قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع عشر

قُضى الليل بمزحات الشباب وسطع نهار يوماً جديد...
بقصر نعمان...
كان الجميع يجلسون على مائدة الطعام العريقة يتناولان الفطور بأبتساماتهم المشاكسة.
قطعهم شريف بضيق: أنتوا بتتريقوا عليا؟!
فراس بسخرية ؛ أنت الا بتتريق على نفسك يا غبي
تعالت ضحكات طارق قائلا بصعوبة بالحديث: فى واحد عاقل يعمل الا بتعمله دا؟!
رمقه بنظرة مميتة: والله الا حصل بقا.

خرج سيف عن صمته قائلا بغضب: ماشي يا شريف أدام الكل أهو لو رجعت تقرف فيا تانى على الصبح هنسى أنك أخويا وأنت فاهم الباقي
إبتلع ريقه بخوفاً شديد فأبتسمت جاسمين بسخرية: كدا الرسالة وصلت
لم تتمالك زمام أمورها فتعالت ضحكاتها لأول مرة فأسر قلب طارق لرؤية الحياة تتسلل لوجهها بضحكاتها الجذابة..
تعالت ضحكات ليان قائلة بصعوبة: حرام الا بتعملوه فيه دا!
شريف بفرحة كبيرة: شوفتوا الناس العسل الا بتفهم.

وهنا تدخل يزيد قائلا بصوته الرجولى الثابت وهو يتناول طعامه بهدوء: وتفتكر لو مالك سمع الجملة الأخيرة دي هيكون فى بشري يدافع عنك!
تسلل الخوف لقسمات وجهه برعب حقيقي فأبتسمت تقى قائلة بشماتة: إلي أين الشجاعة يا رجل؟
أنكمشت ملامحه بضيق: إلى الخارج ياختى همشى وسايبهالكم.

وبالفعل غادر شريف فتطلع يزيد لطارق بنظرة جعلته يكف عن تناول القهوة ثم جذب الكتب الخاصة به ولحق بشريف للجامعة فاليوم هو الأول بالأختبارات النهائية
آبتسم فراس بسخرية: إمبارح عريس فى الكوشة والنهاردة طالب فى الجامعة.
تعالت الضحكات بقوة حتى بسملة لم تتمكن من كبت ضحكاتها فأستدار طارق بغضب ليزيد: شايف إبن عمك يا يزيد!
أرتشف قهوته ببرود: أعتقد أنك محتاج الوقت دا جداً فياريت متستغلوش فى التفاهات.

زمجر بغضب وغادر بصمتٍ قاتل، هبطت شاهندة مع منار للأسفل قائلة بأبتسامة هادئة: صباح الخير
ليان ببسمة رقيقة: صباح النور يا شاهي
عاونتها منار على الجلوس فرفعت عيناها على من يجلس مقابل لها، نظراته المتعلقة بها جعلت الأرتباك يبدى على وجهها بحرافية...
جلست منار قائلة بستغراب: فين مالك وبسمة؟
ليان بأبتسامة هادئة: مالك بيغير هدومه ونازل وبسمة كانت هنا وطلعت فوق زمانها نازله
: مين بيسأل؟

أستدار الجميع على صوت بسمة ليجدوها تقف أعلى الدرج وتكمل طريقها للأسفل بأبتسامتها الساحرة التى تفقد ثبات الغول فأنقلبت نظراته عليها..
لحقها مالك للأسفل والهاتف على آذنيه يتحدث مع محمود الذي يخبره بأموراً هامة بالمقر..

كان الجميع يتطلعون لهم إلى أن تعثرت بسمة بشيئاً ما فكادت بالسقوط عن الدرج لينتبه لها مالك فأسرع إليها بقوة ليحيل بينها وبين السقوط، تعلقت به بسمة تحت نظرات الجميع وعلى رأسهم يزيد وليان، راحت نظرات بسمة تتعلق بمالك لتعى مايحدث حولها وكيف أسرع إليها ولم تنتبه له...
مر الوقت إلى أن أستدرجت ما حدث فأعتدلت بوقفتها قائلة بأرتجافة لما كان سيحدث بها أن سقطت من الأرتفاع الشاق: شكراً يا مالك.

إبتسم إبتسامته الجذابة وأكمل طريقه: على أيه بس إنتباهى بالمرة الجاية
إشارت برأسه ولحقت به لتعود مجدداً للأنزلاق وتتمسك بظهر مالك المقابل لها تحت نظرات الجميع..
أستدار بجسده ليجدها تحاول الوقوف ولكن بصعوبة فأمسك بها وصعد الدرجتين الفاصل بينهم لتقف بشكل مستقيم...
جلست بسمة على الدرج بستغراب ثم خلعت حذائها تتفقده بزهول ولكن قطعها صوت يزيد الغامض الذي هب للوقوف أمامها: لسه فى وقوع؟!

رفعت عيناها قائلة بأبتسامة مكبوته غير مدركة للغضب الساكن بنظرات الغول: البرستيج ضاع يا غول
ظل كما هو قائلا بصوتٍ جادى: أتفضلى أنزلى معايا
أشارت برأسها ثم شرعت بأرتداء الحذاء لتجد شيء ما متعلق به فأخرجته بستغراب ثم ألقت به ربما أن رأها يزيد لعلم أن ما حدث ما هو الا لبداية دمار لعائلته...
جلس مالك جوار ليان بأبتسامته الفتاكة: صباح الجمال على أحلى عيون فى الكون.

بادلته بنظرات خجل خشية من سماعه أحداً، فأبتسم فراس قائلا بمكر: متقلقيش مسمعتش حاجة..
رمقه مالك بنظرة مميتة فتعالت صوت ضحكاته وهو يحمل القهوة الخاصة به: طب خلاص متتحاولش هروح أشرب قهوتى
فى حتة تانية.
جلست بسمة جوار يزيد قائلة بأبتسامة واسعة: كدا أكل من غيرى؟ وخلصتوا!
تقى بمرح: كلهم
شاهندة بغضب: الا أنا يابت ماليش نفس أصلا دانا قاعدة تفاريح.

ترك يزيد الطاولة وتوجه لمكتبه بعدما أخبره الخادم بالمكالمة الهاتفية له.
بسمة بضيق: كدا مش تستنونى
منار بأبتسامة هادئة: مأنتِ الا أتاخرتى فوق أنتِ ومالك أفطروا مع بعض بقا
وتركت الطاولة هى فلحقت بها ليان بحماس لنجأتها من كلماته الفتاكة حتى شاهندة لحقت بهم
حمل سيف القهوة قائلا بسخرية: كنت اود الجلوس ولكن ما باليد حيلة
خلت الطاولة الا من مالك وبسمة التى تجلس مقابل له...

فقالت بغضب: هي طنط أمل فين تفتح نفسنا على الاكل؟
تناول مالك الشطائر قائلا بأبتسامة علت شيئاً فشيء: لا متفكريش ماما مش بتفطر من الأساس
زفرت بغضب يعنى أقوم جعانة؟
مالك بستغراب: مين قال كدا؟
رمقته بضيق: أنت
صاح بصدمة: أنا! ليه بس؟!
خرج صوتها المرح: مش بعرف أكل لوحدى مش بحس أنى شبعت كدا غير مع المشاركات.

جذب مالك الشطائر المقابلة له ثم وقف بجسده ليضعها أمامها جذباً بعض من السلطات قائلا بصوت مرسوم بالخوف الزائف: لا أبوس أيدك الغول هيزعل وزعله وحش كلى على أد ما تقدري وأن كان على المشاركات فالطاولة العريقة عليها واحد اهو
رمقته بسخرية: هو فين الواحد دا؟
: أنا مش عاجبك ولا أيه؟

قالها مالك بغضب مصطنع فتعالت ضحكاتها قائلة وقد شرعت بتناول الطعام: لا مقصدش وبعدين دانت لحقت برستيجى الهابط الا كان هيبقا تحت الصفر من شوية
مالك بستغراب: برستيج أيه؟!
تطلعت حولها ثم أنحنت قائلة بصوتٍ ضاحك: يعنى يرضيك بالفستان الشيك دا وأقع على السلم أكيد البرستيج هيكون زبالة ومش هيكون له وجود من الأساس لولا أنت بس إبن حلال وأتكتب عليك تنقذ الغلبانه دي.

لم يتمالك مالك زمام أموره فتعالت ضحكاته بعدم مقدرة على كبتها فلم يرى من خرج من مكتبه بعد أن وجد الرقم خاطئ، نظرات، إتهامات، صراعات تجوب عقله بعدم إتزان فغادر يزيد بصمت وهو يحاول أن يحى رابط الصداقة القوى بعذاب...
بالحديقة...
جلست شاهندة بمفردها على المقعد المقابل للأزهار تتمتع بمظهرها المريح لعيناها، فتخلل الهدوء صوتٍ تعرفه جيداً
: ليه قاعدة لوحدك؟

قالها فراس المستند على المقعد بجسده العملاق فرفعت شاهندة عيناها لتجده يقف أمامها، خرج صوتها المجاهد للخروج: دا العادي بتاعي
جذب المقعد وجلس أمام عيناها قائلا بأبتسامة جانبية مثيرة: هحاول أتأقلم مع العادي دا بس مع بعض اللمسات السحرية بتاعتى
انكمشت عيناها بعدم فهم فتطلع لها كثيراً ثم رفع يديه على يدها الممدودة على الطاولة لتسرى رعشة مريبة لجسدها فجذبت معصمها قائلة بغضب جامح: أيه الا بتعمله دا؟

إبتسم بعدم مبالة: عملت أيه؟!
رمقته بنظرة مميته: أنت عارف كويس عملت أيه؟ لو كنت عايش فى دولة أوربية كنت عذرتك لأنهم معندهمش دين ولا خطوط حمرا لكن المغرب دولة عربية وفيها الأحترام الأكبر للدين
إبتسم فراس وهو يحتضن وجهه بيديه ويستمع لها حتى أنهت حديثها فخرج صوته الهادئ: خلصتى كلامك؟

جحظت عيناها من هذا الشخص الغامض فأبتسم قائلا بنظرة عيناه الرونقة: أنتِ ملكِ من أول ما عينى سمحت لنفسها تحفظ كل ملامحك، أنتِ زوجتى من أول ما قلبي بدأ ينبض، وعلى فكرة أن عيشت حياتي بين الدولتين وفاهم ديني كويس بس قلبي الا أتمرد عليا ومبقتش أفهمه التصريح الوحيد منه أنك هتكوني مراتى وقريب أوي.

رقص قلبها بطرب العشق المتناقل من صوته العميق ولكن تمرد لسانها قائلة بغضب مصطنع: ومين قالك أنى ممكن أقبل أتجوزك؟!
إبتسم قائلا بثبات ؛ ومين ممكن يبص لحاجة ملك لفراس!
أنكمشت ملامح وجهها قائلة بغضب: أنت فاكر أنى لعبة هتحركها وتتحكم فيها براحتك كفايا أوى الدور الا رسمته عليا عشان توقعنى وتدخل عيلتنا والحمد لله أنك أكتشفت أن العيلة دي عيلتك.

وتركته وتوجهت بالرحيل لتسقط أرضاً من ألم قداماها، جلس جوارها أرضاً وعيناه متعلقة بها، الصمت يخيم عليه فيصنع حالة من السكون المريب...
قطع الصمت حينما عاونها على الجلوس مجدداً على المقعد ومازال منحنى ووجهه أمام وجهها، تلون وجهها بالاحمر من شظة الأرتباك فخرج صوته الغامض: الا فات كان جزء من حماية ليكِ أعتبريه وهم والحقيقة أنك ملكِ.

كادت أن تتحدث فأبتسم بمكر واضعاً بين يدها زهرة حمراء: قبل ما تذبل هتكونى زوجتى دا وعد فراس ليكِ
وتركها وتوجه للدلوف فصاحت بغضب: أنت فاكر نفسك أيه؟! وبعدين أنا مش هتجوزك لو أخر واحد
لم يجيبها وأكمل طريقه للداخل كأن لم يكن، ألقت ما بيدها على الطاولة بغضب على ثقته الزائدة ولكن لا تنكر إبتسامتها الخفية على ما تفوه به..

مر الليل عليها وهى تشعر بالحقن المجبر على فقدان الوعي حتى أنها خشيت أن تفتح عيناها فيعاد حقنها من جديد...
بدأت الرؤيا تتضح شيئاً فشيء لتراه يجلس أمامها بطالته القابضة للأنفاس..
حمدت الله كثيراً بأنه يغوص بنوماً بدى لها فنهضت عن الفراش بتعبٍ شديد ثم تحركت بحذر للخروج من هذا المكان الغامض لها...

خرجت لتجد الصدمة حليفة الدرب مع هذا الرجل، مكان ليس بمنعزل عن الجميع ولكن عن العالم بأكمله وسط المياه، كيف سيتمكن والدها الوصول إليها؟!.
جلست على متن التخت تحتضن وجهها وتزداد بالنحيب بأنها صارت سجينة لقسوته رغماً عنها حتى لو حاولت لمئات القرون آحياء قلبه المتعجرف لن تتمكن من ذلك...
أفاقت مرفت على صوته المقترب منها: خلصتى تفتيش؟

رفعت عيناها الممتلأة بالدموع لتجده يقف أمامها بعدم مبالة لحالتها أو هكذا توحى تعبيرات وجهه الثابت، خرج صوتها المتقطع قائلة بدموع: لسه عايز مني أيه؟
جذب المقعد المجاور له قائلا بعين ثابتة: وتفتكري عندك أيه لسه مأخدوتش!
إبتسمت بسخرية وهى تجاهد للوقوف: عندك حق
شرعت بترديد كلماته بأستسلام ويأس ودموع عافرة بلهيب الأنين: عندي أيه مخدوتش؟ أنت فعلا أخدت كل حاجة عيلتى وقلبي وإبنى.

قالت كلمتها الأخيرة مع دمعات حارقة وهى تتأمله يجلس أمامها ببرود فأكملت بدموع ويأس يلحق بها: حتى الكرامة أتزاحت مع توب الأهانة الا أنت بتحرص دايما أنى أخد الجرعة اليومية منها بس أنت عارف لسه فى حاجة واحدة بس مأخدتهاش مني
ضيق عيناه بعدم فهم فتراجعت للخلف وهى تسلم جسدها للهواء قائلة بصوتٍ يسلم طوافه للهواء: إختياري للحياة.

صدم مراد مما فعلته فهوت بالمياه بقوة بعدما قررت الموت ربما ستستكين الراحة كما تعتقد هي..
أزالت التحكمات بجسدها تاركة للمياه القرار الأخير بأنتزاع حياتها ولكن أبى ذلك فعافر إلى أن تلمست يدها مع يده فجذبها لأعلى المياه بسرعة وخفة لا تتناسب مع جسده الرياضي الثقيل..
طافت على سطح المياه كالجثة المهلكة فجذبها بقوة إليه قائلا برعب يبث بذاك القلب لأول مرة: مرفت، مرفت.

لم تعد تجادله كالمعتاد الآن تتحرك معه بأنصات وسكون أزاب حصون قلبه فحملها لمتن اليخت محركها بقوة وجنون: مرفت، ردي عليااا...

لم تجيبه وظلت ساكنة للغاية فشعر بآنين قلبه اللامتناهي فجذبها لأحضانه بحنين، لأول مرة يطوف به ذاك الشعور الغامض لا طالما كان تقربه منها لأتمام واجب ما بالنسبة له، أو تلبية غريزة تهاجمه ولكن الآن من بين يديه هى من أذابت حصون قسوته، نعم أعتاد على المعاملة الجافة معها ولكن كيف لسلوك دام لأكثر من عشرون عاماً أن يتبادل بدقائق؟!
شدد من أحتضانها حتى كاد أن يحطمها وعيناه مغلقة بقوة تأبي تقبل الأمر.

أحست بشيء ثقيل يحجبها ففتحت عيناها بصعوبة لتجده يحتضنها، ظلت ساكنة للحظات تحاول إستيعاب ما يحدث! أيحتضنها متبلد القلب!
سكنت بين يديه بصمت لعلها تحظي بلحظات راحة بين أحضانه المتشبس بها حتى ولو لدقائق أو لثوانى تشعر بها أن الجبل الجليدي قد أذابت حصونه، أنهمرت دمعة ساخنة من عيناها على جسده العاري فغمرت القلب بعاصفة لا مثيل لها ليخرجها سريعاً من أحضانه قائلا بجنون لرؤياها: أنتِ كويسة؟

رأها تنظر له بصمت ودمعات تهبط كرفيق تحل بما تتحلى به، تطلعت ليديه المتماسكة بها كأنه إن تركها ستغوص بالموت، خرج صوتها أخيراً متقطع كحال قلبها: أنت عايز منى أيه يا مراد؟
ثم أكملت بدموع: كانت فرصة أدامك مستغلتهاش ليه؟
ضيق عيناه بعدم فهم فقالت بدموع: لو كنت موت كنت هترتاح ويمكن أرتاح معاك.

حملها وتوجه للداخل بصمته القاتل ثم وضعها على الفراش وولج للغرفة المجاورة، ظلت كما هى تتأمل الغرفة بصمت وتفكير لم يوصلها لأجوبة منطقية فأبدلت ثيابها بأستسلام للمصير المجهول على يد جلاد القسوة..

توقف اليخت بعد ساعات فتعجبت ميرفت وخرجت من غرفتها تبحث عنه لتجده يقف بالأعلى بطالته القابضة للأرواح التى لم يخسرها أبداً بدأ الأستغراب يتسلل لها حينما وجدت اليخت على الشاطئ وسيارات والدها على بعد ليس بكبير، حتى خرج أبيها من السيارة ووقف بأنتظارها، أستدارت برأسها للأعلى وهى ترأه يقف كالجبل الشامخ بكبريائه المعهود لتعلم بأنه من أخبر والدها بالمكان وأنه من قرر التخلى عنها لا تعلم بأنه خشي على حياتها التى أصبحت ثمينة له...

غادرت اليخت وتقدمت من السيارات بخطى بطيئة للغاية، دموعها تشق وجهها بقوة، قلبها يكاد يتوقف، نعم هى بأختيار صعب بين قلبها ووالدها إن رحلت معه فهى نهاية العلاقة بينها وبينه، للحظة ظنت بأن الموت الحل الأمثل وربما كان إستدراج لها لتتذكر كيف غاص بالأعماق ليلحق بها!
كيف أحتضنها بقوة وحنان بآنٍ واحد!
هل تبدل القاسي؟، هل تمرد المتعجرف؟!.

توقفت قدماها بمنتصف الطريق وعقلها يعمل بسرعة ليطوف بها بذكريات لم تحمل منها شهداً منه بل حصدت الأنين والجراح ولكن كانت سعيدة!.
هل ستكون نهاية اللقاء بينها وبين قاسي القلب؟!.

أستدارت بجسدها لتراه يقف كما هو فشرعت بالركض بسرعة كبيرة للغاية تحت نظرات إستغراب الجميع وعلى رأسهم والدها ومراد ذاته الذي هبط من الطابق الأعلى للأسفل ليجدها أجتازت المسافات وولجت لليخت بدموع تغزو وجهها وما أن رأته حتى هرولت لأحضانه فتعالت شهقاتها بأنكسار..

تصنم محله والصدمة تجتاز عيناه حتى ذراعيه متصنمة محلها لا يقوى أحتضانها مثلما فعلت، رسمت البسمة على وجه مراد فتحركت يديه ليحتضنها بقوة قائلا بعدم تصديق: بعد كل دا ولسه عايزانى!

تعال صوت بكائها ليخرجها من أحضانه لتقابل نور عيناه التى ترأه لأول مرة: عارفة أنك قاسي ومغرور بس بحبك!، عارفة أني مفرقش معاك وأنى زي أي حاجة فى حياتك بس لقيت نفسي بعشقك من غير حاجة، عارفة أنى هفضل تكميلة لنظام أنت عايش عليه بس مقدرش أبعد عنك حتى ولو كانت إهانتى على إيدك، حبي ليك مدينى أعذار بألتمسها ليك وهفضل أخدلك ميت ألف عذر عشان أكون جانبك..

هوت دمعة ساخنة من عيناه على حديثها فهو ليس بحجر صوان، تطلعت له بزهول فجذبها لأحضانه دقائق كثرت بالصمت ثم جذبها وصعد للأعلى ليشغل لوحات التحكم باليخت فيبعد عن الشاطئ، جذبها مراد للمقعد المسؤال عن تحكم اليخت ثم جثى على ركبته قائلا بصوتٍ مازال ثابت ولكنه معبئ بصدمة لها: مين قالك أن قلبي متحركش؟!

رمقته بصدمة ليرفع يديه على وجهها بحنان قائلا بنبرة قضت أيام كثيرة معه ولم تستمع لما تستمع له الآن: ألا حصل من شوية أكبر دليل ليكِ أنى أتغيرت مراد الجندي أتخلى عن حاجة كان فاكر أنها ملكية خاصة بيه عشان حس أنه ممكن يخسرها
هوت دمعات متلحقة من عيناها فأزاحها بأطراف أصابعه قائلا بهدوء: دلوقتى عرفت يعنى أيه حب، أنا فعلا حبيتك يا ميرفت بس كان حب عادى لأي حاجة فى حياتنا لكن حالياً أنا بعشقك...

صعقت مما تستمع له فتأملته بنظرة طويلة لعل الحلم ينتهى مسرعاً حتى لا تفقد عقلها ولكنه حقيقة على ملمس وجهها من حنان أصابعه هو حقيقة من أمامها هو مراد!
تركها وإبتعد قليلا قائلا بلهجته الرسمية: بس دا ميمنعش أنى هحتفظ بشوية غرور أنا مهما كان مراد الجندي
تعالت ضحكاتها بقوة فأبتسم وهو يجذبها إليه لتلتقى بسحر عيناه وهو يتفرس ملامحها كأنه يرأها لأول مرة...

عاد سيف وتقى للمنزل بعد أن قضى معظم النهار بالقصر، فتوجهت تقى للغرفة ثم أبدلت ثيابها وخرجت تبحث عن سيف فوجدته بالمطبخ يعد بعض التسالى والمشروبات لهم..
ألتقطت ثمرة فاكهة من الطبق الذي يحمله قائلة بأبتسامة مرح: ليها طعم تانى عشان أنت الا شايلها يا سيفو
زمجر بوجهه وهو يضع الطبق من يده: لا وأنتِ الصادقة عشان تشيلى ايدك من كل حاجة
تعالت ضحكاتها وهى تتطوف رقبته قائلة بدلال: مش جوزي الله.

إبتسم سيف وهو يتأملها عن قرب وتعمدها على الضغط على تلك الكلمة فحملها على الطاولة المقابلة له قائلا بهمس: ودا يديكِ الحق تعملى فيا كدا؟!
إبتسمت وهى تتأمل عيناه المأسورة بسحرهم: أكتر من كدا كمان على فكرة زي أنى لسه جعانه وحابة أكل حاجة من صنع أيدك
ضيق عيناه بغضب فجذبت الفاكهة تلتهمها بتلذذ ليشرع بأعداد الطعام وعيناه الغاضبة تحتل ملامحها...

أنهى سيف الطعام ثم وضعه على الطاولة قائلا بصوتٍ صارم: أتفضلي
أنحنت لتقف أمامه قائلة بزعل مصطنع: أنت زعلان طب خلاص يا سيدي مش عايزة منك أكل
ضيق عيناه بغموض أنهاه حينما جذب الطعام قائلا بجدية براحتك
أسرعت إليه بلهفة بعد أن تسللت راحته الشهية فمها: على فكرة ممكن تنتاقش
أستند بجسده على البراد وهى تهرول بالطعام على الطاولة وتأكله بتلذذ: نفسي أصدق أفعالك ولو مرة واحدة.

قالت بغرور زائف: هتعمل بالأفعال أيه أتبع الأقوال مستحبة
تعالت ضحكات سيف بعدم إستيعاب لتلك الفتاة فأستندت برأسها على المنضدة قائلة بهيام أه لو مكنتش بحبك كنت
قاطعها بحذم: كنتِ عملتى أيه يعني؟
إبتلعت ريقها بخوف فأسرعت بالحديث وهى تشير الطعام: كنت أشتريت أكل من برة
أقترب منها والأبتسامات تتلاحق على وجهه فجلس جوارها وضعاً يده فوق يدها قائلا بعشق: وأنا للأسف عشان بحبك مجبور أستحملك.

تقابلت العينان بلقاء طال ليقطعه سيف قائلا بضيق: شوفتى رجعت من برة وبطبخلك بلبس الخروج أزاي!
تعالت ضحكاتها فرفع يديه يجذبها من أذنيها بمزح: هروح أخد شاور وأجيلك نكمل موضعنا أرجع ألقى المطبخ زي ما هو يا تقى فاهمة؟
صاحت بألم: اااه سايب بنت أختك فى الشقة يعنى هعمل أيه يعنى مأنا بأكل بأدب أهو!
رمقها بنظرة شك: أما نشوف.

ثم غادر سيف لغرفته، طافته نظراتها إلى أن تخفت من أمامه ثم أكملت الطعام بشرود به وبعشقه المتيم، لتشعر بأن أحداً ما لجوارها، رفعت عيناها بخوف شديد لتصعق بشدة حينما رأته يجلس على المقعد المقابل لها وعيناه تأكلها بغضب لا مثيل له، ألقت الطعام من يدها ثم صرخت بقوة وركضت بسرعة كبيرة وهى تصيح بأسم سيف بجنون..
بحمام الغرفة
خرج سيف على صراخها فوجدها تقف أمام عيناه بخوفٍ شديد وهى تبكي بذعر: سيف، سيف.

خرج صوته المندهش: فى أيه يا تقى؟!
بكت بقوة قائلة بأرتجاف: أنا شفت سامي ثم قالت بأرتباك: ودي مش أول مرة أنا بشوفه من بعد جوازنا
جحظ عيناه بصدمة على حالها فأشارت على المطبخ برعب، خرج صوته المتزن بالهدوء الخادع: سامي أيه يا تقي؟! بلاش جنان
صاحت ببكاء: مش جنان يا سيف أنا شفت سامي بعينى كان قاعد على الكرسي الا جامبي صدقني.

رفع يديه على شعره يضغط بقوة لعله يحيل ما به ثم خرج صوته بثبات مازال يجاهد للتحلى به: سامي ميت يا تقى والميت مش بيرجع تانى بلاش توهمي نفسك
قالت ببكاء: صدقيني يا سيف
زفر بغضب ثم جذبها بقوة ودلف للمطبخ قائلا بسخرية: هو فين! أستنى ممكن يكون مستخبي بالتلاجة ولا حاجة
وبالفعل تقدم من البراد وفتحه دون النظر إليه قائلا بسخرية: فين!

وضعت رأسها أرضاً بحزن على حالها فأقترب منها سيف قائلا بهدوء على تصرفه الجارح: معلش يا حبيبتي أكيد أنتِ تعبانة شوية تعالى أرتاحي
وبالفعل جذبها سيف للغرفة ثم عاونها على التمدد وداثرها بالفراش جيداً ثم عاد لحمام الغرفة يكمل ما بداه...

بالقصر...
عاد طارق من الخارج فصعد لغرفته حتى يبدل ثيابه، ولج للغرفة ليجد الهدوء يخيم عليها فظن أنها بالأسفل مع ليان ومنار فشعل الضوء ليتفاجئ بها تعتلى الفراش والتعب يبدى على قسمات وجهها...
ما أن رأته حتى أتكأت على معصمها وهمت بالنهوض لتجذب حجابها ولكن لم تستطيع فأقترب منها طارق قائلا بتفحص: أنتِ كويسة؟

لم تجيبه وعيناها متركزة على الفراغ بصمت فجذب طارق المقعد المجاور للفراش ثم جلس مقابلا لها قائلا بهدوء: لو تعبانة ألبسي وأنا هخدك للدكتورة.

لم تجيبه وألتزمت الصمت فتمرد على هدوئه قائلا بغضب: أنا عايز أفهم أنتِ بتعامليني كدا ليه؟ هو أنا كان ليا ذنب فى حاجة أنا ضحية زيي زيك بالظبط ورغم كدا أتعيشت مع المواقف وألتمست ليكِ العذر بس مش معني كدا أنك تتمادي فيها كل البشر ليهم طاقة وأنا بجد مش قادر أتحمل أكتر من كدا
رفعت عيناها الممزوجة بالدموع قائلا بثبات مخادع: طب وليه تنجبر على كدا طلقني وكل واحد يروح لحاله.

تأملها بصمت ثم قال بهدوء: وإبني؟
رمقته بنظرة محتقنة ثم قالت بقسوة: هعطيك إبنك وتطلقنى مش هقدر أحبه لأني كل ما هشوفه هفتكر اليوم دا
طعنت قلبه بلا رحمة ولكن الثبات ظل على ملامحه ليخرج صوته بنفس الثبات: وأنا موافق وساعتها هعطيكِ حريتك من العلاقة دي بس من دلوقتي هتسمعي الكلام وتجي معايا للدكتورة أطمن على صحة إبني.

وتركها وتوجه للخزانة ثم أخرج منها ما يلزم لترتديه، تقدم منها وضعاً ما بيده على الفراش قائلا بصوتٍ جادي: هستانكِ فى العربية
وتركها وهبط للأسفل ليستنزف قلبه بما تفوهت به وهى تجاهد هى الأخري..
بالأسفل
دلف شريف للداخل بعد أن تركه طارق وصعد للأعلى ليجد جاسمين تجلس بالأسفل وتتبادل الحديث المرح مع شاهندة فولج للداخل قائلا بنبرة مرحة: أتغديتوا من غيرى؟

شاهندة بأبتسامة هادئة: ودي تيجى ماما أمل مرضتش أبداً وقالت تستناك لما ترجع من الجامعة أنت وطارق
أعتلى الغرور وجهه: حبيبتي يا مولة طول عمرك ناصفانى
قاطعه فراس بحدة: مولة دي بتلعب معاك على الناصية!
شريف بسخرية: فى أيه يا عم أنت من يوم ما عرفت أنك إبن خالتي وأنت مش طايقني ليه أنت والبت الا محتلية بيت خالتي دي
جاسمين بغضب: أيه محتلية دي؟ما تلم نفسك يا أخ أنت
فراس: بس يا جاسمين.

شريف بغضب: والله أنا ملموم الدور والباقي عليكِ ثم أنك بتتدخلي ليه واحد وإبن خالته أيه الا يدخلك!
فراس: بس يا شريف
جاسمين بحدة: والواحد دا يبقى أخويا يا خفة
فراس: بس يا جاسمين
شريف بسخرية: أخوكِ من أنهي جهة دي!
جاسمين: وأنت مالك جهة ولا ناحية خاليك فى نفسك
فراس بغضب ليس له مثيل: بسسسسسسس أيه انت وهى مش عاجبكم حد!
شريف: يعني مش سامع بتقول أيه؟
جاسمين: يا برودك يأخي.

فراس بعصبية: مفيش أحترام لوجودي؟! متضربوا بعض أفضل!
شريف بتزمر: لا ما يصحش
نظرة فراس الغاضبة كانت كافيلة بجعلها تنظر لشريف بضيق: أسفة
شريف بفرحة: وأنا كمان أسف بس أنتِ الا زودتيها أوى
جاسمين بغضب: نعم أنت الا بدأت
خرج صوت فراس الواشك على دمارهم: مشفش وش حد أدامي أصل ورحمة أبويا أدفنكم وأخلص
وبالفعل هرولوا من أمامه وتبقت ضحكات من كانت تتابع ما يحدث بصمت تغزو القاعة وقلب فراس..

أقترب منها بأبتسامة خبث: ها فكرتي فى كلامي؟
عاد الغضب على ملامح وجهها قائلة بجنون: أنت بتحلم وأنت صاحي
رفع يديه قائلا بغمزة عيناه: لا الأحلام ليها أوقاتها عشان كدا بوعدك أن فرحنا هيكون بعد 3أيام من دلوقتي يمكن بعدها تصدقي أني معنديش أحلام
وقبل أن يخرج صوتها الغاضب كان تخفى من أمامها بأبتسامته التى تثير غضبها..
بالخارج.

تعالت ضحكات منار بعدم تصديق فأكملت ليان: زي ما بقولك كدا محمود لما بتلعب معاه بيتحول لمجنون أخدنى ونزل بليل الساعه كانت أربعة الصبح تقريباً لفينا أكتر من تلات ساعات لحد ما لقينا مطعم الكشري فاتح حتى ماما فاتن كانت هتبلعه من خوفها عليا
لم تتمكن من كبت ضحكاتها فقالت بصعوبة: الجنان واحد يا ليو
ليان بصدمة: يا نهار يبقا كدا كملت
إبتسمت بغرور: لا هو الا هيكمل بيا.

إبتسمت ليان وهى تتفحص الطريق: ربنا يستر، ثم قالت بستغراب: كل دا الشغالة بتنادي بسمة!
منار: ممكن بتعمل حاجة وجاية
أشارت برأسها بتفهم..
بالأعلى...
توجهت بسمة لغرفة ليان بعد أن اخبرتها الخادمة بأنها تريد رؤيتها فطرقت باب الغرفة ثم ولجت للداخل تبحث عنها لتتصنم محلها بصدمة ليس لها مثيل حينما رأت مالك أمامها عاري الصدر يبدل ثيابه ليتفاجئ هو الأخر بها..

خرج صوتها المتقطع بصعوبة: أنا أسفة يا مالك بس الشغالة قالتلي أن ليان عايزاني ضروري وأنها مستانياني هنا فى أوضتها بجد بعتذر
أرتدى مالك ملابسه قائلا بأبتسامة هادئة: ولا يهمك ممكن أتلغبطت ليان تحت مع منار بالحديقة
بسمة بحرج: خلاص هنزلها بعتذر لأخر مرة
إبتسم قائلا بتفهم: ولا يهمك بتحصل بأحسن العائلات.

تعالت ضحكاتها وغادرت الغرفة وعيناها أرضاً من بدء الحديث معه، هبطت للأسفل ولم ترى معشوقها المصعوق لرؤيتها تهبط من غرفة مالك أمام عيناه فدلف للداخل لتتضاعف صدماته حينما وجده يغلق أزرر قميصه ويصفف شعره بأبتسامة على وجهه..
أستدار مالك ليجد رفيقه أمامه وعيناه لا تنذر بالخير فخرج صوته الثابت: مالك يا يزيد؟
صمت وهو يتأمل عيناه فقال بغموض: مفيش يا صاحبي.

وتركه يزيد وغادر بصمت وبداخله معركة مريبة تجعله بقمة الأنكسار..

بالأسفل..
ليان بغضب: كل دا يا بسمة؟
بسمة بغضب يضاعفها: أنتِ يا بت بعتالى مع الشغاله أنك عايزانى ضروري فى أوضتك اروحلك هناك ألقي مالك جواا شكلى بقا زبالة
ليان بأبتسامة مكبوته: ليه بس ماهو أخوكِ عادي جداً بس أنا قولتلها خاليها تنزل هنا!
منار بتأكيد: أيوا أنا سمعت ليان قالت هنا!
بسمة بتفكير: جايز أنا الا سمعت غلط
منار بتأكيد: أكيد المهم ركزوا بقا معايا.

بسمة بغضب: مش أما أعرف ليان عايزاني فى ايه؟ وبعدين نبقا نشوف حكايتك
ليان بتذكر: أه أفتكرت أنا ناديتك يا بسمة لأنك أقرب واحدة لبسملة وأختها وتخافى على مصلحتها بسملة بترمي نفسها فى عذاب هى وطارق مع أنهم فى النهاية ضحايا لنوال لأزم تكلميها وتحاولي تجمعي بينها وبين طارق وأنا ومنار هنساعدك
بسمة بحزن: حاولت يا ليان وهحاول تانى
منار بهدوء: المرادي عشان هنساعدك هننجح بعون الله.

ليان بسخرية: وأنتِ معانا ربنا يسترها علينا
تعالت الضحكات وبدأت المشاكسة بين منار وليان وبسمة ترمقهم بغضب.

بمكان أخر منعزل عن الجميع
صاحت بأبتسامة واسعة: الله ينور عليكم كدا صح عشان الخطة الا جاية هتكون الدمار بين مالك ويزيد
أجابها الرجل بعد تفكير: بس أنا مش فاهم يا نوال هانم أيه لزمتها كل دا يعنى خطتك ناجحة جداً مش لازم نعمل الواقعات دي بينهم وليه أخترتي يزيد كان ممكن مالك.

أسندت نوال ظهرها للخلف بعين تشع جحيم الأنتقام قائلة بصوت كفحيح الأفاعي: بالعكس خطتي صح لو كنت عملت الخطة الكبيرة الا هتنهى حياتهم كان أحتمال فشلها متوقع من 50%لكن لما نقرب المسافات بين ليان وبسمة ويحصل كذا موقف زي السلم لما الخادمة حطت فى الشوذ بتاع بسمة بمادة تخليها متعرفش تمشي بيه وخروجها فى نفس خروج مالك وزي الا حصل من شوية انها تدخل أوضته وتطلع ويزيد يشوفها بعينه فدا هيساعدنا كتير اوي للجاي وخاصة بعد الخطوتين الا جاين عشان لما يشوفهم بعينه يصدق من غير شك، أما بقا أختياري ليزيد فدا ذكاء كبير لأن يزيد متسرع على عكس مالك بيحكم عقله كتير وكان هيكشفنا من أول مرة عشان كدا لأزم تدوموا على الخطوات دي والضربة الكبيرة سبوها عليا أنا..

ثم رفعت عيناها للفراغ بسعادة: نهايتكم قربت خلاص كل الا عملتوه هينتهي في لمح البصر
تعالت ضحكاتها لرؤيتها القادم بعين تحمل الحقد والأنتقام لتحطم قلوب وتزف قلوبٍ أخرى للموت..
ولكن هل ستتحطم الروابط أم سيكون بداية لهلاك عظيم؟!

أنتظروا ملحمة الأنتقام وتعاسة الأقدار لنري قوة العلاقات وترابطهم فى الصمود، دمار عاصف سيفتك بعائلة نعمان، جمرات ستفتك برفقة الطفولة ولكن بوجود فراس سيعلم كيف تحوم الحية ليعلم كيف يستخدم سمها القاتل ليقتلها بلا شفقة وينهى عذاب الاقدار.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة