قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس عشر

على دفوف الهوى نثرت عشقك السرمدي، ليشهد العالم بأن الجنون خلق ليكون ملازمى، ببحر الهوس اللا منتهى حصدت لقب العاشق بفرحة، فربما قطعت وعود وأمال، ولكن نهايتها القيد المترابط بين قلبٍ عشق سحر العينان المشعة بالجوهر الخالد.

تأملها دقائق وساعات لم يشعر بالوقت القاتل للبعض ولكنه لا يعنيه أمام النظر لعشقه الروحى..
فتحت عيناها بتكاسل لتتقابل مع عيناه الساحرة بألوانها الغامضة، ألم يكفى كلماته العذبة! ألم يكفى لمساته الحنونة ليغرقها بنظرته التى تحتبس أنفاسها بجنون!.
سحب يديها بين يديه قائلا بأبتسمة هادئة: كنت خايف يطلع حلم.
إبتسمت قائلة بخجل وهى تسحب يدها بأرتباك: وطلع أيه؟

رفع يديه يزيح شعرها من على عيناها قائلا بعشق: حقيقة ولازم أحافظ عليها لأخر نفس فيا
فضولى بأنى أحضنك بعد الشعور الا بحسه من لمسة إيدك كان بمحله أنتِ أتخلقتِ ليا يا ليان..
كانت بجزيرة منعزلة عن الجميع الغرق بسحر عيناه لا محالة له فحالها كحال الجزيرة التى تتطوفها المياه من جميع الجوانب، نهضت عن الفراش قائلة بخجل: هغير هدومى عشان ننزل.

إبتسامته المرسومة لم تتركها فدلفت للداخل مسرعة تحاول التحكم بخفقان القلب المتمرد أمام ذاك العاشق المجنون..

بغرفة الغول.
استيقظت من نومها لتجد الغرفة فارغة، تملكتها الدهشة والأستغراب ولكن نهضت وتوجهت لحمام الغرفة لتبدل ثيابها إلى فستان طويل من اللون الأحمر ثم أرتدت حجابها وهبطت تبحث عنه...
دلفت لغرفة مكتبه بعد أن أخبرتها الخادمة بأنه بالداخل، وجدته يتابع العمل على عدد من الملفات المكثفة فأنتبه لوجودها..
وقف يزيد ونظرة الأعجاب تملأ عيناه فخرج صوته بعد مدة طالت بتأملها: أيه الا نزلك يا حبيبتى؟

أقتربت منه بتزمر: والله السؤال دا ليا وأنا الا هسأله فى واحد يسيب عروسته وينزل يشتغل!
إبتسم بعشق على غضبها الطفولى وملامحها الغاضبة فأغلق الملف قائلا بثباته المعهود: لا دا أكيد مجنون وأنا هعاقبه
تطلعت له بستغراب: هو مين؟!
أقترب منها قائلا بخبث: لا متخديش فى بالك
إبتعدت بوجهها عنه حتى لا تتعالى دقات قلبها بالغرفة فيفتضح أمرها فقالت بأرتباك: تسمح تبعد شوية.

إبتسامته الجانبية الصغيرة تزهق العقول وحالها يشبه حال البعض من ضحاياه خرج صوته الثابت بمكر: ليه مش حابة تتجادلى معايا؟! ولا غيرتى رأيك!
ربما كلماته كانت تذكار لها بالمشاكسة التى ستفتعلها فوقفت أمام عيناه قائلة بتذكار: لا مغيرتش رأئي ولا حاجة أنت عندك الشغل أهم منى؟!
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة: أه الحوار دا أنا عارفه كويس بس بيكون بعد فترة من الجواز مش تانى يوم.

أنكمشت ملامحها بضيق فتركته ودلفت من الباب الجانبي للمكتب الواصل لحديقة القصر بتلقائية، تأملها يزيد إلى أن جلست على الأرجيحة أمام مياه المسبح بغضب بادى على وجهها، فأقترب منها بطالته الطاغية ثم رفع يديه للحرس فنسحبوا على الفور..
فزعت حينما تحركت الأرجيحة بسرعة كبيرة فأستدارت لتجده خلفها...
لوت فمها بضيق: جيت ليه؟ كمل شغلك.

أوقف يزيد الأرجيحة ثم تقدم ليجلس على المقعد المقابل لها ليكون أمام عيناها قائلا بلهجة لم تدرك أن كانت من الزعل تحملها أم من الثبات المتميز لملامح الغول: إسمعى يا بسمة أنا مش هعتذر ولا مجبور أبررلك حاجة الأملاك الا قدامك دي أتعملت بتعبي أنا ومالك مش ميراث ولا جيت على طبق من دهب أنا تعبت فيها ومستحيل أسمح بغلطة ولو صغيرة تهدم الا عملته ثم أنى مسبتكيش وخرجت أنتِ كنتِ نايمة فحبيت أخلص أى حاجة من الصفقات المتوقفة على توقيعي مش أكتر.

وتركها وغادر من أمامها لتتذمر هى أكثر مما كانت عليه..

بغرفة طارق..
أنهت صلاتها ثم أبدلت ثيابها لفستان من اللون الأبيض الرقيق مع حجاب متناسق ثم خرجت من الغرفة لتتفاجئ بطارق متمدد على الأريكة بالجناح الخاص بهم وعلامات الأرهاق تحتل ملامح وجهه..
أقتربت منه بتردد فرفعت يدها لتيقظه ولكنها تراجعت بقرارها وغاردت بهدوء..

هبطت ليان للأسفل وأتبعها مالك فأسرعت بخطاها حتى تتهرب منه ولكن كادت أن تتعثر لطول فستانها لتجد يديه الأسرع لها، جذبها بقوة فتلقت العينان كأنهم فى رؤية لبعضهم لأول مرة..
إبتسم مالك قائلا بهمس متحاوليش تهربي لأن مصيرى ومصيرك واحد
إبتسمت ورفعت يدها على رقبته ليغمض عيناه كمحاولة للتحكم بقلبه: بما أن مصيرى ومصيرك واحد ممكن تعرفنى عنك أنا حاسة أنى شوفت مرتين وأتجوزنا فى التالتة.

تعالت ضحكاته بقوة فخرج صوته أخيراً بصعوبة: بس كدا
وحملها بين ذراعيه ثم هبط للأسفل لحديقة القصر..
وضعها بحرص على المقعد ثم جلس أمامها يتراقب نظرات العينان بصمت طال بخجلها ليخرج صوته أخيراً بسخرية: أسمى مالك نعمان السن 29 سنة المؤهل أ
قاطعته بعضب مالك الله!
أستند برأسه على المقعد يتأملها بعشق ونظرات ثابته فتكت بها ليخرج صوته الصادق: عمرى ما عرفت أن إسمى بالحلاوة دى.

وضعت عيناها أرضاً بصمت فرفع يديه على يدها الممدودة على الطاولة قائلا بعشق: وعدى ليكِ يا ليان بأن الموت بس هو الا ممكن يفرقنى عنك، أنا شخص عادى زي كل الأشخاص بس الميزة الا عندى أنك ساكنة فى نبضات قلبي من قبل ما أشوفك.
إبتسمت وهى تستمع لكلماته فخرج صوتها أخيراً: أنا كمان كنت بحس نفس الأحساس مالك أنا، أنا..
كان يتراقبها بصبراً تحل به بصعوبة فرفعت عيناها لعيناه بخجل لنظراتها له فهمس قائلا: أنتِ أيه؟

طالت نظراتها لعيناه قائلة ببلاهة: ها
إبتسم لتتهرب الكلمات لها لتقول بمزح مخادع: أنا أحترت فى لون عيونك
أنفجر ضاحكاً لتتذمر منه فى بدء الأمر ولكن أنقلبت نظراتها لهوس برؤياه هكذا..
خرج صوته بصعوبة: أفتكرتك هتقولى الكلمة الا نفسي أسمعها بس واضح أنى هعافر كتير عشان أسمعها
وضعت عيناها أرضاً بتهرب فكانت ستتفوه بها ولكن لم تمتلك الجرأة بعد..

على بعد ليس ببعيد عنهم كانت تتأملهم بسمة بأهتمام ضحكاتهم أثارت فضولها، فنهضت وتوجهت للداخل قائلة بصوت صادق: ربنا يخليكم لبعض ويفرح قلوبكم يارب العالمين..
وتوجهت للداخل لتجد احداً ما يجذبها لغرفة المكتب ثم يغلقها بحرص..
تفوهت بدهشة: يزيد!
رفع عيناه لها قائلا بعد محاولته للصمود أسف مقصدش أزغلك منى
جحظت عيناها قائلة بفرحة طفولية الغول بيعتذر وهو مش غلطان!

ضيق عيناه بغضب فأسرعت بتبديل الحديث قائلة بفرحة: لا متزعلش دانا عشان أنت عسل مستعدة أكون السكرتيرة الخاصة بك فى البيت
وجذبته للمقعد قائلة بأبتسامة واسعة: نبدأ الشغل.
وهمت بجذب الملفات ولكنها تخشبت حينما لامس يدها وقربها إليه قائلا بهمس: فرحانه أنى بتغير!
أغمضت عيناه من صوته القريب منها قائلة بأرتباك: بالعكس قلقانه من تغيرك دا
جذبها لتجلس بين ذراعيه قائلا بستغراب: ليه؟

تأملت عيناه عن قرب بهلاك متلصص قائلة بمشاكسة: أصل الهدوء الا عندك دا مالهوش الا مسمى واحد
: الا هو
قالها يزيد وهو يحرر خصلات شعرها من أسفل الحجاب المحكوم
أغمضت عيناها بقوة ثم قالت بتردد: الهدوء الذي يسبق العاصفة
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بثبات مخادع: صحيح أنا عندى عواصف بس أكيد مش معاكِ يا بسمة
قالت بلهفة: بجد يا غول.

أكمل سيل الضحكات فحملها للأريكة وأقترب منها قائلا بخبث: هى عاصفة واحدة وخاصة بكِ
لم تفهم ما يقوله الا حينما جذبها لعاصفته الخاصة.

بشقة سيف...
تململت بفراشها بضيق من الأشعة المتسربة إليها، ففتحت عيناها بصعوبة وتعب يجتازها، فأستقامت بالفراش وهى تعيد خصلات شعرها للخلف لتفق على نظراته الغامضة لها..
وجدته يجلس على المقعد المجاور للفراش بعين تفيض بالألغاز وأثر التفكير بين ثنايا وجهه..
أخفضت عيناها عنه بخجل وحيرة من أمرها ليخرج صوته أخيراً: ممكن أفهم الا حصل دا أزاي؟
تلون وجهها بحمرة الخجل الفتاك فقالت بأرتباك: أنت زعلان؟

ضيق عيناه كمحاولة لفهم ما تحاول قوله ليقول بهدوء زائف: أكيد أي راجل فرحة له أنه يكون الأول فى حياة زوجته بس دى مش إجابة لسؤالي يا تقى
جاهدت للحديث ولكن الأمر بذاته متنقل بخجل ليس له مثيل فقالت بعد صعوبة بالتحدث: سامي أدانى فرصة عشان نقرب من بعض ونفهم بعض أكتر أنت عارف أنه كان تعاملى معاه قليل وجوازنا مكنش غير شهرين وتوفى قبل ما..

ألتمس صعوبتها بالحديث فقاطعها حينما رفع يديه على وجهها قائلا بأبتسامته الجذابة: كنتِ تتوقعى أننا هنكون لبعض؟
رفعت عيناها اللامعة بالدموع: ولا بأبسط أحلامى يا سيف أنت متخيلش أنا بحبك أد أيه؟
لمس الصدق بحديثها فجذبها لأحضانه بسعادة ليعلم بأن من الصائب أختيار من يعشقك لأنه سيجعلك تنحاز لحبه الجياش على عكس رغبته بالزواج من منار وظن أن ما يربطه بها الحب ولكنه علم الآن ما هو العشق..

أخرجها من أحضانه على صوت الجرس المرتفع فأرتدى سيف قميصه وتوجه ليرى من؟
تفاجئ بمن دلف للداخل سريعاً قائلا بأبتسامة واسعه: ها الأكل وصل ولا لسه؟
سيف بستغراب: أكل أيه؟
أقترب منه شريف قائلا بغرور: أنا طلبت فطار عرايس عسل وقولت ينوبني من الحب جانب
وبالفعل وصل الطعام فتناوله منه شريف قائلا لسيف: حاسب أنت يا سيفو مفيش معايا المبلغ دا حالياً.

تطلع له بنظرة مميته ثم تناول ورقة الحساب من العامل فجذب المال وقدمه له ثم أنقض عليه قائلا بصوت مميت: هو دا الأكل الا أنت طالبه
جذب الطعام قائلا بغرور: بط وحمام وفراخ محمرة فى أحسن من كدا! دانا عزمك على حاجة معتبرة
سيف بسخرية: عزمنى لا مهو واضح
شريف بهيام: مهو مفيش فرق بينا يا سيفو المهم تقى فين؟
أنكمشت ملامح وجهه فجذبه للخارج بغضب: خد الأكل وأتفضل من غير مطرود قبل ما أفقد أعصابي عليك.

صاح بصدمة: كدا يا سيف بتطرد أخوك حبيبك!
جذبه من تالباب قميصه قائلا بلهجة يعرفها شريف جيداً: تعرف أن أنا قايم من النوم زعلان عشان بقالى مدة مرحتش الجيم وحظك بقا أنك طلعتلى فى الوقت دا
إبتلع ريقه بخوف شديد وأقترب من المائدة ثم حمل من كل نوع واحدة وخرج يهرول وهو يحمل الدجاج..
رمقه بنظرة مميتة ثم أغلق الباب بقوة لتحل ملامح الصدمة وجهه حينما إستمع لصراخ تقى..

دلف للداخل سريعاً فوجدها تهرول من حمام الغرفة بالمنشفة والخوف يلون وجهها..
سيف بلهفة: فى أيه يا تقى؟!
ألتقطت أنفاسها برعب حقيقي وعيناها على حمام الغرفة قائلة بأرتباك: مفيش المياه بس كانت سخنه زيادة عن اللزوم
إبتسم قائلا بعشق بدا بعيناه: طب هدخل أظبطهالك وراجع.

رسمت بسمة بسيطة بصعوبة وهى تجفف قطرات العرق على وجهها، جلست على الفراش بخوف مما رأته فرفعت عيناها لتعاد الصدمات من جديد لتردد بهمس وصدمة أكبر، سامي...
تراجعت للخلف بخوف شديد وصدمة أكبر وهى ترى نظرات الغضب تحتل ملامح وجهه الشاحب، أختفى من أمام عيناها حينما خرج سيف من الحمام قائلا بستغراب لرؤيتها هكذا: الحمام جاهز يا تقى
اشارت برأسها وعيناها تتفحص الغرفة فدلفت للمرحاض بخوفٍ شديد...

بغرفة فراس
دلفت للداخل بخطى بطيئة حتى وصلت للفراش والأخرى تتابعها وهى تشير لها بالعد فحينما تفوهت بالعدد ثلاث حتى صاحت الفتيات بالصراخ ليسقط فراس أرضاً قائلا برعب: أيه فى أيه؟
أنفجؤت منار وجاسمين من الضحك فأقتربت منه جاسمين قائلة بأبتسامة واسعة: صباح الخير.

رمقها بنظرة مميتة فأقتربت منه منار قائلة بنفس البسمة: فى حقيقة الأمر أنى كنت بصحى مالك يومياً بس حالياً مش هعرف أعمل كدا وربك كريم مرضاش أنى أزعل راح بعتلى مز وقال أيه طلع أخويا! فقولت لنفسي وأيه المانع أنى أخضه أقصد أصحيه يومياً؟!
وقف فراس والغضب يتشكل على وجهه فجذبها بقوة قائلا بغضب قاتل ؛ لا لو فاكرة أنى شبه مالك وهعديلك لا فوقى ياختى
منار بصدمة: أنت متأكد أنك من المغرب؟
جاسمين بغرور: أينعم.

جذبه فراس هى الأخرى قائلا بصوتٍ كالرعد: أشوف وشكم هنا تانى أنتوا الأتنين وساعتها متلوموش الا نفسكم
ثم شدد من قبضته: فاهمين
منار بتأكيد ؛ جداً دانا عمري ما فهمت زي دلوقتى
جاسمين برعب: وأنا عمري ما شوفته كدا!
فراس بتحذير: خدوا بقا بعضكم زي الحلوين كدا وأطلعوا قبل ما أخرج جنوني عليكم
وما أن كلماته حتى هرولوا للخارج بسرعة الرياح..

أما هو فأبدل ثيابه لسروال رمادى اللون وقميص أبيض وجاكيت من اللون الرمادي بدرجة أفتح فكان فتاكٍ...
توجه فراس للأسفل ولكنه توقف حينما لمح الغرفة المجاورة له مفتوحة على مصرعيها وصوتٍ يعشقه يتسلل لطرب مسمعه..
أتبع قلبه ليجدها غرفتها..
كانت تجلس على الفراش وضعة الحجاب بعشوائية على شعرها الغزير وترتل القرآن بصوتٍ ليس له مثيل.

أقترب منها فراس وهو كالمغيب حتى أنهت قرأتها لتنتبه لوجوده بالغرفة، طافت النظرات بينهم فأعدلت من حجابها قائلة بستغراب لوجوده بغرفتها: فى حاجة؟
ظلت عيناه عليها فقال وهو يتأملها: صوتك جميل أوى
تجمدت الكلمات على لسانها فأبتسم وهو يتأملها هكذا ثم غادر من الغرفة تارك البسمة على وجهها.

وقف أمام الشرفة وعيناه الرمادية تتنقل على حركات السيارات المتسابقة لبعضهم البعض كحال قلبه، كلماتها تتغلغل بأعماق قلبه فتجعله بين آنين الذكريات، لا طالما ظن أنه قوى فلم يغلبه أحداً حتى وأن كان ما يدعى بالحب فيحتمى بجدار عازل عن الجميع..
داعب الهواء خصلات شعره فتمردت على عيناه كأنها تخبره بأنه خسر التحكم بقلبه...
فدلف للداخل وأبدل ثيابه ثم توجه للمشفى...

بالقصر..
هبط فراس وتوجه للخروج فتوقف حينما وجد يزيد يقف أمام عيناه قائلا بأبتسامته الهادئة: قررت
تأفف قائلا بضيق: قررت ورايح أهو بس زي ما قولتلك هحتاج وقت مش أول ما همسك أدارة المقر هفلح
إبتسم يزيد قائلا بغموض: طب وأنت زعلان ليه؟

أعتدل بوقفته قائلا بضيق: عشان سمعت أنك فى الشغل بتأكل البنى أدمين وأنا أعصابي فى رجلي مش من النوع الا بعدى أو بستحمل حد يتعصب عليا وطبعاً مينفعش أفقد أعصابي على الا أكبر منى حتى لو كان الفرق شهرين
أنفجر يزيد ضاحكاً قائلا بصعوبة من وسط سيل الضحكات: مش للدرجادي وبعدين أنت زكي جداً وهتعرف الشغل بسرعة مالك هيساعدك بالفون ومحمود معاك هناك
ضيق فراس عيناه قائلا بعد تفكير: ومحمود يعتمد عليه.

أجابه بثبات: لا
كبت غضبه قائلا وهو يتوجه للرحيل: طب سلامو عليكم أنا
وغادر فراس ليحل محل مالك ويزيد..

بالمشفى..
دموع تهوى على وجهها وهى تتحسس بطنها بحسرة على فقدان جنينها، دموع محتسبة من ذكريات الماضى لعشقها المفقود، عشق كان من طرف واحد فقط...
دلف للداخل بخطاه القابضة للأنفاس ليقف على مقربة منها..
رفعت عيناها بعدم تصديق من رؤياه فأستدارت بوجهها قائلة بصوت يجاهد للحديث: أنت أيه الا جابك هنا؟

جلس مراد على المقعد المجاور لها قائلا بعد مدة طالت بصمته: مهما كانت قوتى والقسوة الا جوايا يستحيل أقدر أقتل إبنى أو أفكر فى كدا! أنا مكنتش أعرف أنك حامل وبعدين ليه تخبي عليا من الأول
إبتسمت بسخرية والدموع تشق طريقها المعتاد: يعنى لو كنت عرفت أنى حامل مكنتش هتمد إيدك عليا! لا والله كريم اوى
زفر بغضب فرفع يديه على يدها الموضوعه قائلا بثبات جاهد للتحلى به: أنسي يا نرمين.

جذبت يدها قائلة بغضب: طلقنى يا مراد أنا خلاص مستحيل أعيش معاك بعد النهاردة
تلونت عيناه بالغضب الجامح: كرري الكلمة دي تانى وهتشوفى رد فعلى
إبتسمت بسخرية: معتش عندى الا أخاف عليه بابا راجع من المغرب كمان ساعتين لما عرف قراري عشان يدعمنى أتخلص منك للأبد
ضيق عيناه بغضب شديد أتتحداه تلك الفتاة! فربما لا تعلم قوة مراد الجندي؟!

أقترب منها ثم حرر عنها المستحقات الطبية المدسوسة بذراعيها، أسرعت بالحديث: أنت بتعمل ايه؟
حملها بين ذراعيه وعيناه كالجمرات النارية: هشوف أبوكِ هيعمل أيه؟!
صرخت به ببكاء: أنت واخدنى فين؟ نازلنى
لم ينصاع لها وصعد بسيارته بمساعدة الحرس الخاص به ثم بلمح الريح كانت سيارته وسيارات الحرس تخفت عن الأنظار..

بالمقر...
عمل فراس بحرافية عالية بمساعدة محمود ليحل محل سيف ويزيد ومالك عن جدارة وبكون محمل للانظار من الجميع بذكائه المتضح للجميع من أول يوم عمل له..
باشر يزيد مع السكرتيرة ما يقوم به فراس بسعادة لتفوق فراس توقعات يزيد فأغلق مكتبه براحة لوجود فراس...
بالحديقة..
جلست أمل مع الفتيات يتبادلان الحديث المرح فشاركهم سيف وتقى وطارق وشريف ومالك حتى يزيد هبط هو الأخر للأسفل..

تعالت ضحكات بسمة وليان بعدم تصديق لتكمل أمل: أه والله فمالك عمل ورقتين أمتحان واحدة له وواحدة ليزيد فجيه المدرس بعد ما قفش الموضوع من زمايله بيقوله أزاي تعمل كدا؟
قاله يزيد كان حاضر الأستاذ كان هيتجنن فقاله أنه هيفصله من المدرسة مالك شد الورقتين وقاله أثبت أن الخط واحد وأن الا كتب دا كتب دا المدرس بص على الورق لقى فرق شاسع بالخطوط والكلام الا كان ناوى يقوله سحبه بهدوء.

تعالت الضحكات ونظرات ليان تتطوف مالك فأكمل سيف: هو طول عمره ذكي جداً محدش يقدر يوقعه على عكس يزيد مكتوبله الموت الا ينرفزه أو يعمل فيه حاجة فى أخطر الخناقات مكنش بيطلع بخدش واحد
إبتسمت منار بتأكيد: أنت هتقول دانا كنت بترعب منه بجد
يزيد بثبات ؛ أنتوا بتعيدوا الامجاد ولا أيه؟
شاركتهم جاسمين الضحك: كملى يا طنط بجد ذكريات محمسة
مالك بسخرية: جداً.

رفع طارق عيناه عليها يخطف نظرات لعيناها التى تتحاشي النظر إليها..
أنضم لهم فراس ومحمود فجلس جوارها قائلا بأبتسامة هادئة ؛ مساء الجمال
تعالت ضحكات منار: ممكن مالك يسمعك على فكرة
ضيق عيناه بغضب: ما يسمع مش مرأتى؟!
جذبه من تالباب قميصه: بتقول حاجة ياض
محمود بملامح منكمشة: والله على حسب
شريف ونظراته مسلطة على جاسمين: هو الرجالة والستات عادت بتلطش فى مخاليق الله ليه؟

سيف بسخرية: يمكن المخاليق دول أغبية ويستهلوا
محمود بضيق: تقصد أيه ياخويا؟
يزيد بثباته المعتاد لو حابين تتخانقوا خدوا نفسكم وأطلعوا فوق فى الصالة
طارق بصدمة: صالة يا نهار أسوح
سيف بغضب: على فكرة أحنا عرسان أتقى الله شوية
مالك بسخرية: على فكرة هنا بنات
بسمة بمرح: لا عادى خدوا راحتكم
تقى: اكتر من كدا
ليان: أنا بقول ندخل نجهز العشا أحنا
بسملة: والله فكرة عسل زيك
بسمة: ههههه بينها جيت على الجرح.

شاهندة بضيق: حرام سيبنها جعانه وهى كدا
بسملة بضيق طفولى: أه والله يا شاهى محدش حاسس بيا
مالك بغضب: أمال الشيف فين يا ماما ومعملش الأكل ليه؟
أمل بضحكة مكبوته: عمل الغدا وبسملة لسه أكلة معانا من نص ساعة
تطلع مالك لبسملة فصاحت بغضب: مش أنا الا أكلت دا هو وبعدين أنا مش لوحدى قولت
تعالت ضحكات يزيد وطارق وليان فشاركتهم الفتيات الضحك.

مالك بصعوبة بالتحدث: متزعليش يا بسملة هجبلك الشيف حالا تقعدى جانبه وهو يتخصص بالأكلات الا تعجبك
منار بتأييد: خاليه يعملنا كفتة على الفحم
سيف بتفكير: طب وليه منعمل أحنا
طارق: أوبا هنعيد الذكريات
شريف: وألعب يالا هروح أجهز الطلبات ونقلبها سفاري هنا
أمل بنوم: أعملوا الا بعجبكم أنا هنام عن أذنكم
وبالفعل نصب شريف وطارق أماكن بالحديقة وشرع سيف بالطهى بمساعدة محمود ولجوار كلا منهم حوريته..

أما مالك ويزيد فجلسوا جوار فراس فقال يزيد بستغراب: مالك يا فراس من ساعة ما رجعت وأنت ساكت فى أيه؟
خرج صوته الساكن: نوال ماتت
يزيد بصدمة: أيه؟!
فراس وعلامات الدهشة على وجهه: زي ما سمعت كدا والاغرب أنها ماتت لأسباب مجهولة.
مالك بتفكير ؛ مش بالسهولة دي يا فراس
يزيد بعدم فهم: قصدك أيه؟
مالك بغموض: مش دخلة عليا الحتة دي
فراس بضيق: ولا أنا
يزيد بهدوء: بالعكس دخله عليا جداً لأنى متوقع نهايتها القريبة.

مالك بقتناع: معاك حق، ثم وجه حديثه لفراس: ماتت أمته يا مروان؟
صمت قليلا حتى أستوعب أن الحديث له فقال بهدوء: من ساعتين تقريباً
قاطعهم دلوف بسمة وليان فشرعوا بتجهيز الطاولة للطعام..
نظرات العشق ليزيد ومالك تطوف نظراتهم ليعلموا الآن بأن دوامة الحب تأسر دفوف القلوب..
شعل شريف الموسيقى الهادئة قائلا بغرور يالا عيشوا يومين.

عاونت تقى سيف بأن توالت أمر المروحية الصناعية وهو يقلب المحتويات من أمامه بنظرات تتوزع بين عيناها والطعام بعشق..
ولجواره محمود بحاول خطف نظرات لمعشوقته...
أما فراس فرفع عيناه على من تجلس على مقربة منه تنظر له بغموض ويتأملها بصمت...

مرت الدقائق فأنهى سيف ومحمود الطعام ثم جلسوا جميعاً على مائدة واحدة يتناولون الطعام بجو ممزوج بالعشق والمرح والضحكات فربما هى بداية لمجهول ما وربما لملحمة ستهز عرش الصداقات وعرش عائلة نعمان، وأخيراً الختام هل أنتهى الشر أم أنها على الأبواب ليعود لهيب الأنتقام ولكن ذاك المرة بتفكير عميق ستلعنه الشياطين لتسقط ضحاياه مالك وبسمة ليرتشفوا مرار الآنين وإنتهائه على يد فراس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة