قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل السادس

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل السادس

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل السادس

أبتلعت ريقها بتوجس و من ثم أستدارت ببطئ لتواجه ذلك الضخم، صرخت فجأة بأعلي صوت لديها:
- ليث..!
أقترب منها ذلك الرجل قائلاً بخبث:
- هيا حلوتي، فلتأتي معي بهدوء سنستمتع قليلاً فقط!
هزت رأسها للجانبين و من ثم أقتربت منه بسرعة محاولة لكمه لكن جسدها الضئيل لم يسعادها أمام بنيته الضخمة، كبلها جيداً و رفعها من علي الأرض ل تتلوي بين ذراعيه بشراسة لكنها لم تفلح من الفكاك منه!

زمجرت بغضب و قد طفح بها الكيل لتضربه بقدمها في معدته بقوة، تأوهه ذلك الرجل و هو ينحني مفلتاً إياها لتنهض هي سريعاً محاولة الركض لكنه كان الأسرع حينما هوي بالمسدس علي مؤخرة رأسها!
ترنحت قليلاً و قد أصبحت نظراتها ناعسة، ظهر ليث من العدم ليلتقفها بين أحضانه و كان هذا أخر ما رآته قبل أن تسمع صوت تلك الرصاصة المدوية!

بمنزل رامي و مريم
جلست راوية بجانب بناتها الثلاثة علي الأريكة الكبيرة و هي تطلع للمكان بنظرات شاملة حادة، مصمصت سُمية فمها و هي تقول:
- شوفتي يا ماما، راح جاب للمحروسة شقة شرحة إزاي في برج و في كمباوند؟!
= أنتي هتسكوتي ليها يا ماما و لا أية، لأ أنتي لازم تفهميها كويس أنك تيجي هنا زي ما انتي عايزة و أن البيت بيتك قبل ما يكون بيتها!
قالتها سهير بخبث بائن بينما هتفت أخري بتأفف:.

- أنتوا مش هتبطلوا أسلوبكوا دا، مش كفاية مورينها الويل!
لكزتها أمها بقوة في كتفها وهي تقول:
- بس يا بت يا خايبة أنتي. أسكتي شوية!
جاءت مريم بإبتسامة صفراء و هي تحمل صينيه مشروبات، قدمت لكل واحدة كوبها و من ثم جلست ليأتي رامي في تلك اللحظة من الداخل، جلس بجانب زوجته و قال بإبتسامه واسعة:
- منوره يا ماما!
= طبعاً يا حبيبي هكون منورة أومال حد تاني؟!

و ألقت نظرة إزدراء علي مريم التي كانت تتحكم بأعصابها بصعوبة!
تحدثوا في شتي الأمور إلي أن قالت راوية بمكر:
- بس حلوة الشقة، أبقي أجي أقعد معاك أسبوعين و لا حاجة!
جحظت أعين مريم بصدمة لتقول سُمية بتهكم:
- أية يا مريم في حاجة يا حبيبتي؟!
جزت مريم علي أسنانها و هي تقول:
- لا مفيش!

بعد وقت ليس بقصير أنصرفوا عائدين إلي منازلهم، أغلق رامي الباب خلفهم بعدما ودعهم ما أن أستدار حتي رأي مريم أمامه تكاد أن تطلق ناراً من فمها، صرخت مريم بحنق:
- شوفت، شوفت أمك و أخواتك عمالين يلقحوا عليا بالكلام و يرزلوا إزاي؟!
زفر رامي و هو يمسح علي وجهه و من ثم قال:
- أعمل أية يعني يا مريم دول أهلي!
= أهلك علي عيني و علي راسي يا رامي لما يحترموا أنهم في بيتي لكن غير كدا لأ!
- قصدك أية يا مريم؟!

= يعني لما الست والدتك تشرف هي و أخواتك، أسفة أنا مش هبقي موجودة في القعدة عشان أنا زهقت بجد، الباب اللي يجيك منه الريح سده و أستريح!
و من ثم تركته متجهه لغرفتها و هي تنعي حظها العثر..!
نعم رامي حنون جداً و هادئ و أيضاً كريم لكنه عند عائلته يصبح ك الطفل الصغير، هو لا يخاف منهم لكنه لا يريد أن تحزن منه والدته أبداً، فمهما كانت إمرأة سيئة لكنها تبقي أمه التي أنجبته!

تمددت علي السرير بعدما أبدلت ملابسها بأخري مريحة أكثر، أغمضت عينيها و تنهدت بعمق لتجد رامي يتمدد بجانبها..!
أعطته ظهرها لتشعر به يحتضن خصرها و هو يقول بهمس:
- مريم، حبيبتي متزعليش!
لم يجد رد ليبتسم بخبث و هو يقول:
- تؤتؤتؤ، مينفعش كدا علي فكرة ؛ أنتي مش ملاحظة أنك بقالك أسبوع عند أهلك؟!
ألتفت له بحدة و هي تقول بغيظ:
- لو سمحت سيبني في المصيبة التانية!
أحتضنها أكثر و هو يقول:
- أية يا حياتي؟!
= رُسل!

أنتفض و هو يقول بفزع:
- أعوذ بالله يا شيخة، ما تفتكريلنا حاجة عدلة!
نظرت له بغيظ قبل أن تضربه بالوسادة ليقهقه هو بمرح قبل أن يضمها له بعشق جارف، فهي حبيبته التي سعي خلفها لمدة أربعة أعوام طوال..!

فتحت عينيها ببطئ لتجد الرؤية مشوشة، رمشت عدة مرات حتي عادت الرؤية كما هي لتجد وجه ليث أمامها، آنت بضعف و هي تضع كف يدها علي مؤخرة رأسها، قال ليث بجمود:
- حمدلله علي سلامتك!
ثم نهض لتناظره هي بدهشة، تحسست ذلك الرباط الذي يحيط رأسها و قد بدأت تتذكر ما حدث رويداً رويداً..
نهضت ببطئ و هي تمسك برأسها بقوة، فذلك الصداع الفتاك يكاد أن يودي بها!

وصلت بأعجوبة للباب ل تفتحته ببطئ و هي تبحث بعينيها عن ليث لكنها لم تجده!
أغمضت عيناها بيأس و من ثم دلفت للكوخ مرة أخري، جلست علي السرير واضعه راحتيها عليه و هي تفكر بذلك الغامض الوسيم..!

مر أسبوع كانت به الأوضاع مستقرة لدي الجميع ما عدا حميدة التي يتأكل قلبها علي فلذة كبدها رُسل، فهي لم تحدثها إلا بعض الثواني و كان مضمونها أن لا تقلق لأن المكان التي تمكث لا يوجد به شبكة جيدة..
لكنها لم تقتنع ؛ فقلبها يشعر أن هناك شئ ما ببكريتها!

- و الله كان نفسي أنهار بس أي ضونط ها? تايم!
قالتها رُسل بإبتسامة سمجة و هي تحدق ب ليث، ضيقت عيناها و هي تكمل بغيظ:
- مش كفاية أن أنا اللي عامله الأكل لأ و حضرتك تيجي تقولي مش حلو!
تشدق بهدوء:
- مش هي دي الحقيقة!
فركت جبينها و هي تقول بحنق:
- و الله لو قتلته و قطعته حتت ما هيبقي حرام!
= بتقولي حاجة؟!
- مبقولش!
نظر اها مطولاً قبل أن يقول:
- بس حلو السويت شيرت دا!
ضحكت ببلاهه قائلة:
- اه ما هو بتاعك!

نظر لها بملل لتنفخ هي بسأم، صاحت بحنق:
- طب أتكلم معايا طيب ؛ أنا أقسم بالله حاسة أني هفرقع من الفراغ دا!
= بصراحة كان في سؤال عايز أسألهولك من زمان!
فتحت عيناها و هي تقول بسعادة:
- بجد، لا دا أنا أقعد بقاا!
و جلست بجانبه ليراقبها بدهشة، قالت و هي تضع يدها أمام وجهها:
- أنا عارفة أنت هتسأل في أية بس عموماً أنا مش مرتبطة!
= بس مش دا السؤال لأني متأكد أن مفيش حد هيبصلك أصلاً!

جحظت عيناها بصدمة لكنها سرعان ما ضيقتها و هي تبرم شفتيها، صاحت بغيظ:
- لا يا حبيبي لا يا بابا، دا أنا شباب المهندسين و المعادي بيجروا ورايا، دا أنا لو قولت يا أرتباط ألاقي طوابير طوابير واقفة ؛ هو حد يلاقي زيّ أصلاً ؛ حضرتك أنا فول أوبشن!
= أممممم هديتي و لا لسة؟!
- هيييييييح، أتكلم بس حاول تقلل من عدد الطوب!
= هو أنتي تافهه و هبلة كدا طبيعي؟!
- لا قيصري!

قالتها و هي تنفجر بالضحك، ضربت ليث بمنكبه و هي تكاد تتنفس لترتسم إبتسامة جانبيه علي شفتيه، قالت و هي تلوح بيدها و مازلت نوبة الضحك منتباها:
- يا لهوي عليكي يا بت يا رُسل دمك عسل، شربااات!
لاحظت إبتسامته التي زادته وسامه لتبتسم هي الأخري بإتساع و هي لا تعلم أن ذلك البرعم الصغير الذي بقلبها بدأ أن يكبر و يتفتح!

كانت تقف بسيارة رسل منتظره عبور السيارات التي أمامها في اللجنة، عندما جاء دورها نظر لها الشرطي قليلاً قبل أن يقول:
- الرخص يا آنسة!
رمشت عدة مرات فهو قد جعل السيارات التي أمامها تمر دون أن يري أي رخص منهم!
أعطته رخصة القيادة خاصتها ليتفحصها و من ثم يتشدق:
- رخصة العربية كمان لو سمحتي!

زفرت بملل و لتمد يدها في مكان رخصة السيارة حتي تأخذها لكنها لم تجدها، توترت قليلاً و ظلت تبحث عنها لكنها لم تجدها، نظرت للشرطي بتوتر و هي تقول:
- أحم، مش معايا!
هز رأسه و هو يقول:
- تمام، أركنيلي بقاا هناك عقبال ما الباشا يشوف هيعمل أية معاكي!
قالت بملامح مترجية:
- لو سمحت و الله دي أصلاً مش عربيتي دي عربية أختي و..
صاح بجمود:
- أركني يا آنسة هناك!

نفخت بضيق و من ثم سارت بالسيارة قليلاً حتي صفتها جانباً و من ثم ترجلت منها، أستندت عليها مكتفه ذراعيها أمام صدرها، أنتظرت قليلاً ليأتي أحدهم لكن لم يأت، أمسكت بهاتفها محاولة مهاتفه رسل من ذلك الرقم التي أتصلت منه عليهم حتي تعلم مكان الرخصة لكن لا رد!
تزمرت و هي تقول:
- حرام و الله، أتصل بمين دلوقت يا ربي!
خطر ببالها رامي لكن المسافة بعيدة جداً عليه فهي علي حدود منطقة الساحل الشمالي..!

لمست عدة لمسات علي شاشة الهاتف لتأتي برقم عمتها حتي تتصل بها، وضعت الهاتف علي أذنيها تنتظر الرد و ما أن فُتح الخط حتي وجدت من يسحب الهاتف من علي أذنها و يغلق الخط!
نظرت لكف يدها الذي مازال علي وضعية إمساك الهاتف و من ثم نظرت لذلك الذي سحبه منها لتتسع عيناها حينها بدهشة و صدمة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة