قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الخامس عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الخامس عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الخامس عشر

بعد مضي سنه على جميع أبطالنا في حب وسكينه، تتمتم دانيه و نايا بأيات كتاب الله الكريم وهم يقفون خارج غرفة العمليات، وبالداخل تتمدت فريدة على سرير و والدتها ترقد على الفراش الذي بجوارها، يجلس شادي بعيداً، جسده يرتعش خوفاً عليهن، ينقر بأصبعه على زجاج بجواره من شدة توتره، بعد مرور وقت طويل أنتهت العملية بنجاح، سعدوا الجميع بهذا الإنجاز الذي حدث لفريده، بعد أن أطمئن على حماته ظل بجوار عصفورته يلبي كل طلباتها، بعد يومين خرجوا جميعهم سالمين، لكن فريده كانت تشعر بألم داخل احشائها، دائماً كان يطمئنها ان جسم غريب وضع داخلها سوف تأخذ وقت حتى تتأقلم الخلايا مع بعضها لبعض، برغم ألم جرح والدتها، قامت وأصرت إنها تظل بجوارها.

بعد مضي سنه أخرى،
تقف نايا داخل المطبخ تقطع ورقة نتيجه أخر ورقة في السنه، مضت سنه في هدوء وسكينه، تنتهي من إعداد الطعام لها ولزوجها، بعد أن أطمئنت على كل اطفالها بأنهم في سبات عميق، كان يتابعها مهيمن بحب وهي تتدلل بأنقاتها المعهوده، قائله له: - روحي ممكن تدخل العيش في الميكرويف.

تناول الخبز من يدها وهو غارق بأفكاره بها، فتح الميكرويف ولم ينظر بداخله، ثم وضع الخبز، وأغلقه بأحكام وضغط على زر التشغل، فكان يقف من يراقبهم بحذر فضحك من غير صوت وهو يخرج من المطبخ بعد ما فعل فعلته، أقترب منها محاوط خصرها من الخلف بشوق، فتقول بدلع: - عايزاك تجبلي النجوم زي العشاق.

كاد أن يتفوه، لكن قاطعه صوت انفجار كبير، نظر خلفه وهو يأخذ حبيبته بين جسده القوي حتى يحميها من أي أذى يصيبها، أصبح المطبخ ملئ بالدخان الكثيف.
- مهيمن العيال فوق لوحدهم.
قالتها نايا بذعر ورعب على أطفالها.
يمسك يداها ويربت عليها وهو يلتقط أنفاسه: - متقلقش ده الميكرويف هو اللي انفجر.
- وحصله إيه عشان ينفجر؟ هي الحرب قامت في بيتنا؟!

أنتبهت حواسه، سمع صوت خارج المطبخ، أشار على ثغرها أن تصمت، خرج يهدوء على أطراف أصابعه، تعالى صوت ضحكات أبنه المتهورالذي وضع معلقه مصنوعه من مواد غير مسموح بها في المكرويف قبل ان مهيمن يغلقه، ركض سريعاً قبل أن يمسك به، ركض مهرولاً خلفه، لكن قبل أن يصل إليه تزحلق بسبب الصابون السائل الذي نثره مستقبل على الأرض.
- يالهوي أنت كويس يا مهيمن؟
- أقسم بالله ماهسيبك.
-أهدى يا حبيبي ده مستقبل مش أرهاب.

- عيالك يانايا خلوا حالتي أسوء من سوريا وفلسطين.
- معلش يا روحي ربنا يهديهم علينا، ويعينك عليهم.
- علينا! أنتى لسه مصممه أجبلك النجوم زي العشاق المجانين.
ضحكت وهي تميل على زوجها المغلوب على أمره منهم.

تعافت فريدة وأصبحت بصحة جيده، وقامت بعمل عملية اللقاح، لكن اصبها الأعياء فور تكون جنينها داخل احشائها، كانت هزيله لا تقدر على فعل أي شئ، حتى طعامها تتناوله حتى يظل نبض جنينها داخلها في سلام وأمان، عندما ينظر إليها شادي، قلبه يتقطع أرباً على حالتها، كانت لا تتحرك خطوة، حتى الحديث لم تتحمل التفوه به، برغم كل سعادتها التي تغمر قلبها، فالأمل والتفكير في طفلها الذي يضئ لها حياتها ويظل داخل أحضانها، يعطيها طاقة إيجابية على التحمل وإبقائها على قيد الحياه.

بعد مرور تسع شهور فريدة انجبت طفله ملامحها رقيقه، بشرته شديدة البياض، ملمسها ناعم مثل الحرير، عيونها تخطف كل الأنظار، فمن ينظر داخل مقلتيها يتسحر بخضرواتها التي يحيطها كحل طبيعي، ورموشها الكثيفه تثقل جفن هذه الصغيرة، وشعرها الأصفر الذي يشبه البروكه من غزرته وبريقه الجذاب، فهي جميلة حقاً.
يمسك شادي يد حبيبته بسعاده، سعيداً إنها حققت حلمها، التي حلمت به كثيراً: - حمدلله على سلامتك.

ردت بصوت متعب، لكن به نبرة سرور: - الله يسلمك حبيبي.
تقول نايا بحنان وهي تربت على كتفها: - سلامتك يا فوفا.
تبتسم بفرحة مخلوطة بأعياء وتكتفى بهز رأسها.
تمسك سوسن يد ابنتها بحنان تملس عليها، رفعت فريدة يد امها بسعاده تقبلها.
تدخل دانيه ببتسماتها، قائله بسرور وصوت مرتفع: - ماشاء الله، البيبي صروخ.
همست فريدة متسائله: - جبت ايه؟
يجلس بجوارها شادي يحرك يده على شعرها: - بنوته، بس إيه، قمر قمر قمر.

رد مستقبل بمشاكسة: - لا مش قمر، دي ربانزلر، صح يا ميتو.
أجابته نايا بمداعبه: - الكرتون ده لحس دماغك.
- لا أنا مش بحب الكرتون، أنا بحب الفضاء والكواكب والقمر، وهي مش قمر.
قالها مستقبل الذي يبلغ عمره سبع سنوات، فكل طموحه وأحلامه أن يطلع القمر وينظر على الأرض من أعلى مكان.
وجز وجود أخاه التوأم الذي يشبه فقط في الملامح، لكن كل منهم طبع مستقل بذاته، قائل بصوته الهادئ العذب: - بنتك جميله أوي يا طنط.

-حبيبي يا وجود، أنت اللي طمنتني.
ثم تنقل نظرها إلى شادي قائله بأشتياق: - عايزه أشوفها.
- هروح اجبهالك.
ثم انصرف على الفور
كارما التي تبلغ ثلاث سنوات تجلس تشاكس في مستقبل، فهي الوحيدة التي تحب أفعاله ويجعلها تضحك بقوة، أما أنيس يجلس مع فادي و توتا خارج غرفة فريدة، فأنيس أصبح يبلغ ثمن سنوات، أما توتا تبلغ 13 عاماً.

عندما دلف شادي داخل غرفة فريدة بطفلتهم، انهمرت الدموع بعد أن اخذتها داخل حضانها الدافئ، حدثتها بصوتها الحنون: - أنتى هتبقى زينة حياتي.
مال شادي عليهم بحب وظل يربت على يد صغيرته: - هتبقى زينة حياتنا كلنا.
تعلقت عين فريدة بعينه بسعاده: - إيه رأيك ده يكون إسمها؟
يفتح يده في الهوا: - أنا شبيك لبيك عبدك و بين ايدك، يا رودتي الجميله.
أمسكت يده عانقتها.

ثم انصرف شادي يسجلها وتعب جدا حتى وافق السجل عل الاسم المركب زينة الحياه،
و بعد مضي أسبوع، أعد شادي حفل سبوع كبير داخل مبنى اغاثة طفل، الذي أصبح ملئ بالأطفال.
حضر الجميع حتى والد شادي، عندما حملها بين يده ونظر في وجهه الدموع اخذت وضع الهبوط من مقلتيه.
- ليه بس كده يا حاج.
قالها شادي وهو يمسح دموع والده.
- بنتك شبه أمك الله يرحمها، سبحان الخالق كل تفصيلها.

رد بسعاده: - أول ما شوفتها فكرتني بأمي الله يرحمها، وكمان هاديه ورقيقة زيها، ثم ينظر على فريده قائل بمزح: - غير أمها خالص.
ردت فريده وهي تضحك: - وأنا أفرح أن بنتى أحسن مني، بس متقلقش مش هتفضل هاديه كتير ال?ولط عندنا عالى لازم تتلط.
- لو هتبقى زيك عصفوره، بتنشر السعاده والبهجه أنا موافق.
- منتحرمش منك ابداً يا روحي.

تجري نايا خلف إبنها المتهور مستقبل في الحفل، حتى تمنعه من الصعود على الدرج.
ذهبت إليهم فريده: - ماله الأستاذ زعلان ليه؟
تمسك نايا يده بقوة قائله بتعب: - الأستاذ عايز يطلع القمر.
رمقها بحده قائل: - المفروض يوم عيد ميلادي كنتى تطلعيني القمر، ده كان وعدك، وأنتى ضحكتي عليا، و معملتيش ليا عيد ميلاد ولا طلعتيني القمر، أنا هطلع لوحدي، وسعيلي بقى كده.

تمسكه فريده بحنان وترمق نايا بغيظ: - ومعملتيش ليه عيد ميلاده وخلصتينا من المتهور ده؟
- أنتى ولدتى في نفس يوم عيد ميلادهم، فقولت نحتفل مع سبوع زينة الحياة بالمره
تنظر فريده لمستقبل تحدثة بهدوء: - تعالى يا حبيبي، أهدى كده وقول هديت، وأنا هوريك القمر كله، وهخليك تشيله كمان.
رد مستقبل بطفوله: - بجد.
ضحكت نايا وقالت: - ألبسي بقى.
- بص يا حبيبي مش أنا بنتى قمر.

رد عليها وهو يرفع حاجبه الأيسر مستغرباً: - ما قلت قبل كده لا.
- بس حلوه.
- اه.
-هي دي بقى القمر اللى على كوكب الأرض، بزمتك مش أحلى من ده.
قالتها وهي تشار على القمر الذي يستقر بالسما، فهو في ليلة 14 يظهر كاملاً وينثر ضوء الساطع الرومانسي في أنحاء الأرض.

هز برأسه بنفي، فهو يحب القمر وطال يحلم أن يوصل إليه، رد بتلقائية: - بس كارما أحلى من زينة وبتتكلم معايا، بنتك بتفضل ساكته وبتبص عليا وبس، وسعيلي كده أروح لكارما.
وضعت نايا يدها على قلبها، الذي يكاد أن يتوقف من تصرف إبنها الصغير، ثم تجلس برتياح: - أحمدك يارب، تسلمي يا فوفا.
أردفت بغيظ: - الولا مش عجبه بنتى الهاديه، وعجبته بنت دانيه اللى لو ملقتش حد تتكلم معاه تكلم العرايس.

تشار نايا بعينها على وجود الذي يجلس بجوار سرير زينة، ويمسد على شعرها، ثم تقول وهي تضحك: - كل واحد وميوله يا فوفا، الواد بيحب الشعنانه، لكن وجود النسمه اللى مش بيحب الكلام وبيبعد عن الدوشه لازق في بنتك.
ظلوا يضحكوا، ثم قالت فريده: - ربنا يحفظهم.

بعد مرور سنتين، الأنوار تزين كل مكان، يصدح الأغاني من مكبرات الصوت داخل فيلا مهيمن الجميع حاضرين وبداخلهم سعاده، فهو يوم عيد ميلاد وجود ومستقبل التاسع وزينه الثاني.
-عيد ميلادي النهاردة، أيوه بقى، الله عليا، بابا هيجبلى الهدية اخيراً، وسع وسع وسع.
قالها مستقبل وهو يرقص بسعاده عارمه.
تقف كارما التي تبلغ خمس سنوات تقلده وتقفز فرحاً: - هييييييه وهنلعب، ياس ياس ياس.

في مكان بعيد عن الحفل تقف نايا متوترة تمشي ذهاباً وإياباً تدعي الله أن مهيمن لا يتأخر ويتذكر هدية مستقبل الذي ينتظرها من عيد ميلاده الماضي بشتياق، إنما وجود يجلس على طاوله مع نهال وحازم الذي أصبح شاب ويبلغ من العمر 15 عام، لأن وجود يحب التحدث مع حازم جدا، فهو لا يميل بالعب مع الاطفال، يحب التحدث مع الأكبر منه.

تدخل زينه الحفل بفستان عاري الأكتاف، طويل ومنفوش لونه أبيض، يجعلها مثل القطه الشرازي، الجميع ينظرون عليها بأعجاب، وهي تمسك في يد شادي، الذي يعاملها معاملة البرنسيسات وتمشي بجواره من اليسار فريده، لكنها تركتهما وذهبت تبحث عن أختها و نايا، عندما رأت الصغيره وجود قالت بصوتها الرقيق وهي تضع سبابتها بين اسنانها بخجل: - بابي، اقعد هنا.
يحملها بحنان ثم يجلسها بجوار وجود ناظر على نهال: -اهلا دكتورة نهال.

ردت بستحياء: - اهلا بحضرتك دكتور شادي.
نظر لحازم الذي يجلس وعينه تكاد أن تخرج شرارا من كثرة غيظه: - ازيك يا بطل.
- الحمدلله.
رد عليه وهو لا ينظر إليه، فعينه متوجه على توتا التي سوف تجعله في يوم يفقد عقله.
تنظر زينه لوجود وهي تبتسم ولا تنظر على نهال التي تحدثها.
- حبيبة بابي مش كفايه كده، فيه حاجات لازم اخلصها هناك؟
نهضت نهال تأخذ زينه في أحضانها: - اتفضل حضرتك شكلك مشغول، سبها معايا متقلقش عليها.

- شكراً لحضرتك، حبيبتي هروح أخلص شوية حاجة وهرجعلك اوكي.
هز راسها بالموافقة، ثم جلست نهال واجلستها على قدمها.

بعد محاولات كثيره من حازم وهو يحاول أن يسيطر على اعصابة ويتجاهل توتا، لكنه لم يستطع، قام مسرعاً مثل موجة تيسوماني جارف كل شئ أمامه، خبط الكثير والكثير ولم ينظر على أحد حتى ليعتذر مكمل طريقة حتى قفز، وصعد على الأستدج ممسك بيدها بقوة، التي كانت تتمايل بميوعه بالغة فهي أصبحت ثلاثة عشر عاما، ترتدي فستان قصير، طلقه سراح شعرها الطويل منسدل بكل حرية على ظهرها، قائل لها من بين أسنانه: - بطلي هز وروحي أقعدي زي خالق الله.

- أنت مبتعرفش تعمل حاجه غير أنك تأمر.
قالتها توتا وهي تنظر إليه بلامبالاه.
لم يشعر بنفسه غير وهو يسحبها خلفه، تحاول أن تبعد يده عن يدها وهي تزمجر بعصبيه، تركها في مكان هادئ نوعاً ما، أخذ أنفاسه، وهو يغمض عينه، صمت ثواني حتى يحبس الأنفاس داخل رئته الذي أخذها وهي بالقرب منه، ثم افتح عينه مخرج الهواء ببطئ قائل بهدوء مخادع: - ما حضرتك دايما بتستفزيني.

ردت بحده وهي تخبطه على رأسه بقوه: - أنت طلعني من هنا وهتبقى زي الفل.
هتف بعصبيه: - إيه القرف اللى أنتى لبساه ده؟
- أنا حره، البس اللى أنا عايزه، ليا أب على ما أظن، وياريت تطلعني من رأسك وتنساني خالص، لأن ده آخر تحذير ليك، اياك تتعرض ليا تاني يا حازم.

كانت تحدثه وهي تمشي ولا تنظر أمامها، أشتد على يدها بشده خوفاً عليها أن تسقط داخل حفره، تجمعت العبرات داخل مقلتيها بسبب قبضت يده القويه على ذراعها، وتكاد أن تنفجر مثل البركان، من شدة ألمها، قالت بصوت به حده، لكن يكسوه الألم: - سيب أيدى!
نظر لها بعين تملأها الحيرة، ولم يفهم، لماذا تطلب منه هذا الطلب؟ وهو الذي يقف بجانبها! لماذا تفضل دائما البعد عنه؟
هتفت بصوت مرتفع: - بقولك سيبني.

فترك يدها رغماً عنه، لكن المفاجأه أنها كانت ستقع فعلاً، نظرت لعينه بسرعة البرق، فهي الآن تتعلق بعينيه وتستنجد به، فتعلقت بيده الممدودة حتى تمكنت من الوقوف ثابتة على الأرض، ثم بعد أن أسندها وعينه لم تبعد عن مقلتيها جزء من الثانية، هتفت بصرامة، ثم أقتربت منه، وهي ترفع سبابتها في وجهه، ثم رددت بضيق: - أنت كنت عايزنى اقع؟! أنت بتكرهني؟ أنت ما صدقت تخلص مني؟

كان يرجع بظهره وهو عابس الوجه وقابض بين حاجبيه، وينظر إليها بدهشه وذهول، ويسأل نفسه، ما هي تركيبتها الغربية؟ فهي تتهمه بالباطل، لم يدري المسكين بحاله إلا وهو ساقط داخل الحفرة، ولم يتعجب من سقوطه، بل اذهله ضجيج ضحكاتها التي تصدر من أعماق قلبها، قفز خارج الحفره ناظراً عليها بعين مكسوره بقلب متحطم، قائل وهو يشار على رأسه: - تمام هطلعك من هنا يا توتا.

ثم صمت ناظر عليها محدث نفسه: - طيب هطلعك من قلبي أزاي.
نظراته تخجلها وتعصبها، تنظر على الناس من حولها، ثم تزجه وتنصرف، لكن هتف اسمها من قلبه قائل، أولت وجهها تسمعه: - توتا، اوعدك بعد النهاردة مش هوريكى وشي ولا في تمرين، ولا في اي مكان.
استعدت على الرحيل، محدثه نفسها: - اوووف عليك.

توتر نايا لم يقل ثانيه حتى رأت مهيمن يدخل بسيارته ركضت عليه بأشتياق، نزل عناقها بشوق، بدلت العناق بحرارة ثم بعد دقيقه: - روحي حمدلله على سلامتك.
وضعه يده مداعب شعرها: - الله يسلمك يا قلبي، فين العيال؟
ترفع يدها تشار لهم، جميع الأطفال ركضوا عليه بحب، أقتربت توتا بخطوات أنوثة واثقه بنفسها، تمسك بكتف مهيمن: - بابا وحشتني.
- و أنتى يا روح بابا.

ثم ميل للأمام حتى يسلم على زينه التي تمسك بقدمة حملها وصافح باقي الأطفال، قام حازم من مقعده بوجه يكاد أن ينفجر من الغيظ من أفعالها المراهقه، أقترب يصافح مهيمن، ثم همس بأذنه: - بعد اذنك يا كوتش، قول لتوتا تغير فستانها.
بعد أن سمع كلام حازم تلقائياً تطلع على ما ترتديه توتا، رفع حاجبه الأيسر بأستغراب قائل: - هو أنتى نسيتى تلبسي البنطلون يا توتا.

ردت بنرفزه وهي ترمق حازم بحده، لأن هي متأكده هو الذي طلب منه: - لا منستهوش هو الفستان كده.
بدون أي نقاش رفع سبابته ثم أشار على غرفتها.
- يا با.
قاطعها قائل بجديه: - متنزليش غير وأنتى مغيره.
تأفف وهي تنصرف من أمام أعينهم، بعد أن نظرت بتوعد لحازم الذي أبتسم أبتسامة نصر، أمسك شعر مستقبل بقوة سحبه بعيداً عن جميع الأطفال: - مش أنا قولت الشعر ده يتحلق، بقالى أربع شهور مش في البيت وبرضو متحلقش.؟

تضع نايا يدها على يد مهيمن تخفف من ألم رأس أبنها، برغم خوفها من مهيمن: - حبيبي أهدى.
نظر إليها نظرات حارقه قائل بضيق: - ما حضرتك مبتعرفيش تسيطري على البيت في غيابي يا هانم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة