قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث والعشرون

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث والعشرون

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث والعشرون

تركت زمام أمورها له فحركها بين يديه وعيناه تغرد لها عشقاً تستمع له لأول مرة، كأنه تخلى عن عناده ومشاكسته لها لترى الجانب المعتم من طوفان عشقه اللامنتاهي..
خرج صوته الفتاك: خلاص بقيتى مرأتى
رفعت شاهندة عيناها له قائلة بأبتسامة خبث: ربنا يسترها عليك يابني خاليك فاكر أنى مكنتش موافقة على الجوازة دي من الأول بس يالا نصيب.

تعالت ضحكاته بعدم تصديق ثم تحكم بذاته بسرعة تعجبتها هى قائلا بصوتٍ حازم: لا متقلقيش عليا عندى الخبرة الكافية بالتعامل مع الستات بأنواعها
تركت يداه بصدمة: ستات! أنت كنت تعرف حد قبل كدا
جذب يدها وبسمة الأنتصار تحتل قسمات وجهه ليخرج صوته الماكر: هو حد واحد بس!، قلبك أبيض
شرارت الغضب تطيرت من عيناها فأبتسم وهو يتأملها قائلا بهمس: بتحبنى
أجابته بغضب: لااا
إبتسم بخبث: طب خلاص غيرانة ليه؟

قاطعته بحدة: لأنى زوجتك يا محترم
تأمل عيناها بعشق متخفى ثم قال بهدوء: من أمته؟
لم تجيبه فكان الغضب يلعب دوره الحاسم معها ليسترسل حديثه: من ساعة تقريباً ومن هنا ممكن تحاسبينى لكن الا فات دا ملكي أنا وبس
شددت على أسنانها بضيق: أنت مستفز أوي
أحتضنها ليهمس لها على إيقاع النغمات الهادئة: بعد الشر عليكِ يا حبيبتي بلاش عصبية.

حاولت التملص من بين يديه ليهمس بخبث: عيب الناس بتبص علينا يقولوا أيه العروسة مش طايقه العريس ومغصوبة عليه!
أبتعدت عنه لترى عيناه فأكمل بمكر: وممكن يقولوا بتحب واحد تانى مثلا
فتحت عيناها على مصراعيها ليبتسم قائلا ببرود: بقول مثلا
ركلته بحذائها المرتفع على قدميه بغضب ليصرخ بصوتٍ مكبوت للغاية قائلا بصعوبة: أحنا فينا من كدا ماااشي لينا أوضة تلمنا
إبتسمت بمكر: معلش يا حبيبي مقصدش.

تأمل بسمتها وكلمتها حتى لو كانت بمنظور السخرية ولكنها خفقت القلب بنبض لم يستمع له من قبل ليتأملها بنظرة جعلتها كالمتصنم تحاول إستيعاب ما يحدث أمامها تشعر بأنها بعالم يتملكها هو بعيناه الساحرة لم تعد تعلم ما بينهم عناد أم عشق من نوع أخر كل ما تعلمه بأنها على وشك الهلاك من نظراته.

تعلقت عيناه بها ليخرج صوته العاشق: مش عارف كنت هستحمل سنة أزاي؟!
آبتسمت بخجل ليكمل هو: أنتِ متتصوريش أنتِ بالنسبالي أيه يا منار، من أول ما شوفتك بمكتبي وأنا حاسس أن فى حاجة غريبة هتجمعنى بيكِ أنا تقريباً عيونى مكنتش بتسيبك سواء كنتِ فى المدرج او فى أي مكان بالجامعة
تلون وجهها بحمرة الخجل قائلة بصعوبة لتغير الحديث المخجل لها: كنت قولتلي على هدية هى فين؟
زمجر بغضب: هو دا وقته!

لوت فمها بطفولية: أنت عارف يا محمود أنى مش بقدر أستنى بالذات لو عرفت أن فى هداية
تحرك معها بثبات قائلا بمكر: هتعرفيها بس مش هنا
رمقته بضيق فأبتسم بتسلية لرؤياها هكذا...

بحثت عنه كثيراً حتى ملت من رؤياه فيبدو لها أنه ترك الحفل بأكمله، أستدارت لتعود للحفل لتجد جسدها متخشب وعطره يفوح لها فأبتسم ورفعت يدها تتطوف ذراعيه المحتضن لها قائلة بضيق دون الأستدار له: سايبنى لوحدى والكل بيرقص وأنا بدور عليك..
إبتسم الغول قائلا بعشق وصوته يلفح آذنيها: يا خبر أميرتي زعلانه مني وأنا بجهزلها مفاجآة كبيرة لا كدا هشيل المفاجأة الوحشة دي
أستدارت بلهفة: مفاجأة فيين؟

إبتسم وهو يرى بسمتها وحماسها المتلهف ليحملها بين ذراعيه قائلا بعشق: الأول أصلحك وبعدين أقولك على المفاجأة
لم تفهم ما يتفوه به الا حينما خطى درجات ليصل لسطح يخت ضخم ثم عاونها على الهبوط وتقدم من الكاست الصغير بموسيقاه الهادئة ليجذبها عليه قائلا بثباته المعتاد: فى أحلى من كدا رقص منفرد تحت ضوء القمر والغول بنفسه!
تعالت ضحكاتها وهى تختبئ بأحضانه فنظراته الواثقة تجعلها مثيرة للشك...

بقيت تترنح معه وهى بعالم تخشى الأفاقة منه، عيناها مغلقة بقوة كأنها تتشبس به...
مرت الدقائق ومازالت تتحرك معه حتى بعد إنتهاء النغمة، إبتسم الغول وهو يتحرك معها حتى أخرجها من أحضانه قائلا بغرور مصطنع: هو أنا منوم؟! أنا بقيت بخاف أحضنك عشان بلاقيكِ سفرتي دنيا تانية
جحظت عيناها قائلة بغضب: وليه متقولش أنى لما بشوفك النوم الا بيكبس عليا.

تعالت ضحكاته الرجولية قائلا ويداه مرفوعة للأعلى بستسلام: مش عايز أدخل معاكِ فى مناقشات خسران فيها ثم أننا دخلين على مفاجأة فحاولى على أد ما تقدري متحضنييش
تلونت عيناها بالغضب ليكمل بمكر: دا لمصلحتك عشان تشوفى الهدايا الا جبتهالك
زمجرت بغضب: لا أقنعتنى
إبتسم وهى يجذب يديها لتقف أمامه فيحملها لترى العالم بأكمله من على سطح اليخت المرتفع حتى القصر والحفل..

أستدارت له قائلة بفرحة: هو اليخت دا مش هيتحرك
إبتسم بثبات: لما عددنا يكمل
تطلعت له بعدم فهم ليصعد سيف وتقى للأعلى فأبتسمت بسعادة حينما علمت جزء من خطة الغول...
بالأسفل..
تقى بستغراب: جايبنى على هنا ليه يا سيف؟
سيف بسخرية: هخطفك وبعدين هتحرش بيكِ...
تملكها الرعب فهبط الدرج بخوف: بجد!
لم يتمالك زمام اموره فصاح بغضب: أنتِ مراتى يا ماما
أكملت الدرج بتذكر أه تصدق.

تعالت ضحكاته قائلا بعدم تصديق: مجنونة على فكرة
لوت فمها بغضب: وانت بارد ومصمم تخرجني عن شعوري
اقترب منها قائلا بحزن مصطنع: كدا يا تقى بقا أنا بارد؟
إبتسمت بمكر: والله على حسب زي مثلا لو قولتلي جاين هنا ليه؟
رمقها بغصب ثم قال بتأفف: معرفش جالى رسالة من مالك أنى أكون هنا أنا وأنتِ
قاطعه الصوت من خلفه: وأنا كمان جالى رسالة من يزيد.

أستدار سيف ليجد طارق وبسملة أمامهم ليقطعهم مراد هو الاخر: مالك بعتلى نفس الرسالة
طارق بستغراب: الأتنين دول بيفكروا فى أيه؟
أستدار مراد قائلا بأبتسامة تسلية: العرسان كمان؟!
تطلع سيف وطارق ليجدوا فراس يصعد لليخت هو ومحمود حتى شريف وجاسمين
سيف بأبتسامة سخرية: دى خطة يا معلم
فراس بستغراب لوجودهم: كدا فى حاجة
محمود بزهول: هو الرسالة جيتلكم انتوا كمان.

أشاروا جميعاً برؤسهم لتتحدث منار بستغراب: طب فين آبيه يزيد ومالك
تقى: أحنا طالعنا هنا مالقناش حد
شريف بخوف شديد: أوع اليخت يغرق بينا والجماعة دول عايزين يخلصوا مننا
تمسكت ميرفت بذراع مراد بخوفٍ لا مثيل له حينما إستمعت للغرق ليحتضن يدها بأبتسامة هادئة: متخديش على كلام الغبي دا أكيد فى مغزى للموضوع
تحرك اليخت ليصرخ شريف: مغزى مين يابا هنموووت
شاهندة بغضب: ممكن تسكت شوية رعبتنا يا أخي.

فراس بنظرات هائمة غير عابئ بمن حوله: رعب وأنا موجود طب دي تيجى أزاي أنا أحميكِ من الدنيا كلها يا قلبي
سيف بسخرية: الله الله أجبلكم شجرة وأتنين ليمون
تعالت ضحكات بسملة فتأملها طارق بأبتسامة هادئة ليقطعه مراد بسخرية: عيب يا سيف مهما كانوا لسه عرسان جداد
ثم أستدار لفراس قائلا بنفس لهجة سيف؛ بلاش ليمون نخليها برتقان أحسن.

تعالت الضحكات ليزفر محمود بغضب: دا وقته اليخت أتحرك يا بشر ومن غير سواق خاليكم جد بقا أنا مكانى مش هنا المفروض أكون فى الشقة مع عروستى
جاسمين برعب وهى تحتضن مراد: ممكن نكون أتخطفنا وعايزين فدية
تعالت ضحكات فراس بقوة: خطف!، مين المجنون الا ممكن يفكر يخطف مراد الجندي ولا فراس نعمان!، بلاش دي هيخطف وفد من العناصر النسائية عشان تنهوا حياته؟!
منار: لا كلمك أقنعنى.

طارق بهدوء: طب بما أننا لا مخطوفين ولا يحزنون أيه سبب تواجدنا هنا
قاطعه مراد: السؤال دا اجابته عند أخوك وإبن عمك
سيف بغضب: دي خطة يا معلم والقصد منها..
قاطعه الصوت من الأعلى بعد أن أنضم للغول: كل خير على فكرة
تطلعوا للأعلى ليجدوا مالك أمامهم ولجواره الغول فهبطوا للاسفل ولحقت بهم بسمة وليان...
فراس بضيق: ممكن تفهمونا فى أيه؟

يزيد بثباته المعتاد: هتعرف بعد ساعة من دلوقتى ولحد ما الساعة دي تخلص أعتبروا اليخت بيتكم خدوا راحتكم
محمود بسخرية: أنت فايق يا يزيد أحنا سبنا الحفلة وفرحنا النهاردة
مالك بأبتسامته الفتاكة: ما خلاص ياعم الحق علينا أننا فاكرنا نعملكم ليلة مميزة فى مكان ما تحلموش بيه
فراس بهدوء زائف: والمكان دا فين؟!.
سيف بسخرية: سؤال غبي، شوف مكانك فين ياخويا يعنى هتتجوز فى عرض البحر والله مميز فعلا.

يزيد بنظراته الجمرية ؛ أنا بقول تسكت أنت أحسن
أكمل مالك بحذم هو الأخر: قولنا بعد ساعة هنوصل للمكان دا بلاش رغي كتير
مراد بهدوء وسخرية: أسف للمقاطعة من كلام مالك قدرت أفهم أن المفاجأة خاصة بالعرسان باقى الفريق لزمتهم أيه بقا؟!
إبتسم يزيد بمكر: وأحنا مش عرسان ولا أيه
تطلعوا جميعاً لبعضهم البعض فتلونت وجوه الفتيات بحمرة الخجل ليبتسم كلا منهم ويصطحب معشوقته وينفرد باليخت بصمتٍ تام...

جلست جواره تتأمل المياه بشرود فشعرت بدفئ يطوفها لتجده يحتضنها بجاكيته حتى لا تتسرب برودة المياه لجسدها...
إبتسمت قائلة وعيناها تتأمله: كنت هعيش أزاي من غيرك
جذبها لأحضانه قائلا وعيناه قد أمتلأت بالوعيد: الا حصل دا أوعدك أنه مش هيعدى
خرجت سريعاً لتلتقى بعيناه قائلة برجاء: لا يا مراد أرجوك متنساش دا أبويا بالنهاية عشان خاطري بلاش تعمله حاجة.

تطلع لها بصمتٍ لعله يتحكم بغضبه فهو ليس بالهين ليترك الأمر هكذا، هوت دمعة من عيناها لتسرى لقلبه كالسهم المخترق ليزيحها قائلا بضيق: خلاص بس لو أتكررت تانى وربي ما حاجة هتقدر توقفنى
أحتضنته قائلة بسعادة: بحبك
إبتسم وهو يطوفها بذراعيه: وأنا بعشقك
، جلست بمفردها تتأمل حركات الأمواج بحزن على ما يحدث بقلبها، حالها مشابه له، قلبها بعاصفة مريبة ليس له شاطئ او وجهة لمرساه...

جلس طارق جوارها والصمت يختذل وجهه ليخرج بعد قليل وعيناه تتحاشي النظر إليها: ممكن أسالك مالك؟
أستدارت بوجهها له تتأمله قليلا ثم خرج صوتها المربك: مش عارفه
إبتسم بسخرية لتصيح بغضب: بلاش الضحكة السخيفة دي
رسم الجدية قائلا بثبات: طب فكري فى رد مقنع وسيبك من الأبتسامة الا من وجهة نظرك سخيفة
زفرت بملل كأنها تخرج ما بها ثم قالت وعيناها تتحاشي النظر له: هو أنت حبيت قبل كدا.

تطلع لها بزهول يحاول إستيعاب ما قالته ثم قال بثبات حاول قدر الأمكان رسمه: محصليش الشرف دا غير مرة واحدة وندمت بعدها
أجابته بفضول: ليه؟
تطلع لها بجدية وعيناه تلتهب بنيران العشق الطواف: لأنها مش بتحبنى زي ما بحبها شايفه الحياة والا بينا مجرد غلطة أو جريمة.

صدمت من حديثه وعلمت بأنها هى من يتحدث عنها، شعرت بأن نظراته تكاد تختراقها فتركته وهبت بالتهرب منه ليتمسك بمعصمها قائلا بآلم: لحد أمته هتفضلى تتجاهلينى يا بسملة
أزاحت عيناها عنه فرفعها بيده لتلتقى بعيناه لتهوى دموعها وهى تتأمله، أبعد يديه سريعاً ظن من أن دموعها لملامستها حتى أنه تراجع للخلف ليقف على صوتها: صعب أحطم كل العقبات الا بينا
أستدار قائلا بلهفة بعد أن صرحت بألم عما بها: عقبات أيه؟

أشاحت بوجهها بعيداً عنه تتفادي لقاء تلك العينان، جذبها لتنظر له عنوة قائلا بخوفٍ شديد ألتمسته من حديثه: أنتِ بتحبينى يا بسملة؟
صمتها وسكونها زبح قلبه رفعت عيناها بعد مدة الصمت لتسرق ما تبقى بالقلب المطعون مشيرة بوجهها والدموع تسرى بقوة، رفع يديه بعدم تصديق يحتضن وجهها قائلا بسعادة لا مثيل لها: أزاي؟، أقصد بجد طب قولي بحبك يمكن أصدق.

آبتسمت بخجل وكادت النطق ليقطع تلك اللحظة دلوف شريف حاملا لجزء من اليخت قائلا لطارق بستغراب: واد يا طارق لقيت البتاع دي فوق دا أيه؟
لم يتمالك طارق زمام أموره فنقض عليه كالأسد الهائج قائلا بغضب ؛ أنا عملت ايه فى حياتى عشان أبتلي بحيوان زيك
صرخ شريف قائلا بألم: هو أنا عملتلك أيه أهدى كدا وأستهدا بالله
لم يسوءه الأمر سوا لكمات لا عدد لها...

تعالت ضحكات بسملة وهى تراه يركض ويصيح برعب: الحقونا يا نااااس يا أهل السفينة
جذبه طارق بسخرية: اهل السفينة! هو أنت فى حد بيقبلك ياض
تراجع للخلف قائلا بغضب: أمال بيربونى شفقة ياخويا!
صرخ بقوة حينما لكمه طارق بحقد: لا ولسان أهلك طويل وعايز يتقصر
أسرع الجميع على صوت شريف ليجدوه منبطح أرضاً وطارق يقتص منه..
مراد بغضب: فى أييه؟
حال محمود وفراس بينهم ليزفر طارق بغضب: والله ما هسيبك النهاردة.

شريف بسخرية: يا عم روح هو أنت فاضى لحد دانت واقف متسمر شابه الا شارب مخدر
مالك بحدة: ممكن أفهم فى أيه؟
أخرج شريف ما بجيبه بغضب: لقيت دي على اليخت وروحت أسأله كمواطن مصري شريف
فراس بسخرية: كأيه ياخويا
محمود بغضب: دا وقته يا فراس، ثم أستدار له قائلا بملل: كمل وأنجز فى أم الليلة السودا دي.

شريف بفخر: كنا بنقول أيه؟، اه أفتكرت، المهم لقيته واقف يحب وأول ما شافنى كأنه شاف العفريت المسلوخ هاتك يا ضرب لما خلاص معتش قادر اقف على رجلي
مالك بسخرية: بعيداً عن الا فى أيدك دا سؤال لسياتك
أجابه بأبتسامة واسعة: أتفضل
مالك ومازالت نبرة سكونه هادئة: أيه الا حدف طارق فى دماغك مش كان سيف هو محور الأسئلة الغبية بتاعتك!

رفع يديه يزيح خصلات شعره بتفكير: تصدق صح بص معرفش أيه الا غير خطتي بس لقيت طارق فى وشي
سيف بسعادة: ربنا يجعله فى وشك على طول اللهم آمين
مراد بضيق: هو مش الرحلة دي للمتزوجون فقط الحيوان دا بيعمل أيه بقا؟!
محمود بتفكير: يمكن طلع غلطة؟!..
فراس وعيناه تفترس المياه: الحل موجود، نرميه فى الميه ونخلص
مراد بتأييد: فكرة برضو
وما أن أنهوا كلماتهم حتى هرب من أمام أعينهم...

بنهاية اليخت تجمعت الفتيات تتبادل الحديث المرح بسعادة وخاصة بسمة وليان وتقى ومنار فعادة علاقتهم أقوى من قبل حتى ميرفت تعرفت إليهم فكانت سعيدة للغاية خاصة بعدم وجود أحداً بحياتها الفارغة...
إنتبه الجميع لوقوف اليخت فظهر يزيد أمامهم قائلا بأبتسامته الهادئة: أعتبروا نفسكم فى عالم خاص بيكم بس.

تعجب الجميع من حديثه فشاركه مالك البسمة وهو يتحدث وعيناه بعين رفيقه: المكان دا عملناه أنا ومالك من حوالى خمس سنين كنا بنهرب هنا أغلب وقتنا مع طبعاً شوية تعديلات عشان يكون بستقابلكم
تطلعوا جميعاً لتلك المساحات الخضراء الخاطفة للأنظار، المياه المحيطة بتلك الجزيرة من جميع الأتجاهات جعلتها قمة بالتميز والجمال..

هبطوا جميعاً وكلا منهم يتأملون تلك الغرف المقسمة بعدد مهول من الأشجار الملتفة حولها والورود الحمراء وما زاد تعجبهم أن كل غرفة تحمل أسم ثنائي منهم ومزينة بحرفية عالية، الشموع الحمراء تملأ الجزيرة فجعلتها ملحمة لأستقبال العشاق...
أقترب فراس منهم قائلا وعيناه تتوزع بين يزيد ومالك: مش عارف أشكركم أزاي؟
شاركوه محمود قائلا بسعادة ؛ بجد المكان تحفة الله عليكم.

تقى بأعجاب: ما شاء الله انا لازم أتفرج على المكان كله
بسملة بسعادة: خدينا معاكِ
لحقت بهم ميرفت لتفحص تلك الجزيرة المتأججة بالشموع ورائحة الورود...
دلف فراس وشاهندة للداخل ليجدوا غرفة شاسعة يتوسطها تخت ضخم وكوماد وخرانة تفاجئت بها شاهندة حينما رأت أغراضها الشخصية فقد حرص مالك على نقل ما يلزم للجميع عن طريق الخدم..

إبتسم فراس وهو يراها تتنقل بدهشة لتتأمل الغرفة بأعجاب لا مثيل له، فخلع رابطة عنقه ثم توجه لحمام الغرفة ليبدل ثيابه بسروال أبيض قصير، أخرجت شاهندة ما يلزمها وأستدارت لتتوجه لحمام الغرفة فشهقت حينما رأته يخرج بدون قميصه وضعت عيناها أرضاً ثم صرخت بضيق: أيه الا أنت عمله دااا
تطلع لنفسه بستغراب: عامل ايه؟
أشارت بيدها على صدره: فى حد محترم يمشي كداا.

إبتسم قائلا بخبث: هو فى حد غريب، وبعدين مالك خايفة كدا شكلك مش واثقة فى نفسك
شهقت بصدمة ؛ نعم
تركها وتمدد على الأريكة بمكر: أكيد مفيش ثقة لو فى مش هيهمك إذا كنت لابس أو قالع
كادت الحديث ولكن لم تجد الكلمات المناسبة له فجذبت ثيابها ودلفت للداخل تحت نظراته وضحكاته الفتاكة..
أبدلت ثيابها لأسدال أبيض اللون وخرجت لتجده أكمل أرتداء ملابسه ويقف ينتظرها على سجادة الصلاة...

أنضمت له ليكون آمام لها، بعد قليل أنهوا صلاتهم فأستدار لها مردداً دعاء الزواج فهبط بأصابع يديه على وجهها لتبتعد عنه بتحذير: أبعد عنى أحسنلك
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة بالحديث: لسه مش قادرة تفهمي أنك مش قدي فى المشاكسة
قاطعته بغضب: قصدك أيه
حرر خصلات شعره بتحكم بأعصابه قائلا بهدوء يا شاهندة يا حبيبتي مش قولنا نعمل هدنة ونتعامل بشكل كويس بدون جدل.

طافت عيناها بتفكير: طب هنعمل ايه غير الخناق المعتاد بينا
إبتسم على كلماتها وجذبها لتقترب منه قائلا وعيناه تتأمل سحر عيناها: هنعترف
ضيقت عيناها بعدم فهم: بأيه؟
أقترب منها قائلا بعشق طاف بنظراته اولا ^ أنى بحبك مثلا دا أعتراف مني ودورك أنك تعترفي
تلون وجهها بحمرة الخجل قائلة بضيق: بس أنا مش بحبك.

إبتسم وهو يشعر بالحماس والتسلية ليقترب منها فتراجعت بتوتر وارتباك ليخرج صوته الخبيث: ووفقتى ليه تتجوزينى!
أجابته بلا مبالة: عادي جداً، جايز صدقة وجايز حبي انى أفضل بالعيلة
تعالت ضحكاته ليقول بصعوبة: بلاش تتحدينى يا شاهندة هتندمي
رمقته بضيق: دا مش تحدى دي الحقيقة
أعاد تلك الخصلة المتمردة على عيناه قائلا بأبتسامة مكر: أوك هنشوف.

لم تفهم كلماته الا حينما أقترب منها ليفصلهم مسافة قليلة كان يقطعها رويداً رويداً حتى صارت المسافة منعدمة، عيناه كانت تجبرها على التطلع له، رفعت يديها لتحاول أبعادها عنه ولكنه أحتضنها بيديه لتصبح كالمتصنمة أمامه، مرت الدقائق ومازال يتأملها تاركاً لقلبها سرعة الخفق ليعلم بنجاح مخططه ليخرج صوته هامساً جوار أذنيها: أبعد؟
أشارت له بمعنى لا فأكمل وهو يحتضنتها: بتكرهينى؟

أشارت له بمعنى لا ليخرج صوتها الهامس: بحبك
أخرجها من أحضانه بسعادة أنسته التحدى وفرحة الانتصار، كل ما يراه أنها نطقت بعشقه المتيم، أقترب منها بسعادة: عارف بس حبيت أسمعها منك، أنا كمان من أول نظرة وقعت عليكِ كانت مخلدة ليا عشقتك وحبيتك من صورتك بس عيونك فيها كمية برائه متتوصفش، أول لقاء بينا مكنش ليا الأول كنت حاسس أنى شوفتك كتير أوى..
رفع يدها يقبلها بحب: أنا بعشقك يا شاهندة.

هوى دمع السعادة من عيناها وبسمة الخجل على ما تفوهت واستمعت له تملأ وجهها فأحتضنته بخجل تختبئ من نظراته ليجذبها معه بعالم لم يعد يسع غيرهم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة