قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن عشر

وفود من الغضب تتراقص بعيناه فجعلتها مخيفة للغاية، من يراه يبلده الخوف من رؤياه ربما يستحق الآن لقب الغول بأكتساح، دلفت بسمة للغرفة لتجده يجلس بالغرفة على المقعد المهتز بفعل غضبه العاصف فاقتربت منه ثم انحنت لتفترش الأرض بفستانها الوردي قائلة بابتسامة هادئة: مالك يا حبيبي من الصبح حاسة أنك متغير!
رفع عيناه الساحرة عليها ثم رفع يديه يلامس وجهها بحنان قائلا بعشق يتدفق بصوته: مفيش حاجة يا حبيبتي.

نظرات شك بعيناها فقالت بضيق: بتخبي عليا؟
إبتسم وكاد الحديث ولكن تجمدت الكلمات على لسانه وعيناه الصقرية تتفرس الظل الخفى خلف الشرفة فأبتسم بمكر ثم تحلى بالغضب: مش قولتلك مفيش حاجة روحى كملى سهرتك متعطليش نفسك
تطلعت له بصدمة ثم قالت بزهول: سهرة أيه؟
تلونت عيناه بلونها المخيف فأنحنى بوجهها ليقابل وجهها قائلا بصوت كالسيف: كنتِ في أوضة مالك بتعملى أيه؟

جحظت عيناها بعدم تصديق فتساقطت الدموع التى حطمت قلبه لرؤياها هكذا ولكن عليه الصمود لنهاية المطاف المرسوم، نقل عيناه للشرفة فقالت هي بدموع: لو حكيتلك الا حصل مش هتصدقنى لأنك مش حابب تصدق
رمقها بسخرية ثم تركها وتوجه للخروج بصمتٍ قاتل لها...
أغلق باب الغرفة ويديه محكمة بغضب لا مثيل له مردداً بهمس: ورحمة أبويا لأدفعك تمن الا عملته دا غالي أوي
وتوجه بعاصفته النارية لغرفة فراس..

بالمشفى...
تابع طارق طفله بأبتسامة مرسومة على وجهه بتلقائية لرؤياه حتى وإن كان يتابع من خارج غرفة الكشف كما طلبت بسملة...
خرجت الطبيبة من الغرفة قائلة بأبتسامة عملية: الحمد لله الجنين كويس بس هنحتاج شوية فحوصات نطمن بيها أكتر عليها..
طارق بفرحة: أن شاء الله
خرجت بسملة من غرفة الكشف لتجده يتأملها بأبتسامة هادئة فرفعت عيناها عنه وحملت حقيبتها وغادرت معه للخارج..

فتح طارق باب السيارة الأمامي فتوجهت للجلوس خلف كما فعلت بالذهاب فزمجر بغضب وأغلق الباب بعدما فتحته هي قائلا بنبرة مازالت هادئة وهو يشير للمقعد المجاور له: مش بأكل بني أدمين أنا!
تطلعت له بغضب ثم جلست بنهاية الأمر فأبتسم بخفوت وصعد هو الأخر بالسيارة، تحرك طارق ببطئ ووزع نظراته بينها تارة وبين الطريق تارة أخري..
زفرت بملل: كدا ممكن نوصل البيت الفجر.

إبتسم قائلا بلا مبالة: وفيها أيه أهم حاجة مزعجش الولد ممكن يكون نايم
لم تتمالك أعصابها فتعالت ضحكاتها بشدة حتى أحمر وجهها، تأملها بعشق بدا بنظرته الآن فتوقفت عن الضحك وتأملته بصمت بعدم أوقف السيارة وتفرغ لتأملها، رفع يديه وهو كالمغيب على يدها الموضوعة جواره قائلا بهيام بها: بحبك
صعقت مما إستمعت إليه فجذبت يدها سريعاً وعيناها تتحاشي النظر إليه، إبتسم طارق على رؤية خجلها ثم أكمل الطريق للقصر...

بغرفة فراس...
كان يتأمل الفراغ ويده أسفل رأسه على الفراش يرأها أمامه فيبتسم بتلقائية، تطلع له يزيد بغموض فتمدد جواره وضعاً يديه خلف رأسه هو الأخر يدرس حالته قليلا فخرج صوته بعد دقائق: هي مين؟
أجابه الأخر بدون وعي: أختك
ثم صاح بفزع وتطلع جواره ليجد الغول يعتلى الفراش ولم يشعر به حتى أنه تفوه بما بقلبه..
أعتدل يزيد بجلسته قائلا ببعض الغضب: بتتغزل فى أختي يا حيوان!

إبتسم فراس لتطل جانب من وسامته ثم عاد للجلوس جواره قائلا بنبرة جادة: عايز أتجوز حرام؟!
ضيق الغول عيناه قائلا بغضب: وقررت منك لنفسك كدا
فراس بغرور: أنا لما بعوز حاجة بعملها وأنت مجبور توافق والا هخطفها والا يحصل يحصل..
جذبه يزيد بقوة فجسده الرياضي يحجب الجميع بحرافية: أنت مش همك حد بقا
فراس بخوف مصطنع: ولا حد الا الغول له وزنه.

تركه يزيد قائلا بغضب: لا سيبك من التسبيل دا وركز معايا فى الا جاي أقولهولك
فراس بعدم فهم: في أيه؟
دمجت عيناه بألوان الغضب بعدما قص يزيد عليه ما حدث ثم أخبره بما عليه فعله..
فراس بزهول: يا بنت ال...
رسمتها صح أوى دا لو أنا هصدق
ثم تطلع للغول بأعجاب: وأنت عرفت أزاي؟

رفع عيناه قائلا بغضب قاتل: مالك أقرب ليا من نفسي يا فراس حتى لو ليا عيلتي وأولاد حبه مش هيقل ولا هيكون رقم إتنين هى أختارت الغول عشان متهور فخليها تستحمل تهوره، المرادي الا عملته هيتقلب ضدها، مش لازم حد يحس أني عرفت حاجة ولا مالك نفسه خالي الأمور تمشي زي ما هى رسمة خروجها من السجن والمساعدة الا خدتها عشان تعرف الكل أنها ماتت كانت بأشارة مني لأني عارف ومتأكد أنها هتهرب هتهرب بس الفرق المرادي أني هشرف على إيامها الأخيرة وأتفرج عليها وهى بتأمر رجالتي ينفذوا ليها الخطط غبية أوى هما بينفذوا الا أنا بوافق عليه.

فراس بأعجاب شديد: دانت الشيطان يرفعلك القبعة ويعلنك معلم أيه التفكير دا!
إبتسم يزيد قائلا بخبث: يعني لسه عايز تهرب مع أختي
إبتسم قائلا بحداد الرجولة: أنا وعدتها أن الفرح بعد 3 أيام وأنت عارف الوعد أيه بالنسبة للراجل يرضيك أخسر جزء من رجولتى؟!
تعالت ضحكات الغول على دهاء فراس قائلا بمكر: لا ميرضنيش عشان كدا هساعدك وأنت كمان هتساعدني فى الا جاي.

إبتسم فراس بأعجاب شديد قائلا بثباته المعتاد: معاك يا غول
ضيق عيناه بغموض بعدما أشار له بهدوء وغادر الغرفة...

بغرفة مالك...
أنهت صلاتها بخشوع لتجده يجلس على المقعد المقابل لها يتأملها بنظرة ممتلأة بالأحترام والعشق...
خلعت حجابها قائلة بخجل: قاعد كدا ليه؟
خرج صوته الثابت: بستانكِ
أقتربت لتجلس على المقعد المجاور له قائلة بأبتسامة هادئة: أسفة لو أتاخرت بالصلاة
زمجر بغضب: بتعتذري على أيه يا ليان دانا غيران
تطلعت له بزهول: من أيه؟!
رسم الحزن المصطنع: عشان بصلى بسرعة نفسي أتعود أصلى ببطئ زيك.

إبتسمت قائلة بهدوء: هسألك سؤال
أشار بمعنى نعم فأكملت هى بهدوء تام: لما بكون معاك بتحب تقعد معايا
أجابها بحماس: جداً لدرجة أني مش بحس بالوقت معاكِ ولا عايزه يخلص
قاطعته بنفس السكون: وأنا كدا لما بصلى مش بكون عايزة وقتي مع ربنا يخلص أنت كمان أكيد حبك لربك أكتر مني بأضعاف وحبك أنك تفضل معاه أكتر وقت ممكن
إبتسم مالك بعشق وهو يستمع لها فجذبها لتخرج معه للتراس قائلا بهمس خافت: غمضي عيونك.

تطلعت له بعدم فهم فرفع يديه على عيناها لتغلقهم بوجه متورد من ملامسة يديه لوجهها، تأملها بنظراته العاشقة ثم أخرج من جيب سرواله سلسال خارق الجمال ليضعها برفق على رقبتها، فتحت عيناها لتجده يعقد السلسال على رقبتها فتحسسته بيدها بسعادة وإعجاب به...
خرج صوتها بسعادة: دا ليا يا مالك!
أدارها لتقف أمام وجهه مقبلا يدها بحنان: أكيد يا قلب مالك.

سحبت يدها بخجل والأبتسامة تزين وجهها، عم الهدوء المكان فرفعت عيناها تتفحصه لتجد المكان فارغ تماماً، خطت للأمام بلهفة فوجدته يضيء الموسيقى الهادئة بالغرفة ويضيء الشمعات الحمراء لتفوح الرائحة العطرة وتتسلل لها..
أقترب منها بنظراته المربكة لها ثم أزاح حجابها لينسدل شعرها بحرية قائلا بنبرة مرحة تشابهات مع نبرات الملوك: تسمحيلي.

آبتسمت برقة وناولته يدها ليحركها بخفة بين يديه، سمح لها بذاك اللقاء تحت ضو القمر أن تتفحص لون عيناه الغامض ولكنها زفرت بستسلام، ضمها لصدره قائلا بضحكته الرجولية الجذابة: كرهت لون عيوني عشان بتنرفزك
إبتعدت عنه قائلة بضيق: ما تقولي لونهم وتريحني
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة بالحديث: لو أعرف كنت ريحت نفسي الأول.

شاركته الضحك ثم أنغمست معه بالحديث، وضعت رأسها على صدره ثم تحركت معه بعينان مغلقة تستعيد ذكراه التى تنقلها لعالم لا وجود له خرج صوتها بعد دقائق سادت بالصمت: مالك
أجابها وعيناه مغلقة هو الأخر: أممم
جاهدت للحديث فقالت بهمس: بحبك
فتح عيناه بصدمة ثم جذبها من أحضانه قائلا بجنون: قولتي أيه؟

وضعت عيناها أرضاً بخجل وهى تعبث بفستانها الطويل فجذبها إليه مترسم الهدوء والمكر يحيل بعيناه: لا مش إجابة على سؤالي قولي قولتى ايه وبسرعة
رفعت عيناها بخجل قلب لغضب مصطنع كمحاولة للتهرب مما هى به: مأنت سمعت الله!
جذبها ليستند برأسه على رأسها قائلا وصوته يلفح وجهها: قوليلها تاني
أغمضت عيناها كثيراً كمحاولة لأستجماع شجاعتها ثم قالت بهمسٍ خافت: بحبك أوى.

إبتسم بسعادة ثم حملها وطاف بها قائلا بسعادة: أخيراً
تعلقت به وتعالت ضحكاتها بزهول: مجنون
كف عن الحركة وقربها من صدره قائلا بلا مبالة: لو حبك جنان فأنا أتعديت المرحلة دي
تاهت النظرات ببعضها لتغوص بعالم طاف بالأرواح لمكان ليس معروف للكثير بل نادر للغاية وعنوانه ألتقاء الأرواح..

بمنزل سيف...
صاح بغضب: يابني بقالك ساعتين بتقولي عايزك فى موضوع مهم الصبح قرب يطلع ومنطقتش بأي كلمة
زمجر شريف بغضب: فى أيه يا عم، الكلام أخد وعطا مش كدا
رمقه سيف بنظرة نارية قائلا بسكون مصطنع: أخرج بره يالا
شريف بغضب: مش لما تعرف الموضوع المهم!
شدد سيف على شعره بغضبٍ جامح ليعلم شريف أن النهاية أوشكت فأسرع بالحديث: أنا بالصلاة على النبي كدا هتجوز
: نعم يا خويااا.

قالها سيف بعدما تخل عن مقعده ليجذب شريف من تالباب قميصه بغضب لا مثيل له، أبعده شريف عنه قائلا بزهول: صلي على النبي يا سيفو هو أنا قولتلك تعال نشرب صابع حشيش لا سمح الله أستهدأ بالله كدا
: حشيش؟كماااان!
قالها وهو يلكمه بقوة ليسقط أرضاً قالا بألم: اااه وربنا ما عايز أمد أيدى عليك عشان الكبير وليك أحترامك
دلفت تقى سريعاً على صوت صراخ شريف قائلة بقلق: فى أيه؟

أستند شريف على المقعد قائلا بحزن مصطنع: تعالي يا بت يا تقى شوفى الا أنا فيه
جذبه سيف بغضب: البت دي بتلعب معاك على الناصية يا حيوان
تدخلت بينهم تقى على الفور قائلة بعصبية سيبه يا سيف الله فى أيه لكل دا؟!
شريف بلهجة ساكنة: الأخ الا جانبك دا نزلت أقوله عايز أتجوز راح أتحول وعمل فيا زي ما حضرتك شوفتى تقوليش قولتله هتجوز فى الحرام!
تقى بصدمة هى الأخري: تتجوز! طب والجامعة؟

سيف بسخرية: هيبقا يخليها تحفظه المنهج عشان ينجح
ضيق عيناه بغضب: بتتريق حضرتك ما طارق إبن خالتك متجوز ومرأته حامل ولا يعنى هى جيت عليا ووقفت!
شعر سيف بأنه على وشك قتل أخيه فألتمس الهدوء بضيق: يا حبيبي طارق له ظروفه
قاطعه بغرور: وأنا كمان عندي ظروفي
تقى بستغراب: الا هي؟

شريف بفرحة وهيام: أنى واقع فى غرامها، ساكن فى هواها، أه لما بتشد قصادي فى الكلام بعشقها ولما بتمد أيدها عليا بحس أن ضربة نسيم ضربتنى وطارت
تطلعت تقى لسيف بصدمة فخلع حذائه ثم أنهال عليه بقوة قائلا بغضب: بتضربك!يا حلوة الرجولة دانا هخليك تشوف نسيم فى حياتك مش هتشوفه وأنت نازل تتمختر من على السطوح للدور الأرضي.

صرخ بألم وسيف يلحق به فزفر بوجع سبنى الله أنت شغال فى المبيدات الحشرية! أنا عارف أنك مش هتسلك معايا من الفجر هروح لمالك هو الوحيد الا فى العيلة دي المتفاهم
فتح سيف باب الشقة ثم أخرجه بغضب: روح زي ما تحب وأبقى أشوف وشك هنا تانى
وأغلق الباب ثم جلس على المقعد كمحاولة التحكم بغضبه، تطلعت تقى للباب بصدمة لما حدث ثم أنفجرت ضاحكة
سيف بسخرية: بتضحكي؟

جاهدت للحديث: أمال عايزنى أعمل أيه؟ بيقولك لما بتضربني! تفتكر أنت لو أنا رفعت أيدى عليك أيه الا هيحصل لي؟!
ضيق عيناه الرمادية بغضب: جربي وهتشوفي
أقترب منه بتسلية ثم رفعت يدها بتفكير: بس خاليك فاكر أنى بحبك وكدا
لم يجيبها وظلت نظراته كما هو فرفعت يدها وهى تقترب منه لتصرخ بقوة حينما يشل حركتها ببراعة وتنقلب الموزين..
صرخت بغضب: لسه بقولك بحبك على فكرة.

إبتسم بتسلية وهو يضغط على يدها من خلف ظهرها قائلا ببرود: عادي يا قلبي مأنا بعشقك
أنكمشت ملامح وجهها بغضب: فى حد يعشق حد يقيد حركته كداا!
رفع يديه الأخرى على قسمات وجهها قائلا بصوتٍ منخفض: دا تنبيه بسيط ليكِ بس عشان متحاوليش تغلطي بعد كدا
أستغلت أقتربه منها وأنشغاله بعيناها ثم جذبت يدها قائلة بغضب وهى تحاول لكمه بصدره: ودا تنبيه برضو.

تطلع لسكونها المريب ليجد بعد السكون عاصفة، صرخت بقوة وهى تحتضن يدها بألم بعدما أصطدمت بعضلات صدره..
تعالت ضحكاته بشماته فأقترب منها قائلا بتسلية: ألعبي مع حد أدك يا شاطرة
رمقته بحزن مصطنع: كدا يا سيف بدل ما تشوف أيدى مالها
ثم رفعت يدها ببكاء مصطنع: شوف مش قادرة أحركها خالص
أخفى بسمته الماكرة ثم جذبها بحزن مصطنع: يا خبر ورينى كدا.

وبالفعل أعطت له يدها بسعادة لتصرخ بقوة حينما يضغط عليها قائلا بحنان زائف معلش يا قلبي حقك عليا أنا
جذبت يدها سريعاً قائلة بغضب: خلاص مش عايزة منك تعااااطف
إبتسم سيف وهو يحملها بين يديه قائلا بغمزة ساحرة: لا نشوف موضوع التعاطف دا
رمقته بغضب فتعالت ضحكاته وهو يحملها للغرفة...

بغرفة يزيد...
دلف غرفته ومازال الحزن يخيم عليه وخاصة بعد رؤياها تجلس أرضاً وتحتضن المقعد مثلما تركها وما أن رأته حتى أسرعت إليه وأثر الدموع على وجهها قائلة بصوت متقطع: يزيد والله العظيم أنا كنت فاكرة أن ليان جوا وهى كانت بع...
قاطعها حينما رفع يديه على شفتاها قائلا بغموض: هشش مش عايز أعرف حاجة.

تطلعت له بزهول وحزن لتجده يقترب منها ويجذبها لأحضانه فتشبست به بدموع وراحة لعلمها بأنه قليل التحدث ولكن ما فعله كفيل بأدخال الراحة لقلبها...
شدد من أحتضانها بقوة كأنه يرى عاصفة القادم أمام عيناه فكيف له بتحمل رؤياها تتحطم أمامه!، عليه أن يرتدى ثوب جديد عليه ثوب مرصع بالكره والشك ليجعل تلك الملعونة أن تشعر بأنها نالت النجاح ويفاجئها بطعنتها القاتلة التى ستفتك بها لأحضان الجحيم..

شعر بتثاقل جسدها فعلم بأنها غاصت بنوماً عميق، حملها يزيد للفراش ثم ظل جوارها يتأملها بعشق ويديه تتطوف يدها حى سطوع شمس يوماً جديد...

بغرفة منار..
أفافت على صوت هاتفها فجحظت عيناها حينما رأت رسالة من معشوقها يخبرها بها بأنها ستقضى اليوم بأكمله معه وأنها اليوم ستقسم بأنه مميز ولن يعاد مجدداً..
توجهت لخزانتها ثم أستعدت للقاء به والفرحة تزين وجهها...

بغرفة شاهندة..
فتحت عيناها بصدمة لرؤية أخاها بالغرفة، إبتسم الغول قائلا بثبات طالته الفتاكة: صباح الخير
نهضت عن الفراش بسعادة: صباح النور يا يزيد أيه المفاجأة الحلوة دي؟
تعالت ضحكاته قائلا بمكر: قولت أجي أطمن عليكِ بعد ما الدكتور شال الرباط
حركت قدماها بسعادة: لا أطمن بقيت ميت فل وعشرة
ضيق عيناه بغموض: طب كويس عشان أفاتحك بالموضوع الا عايزك فيه
جلست جواره بأهتمام؛ موضوع أيه؟

خرج صوته الماكر: فى عريس متقدم ليكِ وأنا شايفه مناسب وميترفضش
صاحت بلهفة: فراس!
إبتسم قائلا بثبات وخبث: فراس مين؟! لا دا عميل عندنا فى الشركة
أنقلبت ملامحها للغضب والحزن ومن يجلس أمامها يدرس حركاتها بعيناه الساحرة: ها ما سمعتش رأيك؟
شاهندة بضيق: مش عايزة أتجوز
: ليه؟
قالها بحذم مصطنع، لتقول هى ببعض الخوف: أما أخلص تعليمى.

يزيد بمكر: وهو مش ممانع على التعاليم أنا بعرفك أنه هيجى هنا بعد بكرا يطالبك منى رسمى وأنا موافق فاضل بس موافقة مالك
وتركها وغادر والسعادة تحتفل به لتأكده بأن فراس مستحوذ على قلب شقيقته..
أفاق يزيد من شروده على صوت مالك: يزيد أنت هنا وأنا قالب الدنيا عليك؟
صاح بزهول: ليه يا مالك خير!
مالك بأبتسامة مرحة: عندنا شكوى ومواضيع خطيرة لازم نحلها
صاح بغضب لمين ان شاء الله.

ظهر شريف من خلف مالك: لياا يا غول ولا أنا مش من بقيت العيلة..
ردد بهمسٍ سمعه مالك فأنفجر ضاحكاً: جيت لقضاك
ورفع يزيد يداه على كتفيه قائلا بأبتسامة مصطنعه: تعال يا حبيبي
ودلف معه للغرفة وتبقى مالك يحاول التحكم بضحكاته، أقترب منه فراس بستغراب: واقف عندك كدليه؟!
مالك بأبتسامته الفتاكة: كويس أنك جيت، بتعرف تعد؟
فراس بستغراب: ليه؟
مالك بغرور: بتفائل بالعدد تلاته عد لحد 3.

أنصاع له فراس وبدأ بالعد وحينما ردد العدد تفاجئ بشريف ملقى أرضاً تحت أقدامهم والغول يقترب منه بغضب جامح..
حاول شريف النهوض ولكن بم يستطيع الا حينما أقترب منه فراس وعاونه على الوقوف ليصبح يزيد بغضب جامح: بقى يا حيوان بدل ما تقولي نجحت تقولي عايز أتجوز!
قال بصوت يكاد يكون شبيه للصراخ لأنقطاع صوته: كرهت الجواز متزعلش نفسك
همس فراس لشريف المتحامل على جسده: هو في أيه؟

شريف بألم: أسندني أنت بس الله يكرمك
ثم وجه حديثه لمالك: والله أنت تستاهل تمثال مذهب لأنك أنت الا فى العيلة دي كله رفع أيده عليا الا أنت محترم
مالك بسخرية: الله يعزك ياررب فى تقنيات حديثه بألقاء الضحية على من سيقوم بعملية التهذيب لذا لما سأبذل الجهد المفرط والغول مازال على قيد الحياة؟!
إبتسم يزيد على دهاء مالك بينما استدار شريف لفراس قائلا بعدم فهم: فهمت حاجة؟
رمقه بغضب: مش لما أفهم منك في ايه؟

شريف بحزن: كنت بقولهم عايز أتجوز
فراس بسخرية: عايز أيه ياخويا!
: أتجوز
قالها شريف بصوت يحمل الرعب فتركه فراس ليهوى أرضاً ثم صاح بغضب تتجوز! مش لما الكبار يعملوها تبقى تفكر يا حيلتها
رمقه شريف بتعجب وأنفجر مالك ضاحكاً على تصرف أخيه فرفع ذراعيه على كتف فراس بخبث أنت عايز تتجوز أنت كمان يا أبو الفاوارس
فراس بغضب: مشبهش ياخويا.

رفع الغول يديه على كتفى فراس: لا أزاي دانت زينة شباب نعمان فرحك وعروستك عندي
إبتسم فراس بسعادة على عكس مالك قال بغضب: حاسس بحاجات كدا بتم من ورا دهري
قاطعهم شريف بغضب: ماشي يا غول بتفرق بينا ماااشي والله لأعملكم مظاهرة هنا الواد دا يتجوز من غيرى مستحيل يحصل على جثتى
أقترب منه يزيد بأبتسامة مكر: ومستعجل ليه جاهزله التابوت يا مالك أقصد الفرح.

ما أن إستمع لكلماته الاخيرة حتى هرول مسرعاً من أمام أعينهم فتعالت ضحكات الشباب الرجولية بمرح..

بمنزل تقى..
فتحت عيناها بتكاسل وسعادة ولكن لم تتمكن من رسم بسمتها كثيراً بعدما انقلبت لصراخ عاصف حينما وجدته يعتلى الفراش لجوارها، ربما هى عاصفة من نوع أخر وربما رابط لسر خفى وراء تقى ليطعن قلب سيف بخنجر مسموم حينما يعلم ذاك السر الذي حان وقت أكتشافه أو ربما المجهول من قرر بذاك الوقت كشفه له ليفق من قصة عشقه على حقيقة صادمة...

، يقال أنك ان لم تنجح بتقييم قوة عدوك فأنك ستخسر المعركة لا محالة وهذا ما سيحدث مع نوال لم تدرك بعد قوة الغول لتري الآن لهيب الجحيم الذي سيحرقها ولكن أهناك ضحايا له، ماذا لو كان هناك قلبين مترابطين بليان وبسمة لتخطف كلا منهم قلب معشوقها حينما تواجه الموت بأستسلام ليتمزق القلوب ثم تعاد للحياة بعودتهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة