قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الأول

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الأول

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الأول

من وسط هدوء الليل الساكن، تصدر اصواتاً عاليه، يقشعر لها الجسد، لا يعقل أن تخرج من حنجرة إنسان، فصوته مرعب حاد، كالوحش المفترس، يضرب عجلة القيادة بقوتة، أخيراً يصمت صاحب الطول الهالع، والعيون العسليه الحاده كالصقر.

صمت الليل يستحوذ المكان، لكنه كان مميت، يعجز ثغر نايا عن النطق، فصمتها كالأرض الهادئه وبداخلها بركان، قلبها مازال مرتعب من ما مرت به منذ بضع دقائق، جحظت عيناها بصدمه عندما اوقف السيارة داخل جراچ المطار، نزل فتح بابها دون النظر عليها، خوفا أن يتحكم به قلبه، ويفسد كل شئ.

أصيب جسدها بالثقل، لم تقدر على التحرك، تكاد أن تلتصق بالمقعد الجالسة عليه، جذبها من يدها، وظل يسحبها خلفه مثل الماشيه، قلبها ينفطر الماً، لم تقوى على التقاط أنفاسها، ورغما عنها تحكمت في حروفها وأرغمتها في تكوين جملة تبلغه بها بهمس وترجي: - بالله عليك سبني، طيب سبني هنا في مصر، واوعدك مش هوريك وشي، بالله عليك سبني، حتى عشان خاطر توتا متبعدش عنك.

رمقها بدهشه وذهول متعجباً ولم يعطيها رد، حدقته بنظرة خذلان واستسلام تردف من بين شهقاتها: - هتسبني؟!
يخبرها بقوه وهو يرفع حاجبه الأيسر: - هسيبك! حتى توتا انسيها، هتسافري لوحدك يا نايا، فهمتي، حتى أمك هنقل مكانها وهتكون تحت حراسه.
هنا عقلها أكد لها، أنه يريد أبعاد كل من تحبهم عنها، لكن قلبها لم يتحمل القسوة والعنف اللذين وصلا لقلب من أحبها.

دلفا إلى داخل المطار، في وسط نظرات الناس إليهما بأستغراب، لا يهمه أحد ولم يلتفت إليهم، أقتربت منه فتاه جميلة المظهر، عينيها رماديه، شعرها لون الصحراء، أنثى جذابه ممشوقة القوام، وقف أمامها، قائل بجديه: - دي من دلوقتي بقت مسؤله منك، وهتسافر معاكي حالاً، مفهوم يا دميانه.
اومأت رأسها بطاعه تقول: - مفهوم سيادتك.

ثم أمسكت يدها، من وسط ذهولها، لم تتفوه بكلمه، إنما كانت ترمقه بحب وأشتياق، فهي أشتاقت له من الآن، أستمرت تتطلعه بدقه تحتفظ بملامح وجهه داخل قلبها، فمهما تبلغه أو تتراجى لم يحن قلبه ولا يتراجع عن قرار أخذه.
كان يقف مثل الفهد، كل تعبيرات وجهه قاسيه وعينه حمراء، ونظراته تكاد تحرق الأخضر واليابس، تقطع دميانه الصمت بينهما قائله بنبره جاده: - مدام نايا يالا، الطياره الخاصة جاهزه.

تقابلت أعينهما بعد انتهاء دميانه من حديثها، ثم اغمضا عيناهما بألم، يعانقا بعضهما، لم يتجرأ أحد بأخذ خطوه صريحه، اكتفى بهذه النظرات الاخيرة، ثم انسحب مهيمن من أمامهن في جمود وهيبه، فالحديث لن يعد له فائده.

تحركت نايا وهي تجر قدماها حتى استقلت الطائرة، تنظر عليه وهو يمشي بخطوات بطيئه، قابض يده بقوه، يشعر بأن روحه خرجت من جسده مع سمع صوت اقلاع الطائره. لم تتحمل رؤيته وهو يبعد عنها فأغمضت عينها بقوة هاربه من هذا الكابوس.

مدت الشمس أول خيوطها الذهبية، التي تبشر بميلاد يوم جديد، حاملة معها الأمل، والتفاؤل، ومغامرات جديدة، فليس هناك أجمل من منظر الشروق، الذي يبث الحياة في العالم، فأشعتها تخترق النوافذ، وشقشقة العصافير كأنها تشدو أجمل الألحان، جعلتها تستيقظ عند سماعها لهم، ثم توغلت لعيون نايا ةالنائمة، فتململت في فراشها بأنوثة، تكاد تعزف معزوفة بأوتار عشقها، فهي الآن في عصمة وأحضان معشوقها بعد رحلة عذاب، الذي تحمل كل شىء من أجلها، تفتح عيناها بشغف، راسمه ابتسامة ساحرة على ثغرها، تنظر يمينها ويسارها بعين ناعسة، تبحث عن زوجها، الذي ولد من رحم تهورها، لم تجده بجوارها، عيونها تجولت داخل الحجرة بحثا عنه، حتى سمعت صوت فتح باب الغرفة بهدوء تام، تَسحب مهيمن على أطراف أصابعه، فتلاقت أعينهما الشغوفه بحب، ضاحكة ضحكتها المعهودة التي تخطف قلبه، فمنحها ابتسامة جذابة، أقترب إليها ومال بجذعه العلوي، ثم وضع يده بجانبها وجعلها بين ذراعيه متفوه بتساؤل: - قلب قلبي عاملة إيه دلوقتي؟

رفعت يدها بفرحة تعانقه، قائله بحزن مصطنع: - قمت قبلي ليه؟
وضع قبلة رقيقة على جبينها، ثم ابتعد يرسم على وجهه الجدية، لكن رغما عنه ابتسمت شفتاه: - عندي شغل يا سيادة النقيب.
ضربت رأسها بخفة: - ايوه النهاردة أول يوم شغل ليا.
تطلعها بحب، رافعاً شعرها المنسدل على وجهها، ثم أعاده بيده خلف رأسها: - الأيام بتعدي بسرعة معاكي.
أطلقت تنهيدة، عيناها تحضن عيناه: - طول ما أنا معاك مش بحس بالوقت أثلا.

ضحك بقوة، اصاب جسدها بالقشعريرة، قائل بتقليدها: - أثلا.
ضحكت ضحكة رنانة، تحركت لها مشاعره،
غمز لها بخبث: - موحشكيش البسين؟
- وحشني جدا.
قالتها وهي تغمز له بجرأة، ثم اومأت برأسها اتجاه المسبح، تضيف: - ما تيجى ناخد غطس.
ابتسم ابتسامة ماكرة، ثم حملها بخفة كأنها فراشة ترفرف على قلبه، وأخذ يتحرك بها، أطلقت من داخلها صرخات مصحوبة بضحكات مجنونة، وبداخلها فرحة وسعادة.

فتح باب الغرفة وجد توتا واقفة أمامهما، هتفت بضيق وحده طفوليه، وهي تضع يدها على خصرها وفي عيونها موجه من الغضب: - أنا مخمثاك.
تنحنح مهيمن بحرج، وهو ينزل نايا من بين ذراعية، وذهب لتوتا، ثم مال عليها يردف بمشاكسة، وهو رافع حاجبه الأيمن: - ليه بس مخصماني، يا آخرة صبري؟
ضمت يداها حول صدرها وتأففت بستشاطه، ثم ضربت الأرض بقدميها ببراءة طفلة،.

حملها ونهض بها، ثم وضع قبلة على خدها وضم بين حاجبيه بتساؤل: - لا كده الموضوع كبير، ولازم أعرف حالاً؟
مدت توتا شفتيها وأومأت برأسها مؤكدة غضبها، وهي تقول بمتعاض والعبرات متجمعة بمقلتيها: - أنت بتسيبني نايمة وتيجى تنام هنا؟
غمز لها وهو يعض شفته السفلى حتى تصمت؛ لأن نايا لم تكن تعلم أنه يتركها ويتوجه لينام بجوارها، عندما تنام.

تضع نايا يدها على خصرها وتهز جسمها بعصبية، تقترب منهما وترفع حاجبها الأيسر وتبتسم ابتسامة صفراء: - لا والله.
ادعى مهيمن الخوف، ورفع إصبعه السبابة يحركه بنفي: - أوعي تصدقي.
حركت يداها في الهواء وقالت وهي عابسة الوجه: - امال كنت جاي من فين الصبح، ها ها أتكلم؟!
أمسكت توتا وجه مهيمن، وهي تقلدها: - بصلي أنا يا هيمو، بتثبيني لوحدي ليه؟ ها ها.

أردف بنبره هامسة لتوتا: - كده فضحتيني؟ وعرفتيها إني بسيبها يا شقيه.
- وأنا اللى أقول هو صاحي بدري، اتاري مانمتش معايا أصلا.
كان ذلك صوت نايا المشتعل، احتضنت توتا ابيها بأمتلاك وقالت بمشاكسة، وهي تهز كتفها اليمين: - ولا اتاري ولا بلاي ثتيشان، بابا حبيبي أنا وبينام معايا.
نظرت له بحدة وهي تصك أسنانها. غمز لها، محاولاً أن ينال رضاها: - بضحك عليها يا قلب قلبي، كنت معاكي طبعا.

وضعت نايا يداها على وجهها حتى تهدأ وأخذت تزفر أنفاسا وهي تقول بهدوء قبل العاصفه: - تمام تمام.
ثم وتركتهما وانصرفت من أمامهما، أنزلها مهيمن، ثم اتجه خلف نايا: - خدي يا قردة أنت رايحة فين؟
رمقته بحدة وهي ترفع حاجبها، ثم قالت باستهزاء: - هروح الشغل، ها عندك أي سؤال تاني؟
يشير برأسه بإتجاه المسبح: - طب والغطس.

رفعت إصبعها السبابة في وجهه وتقدمت نحوه، وهو يرجع بظهره للخلف: - عارف لو كلمتني، ولا مشيت ورايا هدشملك يا روح روحي، خليك بقى في حضن بنتك.
ثم أخفضت يدها وتوجهت مسرعة إلى المرحاض. جلس مهيمن على الأريكة ونظر إلى توتا يبلغها بصوت يصل لمسمع حبيبته التي تأخذ حماما دافئ: - كده خليتيها تعرف، يا نشرة الأخبار، يا إذاعة الشرق الأوسط، يا ميكرفون متعلق على كل حي.

أجبته بدلع وهي تحرك رأسها وكتفها: - أنت اللى ثبتني، واضطرتني لكده.
ضربها بخفة على وجهها وابتسم بقول: يا شقيه لسة قايم حالاً من جنبك، قلت ألحقها قبل ما تصحى تقفشني.
- حالا! طب معلث معلث.
قالتها وهي ترفع يداها الاثنين تلطم وجهها بيداها الصغيرة، تقمص الزعل، وعبس وجهه يخبرها: - كده ماما عرفت المقلب، ومش هنام معاكي تاني.
ردت بضيق وهي تمط شفتيها: - يلا بقى لما تنثى تبقى تنام تاني معايا.

نهض من مجلسه وهو يضحك مداعب شعرها: - يلا عشان ألحق الشغل.
نزلت وهي تجري قبل أن يتحرك قائلة وهي تلوح بيداها: - يلا طااه انجز.
وقف وهو يضحك بصوت عال: - الشغل ده بتاعي أنا، أنتى هتروحي ل آنه.
تضرب الأرض بقدميها الصغيرتين بضيق وحزن: - يووووه، كل ثوية ثغل ثغل، أنا بكره الثغل، خلاث خدنى معاك.
مال عليها بحنان، وهو يمرر يده على شعرها بحنان: - بس الشغل ده ممنوع فيه الأطفال.

خرجت نايا من المرحاض، ناظره لهما بحب؛ وهي في قمة سعادتها، بسبب حب زوجها لتوتا، رسمت على ثغرها ابتسامة، لكنها تصنعت الجدية: - أنا جهزت.
نظر إليها بحب، ناهضا مقترب منها قائلا وهو يغمز لها: - وأنا كمان جهزت.
وضع يده حول خصرها مقربها إليه، ثم مال على اذنها هامسا: - قلبي هيفضل مكلضم كتير؟
التفتت إليه بحب، ولم تستطع أن تواري ضحكتها، قالت بنبرة بها دلال: - ماأقدرش أزعل منك أثلا.

قربها لوجهه ثم يهمس بمكر: - تاني أثلا!
تدخل بينهما توتا بمشاكسة، تخبرهما: - ما قالتلك اثلا مث زعلانة، انجز بقى.
أبعد مهيمن نايا وهو يمسح أرنبة أنفه: - شكلنا اتأخرنا.
- فعلا.
ضمهما إليه بحنان، وترجلوا ثلاثتهم بخطوات سريعة، توجه إلى منزل والدته وتركها معها، ثم نزل إلى نايا وعلى وجهه ابتسامة، واستقل سيارته ممسكا بيد مجنونته، يقبلها برقة: - قلبي ماقلتيش عاملة إيه النهاردة؟

قالها بلهفة وقلق. سكنت حضنه متصنعه الزعل: - أنا مخاصماك.
- لا اله إلا الله، حتى أنت!
تفوه وهو يضع يده على كتفها، أومأت برأسها حتى تأكد ثم قلبت شفتها السفله.
- مقدرش على زعل قلب قلبي.
أبتعدت عن حضنه وهي ناظره نحوه، ثم رفعت يدها تسحب نظارته الشمسية،.

ظلت تنظر لمقلتيه العسلية، رأت الشمس تداعب عيناه من آثار ضوئها الساطع، وجعلت مقلتيه براقة وساحرة، وضعت يدها على وجنته اليسرى، ثم قالت بحب: -روحي، ربنا يخليك لينا، أنا بهزر معاك.
ثم وضعت قبلة مثيرة على ثغره.
نظر إليها بدهشة وعيناه اتسعت من تهورها، ثم أوقف السيارة فجأة: - مجنونة إحنا في الشارع.
أرجعت ظهرها للخلف على المقعد بأرتياح، تعدل ثيابها، وردت بلامبالاة: - وأنت جوزي في أي مكان.

أغمض مقلتيه مع ابتسامة جانبية: - هتعملي فيا إيه أكتر من كده؟!
حاوطت جسده بامتلاك، ثم أردفت بمرح: - سوق سوق ده أنا غلبانة متقلقش.

بعد مضي أربع ساعات، هبطت الطائره في مطار فرنسا، كانت نايا تحمل جبال من الحزن، عينيها لم تتحرك شارده في النافذه، تكاد أن تثبت صورته أمام عيناها، جسدها مشدود بقوه، بداخلها صراع كبير، يوشك رأسها على الأنفجار. افاقت على يد تربت على كتفها، لتلتفت في ذهول إلى دميانه، ألا تصديق الواقع المؤلم، وأن كل ما حدث من قليل كانت تتذكر الماضي. وقفت دميانه قائله: - مدام نايا إحنا وصلنا اتفضلي.

أستمرت على وضعها و لم تستجيب لحديثها.
رفعت يدها تمررها أمام أعينها قائله: - مدام نايا.
فزعت مغلقه عيناها بقوة، تتمنى أن كل ما حدث، يكون حلم، ويد مهيمن تنقذها من الكابوس، وترجع لحياتها وزوجها المتيم بها، حاولت تفتح عينيها ببطئ، وتفاجأت مره ثانيه بالواقع، ضحكت ضحكات هستريه، حتى زمجرت بين بطنها وصدرها، نهضت وهي تضرب كفاً على كف.
- ايووو على ده كابووبس!

رمقتها الواقفه بدهشه وتعجب، كيف تضحك كل هذا الضحك؟ وهي من ظلت تبكي أربع ساعات متتاليه؟ كيف تتحول في ثانيه من بكاء لضحك هستيري؟ ردت عليها بأستغراب: - نعم يا فندم.
تفتح فاها بحروف متلجلجأ تسألها: - كابوس صح، وهصحى الاقي مهيمن وتوتا جنبي؟
لكن سيطر الخوف عليها عندما انهت جملتها، والدموع تغزو مقلتيها وتنزل بغزاره، وتقول بستفهام: - أنتي مين؟

- أنا دميانه، ومهيمن بعتك معايا عشان اوصلك لمكان أمان واحافظ عليكى.
رمقتها بضع ثواني بتفحص، ثم ردت بهستريه وعدم تصديق: - أنتى كذابه، مهيمن ميتخلاش عني، ولا يقدر يبعد عني؟ انتى خطفاني ابعدي عني.!
كانت ترجع بظهرها للخلف حتى فقدت القدره على تحريك قدميها، شعرت إنها شلت، حاولت أن تتكلم فقدت النطق، وشعرت بدوار سيطر على عقلها، واضطربت الرؤية أمام عيناها، لتسقط على الفور مغشيا عليها.

ركض رجال الأمن ليساعدوها، حتى آتت عربة الأسعاف حملتها وذهبوا بها إلى المشفى، كانت مغمضه العين، جسدها مرخي تماماً، تتذكر لحظتها السعيده مع من احبهما قلبها.

تمسك يد توتا الصغيره متوجهه بها إلى فراشها، بعد أن وضعتها عليه، تقل الصغير بتأفف: - أنا عايزة بابا ينيمني النهاردة.
هزت رأسها بالموافقه، لكنها رفعت سبابتها تأكد عليها بقول: - هينيمك بس.
أومأت بالموافقة مرددة بمكر: - طبعا طبعا.
اقترب إليهما مبتسما بسعادة، قائلا: - لما نشوف يا لمضة.
ثم تتركهما، يغمزلها، يبلغها بهمس: - اوعي تنامي.

عضت على شفتيها بدلال تهز رأسها، وتتوجهه إلى غرفتهما، مر الوقت طويل، لاحظت تأخره، نهضت إلى غرفة توتا، نظرت بداخلها فوجدته مستغرقا في نوم عميق، وقفت جانبه، ومالت عليه تتطلع إلى ملامحه الهادئة عكس طبعه القوي، ثم طبعت على جبينه قبله، وجاءت لتنهض، أمسك يديها، مبتسماً، ثم نهض معها، أردفت وهي تمثل الحزن: - أوعى كده مخاصماك.
ردد بحب وهو يحملها بين يديه: - يبقى أنا لازم أصالحك، أنتي تقلتى اووى يا قلبي.

- تقصد تقول تخنت؟
رفع حاجبه الأيمن وهو يهز رأسه بنفي قائلا: - هو أنا مجنون عشان أقول اه.
أطلقت صراح ضحكتها وهي تربت على وجنته متفوهه: - شطور يا روحي، أنا زي ما أنا.
- وخسيتى كمان.
ضحكت بشدة، وضعها على الفراش، وهو يحدث نفسه: - كنت عبيط عشان أقول لواحدة ست إنك تخنتي.
- بتقول حاجه يا روحي؟
- لا ابدا يا قلبي.
نهضت لتمسك هاتفها وتقوم بتشغيل أغاني.

نظر في ساعة يده، فيجدها أوشكت على الواحدة صباحاً، وضع يده على ذقنه بضيق، مبتسم ابتسامه صفراء. لكنها أمسكت طرحة، وقامت بلفها على خصرها، تقول بميوعه: - ده أنا رقصي حلو أوى هبهرك.
بصرها بغيظ، ثم تخللت أصابعه بين خصلات شعره بملل: - وماله ابهريني...
بعد مضي ربع ساعة: - الله حلو اووى وجميل وتحفه، تعالي بقى.
وقفت تتمايل بخصرها وتقول بترجي: - استنى استنى، الأغنيه دى ببدع فيها.

هز رأسه وهو يعض شفته السفلى بغيظ: - يا قلبي، مش مهم إنك بتعرفي ترقصي، المهم إنك تفهمي.
- دي وبس يا روحي.
وبعد مضي النصف ساعة أخره، استيقظت توتا تبكي بقوة: - بااااابا تعالى نام جنبي، الوحش هيموتني.
مسح وجهه بحدة متفوه: - ماشاء الله عليكي، بتفهمي اووي.
ثم أشار على غرفة توتا حتى تذهب تنيمها، قبلته على وجنته ثم قالت بتحذير: - هنيمها واجيلك أوعى تنام.

أبعدها وهو يستلقى بجسده لينام، ويبلغها باستهزاء: - امشي من وشي، روحى ابدعي معاها.
ثم وضع الوسادة على رأسه.
داعبت شعره بمشاكسة قبل أن تتوجه للصغيره، وحين فتحت الباب قالت بعين بها النوم: - فين بابا؟
ضمتها بين احضانها، وهي تجيبها بزعل مصطنع: - يعني ماما لا؟
- عايزه بابا ينام معايا.
ربتت على ظهرها بحنان: - أنا هنام معاكي مش أنا برضه ماما حبيبتك.
- اه بس أنا بحب بابا.
غاصت داخل النوم بعد مناقشات وحوارات.

نهضت نايا بهدوء، ودخلت غرفتها، وجدت مهيمن يرتدي ثيابه بإستياء، فقالت بأستغراب: - رايح فين.؟
أجابها بوجوم وضيق: - تفتكري هروح فين؟! بعد إبداعاتك وشهيصتك ليا؟
وضعت يداها على رأسها تفكر: - فين؟!
رد عليها بعصبيه: - هيكون فين يا آخر صبري!
هروح الشغل.
ترفع شفتاها العلوية، وتضع يداها على خصرها متسائله بعدم تصديق: - وشغل إيه ده بقى أن شاء الله اللي في نص الليل!؟
- طبعا بعد فقرة الهز لازم اشتغل طبال.

قالها وهو يرمقها بسخرية، ثم دفعها على الفراش، ورحل يتمتم مع نفسه.
وضعت ذراعيها حول الوساده، تقول: - الراجل اتجنن،!
دلف إلى الغرفة مرة ثانية وفي عينه شرار الغضب قائل: - قلتي إيه،؟
ألقت له قبلة في الهواء وترد: - ماقلتش!
اقترب منها وهو يكاد يدمي شفته السفلية من كثرة غيظه، تعود إلى الخلف محاوطه بيدها جسدها تحمي من اي تصرف جنوني منه، مرددة: - أنا تعبانة وبطني بتوجعني شكلك نسيت؟

ابتعد عنها يذكر ربه، وردد وهو يخرج من الغرفة: - ماشى يا نايا أقسم بالله هطلعه عليكي لما أرجع.
لوحت بيدها بابتسامه: - مع السلامة يا روحي، تروح و ترجع بألف سلامة.
ثم أخذت أنفاسها بأرتياح: - أحمدك يارب مانفخنيش، لما أنام بقى.
تمدد جسدها على الفراش وتذهب في ثبات عميق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة