدثت نفسها بلوم وعتاب: - كل الرجاله واطين ومن طينه واحده واندال، وأي راجل يعمل اللي عايزه، مش بيقع عليه أي لوم، وأي اب يلوم البنت، أما الولد راجل، مهما يحصل منه مش عليه عار.
فنحن في مجتمع ذكوري متعفن، يعاتب الأنثى فقط.

وبعد ان تفوهت بهذا الحديث أعلنت عصيانها على جميع الرجال.

يخرج مهيمن من غرفته، بوجه حاد قائل لنايا: - اجهزوا، هستناكم في العربيه.
حدقت بعينها، لم تفهم أين سيذهب بهم؟
حاولت ان تسأله، لكنه تركها قبل أن تتفوه.
قامت من مجلسها قائله لوجود: - غير هدومك عقبال ما أغير.

أومأ برأسه، ثم نهض توجه لغرفته، لكن قبل أن يدخل غرفته التي تكون بجوار غرفة توتا، أستوقفه صوت نهيبها، طرق على باب غرفتها، ثم فتح الباب بهدوء، وجدها اتنفضت، أقترب إليها يربت عليها بعطف وحنان: - أنتى كمان زعلانه من بابا! معلش، أنتى عارفة الكذب بيجننه، وهو حاسس ان أنا وانتى كذبنا عليه، وده اللي مزعله اووى، ممكن الجميل يمسح دموعه.

مسحت دموعها بباطن يدها: - أنا زعلانه من تفكير مجتمع كامل، متشغلش بالك، هبقى كويسه.
قالت كلامها بألم وحزن، شعر أن بداخلها شئ ليس هين، لم يحدثها فيه حتى يأتي وقت مناسب، فيغير مجرى الحديث قائل: - طيب بابا بيقول غيروا، هو مستني في العربيه.
حوطت جسدها بيدها: - روحوا انتوا، أنا تعبانه، مش هقدر أروح في أي مكان.
جلس جانبها يربع قدمه وهويخبرها: - وأنا كمان هفضل معاكي، مش هسيبك.

بعد أن نايا ابدلت ثيابة بسرعة البرق، توجهت على غرفة توتا، التي وجدت بابها مفتوح: - لسه ملبستش يا وجود؟!
ابتسم إليها وهو يحضن أخته: - هفضل مع توتا، شكلها تعبان.
أقتربت إليها ثم مالت على اذنها وهي تمسد على شعرها، قائله بحنان وحب: - توتا خلي بالك من نفسك، وبلاش هرتلة مع حد.
فهمت مقصد أمها، اومأت برأسها بوجه ذبلان شاحب اللون، فأردف وجود ممازحا: - بلاش هرتلة! وياترى قصدك إيه يا ماما؟

اغمضت عيناها لقد نسيت أن أبنها يورث عن أبيه سمع صوت دبت النمله، نظرت لها وجدتها تبكي، رفعت ذراعها الأيمن تمسح عبرات توتا التي سالت، ثم تنظر على وجود ولم تجيب على سأله: - خلي بالك من اختك.
- حاضر.

أنصرفت بعد أن قبلتهما وتوجهت على سيارة مهيمن وداخل رأسها ألف سؤال، عن سبب قراره المفاجأه بأخذهم معه، دخلت السياره، وجدت عينه تتطاير منها الشرار، تقول بتوتر، بعد أن نظر عليها بتسائل: - توتا ووجود فوق، عندهم مذاكره.
لم يرد عليها، تحرك عندما جلست على مقعدها، يمسك بعجلة القياده يقبض عليها بضيق من كثرت كذبها.

تنظر عليه من حين لآخر مراقبه تعبير وجه، لا أحد منهم يتحدث، حتى وصل إلى منزل والدتها، تأكدت أنه أتى لمسقبل وسوف يقوم بتوبيخه أمام والدتها، نظرت إليه بترجي قائله: - ممكن متزعقش لمستقبل قدام حد، بعد إذنك، لما نروح أتصرف معاه براحتك.
حدقها بدهشه: - ومين قالك انى جاي لمستقبل!؟
قلبها زاد في نبضاته: - تقصد إيه؟

أشار إليها أن تنزل، ولم يجيب عليها، فهذا هو طبعه؛ الرد بأقتضاب دائما، لكن مع جميع الناس إلا هي، فماذا حدث لكل هذا، فتهمس بقول: - مهيمن أنت مش هتنزل!، طب هتروح فين؟
اخذ نفس عميق وقال باختصار: - أنزلي، عشان أركن.

فتحت باب السيارة وقلبها يصدح بدقاته الهالعه، لم تفهم ما غرضه من هذه الزيارة، صعدت سلم العماره بقدم مرتعشة، حتى أوصل بجوارها تركها وصعد بسرعة، ثم وقف أمام باب والدتها، طرق على الباب عندما وصلت نايا، أفتح كرم بوجه مبتسم، صافحهم بحرارة.
بادله مهيمن الإبتسامه ولا كأن به شئ، حتى هي مسحت وجهها قبل أن يفتح الباب، وقبلتهم بوجه خالي من المشاعر، أقتربت والدتها إليهم.

ترحب بهم بسعادة: - كل الحبايب هنا، يادي النور، اللي نور البيت كله.
- تسلمي يا ست الكل، ده نورك.
قالها مهيمن وهو يقبل يد هاله، ثم صافح أخته بحب وشوق، ثم دخل رأى نظرة الخوف في أعين مستقبل، أقترب إليه ثم أنحنى عليه جلس القرفصاء قائلاً بهمس حاد: - مش من الرجوله أنك تهرب، المفروض تواجه خصمك، مهما كانت قدر المشكلة.
-أنا مهربتش، ماما اللى قالتلي روح لأنا.

رفع مهيمن رأسه ناظر لنايا حتى يأكد لها كذبها، تحمحمت بحرج، أكمل حديثه مع أبنه: - توعدني بعد كده تواجه مشاكلك، ومهما يحصل متكذبش وتفضل صامد.
اومأ برأسه، ثم ارتمى داخل عانق أبيه، بدله يده العناق بحنان، ثم نهض جلس على الأريكة بجوار كرم الذي يحمل أبنه أسر على قدمه، الذي يبلغ ثالث اعوام من عمره.
بعد ترحيب وهزار يقول مهيمن: - كنت عايز اخد رأيك يا كرم في قضيه، بما إنك دكتور نفسي؟
- اتفضل قول.

- ظابط مدني صاحبي، حكالي على قضيه، راجل قتل مراتة لأنها عملت عملية في عيد جوزهم وبقت بكر.
أول من رد كانت هاله بندفاع حاد: - لا حول ولا قوة الا بالله، إيه الفجر ده، ربنا يحفظنا من نوعية الستات القادره دي، دي شكلها متعوده على كده، مش تحمد ربنا سترها معاها مره، تروح وتكشف نفسها، دى فعلا الجنان على حق.
ابتسم بسخرية: - يعنى كان عنده حق يقتلها؟
- طبعا، ده قرطسته مرتين.
- وأنت يا كرم رأيك يهمني؟

- بص يا مهيمن، المفروض الحكم عليه يتخفف؛ لأن أي راجل شرقي مش هيستحمل حاجه زي كده، دى بتبقى ضربه مقتل بجد، وأي تصرف بيكون مش في وعيه، عقله أتصاب بصدمة، وزي ما قالت ماما أكيد متعوده، لأنها إزاي يجلها قلب تعمل عمليه مشبوه زي كده وعند دكتور مشبوه، وأنت عارف الدكاتره دى مش بتقبض فلوس وبس لازم يدوق قبل ما...
كان يقول أخر جمله وهو يقفل غطاء زوجاجة مياه يمسكها بيده جيدا.

بدأت نايا تلتقط أنفاسها بصعوبة، ومهيمن يحاول أن يسيطر على أعصابه من صعوبة كلام كرم، فهو كان يريد أن يعرفها خطأها فقط، وليس أن يسمع كلام يمس كرامته، فهو واثق بها لأبعد الحدود، لكن لابد كان يعرفها التي فعلته ليس له صله بمراحل الجنون فهي تخطط مرحلة الجنون، وأصبحت أفعالها متهوره، ثم يقول بتبرير موقفها الذي يتأكد منه: -طيب نفرض يا كرم إنها واحده محترمة ونفرض إنها عملتها عند دكتوره، بس مشكلتها إنها مجنونه فعلا ووجهة نظرها تعمل مفاجأه لجوزها؟

ردت مريم بأنفعال: - أبيه، في فرق بين الجنان والتهور، ليه تعمل حاجه تخلي جوزها يشك فيها واحد في الميه، دى الواحده بتدخل تولد بتبقى مكسوفه، وهي تدخل بنفسها تعمل كده.
ضحك بسخرية وهو يقف قائلاً: - بكامل. قواها. العقليه، ربنا يهدي ناس جنانها سيطر على كل أفعالهم، هستأذن أنا عشان العيال متأخرش عليهم.

رمقت نايا للجميع بذهول وصدمه، فعند هذه اللحظة أنتبهت لجرم ما فعلته في نفسها قبل زوجها، لم تتخيل نظرة الجميع تكون قاسية لهذا الحد، نهضت وهي تحمل جبل على أكتافها، كيف تهورها لم يجعلها تفكر في هذه النقطه، ينادي مهيمن على مستقبل، أتى له مبتسم، مسك يده ثم صافحهم وأنصرفوا، لم تتجرأ نايا على التكلم، مخجله من كل ما سمعته، فهي لم يخطر في بالها فعلتها، هي سبب غضبه؟ ظلت صامته شاردة في وسط مشاكسات ابنها مع مهيمن.

عندما وصلوا الفيلا نزل من سيارته من غير ما يحدثها، اغلق الباب خلفه بقوه حتى تفوق من شرودها، انتفضت من قوة صفع الباب، نزلت وهي لم تعرف كيف تبرر ما فعلته، التي حكم عليها بالإعدام من الجميع، فزوجها الوحيد الذي رحمها بصمته حتى لا يفقد صوابه.

عندنا دخل الفيلا صعد الدرج، وهو أمام غرفة توتا، سمع صوت بكائها، توقف ينظر على الباب، زاد جنونة، فهو لم يفعل بها شئ لكل هذا النهيب، فتح باب غرفتها بضيق فهو مشحون لدرجه تفوق الخيال، يريد أن يفرغ كل ما بداخله، قائل بحده وستشاطه: - ممكن أعرف حصل إيه لكل المناحه دى؟

أفزعت من دخوله المفاجأه، كمشت في نفسها، دموعها تنهمر مثل انحدار المياه من فوق جبل مرتفع، صوت شهاقتها، هز كيانه، أقترب يضمها بحنان: - حبيبتي أنتى خايفه كده ليه؟ ممكن تهدى.
حاولت تسيطر على أنفاسها، لكن أسنانها تتراطم ببعضها بقوة، أمسك يدها بحنان: - كل ده زعل مني يا...

لم يكمل كلامه عندما رأى علامات زرقاء داكنه حاول يدها، نهض بفزع، يكاد لدغه ثعبان الكوبره: - هو مستقبل ضربك أنتى كمان! اقسم بالله لأربيه النهاردة.
نهضت مسرعة تمسك يده التي يقلع بها حزامه عازم على ضربه، قائله بصوت مرتعش ودموعها تتساقط: - بابا. مستقبل. معملش ليا حاجه.

بعد أن قالت جملتها ارتمت على صدره العريض الصلب تبكي بحرقة، الأفكار بدأت تهجم على عقله، مثل هجام محترف، يتمكن من السيطره على مسروقاته في أقل من ثانيه، أبعدها بذهول: - توتا حصل ايه؟!

نظرت إليه والدموع منهمره على وجهها، ناظر عليها نظرة صقر ثاقبه، وتأكد له كل مخاوفه عندما رأى الون الداكن متبعثر حول راقبتها، بركان غضبه زاد، وجع قلبه تضاعف، وظن أن احد من أعداءه فعلوا بها كما فعل في أخته من قبل، لم ينطق إلا بكلمة واحده: - مين!
في هذه الحظه كانت وصلت نايا أمام الغرفه دخلت وهي تبلع ريقها الجاف، محتضنه توتا: - مهيمن الموضوع غير اللى في دماغك، أهدى وأنا هفهمك؟

- عشان متهورش عليكي، اطلعي بره.

قالها من بين أسنانه، فهو على اتم استعداد يهدى جيوشه اللذين بداخله، لكن في عدم وجود من تسير غضبه عن قصد، كما يعتقد، تركتهما رغم تشبث توتا بها، كالغريق الذي يتشبث بريشه تنقذه، لكنها غير مستعديه على مواجهة موجته الغاضبه، التي تجرف أي أحد أمامها بدون أن تميز إذا كان حبيب أم عدو، أغلق الباب بعنف فور خروجها، ثم أصاب الرعب داخل أوتار أبنته، رفع يده يمسد على وجهه حتى يهدى من حالة ثورانه الغاضبه، ثم اقترب إليها، جلس على فراشها وهو يمسك يدها يدعي الهدوء، حتى يشعرها بالأمان: - توتا اتكلمي مين عمل كده؟

تجيبه من بين شهقاتها: - بابا أنا كويسه متقلقش عليا.
يحاول أن لا يتعصب قائلا بحده وحزم: - بقولك مين؟ ومش عايز اسمع حتى تبرير واحد.؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة