قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الحادي عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الحادي عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الحادي عشر

توترت وهي تنظر لأسفل وقالت بأضطراب: - زعلانه، حولت اهديها، وحاليا هي في أوضتها.
تنهد بحرارة وهو يمسح وجهه بعصبيه قائل: - خليكى جنبها أوعي تبعدى عنها، ولو حصل اي جديد كلمينى على طول.
- وكان عليك بأيه ده كله بس؟
قالتها دميانه في سرها ثم تقول جهراً: - تمام سيادتك.
قفل وقلبه لم يتوقف من انتفاضه، بل زاد.
اما دميانه القت بجسدها على أقرب مقعد، تحمد ربها أنه لم يشعر بكذبها.

غلبانه اووى البت دى، هو حس بكل حاجه حتى قبل ما يسمع منك حرف.

بعد مضي ساعه، الطبيب خرج من غرفة العمليات وطمئنها عليها، وأن كل حواسها لا تتاثر، بعد نقلها في غرفه عاديه، نايا تفتح عينيها، لا تتحرك، مركزه على لا شئ.
أنكمشت ملامح دميانه بهلع ورعب: - مدام نايا طمنيني على حضرتك.

لم تتزحزح عينها من لاشئ، وأبقت على وضعها، يكاد تكون بصحراء جرداء لا يوجد بها أحد ألا هي، هزتها بفزع قبل أن تفكر في فكره حتى تتأكد من سلامتها: - مدام كابتن مهيمن بيحبك، بس هو عمل كده عشان مصلحتك وحمايتك.

قالت كلامها، حتى تحسن من حال نايا، لكن حصل ما لا تتوقعه، أول ما سمعت إسمه دموعها سالت على وجنتيها، صوت شهقاتها ارتفع، رفعت يدها وضعتها على وجهها مردده: - مهيمن خلاص مبقاش يبحبني وأتخلى عني، هو ده اللى بيعمله كل ما يكون فيه مشكله بيبعدني عن حياته.
تربت دميانه عليها بعطف: - الكابتن زعله وحش وقلبته كبيره أه، بس صدقينى قلبه حنين، وأول ما يروق هيجيلك بنفسه يقولك كمان سامحيني.

ردت بوجع يغمر قلبها يكاد أن يصيبها بالسكته القلبيه: - أنا هموت لو فضلت من غيره.
غرورقت عين دميانه بالدموع لكن أحتفظت بهم، قائله بوجع وحرقة فراق: - محدش بيموت من الحب اسألي مجرب، اللى هيموتك، تدميرك لنفسك، بطلى عياط واهدى، ربنا كرمك بأنسان بيعشقك وميقدرش يستغنى عنك، أجمدى يا مدام الموضوع كله وقت هيعدى وهيرجع ياخدك بنفسه، وياريت تهدى، مش عشان نفسك عشان البيبي اللى في بطنك.

يكاد نسيت حملها، وضعت يدها على بطنها بلهفه وتقول بقلق: - عيالي حصلهم حاجه؟!
ابتسمت لها إبتسامه صافيه، تظهر كل جمال وجهه، تقول متسائله: - هما توتز؟ ماشاء الله، وتقوليلي يبعد، وعلى العموم هو ولا يقدر يبعد عنك ولا عن حته منك ومنه.

فرحت نايا بكلمتها الأخيره، فعلا أنهم خليط بينهما، خليط تكون في أوقات لا ينساها عقلها؛ لأن هذا الوقت الوحيد يظهر مهيمن الرومانسي، الذي لا يعرفه أحد غيرها، ابتسمت ابتسامه جعلت وجهها ينير، رغم كل ما تحمله من أوجاع، قائله: - أنتى جميله اووي.

أجبتها ممازحه: - طيب مادام أنا جميلة، بالله عليكى خفي، لأن كابتن مهيمن لوعرف هيشلفط أم جمالي، ومش محتاجه أقولك عشانك أنتى ممكن ينفخني إزاي، وأنا أوعدك لو بقيتى كويسه هوريكي الضحك والجمال على حق.
ردت بوجه شاحب مبتسم: - وأنا ميرضنيش نفخك، إلا إذا...
- الا إذا ايه؟
تتجمع العبرات داخل مقلتيها، وتقول بصوت مشتاق مكسور: - اسمع صوته، مش عايزه حاجه أكتر من أن اسمعه، اطمن عليه وعلى أمي وبنتي.

قشعر جسدها ولمعت الدموع بعينها فتجيبها بتوتر: - مع ان لو عرف أنى قولتلك الحقيقه هيعلقني، بس هسمع كلامك.
اخرجت هاتفها من جيبها ووضعته أمام أعينها قائله: - هو مش بيبطل اتصال، كل نص ساعه بيتصل يطمن عليكي.
أغمضت عينيها بقوه تقول من لهيب قلبها: - وحشني، كأن بقالي سنين بعيده عن حضنه.
اخذتها في عناق حنون تبلغها: - هيرجع قريب ان شاء الله.
- يارب.
- هروح للدكتور اطمن عليكى، وأشوف أمتى ممكن تطلعي.

اومأت برأسها، استعدت دميانه على الأنصراف، لكن اوقفها صوت رنين هاتفها، نظرت عليه ثم نظرة على نايا، قلبها دق بسرعة قائله بفرحة مراهقه: - هو؟
هزت رأسها قائله بأرتباك: - اوعدينى ماتطلعيش صوت.
امأت رأسها بالموافقة، ضغطت على سهم الإجابة قائله باقتضاب: - أوامرك سيادتك.
أتاها صوته الحزين الذي يظهر به اشتياقه لمجنونتة: - هي نامت؟
لم تتحمل نايا نبرة صوته الذي يستحوذ عليها الحزن، هبطت دموعها وتعالت شهقتها.

أسرعت دميانه بوضع يدها على ثغرها وتقول بجديه: - لسه سيادتك.
وضع يده على عينه بقوه يمسح العبرات الذي تجمعت فور سمع صوت شهقتها، قائل بحزن: - خليها تاكل، واديها مهدأ خليها تنام، أكيد تعبانه.
- أوامر سياتك.
أغلق مهيمن وظل يفكر فيها، كم هو غبي ودائما يبعدها عنه، لكن هو يخاف أن يفقد أعصابه ويتهور عليها ويندم أكثر.

بعد أن أطمئن عليها نهض من على أريكه تطلع النائمه لدقائق، ورحل لعمله بذهن مشغول ومرهق، عندما وصل قابله فادي بوجه عابس، قائلا بقلق: - صح اللي حصل؟
اومأ برأسه وهو يتنهد بقوه قائل بأسف: - حصل.
- هتعمل إيه اللوا قالب الدنيا.
تشنجت عضلات وجهه مردد بعصبيه: - أنت فاكر أني هسلمها حتى تحت أي ظرف.

وضع يده على ذراعه مربت عليه مستطرد: - حاول تهدى عشان تحل المشكلة، وتشوف هتقوله إيه؟ وإزاي تعرف تخرجها من المصيبه دي، أنت محتاج لهدوء ولدهاء يامهمين.
جلس على مقعده؛ حين شعر بعدم ثبات جسده، واضع رأسه بين يداه يضغط على عينه، ثم يخبره: - مش عارف هعمل إيه؟ دماغي هتتشل، مفيش اي حل عارف اوصله، كل اللي مسيطر عليا أني عايز اخبيها عن عيون كل البشر، واحميها حتى من نفسها.

وبعد أن أنهى كلامه وجد اللواء يقوم بالإتصال عليه، يبلغه بحده عندما أفتح المكالمه: - تعالى المكتب حالا.
زفر أنفاسه الملتهبه بقوة يخبره بتهرب: - عندي شغل.
رد عليه بعصبيه تفوق توقعه: - هتجيلي ولا تحب أجيلك بنفسي.
أغمض عينه بقلة حيله وهو يهمس: - هجيلك.

أغلق هاتفه وكاد أن يكسره من شدة قبضة يده عليه، فربت عليه فادي وهو ينطق بثقه: - هدى أعصابك وبلاش تتسرع، مهيمن انت ياما حليت مشاكل بكل حنكه، حاول تطلعها منها، لو انت معرفتش تطلع حببتك ومراتك أم عيالك، مين هيطلعها؟ مفيش وقت استهدى بالله وربنا هيدلك بالحل انا واثق في قدراتك.

كان يقول حديثه وهما يسيران في الممر المؤدي لمكتب اللواء، كان وجه حاد محتقن بالدماء يكاد أن يخرج منه نار من كثرت توهجه، تركه فادي بعد ان أعطى له قوة ودفعه لنجدة مجنونته المتهوره، ثم طرق الباب وطلب الاستئذان بالدخول، وحين دلج فقال اللواء بحده وهو يقف ويضرب مكتبه بيده اليسره: - فين نايا يا مهيمن؟
رمقه ببرود عكس ما داخله من نيران محترقه، ثم سحب أنفاسه وهو يحرك أنامله على أنفه: - سافرت.

أشتدت موجة عضبه وقال بعنف: - فكرك هسكت على اللي حصل، أوعى تكون فاكر سفرها مش هيخليني أوصلها.
جلس بكل هدوء قائلا بنبرة هادئة مستدعيها بمهاره شديده، بداخلها من الحمم التي لا يهدأ ثورانها: - ومين قالك يا باشا أني سافرتها عشان متوصلش ليها؟ ده أنا أجبهالك بذات نفسي لحد جنابك.
امطره بوابل كلماته: - أمال هربتها ليه؟
- هي مش متهمه عشان أهربها.

قالها وهو يبتسم بتهكم، ولا يبال غضب اللواء، فرد عليه بتسائل: - أمال تفسيرك أيه على اللي حصل أمبارح؟
- عشان أحميها من اليهود.
- وبالنسبه للقضية العسكريه المتحوله ليها؟
ضحك بقوه ثم أجابه في هدوء مخادع: قضيه؟! عشان بتشوف شغلها يتعملها قضيه عسكرية؟!
- وشغل إيه ده اللي بيهرب المساجين اليومين دول؟
- وليه متقولش أن أنا اللي متفق معاها تعمل كده؛ عشان يحصل ده كله ويعترف، وأهو الخطه نجحت وبدل ما تتكافأ تقاضيها.

صاح بغضب وحده: - الشغل اللي بتعمله ده تعمله على غيري؛ لأن ميدخلش دماغ طفل، ولو أفترضت كده؟ فين الأذن اللي يخليك تتصرف تتصرف زي ده؟

فشلت عيناه في اخفاء الضيق الذي يحمله داخلها، لكن حاول أن يقول بثبات: - مش مقتنع، طيب أقتنعت بسهوله أن نايا بذكائها الخارق اللي سيادتك بتحلف بيه، تهرب حد بالطريقه الغبيه دي، على ما أظن لو كان قصدها كانت أستخدمة حنكه قويه من ذكائها المعتاد، أنا كنت مرقبها في كل خطوة بتخطيها، ورسمت الخطة بالبساطة دي، عشان اوهمه أنه ممكن يطلع، وبعدين في الوقت المناسب ادخلت، وحضرتك عارف الباقي وكان على مرى عينك، واخدنا كل المعلومات المطلوبه، والفضل يرجع بالتعاون مع اللي معمول ليها محكمة عسكرية، عايز تقتنع أو متقتنعش ده يرجع لجنابك، لأن ده اللي عندي والحمدلله النتيجه في صلحنا، وبعد أذنك؛ لأن ورايا شغل.

مشى مهيمن والغضب يعتري، أصبح على حاله أسد هاج يكاد يفترس أي أحد أمامه، ثم توجه إلى مكتبه، وجلس وزفر أنفاسه بضيق، وتنهد عالياً تكاد ان تحرق من حوله.

حاول اللواء أن يهدى، جلس وعاد يسترجع حديثه ويوزنه بعقله قبل قلبه، فلا مجال للقلب في مهنتهم الخطرة؛ لأن الخطأ من الممكن أن يقضي على البلد في أقل من ثانيه. حاول أن يقنع نفسه بحديث مهيمن، لأنه منطقي جدا، فنايا حقاً تتميز بالذكاء الشديد، ومافعلته، لا يفعله شخص غشيم وغبي، وايضاً الموضوع كان بلا خسائر، وهم الفائزون بكل المعلومات التي صعب على مهيمن الحصول عليها الا بهذه الطريقة، صمت الحديث الذي دار بينه وبين روحه، وتقبل هذا المبرر، حتى يعرف السبب الحقيقي فيما بعد بطريقته الخاصة.

قامت فريده من نومها ببكاء، نهض مسرعاً شادي من على مقعده يعانقها
لم ترفع يدها تعانقه ظلت تبكي بحراره، ابعدها وهو ينظر إليها، وجد في عينيها نظرت عتاب ولوم.
- فوفا ميبقاش قلبك أسود، أنتى متأكده أنى ممكن أموت نفسي عشان مشوفش في عيونك دموع ولا حزن.
ردت بصوت مبحوح ومجروح: - ضحكت عليا ليه يا شادي؟!

- عشان متزعليش، وأنتى لسه قايمه من عمليه، وكان ممكن يحصلك مضاعفات، وأنا والله والله مقدرش أشوف فيكى حاجه، أنا بحبك أنتى ياوردتى ومش عايز حاجه من الدنيا غير سعادتك.
ردت والدموع على أعتاب عينيها: - وأنا بحبك، بس كان نفسي في بيبي.
يلمس شعرها بحنان: - وچيسي نستيها، هي محتاجه لحنانك، ومش لوحدها.

تتذكرها فتمسح دموعها وتقول بجديه: - أنت عندك حق، أنا لازم أركز في مشروع أغاثة طفل، وانقذ الأطفال من جبروت ونزوات أهل مراهقين.

خرج مهيمن من غرفة توتا ولوعة القلب جعلت دقاته تعتصره اعتصار، لا يفرغ من الألم، أصبح الألم رفيقه الذي لا يفرقه مهما حدث، كان يظن هاله دخلت غرفتها، لكن كيف يغمض لها عين، ولم تعرف ماذا حدث لأبنتها؟ عندما أعينهما تقابلت، هتفت بحرقه وحزن على فلذت كبدها: - بتي فين؟

جلس بجوارها بقلب مفطور، حزين، ملامحه يظهر عليها العبس، عينه لم تذوق طعم النوم مصتبغه بالحمره، شرح بمتعاض كل ما فعلته نايا، رفعت هاله يدها لاطمه وجنتها بصدمه، امسك يدها قائل: - هي دلوقتى في أمان وكويسه اطمنى عليها.

تسارعت عبراتها في الهبوط، فهي تعلم أن ابنتها لا تحب الغربه، ولا تحب تبعد عن أحبابها، فهي الآن تتألم على فراقهم، رفع يده يمسح دموعها بحنان: - هو وقت مش أكتر، هترجع ان شاء الله قريب، لازم كانت تسافر عشان محدش يوصلها، نهض وعينه لامعه بالدموع قائل: - ان شاء الله توتا هتنزل كي جي أول الأسبوع، هبقى اوديها وارجعها بنفسي، ثم ميل بجزعه العلوي يقبل رأسها بحنان، ثم أنصرف هاربا من عينيها، لا يريد أحد يشاهده مكسور كالعصفور الذي لا يعرف أحد يداوي كسوره، ويظل يحارب الأيام حتى يداوي الله أو يسترد أمانته.

مر الأسبوع وكان باقى يوم وتبعد توتا بعض الوقت عن حضن جدتها، التي لم يتبقى لها غيرها مأخراً، فكان مهيمن يعاقب نفسه بعدم رأيتها، كما عاقب نايا عن أبعادها عنه وعن اهلها، ظلت هاله تحكى لتوتا طوال الأسبوع عن جمال المدرسة وأنها سوف تحبها فهي تتعلم، وترسم، وتلعب فيها، وهتكون أصدقاء كثيره فهي تحب الأصدقاء وسوف تصبح منها يوماً ما طبيبه او مهندسة، لكن توتا لم تخف عينيها عن البكاء، تبكى بكاء شديد، مثل التي حرمت من أهلها طول العمر، لم تتحمل هاله بكاءها، اتصلت على مهيمن يأتى لاقناعها، عندما علم لم يتأخر، فهو كان يتمنى اي سبب حتى يرى بنت قلبه، دلف إليهن سريعاً، عندما شاهدها قلبه زاد في نبضاته، آخدها في عناق أبوي ملئ بالحنان والإشتياق، أخدها ودخل إلى غرفتها سوياً بعد نقاش استمتعت به توتا وجعلها تضحك بسعاده، فهو لايحبها تنام مثل حبيبته حزينه، يكفي انه ترك مجنونتة جريحه، نامت بحضنه طوال الليل وعندما دق المنبه صباحاً، قام بنشاط جهز إليها طعامها، وهو بنفسه مشط شعرها، كان بداخله سعادة، لكن لم تكتمل من غير وجود معشوقتة، أكيد في هذا اليوم بوجودها سيكون له طعم جميل، وسيظل باقي في ذكرياتهم، من أفعالها المشاغبه المسليه في بعض الأوقات، بعد ما أنهى لها كل شئ قام بافطارها، و أنصرفا.

سويا إلى المدرسة، عندما وصلا كانت هتبدأ توتا في نوبة بكاء، لكن استوقفها رد فعل مهيمن الذي نزل من السياره يحمل كيس به هدايه وكل من يدخل إلى داخل المدرسه بدون بكاء يخرج له هديه، وهذا الموقف شجع كل الأطفال يجففوا دموعهم حتى يأخذوا الهديه، جففت توتا دموعها ونزلت متوجهه إليه رافعه يدها تأخذ بهديتها، حملها بحب وحنان يقبلها على وجنتها اليسرى ثم اعطه لها عروسة التي كانت تريدها من قبل، وقام بأدخالها حتى الفصل في جو من المزاح والبهجه، تركها في وسط مجموعة من البنات تلعب معهم، ثم أنصرف إلى دوامه، حزين يفكر بمن لا تذهب عن عقله.

حازم في الصف الثالث الأبتدائي، بنفس المدرسه، يختلس بعض اللحظات حتى يكون بالقرب منها، يذهب إليها في الفسحه، يعطي إليها بعض الحلويات المفضلة لها، ثم ينصرف إلى فصله، سعيداً إنها ستظل أمام أعينه وقت أكبر، فكل من سأله عليها، أجابه بجراءه إنها خطيبته، برغم جمال بنات كثيره في نفس سنه، لكن هو فضل طفلته المدلله عن كل بنات العالم، عندما ينتهي وقت الدراسة، توتا تقفز فرحاً، لأنها سوف ترى والدها، الذي لم تشاهده غير وهي ذاهبى للمدرسة وعندما ترجع، وهو حريص جدا أن يأخذها نفسه، ويترك كل شئ من أجلها.

مضى شهور على الأبطال كل منهم لديه الكثير داخل قلبه، فأنشغلوا عن بعضهم حتى الفتيات كل منهم تنهمك داخل بئر أحزانها، لا تفكر ألا في الذي يألمها، حتى استحوذ عليهن الأهات والدموع.

كان مهيمن يجلس بعد أنتهاء عمله حزين، لم يفكر بأي شئ غيرها، فهي الطاقه التي تمد شعاعها له ولكل من يتحدث معها، فهي ينبوع متدفق من الحنان، برغم كل تهورها هو يعشقها لحد الجنون، أما فريده أصبحت ورده ذابله دائما حزينه، برغم وجود أطفال كثيره حولها تحبهم، لكن تتمنى طفل يكون من احشائها.

دانيه كانت تحاول لا تفكر في شعورها الذي يصدر بالتنفر من أعماق قلبها باتجاه أبنها، لم تترك الشعور يتغلب عليها حتى لا تكره أكثر من ذلك، فهي أصبحت مسئوله عن طعامه ونظافته، ومداعبته ولم تقصر ثانيه.

أما نايا حالتها بتدهور، لأن لا يوجد أصعب من القلب المجروح، فهي تعودت أن تتألم وتحزن في صمت، لكنه صمت مميت، وشعورها بالوحده أكثر من ظلام القبور، لم تجد حبيبها يربت عليها أو يضمها بين ضلوعه، أو يجفف دموعها، حتى وجود دميانه في حياتها، لم يأخذ بمكانته.

وفي يوم أمسكت نايا بطنها بسبب مغص والألم لا يتحمله بشر، حاولت أن تتحمل وتكتم وجعها، لكن الوجع زاد، فنفجرت في نوبة صراخ، قامت دميانه من نومها بفزع، ذهبت إليها قائله بقلق: - في ايه؟!
تقول بصريخ وهي تتمايل تمسك بطنها: - روحي بتطلع، مغص بيقطع بطني الحقيني.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة