قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الرابع

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الرابع

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الرابع

سيطر على دموعه، ثم اومأ برأسه وأنصرف سريعا حتى لا تسقط عبراته أمامها، ظل يمشي داخل المشفى وينظر على كل حالة ثم ينصرف مسرعاً.

ذهبت فريدة تؤدي امتحاناتها مثل الوردة الذابلة، لا أحد من أصدقائها صدق على ما بقيت عليه، فهي العصفورة الحرة الطليقة، هي التي تبث في كل مكان البهجة والسرور، أصبحت قليلة الكلام، بالها مشغول بالأطفال والإنجاب، فهم بالنسبة لها كل ما تحلم به من الحياه، وليس حب زوجها سوف ينسيها أو يملأ هذا الحرمان، فهي تتجاهل أو تدعي أن الأمر لا يفرق معها، بينما بقلبها وجع وألم كبير، وكما قال المثل الشعبي اللى في القلب في القلب لا يبوح به اللسان، لكن يظهر دائما في العين والأفعال، أمسكت بورقة امتحانها، ونفضت كل ما يدور بذهنها من معاناة، حتى تثبت لوالدتها أنها لم تخطئ عندما وافقت على زواجها من حبيبها.

فتحت عينيها من نومها بفرحة، نهضت سريعاً، و قامت بالإتصال بعملها معتذرة على غيابها اليوم، عازمة على أن تفاجئ زوجها بهذا الخبر، فحضرت بعض الأشياء، ثم ركضت إلى غرفتها مبتسمة عند سماع صوت قدوم سيارته.

عندما فتح مهيمن الباب شعر بشىء أسفل قدمه، نظر للأسفل وهو مستعجب، فوجد ثلاث معالق صغيرة، أمسك بهم بلامبالاة ثم وضعهم على المنضدة التي بجانب الباب، مشى عدة خطوات، وجد ثلاث حفاضات أطفال، ازداد أستغرابه، ثم مال بجزعه العلوي ورفعهم قائلا: - ماشي يا أستاذة توتا يااللى مبهدلة البيت بلعبك.
و بعد عدة خطوات أخرى، وجد ثلاث عرائس ثم ردد بضيق: - وبعدين بقى هفضل الم في حاجتك كتير.

صعد على درجات السلم، فوجد حذاء صغير فمال ليأخذه و بعد عدة درجة وجد حذاء ثاني، أطلق تنهيدة ضيق، ثم صعد بعصبية، فوجد الحذاء الثالث، ثم وجد على الممر ثلاثة قفازات أطفال خلف بعض، حتى وصل باب غرفته، دلف بضيق من تبعثر الأشياء بإهمال في كل مكان، وجد نايا واقفه بابتسامتها اقترب إليها مبتسما ثم ضمها إليه، حتى ينسى إرهاق ليلة أمس بين أحضانها، فنظر على الفراش وهو بين أحضانها، و جد ثلاثة بلانين ومكتوب على الأولى B1، على الثانية E2 و على الثالثة BEbe3، سحبها من حضنه، ناظرا إليها بفرحة عارمة: - أنتى حامل؟!

أومأت برأسها وهي مبتسمة، فهتف بسعادة: - يعنى كل اللى كان في الطريق ده بتاع البيبي.
- بيبي واحد! يعنى كل الحفلة دى وفي الآخر تقول بيبي.
قالتها نايا في سرها بضيق. فأكمل بقول: - ده أنا طلعت غبي.
هزت رأسها مؤكدة كلامه ثم ردت بمشاكسة وهي تضحك: - لا يا حياتى أنا اتأكدت.
ضربها بمزاح على رأسها: - بدل ما تقولى لا أنت حبيبي.
انتقل بصرها بلهفة على يده: - مهيمن مال دراعك؟
- إيه الخضة دى كلها، دى شظية عابرة سبيل.

قالها في هدوء ولا مبالاة، ثم أضاف وهو يضحك: - عايزك توفري الخضة والدهشة اللي على وشك لبعد ما تولدي يا بيضة.
- شكلك شمتان فيا.
ثم ضحكت وهي تبلغه بسخرية: - طب ادخل بقى خد شاور دافئ واستعد للمفاجآت.
عقد مابين حاجبيه بتعجب: - هو لسة في مفاجآت تاني!
- ادخل بس فوق كده، واجهز يا هاتريك.
قالتها وهي تعوج شفتيها يسارا ويميا، فلم يفهمها دلف يأخذ حماما يريح بأعصابه من عمله، الذي سوف يقضى على حياته يوما ما.

أنهت سريعاً الامتحان، ثم نهضت بفرحة وحماس بإجاباتها، فسلمت ورقتها، ثم أنصرفت تتحدث مع حبيبها الذي يشاركها في كل ما يخصها.
أعلن هاتف شادي عن اتصال، نظر إليه، فرفرف قلبه عندما علم من المتصل، رد لكن لم تعطيه فرصه للحديث وهتفت بسعادة: - أنا مش مصدقة إنى أخيرا خلصت امتحانات.
جلس على أول مقعد في الممر بتعب قائلا بتساؤل: - المهم عملتى إيه؟
تحدثت بطفولية: - كل اللى ذاكرتهولي امبارح جه.

- جه! حاسك قدام عيني وشيفك بتتنططى.
- أنا فرحانه أووى، أخيرا هقعد معاك براحتى ومفيش ثم قلدت صوته فريدة ذاكري، أنتى وفي بيتى لازم تطلعى الأولى على الدفعة، عشان نثبت لماما إنى وفيت الوعد وزيادة.
ضحك بقوة على أسلوب من تملكت قلبه: - بقى أنا بعمل كده؟ نسيتى حضن إمبارح؟
هتفت بمشاكسة: - على فكرة ده بمجهودي الشخصي، أوعى عقلك يوحيلك بحاجة غير كده.
- يا سلام.

ردت بإصرار وثقة: - مش أنا اللى ذاكرت ولما سألتنى جاوبت على كله صح.
أجابها مؤكدا ثم أكلمت بمشاكسة: - يبقى بمجهودي ولا؟
- طبعا طبعا بمجهودك.
- شادي يا حياتى استعد عشان هفرمطك.
قالتها وهي تتكأ على كل حرف، ضحك بأعلى طبقات صوته: - طب لما نشوف؟

بعد تفكير عميق، رفعت وئام يدها، ثم ضغطتها على زر، فحضرت لها الممرضة في الحال، ثم قصت عليها كل ما تريده.
عندما ألقت كلامها للممرضة، الذهول ملأ بوجهها، قائله بصدمة: - إزاي تقولى كده؟! أنا مقدرش أعمل حاجه زي كده أو أشيل مسئوليتها؟

قامت من نومها من شدة الألم في ظهرها، تحاول أن تكتم صرخاتها وتمسك بطنها الكبيرة التي أعلنت عن التخلي عن جنينها.
نهض فادي من نومه، ثم نظر لها بقلق: - دانية حبيبتي مالك؟
لم تعطيه رد، الدموع أعلنت عن هبوطها.
فهتف بصرامة وقلق: - لازم نروح للدكتور شكلك بتولدي؟

هزت رأسها برفض، وقلبها يزداد في خفقاته، فهي لا تتحمل المغص، ولا تريد أن تلد، فقالت بصوت ضعيف مضطرب: - لا لسة بدري، أنا عايزة أنام، ثم وضعت رأسها على الوسادة، قال بخوف عليها وعلى جنينهما: - كل يوم تقولى لسة وتنامى.
صمت ثواني وهتف بصوت حنون: - ياعيوني ممكن أعرف سبب الخوف اللى في عيونك والقلق اللى أنتى بقيتي فيه، ليه مش عايزة تولدي؟!
ثم ابتسم قائلاً بمشاكسة: - أوعى تكوني خايفه من الحقنة زي الأطفال.

نظرت له بعين حائرة، فهي لا تعلم سبب قلقها و توترها، فأي أم تسعد عند أقتراب موضع مولدها الأول، فما هي هذه الأنثى؟ هزت رأسها بنفي وهي تمسح مقلتيها: - لا مش خايفة بس أنا مش من بحب جو المستشفى، خلينا نروح على الآخر.
بصرها بحنق ثم قال بعصبية: - قومى يا دانية، أنتى بتولدي.
قالت من بين شهقاتها: - أنت بتزعقلي ليه؟ ماهو مش أنت اللى هتولد، نص ساعة والصبح يطلع ونروح نولد كلنا، نام بقى.

قال مستعجبا من ردها: - صبح! إحنا الظهر.
- نام نام.
صمت مندهشا لكلامها وأفعالها.

خرج من المرحاض بعد تطهير جرح كتفه، الذي أصيب به في عملية أمس، لكنه يدعي بأنه بسيط بالنسبة له. حين رأته هرولت إليه بسعادة ثم أمسكت يده بحب ووضعتها على بطنها: - كل ده بتاخد دش، اخس عليك وحشتني يا هاتريك.
ضمها بقوة وهو يقول: - بس إيه موضوع هاتريك ده؟
رفعت رأسها وهي تقول بنبرة أنثوية بها دلع: - يا حبيبي أنا عملت ده كله عشان تفهم إن هنا في...

قاطعها بفرحة لا تقل عن فرحتها: - ما أنا عرفت، قلبي هيطير من الفرحة، أخيرا هيبقى ليا منك بيبي وهيشيل اسمى واسمك، ربنا يقدرك على تعب الحمل يا قلبي، عايزك ترتاحي وكل اللى أنتى عايزاه أنا هعمله ليكي بنفسي.
وضعت يدها على ثغره: - حبيبي، أنا عمري ما أتعب وأنا شايلة جزء منك، أنا مبسوطة جدا، ومن زمان بحلم باليوم ده، ربنا يقدرني وأقدر أسعدك يا روحي، بس. بس اللى هنا.

أشارت إلى بطنها وهي تكمل حديثها: - أصل هنا مش بيبي واحد.
رد بفرحة وأبتسامته تملأ وجهه: - اتنين؟!
ابتسمت ثم قالت بمشاكسة وهي تركض مبتعدة عنه: - والله أبغى أقول إنك غبي، لكن أستحى؛ لأن أنت أبو عيالي.
- أنا غبي يا آخرة صبري.
أجابته بثقة وغرور: - أكيد اللى يوقعني ويتجوزني مش غبي، هو أكيد مجنون.

ثم أطلقت عنان ضحكتها قائله: - حبيبي أنا متجوزة أسد الأمن المركزي، يعني مش قوة عادية زي ما قلت ليا في أول يوم في المركز، يا حبيبي كل ناس تجيب واحد، اتنين، إنما أنت!، غلبت الكل وجبت الهاتريك.
ثم أبلغته وهي تقفز وتصفق هاتفة بفرحة: - أنا حامل في تلاتة أن أن أن.
تذكر كل ما قابله وهو صاعد، فقال بذهول: - ان ان ان!

ثم ردد بصوت عال: - يافرحتك يا حنان، طول عمرك نفسك تشيلي عيل ليا، جبتلك تلاتة، زغرطي، وصوتي ياما دول من المجنونة.
حدقت به وهي تضع يداها على خصرها قائله بتصنع الزعل: - شكل المجنونة مش عاجباك.
حملها وظل يدور بيها بسعادة تطغي قلبه، قهقهت من داخل أعماق قلبها، فهي أسعد فتاة على الأرض، ثم هتفت بضحك: - يا مجنون نزلنى.

وقف وأستمر يتطلعها وهو لازال يحملها، قائلا بحب: - سوري يا قلب قلب قلب قلبي، بعشقك يا نايا، تعرفى ليه هنجيب تلاتة؟
تمسكت في عنقه وهي تقول غامزة له: - عشان أنت بتجيب بالهاتريك يا روحي.
هز رأسه بنفي، فهتفت بعدم معرفة وهي مبتسمة: - طب أنت قول ليه؟
قال وهو ينظر لأنهار مقلتيها: - عشان بحبك واحد، بعشقك اتنين، ومتيم بيكى تلاتة.

قبلته بحب، ثم أشتدت في عناقه: - وأنا ماقدرش أتنفس وأنت بعيد عنى، ربنا يديمك دايما في حياتى، ومايحرمنيش منك ولا ثانية.
نظر حوله مستغربا وأردف بتساؤل: - ايه الهدوء ده!؟ امال فين مفرقة الجماعات؟
- بايتة عند ماما من إمبارح.
نظر لها بخبث وهو يحملها: - وساكتة وكاتمة في قلبك من الصبح.
ظلا يضحكان و هما مستقلان بذاتهما في الحب.

كان العاشقان لا يزالان يتحدثان بالهاتف، لكن صمتت فريدة ووقفت عن السير فجأة تنظر أمامها، ثم قالت وهي تصرخ بهلع: - لا حول ولا قوة الا بالله، لا حول ولا قوة الا بالله.
نهض من مجلسه قائلا بقلق: - فريدة في ايه؟
سقطت دموعها بشدة من المنظر الذي أمامها فهو لا يتحمله أي كائن، قالت بخضه وخوف مع ارتعاش جسدها: - لا اله الا الله، لا حول ولا قوة الا بالله.

هتف بعصبية: - فريدة ردى عليا، فريدة ماتقلقينيش عليكى، إيه صوت الكلاب ده؟ يا فريدة ردى عليا؟!
قال آخر كلماته بنبرة تشبه الصراخ والجنون.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة