قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العشرون

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العشرون

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العشرون

خرج بعيناه الحاملة لقسوة تكفى لقرون، خرج ولونهم يُحتج فيرعب النفوس..
أقترب منها وهى بعالم حفر بالشرود والأفكار ليجذب جاكيته قائلا وعيناه تأبى التطلع لها: هنرجع البيت
افاقت من شرودها على صوته فقالت بستغراب: دلوقتى! ليه؟
لم يجيبها ووضع المال على الطاولة ثم جذبها قائلا بصوتٍ مخيف: لما نروح هتعرفي
وبالفعل لحقت به بستغراب ودهشة على تغيره المفاجئ فشغلها الفكر عن ما حدث ليجعله جاف معها هكذا!.

بقصر نعمان
كان العمل بجهداً كبير أستعداد للغد المحفل بزفاف فراس ومحمود، لم تكن تعى ما يحدث حولها كل ما تعلمه أنها سعيدة بأنها ستصبح ملكه...
على الجهة الأخرى، كانت هناك إستعدادت أخرى ولكن للفتك من تلك العائلة فكانت تضع خطة ناجحة بكل المقايس لا تعلم بأن من عاونها على وضعها هو الغول!..
إبتسم الحارس الخائن بأعجاب: وبكدا لما يزيد يشوفهم فى سريره وفى الوضع دا هنعتبر نهايتهم بسلاحه مؤاكدة.

تعالت ضحكات نوال بتأكيد: الا عملناه فى الأيام الا فاتت شغل الشك فى دماغ يزيد لو كنا نفذنا الخطة الكبيرة كدا من غير ما نثير شكوكه مكنش هيقدر يصدق الا بيحصل أدامه والخطة كان وارد تفشل لكن المرادي مفيش شيء هيخليها متنجحش
لمعت عيناه بشعلة الأنتقام والنصر ولكن لم تعلم بمن يضعها بأولى خطته القاضية..

بغرفة يزيد..
كان يستند بجسده على الشرفة، عيناه مثبتة على نقطة الفراغ بتفكير يسرى بداخله، أقتربت منه بخطوات مرتبكة ودمع يلمع بعيناها ولكنها أكملت طريقها فلن تدعى الكبر والغرور يحول بينها وبين العشق المختار..

وقفت أمام عيناه لينتبه لوجودها فساد الصمت دقائق تتأمله بها ويتأملها هو فهوت دمعة من عيناها وهى تتأمل عينٍ جعلت قلبها ينبض بالهوس والجنون، رفع يديه يزيح دموعها ونظرات الأندهاش تفترس ملامحها ليخرج صوتها المنكسر بحيرة: صعب أفهمك!
إبتسم إبتسامته الجانبية المثيرة قائلا بغرور مصطنع: ولا حد يعرف يفهمنى.

لم تتبدل ملامحها فقط تتأمله بصمت وأهتمام، زفر يزيد بحزن وهو يجذبها لأحضانه قائلا بنبرة عاشقة: مش مهم تفهميني الأهم أنك تتأكدي أنى بموت فيكِ
خرجت من أحضانه قائلة بدموع: حتى دي بقيت صعبة عليا أفهمها
وتركته وخرجت من الغرفة سريعاً ليقبض على معصمه بقوة وتوعد لمن تسببت بتلك الفجوات...

بمنزل تقى...
دلفت للداخل بأرتباك من مظهره المريب فأغلق باب المنزل بقوة كادت أن تحطمه..
أقتربت منه بخوف: فى أيه يا سيف؟!
أقترب ليكون أمام عيناها يتأملها بصمت أنهى بصفعة قوية هوت على أثرها أرضاً...
صدمة، زهول، خوف، تلك الهواجس حاربتها بعنف وهى تطلع له بصمت
أنحنى سيف ليكون مقابلا لها فخرج صوته الثابت بنجاح: متأكدة أن سامي مكنش يعرف بحبك ليا؟

إبتلعت ريقها بخوفٍ لا مثيل له فجلس أرضاً مستنداً على الحائط بحزن وعين تلتهبها القسوة والجفاء، أقتربت منه سريعاً والدموع تغزو وجهها ليخرج صوتها المتقطع: سيف أنا عملت المستحيل عشان أقدر أكون فى العلاقة دي بس صدقنى معرفتش أرغم قلبي
رفع عيناه القاتمة قائلا بصوتٍ جمهوري: أنتِ كدبتى عليا!
قاطعته بدموع: غصب عنى لأنى بحبك.

تعالت ضحكاته الغامضة ليخرج صوته الحاد: تفتكري أنى غبي لدرجة أنك تخدعينى مرتين!، ولا أنك تحاولى تخبي عليا أنك السبب ورا موت أخويا..
صدمة جعلتها متصنمه مما تستمع إليه فرمقها قائلا بسخرية: كنتِ فاكرة أنى مش هعرف! أنتِ غبية أوى يا تقى
خرج صوتها الباكي: أيه الكلام دا يا سيف؟!

جذبها لتلتقى بلعنة عيناه قائلا بصوت مميت: الأحلام الا رجعتى تحلميها من جديد بجوازي منك هحطمها كلها أوعدك أنك هتشوفى أسود أيام حياتك على أيدى أنا الأهبل الا أستغفلتيه وخالتيه يحبك
تطلعت له بسعادة مكبوته بصدمة فأجابها بسخرية: أيوا للاسف كنت حبيتك بس دلوقتى خلاص يا تقى كل الا بنيته هيتهد فوق دماغك..
وتركها وتوجه للخروج فأسرعت خلفه بدموع غزيرة قائلة برجاء: لا يا سيف متسبنيش.

أغلق باب المنزل بقوة بعدما رحل كأنه يعلن لها أنغلاق ذاك القلب لتعلم بأن القادم سيكون محفولا لها...

بقصر نعمان...
تعالت ضحكات الجميع على طاولة الطعام الطويلة وهم يتبادلان الحديث المرح بعدما أجتمع مراد الجندي بالجميع لحضور زفاف رفيقه غداً..
خطفت شاهندة بعض النظرات المرسومة بالغضب له فكان يتأملها بمكر وغرور من تنفيذ مخططه..
أما على بعد ليس بكبير كانت تقام خطتها لتكون الخطوة لأخر الدرج لخطة الغد الذي ستفتك بيزيد ومالك وتمحى الأخوة التى جعلتهم لها صعب المنال...
بالداخل.

إبتسم يزيد قائلا بخبث: عندك حق يا مراد فراس تحسه فى شيء من الجنون
قاطعه مالك بمكر: وعشان كدا أنا بفكر أننا نلغى الجوازة دي بدل ما نلاقى شاهندة فى العباسية
خرج صوته الحاد قائلا بغضب: مش حابب تضيف حاجة يا أستاذ مراد
أرتشف العصير بتلذذ عن تعمد ليثير جنون فراس ليخرج صوته الثابت: هما ضافوا كل حاجة
رمقه بنظرة مميته ليجيب بخوف مصطنع: شيل الكلمتين دول يا مالك أنا لسه داخل دنيا ومش حابب أخرج منها.

تعالت ضحكات الجميع لتقاطعه أمل بحنان: بعد الشر عليك يا حبيبي
آبتسم مراد على تلك المرآة التى تغمر العائلة بجو من الدفئ الخاص وهو يتأمل بسمتها المحفورة بطيبة لم يرأها من قبل...
جذبت ليان بسمة قائلة بصوت منخفض: مين دا يا بسمة؟
أجابتها الاخرى بصوتٍ هامس: معرفش بس أعتقد صديق فراس المقرب
أشارت ليان برأسها بتفهم لتخبرها بسمة بأنها ستخرج قليلا لحاجتها للهواء..

كانت تجلس أمام عيناه وتتذكر ما حدث أمس، كيف أنه عاونها على التمدد وظل جوارها، شعورها المريب بدأ يهاجمها بلا شفقة فيجعل قلبها يدق بعنف كأنه يقرع الطبول للمعارك بين القبول والرفض بين الألم والعذاب كلا منهم يذكرها بوجع يجعلها تستيقظ من دوامة الأحلام الوردية ولكنها بحاجة لوقت تفهمه به، رفع طارق عيناه بعدما لاحظ نظراتها فسحبتها بخجل كبير من كشفه لها..

زفر شريف بملل: أنتوا هتفضلوا تتكلموا فى الشغل كتير؟
يزيد ببرود: ودا يخصك فى أيه؟
رمقه شريف بغضب: يعنى انا سايب مذكرتى من الصبح وجيت أساعدكم وفى الأخر تضيعوا البرستيج فى موضوع مش بفهم فيه
تعالت ضحكات مراد بعدم تصديق على عكس فراس رفع يديه ليصفعه بقوة: وهما بيتكلموا فى شغل ياغبي دول بيتحمرشوا بيا
يزيد بأبتسامته الفتاكة: لا موصلتش لكدا يا فاتن أحنا بنقول كلام عابر.

تعالت ضحكات مالك قائلا بغرور: أنت شايف نفسك عرضة للتحمرش فدا مش مشكلتنا ولا أيه يا مراد
رفع يديها بكف له والضحك الرجولي يعلو الغرفة قائلا بصعوبة: معاك طبعاً
دلف سيف ومظهره كان كفيلا بنقل حالته لمالك ويزيد فجلس على المقعد قائلا بصوتٍ يكاد يكون مسموع: مساء الخير يا شباب
أجابه الجميع بستغراب لحالته فخرج صوت يزيد المنخفض بعض الشيء: سيف أنت كويس.

رفع عيناه بحيرة من أمره فعلم يزيد بأن الأمر خاص للغاية ليبدل الحديث لشيء أخر، أقترب الخادم منهم قائلا وعيناه أرضاً: فى تليفون عشان حضرتك يا مالك بيه
مالك بتعجب: عشانى أنا!
أجابه بتأكيد: أيوا يا فندم
وقف مالك وتوجه معه للهاتف تحت نظرات يزيد وفراس الغامضة...
رفع مالك الهاتف قائلا بثبات: ألو.

لم يستمع لرد عليه فتعجب وهو يعيد التحدث مرة أخرى ولكنه تفاجئ بصمت يخيم عليه فأغلقه وتوجه للرحيل ليتخشب محله حينما لمح شيئاً يجاهد ليطوف بالمسبح، توجه مالك للخارج سريعاً لتكون الصدمة مصيره حينما رأى بسمة تجاهد الأمواج للعيش، خلع جاكيته ثم ألقى بنفسه بالمياه سريعاً ليسبح ببراعة لا مثيل لها حتى يكون لها النجأة، ما أن رأته بسمة حتى تعلقت برقبته بقوة فرأت الموت بعيناها منذ قليل وها هو من يخرجها منه بعدما أذاقت عذابه ولو لدقائق معدودة.

مالك بصراخ وهى تتعلق به: أنتِ كويسة؟
أشارت له بجنون وهى تتعلق برقبته وبقميصه فحاول السباحة ليخرجها من المسبح ليتفاجئ بالجميع أمام عيناه فأقترب سيف منهم ثم قدم يديه لمالك ليلتقط0 منه بسمة...
كانت ليان توزع نظراتها بين يد بسمة المتعلقة بقميصه واليد الأخرى المتعلقة برأسه لتشعر بأن هناك شيئاً غامض بينهم فكثرت تلك المواقف الخادعة..

أقترب مالك من الدرج وصعد وهى بين يديه، حاولت بسمة أن تقدم يدها لسيف ولكن خانتها قدماها وكادت السقوط ببئر الموت مجدداً فتعلقت بمالك بقوة ودموع
هوت دمعة خائنة من عين ليان وأنسحبت على الفور على عكس يزيد يعلم جيداً بأنها الخطوة قبل الأخيرة ولكنه يتراقب غداً الخطة لينهى عليها ويبدل الخطة لتصبح هى ضحيتها...

عاقبها الجميع على عشقه المتيم
عاقبها بلا رحمة كأنها من جبرت الحب ليتسلل لأوردة القلب..
كأنها من سمحت لجنون عشقه بأن تستحوذ عليها!.
هوت دمعاتها بقوة كأنها تحاول التخفيف عنها ولكن كيف لقلبٍ حطم أن تلتهم جروحه!
غاصت أفكارها بفكرة واحدة لعلها ستكون لها الحل الأمثل لتغفو من لهيب قسوته حتى لا تعطى الكره فرصة للتسلل لقلب عشقه بحد الجنون، ولكن ماذا لو حطم القدر ما تبقى لترى المجهول!.

بغرفة مالك..
ألقت بنفسها على الفراش بقوة تاركة ذكريات ما يحدث يتجول بها لترى ما حدث على الدرج وبالغرفة ومنذ قليل أمام عيناها فتشع بنيران تكاد تحرقها من الفكر..
دلف مالك للداخل ثم توجه سريعاً للخزانة ليبدل ثيابه المبتلة فلمح عيناها التى تخطف النظرات له...
أرتدى قميصه قائلا بهدوء: فى حاجة يا لين؟
أقتربت منه بصمتٍ قاتل تمرد بجملتها القاتلة: أيه الا بينك وبين بسمة يا مالك.

أستدار لوجهه لها بصدمة كبيرة فخرج صوته بزهول وغضب: أنتِ أتجننتى يا ليان
إبتسمت بسخرية: بالعكس عقلت جداً مهو مش صدفة أن كل دا يحصل وأنت فى كل مرة الا تنقذها
صدمته لم تكن بهينة لم يراه، لا لم يقوى على تحمل ما يستمع إليه، هوس الموت صار أقوى له من تحمل تلك الفكرة المريبة، عشقهم مخلد فالروح هى المغزى لهم ألم تحكمها على ما تتفوه به..

كانت نظراته كافيلة بجعلها تشعر بآلم لا تعلم سببه فترك الغرفة ورحل بصمت لتجلس على الأريكة بدموع فهى بنهاية الأمر من معشر النساء بداخلها غيرة عليه حتى لو غلقتها الثقة...

بغرفة بسمة
خرجت من حمام الغرفة بخوف شديد لمحه يزيد فحزن علي ما تمرء به لأجل تلك اللعينة..
أقتربت منه بسمة بخطوات مرتباكة ثم قالت وعيناها أرضاً بخوف: يزيد أنا مكنتش أعرف أن مالك الا أنقذنى الا بعد ما خرجت من الميه
ثم أكملت بتوتر ودمع يلمع بعيناها: أنا كنت بتمشى شوية ومعرفش أزاي أو أمته وقعت بالميه كل الا شوفته ادامى الموت وأول ما حسيت بنجأة ليا مترددتش ثانية وأتعلقت بيه..

كان يستمع لها بحزن يكفى لقرون وهى تظن حزنه غضب على ما حدث، كيف لا يكون بدوامة الحزن وهو يرى خوفها من ظنونه وتبريرها لما حدث حتى وأن كان مدبر للأيقاع به..
لم يحتمل رؤيتها هكذا فجذبها لأحضانه بقوة كادت أن تحطم ضلوعها...
فتح عيناه ووعيده يزداد أضعافاً لتلك المرأة ثم إبتسم بمكر لخطته التى ستفتك بها، إبتعد عنها حينما إستمع لطرق الغرفة ففتح الباب ليجد ليان..

خرج صوتها الخجول: بعتذر بس كنت حابة أطمن على بسمة
إبتسم قائلا بتفهم ؛ ولا يهمك أتفضلى
وتركهم يزيد وهبط للأسفل...
جلست ليان على الفراش ونظراتها تتأمل بسمة بحيرة من امرها لتجد بأن الرفقة أمراً محتوم، خرج صوتها بحزن متخفى: عاملة أيه دلوقتى؟
جلست على المقعد قائلة بحزن: الحمد لله يا ليان كنت هموت بجد لولا مالك ربنا يكرمه يارب.

بدأت قسمات وجهها فى الأسترخاء حينما لمست من حديثها الصدفة والصدق فأبتسمت قائلة بثبات: بعد السر عليكِ يا حبيبتي، قومى ألبسي الحجاب عشان ننزل شوية هخليكى تنسى الا حصل
إبتسمت بسمة بحب: ربنا يخليكِ ليا يا ليو هدخل ألبس مش هتأخر
أشارت لها برأسها وظلت بأرنتظارها..
حملت ليان كوب المياه لترتشفه ولكنه سقط من يديها ربما لحالة التوتر والفكر التى هى به..

أنحنت لتلملم الزجاج المحطم بحزن فلمحت علبة مخفية أسفل الفراش، حملت قطع الزجاج بلا مبالة ولكنها صعقت حينما رأت إسم مالك يلمع عليها فجذبتها بلهفة ليكسو القلب شهقات آنين وصدمة جعلته كالمهجور، كلمات كتبت لتزرع الشك بقلب يزيد ولكنها نجحت بالفعل مع ليان!
خرجت بسمة قائلة بأبتسامة هادئة: أنا جاهزة يا ليو
أخفت الورقة سريعاً ثم لملمت الزجاج بعين تحاول التحكم بدمعها..

بغرفة بسملة..
صعدت لغرفتها لتستريح قليلا فأسرع خلفها قائلا بلهفة: أنتِ كويسة؟
تأملته بتعجب فأقترب منها بقلق: أصلك طلعتى يعنى والوقت لسه مش متأخر
إبتسمت قائلة بهدوء مفيش يا طارق كنت حابه أرتاح شوية
جلس أمامها قائلا بلهفة فشل فى أخفائها: لو تعبانه أتصل بالدكتورة فوراً
وأخرج هاتفه لتضع يدها سريعاً على يديه بتلقائية صدقنى أنا كويسة.

رفع عيناه على يدها بنظرة تتنقل بينها وبين عيناها فسحبت يدها سريعاً بخجل..
جاهد طارق ليفعل ما يمليه عليه قلبه ولكنه كاد الفشل، أستسلم بنهاية الأمر ورفع يديه يطوف وجهها بحنان: بحبك يا بسملة.

رفعت عيناها له بملامح لا توحى بشيء فأكمل بهدوء: حاولت أتحكم بمشاعري بس فشلت أنا فعلا بعشقك وعارف أنك مستحيل تحبنى حتى الفرصة مليش حق المطالبة بيها بس طلبي الوحيد منك أنى أفضل جامبك بأى شكل أنا راضى بيه بس أكون جانبك..
تأملته بصمت ليجذب يديه بخذلان ربما إجابة له بأنه ليس مرحب به بحياتها...
توجه للخروج بخطاه التى تضرب قلبها لتفق فنهضت عن الفراش قائلة بلهفة: طارق.

أستدار ببطئ غير مدرك لما يحدث فأقتربت منه قائلة وعيناها أرضاً: أنت ليك وجود كبير فى حياتى، ثم أكملت بأرتباك: متخرجش منها أبداً
تطلع لها بصدمة فتركته وأسرعت لحمام الغرفة بخجل ليهوى على الأريكة بأبتسامة واسعة تكاد تسع العالم بأكمله.

بغرفة فراس..
زفر بغضب: بقولك أيه عدى أم الليلة دي على خير أنا مش مضطر أستحملك أكتر من كدا
رفع قدميه على الأخري بتعالى: هتعمل أيه يعنى؟
فراس بضيق هحضرلك أوضة تانية
مراد بسخرية: يا حرام مش عيب أطلعك من أوضتك، تنام فى غرف الضيوف!
صاح بصدمة: أنت الا هتروح مش أنا
تمدد على الفراش بمرح: أنا مبسوط هنا عايز تروح أنت معنديش مانع
جن جنونه ليقول بضيق: مراااد.

أجابه ببرود ويديه تعبث بالهاتف: متعليش صوتك أنا جانبك هنا مش فى تانى دولة
جلس جواره قائلا بضيق: عدي الليلة دي يا إبن الحلال
تعالت ضحكاته: ومالك بتشدد على الكلمة دي؟حد كان قالك إنى إبن حرام؟!
حمل فراس الوسادة ثم تمدد على الأريكة قائلا بغضب: أنا عارف أم الرخامة دي بس على مين مش هستنزف طاقتى معاك أنا عريس بكرة والضغط والسكر مش كويسين عشانى.

لم يتمكن مراد من كبت ضحكاته فتمدد على الفراش براحة والهاتف بيديه يتفقد معشوقته..

بغرفة المكتب
مالك بصدمة: مش معقول!
زفر بسخرية: للأسف الحقيقة يا مالك يعنى أنا كدا مشارك فى قتل أخويا
تأمله يزيد بهدوء ثم قال بثباته الفتاك: بس أنت أعقل من كدا يا سيف
ضيق عيناه بعدم فهم ليكمل مالك: الأعمار بيد الله هى مقتلتوش هى صارحته بالحقيقة
جادله بقوة: والحقيقة دي كانت سبب فى موته.

قاطعه يزيد بغضب بلاش جهل يعنى لو كان مات فى بيته كانت الشكوك هتتشال! يا سيف أنت طول عمرك عاقل وحافظ كتاب الله بلاش تنزل نفسك للأسلوب دا هى حبيتك مأجرمتش أعترفتله وبرضو مش جريمة كان المفروض تسمع منها على الأقل
سيف بسخرية: أنا معتش طايقها هسمع منها أزاي؟!
خرج صوت مالك الغامض: غمض عيونك يا سيف
تأمله سيف بغضب ليشدد من كلمته: قولتلك غمض عيونك.

أنصاع له سيف وأغلقهم، فأكمل مالك: تخيل تقى أدامك وحوليها خطر من كل مكان وأنت أدامها سيب روحك تسرد الباقى.

وبالفعل رسمت صورته بالخيال ليجد نفسها يتحدى الأعماق ليخبئها بأحضانه، فتح عيناه بعدم فهم لما فعله مالك ليبتسم الماكر قائلا بهدوء: الا شوفته دا حقيقة قلبك ومشاعرك يا سيف يعنى الكلام شيء وردة الفعل شوفتها بنفسك بلاش تدي الأمور أكتر من حجمها كلنا لينا أجل وكله مكتوب عند الله محدش ضامن موته هتكون شكلها أيه فوق يا سيف وساعد نفسك على كدا والا هتخسر وكتير أوى.

إبتسم يزيد على دهاء مالك فى حل العقبات على عكس سيف شعر بأرتياح لا مثيل له حتى أنه حمد الله على وجود مالك ويزيد بحياته فتركهم ورحل سريعاً ربنا ليشاطر الآنين قلبه بعدما يلعب المجهول لعبته ليرى جنون العشق..
بعد مغادرة سيف شرد مالك بحديث ليان لتشدد الطعنات قلبه فأخرجه منها يزيد: أنت كويس يا مالك
رفع عيناه له بعدم إستيعاب ليخرج صوته ^ مش لقى إجابة على سؤالك
يزيد بحزن غير ملموس: للدرجادي!

إبتسم بآلم: وأكتر يا صاحبي..
ثم نهض قائلا بأبتسامة زائفة: يالا هسيبك وأطلع أنام عندنا بلاوى الصبح عشان الحفلة تخلص قبل المعاد
إبتسم يزيد قائلا بغرور: وراكم متجمعش
غمز له قائلا بسخرية ؛ ماشي يا غول طول عمرك وا..
قاطعه بنظرة مميته ليبتلع كلمته: أقصد شهم
إبتسم بغرور: أيوا كدا أتعدل
مالك بغضب: هعديلك كله عشان محتاج أناااام الصبح نتناقش فى الحوار دا تصبح على خير.

إبتسم الغول قائلا بهدوء: وأنت من أهله...
وغادر مالك للأعلى..
دلف للغرفة فوجدها مظلمة للغاية، شعل الأضاءة وعيناه تبحث عنها إلى أن وقعت عليها تجلس على المقعد مغلقة عيناها بقوة والدموع تغزو وجهها..
ما أن فتح الضوء حتى تخلت عن مقعدها وتقدمت لتقف أمام عيناه بمدة طالت بالتفكير وأنتهت بأن ألقت الورقة المطوية له بأستحقار
فردها مالك فجحظت عيناه وهى يقرأ محتوياتها..
إبتسمت بسخرية: أيه متفاجئ!

ولا دور جديد بترسمه
ألقى بالورقة أرضاً قائلا بغضب: لياااان ألزمى حدودك أفضلك
تعالت ضحكاتها الساخرة: الحدود دي الا المفروض بتتكلم عنها أنت تعديتها من زمااان لما دوست على صاحبك وأخوك خنته وخنتنى تعرف يا مالك أنا أول مرة فى حياتى أنخدع فى حد بالطريقة دي.

هوت دموعها فأقتربت منه قائلة بصراخ: أنت أكدتلى أن الرجالة كلهم زي بعض، حسام خانى وأنا سبته وأنت دلوقتى بتخونى ومع أقرب صديفة ليا والمفروض أنها مرأت أخوك!
جذبها من معصمها بقوة قائلا بصوتٍ كالرعد: أخرسي أنا مش هبررلك حاجة لأنك حكمتى من معاشرتك للطباع الرخيصة
ثم تركها قبل أن يفتك بها جنونه وتوجه للخروج ولكنه أستدار قائلا بحزن يضاهى أفواه: يا خسارة يا ليان
وتركها وغادر بصمت، لتهوى أرضاً وتصرخ بقوة.

صعد الدرج ليتفاجئ بأحداً ما يجذبه بالقوة للمصعد فتفاجئ بمالك أمام عيناه والغضب يحتج عيناه فيجعلهم بركان من نيران
تأمله يزيد بصدمة فأخرج من جيبه الورقة قائلا بصوت كهلاك الموت: أحنا متفقناش على كدا
تأمل الغول الورقة ثم إبتسم بخبث: أوبس عندى دي يا معلم
تركه وعيناه مازالت تشع الغضب ليبتسم يزيد وهو يعدل من قميصه: أه لو حد تانى ثبتنى التثبيته دي بس يالا محدش غريب عملها
صاح بغضب: يزيد.

تعالت ضحكاته: ما خلاص يا عم هو أنا الا كتبت الورقة وبعت الفستان!
شدد على شعره الغزير بغضب فرفع يزيد يديه بحركة درامية: هننتقم متقلقش
ركل المصعد بقدميه وغادر وشرار الغضب يطل من عيناه...

بمنزل سيف..
دلف للداخل يبحث عنها ولكنه تخشب محله من الصدمة...
، عشقٍ سيعلم الجميع كيف هو أمام صموده حينما يحارب بأتقان ليغزو قلوب الشر، نهاية لا تليق سوا بها عن قريب، حان الآن موعد دفوف العشق لنطلق برحلة محفورة بعشق عائلة نعمان ولعلها أخر رحلة سنلتقى بها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة