قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي والعشرون

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي والعشرون

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي والعشرون

أيا قلبٍ عماه القسوة واللين...
أيا عينٍ أمتلأت بالجفاء والخذلان، لما الدموع والآلآم!، أليس العشق حطمه الفؤاد؟!، سيف...

صدمة كبيرة ألقت به ببئر مظلم فشعر بأنه على وشك الأختناق، أقترب منها بخطواتٍ تتناقض مع ضربات قلبه كأنه فقد السيطرة على جسده العملاق..
أنحنى ليحملها بين ذراعيه فوجدها كالجثة الهامدة بين ذراعيه، صرخ بقوة: تقى...
ضمها لصدره وأغلق عيناه ليتذكر ما قاله مالك فيدق قلبه سريعاً فأبعدها عنه ليتأمل ملامح وجهها بزعر أنهاه حينما حملها وأسرع للمشفى وبداخله خوفٍ لا مثيل له...

ظلام الليل يجذبنى بين أوراقه الدامسة، فآنين القلب يلهمنى بأن الروح تهوانى، فطال عتابها الجارح لعلى أستعيد العقل فربما هناك لغزاً وأفواه فى الغمض توقعنى، ليان...

ظلت بالشرفة تتأملها بنظرة محطمة كحالها، ربما ما تفوهت به لم يكن منصفاً له وربما كان قسوة لقلبها قبله..
أغمضت عيناها لتهوى الدمعات الحارقة فى محاولة فاشلة للتماسك، طريق الحقيقة يقتلها وطريق العتاب يغزو قلبها...

دلف للغرفة بضيق فتوجه للفراش غير عابئ بها أو كما تصنع هو، خلع قميصه ثم تمدد على فراشه بتفكير عميق بما عرفه منذ ساعات قليلة، نعم لم يكن يعلم بخطة نوال الا منذ ساعات معدودة حتى كاد الجنون..

تأملته بشعور يحاربها بأن يقترب ليشرع بالحديث، تريد سماعه حتى وأن كان القسوة تسبقه، خالف ظنونها حينما أغلق عيناه بستسلام لنوماً أصطنعه ليغرق بدوامة الفكر، أقتربت منه ليان ثم جلست على طرف الفراش بدموع غزيرة ليخرج صوتها المتقطع: مخنتنيش يا مالك صح؟!
فتح عيناه بآلم والآنين يرسم ببطئ فيعتصره من قوته ليرأها تنظر له برجاء بأن يخبرها ما تريد سماعه حتى وإن كان سراب..

أعتدل بجلسته حتى كان قريب منها للغاية، يتأملها بصمت زاد دمعها، فقال بآلم: كنت متخيل أنك هتربحى فى معركة الثقة لكن للأسف ظنى خاب فيكِ
لم تفهم ما يقوله ولكن حالتها المزرية جعلته يتنازل عن كبريائه المجروح قائلا بصوته الثابت: عمري ما خنتك ولا هخونك يا ليان
إبتسمت والدمع مازال يتشكل بعيناها فصنع اللامبالة بها وعاد لنومه مجدداً لتعلم بأنه مازال مجروح من كلماتها الطاعنة..

تمددت لجواره وهى تتأمل قسمات وجهه بهدوء فأزاحت دموعها قائلة بصوتٍ هامس: عارفه أنك زعلان مني يا مالك بس صدقنى غصب عني أنا بحبك لدرجة صعب أوصفها عارفه ومتأكدة أنك لا يمكن تعمل كدا بس مقدرتش أحارب عقلي...
تعال صوت بكائها مع كلماتها الأخيرة: سامحنى أرجوك
أحتضنها مالك بحزن على حالها، بنهاية المطاف هناك خطة قوية لتحيل بينهم، همس ليبث الآمان لها: خلاص يا ليان أهدي.

شددت من أحتضانه كأنه وجدت آمانها قائلة بعشق: متسبنيش يا مالك..
إبتسم أخيراً وأخرجها من أحضانه لتلتقى بهوس العشق بعيناه: مقدرش يا روح قلب مالك..
وقبل أن تجاهد لثبات طويل أمام تلك العينان كان أختطفها بعالمه الخاص ليذقها عشقه المخصص لها...

بحديقة القصر...
كانت تجلس على المقعد بصمت، تتأمل الحدائق من حولها تاركة نسمات الهواء الباردة تنعش وجهها، تتذكر كلماته فتبتسم تارة وتصمت خجلا تارات أخرى، تفكيرها الخائن بأنها ستصير ملكٍ له بالغد جعل وجهها كوميض من الجمرات..
أفاقت من غفلتها على رائحته التى تخترق ثنايا قلبها لتجده يستند على المقعد بجسده الرياضي...
إبتسم ثم جذب المقعد ليخرج صوته الثابت: لو مش هزعجك.

تأملته قليلا ثم نهضت عن المقعد قائلة بخجل وإرتباك: أنا كنت هطلع أنام تصبح علي خير
وتركته وتوجهت للرحيل لتجده أمام عيناها بطالته الثابتة قائلا ونظرات تحمل الثقة بوضوح: بدرى كدا!
إبتسمت شاهندة قائلة بسخرية: الساعة 1 يا فراس!
أغمض عيناه لثواني ثم فتحهما ببطئ لتبرز سحرهم الخاص: إسمى بقا له مسمع خاص
تلون وجهها بحمرة الخجل وأسرعت بخطاها للداخل فأبتسم بمكر ولحق بها للمصعد...

أستدارت بفزع حينما رأته أمام عيناها فأقترب منها قائلا بهمس: مش هتعرفي تهربي مني بعد كدا
تراجعت للخلف بخجلا شديد وهى تجاهد للحديث: أبعد
يا الله إبتسامته الماكرة تجعلها تكاد تفقد صوابها، لم تحتمل رؤياه يبتسم هكذا فدفشته وأسرعت لغرفتها حينما توقف المصعد ليبقى بالداخل وعيناه تتعلق بها...

بغرفة فراس..

ظل مراد يتبادل الحديث مع زوجته إلى أن غلبه النوم فغط به ومازال هى على الهاتف يستمع لصوت أنفاسها وتستمع لصوته فتشعر بالآمان يتسلل لها...

أحتضنت مرفت الهاتف وحاولت جاهدة للنوم ولكنها شعرت بحركة بالمنزل فتركت هاتفها وخرجت تتسلل لترى من بالخارج وهى بحالة من الزعر الشديد لتتفاجئ برجال مقنعين يبحثون عنها بجنون فدلفت للداخل بسرعة كبيرة وخوف أكبر ثم جذبت الهاتف وكادت الصراخ لتستغيث بمعشوقها ولكن كبت صوتها بقوة فحاولت أن تلتقط أنفاسها برعب حقيقي حينما أتنزع ذاك المقنع الهاتف وحطمه أمام أعينها...

بالمشفى..

دلف لغرفتها بأرتباك ثم جلس على المقعد بتعب نفسي شديد يجعله كالموتى لا يقوى على المحاربة بمعاركة خاسرة لا محالة، أغمض عيناه دقائق يعيد كلمات الطبيب من جديد لعله يصدق ما إستمع إليه لتو، هل سيصير أب!، أخبره الطبيب بأنها بضغط لم تحتمله فهربت منه بالأغماء وأن عليها تخطى ما به، يشعر بأنه لأول مرة لا يعرف كيفية أتخاذ القرار الذي لاطالما كان شيء هين بالنسبة له، فتح عيناه على أمراً هام وهو نبض قلبه الذي عاونه على الوصول لأجابة لما هو به، نعم مازال وسيظل عاشقٍ لها، ولكنه يشعر بآلم على أخيه!

على الفراش بدأت بفتح عيناها تدريجياً لتتفاجئ به يجلس لجوارها، ظلت لثواني تتأمله فألتقت عيناه بها ليقترب منها سريعاٍ بلهفة: حبيبتى أنتِ كويسة؟
تطلعت له بزهول وحزنٍ بأنٍ واحد هل ما به بداية لخطة هلكها؟!، سقطت دمعة خائنة من عيناها جعلته يزيحها بقوة ليخرج صوته الصارم: متبكيش يا تقى أنا كنت غبي ومش هقبل أنى أكون كدا وأضيعك من أيدى أنا بحبك ولا يمكن أقدر أبعد عنك.

لم يعنيها حديثه فقط خرج صوتها بعد مجاهدة: سبني لوحدي
أحتضن معصمها بين يديه قائلا بحزن: تقى أنا..
قاطعته برجاء: سبنى لوحدي يا سيف لو سمحت
أطبق على يديه بغضب وخرج من الغرفة بأكملها والحزن يتملك ملامحه فجلس على المقعد بالخارج ينتظر نهار يومٍ جديد فيتمكن من نقلها للمنزل...

بالحديقة...
ظلت بأنتظاره طويلا حتى أقترب منها قائلا بقلق: فى أيه يا حبيبتى ليه جايبانى فى الوقت المتأخر دا؟!

تأملته منار بأرتباك ثم قالت بتوتر: محتاجة أتكلم معاك
أقترب منها بلهفة وخوف: مالك يا منار أنتِ كويسة؟
هوت دمعاتها على وجهها فجذبها للطاولة بمنتصف الحديقة ثم أنحنى ليكون على مستوى قريب منها قائلا بخوف: فى أيه؟، أنا زعلتك فى حاجة؟!
أشارت له بالنفى فألتقط أنفاسه قائلا بستسلام: طب ممكن أعرف مالك؟

رفعت عيناها له أخيراً قائلة بعد عدد من الترددات: محمود أنا عارفه أنك راجل وعندك شخصيتك وعمرك ما هتقبل بالا أنا هقولهولك دا حتى لما طلبت من مالك يقولك رفض وقال أنك هترفض الموضوع
ضيق عيناه بعدم فهم ليقطعها بغضب: ما تقولى فى أيه يا منار مش لازم المقدمات دي عنى وعن شخصيتى ثم أنك ليه تدخلى حد بينا ومتجيش بنفسك تقولى الا حابه تقوليه؟

رفعت عيناها ليرى دمعها المحطم لقلبه فكم يعشق تلك الفتاة حد الجنون، رفع يديه يزيح دموعها قائلا بلهفة وتخمين: مش عايز الفرح يكون مع فراس؟، او شايفه أنى أتسرعت؟
أجابته مسرعة: بالعكس سعيدة جداً أنى هكون معاك
زفر بغضب: طب مالك فى أيييه؟

تحلت بالثبات ثم تركت المقعد وجلست أرضاً جواره، رفعت يدها تتمسك بيديه تحت نظرات إستغرابه ليخرج صوتها أخيراً بدموع: محمود أنا بحبك أوى خاليك متأكد أنى مستحيل هفضل حد عليك فعشان خاطرى أوعى تفهمني غلط أو تأخد كلامى بمفهوم تاني..
ضيق عيناه البنيتان بثبات فأكملت هى: مش هينفع أسيب ماما لوحدها وأعيش معاك فى شقتك، ثم أخفضت عيناها أرضاً تتفادي النظر إليه: لازم تعيش معايا هنا.

كاد الحديث وعيناه تعبر عن ما بداخله فأسرعت حينما وضعت يدها على فمه قائلة برجاء ودموع حطم قلبه: عشان خاطري متفهمنيش غلط أنا بحبك أوى ومستعدة أعيش معاك فى أي مكان حتى لو هقاطع عيلتى كلهاا بس أفهمنى أرجوك ماما ست عاجزة حتى عن تغير هدومها أنا الا بساعدها فى كل حاجة يا محمود حتى دخول الحمام والصلاة وكل حاجة هى بترفض حد يساعدها حتى شاهندة بتتحرج منها لكن أنا لا بنتها الا من دمها لا يا محمود مش هقبل أنى أحسسها بعجزها بعد كل السنين دي أنت عارف لو محتاجة أي حاجة بتفضل لحد ما أرجع من الجامعة تخيل بقا هتعمل أيه من غيرى؟

دموعها كانت كالشلالات الحارقة لا تتوقف بل تتضاعف، تحاول بشتى الطرق أن توضح له بأنه عالمها وأنها تريد العيش هنا ليس لأنها ستترك الرفاهية وتهبط لمستوى أقل حاولت بمعأناة لتعلمه بأن والدتها هى السبب ليس أكثر من ذلك وألتمس هو ذلك..

رفع يديه على يدها الممدودة على وجهه ثم وضعها جوارها وبكائها يتزايد لمعرفتها بشخصيته القوية ورفضه حديثها قاطعاً، وقف وتحرك ببطئ وتفكيره يحرقه فهو الوحيد لوالدته كيف له أن يتركها بمفردها؟!..
بكت كثيراً وأحتضنت جسدها بيدها حتى تكون عون لقلبها حينما تستمع قراره بالأنفصال عنها فكم كان تفكيرها يغوص بتلك النقطة حتى قررت مفاتحته بها ولكنها تفاجئت بأنه أسرع بقرار الزفاف مع فراس..

أقترب منها محمود ثم جلس جوارها مجدداً ليخرج صوته بعد مدة طالت بتأملها: وأنا مقبلش بدا
لم تفهم ما قاله فرفع يديه يجذبها لأحضانه قائلا بهدوء وهو يشدد من أحتضانها: موافق بس بشرط
كانت بزهول ليس له مثيل فخرجت من أحضانه قائلة بلهفة: أيه؟
إبتسم وهو يجفف دمعها: نقضى أول أسبوع فى شقتنا مهو حرام أجهز الشقة ومنقضيش فيها حاجة على الأقل أحس بتعبي.

تعالت ضحكاتها وهى تلقى بذاتها بين أحضانه فهو زوجها لتقول بشكر وإمتنان: مش عارفه أقولك أيه يا محمود أنا بجد بحبك أوووى
أحتضنها بقوة قائلا بهمس: وأنا بعشقك يا روح محمود
ثم أخرجها سريعاً من أحضانه لدرجة أخافتها فتطلعت له بدهشة: فى أيه؟

إبتسم وهو يرتب ملابسه ويتوجه للخروج: شوية كمان هنا وأخوكِ هيخلص عليا وزي مأنتِ عارفه شوشو شاطر وأنتِ بتعترفي بحبك والجو هادئ والفجر قرب يطلع يعنى مش ضامن شوشو هيوصلنى لفين بعد كدا
تعالت ضحكاتها بقوة فأستدار لها غامزاً بعيناه الساحرة: أشوفك بعد ساعات بس هيكون فى تصريحات عن كدا
خجلت من نظراته وبقيت تتطلع له إلى أن صعد لسيارته وغادر..

بغرفة يزيد...
خرج صوته الثابت: أعمل الا بقولك عليه بدون نقاش.

أتاه الرد بالهاتف ليكمل حديثه بأبتسامة مكر: برافو عليك مع تعديل بسيط أنك تبدل الخطة وتحط ليها المسحوق الا ادتهولك
وأغلق الهاتف بأبتسامة تزداد شيئاً فشيء ليردد بهمس: نهايتك خلاص بقيت فى أيدي..
ضيق عيناه بمكر وخبث لخطته المحفورة بالدهاء ليفق على صوت فتاته الرقيقة: لسه صاحى يا يزيد!
أستدار قائلا بنظراته القابضة للقلوب وبسمته الساحرة: أكيد مش شبحى.

تعالت ضحكاتها وهى تقترب منه لتقف أمام عيناه تتأمله بحب نقل له بنظراتها: مفيش شبح بالجمال دا!
قربها إليه وعيناه تفترس ملامح وجهها بحرية فخرج صوته الهامس: لو بصيتى ليا كتير مش مسؤال عن الا هيحصل بعد كدا
تخبئت بأحضانه بخجل فأبتسم بخبث وهو يحملها بين ذراعيه ويتوجه للداخل...

مر الليل على البعض بكملة عشق جديد والبعض الأخر قضاه بتفكير بما سيحدث بالغد كمالك ويزيد...

وسطعت شمس يوماً جديد حافل بنهاية سيضعها أل نعمان لإمرأة لاطالما عشقت الكره والحقد لهم...
بالقصر...
تهيئ القصر بأبهى الاطلالات فاليوم هو زفاف أفراد من تلك العائلة العريقة..
هبط يزيد للأسفل بعدما أرتدى بذلته السوداء الأنيقة مصففاً شعره الأسود الغزير بتصفيفة جعلته للجميع جذباً للغاية...
وقف بالأسفل يحرك رجاله بهاتفه وملامح الثبات مرسومة على ملامحه...

بعد قليل، هبط ذاك الوسيم بعيناه الفتاكة، لم تكن للجميع سوى الفشل بمعرفة لونها الخلاب، ثقته المتحركة من طالته الجذابة الى ملامحه تجعله ملفت إهتمام للجميع، هبط مالك ليقف جوار رفيق دربه متصنع البرود قائلا وعيناه تتفحص القاعة: عملت الا قولتلك عليه؟
إبتسم يزيد قائلا بسخرية: قراري كان غلط لما فكرت أعرفك
رمقه مالك بغضب: ليه كنت عايز تخبى عليا لحد ما ألقى نفسي محور شك للكل!

أقترب منه يزيد وملامح الجدية تشكل وجهه فتجل لقب الغول يتسلل لقسمات وجهه بنجاح: وأنت فاكر أنى ممكن أشك فيك؟!، أنا لما قولتلك إمبارح عشان تكون مستعد لخطواتهم النهاردة لكن مش عشان الا فى دماغك فوق يا مالك يمكن أكون متهور بس مش لدرجة أشك فى أخويا وأقرب صديق ليا..
وقبل أن يتحدث ترك يزيد القاعة بأكملها، شعر مالك بالغضب من ذاته فهو لم يقصد ما وصل إلى رفيقه ولكنه سعد بتغير الغول الملحوظ...
بالأعلى...

أنهى أرتداء حليته السوداء ثم ألقى على نفسه نظرة رضا قبل أن يتوجه للهبوط، توقف ثم أبدل مسار طريقه لغرفة معشوقة الدرب طرق الباب ليجد الفتيات بالداخل ولم يسمحوا له بالدلوف، فضيق عيناه بخبث وألقى بمكبر صوت صغير بالداخل من أسفل باب الغرفة ليعلو الصوت بالمفرقعات النارية المصطنعه فهرول الجميع للخارج وتبقت شاهندة تنظر لهم بستغراب ودهشة من رؤية ذاك الوسيم...

تأملها بعشق ثم أقترب منها قائلا بنظرة أفقدتها عقلها: حبيت أكون أول واحد يشوفك بالأبيض
حاولت بأن تجذب نظراتها من عليه ولكنها لم تتمكن من ذلك فأبتسم وهو يغطى وجهها بالطرحة البيضاء الطويلة قائلا بهمس: كدا أفضل أنا بس الا مسموح ليا أشوف الجمال دا
رعشه أعتلت جسدها وهى تستمع لصوته القريب منها فرفع وجهها له قائلا بجدية: خلاص يا شاهندة من النهاردة مفيش مشاكسه ولا جدل بينا
قاطعته بسخرية: أتمنى يحصل.

تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بمكر: مش معقول هنقضى الليلة بالمشاكسات دانا عندى مواضيع مهمة حابب أحكيها ليكِ زي مثلا أنى بعشقك
تلون وجهها بلون حمرة الخجل فقالت بأرتباك: ممكن تخرج وتبطل الحركات دي عشان البنات تخلصلي
إبتسم قائلا بمرح: على الرحب والسعة سيدتي
إبتسمت هى الأخرى فقاطعهم دلوف جاسمين قائلة بمرح: أدخل ولا جيت بالوقت الصح
فراس بغضب وهو يجذبها بقوة: كنتِ فين بقالك يومين وفونك مقفول ليه؟

صاحت بخوف: أهدا عليا دانا كنت بعمل شوبنج عشان الفرح مش أخت العريس ولازم أستعد ولا أيه يا شاهندة
تعالت ضحكاتها قائلة بصعوبة ؛ البنات لازم تستعيد لأى فرح والترتيبات بتأخد أيام
جاسمبن بسعادة: حبيبنى يا شاهي
جذبها فراس من فستانها: فاكرنى عبيط أنت وهى صبركم عليا بس أما أنتِ فحسابك مع مراد أخوكِ
ابنلعت ريقها برعب: مراد هو هناا؟!
شاهندة بتأكيد: من امبارح
صاحت برعب: أنت قولتله أيه يا فراس.

ألتمس بحديثها الرعب فقال بغضب مصطنع: لما سألنى على سياتك إمبارح وقفت أدامه شبه الا عامل عملة بس أهو أتصرفت
صاحت بفرحة: ربنا يخليك ليااا يا أعظم أخ والله تستهل الهدية الا بلف من يومين عشان أجبهالك
فراس بأهتمام: هى فين ورينى
جاسمين بسخرية: مش هتبقى مفاجأة يا أبو الفوارس
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بصعوبة: اوك يا جاسي هنشوف ثم تطلع لحوريته الرقيقة أسيبكم دلوقتى تخلصوا لبس ونتقابل تانى.

وتركهم ورحل بطالته التى سرقت قلبها فظلت تتأمل طيفه إلى أن تخفى من أمامهم..

بالأسفل..
دلف مالك لغرفة المكتب ليجد يزيد بالداخل يتابع هاتفه بأهتمام فأقترب منه قائلا بلهجة ثابته: أنت عارف كويس أن تفكيرى مكنش كدا
إبتسم الغول بخبث: عارف
ضيق مالك عيناه بغضب فأبتسم يزيد وترك المقعد ليصبح أمام وجه مالك قائلا بثباته الفتاك: رأيك تبص على الا أمرت بيه.

أشار له بهدوء فخرج معه للخارج ليرى تلك الخادمة والحارس مقيدون كما طلب من يزيد ليقترب منه وعيناه لا تنذر بالخير: بقالكم هنا أكتر من عشر سنين مفتكرش مرة أنى زعلت حد فيكم بالعكس كنتوا بتلقوا الدعم علي طول سواء مني أو من يزيد أدونى سبب واحد يخليكم تعملوا الا عملتوه؟

وضع الرجل عيناه أرضاً ليعلم مالك بأنه فعل ذلك لأجل المال أما المرأة فقالت ببكاء: عمري ما فكرت أخونكم يا بيه بس الست دي هددتنى أنها هتقتل بنتى لو معملتش الا هى عايزاه وأنا ماليش فى الدنيا غيرها دانا بخدم هنا وعند غيرك عشان أصرف عليها وعلى تعليمها
وتعالت بالبكاء ليزداد غضب مالك على نوال اضعاف مضاعفة فرفع يديه للحرس: فكوها.

وبالفعل أسرع إليها الحرس وحل وثاقها أما الرجل فحل عليه غضب مالك ويزيد لجعله مجرد خائن...

بمكانٍ ليس ببعيد، إبتسمت قائلة بسعادة ؛ لازم أشوف بنفسي الا هيحصل فى القصر لما مالك يتفضح أدام الحفلة والناس عشان كدا هروح بنفسى متخفية مش معقول أفوت فرصة قتل يزيد لصاحب عمره
ثم تعالت بالضحكات المرضية ليبتسم الغول قائلا وهو يستمع لصوتها المسجل بواسطة رجاله: هيشرفنا وجودك.

وأغلق هاتفه ثم وقف بالقاعة ليشرف على الحفل...

بمنزل سيف...
بغرفة تقى، ظلت على الفراش بعد أن عادت من المشفى، تتأمل الغرفة بدموع هوت بصمتٍ قاتل لها حاول سيف التحدث معها ولكن لم تترك له وسيلة لذلك...
حسمت قرارها وتوجهت من الخزانة تلملم ثيابها بدموع كالنيران الحارقة، حتى أنها أخبرت والدتها بأن تأتى لأصطحابها للمنزل...
دلف سيف للداخل ليتخشب محله حينما رأها توشك على الرحيل وتركه..

جذبها إليه بصدمة: أنتِ بتعملى أيه؟
جذبت يدها وأكملت ما تفعله: زي مأنت شايف يا سيف
أخرج ملابسها من الحقيبة بغضب: بطلى جنان يا تقى
تطلعت له بدموع ؛ بالعكس دا العقل بحد ذاته أنا خلاص لازم أعيش من الوهم دا أنت مش ليا يا سيف مهما حاولت أعافر عشانك فدى الحقيقة أنت عمرك ما كنت ولا هتكون ليا أسفه أنك مش هتقدر تنتقم مني زي ما كنت حابب..

شدد على شعره الغزير كمحاولة للتحكم بذاته ثم قال بغضب: أنتِ بتحاولى تثبيتى أيه؟
إبتسمت بدموع: ولا حاجة كل الا حابه أنك تعرفه أنى مكنش ليا علاقة بموت سامي أنا أترجته يدينى فرصة عشان أبدأ معاه من جديد بس هو سابنى ومشى الا حصل دا كان إرادة ربنا بس أنت عايز تحسبنى على حاجة ماليش دخل فيها، مسحت كل شيء بينا عشان تنتقم من حاجة خارج أرادتى
كاد أن يجيبها ولكن قطعه صوت الجرس فتوجه ليتفاجئ بوالدتها...

دلفت سماح للداخل قائلة بخوف: فى أيه يا سيف تقى مالها؟
تطلع لها بصمت ثم قال: مفيش يا خالتو أتفضلى أرتاحى وأنا هناديهالك
وبالفعل أنصاعت له وجلست على المقعد تلتقط أنفاسها بينما دلف هو للداخل بخطى تنم عن الأستسلام، جلس على الفراش وهى ترتب أغراضها بالحقيبة ليخرج صوته الساكن: ماشي يا تقى أنا مش هغصبك على حاجة بس خاليكى فاهمه أن طلوعك من هنا معناها نهاية علاقتنا وللأسف هى أوشكت على كدا بوجود والدتك.

وتركها وخرج من الغرفة ثم جذب جاكيته ومفاتيح سيارته وتوجه ليكون جوار إبناء خالته بذاك الزفاف..
أوقفته سماح حينما قالت بستغراب: هو فى أيه يابنى؟
كأن كلماتها خطت الجروح بقلبه فأغلق باب الشقة بعدما كان يستعد للخروج، جلس مقابل لها قائلا وبسمة السخرية تلحق بكلماته: تعرفي أن الا أحنا فيه بسببك أنتِ
: أنا؟ ليه يا حبيبي!

قالتها سماح بصدمة فأبتسم وهو يكمل حديثه: كل أم بتتمنى الأفضل لبنتها بس مش معنى كدا أنها تقضى على أحلامها وقلبها وأنتِ عملتى الأتنين، أختارتى عريس من وجهة نظرك مناسب لبنتك مناسب! حتى لو هى بتحب غيره وغيره دا يبقى أخوه!، طب مفكرتيش أنها هتكون معاه فى نفس البيت؟!
مفكرتيش بأنى كان هيجى يوم وأتجوز وهى موجودة؟!
مفكرتيش فى عذاب بنتك؟!

طب هتنسانى أزاي وأنا أدام عينها!، بلاش دي مفكرتيش فيها هى!، للأسف كنتِ أنانية أوى ويمكن دا كان السبب الأساسي لفقدانى لأخويا ودلوقتى بعانى مع تقى وهى كمان بتتعذب كل دا نتيجة لقرار خدتيه بصفتك بتعملى الصح
وقبل أن تتحدث تركها وغادر تاركاً دموعها تذكرها بما حدث، تاركاً صدى كلماته تقتص منها...

أما بالداخل، بقيت تنظر للحقيبة بشرود ودمع يكسو وجهها، رفعت يدها على قلبها وهى تردد بهمس: مقدرش أعيش من غيرك يا سيف..
وهرولت سريعاً للخارج وهى تصيح بأسمه لتجد الباب مفتوح على مصرعيه والشقة فارغة، لا تعلم بأن والدتها تتخبئ وهى تتأملها تركض ويعلو صوتها بأسمه. بكت سماح قائلة بصوت منخفض حتى لا تشعر تقى بوجودها: المرادي لازم تأخدي قرارك صح يا تقى بدون صغط مني..

بكت تقى وجلست على الأريكة تتأمل الباب وهى تردد بدموع: سيف
لا لن تقبل بذاك وقفت وهرولت سريعاً للخارج بعدما جذبت الحجاب على شعرها بأهمال...
نست حملها ونست كل شيء فكأنها تصارع الحياة لأجله، لأجل حبها الطفولي، لأجل عشق الروح...
وصلت لأسفل المبنى لتجده يصعد لسيارته فركضت بسرعةٍ كبيرة وهى تصيح: سيف، سيف.

لم تبالي بأنها على الطريق!، وأكملت ركض حتى إنتبه لها سيف فأوقف سيارته وأسرع إليها بلهفة حينما سقطت أرضاً على أثر الركض الجنوني الذي قامت به...
أنحنى لها بغضب ولهفة: أنتِ حامل يا مجنونة
رفعت عيناها له بأبتسامة لا طالما عشقها: مجنونة بحبك أنت
عاونها على الوقوف قائلا بسعادة وعشق: أختارتنى يا تقى
تأملت عيناه بلغة فهمها: هو أنا عندى أختيار تانى غير حبك المفروض!

إبتسم بسمته الرجولية ثم أحتضانها بسعادة قائلا بعشق: وأنا بعشقك يا تقى، مش عايزك تزعلي منى على تفكيري الغبي دا
خرجت من أحضانه قائلة بصدق: مش زعلانه، ثم قالت بمرح تخفى به خجلها من نظراته المربكة: يالا عشان نلحق الحفلة من أولها
صاح بصدمة: هتروحى كدا!

تطلعت لما ترتديه ثم قالت بأبتسامة واسعه وهى تصعد لسيارته: عادى هنوقف فى الطريق عند محل كويس تشتريلى فستان كويس وحجاب وشوية أكسسورات وشنطة وشوذ الحكاية بسيطة
جحظ عيناه من الصدمة: كل دا وبسيطة لا أنزلى يا تقى غيرت رائي
أجابته بأبتسامة واسعة: جوزي وأتدلع عليك ولا أيه!
إبتسم بعشق وهو يردد بهمس: بس كدا أحلى فستان لأجمل تقى فى الدنيا كلها
تعالت ضحكاتها فصعد للسيارة وتحرك بسيارته للمول..

بالقصر..

هبطت ليان بعدما أرتدت فستانها الوردى وحجابها الأبيض فكانت كالحورية حقاً، أكملت الدرج وعيناها تبحث عنه بشتياق لرؤية طالته التى تنجح بأسر قلبها...
ظهر مالك أمامها بعدما دلف من الخارج ليتصنم محله حينما رأى عشق الروح تقف على مسافة قليلة منه تتأمله بأعجاب وقلب ينقل له كلماتها، إبتسم وهو يجيبها بالتنقل الروحى المشترك بينهما...

صعد الدرج مقدماً يديه لها ونظراته تتفحصها، تطلعت له بزهول وقدمت يدها له لتغلق عيناها حينما يعاودها ذاك الشعور المميز حينما تتمسك به...
هبطت معه للأسفل ثم أخرجها للحفل ليعاونها على الجلوس على الطاولة الخاصة بهم جوار والدته ثم أنحنى يقبل يد والدته قائلا بأحترام: عن أذنك هطلع أجيب منار
ليان بستغراب: هو محمود وصل؟
إبتسم مالك قائلا بعيناه: أهو وصل.

تطلعوا لما يتطلع له فوجدوا محمود يدلف للداخل ومعه فاتن وبعض من عائلتهم الصغيرة...
توجهت إليهم ليان ترحب بهم بسعادة وخاصة فاتن فأنضم إليها مالك بذوقه المعتاد...
صدمت ليان حينما رأت والدتها حتى أن مالك لم يتعرف إليها وأنتظر ليان أن تعرفها كباقى العائلة ولكنه تعجب من هدوئها وصدمتها المريعة له، رفعت حنان يدها قائلة بأبتسامة تعجبت منها ليان: أنا والدة ليان.

تطلع مالك لليان بستغراب فلم يسبق لها أن أخبرته بأن لها والدة! ولكنه تفاد الموقف بنجاح قائلا بأبتسامة هادئة: أهلا بحضرتك شرفتينا
ثم أشار بيديه لشريف الذي أتى على الفور قائلا له بهدوء: شريف خد عيلة محمود للتربيزة الرئيسية، أشار له بتفهم ثم قال بأبتسامة واسعة: أتفضلوا معايا
وبالفعل لحقوا به ومازالت حنان تقف أمام ابنتها، أقترب مالك من ليان قائلا بهمس: أنا هطلع أجيب منار يا حبيبتى.

أشارت له وهى كالصنم تتأمل من تقف أمامها ببسمتها الغامضة، بالفعل تركها مالك وأنضم ليزيد ليصعد للأعلى ويقدم الحوريات لأزواجهم...

بغرفة بسمة...
أرتدت فستانها بصعوبة فلم يعد يليق بها أي من ثيابها، حتى ما أرتدته كان ضيق للغاية...

جلست أمام المرآة بضيق لتجده يخرج من حمام الغرفة ببذلته الرمادية التى جعلته كامل الرجولة بعدما كان يعشق أرتداء الملابس المكونة من سروال قصير بعض الشيء على تيشرت ضيق فهو مازال الشاب الجامعي..
تأملته بأعجاب فشلت بأخفاءه فأقترب منها يتأمل فستانها بتردد فما سيقوله ولكنه نجح بالتحدث أخيراً: على فكرة أنا جبتلك فستان واسع تقدري تلبسيه
تطلعت له بعدم أهتمام مصطنع: شكراً أنا لبست خلاص.

أجابها بهدوء: بس الفستان دا ضيق أوى
أكملت بضيق: عاجبنى ودا شيء ميخصكش
رمقها بنظرة مميته ثم توجه للخزانة وأخرج الفستان ثم وضعه أمامها قائلا بتحدى: لو ملبستيش دا مفيش خروج من الأوضة
وتركها وتوجه للخارج ليكون بأنتظار قرارها، رسمت البسمة على وجهها بتلقائية ثم حملت الفستان بين يدها بسعادة وإعجاب فهى الآن على حافة هلاك العشق...

أبدلت بسمة ثيابها ثم أرتدت الحجاب الذي وجدته مع الفستان لتنظر بسعادة لطالتها الجذابة ثم استدارت لتجده يقف أمامها يتأملها بعشق وإعجاب، إبتسمت قائلة بأحترام: زوقك جميل أوى، شكراً.
أقترب منها طارق قائلا بعين تفترس عيناها: مفيش زوجة بتشكر زوجها دا وجبه
شعرت بأن سعادة العالم لا تكفيها من فرحتها فأخشت أن تعبر له عن عشقها المتيم له لتخفض نظراتها سريعاً وتتوجه للخزانة..

أخرجت حذائها ثم جلست على المقعد فى عدد من المحاولات الشافة لأرتداءه، صعقت حينما أنحنى ذاك المغتصب كما كانت تراه، انحنى ليعاونها على أرتداء حذائها بقيت تتأمله بصمت ودمع يلمع بعيناها وبسمة تزين فمها ليس ما تراه حلم بل حقيقة شكلت بحب تراه الآن بعيناها، رفع عيناه لتزيح عيناها سريعاً فعتدل ليعدل بذلته قائلا بأبتسامة هادئة: كدا تمام ممكن ننزل بقا
أشارت له بأبتسامتها المرسومه وهبطت معه للاسفل..
.

صعد يزيد مع مالك للاعلى ولكن كف عن الحركة حينما رأها تخرج من الغرفة بفستانها الأحمر وحجابها الذهبي لتقف أمام الغول بأبتسامة رسمت لرؤيته متسمر أمامها هكذا إبتسم مالك وأنسحب ليترك له مجال التغزل بزوجته...
أقترب منها يزيد قائلا بأعجاب: تفتكري انى ممكن الغى الجوازة دي عشان نكون براحتنا ولا هتكون فكرة بايخة
تعال صوت ضحكاتها قائلة بصعوبة: جداً بس ممكن طبعاً نأخد راحتنا على أنه فرحنا.

ابتسم بمكر: فكرة برضو..
ورفع ذراعيه لها لتقدم يدها بخجل له...
هبط بها للاسفل ثم عاونها على الجلوس على الطاولة الخاصة بعائلتهم وصعد للأعلى سريعاً ليجد مالك ينتظره أمام الغرفة مستنداً بجسده الضخم على الحائط، ابتسم يزيد فرمقه مالك بنظرة متعالية: عرفت ليه خاليتك تقيد الحارس كان زمان الخطة اتقفشت لو جانبك تنحت كدا
ابتسم يزيد قائلا بسخرية: طول عمرك ذكي.

رفع يديه على كتفيه: أنا بقول الجماعة الا تحت دول هيجرالهم حاجة
تعالت ضحكات يزيد: طب يالا ياخويا
وبالفعل دلفوا للداخل ليبتسم كلا منهم وهو يرى شقيقته بالفستان الأبيض فشعروا بأنهم الآن لم يعد الصغر يمد لهم بمعروف..
اقترب مالك من منار مطلقاً صفيراً قوى: أيه الجمال دا يا موني
اجابته بسعادة: بجد يا مالك
ابتسم بتأكيد ؛ جد الجد دا حودة ممكن يجراله حاجة.

تعالت ضحكاتها ليشركها البسمة فتركها وتوجه لشاهندة قائلا بأبتسامته الثابتة: مبروك يا شاهى
ابتسمت شاهندة وخرجت من أحضان يزيد لتحتضن شقيقها الأخر قائلة بسعادة: الله يبارك فيك يا آبيه
مالك بأعجاب ؛ يبختك يا فراس جمال جمال يعنى ولا كلمة
تعالت ضحكاتها لعلمها بمرحه المعتاد فقالت بتعجب: فين سيف!
دلف من الخارج وتقى تلحقه بعدما أشترت فستان من اللون الأزرق بمساعدة سيف فكانت رقيقة للغاية.

اقترب منهم سيف ليصفعه يزيد بغضب: لسه فاكر ياخويا دا الغريب جاي من ساعة تقريباً.
أجابه بخوف مصطنع: عند تقى دي يا غول أنا كنت نازل من الفجر وربي الا يشهد بس حصل حوار طويل عريض بعد الفرح هحكيلك
مالك بأبتسامته المرتفعه: خلاص عفونا عنك مدام فيها حوار
اقتربت تقى من شاهندة ومنار وأخذت تهنئ كلا منهم..

بالأسفل.
زفر بغضب: كل دا بيجبوهم!
فراس بغضب هو الأخر: أنا على أخرى بلاش تنرفزنى أنت كمان.

أقترب منهم ذاك الوسيم ببذلته الرمادية قائلا بسخرية: جرى أيه يا شباب هانت
فراس بغضب: أنت جيت يا أستاذ مراد كدا كملت
أجابه بغرور: طبعاً بيا لازم تكمل رغم هزارك السخيف هطلع أستعجلهم
محمود بسعادة: روح يا شيخ ربنا يسعدك دنيا وأخرة
تعالت ضحكات مراد: خلاص خلاص هتشحت
وبالفعل صعد مراد وحثهم على الهبوط لتهبط شاهندة بيد مالك ومنار بيد يزيد ليثبتوا للجميع بأنهم أخوة لكلا منهم..

أقترب فراس منها بفرحة فأبتسم مالك قائلا بمكر: عندك لازم تتخطانى عشان تخدها
زمجر بوجهه بغضب: أتخطاك ايه هى ملاكمة؟!.
تعالت ضحكات مالك ليقول بغرور: أعتبرها زي ما تحب
فراس بضيق: فى أخ يعمل كدا مع أخوه!
مالك بسخرية: دا واجب ومالوش علاقة بأخ ولا بعم ولا أيه يا مراد
رفع مراد عيناه من على هاتفه قائلا بتأكيد: الا مالك يشوفه أعتبره صح
لمس فراس قلق مراد من حديثه فأقترب منه قائلا بخوف: فى حاجة يا مراد؟

أجابه بهدوء: لا مرفت كانت قالت أنها هتحضر الحفلة بس مش عارف أتاخرت ليه حتى تلفونها مقفول عموماً أطلع معها بره وأنا هروح أشوفها مش هتأخر عليك
ابتسم فراس بتفهم فتوجه مراد للمغادرة ولكنه توقف حينما رأى جاسمين تجلس على الطاولة ولجوارها شابٍ يكاد يتذكر ملامحه..
أقترب منهم ليستمع للأتى..
شريف بهدوء زائف: مأنا أعتذرت منك كتير أعمل أيه تانى بس عشان تسامحينى!

جاسمين بغضب زائف: متعملش أنا بحسك قاصد تنرفزنى دايما
شريف بصدمة: أنا!
أجابته بتأكيد: ايوا من يوم ما جيت مع فراس وانت مش بتبطل ترمى عليا كلام بالمعنى المصري تلقح عليا
تعالت ضحكات شريف: حلوة يالمعنى المصري دي، وبعدين أنتِ الا رفعتى ايدك عليا الاول ولا نسيتى
كادت الحديث ليقطعها: أنا مسامح وقولت لفراس انى عايز أتجوزك قالى قول لأخوها وانا مشفتوش غير مرة واحدة وبين عليه كدا طبعه أصعب منك.

رمقته بضيق ليسرع بالحديث: أقصد يعنى معندوش تفاهم فقولت أخد رأيك فى الموضوع دا
حاولت اخفاء بسمتها لتقول بخجل: مراد طيب على فكرة تقدر تقوله
صدم شريف وصرخ بسعادة: يعنى موافقه تتجوزينى!
مراد بسخرية: واضح أنك غبي الحكاية مفهومة بدون كلام
أستدرت بصدمة وهى تطلع له قائلة بأرتباك: مراد!
أقترب منها ثم رفع يديه على وجهها قائلا بأبتسامة هادئة: وحشتينى يا مجنونه.

تخشب شريف محله وبأنتظار أن يتقاضى الحكم فتفاجئ به يقترب منه ليبتلع ريقه بخوف لا مثيل له
رمقه بنظرة قائلا بصوته الثابت: الا بيتقدم لحد بيدخل من الباب ولا أيه
شريف بتأكيد وفرحة طبعاً هحدد معاد مع حضرتك وأجيب عصابة نعمان ونجيلك
أرتدى نظارته وتوجه لسيارته قائلا دون ان يستدير له: بأنتظارك..
كاد فمها ان يصل للأرض فأغلقه شريف بسخرية: أجمدى مع شيفو تصنع المعجزات

.

أقترب محمود منها ببطئ حتى كادت أن يفقد حركته قائلا بصعوبة بالحديث: ما شاء الله ربنا يحرسك ليا يا حبيبتي
وضعت عيناها أرضاً بخجل فأنسحب يزيد بعدما سلمها له..
تحركت معه للخارج بينما لمح يزيد موال المتخفية بنقاب فأبتسم بمكر وشرع بالأبتعاد عن مابك وبسمة لتظن بأن الأجواء خلت لها..

بالخارج.

وقفت أمامها تطلع لها بصدمة لتكمل هى: صحيح كنت زعلانه منك لما سبتى حسام ونفوذه بس لما عرفت أنك أتجوزتى مالك نعمان فرحت بيكِ جداً وبقيت فخورة أنك بنتى مالك أغنى منه ألف مرة
صدمت وهى تتأملها تتحدث هكذا ثم خرج صوتها اخيراً بأبتسامة زائفة وجرح يوسع ليحطم الكثير: يعنى أنتِ فرحانه بيا
أجابتها بتأكيد وسعادة: جداً يا حبيبتي.

إبتسمت ليان وأستدارت تبحث عن مالك الي أن رأته يهبط الدرج فأشارت له ليفترب منها قائلا بأبتسامة هادئة: فى حاجة يا حبيبتي..
تمسكت بيديه وأوقفته أمام والدتها قائلة بأبتسامة واسعة: ماما فرحانه منى يا مالك عشان وقعت شاب غني زيك فى حبي وأتجوزتك فقررت أنها تيجى بنفسها تباركلى
تطلع لها مالك بزهول فخجلت حنان قائلة بأبتسامة مصطنعه: أيه الهزار البايخ دا يا لين.

جذبت يدها منها لتصرخ ببكاء مكبوت لسنوات: دي الحقيقة أنا مش عارفه أنت أم أزاي؟! عمري ما حسيت أنك بتحبنى كل الا يهمك الفلوس وبس حتى لو كنت على سرير الموت بتجى تتطمني أنى لسه عايشة وبتمشى والله كتر ألف خيرك
حنان بغضب: بطلى جنان
بكت قائلة بدموع: الجنان دا لو دخلتك حياتى من بعد النهاردة أخرجى من هنا أرجوكى ومن حياتى كلها أنا مبحسش بالآمان بوجودك بالعكس بكره نفسي وبحاول أكرهك أخرجى من هنا حالا.

أحتضنها مالك بحزن على حالها قائلا بحزن: أهدي يا ليان خلاص
تركتها ورحلت ومازال الكبر والحقد يملأ قلبها لتبكى بين يديه قائلة بدموع: خدني من هنا يا مالك مش عايزة حد يشوفني كدا
وبالفعل انصاع لها وحملها بين ذراعيه للداخل...

بالحفل...

تركت بسمة الحفل وخرجت لتبحث عن الفتيات لتلمحها نوال وتشير لأحد رجالها فأقترب منها بعدما راقب الجميع ليكمم فمها بقوة ويدفشها للغرفة المظلمة بالقصر، حاولت الصراخ ولكن لم تسيطيع، وهى ترى أمامها رجلا يقيدها والأخر يعبئ حقنة مجهولة المصدر...

حاولت التملص من بين يديه ولكن لم تستطيع، لترخو نظراتها حينما رأت معشوقها يقف أمامها ويشل حركة ذاك الرجل ليضع الأبرة برقبته وينهى أمره، تركها الرجل الذي يكممها وأقترب من يزيد قائلا له بأحترام: كله تمام يا يزيد بيه نوال دلوقتى بتحاول تخدر مالك بيه بأى طريقة وأنا بدلت المشروب زي ما حضرتك طلبت
أشار له برضا فتوجه للخروج قائلا لبسمة وعيناه أرضاً: بعتذر منك يا هانم.

وغادر الرجل تاركها بصدمة وهى تطلع ليزيد..

وضعها على الأريكة ليجثو على ركبته قائلا بخوف: خلاص يا ليان بلاش دموع
أكثرت من البكاء قائلة بصوت متقطع: معرفتش أحكيلك قبل كدا يا مالك أتحرجت أقولك أن والداتي بالبشاعة دي أنا فعلا معنديش غيرك
أحتضنها بقوة قائلا بثبات: بلاش تتكلمى فى الموضوع دا تانى بعد الحفلة هنتكلم دلوقتى محمود محتاجك جانبك أنتِ أخته الوحيدة ولا أيه.

إبتسمت لتفهمه فأزاح دموعها وعاونها على الوقوف قائلا بعشق: ممكن تضحكى بقا.
إبتسمت قائلة بهمس: بحبك
ضيق عيناه بغضب: قولت عايزين نحضر الحفلة ليه مصممة تضعفى الأرادة الا عندي
تعالت ضحكاتها ليدفشها برفق: بره يا ليان
استدارت وكادت الحديث ليشير لها بالصمت قائلا بتحذير: بره قولت
وبالفعل انصاعت له وخرجت وهى تبتعد عن رائحته التى تسلل لها الآمان والراحة.

بينما هو أستدار ليتوجه للداخل فتفاجئ بعدد من الرجال يطوفه..

وصل مراد لشقتها فطرق الباب كثيراً ولكن لا رد له فشعل القلق حافة قلبه ليحطم الباب الذي أنهار أمامه قوته سريعاً ليتفاجئ بشقتها المقلوبة رأساً على عقب..
دلف لغرفة النوم سريعاً وهو يصيح بلهفة: ميرفت، ميرفت
ليجد الهاتف محطم والغرفة شبه محطمه ليعلم الآن من جرء على فعل ذلك ليخرج صوته الغاضب: حيواااان
وغادر لسيارته سريعاً...

بمكانٍ أخر
كانت مكبلة بالأحبال تبكى بقوة حينما علمت منهم بأن والدها من أمر بذلك، كما أنه أمرهم بأن تسافر معهم بالقوة لدولة مجهولة لن يتمكن مراد الجندي الوصول إليها ربما هى نهاية لعلاقتها به وربما بداية لهلاك أعظم..
تحركت معهم للطائرة وهى كالجثة التى تزف لموتها، بداخلها رغبة حقيقة بالموت، والأخرى برؤيته فكيف سيتمكن من الوصول إليها بدولة لا تعرف حتى أسمها أو إلي أين الرحيل!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة