قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثاني عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثاني عشر

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثاني عشر

في هذه الليله لم يغمض جفن لمهيمن، فهو يشعر بها دائماً، ظل كالأسد الحبيس لا يقوى على فعل شئ الا ان يزأر بداخله، عندما هزمه معون قلة الصبر، أمسك هاتفه ثم قام بالإتصال على دميانه
في نفس هذه اللحظه، تمسك دميانه الهاتف وتتصل على سيارة الإسعاف، وجدت مهيمن يهاتفها، ضغطت على سهم الأجابه بدون قصد، وصل لمسمعه صوت صريخ معشوقتة التي أشتاق لها كثيراً.
هتف بلهفه وزعر: - دميانه مالها نايا!؟ الووو.

ينظر على الهاتف، وجدها اغلقت الخط، أصبح يجول بالغرفه وهو يلعن نفسه ألاف المرات على قراره الذي ذبحه قبل ذبحها.
فأغلقت دميانه الخط من الأرتباك، ثم إتصلت بالإسعاف.
حاول الإتصال عليهما، لكن من غير فائده، توجه لخزانة ملابسه، ابدل ثيابه، ثم أنصرف إلى المطار الخاص بالقوات، صعد طائره متوجهه إليها بشغف وجنون، كيف ينتظر وهو يسمع صوت صريخها؟

وصلت نايا المشفى وظلت تصرخ بدون أنقطاع، ولم تعطي فرصه لأحد يلمسها، فيقول الطبيب: - اهدئي يا مدام بهذا الوضع، لم أعرف افحص حالتك.
تخبط الجدار بأيديها، وتتحرك بجسمها يميناً وشمالاً من شدة ألمها، تفوه الطبيب محاولا أن يهدئها: - أرجو منكِ أن تتوقفى عن الحركة.
حاولت أن تتحمل الامها، وتثبت على
الفراش، بعد الفحص الدقيق، يقول الطبيب: - حالة ولاده مبكره.

اتاها نوبة ذعر قائله: - لا أنا مش هولد من غير مهيمن، أنا عايزه مهيمن يا دميانه.
نظرة دميانه للطبيب وشرحت له وضعها رفض بشدة بقول: - لا يفضل الأنتظار في حالتها.
تمسك بطنها من شدة الطلق وتقول بأعياء: - مستحيل أولد من غيره.

وقفت دميانه حائره، لا تعرف ماذا تفعل؟ فهي واثقه لم تقدر بإقناعها بأي شئ، فهي عاشرتها وعرفت طبعها جيدا، أمسكت بهاتفها بقلة حيله وضغطت على رقم مهيمن انتظرت قليلا، لكن وجدته مغلق، أقتربت إليها بقلق، تقول: - يا نايا لازم تولدي، فيه خطر عليكى وعلى البيبيز.
زمت شفتيها تكتم صرختها، ثم تهمس بتصميم: - أنا عايزه أموت، حياتى من غيره مستحيل.

ثم صرخة بوجهها في ثورة: محدش ليه دعوه بيا، قولتيلى وقت ويرجعني، مجاش أخدني ليه، أنتى بتضحكي عليا، أنا أعرفه أكتر منك لما بيبيع بيرمي بطول دراعه.
حاولت تهدئها وتنفي ما قالته، لكن وصلت لحالة ثوران غير طبيعي، أتى إليهن الطبيب ممسك بورقه مردد: - من فضلكن أحد منكن يقوم بتوقيع على هذه الورقه، حتى يصبح أي خطر على مسؤليتكن.
أمسكت نايا القلم مضيت، ثم ألقت به: - سبوني بقى، محدش ليه دعوه بيا.

حاولت مقاومة آلمها، بتسلية نفسها بذكريتها التي لم يتبقى غيرها أمامها.

بعد مضي وقت، واستقرت الطائره مطار فرنسا، أنحدر مهيمن مسرعاً، يخرج هاتفه وجد رساله أن دميانه حاولت الإتصال عليه، ضغط على زر الإتصال متصل عليها، عندما اهتز الهاتف بين يد دميانه، ضغطت مسرعة على سهم الأجابه، قائله بدون تفكير: - كابتن مهيمن نايا بتولد، ومش راضيه حد يلمسها غير لما حضرتك تكون موجود.
أغلق جفونه محاولا التحكم في ثباته من عنادها عندما اتاه الخبر، قال مسرعاً: - في مستشفى إيه؟

اجابته، ثم أغلق الهاتف متجه إلى المشفى.
لم تعرف متى سيأتي لم يعطيها أي معلومه عن مكانه، ظلت تسير في الطرقه تحاول أن تفكر كيف تقنعها أن تولد، وقفت مره واحده وهي تلمح مهيمن اتسعت عيناها فرحا، لأنه لم يتأخر على زوجته، ركضت عليه، قائله وهي تشار على غرفتها: - هي في الاوضه دى.

كانت تعض الوساده من شدة الطلق، لكن عندما سمعت خطوات قدمه القويه التي تهز الأرض، واستنشقت عطره المفضل إليها، انتبهت كل حواسها، يكاد أن تكون نسيت كل ألمها في ترقب دخوله.
تجمد مكانه للحظات، ثم رفع يده يفتح الباب وهو يستنشق الهواء حتى يبرد من نار لوعته وفراق دام شهور، وجدها تحدق به وعيناها مغرورقه بالدموع، تقول من صميم قلبها: - وحشتني.

أقترب إليها ممسك يدها، يريد أن يكسر دماغها على تهورها وعنادها قائل: - عمرك ما هتعقلي، ولا هتبطلي جنانك، هو ده كمان فيه عناد، حتى حياة عيالك مستهتره بيها، أمتى هتبطلى جنانك؟
لم تسمع أي شئ مما قاله غير نبرة صوته التي تعشقها، ومشتاقه لها، همست من بين دموعها بنبره مرتعش: - وحشتني.
أغمض عينه يتمالك أشتياقه لها، فهي حقا مجنونة ولازم تتخلى عن عنادها وتهورها، قائل بجديه: - ممكن الدكتوره تدخل تولدك.

همست بين شهقاتها وهي تهز رأسها بالنفي: - لما تسامحني.
جز على أسنانه قائل بضيق: - لو سمحتي الموضوع مش مستحمل كلام، أنتى تعبانه، وغير حياتك وحياة العيال في خطر، ممكن أنتى تبطلي تهور وعناد.
هز رأسه بنفي، ثم ردت بصوت متقطع: - أنا بحبك أنت، وعايزك تكون جنبي، لو بعدت عني تاني هموت نفسي، أرجوك سامحني بقى، أنا آسفه أوعدك هبطل أعمل أي حاجه تضايقك.

كاد أن يصفعها على تحدي ونطق لفظ موتها، لكن تماسك وأردف بعد صمت ثواني: - المشكله أنك دايما بتكذبي، وكذبك مش بسيط بيوديكى في داهيه على طول.
تغمض عينها بقوة من شدة الألم، ثم اتكأت على شفتها تبلع أهاتها، عند هذا الحد لم يقدر التحلي بالصبر، يقترب إليها بخوف ولهفه: - نايا حاسه بحاجه؟
ترتمي بجسدها بين أحضانه وتتشبث به، همست بأرتياح: - كده أقدر أقول أنى كويسه، أوعدك مش هكذب ابدا ابدا.

قلبه حن من أثار لمستها وكل القوه الذي بداخله أنصهرت من قربها، لكن مازال غاضب من تهورها، ثم يقول حتى يهدئها: - تمام أنا مسامحك، ممكن أنادي الدكتوره؟
هزت رأسها بالرفض: - لا مش هسيبك يا عمري، هتفضل جوه حضني.
- طيب هنادي للدكتوره بس.
أبتسمت بدلا: - لاااااء.

أغمض عينه بعصبيه، لأنها لم تتخلى عن تهورها وجنانها لحظه مهما وعدته وأقسمت، فهو الطبع غلاب، فهي نايا المجنونة وستستمر نايا، حاول أن لا يفقد أعصابه، قائل بهدوء بعكس الثوره التي تسبح بداخله: - امال مين هيبلغ الدكتورة حضرتك؟
ضغطت بيدها على زر بجوارها، ودخلت الممرضه، ثم تقول بأبتسامه: - اخبري الطبيب أنا جاهزه.
اوقف الممرضة قبل أن تغادر بصوت مرتفع معترض: -الدكتوووورة.

نظرت لمقلتيه بحب تقول بمزاح: - وآت ايفر، المهم إنك في حضني.
ابتسم على طفلته الأولى، التي لم تكبر ولا تعرف طريق العقل في يوم.
دلفت لهما الطبيبة، ومازالت نايا تحضن مهيمن وهو حاني ظهره عليها، فهي تمسكه بقوة أسد يمسك شبله الصغير على ضفاف الجبال، خوفا أنه يبعد عنها مره ثانيه، فتقول الطبيبه بعمليه: - لم أعرف أكشف عليكى بهذه الطريقه.
تبعده عن بطنها ولم تعطي فرصه للفرار: - اتفضلى.

أردف ممازحا: - كده هيجيلى الغضروف.
- بعد الشر يا روحي، مش هسيبك برضو.
بعد كشف تقول الطبيبه: - سوف أوقف الطلق ضغط المدام مرتفع، وبهذا يكون فيه خطوره على الأطفال.
نظر مهيمن بضيق عليها قائل: - مبسوطه.

هز رأسها بالرفض وهي تخبئ وجهه أسفل رأسه، صمت حتى لايفقد اعصابه وهو يقضم شفته السفليه يكاد أن يقطعها. جهزت غرفة العمليات ودلجا بالداخل، طلبت بنج نصفي حتى لا يبعد عنها لحظه، اومأت الطبيبه، وقامت بعملها بمهاره، تنظر نايا في أعين زوجها بعشق لا مثيل له، حتى رق قلبه وأبتسم لها بحب، وظل يبسط يده على وجهها بحنان، قالت الطبيبه مبتسمه: - سأخرج أول طفل.

لم يبعد نظره عن مقلتيه، همست بفرحه إليه: - بقيت بابا، مبروك يا روحي.
اخرجت الطبيه أول طفل الذي يوجد بكيس بمفرده، انصدمت عندما نظرت إليه، نظرت لطبيب الأطفال الذي يقف بجوارها وهي تعطيه إليه، أخذ المولود يكشف عليه، ثم نظر للطبيبه التي أكملت عملها وتقوم بأخراج الثاني، و أكد لها شكها، همس مهيمن لنايا: - ممكن تسبيني أشوف البيبي.

تركته وهي تنظر على طبيب الأطفال الذي يضع طفلها الأول بإهمال داخل قماشه، أقترب مهيمن للطفله يتطلعها بوجوم، هز الطبيب رأسه بأسف ثم يضع يده على كتفه يصبره، لوى فمه ثم وجهه ناظره لها بلوم، وجدها تبكي بحرقه، قلبه أنتفض، أقترب إليها يربت عليها بحنان وهو يسمح دموعها، قائل بمزاح: - تعالى في حضنى كملى على باقي ضهري.
رفعت يداها وضعتها على رأسه، تقول بأسف وحزن: - أنا آسفه.
رد بحب: - ولا يهمك خير.

اخرجت الطبيبه الطفل الثاني، الذي أول ما خرج على وجه الدنيا أطلق صرخات مرتفعه، وهو يرفع يده الصغيره يمسك بأي شئ، عندما وصل صوت صغيره لمسمعهما ابتعد عنها، ثم أخد الطفل من الطبيبه بدون أن يقوم أحد يتنظيفه، قبله بحنان وهو يقترب به نحوها حتى وضعه أمام عينيها: - مبروك يا قلبي.

الطفل استقر حضن أمه، هدأ من بكائه، أخذت يده بلطف تقبلها، فأمسك وجهها بإيده الصغيره، أقترب مهيمن يأخذه حتى الطبيب يقطع له الحبل السري صرخ الطفل بقوه، معترض عن بعده عن حضن أمه.
- ابنك شكله شرس، وهيبقى ليه مستقبل باهر معاكي.

انهمرت العبرات من مقلتيها، لكن دموع الفرح، ظل يمسح وجنتيها بحنان، اخرجت الطبيبه الطفل الثاني، هادئ جدا أخرج صرخه واحده، ثم صمت، أقترب إليه عانقه بعطف، ثم قبله وهو يقترب ويقول: - شوفتى العاقل ده يدوب حسسك بوجوده ونام.
همست من بين دموعها: - هاته في حضني.
اخذتهما بين أحضانها، وهي تقبل كل واحد مره، اخرج مهيمن هاتفه من جيب البنطال، وقام بتصويرهم، ثم تقدم نحوهم واتصور معاهم سلفي.

تقدمت الطبيبه منهما ثم وضعت المشبك، ثم قامت بقطع الحبل السري، ثم أقتربت الممرضه اخذت طفل تلو الآخر حتى يكشف عليهم، ويرتدوا ملابسهم.
بعد مضي نصف ساعه، دلفت نايا غرفه عادية، أول شئ طلبته أطفالها، ذهبت دميانه بجلبهم، فكيف لا تحب الخليط المصغر من معشوقها، ابتسم مهيمن على حنانها، قائل: - هروح ادفن ذكرى.

دمعت عينها، ليس على موتها فهي لا تنسى موت أول وليد لها، لكن آثر سماع اسم ذكرى، فهو وعدها أن البنت سوف يختار لها اسم نايا، تقول وهي زعلانه: - أنت سمتها ذكرى، أنت لسه زعلان مني صح؟
- ممكن بلاش تضايقي نفسك أنتى لسه تعبانه.
هتفت بضيق من بين أسنانها: - ممكن ترد عليا و من غير كدب؟
أولها جسده وقال وهو معطيها ظهره: - أيوه يانايا عشان مهما يحصل مش بتبطلي جنانك.

دموعها انجرفت على وجنتيها قائله بضعف: - أنا وعدتك مش هعمل حاجه تاني، أنت ليه قلبك قاسي؟

صاح بحده وثوران: - أنتى كنتى هتضيعى نفسك مره وعاقبتك، وبدل ما تتعلمي، كنتى هتضيعي نفسك تاني بسبب الولاده لحد ما ضغطك بقى عالى، تقدري تقولي لو كنت مشغول ومقدرتش اجي كنتى هتعملي ايه؟ أقولك أنا كنتى هتسبي نفسك للموت، أنا كنت هعمل إيه من غيرك! أنا ميفرقش معايا العيال طول ما كانوا في بطنك حتى لو كانوا ماتوا كلهم أقسم بالله مش هزعل، زعلي الوحيد على جنانك وعاندك، أنتى كنتى ممكن تمو...

صمت، حتى الكلمه لم يقدر على التفوه بها، فيكمل حديثه: - مجرد الكلمه والله صعب عليا أقولها، اعطاها ظهره مسح دمعه خانته، ثم يقول: - هروح ادفن ذكرى.
ثم يقول حتى يهدئها: - وسمتها ذكرى مهيمن عشان هتبقى ذكرى في حياتنا، مش حابب اسمك يتدفن تحت التراب.
قال أخر جمله من أعماق قلبه، هو حقا يعشقها ولا يتحمل أي شئ عليها.

شعرت بوجعه واقتنعت أن كل ما يألمه هي فقط، لأن حتى هي لا تتحمل العيش في الدنيا بدونه: - هبطلوا يا مهيمن، وهخاف على نفسي عشانك، ممكن بقى تقعد معايا شويه.
نظر إليها وهو يجلس لكن بعيدا عنها.
- تعالى جنبي هنا.
أقترب أمسكت يده قبلتها بشوق: - بحبك ومقدرش على زعلك، وعمري ما هزعلك تاني ابدا ابدا.
شف ثغره عن ابتسامه صادقه قائل: - ابداً ابداً.

اومأت رأسها بنعم وهي تبتسم، يسأل في هدوء مخادع وهو يضربها بخفه على رأسها: - وبعدين إيه جو الأبيض والأسود اللي عملتيه مع العميل؟ دي فكره مهروسه في الأفلام العربيه والمجاورة، أمال راح فين ذكائك ساعتها.
ابتسمت بأحراج: - كنت مفقوسه أوي كده.
- مقفوسه بس! ده أي طفل مش عسكري هيعرف أنك اللي هربته، بصراحه أدائك معجبنيش.
تضايقة من سخريته، فأردفت بوجه خالي من الفكاهة: - ممكن تنسى.

- طب هاتى بقى عمنا اللى مستقبله واضح من دلوقتى، الواد بلطجي وبيضرب في أخوه الهادي.
- أبني مش بلطجي ومضربهوش، هو بياخد رحته في نومته.
- يا سيدى، اهو ابتدينا ندافع عليه، إيه رأيك يبقى اسمه مستقبل مهيمن الزناتي، وذكرى مهيمن الزناتي، ثم صمت يفكر ثواني فيقول: - واما عم اللى بيثبت وجوده دايماً بصرخه واحده، هيبقى أسمة وجود مهيمن الزناتي.
حدقت بعينيها بدهشه وتعجب وأستغراب، فقال بعدم فهم: - مالك؟!

- وبالذمه دي اسامي ولا مصطلح علمي؟
أعتلت ضحكاته وهو يشتد على يدها مؤكد: - دي أساميهم يا قلب قلبي، أنا مش شوية، وامهم ماشاء الله عليها، عدت كل المراحل في الجنان، لازم أساميهم تكون مش زي أي حد، ثم رفع حاجبه اليمين قائل: - عندك مانع؟
ترفع يدها باستسلام: - ولا اعترض، براحتك يا كبير.

نهض يأخذها في أحضانه بشوق، ثم حضن أولاده، ثم انصرف يدفن ذكرى، وبعد ذلك يسجل أولاده اللذان أصبح معهم الجنسيه الفرنسيه، ثم أخذ مجنونتة واطفاله مستقلين مصر، كانت نايا كالعصفور وهي تتقدم للطائره، فرحتها كالطفل بيوم العيد، الكل سعد بعودتها حتى توتا عندما رأتها تكاد أن تطير من السعاده، وفرحت كثيرا بأخواتها، وأصبحت كظلها لم تفارقها لحظه هي وأخواتها ألا وقت الدراسة.

ذهبت سنه على كل أبطالنا من غير أي جديد، نايا تسمع كلام حبيبها، وعلى قدر ما تستطيع لا تفعل أي شئ يغضبه، أصبح اطفالها يبلغه عام، وتوتا تبلغ من العمر سبع سنوات وأصبحت أكثر لماضه وشغب.

أصبحت فريدة في السنه الأخيره، لكن مشروعها، وچيسي، وأنيس، ملكوا كل حياتها، تكاد أن تكون نسيت الأنجاب وأصبحت سعيدة جدا في حياتها ومع زوجها، وعادت لفريده المشاكسه، حتى أمسكت الهاتف، تتجول في مواقع السوشيال ميديا، شاهدت منشور بنت بتحكى إنها اتولدت بعيب خلقي من غير رحم، وأجرت رحم، الطفل أتكون فيه حتى أكتمل نموه، رجع لذهنها فكرها القديم، فرحت جدا، ونهضت مسرعة تبلغ شادي: - حبيبي شوف البوست ده؟

قبل يدها المبسطه له، ثم امسك بالهاتف وهو مبتسم، لكن سريعا تغيرة ملامحه، والعبوس ملأ وجهه، ثم نظر إليها بحده، فقالت بذهول: - حبيبي فيه إيه؟ مش أنت دكتور، أكيد تعرف الكلام ده صح ولا غلط؟
زفر أنفاسه بقوه وهو يمسح وجهه قائل: - رجعنا تاني للكلام في موضوع الخلفه.
- لو سمحت رد عليا بصح ولا غلط.
- صح يا فريده، بس مش هخليكى تعمليها، عشان حرام.

هتفت بتعجب وصوت مرتفع: - وليه بقى!؟ اشمعنى أنا! ما في ناس اهى بتعملها، ولا هتيجى عليا وهتبقى حرام؟!
هتف من بين أسنانه الذي يجز عليها بقوه: - صوتك يوطى، ولما تهدى نتكلم.
ردت بعصبيه: - مش هوطي، ولا ههدى، غير لما أعرف أنت ليه بترفض أي طوق نجاه ليا؟ وليه شلت الرحم من الأساس! أنت مش عايزني أكون ام؟! أنت ليه بتحاول تقطع أي أمل؟
أشار على نفسه بدهشه وذهول: - أنتى بتتهميني إنى شلتلك الرحم؟

وأنتى كنتى كويسه؟ هو ده اللى تقصديه يا فريده!
أجابته بحده بدون أي منطق ولا تفكير: - أيوه، امال تفسر بأيه أي أمل إني أكون أم ترفضه؟
حدق عيناه من قسوة حديثها واتهاماتها له، اتجمد مكانه، وهو يحاول أن يبتلع ريقه بصعوبه، قائل بصدمه: - أنا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة