قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع عشر

تخل عنها السكون بعدما رأته جوارها، فنهضت عن الفراش سريعاً وعيناها تتفحصه برعبٍ حقيقي ليخرج صوتها المزعور بصراخ: سيف، سيف
بالمطبخ..
ألقى سيف ما بيده وهرول للغرفة سريعاً ليجدها تختبئ جوار الخزانة برعبٍ بدى على قسمات وجهها، ما أن رأته حتى هرولت لأحضانه تختبئ ببكاء منهمر وجسد مرتجف، أحتضنها سيف بزعر ثم جذبها بخوف شديد على حالها: فى أيه؟
تطلعت للفراش قائلة برعب: سامي.

سحب سيف يديه التى تحتضن وجهها ثم ترك الغرفة وتوجه للمطبخ يكمل عمله بهدوء، هرولت تقى خلفه قائلة بغضب: سيف صدقنى أنا شوفته بعيوني
جذب السكين ثم شرع بتقطيع الخضروات بصمت وهى تلحق به بتحركاته قائلة بدموع: أنت مش مصدقني!
ترك سيف السكين ثم أستدار قائلا بثبات جاهد فى التحلى به: غيرى هدومك يا تقى
ضيقت عيناها بستغراب: ليه؟
جذب المقلة قائلا دون النظر إليها: هوديكِ لدكتور كويس أعرفه.

جحظت عيناها بصدمة ليخرج صوتها الغاضب: شايفني مجنونة!
: تصرفاتك هى الا مجنونة
قالها بصوتٍ حاد وملامح غاضبة جعلتها تتراجع للخلف بخذلان ودموع فتوجهت لغرفتها بيأس..
شدد على خصلات شعره الغزير بغضب ثم جذب المقلة أرضاً كمحاولة لتخفيف ما به..

بالقصر...
وبالأخص بغرفة المكتب..
دلف محمود ليجد الجميع بالداخل فصاح بسخرية: متجمعين فى الخير
فراس بأبتسامة هادئة: تعال يا حودة
مالك: ليك وحشة والله
لوى فمه بضيق: لا حنين يالا
تعالت ضحكات طارق قائلا بمرح: شكلك شايل كتير
أجابه بعصبية: أخوك وإبن عمك دبسونى فى الشغل وخلعوا لا وأستاذ فراس بيجي يوم وعشرة لا
فراس بغرور: عندي خطط وأشغال مش فاضي للعب العيال دا
شريف بسخرية: هو أنت فاضى لحاجة خاالص.

رمقه بنظرة مميته فأبتسم بغرور كما فعل..
يزيد بثباته الطاغي: لو خلصتوا لعب العيال دا خدوا الكاميرات دي وعلقوها فى الحديقة ومداخل القصر من جوا وبرة
ضيق مالك عيناه بستغراب ثم قال بزهول: كتير كنت بفكر فى الفكرة دي وأنت الا كنت بتمنعنى ليه دلوقتى؟!
لم تتأثر ملامح وجهه قائلا بتأيبد: أيوا بس أقتنعت بكلامك
ثم أستدار بوجهه لمحمود وفراس وطارق: يالا يا شباب ورينا همتكم.

محمود بغرور وهو يضع قدماً فوق الأخري: هما يعملولك الا أنت عايزه أنا لا
شريف: ليه بقا إن شاء الله!
أجابه بنفس لهجته السابقة: هأخد منار ونقضي اليوم برة زمانها فى إنتظاري
مالك بسخرية: يا ما شاء الله طب مش تأخد رأئي أو حتى لو مفهاش إزعاج تدينى علم
تعالت ضحكاته بغرور: لا مهي بقيت مرأتى خلاص
فراس بأبتسامة مكر: يعنى راحت عليك يا مالك.

مالك بغصب وتحدى: لا يا حبيبي طول ما هى فى بيتى مهي تحت أسمى وعشان لسانك الطويل دا مفيش خروج النهاردة وورينى من فى عيلة نعمان يعصى كلمتى
رمقه بغضب ثم أستدار ليزيد فأبتسم رأفعاً يديه بقلة حيلة، تعالت ضحكات فراس فحمل الكرتون قائلا بسخرية: ورايا يا حودة نعلق الكاميرات
طارق بسخرية: كل عيش أحسنلك يابن الحلال
شريف بسخرية هو الأخر: مش لقى الا دول وتتحداهم قلبك أبيض ياخويا هات كاميرا وتعال ورانا.

رمقهم محمود بنظرة مميتة ثم خرج ليفعل المطلوب..
جلس مالك أمام يزيد بعيناه الغامضة فتهرب يزيد من نظراته قائلا بثبات مخادع: فى حاجة يا مالك؟
ضيق عيناه بذكائه الفائق: أنت الا مخبي عليا حاجة!
رفع عيناه بأعجاب ثم قال بثباته المعهود: وهخبي أيه؟ أنت عارف أنا كتاب مفتوح ليك
جذب مالك جهاز التحكم ليشرف على الكاميرات قائلا بنبرة يعلمها يزيد جيداً: هعمل نفسي مصدقك.

أخفى يزيد بسمته بصعوبة وهو يتابع معه الكاميرات التى قام الشباب بزرعها...
دلفوا جميعاً للداخل فتطلع مالك للشاشة الكبيرة: برافو عليكم يا شباب
جلس كلا منهم على المقاعد فحرك مالك الكاميرات ليتفقد الحديقة وهنا أنتبه الجميع لصوت الصراخ بأهتمام ليجدوا الأمر كالتالي..
شاهندة بصراخ وهى تركض بتعب: أعقلى يا مجنونه
منار بغضب لا مثيل له: أعقل! أنتِ لسه شوفتى جنون..

ركضت شاهندة بقوة ثم صرخت به: رجلى لسه مخفتش الله يخربيتك أهدي يا ماما
منار بغصب وهى تجذبها من حجابها: بقا يابت أقولك كلمتين تروحى تقوليهم لفراس وأتعلق أنا!
رفعت يدها برعبٍ حقيقي فهى تعلم جنون منار: محصلش يا حبيبتي والله أخوكِ مجنون زيك وبيتبل على خلق الله
تطلعوا جميعاً لفراس المصعوق مثلهم مما يحدث أمامه ثم عادوا لمتابعة ما يحدث..

أسترسلت شاهندة حديثها: أنا قولتله أنى كشفت لعبته بأن نوال دي كانت عايزاه يدخل العيلة فأنا قولت الحمد لله انها طلعت عيلتك بس يا حبيبتي غلطت فى حاجة!
جحظت عيناها بغضب لا مثيل له قائلة بسخرية: لا سمح الله دانا الا غلطانة
ثم جذبتها بقوة لتكيل لها الضربات: دانا هوريكِ
تعال صراخها قائلة بألم: اااه ألحقوووني يا معاشر الفتيات الحيوانة دي بتضرب بجد.

وما هى الا ثوانى معدودة حتى خرجت ليان وبسمة وبسملة التى تعاون أمل على الخروج..
تطلعت ليان لبسمة بصدمة ثم هرولوا ليحيلوا بينهم..
ليان لمنار: فى أيه يا بنتى على الصبح
دفشتها للخلف: خاليكِ بعيد أنتِ
بسمة بضيق لشاهندة: عملتى أيه يا شاهندة هى دي حد بيهزر معاها يا ماما؟!
شاهندة بألم وهى تحاول تخليص نفسها ورحمة أمي معملت فيها حاجة هى بنت عمي أهى بس أنا معترفة أنها مجنوووونة رسمى.

ثم أستدارت بوجهها لأمل قائلة بأسف: لا مؤاخذة يا أم مالك
تعالت ضحكات أمل فقالت بصعوبة: خدى راحتك يا حبيبتي
زاد غضبها أضعاف فجذبتها أرضاً بغل: بقا أنا مجنونة طب تعالى بقا
إبتلع محمود ريقه برعب: يا نهار أسود يا جدوعان دا البت وأخوها عاملين زي النسور طب دي أزعلها أزاي دي؟!
طارق وعيناه على الشاشة بتركيز: التعامل بحدود يا معلم
شريف وعيناه هو الأخر على الشاشات: وأنا بقول كدا برضو.

فشلت ليان فى الحيل بينهم فوقفت بسمة تحتضن يدها بألم ثم طافت بنظراتها لتقع على شيئاً ما، تطلعت لها ليان قائلة بأبتسامة واسعة: متفكريش كتير هما مش عايزين الا كدا
إبتسمت بسمة هى الأخري ثم هرولت تجذب خرطوم المياه الضخم فأقتربت ليان من المضخة وشعلتها على أقصى سرعة..
أقتربت بسمة منهم وأغرقتهم بالمياه لتصرخ كلا منهم وتهرول سريعاً لتقول بغرور: فى أغلب الأحيان التفكير الجنونى بيكون حل عظيم.

تعالت ضحكات ليان فأستدارت لها بسمة بنظرات عرفتها ليان جيداً فرفعت يدها قائلة بتحذير: عيب يا ماما الناس يقولوا علينا أيه؟ أحنا أتدخلنا وحلينا المشكلة خلاص نرجع لعقلنا بقا
تعالت ضحكات بسمة وهى تغرقها بالمياه: للأسف لا يوجد عقل
صرحت ليان وأسرعت تحتمى خلف الأريكة لتنضم لمنار وشاهندة بضحكات مرتفعة كل ذلك تحت نظرات صدمة أمل و الشباب لما يحدث..

تراجعت بسملة للخلف فأقتربت منها بسمة فأشارت لجنينها: بت بلاش جنون أنا حامل الله يخربيتك
بسمة بضحكة مرتفعة أسرت قلب معشوقها: تصدقى أنا فكرت أن عندك انتفاخ ثم انفجرت من الضحك وهى تقلل سرعة المياه قائلة بمكر: عشان عذرك ضغط المياه منخفض
وقبل أن تستوعب ما تقوله كانت تصرخ من المياه وتهرول لتستكين جوار ليان..
آبتسمت بسمة وهى تتأملهم بغرور: ها حد لسه ليه شوق فى حاجة.

تعالت ضحكات أمل لعلمها بما يحدث خلف ظهرها: ربنا يلطف بيكِ يا بنتي
وقبل أن تستوعب ما يحدث كانت منار أغلقت صنبور المياه وجذبت منها ليان ما بيدها لتفعله منار وتغرق ليان بسمة بأبتسامة واسعة قائلة بسخرية: لا يا قلبي الشوق دا عنيه لليستحقه صح يابت يا شاهى
شاهندة بغرور: صح يا ليو
منار بأبتسامة واسعة وهى تتطوف كتف شاهندة: بس أيه رأيك فى الا عملته
شاهندة بأبتسامة هادئة: خطة ناجحة الله ينور عليكِ.

تعالت ضحكاتهم وهم يتبادلون الأحضان فأخرجتها منار بتذكر: احنا مش كنا بنتشاجر
شاهندة بعدم تذكر مصطنع: لا دانتِ كنتِ بتتشاجرى مع نفسيتك
رمقتها بغضب ثم عادت المعركة من جديد، تعالت ضحكاتهم بجنون وكلا منهم تغرق الأخرى..

بغرفة المكتب..
اغلق مالك الحاسوب قائلا بسخرية ليزيد: أنا بقول بلاش تلجئ للكاميرات الا فى الضرورة زي ما حضرتك شايف البنات أخدين راحتهم بزيادة
محمود بغرور: شفت البت مونى مسيطرة
رمقه طارق بزهول فتعال الصراخ من الخارج..
فراس بضحكة مكبوتة: وأنا بقول أن الحكاية عدت ولازم نتدخل قبل ما الأصابات تكون خطرة
إبتسم يزيد هو الأخر وخرج معهم للحديقة..
صدمت الفتيات حينما وجدوا من يقف أمامهم..

يزيد بثبات زائف: ممكن أفهم أيه الا بيحصل هنا دا؟
إبتسمت بسمة قائلة بعشق: مفيش حاجة يا حبيبي دا سوء تفاهم وأتحل
إبتسمت ليان هى الأخرى: بالظبط كدا يا يزيد هو سوء تفاهم وراح
إبتسم مالك وهو يتأمل معشوقته ولكن قلب نظراته لجدية وهو يرمق يدها بغضب مصطنع فألقت ما بيدها على منار فسلمته لشاهندة فسلمته لبسملة وبسملة لأمل وأمل لشريف وهكذا حتى أصبح بيد مالك ليصيح بسخرية: وهو سوء التفاهم دا يعمل فيكم كدا!

تطلعوا جميعاً لملابسهم المبتلة فصاحت بسملة: أنا هعترف يا مالك والا يحصل يحصل
أحتضنتها منار قائلة بصوت مضغوط: حبيبتى يا بسوم بتحب تهزر
إبتسم فراس قائلا بثبات يضاهى طالته الجذابة مش محتاجين تعترفوا أحنا شوفنا وسمعنا كل حاجة.
منار بصدمة: كله كله
محمود بغرور: كله من أول الثروة لأخرها
بسمة بسخرية: أزاي دا؟
ليان بأبتسامة مرح: محاولة جيدة للأيقاع بنا
تعالت ضحكة يزيد قائلا بصعوبة: طارق.

وبالفعل أنصاع له ودلف لغرفة مكتبه وأحضر الحاسوب ثم وضعه أمامهم على الطاولة لتصعق كلا منهم..
منار: يا نهار أسوح
شاهندة ببرائة مصطنعة لمالك ويزيد: شوفتوا بقا الا حصل وأنى أتظلمت أزاي؟! هاتولي حقى بقا من البت دي
يزيد بسخرية: كملى الفيديو للأخر جايز البراءة دي تختفى
شريف ياختى عسل بنقولك شوفنا كل حاجة
بسملة بأبتسامة واسعة: أنا الوحيدة الا عاقلة
طارق بنبرة عاشقة: ربنا يكملك بعقلك يا قلبي.

أنتبه له الجميع حتى هى خجلت للغاية فأبتسم يزيد وهو يتأمل خجلها ليعلم الآن بأن قصة عشق جديدة على وشك أن تكون..
صاحت بسمة بغضب: مش عيب تصورونا وأحنا فى أوقات تسلية ومرح بريئة
مالك بسخرية: بعيد عن كلمة بريئة دي حضرتك لو كنتِ بصيتى فوق شوية كنتِ هتشوفى الكاميرات حاجة مهمة كمان ياريت لو حبيتوا تتجننوا تانى أقصد تتخانقوا يكون فى القصر نفسه
تطلعت الفتيات أرضاً ثم دلفوا للداخل بخجل شديد.

تعالت ضحكات أمل قائلة بعتاب: كدا يا مالك، حرام يابنى البنات أتحرجت
جلس جوارها قائلا بسخرية: مش عيب يحصل دا فى وجودك يا كبير
تعالت ضحكاتها: قولت أسيبهم يعيشوا سنهم
يزيد بأبتسامة مكبوتة: دا جنان مش تعايش مع السن
شريف: أنتوا مكبرين الموضوع ليه يا جماعه
طارق: أنا بقول تروح بيتكم وتشوف سيف مختفى فين من صباحية ربنا
شريف بغضب: عريس جديد ياخويا.

فراس بسخرية وقد تلون وجهه من الضحك: أما هو عريس جديد قارف فى أمه ليه؟
زمجر قائلا بغضب: أنا سيبهلكم مخضرة
وغادر شريف لتتعال ضحكاتهم المرحة..

بمنزل سيف...
ظلت بغرفتها كما هى تبكى بحرقة على ما يحدث لها، مر الوقت ومازالت دمعاتها تأبي تركها...
دلف سيف للداخل ليجلس جوارها على الفراش بعد محاولات عديدة للتحدث خرج صوته قائلا بعشق ويديه تتطوف وجهها: أسف يا حبيبتي
هوت دمعة وهى تتأمله ليخرج صوتها المتقطع من أثر البكاء: أنا مش مجنونة يا سيف أنا فعلا بشوفه.

أزاح دمعاتها بأطراف أنامله عارف يا عمري بس جايز الا الدكتور دا يقدر يساعدك مش لازم يكون الا بتشوفيه حقيقي جايز وهم
تأملت الفراغ بتفكير ثم قالت بتقبل: هتفضل معايا
إحتضنها بعشق: وعمري ما هسيبك
شددت من أحتضانه برعب: مهما حصل يا سيف
أخرجها من أحضانه بشك: ليه بتقولي كدا؟
إبتسمت قائلة بمرح: يفترض أنى طلعت مجنونة تقوم تسبنى؟!

تعالت ضحكاته الرجولية وهو يقربها من صدره قائلا بسخرية: لا متقلقيش عامل حسابي يالا هسيبك تغيرى هدومك
أشارت له بتفهم فتركها وخرج من الغرفة...

أبدلت ثيابها ثم خرجت من غرفتها لتجده يقف أمامها بطالته القابضة للأنفاس..
نجحت بتصنع اللامبالة به ثم أكملت طريقها ليخرج صوته من حفوة الصمت: رايحة فين؟
لم تجيبه وأكملت طريقها لتشعل جمرات الغضب فجذبها بقوة قائلا بعصبية: لما أكلمك تقفى هنا وتكلمينى
جذبت يدها بقوة قائلة بصوت مرتفع للغاية: لو فاكر أنك أشترتنى تبقى غلطان ومش عشان إبن عمى هسكتلك.

أقترب منها بعيناه الساحرة قائلا بهدوئه المعتاد: إبن عمك بس؟
إبتعدت عنه قائلة بتحذير: بحذرك لأخر مرة يا مروان متتعداش حدودك معايا
إبتسم قائلا بسخرية: إسمى فراس مش مروان وبعدين اي كان الأسم الا يليق عليا لازم تعرفي أن ليا حدود محدش بيتخطاها حتى لو كان الحد دا البنت الا بحبها وهتبقى زوجتى
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: زوجتك؟! أنت بتحلم على فكرة أنا خلاص وفقت على العريس الا يزيد..

قاطعها نظراته المريبه فأقترب منها بنظرة أرعبتها وجعلتها تلعن اليوم الذي وقعت به أسيرته، خرج صوته قائلا ببطئ قاتل: أنتِ ملكِ أنا فاااهمه
أرتعبت من نبرة صوته فأبتلعت ريقها بخوف شديد ليكمل بصوته القابض للارواح: الحيوان دا أعتبريه أتمحى من على وش الأرض. دا إذا كان له وجود
وقبل أن تتمكن الحديث معه كان قد غادر من أمامها بعدما دفش المرآة بقبضة يديه القوية.

تمددت بجسدها على المقعد الطبي والطبيب يجلس أمامها بعدما رفض وجود سيف حتى بعد أن طلبت منه تقى البقاء.
خرج صوت الطبيب ذات الثلاثون عاماً بأبتسامته العملية: ها يا تقى مرتاحة دلوقتى
أشارت له بأبتسامة هادئة فأسترسل حديثه: جاهزة
أشارت بخوف لخوض تجربة الماضى...
ارتدى الطبيب نظارته قائلا بهدوء: زوجك المتوفى دا كانت أيه طبيعة العلاقة بينكم؟

أستعدت أيامها معه قائلة بأرتباك: مكنش فى علاقات بينا حتى لو سطحية
ضيق عيناه بعدم فهم فأكملت بأرتباك: أنا مكنتش بحبه كنت بحب سيف من طفولتي
بادلها بسؤالا محير: طب ليه أتجوزتيه من الأول؟
أجابته بحزن: لأن ماما كانت شايفه سامي مناسب ليا أكتر من سيف.

أشار برأسه بتفهم ثم بادلها بعدد من الأسئلة لتجيبه تقى بستسلام إلى أن رمقها بسؤالا جعلها تلتزم الصمت فترة حتى عاد يكرره من جديد: فى حاجة حصلت فى حياتك معاه مخليكِ حاسة بالذنب من ناحيته؟
عادت الذكريات تنهشها بلا رحمة فتناثرت دموعها وهى ترى ما حدث أمام عيناه..
أبعد عنى بقولك.

رمقها بصدمة ؛ أبعد عنك أزاي أنا لازم أخلص عليكِ أنا سبتك الفترة الا فاتت دي وكان ظنى حاجة واحدة أنك خجولة من التعامل معايا او لسه شايفانى أخ ليكِ لكن الا بتقوليه دا محدش يقدر يتحمله
صاحت بدموع: دي الحقيقة أنا مبحبكش ومستحيل دا يحصل لأنى زي ما قولتلك من شوية بحب شخص تانى
صفعها بقوة ثم جذبها من شعرها قائلا بعين تحمل من الجحيم مذاق: كرري الكلمة دي تانى وأوعدك أنك مش هتكون على وش الدنيا دي.

ثم جذبها من معصمها: مين الحيوان داا؟ والله لأكون دافنه أدامك عشان تترابي من أول وجديد
تراجعت للخلف برعب حقيقي فجذبها بقوة: هو مين؟، أنطقى
تلونت عيناها بالدموع قائلة بصوت متقطع من الآلآم والخوف: مفيش داعى يا سامي أنا هحاول أنساه صدقنى هنساااه بس بلاش تأذيه.

جمرات من جحيم إستحوذت عليه وهو يرى زوجته تخشي على رجلا أخر وتبكى لأجله ليجذبها بعنف بعدما أنهال عليها بعدد من الصفعات قائلا بصوتٍ كالرعد: هتقولى هو مين؟ ولا أعرف بطريقتى
لم تجيبه فرفع يديه يطوف عنقها بحقد وكره حتى كادت الأختناق لتردد بهمسٍ خافت، سيف...
تركها بصدمة ليس لها مثيل لتسقط أرضاً وتشرع بنوبة بكاء جنونية قائلة بصوتٍ متقطع: أنا بحبه لس هو مالوش ذنب وميعرفش حاجة..

تجمدت العبارات بعيناه حتى صوته المكبوت رفض بالخروج فأقتربت منه وهى تشدد على قدميه قائلة برجاء ودموع: عشان خاطري متعملش فيه حاجة هو والله ميعرف عن الا حبي دا وأنا هحاول أنساه وأبدأ معاك من جديد
ركلها بقدمه وغادر بصمتٍ قاتل لتستمع بعد قليل بوفاته...
كانت دموعها المنسدلة كفيلة بنقل معأناة ما له...
خرج صوت الطبيب بتفهم لما هى به: خلاص يا مدام تقى أجابة السؤال دا فى الزيارة الجاية إن شاء الله.

أشارت له برأسها وتناولت منه ما كتبه لها من أدوية...
خرجت من الغرفة وعيناها مازالت تنزف الدمعات الحارقة على ما أفاقها به الطبيب من نقطة هامة جعلتها تعلم ما بها..
ما أن رأها سيف حتى أقترب منها قائلا بهدوء: ها يا تقى عملتى أيه؟
إبتسمت بعدما أخفت دموعها: حاسه أنى أحسن يا سيف
أحتضنها بفرحة قائلا بعشق: يارب دايما بخير يا قلب سيف، تعالى بقا ننزل نتغدا فى أي مطعم.

توجهت معه للسيارة بخضوع تام كأنه هو من يحركها فربما عقلها بمطافٍ أخر...

بالقصر...
دلف فراس القاعة بغضبٍ شديد ليجد يزيد ومالك بالداخل يتناقشان أموراً خاصة بالعمل، مالك بسخرية لرؤية أخيه هكذا: ألطف بينا يارب
يزيد بأبتسامة هادئة: مالك يا أبو الفوارس
خرجت نظراته القاتلة له: حضرتك عارف أنى بحب أختك وهتجوزها ليه لزمتها الحركات دي بقا
يزيد بثباته الطاغي: حركات أيه؟
فراس بغضب: هعمل نفسي مصدقك انك متعرفش حاجة، ليه تخليها تشوف الحيوان دااا؟

آبتسم يزيد قائلا بخبث: مش لما يبقا في حيوان وبعدين عيب عليك أنا هنسى طريقة كلامك ودا لمصلحتك أما الا حصل فكان أختبار منى ليها عشان أعرف الا فى دماغها
أسرع إليه فراس حتى أنه دفش مالك الذي يجلس جواره ليجلس جوار الغول قائلا بأبتسامة هادئة: ولقيت أيه؟
إبتسم يزيد قائلا بمكر: مش كنت عايز الفرح بعد تلات أيام
أسرع بالحديث: وفات يوم
يزيد بنظراته الماكرة: جهز فرحك.

أحتضنه فراس قائلا بسعادة: هو دا الكلام الا بجد
مالك بسخرية: دانت واقع واقع يعنى مش كلام
دلف محمود ليستمع لما يحدث فصاح بغضب: نعم ياخويا انت وهو بقا الواد دا يقولكم جواز تقوله بالهنا وأنا خطوبة وأيه سنة!
تطلع مالك ليزيد بغضب فردد بصوت منخفض: ألبس
صاح محمود بغضب: دانا هوريكم أيام سودة
قاطعه مالك بتأفف: عايز ايه يا محمود؟
جلس وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالى: فرحى مع الواد الا جانبك دا والا هتزعلكم.

يزيد بصدمة لمالك: الحيوان دا بيهددنا
مالك بغضب: على ما أعتقد بس متقلقش أنا موجود
وأنقض عليه مالك بلكمة أفقدته وعيه تدريجياً..
فراس بصدمة: الواد مات
يزيد بصدمة: من أول قلم!
محمود بأبتسامة واسعه: أموت وأسيب الفرح طب دا ينفع يا جدوعان
مالك بسخرية: وأحنا معندناش بنات للجواز يالا ورينى بقا هتعمل ايه
صاح بغضب: لا هعمل و..

قاطعه فراس حينما جذبه من تالباب قميصه لينحنى له فهمس بصوت منخفض له: بلاش مالك يا محمود خالى وشك فى الأرض من دقايق بلاش تعاند معاه لا هتطول لا جوازة ولا يحزنون زي خروجة النهاردة
أجابه الأخر بهمس وعيناه تتفحص يزيد ومالك: أنت شايف كدا؟
أشار برأسه: ومعنديش غير كدا
خرج صوته المسموع: خلاص يا عم الا تحبه هنعمله
إبتسم مالك بأعجاب: كدا تعجبنى وموافق على ان فرحك يبقا من فراس.

صاح بحماس هو دا الكلاااااام روح ربنا يديك على أد نيتك
وهرول محمود للأعلى قائلا بفرحه: يا نونوو تعالى أسمعى أخر الأخبار، نونووو..
مالك بصدمة ليزيد: دا العيال وقعين يا جدع!
يزيد وهو يشاركه الصدمة: حالتهم صعبة أوى، كويس أنك معندتش قصاد محمود كان ممكن يتجوز على نفسه!
تطلع له مالك ليشير برأسه بأن حديثه صائب لينفجر ضاحكاً: دا كان حالى عشان أتجوز ليان بس مسكت نفسي شويتين.

تعالت ضحكات يزيد قائلا بصوته الرجولي: لا كان باين ومتنساش الجمايل أنا الا خلصت الموضوع
إبتسم مالك بجدية: طول عمرك جانبي يا صاحبي
أحتضنه يزيد بسعادة أخوية والخوف يتراقص بعيناه من القادم حتى فراس حتى يتأملهم بأبتسامة فخر لمن أسسوا تلك الأمبراطورية العريقة بمحبتهم وصداقتهم الدائمة لتحمله الأشواق لرفيق دربه فترك القاعة وأخرج هاتفه...

على متن الجنة المتناغمة بين دفوف المياه، كانت تنعم بدفئ أحضانه، تشعر بأن سعادة العالم بأكملها بين أطراف أصابعها، حلم صعب الحصول عليه وها هو يتحقق بين يديه..
خرج صوتها بعدما ساد الصمت المكان: مراد
: أممم
خرجت من أحضانه وهى تتفحصه بحيرة من أمرها لأرتداه النظارات السوداء...
إبتسم وهو يخلعها: صاحى متخافيش.

إبتسمت بسعادة وهى تعود لدفئ أحضانه: والله أنا الا شكلى نايمة وكل الا بيحصل دا هيطلع بالنهاية حلم سخيف كالعادة
تعالت ضحكات مراد قائلا بسخرية دا كان فى أحلام كمان
أشارت برأسها قائلة بتأييد: حالتى كانت متدهورة خالص يا مراد، تعرف أن كانت أبسط أحلامى تتكلم معايا حتى لو هتقولى أعملى أكل او أي حاجه كمان كنت بحب أتسحب بليل وأفضل أشوفك وأنت نايم لحد ما المعاد الا بتصحى فيه يجى كنت بختفى.

أخرجها من أحضانه قائلا بحزن: ممكن ما نتكلمش فى الا فات، أنا أتغيرت يا ميرفت وأنتِ أكيد هتشوفى دا بنفسك بلاش تفكري فى الماضى شوفى المستقبل وأنا معاكِ
تقابلت نظراتها بعيناه التى سحرتها منذ رؤياها أولى النظرات، لتستند برأسها على يديها بحزن: دا حلم مراد الجندي مستحيل يتغير
إبتسم وهو يحملها بين يديه بمكر: بيقولوا أن المية هى الا بتساعد على الأفاقة من الأحلام
تعلقت به قائلة بصراخ: لاااا.

إبتسم وهو يلقى بها بالمسبح الخاص باليخت...
تصارع مع المياه ليتركها بمفردها فوقفت بحرية حينما وجدت سطح ملس تحت قدماها عاونها على الوقوف فكانت سعيدة للغاية، جذب المياه على وجهها فصرخت وتعلقت به بجنون...
ميرفت بصراخ: لا يا مراد
إبتسم وهو يحملها لتقف على أطراف أصابعه قائلا بعشق: حاسس أن محدش ندانى بالأسم دا غيرك
تلون وجهها بحمرة الخجل فأقترب منها بعشقٍ جارف، ليتأفف بغضب حينما يصدح هاتفه...

تركها قائلا بغمزة من عيناه الساحرة: رجعلك تانى
وسبح بمهارة لهاتفه الموضوع على الطاولة ليلمع بأسم رفيقه..
فراس بغضب: أزعجت جنابك
مراد بضيق: داخل شمال على طول كدا!
فراس بسخرية: هو أنت بينفع معاك شمال ولا لمين ياخويا حتى أختك زعلانه منك مبتسألش عليها ولا معبر حد.

غصب عنى يا فراس كنت بمر بظروف كدا لما أشوفك هحكيلك، وبعدين أنا مأمن عليها معاك وعارف أنك تقدر تحميها وتخلى بالك عليها أكتر منى ومن أي حد تانى
=لا ثبتنى ياض، وحضرتك ناوي ترجع أمته؟
مش عارف
=نعم ياخويا هو أنت فين من الأساس
قولتلك لما أشوفك هحكيلك وراعى أنى عريس
=عريس! نهارك أسود أتجوزت على مراتك!
الله يخربيتك، أنت دايما كدا بتفهمنى غلط
=فهمنى الصح أنت!

صلحت حاجات كتير كانت جانبي ومكنتش أخد بالي منها
فراس بسعادة: ميرفت!
مراد بتأكيد=أيوا يا فراس
أحسن حاجة عملتها فى حياتك يا مراد ميرفت بتحبك جداً بجد لو كنت ضيعتها من إيدك كان هيفوتك عمرك كله
إبتسم وهو يتأملها بعشق ترتشف المياه: عندك حق يا صاحبي
حيث كدا بقا هقفل بس كنت عايز أبشرك أنى خلاص لقيت البنت الا هتلمنى أقصد الا القلب تعب لحد ما لقاها
=أيه دا بجد؟!
فرحى بعد بكرا
=مين دي؟ ولحقت تحدد الفرح!

بنت عمي، أحنا فى عصر السرعة يا مان
تعالت ضحكاته: تشابه رهيب بينك وبين إبن عمك يزيد تصور أنى لما كنت معاه فى أخر ميتنج قولتله أنك بتشبه صديقى المقرب وسبحان الله تطلع إبن عمه!
=يزيد فعلا شخصية عظيمة زي ما أنت وصفتهالى والغريبة أن مالك أخويا هو سيد عيلة نعمان بس مش قادر أشوفه كدا
تعالت ضحكات مراد قائلا بستغراب: ليه؟

=مش عارق يا أخى يمكن عشان نفسانة الأخوات دي، البشر كلهم شايفنه سيد الرجولة والكرم كله وهو الوحيد الا فى عيلة نعمان الا أنا شايفه كدا خبيث وعنده مكر يودى المشنقة
: ويا ترى عايز المشنقة دي برقبة ولا بطربوش
قالها مالك بسخرية وهو يجذب فراس من تالباب قميصه لتتحجر الكلمات على شفتيه ويخر مراد ضاحكاً بعد سماعه لصوت مالك..
فراس بصدمة: مالك!

مالك بغرور: أينعم الخبيث والماكر الا يودى المشنقة الا هتتعلق لسيادتك بعد شوية.
خرج صوته بصعوبة: لا دا مراد مش أنا
خرج صوته من الهاتف: برئ
جذب مالك الهاتف قائلا بهدوء: بيحط التهمة عليك بس متقلقش دانا واقف من زمان
تعالت ضحكات مراد قائلا برجولية: أخيراً أتشرفت بمالك نعمان
=الشرف ليا معرفتك يا مراد، سمعت عنك كتير من يزيد بس محصليش شرف التعامل معاك.

هيحصل ان شاء الله هحضر تجهيزات زفاف فراس مفيش فرصة أعظم من دي للتعارف بس خاليك حنين عليه بلاش شنق الله يكرمك
تعالت ضحكات مالك: عشان خاطرك بس، وطبعاً القصر ينور بضايفتك، بأنتظارك
وأغلق الهاتف ليجد فراس قد أختفى من أمامه حتى هاتفه تنازل عنه بسهولة ليردد مالك بسخرية: جبان.

بغرفة يزيد...
كانت تتمدد على الفراش بسكون بين ذراعيه، وهو مغلق العينان يترسم النوم وهى تبتسم لعلمه بأنه من المحال ان يغفو صباحاً..
فتح عيناه ليجدها تتأمله بأبتسامة تسلية فقال بسكون: سبب إبتسامتك؟!
أزاحت خصلات شعره المتمردة على عيناه قائلة بسخرية وسبب تصنعك النوم؟!
إبتسم وهو يشدد من أحتضانها: وأنتِ مركزة معايا ليه؟
قالت بخجل أنت جوزي على فكرة أركز براحتى
يزيد بعشق: وركزتي!

أعتدلت بجلستها ثم أسرعت للحمام الغرفة قائلة بخجل من نظراته التى لا تنذر بالخير مجدداً: لا مش عايزه أركز
تعالت ضحكاته وهو يتأملها تتخفى من أمامه ثم جذب هاتفه يلهو به لحين خروجها..
طرقات على باب الغرفة، جذب يزيد قميصه وأرتداه على عجلة من أمره، فنح باب الغرفة فوجد الطريق خالى حتى كاد الدلوف ولكنه لمح تلك العلبة المغلقة على باب الغرفة...

جذبها للداخل ثم فتح العلبة بستغراب ليجد فستان قصير للغاية أسود اللون وورقة صغيرة...
الأسود بعشقه عليكِ..
مالك
القى العلبة قائلا بغضب جامح: يا ولاد ال...
ثم شدد على شعره بجنون لا يعلم ما عليه فعله كل ما يعرفه بأنه تحت انظارهم فكيف لهم بأرسال تلك العلبة الا حينما ظل وحيداً بالغرفة..

خرجت بسمة من الحمام بعدما أرتدت فستان من اللون الأحمر وحجاب فضى اللون لتتفاجئ بيزيد يجلس على المقعد بأهمال ونظرات الغضب تحيل به توجهت إليه سريعاً ثم قالت برعب: يزيد، انت كويس؟!
رفع عيناه لها بتفكير كيف له من التحدث عن ذاك الأمر!، كيف له بأن يزرع كره مالك بقلبها وهى تراه أخاً لها!، لا ربما لا تعلم تلك الحمقاء بقدرة الغول، خرج صوته الغاضب: مفيش.

وتركها وهم بالخروج فتمسكت بمعصمه قائلة بخوف: مفيش أزاي! أنا كنت سايباك كويس
جذب ذراعه بعنف: مش قولتلك مفيش أنتِ مبتفهميش
وتركها وغادر ودموعها تهوى على وجهها بصدمة..
لينقل الجاسوس لنوال الأخبار التى بعثت السرور لها بأن الخطة تسرى بنجاح..

بغرفة بسملة..
دلف طارق ليستمع لأنينها بحمام الغرفة فأسرع للداخل بلهفة وخوف، ليجدها تستند على الحائط بتعب شديد بعدما أفرغت ما بجوفها، اقترب منها طارق قائلا بلهفة أنتى كويسة
أشارت له بضعف بمعنى لا فحملها برفق للخارج ثم وضعها بالفراش..

ثم جذب بعض الفواكهة والعصائر إليها، جذبت منه العصير بضعف لحاجتها اليه ولكن لم تتمالك أعصابها فجذب طارق ما بيدها ثم قربه منها لتتناوله منه وهو يتطلع لها بحب بدى بنظراته..
وضع ما بيده على الكومود ليجدها غطت بنوم عميق فجذب حذائها برفق ثم حرر حجابها...
جذب الوسادة خلف ظهرها برفق وأعدل من الغطاء ليظلم الغرفة فتنال قسطاً من الراحة...

أما هو فتمدد جوارها على الأريكة وعيناه تتأملها بعشق وهو يرأها بدون حجاب..

تبعدت عنه كثيراً بابتسامة متوردة خجلا ليقترب هو قائلا بهمس: بتهربي منى ليه؟
ليان بخجل وأرتباك: أنا، وأنا ههرب ليه؟!
: أسالى نفسك
قالها بعشق وهو يعيد خصلات شعرها المتمردة للخلف، فتراجعت للخلف قائلة بتوتر: زعلانه منك
صاح بصدمة: منى أنا! ليييه؟
زمجرت بوجهها بضيق مصطنع: عشان بتحب تحرجنى بنظراتك دي وأنا لما بكون تحت بحاول بقدر الأمكان مبصش عندك عشان عارفه أن شكلى هيكون زي المجانين.

إقترب منها وكلماته تهمس لها: مقدرش أتحكم لا بقلبي ولا بنظراتى
أغلقت عيناها بقوة قائلة بخوف: هتفضل تحبنى كدا على طول يا مالك
أحتضنها لعلها تستمع لدقات قلبه فتكن تلك الاجابه كافية لها، : لأخر العمر لأنك عمري كله يا ليان
رفعت يدها تشدد من احتضانه تركت له التصريح الكامل ليخطفها بعالمه الخالد..

بغرفة فراس..
: تصرفك صح يا يزيد لو كنت وجهت بسمة كانت هتشك فى مالك وتكرهه وفى نفس الوقت أنت بينت زعلك ليها وللحيوان دا عشان ميشكش فى حاجة
أنكمشت ملامحه بغضب: ورحمة ابويا أنا مهيكفينى فيها رقبتها هى والحيوانات دي، الحارس أنا مش مستغرب خيانته لكن الشغالة دي بقالها مدة معانا مشفتش منها شيء يخلينى اشك فيها.

فراس بتفهم: نوال مش سهلة يا يزيد الله أعلم هى أستغلت الست دي ازاي وأخترتها هى لأنها الوحيدة المسموح لها الدخول للغرف
قاطعه بتفكير: معتقدش أنها مسألة فلوس
أجابه الأخر بتأييد: تفكيرك صح جايز بتبتزها بحاجة أو بتهددها
يزيد بسخرية: كل حاجة عندها واردة، المهم أنك تنفذ الا قولتلك عليه
فراس بثبات: أعتبره حصل
لمعت نظرات يزيد بالحقد الدافين لها، ولكن دام الماضى وتبقى خطى متقطع..

بأحد المطاعم الفاخرة..
كانت تبتسم من حين لأخر وبداخلها ما يكفى حزن عالم بأكمله، تركها سيف وتوجه للمرحاض فظلت حبيسة الماضى..
بحمام المطعم الخاص بالرجال..
جذب سيف المنشفة الورقية يجفف فمه بعد الاغتسال ليتفاجئ بمن يحتضنه قائلا بسعادة لرؤياه: سيف!
سيف بسعادة هو الأخر: فاروق!
إبتسم الأخر قائلا بشتياق: وحشنى والله يا سيفو أخبارك أيه؟

سيف بغضب: مهو واضح الا ما فكرت ترفع عليا سماعة التلفون! زي ما تكون أرتاحت من خلقتى بموت صاحبك كنت دايما بتكلمنى عشان أعطيه الفون لو معرفتش توصله
انكمشت ملامحه بحزن: الله يرحمه
شاركه الحزن هو الاخر: يارب
ليكمل بحزن: سامي كان اكتر من أخ يا سيف وانت كمان عارف أد أيه انت غالى عندى أنا بعد موت سامي سفرت كندا ولسه راجع من حوالى أسبوعين عشان حددت جوازي
سيف بستغراب: سفرت!

اشار براسه بمعنى نعم فرفع سيف يديه على كتفيه قائلا بفرحة: عموما الف مبروك يا عم
إبتسم قائلا بفرحة: الله يبارك فيك يا سيفو عقبالك يارب
تعالت ضحكاته وهو يشير بيديه: مش شايف الدبلة
صاح بصدمة: أتجوزت!
إبتسم بتأكيد: من ايام بسيطة
اجابه بحماس: مين سعيدة الحظ
: تقى
قالها بأبتسامة هادئة لتقع على مسمع فاروق بصدمة لا مثيل لها فأكمل سيف بتفهم: سامي الله يرحمه، وهى يعنى خلاص مبقتش مراته.

قاطعه قائلا بحزن: عارف يا سيف عن أذنك
وكاد المغادرة فجذبه سيف بشك: فى أيه يا فاروق؟ ليه لما عرفت أنها تقى زعلت! هو حرام انى أتجوز مرات أخويا الله يرجمه
قاطعه بغضب: لا مش حرام الحرام أنك تحط أيدك فى أيد واحدة كانت السبب الأول والأخير فى موت أخوك
صدمة أجتزت سيف فجعلته كالمتخشب ليجاهد للحديث: أيه الا أنت بتقوله دا؟!
تحكم بأعصابه قائلا بهدوء: الحقيقة يا سيف
سيف بصدمة: ازاي!

غاصت ذاكرته بحزن: سامي عمره ما خبي عليا حاجة وعمري ما كلمة هو قالهالي طلعت بره لكن هيحصل النهاردة، سامي كان بيعانى مع تقى لأنه كان بيحبها وهى مكنتش مديله فرصة فى حياتها، حاول كتير بس معرفش لحد ما أتفاجئ فى يوم انها بتحب شخص تانى والشخص دا اظنك تعرفه كويس، سامي كلمنى قبل الحاظث بدقايق وهو منهار لما عرف ان الشخص دا يبقا أخوه، كان بيبكى زي الأطفال وأنا بترجاه يجي عندي أو على الأقل يوقف سواقة ويقعد على اي كافي وأنا هجيله قالى أنه فى طريقه لياا وللاسف موصلش.

صدمة لا مثيل لها، لتغفو دمعة ساخنة من عيناه على شقيقه، دمعة غامضة جعلت فاروق يرفع يديه على كتفيه كنوع من المواساة وغادر بصمتٍ قاتل تاركه بدوامة ممتلأة بموجات قاتلة له ولقلبه المطعون، كيف فعل ذلك؟!

وقف أمام المرآة بعدم أتزان وهو يحرر الجرفات بقوة ليرى انعكاس صورته بالمرآة فركلها بقوة فتكت بيديه قائلا بصراخ: لييييه لييييه كدبتى علياااا ليه تخلينى أشارك فى جريمة ماليش ذنب فيها ليييييه دمارك على ايدى يا تقى دا وعدي ليكِ..
عينه الحمراء المشعة بالغضب كفيلة بأحراقها، كلماته ووعوده ستقلب لدمار لها، لتلقى الآن من كأس يحمل من عذاب العشق آلوان شتى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة