قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثاني

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثاني

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثاني

رحل مهيمن من المطار، وظل سائرا في الطرقات حتى وصل إلى شاطئ، يلقي النظر على البحر الغاضب كثير الأمواج المتلاطمه بالصخر، يكاد أن يكون غاضباً على ما وصل به الحبيبين، اللذان تجمعا في أحضان أمواجه كثيرا، وكم كان شاهداً على ذكريات جنونهما، ولحظات عشقهما، بعد وقت طويل أستطاع أن يهرب من أوجاعه وأحزانه، وقام متوجهه إلى منزل هاله الجديد، حين دلف إلى الداخل، وقفت امامه والدتها، تسأله بعدم فهم عن سبب انتقالها شقه أخرى، وأستغراب حالته التي أصبح عليها، في خلال ساعات مرددة بتعجب: - إحنا هنا ليه يابني؟!

يجلس بأعياء وضع رأسه بين يده، فهو نفسه يريد يعرف سبب تهور زوجته، بعد تفكير يرفع رأسه وهو يملأ رئته بالهواء، قائلاً بحده: - ده كله بسبب تهور وجنان بنتك.
جحظت عيناها بقلق، مع رعشه في قلبها تردف بتعجب: - بنتي! بنتي مالها؟ وهي فين!
يحاول أن يسيطر على أعصابه ويطمئنها، فهي ليس لها ذنب فيما حدث: - اطمني عليها هي في أمان.

تخرج توتا من غرفتها الجديده، بطلتها البشوشه تقفز داخل حضن أبيها متحدثه: - بابتي وحشتني.
يمد يده ويسحبها نحوه يعانقها حتى تطفئ نار قلبه: - وأنتي كمان.
تقف هاله أمامه مستغربه بروده، فتعاتبه بحده: - أنتى إزاي اتحولت كده، رد عليا طمن قلبي عليها، هي فين؟!

وضع يده على وجهه يمسحه ويزفر أنفاساً عاليه، حتى يهدأ من ثورته الداخليه، ثم رد بنبرة لامبالاه نجح في اتقانها: - هي عندها شغل، ومش هتقدر تنزل مصر الفتره دي.
ثم غمز لاياها بطرف عينه، حتى تصمت ولا تلاحظ توتا أي شئ. انسحبت غرفتها بقلب مقبوض تطلق عنان دموعها، على فلذة كبدها، كيف لا تفهم ماذا حدث لابنتها؟ كم التخيلات التي تخيلتها كثيره، ومع كل تخيل كيانها كأم ينتفض، وقلبها يعتصر ألماً.

تجلس توتا على قدم مهيمن تبلغه ببراءه: - بابتي بس كده ماما هتوحثني، هي اثلا مث بتقدر تبعد عننا، هي قالتلي كده، أنا زعلانه عثان خاطر ماما، زمانها بتعيط علينا.
ثم قامت من على قدمه وأكملت بدموع: - أنا بكره الثغل بكره الثغل، الثغل ده وحث وبيخلى ماما تعيط، وبيخليك أنت تتعور.

ارتعد جسده كالسماء المغيمه نتيجة كلمتها القويه برغم صغر سنها، فحديثه مثل سحابتين، أحدهما تحمل الشحنة الكهربائية السالبة والأخرى تحمل الشحنة الكهربائية الموجبة، جعلت قلبه ارتجف من بين عضلات صدره القوي، وظهر بوضوح انتفاض صدره وجسده، عينه أدمعت، نهض مسرعاً موليها ظهره، يمسح دمعه خانته، ثم ينادي على هاله بصوت أجش؛ خرجت بوجه حزين، وعين يكسوها الحمره من أثار الدموع.

أردف بدون النظر إليها، فهو يحمل جبال فوق قلبه لا يتحمل أن يرى الحزن بها هي أيضاً: - خدي توتا نايميها.
تتشبث بيده قائله بأعتراض: - لا أنا مث عايزه أنام، ولوعايزني أنام يبقى تعالى أنت معايا.

تطلع عليها في ألم، ثم يقبض عيناه، فهو يحاول يهرب حتى من نفسه، كيف يغلق عيناه، ومعشوقته حزينه موجوعه، قبض يده مستعيدا قوته، ناظراً لتوتا، وهو يتوجه نحو غرفتها، ثم أشار لها بيده إنها تدخل، أمسكت يده، ودخلا إلى الداخل سوياً.
جلست هاله على الأريكة بحرقه منتظره مهيمن أن يفسر لها ماذا حدث؟

نامت توتا بعد كلام ونقاش كثير، كان يحاول أن يخرج الكلمات من فمه، حتى تنام الطفله بدون حزن، وداخلها سعادة، ظل نائم على الفراش ناظر لوجها مبتسم بأسى متذكراً ذكرياتهم السعيده، فلم يتبقى له غيرها.
كم لعن غباءها وسوء تصرفها؟ كم يشتاق إلى حبيبته، التي عرف الحب والعشق المجنون من خلالها؟ لقد مر من الوقت ساعات قليلة، وقلبه يشتاق لها، يشتاق لهمساتها، لجنونها الذي يجعل قلبه ينبض بالحياه!

حدث نفسه بهمس: - كيف أحيا بدونك ياحبيبتي؟ كيف يكون طعم الأيام في بعدك يا أميرتي؟ لقد ذبحت قلبي قبلك، طعنته بفراقك، وأنا لم اتحمل بعدك لدقائق؟ أقسم لك ياأميرة فؤادي إني اتألم أكثر منك، ولكني انتظر يوم التلاقي من جديد، اعذريني كما قال نيوتن، في قانون الجاذبية، لكل فعل رد فعل، مساوي له في المقدار، ومضاده في الاتجاه، لقد تحملت كثيراً، لكن لم يعد لي طاقة لتحمل المزيد.

عاد برأسه للوراء وهو يتذكر أسعد أيام مر عليها ثلاثة أشهر.

وصل العاشقان إلى مقر عملهما، فأوصلها إلى مكتبها وأيديهم تتشابك بكل عشق، ثم ذهب إلى مكتبه. دلفت إلى مكتبها وهي حاملة ابتسامة على ثغرها، تبث حب وسعادة، تنظر للشباب و تقول بمرح: - مورننج عليكم يا شباب.
فأجابها نضال ممازحا: - يا ميت مورننج يا برنسيسة، يا ألف مبروك أخيرا اتجوزتوا.
ترد وهي تجلس على مقعدها بسعادة، ثم تفتح ذراعيها في الهواء: - أخيرا، أنتوا عاملين ايه،؟

جميعهم حمده الله، ثم انهمكت في عملها، وبعد وقت شعرت بألم شديد ببطنها، وضعت يدها على بطنها وملامحها يظهر عليها الإعياء، لكنها تحملت لتكمل عملها.

كان مهيمن يعمل بتركيز في ملفات قضيته الجديدة، ثم تذكر تعب زوجته أمس، ترك كل شىء، وأرسل أحد العساكر يجلب له طعام، ثم أرسل لها حتى تحضر لاياه، دلفت بابتسامتها التي لا تفارقها، لكن على قسمات وجهها الإعياء، قال بأهتمام: - أكيد لسه مفطرتيش.؟
اومأت برأسها، وهي تبعد الطعام بيدها، أمرها بضيق: - طيب، اتفضلي افطري.
وضعت يدها على بطنها، وهي تقول بتعب: - حياتى مش هقدر، معدتي تعباني.

نهض من على مقعده الجلدي، واضع يده على خصرها يجلسها على كرسي امامه، هاتفاً بقلق: - قلبي تعبتي تاني؟ كده مش هينفع لازم اوديكى للدكتور.
حاوطت يداها عنقه، قائله بنبرة حانية يكسوها التعب: - روحي ده تعب بسيط، هبقى كويسة.
- وترجيع طول الليل! لو سمحتي ممكن تبطلي عند ونروح للدكتور.
قال بنبرة حادة تحمل القلق، وضعت يدها على وجنتيه بمشاكسة: - حياتي متبقاش قلوق كده، أنا كويسة والله وهاكل كمان.

ظلت تأكل رغم عنها، كان يراقب حركتها بطرف خفي، محاولاً مصارعة القلق الذي تمكن منه، ويشعر إنها متعبة وغير قادرة، ضغط على أسنانه بسبب عنادها، تركت الطعام فجأة وركضت مسرعة إلى المرحاض الخاص بالمكتب، وأفرغت ما تناولته من قبل.
نهض فزعا ثم توجه خلفها أسندها وضمها بين ذارعيه، وأخذ يربت عليها، وهو يقول بقلق: - قلبى مالك؟

أخرجت كل ما بداخل معدتها مره ثانيه ورفعت يداها حتى تطمئنه بنبرة متقطعه: - روحي متقلقش، شكلي عندي برد جامد في معدتي.
غسل لها وجهها وهو يقول بحدة وقلق: - لا أنا قلقان، وهفضل قلقان، ومش هقدر أركز في حاجة غير لما أطمن عليكي، ممكن بقى أطمن عليكي.
أغمضت عيناها بتعب، ثم ارتمت بين ذراعيه لتسكن بينهما هامسة له: - احضني جامد، بحس في حضنك بالراحة والأمان، بحبك أووى يا روحي.

ضمها بشدة ورفع يده اليسرى يمسد على شعرها: - وأنا بقيت متيم بيكي.
سمع طرقات من الخارج، أبعدها بلطف، ثم قبلها على جبينها برقة، ثم قال بحزم: - ادخل.
دخل العسكري قائلا بعد تعظيم السلام: - اللواء بيقول لحضرتك في إجتماع مهم حالا.
- تمام، اتفضل أنت.
ذهب العسكري، ثم نظر لنايا وهو يلمس وجنتها بحنان: - هخلص الاجتماع ونروح نكشف.

امأت برأسها، ورسمت على شفتيها ابتسامة حب، وذهبا سويا وأيديهما متشابكة، أوصلها إلى مكتبها، ثم قال وهو يضع يده تحت ذقنها: - خلى بالك من نفسك.
ابتسمت برقة، وهزت رأسها بنعم، تركها وانصرف.
نادته بصوت رقيق هامس: - مهيمن.
ألتفت إليها، بدون أن يتفوه ببنت شفة،
فقامت بتقبيل كف يدها، ثم أرسلتها لأياه في الهواء.

عض شفته السفلى مع ابتسامة خافيه، وعلى الفور رحل مسرعاً، قبل أن ينسى العالم من حوله ويفقد عقله. بقى في الأجتماع أربع ساعات، وعلم أن لديه مأمورية، قام بمهاتفتها، مردد بأسف: - عندي طلعة، هطلبلك تاكسي يوصلك.
أخبرته بقلق ظاهر: - متقلقش عليا، خلي بالك من نفسك، وحياتي عندك يا مهيمن.
- اطمني يا قلبي، أنا هحافظ على نفسي من الهوا، لأن مش هسامح نفسي لو زعلتي لحظة بسببي.

تجمعت عبراتها داخل عينيها ولم تأذن لها بالنزول، فهي لا تحب أن يتذكر صوتها الباكي، ردت بصوت متلعثم: - لا اله الا الله.
- محمد رسول الله.
أغلقت معه وظلت تناجي ربها أن يرده إليها سالماً.

قام فادي بتوصيل نايا بسيارته، لتتساءل نايا: - أخبار دندونة ايه؟
مع ذكر اسم زوجته تذكر مزاجها المتقلب، لم يفهم لماذا أصبحت هكذا.؟! هل السبب حملها حقا؟ أم جنان من نوع خاص؟ فهتف وبداخل صدره ضيق: - بصى يا نايا، أنا واثق إن دانية بتحبني، بس هي كل ما ميعاد الولادة يقرب بتتوتر، وغير الاكتئاب اللي عندها باستمرار.

تمتمت بداخلها من صديقتها؛ التي أصبحت متقلبة المزاج، ولم يعد أحدا قادرا على فهمها: - نفسي أعرف البت دي بقى مالها، بقت حاجة مستفزة.
ثم أخبرته وهي تصبره: - معلش يا فادي، أول ما هتولد هترجع دانية الشعنونه من تاني.
كتم أنفاسه ثواني، ثم اطلق صراحها وهو يردف بحزن على حاله: - تتخيلي وصل بيها الحال أنها متكلمنيش.
هتفت مبررة له تصرفاتها: - ممكن خايفه من الولادة.
- يارب تولد ونخلص من ام الاكتئاب ده.

قالها وهو يضرب مقود القيادة بستشاطة.

يجلس شادي في المشفى قلبه مشغول بعصفورته، لقد وصل بهما الحال أنه مهما يفعل من أجلها، يرى في عيناها نظرات عدم الرضا، فلو كان بيده لوهب لها العالم بأكمله، لكن ماذا يفعل أمام حكمة الله عز وجل وإرادته؟ قاطع تفكيره صوت دقات هاتفه، تناوله بإهمال، ثم نظر إليه بتعب، فوجده رقم طبيب المادليف، قال بنبرة هادئة متفائلة عندما ضغط زر الأجابة: - دوك أخبارك؟

أجابه بنبرة حزينة وهو ينزع نظارته الطبيه: - الحمدلله، عامل ايه أنت؟
- تمام، أخبار المدام ايه؟
اخذ نفس عميق ثم زفره بقوة كان هواء أنفاسه شديدة السخونة، لو لامست أحد، لتسببت له حروق من الدرجة الثالثة من شدة حرارتها، قال بأقتضاب: - صحتها كويسة، بس نفسيتها تعبانة، مع إنها مش بتحب تبينلي.
- ليه نفسيتها تعبانة؟ عشان يعني البيبي اللى فقدته!؟

سهام انطلقت حتى تمكنت داخل قلبه في الحال عقب كلام صديقه، بدون رحمة تغلغلت فيه، رد بنبرة يكسوها ألم وحزن: - اه.
قال صديقه بتفاؤل وعملية: - ما إحنا عندنا بويضات ليها جمدناها، لما أخدنا منها عينة عشان التحاليل.
ضرب بيده على رأسه، وردد بتذكر: - ده أنا كمان ماشيلتش المبيض، يعنى لو في أى حاجة في العينة اللي معاك، المبيض الأصلي موجودة.
- كده أفضل كمان، في أي وقت تحب تعمل التلقيح، تعالى ناخد منك عينة.

عند هذه اللحظة الفرحة كست قلبه بالكامل، لكنه تذكر أنه يوجد مشكلة أكبر: - بس هيبقى فيه مشكلة، الرحم؟!
أجابة بثقة وببساطة: - بسيطة ممكن نأجر أي رحم.
عبس وجهه من جديد، وتوغل داخل قلبه ليقول بنبره حزينة: - التأجير في الإسلام حرام.

فكيف يغضب ربه، حتى يسعد زوجته ووردة حياته، فهو يخاف الله ويحبه أكثر من أى شىء، قال الطبيب مؤكدا أنه لا يفهم بالشريعة الإسلامية: - شادي أنا معرفش أوى في موضوع الدين، بس أنا تحت أمرك في أي وقت.
بلع ريقه بغصة: - شكرا جدا ليك...
يا له من حظ يعطيه الأمل في ثانية، ثم يتبخر مع أول هبة ريح.
فقال الطبيب بقلة حيلة: - مافيش داعي للشكر.

أغلق شادي الهاتف، يشعر بصداع داخل رأسه يكاد أن ينفجر، فكيف يعطي لنفسه فرصة يفكر في هذا الموضوع من جديد؟ أمسك رأسه بقوة، فهو عاجز ولم يعرف كيف يتصرف مع زوجته حتى يسعدها؟ حاول مرارا أن يبعد كل التفكير والصراع الداخلي، الذي يكاد يوصله لمشفى الأمراض العقلية. نهض يمر على الحالات الذي يعالجها ويعطيها طاقة إيجابية، الطاقة التي فشل في بثها داخل زوجته. دلف عند رجل كبير في السن، أهلكه المرض، وجهه يملأه التجاعيد، ثم رسم على ثغره ابتسامة عملية، لكن العجوز بادله بابتسامة حنونة فيها معاني من الصبر تكتب في أساطير، كان يملك ابتسامة صافية تشفي كل جراح القلوب. بدأ يكشف على جرح العملية، فقال بابتسامة: - شيخ إبراهيم يا طيب، بقيت أحسن الحمدلله.

رد عليه بصوته الدافئ، الذي يحمل معاناته مع المرض، لكنه راضي بكل ما ابتلاه به المولى: - البركة فيك يا ولدي.
- صحتك بقت زي الحصان وهتخرج النهاردة.
- ربنا يبارك في صحتك، ويراضيك دنيا و آخرة.
- اللهم أمين يا راجل يا طيب، أوعى تنساني من دعواتك.
- هدعيلك في كل وقت، ربنا ينولك كل اللى في بالك.
- اللهم أمين.

قالها وهو يضع كف يده على كتف الرجل مربت عليه، ثم رحل و هو يناجي ربه، أن يتقبل كلماته، ثم دخل غرفة أخرى بها أنسة صغيره تبلغ من العمر 24 عاما، الأجهزة في كل مكان بجسدها، قال بابتسامة: - سنيوريتا عاملة ايه،؟
تردف وئام بدموع يأس وألم، بسبب معاناتها مع كسور جسدها شهوراً: - أنا مش قادرة تعبت.
جلس على المقعد بجانبها وقال بأمل: - وئام لازم يكون عندك عزيمة عشان نقدر نعدى المرحلة دى.

- دكتور شادي أنا واقعة من الدور الخامس، يعنى مفيش مكان فيا سليم.
أمسك يدها وربت عليها: - خلى عندك ثقة في الله وفيا، إحنا مع بعض هنعدي المرحلة دى.
تبتسم برغم تعبها: - ربنا يجازيك خير على اللى بتعمله معايا. صمتت ثواني وقالت بكسوف: - ممكن اسألك سؤال؟
- طبعا اتفضلي.
- عينك حزينة أووي، برغم كل الأمل اللى بتديهولي، ليه كده؟

كلامها طعن قلبه بخنجر مسموم، تذكر كل همومه، أخذ نفسا عميق ثم نهض عازم على الرحيل، وقال بجدية: - متشغليش بالك، حاجة بسيطة.
- شكلها مش بسيطة، ممكن تحكيلي،؟
نظر لساعته، ثم قال بتهرب: - حاليا أنا عندي مرور، المرة الجاية هقولك.
استعد للرحيل، لكن صوتها أوقفه بقول: - أعتبره وعد؟
أومأ رأسه لها بالموافقة وهو يبتسم ذاهباً يكمل مروره على المرضى.

يدخل فادي منزله بعد عمل شاق ومجهد، وجد دانيه تجوب الغرفة اياباً وذهابأ، دعى ربه أن اليوم ينصرف بدون نكدها، لأنه ليس لديه اي طاقة لاهدارها، فقال متسائلا: - خير يا دانية؟
ردت بتعب، وهي تمسك بطنها من اسفلها: - تعبانه يا فادي.
- يا عيوني لازم نروح للدكتور.
- ما إحنا كنا هناك من يومين وقال لسة بدري.
رد عليها بهدوء، برغم عصبيتها في حديثها: - امال الإحساس بالتعب ده إيه؟

ثم يمسك يدها ليجلسها، ردت عليه بحدة: - زي ما قالت ماما تفاسيح.
- تمام براحتك يا دانية.
قالها وهو يمشى من أمامها، فتهرول مقتربه إليه متفوه بترجي: - ادعيلي يا فادي، أنا خايفة اووى، وكل ما تقرب ميعاد الولادة قلبي يتقبض، والله مش ببالغ أنا فعلا قلبي بيتنفض كل ما الولادة تقرب.
يضمها لاحضانه حتى تهدأ وهتف بجانب اذنها: - متقلقيش، الدكتور اللي متابع حالتك، مأكد إنك أنتي والبيبي زي الفل.
- بجد.
- تخيلي.

- أمال مالي...
- كل اللي أقدر اقوله، ربنا يعدي الأيام على خير.
ثم اخذها على الفراش يجلسها، ثم مسد على شعرها: - ممكن بقى تبطلي القلق الأوفر ده؟
صمتت ولم ترد، ولكنها اكتفت بأن سكنت احضانه ونامت على الفور.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة