قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الخامس عشر

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الخامس عشر

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الخامس عشر

بعد مرور شهرين
كانوا في تلك الفترة رُسل و مرام و مريم يمكثون في منزل ناريمان و طاهر ب مصر، كما كانت ناريمان موجودة بتلك الفترة معهن بينما سافروا أولادها للولايات المتحدة الأمريكية حتي يباشروا عملهم و ينهي عمار إمتحاناته، بينما رامي يحاول جاهداً أن يقنع مريم بالعدول عن قرارها لكنها تأبي عن ذلك..!

كانت رُسل تجلس هي و شقيقاتها في غرفتها و هي تضمهم بحماية، قالت لمريم بوجوم:
- مريم، مش شايفة أنك تقلتي العيار علي رامي!
تمتمت مريم بحزن:
- مش قادرة يا رُسل أسامحه!
هتفت مرام بدفاع:.

- بس هو معملش حاجة يا مريم، رُسل قبل كدا أتشرطت عليه و قالت يجبلك شقة بعيد عن أهله و وافق عشان بيحبك لكن واحد تاني كان شدك وراه زي البهيمة و قال مطرح ما أقعد مراتي تقعد معايا، بعدك عنهم لكن هما ربنا يسامحهم عملوا اللي عملوه و هو مكانش ليه دخل!
قاطع حديثهم ذلك الطرق الذي علي الباب و من ثم فتحه ليظهر عمار بطلته المشاكسة، صرخن من فرط الحماسة ليقول عمار و هو يزم شفتيه و يلوح بيديه:.

- ملعون الشهره، و الله تامر حسني في نفسي!
ثم أخذ يقفز و هو يقول بمرح و يشير لهم:
- أكتر حاجة بحبها فيكي هي دي أه هي دي طووووولة لساااانك!
قفزن الفتيات من علي الفراش متجهين له، عانقوه كلاً من مريم و مرام و ما أن أبتعدوا عنه حتي هتف بمرح:
- سولي الحتة الجوانيه!
ضحكت بخفوت ثم عانقته بقوة و هي تقول بهمس:
- وحشتني أوي يا عمار!
= و بابا موحشكيش يا رُسل!

نظرت رُسل ل عزت الذي يقف مستنداً علي إطار الباب لتقول بجمود:
- أهلاً يا عزت بيه!
هز رأسه بعدم رضا لتعانقه مريم و معها مرام قائلة بحب:
- حمدلله علي السلامة يا بابا!
ضيقت رُسل عينيها بحزن فهي كانت تريد أن تكون رده فعلها مثل شقيقاتها عندما عرفن بأن والدهن علي قيد الحياة، فحينها سعدوا كثيراً و تلهفوا للقاءه، ف رجوع عزت خفف عنهم و لو قليلاً من رحيل حميدة!

خرجن من الغرفة ليجدوا كلاً من إياد و ليث يجلسان مع ناريمان، ما أن أبصر إياد مرام حتي هب من مجلسه، أقترب منها و هو يطالعها بنظرات عشق خالصة ليبتسم حينها عزت و يتركها، حدجته مرام بخجل ليسارع هو بإحتضانها بإشتياق أمام الجميع دون خجل!

أبتسمت رُسل ببهوت ثم نظرت ل ليث لتجده ينظر لها بجمود، أبتلعت غصة مريرة بحلقها ثم أقتربت من عمار أكثر كأنها تحتمي به، لاحظ عمار حركتها تلك و حزنها ليميل عليها قائلاً بمرح حتي يخفف عنها:
- أنا في الخدمة برضو يا سولي، لو عايزة تتحضني إتس أوكي يا بيبي!
طالعته بغيظ و هي تقول:
- أخرس يا قليل الأدب!

قهقه بمرح ثم حاوط كتفيها بحب غير واعياً لنظرات ليث التي تكاد أن تحرقهما سوياً، بعد فترة تفرقوا ليبقي فقط عزت و مريم و ناريمان في صالة الإستقبال بينما خرج إياد و معه مرام للحديقة الخلفية، أما رُسل و ليث فقد ذهبا كلاً منهما لغرفته..!
كان يجلس في غرفته بهدوء إلي أن سمع صوت طرق الباب تبعه دخول رُسل، قالت بهدوء:
- ممكن أتكلم معاك شوية!
نظر لها قليلاً قبل أن يجيب:
- طبعاً!

جلست علي أحد المقاعد المقابلة للأريكة التي يتمدد عليها، قالت بجمود:
- طلقني يا ليث!
قطب جبينه ثم أعتدل قائلاً بحزم:
- أسبابك!
هتفت بنبرة يشوبها الألم:
- أنا متعودتش أبقي عبء علي حد و لا عمري هكون، ف لو سمحت تتطلقني بهدوء عشان في ظروف زي ظروف جوازنا دي مينفعش نكمل!
صمت قليلاً ثم أردف:
- بعد ما تطلقي هتعملي أية يعني؟!

- هرجع شغلي و أعيش حياتي عادي كمان يمكن ألاقي واحد قلبه يدق ليا و قلبي يدق له و أكمل معاه بقيت حياتي!
= طلبك مرفوض!
قالها ببرود و هو يمدد جسده مرة أخري علي الأريكة، أشتعلت عيناها بتحدي لتنهض قائلة بحنق و هي تدنو منه:
- أية طلبك مرفوض دي، هو أنا موظفة عندك و جاية أقدم علي أجازة علشان تقولي طلبك مرفوض؟!
أجاب بإستفزاز:.

- شئ من هذا القبيل، و بعد كدا يا محترمة لما تكوني قاعدة مع جوزك متقوليش واحد قلبه يدق ليا و قلبي يدق له، أنا عدتها المرادي بمزاجي لكن بعد كدا لأ!
قبضت علي كفيها، صرخت بغضب:
- لأ متعديهاش عشان بصراحة أنا جبانة و بخاف!
= في أية صوتكم جايب لآخر الشارع!
صاحت بها ناريمان بصرامة و هي تتقدم لداخل الغرفة، قال ليث بهدوء نسبي:
- مفيش كنت بتناقش أنا و رُسل في موضوع!
تشدقت ناريمان بصرامة:.

- كدا بتتناقشوا أومال لو كنتوا بتتخانقوا كنت عملتوا أية؟!
نظرت له بغضب ليبادلها بنظرة برود، قالت ناريمان بحزم:
- تعالي يا رُسل معايا!
ثم خرجت من الغرفة لتتبعها رُسل بضيق..
أغلقت باب غرفتها عليهما و من ثم جلست علي الفراش و جلست رُسل أمامها، قالت ناريمان بهدوء:
- عايزة تطلقي من ليث لية يا رُسل!
هتفت رُسل بنبرة متحشرجة:
- مش هقدر أكمل معاه و هو مغصوب عليا يا طنط!
= و مين قال كدا يا حبيبتي بس!

رددت بألم و قد تساقطت دموعها:
- أنا مش غبية يا طنط، أنتي شايفة إياد بسم الله مشاء الله عامل أية مع مرام، أول ما جه جري عليها يحضنها قدامنا كلنا من غير ما يتكسف أنه يعلن مشاعره، أنتي كنتي شايفة كام مرة بيكلمها في اليوم يطمن عليها..؟!
أكملت بمرارة:.

- ليث بيعمل أية يثبت و لو واحد في المية أنه باقي عليا و عايزني، قوليلي، طول الشهرين مرفعش عليا سماعة التليفون حتي يقولي عاملة أية، و أول ما رجع حتي مقاليش إزيك، بجد أن بتعب من الرومانسية الأو?ر دي!
قالت جملتها الأخيرة بسخرية و تبعها شهقة بكاء فلتت منها، ربتت ناريمان علي كتفها قائلة بحزن:
- خدي الطريق واحدة واحدة يا رُسل، ليث مش سهل أي واحدة تدخل قلبه، و عشان كدا أنتي لازم تتحركي من دلوقت!

مسحت دموعها و هي تقول بشكل مضحك:
- معلش يا طنط أبنك دا تلاجة و ما يقدر عليه إلا ربنا!
ضحكت ناريمان بخفوت ثم قالت بمكر:
- أول سلاح تشتغلي بيه هو الغيرة، أصل الأكلة ما تبقاش حلوة إلا بشوية شطة أو فلفل تشعللها!
قطبت جبينها بإهتمام لتكمل ناريمان بخبث أنثوي:.

- السلاح التاني بقا هو أنك تستخدمي أنوثتك، و مهما كان دا برضو راجل و هينخ و هوب لما يجي يقربلك تبعدي عنه بأي طريقه ساعتها بقاا يتأدب و يعرف أن الله حق، معلش يا رُسل أنتي هتتعبي شوية في الأول بس في الأخر هيجي بنتيجة، تمام يا قلبي؟!
أومأت لها بتفهم ثم أستأذنت منها لتذهب ل غرفتها!
فجراً
فتح باب غرفتها بفزع عندما وجد صرخاتها تتعالي، وجدها تنام و تتحرك بعنف كأنها في إحدي الكوابيس صارخة:.

- لأ ماما، ليث، بابا!
دنا منها ثم جلس بجانبها قائلاً بنبرة قلقة:
- رُسل، أصحي!
هزت رأسها للجانبين بعنف ليقوم ليث بلكزها و هو يردد إسمها لتشهق فجأة و هي تفتح أعينها بفزع، جلست علي السرير و هي تتنفس بإضطراب ليقوم ليث بمناولتها كوب من المياة، تجرعته بأيدي مرتعشة ثم أعطته إياه، وضع الكوب علي الكومود ثم أستدار إليها، قال بهدوء:
- أحسن دلوقت!
أومأت بتعب ليمد يده نحوها بتردد ثم ربت علي كتفها و هو يقول:.

- أتغطي كويس و نامي!
نهض حتي يغادر لكن صوتها الضعيف أوقفه و هي تقول بإنهاك:
- ممكن تنام جنبي النهاردة بس عشان خايفة؟!
تجمد مكانه لدقائق لتقفد رُسل الأمل و تقوم بالتمدد علي السرير بخيبة أمل، ما لبست حتي شعرت به يندس تحت الغطاء ثم يقوم بتغطيتها جيداً و يتمدد بجانبها، أبتسمت بإتساع ثم أغمضت عينيها مستسلمة لسلطان النوم..

زفر بإنهاك ثم أغمض عينيه حتي ينام لكنه ما لبس حتي فتح عينيه علي وسعهما و هو يشعر ب رُسل تندس بين أحضانه واضعه رأسها علي صدره العريض الصلب!
أبتسم بخفة ثم قام بإحتضان خصرها و نام هو الأخر ب سلام...
صباحاً
فتحت عينيها ببطئ لتجد نفسها تنام بين أحضان ليث الذي يدفن وجهه بتجويف عنقها، أتسعت عيناها بصدمة و هي تبتلع ريقها، ف كيف و متي جاء ليث لينام معها؟!

ما لبست حتي ابتسمت بحنان و هي تمرر يدها علي خصلاته البندقيه الغزيره، أبتعدت عنه قليلاً حتي أصبح وجهها مقابلاً لوجهه، تحسست وجهه المرتخي بأناملها و هي مبتسمه، طبعت قبله رقيقة علي جانب فكه العريض ثم أزاحت ذراعه من عليها ببطئ، أستقامت بوقفتها و من ثم ذهبت للحمام حتي تغتسل و قد قررت البدأ بخطة ناريمان من الآن!

فتح عيناه فجأة بحدة عندما سمع صوت غلق الباب الخافت، أعتدل سريعاً جالساً علي السرير و هو يزفر بضيق، ف تلك الفتاة بحركاتها التلقائية تثير داخله أشياء غريبة لم يعيشها إلا مع حوريته!
مسح علي شعره بقوة و هو يتنهد بعمق ثم نهض متجههاً لغرفته، أغلق الباب خلفه بعنف لتطل بعدها بثواني رُسل من خلف باب المرحاض، أبتسمت بمكر، تشدقت بخبث:
- أشرب يا معلم!

فهي كانت تعلم أنه مستيقظ و الفضل لتنفسه السريع الذي نبئها، دلفت مرة أخري للمرحاض حتي تكمل أغتسالها التي لم تبدأه بعد..!

يجلس في شقته يدخن سيجارته بشراهه و هو ينظر لتلك التي تنام علي فراشه، لا يسترها سوي ذلك الشرشف الأبيض، صاح بقوة:
- أنتي يا بت، فوقي!
فتحت عينيها بتثاقل ثم أمالت رأسها نحوه تناظره بنظرات ناعسة، تمطأت بذراعيه قائلة بإبتسامة ثقيلة:
- صباح الخير يا بيبي!
صرخ صهيب بغضب:
- قومي يا ***** يلا!
أنتفضت بفزغ قائلة:
- في أية بس يا صهيب؟!
أنتصب بوقفته متوجههاً إليها، أمسك خصلاتها بعنف و هو يقول:.

- أمشي من هنا مش طايق أشوف وشك!
أومأت له الفتاة بفزع ثم بدأت بإرتداء ملابسها بسرعة، أخذت حاجيتها و خرجت ليتهاوي صهيب علي الفراش و هو يقول بحنق:
- أتجوزتي، أتجوزتي يا مرام؟!
ضرب الفراش بقبضته و هو يكمل بغضب أعمي:
- بس علي جثتي أخلي ال *** دا يتهني بيكي و لو للحظة، مرام بتاعتي أنا و بس!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة