قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني والعشرون

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني والعشرون

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني والعشرون

إستدار مالك ليتفاجئ بعدد من الرجال يطوفه بحدة فتعجب مما يراه، هل حدث تغير بالخطة لدرجة المهاجمة علناً...
خلعت نوال نقابها قائلة بغضب يشع من عيناها: كنت عارفة أن فى حاجة غلط
تيقن مالك من حديثها حتى خروجها من ذاك الممر يثبت بأنها رأت ما فعله يزيد أو ربما وجدت الرجل الذي حاول حقن بسمة جثة هامدة بعد أن حرص على مقتله الغول...

بقى ثابتاً كما هو، عيناه الثابتة تتنقل على الرجال المسلحون بنظرات تفحص ليستكشف أيٍ منهم رجاله..
أنهت نوال كلامها بغل لتجده ثابتٍ كالسيف فخرج صوتها بعصبية: خلصوا عليه
لم يبرح مكانه وبقى كما هو حتى الرجال ظلوا ثابتين...
جذب مالك المقعد ثم جلس وضعاً قدماً فوق الأخري بتعالى وكبرياء يتابعها بأهتمام لما ستفعله؟، زادها الأمر سوء لتصرخ بهم بغضب أنتوا لسه واقفين! أتحركوا.

إبتسم مالك قائلا بسخرية: هيتحركوا أزاي من غير أذنى!
تطلعت له بصدمة فتعالت ضحكاته بشماته على ما يحدث لها: شكلى هديتي أنا ويزيد عجبتك
تراجعت للخلف بصدمة وخاصة بعد ظهور يزيد ونظراته تكاد تفتك بها ليقف جوار مالك قائلا بسخرية: مش كان الأفضل ليكِ أنك تموتى فى فرشتك؟
رمقته بنظرة محتقنه ليكمل حديثه بعدما أستند بقدميه على المقعد المقابل لها قائلا بثبات: المفروض تتشكرني لأنى على طول بحققلك أمنياتك.

ضيقت عيناها بعدم فهم ليكمل هو بثقته المعتادة: زي أمنية الهروب من السجن حتى لو بقناع الموت ودا كان أسهل حاجة أعملها وزي النهاردة حبيتى تشوفينا وأحنا بننهار أدامك مكسفتكيش وخاليتهم ينفذوا طلبك مع تعديل بسيط أنها نهايتك أنت مش نهايتنا..
دلف سيف وفراس من الخارج يتأملها بنظرة ممتلئة بالحقد والكره لها ثم وقف جوار يزيد...
رفعت نوال سلاحها قائلة بشرار وحقد دافين: بس لسه عندى فرصة أنى أخلص عليكم.

إبتسم فراس قائلا بثباتٍ أثار حنقها: دا لو فضلتى على قيد الحياة ثانية واحدة
لم تفهم كلماته الا حينما غمرها آلم رهيب بأنحاء جسدها فخارت قواها شيئاً فشيء لتنظر لهم بصدمة لا مثيل لها...
دلفت ليان وبسمة من الخارج لتشهق كلا منهم بصدمة وهم يروها هكذا، رفعت عيناها لتنظر لتلك الفتيات بنظرة حقد حتى فى أخر أنفاسها! مازال عقلها القذر يعمل بسرعة ليجد الخطط الدانيئة..

رفعت نظرها للأعلى لتجد فوق رأسهم عمود عمالق من الأنوار الكهربية (نجفة كبيرة للغاية)، فأبتسمت حتى أن كانت ستفتك بقلوبهم..
أقترب فراس منها ثم أنحنى ليكون على مقربة منها قائلا بصوت يشبه الرعد المخيف: دا نفس السم الا أمرتي بيه أنهم يحطوه ليا فى العصير بس مع تعديل بسيط أنتِ الا شربتيه مش أنا...
وتركها ووقف يتأملها بكره شديد فرفعت سلاحها قائلة بصعوبة بالحديث: مستحيل ما أسببش لحد فيكم ضرر.

لم يفهموا كلماتها الا حينما رفعت السلاح على الحبل السميك الحامل لتلك العمود للعمالق فأصابته بنجاح والأبتسامة اللعينة مرسومة على وجهها.

أستدار مالك ويزيد سريعاً ليجد ليان على محاذاته وبسمة على محاذة مالك فأسرع كلا منهم بسرعة البرق لينتشل قلب رفيقه جذب يزيد ليان فتعثرت قدماها لينبطح معها أرضاً ويحميها يظهره العمالق وكذلك فعلا مالك بأن جذب بسمة بسرعة كبيرة وأحتضنها لتسري قطع الزجاج المتناثرة من العمود بداخل ظهر مالك ليركض فراس بزعر إليه...

بينما أسرع سيف إلى يزيد يعاون ليان على الوقوف وهى تتأمل ما حدث لثوانى بصدمة زادت حينما وجدت معشوقها ينزف بغزارة..
فتحت بسمة عيناها بزهول وهى تحاول إستيعاب ما حدث لتفق على مالك يقف أمامها كالسد المنيع والزجاج يقتص منه لدرجة جعلتها تبكى بقوة فهو من أنقذها من الموت...
جذبه فراس قائلا بخوف ولهفة: مااالك
إبتسم قائلا ببعض التعب والمرح حليفه: أسترجل يالا دى أصابة بسيطة يا عبيط.

أقتربت منه ليان بدموع وهى تتمسك به: مالك أنت كويس؟، أطلب الأسعاف يا فراس
وبالفعل انصاع لها فراس وأخرج هاتفه ولكن أسرع مالك بجذبه قائلا بغضب: متعملش كدا مش عايز منار ولا شاهندة تحس بحاجة أرجع لعروستك أنا كويس
صاح بغضب: كويس فين! أنت بتنزف
أقترب منه يزيد قائلا بجدية وحذم: نفذ الا قاله بدون نقاش
كاد الحديث ولكن نظرات الغول أرضخته فخرج للحفل...

بينما عاون سيف مالك على التمدد مستلقى على صدره حتى يتمكن من أخراج الزجاج المندثر على ظهره..
أما نوال فألقت حتفها الأخير وهى ترى كلامنهم ينقذ زوجة الأخر كأن ما رأته كان السبب الأساسي بموتها لتعلم الآن بأن من حصد الأشواك جناها...
بكت ليان ويزيد يخرج الزجاج فتطلع لها قائلا بهدوء: أخرجي بره يا ليان
أجابته بدموع: لا مش هسيب مالك
خرج صوت مالك المتقطع من الآلآم: أسمعى الكلام يا ليان أنا كويس.

أجابته بغضب لا مش هخرج
تطلع يزيد لبسمة قائلا بحذم: خرجيها يا بسمة، فوراً
وبالفعل أنصاعت له وجذبت ليان للخارج فخرجت معها والدموع تسرى على قسمات وجهها..
أما بالداخل، تمزق قلب الغول وهى يستمع لخفوت صوت مالك بآلم كان يكبته كى لا يعذب قلب معشوقته فكأن ما فعله كان الصواب لمالك، أنهى يزيد أخراج الزجاج من جسده ثم عاونه بمساعدة سيف على خلع الجاكيت والقميص.

أستدار يزيد بوجهه: سيف هات علبة الأسعافات الأولية
وبالفعل أسرع سيف وأحضر المطلوب أما رجاله فتوالوا أمر نوال جيداً...

خطت معهم ويديها مكبلة بالحبال، تكاد تكون خطواتها أشبه بالوقوف لعله يأتى لنجدتها، فكيف ستتمكن من العيش بدونه!.
هوت دموعها بحسرة وهى تردد بشهقات دموع: مراد...
أغلقت عيناها بقوة وهى تخطو أولى درجات الدرج الخاص بالطائرة الخاصة لتتخشب بمحلها حينما تستمع لصوت سيارة تقترب منهم..

أستدارت والأمل يتعلق بها فيجعلها كمن يتعلق بأخر فرصة للنجأة، تسلل الفرح لتلك العيون الدامسة بالأحزان حينما رأته هو من بالسيارة، يقترب منهم بسرعة البرق والغضب يتلون على وجهه فيجعله أكثر خطورة كالأسد المتحرر من قيوده، جذبها الرجل لتصعد للطائرة سريعاً حتى يتمكنوا من الفرار من امام ذاك الوحش الثائر الذي هبط من سيارته وراح يمزق أشلائهم، رفضت التحرك من مكانها وهى تصرخ بهم بان يتركوها ولكنهم لم يستمعوا لها الا حينما قبض عليهم ذاك المتمرد لينالوا الجزاء المناسب لمن يجرء على فعل ذاك بزوجته..

تطلعت له بسكون ودموع غزيرة، كل ما يشغل تفكيرها أنها كانت ستحرم منه للأبد!، أقترب منها وهو يحل وثاقها قائلا بقلق لسكونها أنتِ كويسة؟

لم تجيبه وما أن حل وثاقها حتى ألقت بنفسها بداخل أحضانه تبكى بقوة وتشدد من أحتضانه ليتمزق قلبه هو الأخر، ليشغل فكره بأنه إن لم يتمكن من الوصول بالوقت المناسب كيف كان سيعيش بدونها! وماذا لو لم يأخذه تخمينه بأن والدها سيعمل على إبعادها عنه بأي طريقة حتى لو كانت لدولة أخرى لن يتمكن من الوصول إليها..
سكنت بين أحضانه فأخرجها سريعاً قائلا وعيناه تتفحصها بلهفة: متخافيش يا حبيبتى.

رفعت عيناها بعيناه قائلة بصوت متقطع من البكاء: كنت خايفة مش أشوفك تانى يا مراد
أزاح دموعها قائلا بسخرية وكبريائه المعهود: متخلقش الا يفرق مراد الجندي عن حاجة بيحبها
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق فمازال محتفظ بجزء من كبريائه..
حملها بين يديه ثم وضعها بالسيارة وتحرك بها من ذاك المكان المربك لها...

بالحفل..

جلست ليان على الطاولة جوار تقى وبسمة وبسملة فحاولت بسمة جاهدة لأخراج حافة التوتر من قلبها وفى نهاية الأمر أستطعت...
أما بالداخل، أرتدى مالك بذلة سوداء اللون بمساعدة سيف ويزيد بعدما فشل بأقناعه بأن يظل بالأعلى ولكنه أخبره بأنه بخير...
، كانت نظراته لا توحى بأنه بخير حتى أن الشك بدأ يساورها فتطلعت له قائلة بخوف: أنت كويس؟
أعتدل فراس بجلسته قائلا بهدوء مصطنع: مفيش حاجة متقلقيش.

اقترب مالك ويزيد من الطاولة الخاصة بالفتيات قائلا بمزح: ينفع نقعد ولا ممنوع للرجال؟
تعالت ضحكاتهم فأقتربت منه ليان بسعادة لرؤيته يقف أمامها فكانت تظن بأنه لن يكمل الحفل، رفع يديه على معصمها المتمسك به قائلا بأبتسامته الفتاكة: مش قولتلك مفيش داعى للقلق
أجابته بفرحة: الحمد لله
جلس يزيد جوار بسمة قائلا بغرور: عامله أيه من غيرى
ضيقت فمها بضيق: مغرور
أقترب ليهمس لها بعشق: بس بموت فيكِ.

لم تبالى به وظلت بملامح ثابته ليزفر بستسلام لعلمه سبب إنزعجها: مكنش ينفع أقولك حاجة يا بسمة نوال وخطتها الا ساعدتنى أتخلص منها للأبد الست دي الشر بيتعلم منها توقعى أي حاجة
بسمة بغضب: كان على الأقل تعرفنى أفرض الا كانت بتخطط ليه دا حصل كانت نظرة ليان والكل ليا أيه؟
قاطعها بحذم: محدش يقدر يبصلك ولا يقول عليكِ كلمة ثم أنى كنت عارف بكل حاجة وكل خطوة بتعملها بكون سابقها.

وضعت عيناها أرضاً بصمت ليجذب ذراعيها بين يديه قائلا بنظراته الدافئة: ممكن ما نفكرش بالموضوع دا تانى
رفعت عيناها لتقابل عيناه فأبتسمت قائلة بخجل: أعتبرينى نسيت
إبتسم هو الأخر وأحتضانها...
هدء فراس حينما وجد أخيه يقف أمامه بملامح هادئة للغاية خالية من الآلم فشعر بالأرتياح وأنه تعدا تلك الكارثة حقاً.

تعال أجواء الحفل ليصحب كلا منهم حوريته تحت أضواء القمر والشموع المتناثرة على الجوانب لتتقابل العينان بلقاء خالد بين الضو والعشق...
، سيف تقى...
تميلت معه وعيناهم تحتضن بعضهم البعض بعشق ولد بين أطايفه نسمات من ريحان..
ليخرج صوته فيقطع الصمت السائد بين النظرات: بحبك يا تقى
إبتسمت بعشق وهى تتأمل عيناه الرمادية بسحرهم الخاص قائلة بهمس: أنا أتعديت مرحلة الحب دي من سنين
إبتسم قائلا بجدية: كنت مغفل.

قاطعته بحدة: متقولش كدا تانى أنا الا كان لازم أتعب عشان أعرف أخليك تحبنى
ثم أنحنت لتهمس له بعشق: والظاهر نجحت
تعالت ضحكاته الرجولية ليجذبها بأحضانه بسعادة...
ليان مالك...
تحركت معه بستسلام كأنه هو من يحركها لتطفو على قيد الحياة كأنه الموج الهادئ ليخطفها بين أضلاعه الممزوجة بلهيب العشق الحارق...
بقيت تتأمل عيناه بأبتسامة رقيقة تتنقل بين ملامح وجهه، ليبتسم هو الأخر قائلا بتعجب: أول مرة تشوفينى؟!

إبتسمت بتأكيد ؛ كل ما بشوفك بحسها أول مرة لأنى بكتشف فيك حاجات جديدة كلها أغرب من الخيال
تعالت ضحكاته الساخرة: للدرجادي!
ضيقت عيناها بغضب: كدا يا مالك طب كمل رقص لوحدك
وكادت أن تتوجه للهبوط ليجذبها لأحضانه قائلا بمرح: طب قوليلي أنا أعمل أيه وأنا بسمع منك الكلام دا!
معزور يا حبيبتى دانا حفيت عشان أسمع كلمة بحبك!، فجاءة أسمع كل دا؟
أخفت بسمتها الخجولة فقربها منه يجعلها بموجٍ خاص به...
.

أنضم لهم مراد وميرفت ليتطلع له فراس بغضب فأشار له بالصمت وأنه سيحدثه بعد الحفل، أما يزيد وطارق فكانوا يعدوا خطة للأبتعاد عن ذاك العالم المحفور بالمتاعب لعالم خاص بطوفان العشق..
إبتسم طارق بعدما أنهى خطة يزيد وأمر الخدم بنقل ما يلزم لليخت الضخم الذي أحضره يزيد ليبعدهم عن الأجواء المشحونة برحلة ستحفر بعشق أل نعمان...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة