قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس عشر

وسطعت شمس يوماً جديد سيجتمع به الروح مع القلب...

إستيقظت الفتيات منذ الصباح الباكر وأدوا صلاة الفجر ثم جلسوا يتبادلون الحديث حتى سطوع الشمس فبدأت كلا منهم بأعداد نفسها للزفاف، رفضت ليان بأن تضع لها فتاة التجميل مكيب حتى ولو كان بسيط معللة بأن ذاك اليوم ستزف بطبيعتها لمعشوقها لا تريد زينة مزيفة فزينة المرآة جمال خلقها ونضارة بشرتها الطبيعية، سعدت بسمة من قرارها وفعلت مثلما فعلت ليان لتضع لنفسها كحل أسود وملمع شفاة فقط...

شرعت الفتاة بلف الحجاب لليان وبسمة بأعجاب بما هن عليه، على الجانب المجاور لهم أنهت الفتاة الأخرى تزين تقى وبسملة لتكوت بقمة جمالهم وخاصة بسملة بعد أرتدائها الطبقة الشفافة التى جلبها لأجلها طارق فجعلها مميزة للغاية، دلفت منار بعدما أرتدت الفستان الوردي الذي أشتراه لها يزيد وقامت أحد الفتيات بتزينها هى وشاهندة وجاسمين فكانوا للجمال عناويين مميزة...

بغرفة يزيد
أنهى أرتداء جاكيته الأسود بأناقة أعتاد عليها، مصففاً شعره بحرافية فكان ملكٍ للوسامة..
دلف سيف من الخارج ليطلف صفيراً قوياً كأعجاباً به ليستدير يزيد بأبتسامة هادئة: أيه الجمال دا يا سيف
ألقى سيف نظرة أخيرة على بذلته السوداء بنظرة رضا قائلا بفرحة: الجمال دا ليك يا غول طول عمرك برنس
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: بطل بكش بقا وإسمعنى.

أقترب منه بجدية فجلس يزيد على المقعد قائلا بثباته المعتاد: لما عرفت أنك هتتجوز تقى كنت حزين رغم أننا ولاد خالة وفاهمين بعض من صغرنا والكل عارف بحب تقى ليك لدرجة أنى كنت ببقا عايز أديك قلم عشان تفوق على حب البنت دي بس لما عرفت أنك عايز تتجوزها ولقيت فى عيونك الحيرة وواجب القرابة المحتوم مكنتش عايز الجوازة دي تتم لكن دلوقتى يا سيف انا شايف فى عيونك لمعة الحب لتقى ودى فى حد ذاتها إنجاز.

إبتسم سيف قائلا بغرور: حبها ليا مفضوح أوى كدا!
جذبه وتوجه للخروج من الغرفة بغضب مصطنع: طب يالا ياخويا..
بالأسفل...
طالته كانت قابضة للأنفاس فمالك يمتلك سحراً خاص يميزه بعض الشيء أقترب منه فراس قائلا بأبتسامة هادئة: مبروك يا مالك
أحتضنه مالك بفرحة: الله يبارك فيك يا أبو الفوارس
تعالت ضحكة فراس قائلا بسخرية: لا أظن اللقب دا يليق بيك أكتر.

أقترب محمود منه بعدما أرتدى حلى من اللون البنى لتجعله ملمح للأنظار بعيناه التى تشبه لون بذلته الأنيقة: مساءوا ورد
فراس بأبتسامة مرح: الورد دا تهديه لخطيبتك ياخويا
تعالت ضحكة محمود: طب وأنت زعلان ليه؟!
لوى فراس فمه بضيق: أصلى بقيت الوحيد المعزوب فى تلك العائلة العريقة
تعالت ضحكاتهم بقوة على حديثه المرح فرفع شريف يده على كتفيه قائلا بغرور: مش لوحدك معاً ضد تلك الفكرة الشنيعة.

فراس بستغراب: فكرة أيه يالا؟!
شريف بأبتسامة واسعه: الزواج ياعم روحت فين؟!
فراس: أه قولتيلي
وجذب يديه من على كتفيه قائلا بسخرية: لا مش لدرجة الأضراب يا خفيف أول ما دا يقع هرتبط على طول.

وكان يشير على موضع قلبه، فسترسل حديثه الذي إبتلع حينما رأى فتاة البنفسج تطل عليه من الأعلى لتخرجه من التمرد بجوابها المثير، هبطت شاهندة بفستانها الساحر الفضفاض وحجابها المتميز بلفتها المبسطة التى تحجب رؤية شعرها الطويل، كانت تستند على جاسمين بعد أن قضت الليل بحوار طويل معاها لتتقلص المسافات بينهم كما أردت أن تفعل أمل بأن تقرب الفتيات من بعضهم البعض..

لجوارها كانت تهبط جاسمين بأرتداها فستان رقيق يمزج بين اللون الأحمر والأبيض بتناسق خاطف للأنظار لتخطف قلب شريف الذي علم منذ قليل أن بداخله قلب!..
تطلع ذو العقل المذهب لشقيقه ثم أقترب منه قائلا بهمس يحمل السخرية: أظن أنك لقيتها؟
إستدار فراس وملامح الجدية على وجهه كأنه يسأل شقيقه برؤيته ما حدث لقلبه برؤياها!، فالآن الأمر صار مفضوح لمن حوله...
أسرعت منار خلفهم قائلة بغضب: كدا متستنونيش!

كلماتها من جعلته ينتبه لوجود فارسته الرقيقة، هبطت سريعاً خلفهم بأبتسامتها الساحرة لتزلزل قلب محمود فأقترب منها لتخجل للغاية أمام نظرتها المتفحصة له...
لم يخسر جزء مصغر من وسامته المعتادة له بطالته العميقة، هكذا كانت نظرة شاهندة لفراس بتألقه بحلى سوداء اللون متعمقة التصميم...
أسرعت إليه جاسمين قائلة بفرحة: أيه الجماال دا يا أبيه فراس
رمقها قائلا بتعجب: أبيه؟!

إبتسمت بفخر: عرفت أن من عادات قصر نعمان أن الأخ لما بيملك مكانة أكبر من الأخوية بيكون آبيه أسم قريب من كلمة بابا.
لمعت عين فراس بالدمع والزهول: وشايفنى بالمرتبة دي يا جاسمين؟
دف الدمع من عيناها قائلة بحزن: أنت حنين عليا وبتنصحنى دايما للصح على عكس مراد مش شايف غير نفسه وشغله
رفع يديه على كتفيها قائلا بمرح عن قصد: أيه يابت هتعيطى طب والفرح دا هنعمل فيه أيه؟ داحنا هنخربها أنا وأنتِ.

تعالت ضحكاتها قائلة بتأييد: على شرط تشغل شوية أغانى مغربية جانب المصرية
فراس بتأكيد: بس كدا عيووونى
جواره كان يقف مالك يستمع لحديثهم بسعادة لعلو مكانة أخيه فأبتسم بفخر فكان بداخله خوفاً شديد من أن تكون تربيته ليست مؤهلة بعد...

سرحت نظراته حينما رأى حوريته تزف إليه بفستانها الأبيض الذي يشبه السحاب المموج ليطوف بها حتى تصل إليه بدرجات تقطع المسافات وتقترب منه لتؤكد له بأنها تقترب لتحصل على إسمه وعشقه الروحى..
وقفت أمامه تتأمله بأعجاب شديد يدها بيد شقيقها، إبتسم محمود وهو يرفع يديها له قائلا بجدية: عارف أنك هتحافظ عليها يا مالك..

إبتسم ومازالت عيناه عليها مردداً بعشق: روحى معاها وقلبي ساكن بين حياتها عمرى ما هسمح أنها تتأذي بأى شكل من الأشكال.

إبتسم محمود براحة ثم وضع يدها بين يده ليشعر بأحساس مريب يطوف به فيحتضنهم بتمسك، وجهها الخالى من التجميل المصنع جعلها غير مشبعة لنظرة واحدة، إبتسمتها الناصعة من القلب كانت كفيلة بملامسة القلوب لا يعلم البعض بأن نور وجهها ليس من جمال الوجه بل رضا من الله عز وجل ليزرع محبتها بالقلوب فالله سبحانه وتعالى أن أحب العبد جعل محبته تنبض بقلوب عباده..

جذبها مالك ثم خرج من القصر ليصعد بسيارته المتوجهة للمكان المنشود، وبسيارة شريف صعدت شاهندة ومنار بعدما رفضت الصعود مع محمود فمازال لا يحل لها...
وبسيارة فراس صعدت جاسمين معه بسعادة تلتمسها لأول مرة بجو أسري محبوب، وبسيارة محمود صعدت أمل وفاتن وسماح بعد أن أصبحوا رفقة تجمعهم الطيبة والروح الحسنة..

، دلف يزيد للداخل لتصميمه بأنه من سيسلم بسملة لطارق ليثبت لها بأنه الأخ والأب لها عوضاً عن فقدان أبيها فدلف ليتصنم محله حينما رأى حوريته تقف لجوارها لتفتك ما به من قلبه، لم يتمالك زمام أموره فأقترب منها طابعاً قبلة على جبينها فهى زوجة له قائلا بصوتٍ هامس: ربي يحميكِ من العيون يا همس القلب.

تلون وجهها بحمرة الخجل خاصة من وجود تقى وبسملة بالغرفة فحاولت التهرب من نظراته الفتاكة لشعورها بجمرات نارية تشع من وجهها، إبتسم بتسلية وأقترب من بسملة قائلا بثبات مزيف: يالا عشان أسلمك للواد دا عشان يعرف من أولها أن وراكِ رجالة
إبتسمت بفرحة ودموع تغزو وجهها قائلة بسعادة: أكيد ورايا أخ بشهامتك يا يزيد
أقتربت تقى بغضب مصطنع: على فكرة أخويا التانى خلع ومفضليش غيرك بعنى ضمنى للقايمة.

تعالت ضحكاته الرجولية لتكسو قلب بسمة: مالك! أعذريه أول ما شاف ليان نسى نفسه أحمدى ربنا أنه لسه بعقله
إبتسمت بتأكيد: فعلا يا يزيد قصتهم ولا الخيال ربنا يسعدهم يارب
رفع يديه لها قائلا بحنان: ربنا يسعدكم جميعاً مع أزواجكم يا حبيبتي
رفعت يدها بين يديه وبسملة من الجهة الأخري فتوجه للهبوط غامزاً بعيناه الفتاكة لزوجته: ثوانى ورجعيلك.

إبتسمت بخجل وأتابعته بنظراتها العاشقة، هبط يزيد بهم للأسفل فجن جنون سيف حينما رأى تلك الأميرة الهابطة من رواية خيالية او السندريلا المتحولة لتصبح أمام عيناه، أما طارق فحزن حينما رأى تلك الملاك الابيض تطل أمامه ليكره نفسه عما أرتكبه معها فكان يود رؤية سعادتها مكتملة..
وقف يزيد أمام عيناهم قائلا بنبرة الغول المحفزة بالكبرياء: أنا ومالك معندناش أختين بس أظن رسالتى وصلت؟

سيف ببعض الخوف: أختك فى عنيي يا غول
وضع يدها بين يديه قائلا بفرحة: كدا تعجبنى يا سيفو..
ثم وضع يد بسملة بيد طارق بحزن حينما شعر برجفة يدها، تفهم طارق خوفها وسحب يديه قائلا بأبتسامة هادئة ليزيح شحن الموقف: متقلقش يا غول بعد التصريح دا مش هتجن وأعمل حاجة وأنا عارف أن نهايتها الموت
ابتسم يزيد وتوجه للأعلى قائلا بتحذير: أطلعوا بالعربيات ومتخلوش السواق يتحرك غير لما عددنا يكتمل.

أنصاعوا له وتوجهوا بالعرائس للسيارات المخصصة لهم..
دلف يزيد للأعلى ثم قدم يديه لها وتوجه للخروج قائلا بعد تفكير هو ينفع أحطلك نقاب فى الليلة دي بس
تعالت ضحكاتها قائلة بمشاكستها المعتادة: هوافق لو حطيت مأنت مزز جداً وهتتعاكس منى نفسي أشوف جيران الحارة هيجرالهم أيه لما يشوفك؟
اكمل طريقه معه للأسفل حتى صعدوا للسيارة قائلا بستغراب: ليه يا بسمة؟

أجابته ببرائتها الغير مصطنعه: يعنى شاب وسيم وغنى ومتريش وأختار المجنونة دي الأمر محير للعقول كدا
تعالت ضحكاته الفتاكة مشيراً للسائق بالتحرك، لتبدأ المجموعة بالتحرك بشكل حرافي مثير للنظرات كما رسمها يزيد بمساعدة مالك...
وصلت السيارات أمام مخيم ليس له مثيل، كل شيء منظم بحرافية عالية كأنه بأستقبال أناس من الطبقات الفرعونية..

كان الجميع يتابع من أعلى منزلهم منذ الامس بأهتمام ليروا هذا السرح العظيم لمن؟!
بعضهم أفتى بأن رئيس الجمهورية بزيارة سرية لحارتهم المتوسطة الحال والأخر أخبرهم بأن هناك أمراً مرتبط بالأمور التلفيزيونية..

فأتت تلك السيارات لتجيب على فضولهم المتأكل لتهبط بسمة مع الغول وتتوجه للداخل بعد دلوف ليان مع مالك، وكذلك هبط الجميع وعلى رأسهم من زورت القلوب بسملة التى كانت محمل للأهانات منهم يرواها تتألق بفستان يشبه الملوك مميز عن باقى فساتين الحفل ليؤكد لهم بأن ما فعلوه كان أشد درجات الخطأ ليس معها ولكن نعيش بمجتمع يلقى اللوم الدائم على المرآة حتى ولو كانت قد ظلمت بقوة وطغيان..

شرع الحفل بالبدء على الطراز الغربي والتغطية التلفيزيونيه العابية لشخصيات الحفل العريق ليشهد الحفل ظهور خاص لرجل الأعمال الشهير ياسين الجارحي ورفيق دربه يحيى الجارحي الذي تقدم ليقف أمام مالك ويزيد قائلا بأبتسامة تسللت للوسامة عنوان: مبروك
يزيد بفرحة لحضوره: الله يبارك في حضرتك شرفنا حضورك أنت والأستاذ يحيى.

إبتسم يحيى قائلا بفرحة: أحنا الا يشرفنا حضور الحفل المميز دا وبجد بهنيكم على الفكرة وبراعة التنفيذ
مالك بأبتسامة هادئة: سعادة لينا أنه نال الأعجاب
ياسين بثباته المعتاد: يزيد نعمان ومالك نعمان أفكارهم على طول مبتكرة ومش بس كدا حتى الخلق والتعامل ودا سبب كافيل أن الا بينا مش يبقى شغل وبس مبارك مرة تانية وأتمنى أنكم تشرفونا بالقصر فى الوقت الا تحبوه
مالك بتأكيد: أكيد طبعاً عن قريب بأذن الله.

يحيى بأبتسامة هادئة: بأنتظاركم
وتركهم ياسين ويحيى وتوجهوا لسيارتهم، ليبتسم يحيى قائلا بهيام بالذاكريات: مش عارف ليه لما بشوف يزيد ومالك بفتكر أيامنا وأحنا صغرين!
آبتسم ياسين هو الأخر قائلا بثبات وعيناه على الطريق: الأتنين فيهم من شخصية بعض مع فرق بسيط جداً
يحيى بأهتمام: الا هو!

أجابه بثباته المسبق بحديثه: مالك ذكي جداً وبيقدر يوازن بين قوته العقلية وبين قوته الجسمانية على عكس يزيد فى أغلب المواقف القوة الجسمانية الا بتربح دايما ودا الا بيخليهم بيكملوا بعض مفيش مملكة من غيرهم الأتنين
إبتسم يحيى قائلا بجدية: ومازالت بتفهمها وهى طيرة يا ياسين
إبتسم بثقة: أحنا زي مأحنا يا صاحبي الزمن الا بيتغير..
شاركه البسمة وأكمل طريقهم لعل اللقاء بينهم عن قريب...
بحفل الزفاف..

إجتمع الجميع على منصة الرقص لتتميل كلا منهم بين يد زوجها بعد أن تم عقد القران لتصبح كلامنهم ملكٍ لمعشوقها فكان للعشق مسار منعزل لكلا منهم..
مالكليان
رفعت عيناها بعد محاولات عديدة لأستجماع شجاعتها لتقابل عيناه المضيئة بعشقها هى فأبتسم قائلا بهمس: معنديش آجابة لسؤالك لانه شغلنى أنا كمان
تطلعت له بصدمة حقيقة قائلة بصعوبة بالحديث: عرفت أزاي الا بفكر فيه؟!

إبتسم قائلا بعشق: لأنك بالنسبالي كتاب مفتوح يا ليان
تركت العنان لنظراتها تنغمس بعيناه المفعمة بالحنان فكم ودت أن تذق جنة أحضانه ولكن الطريق أنتهى بفوزها به..
يزيدبسمة
رفعت يدها على رقبته فأبتسم قائلا بخبث: بثبتيلهم أنى ملكك ولا لنفسك
إبتسمت قائلة بمكر: الأتنين
تعالت ضحكاته ليحتضنها بعشق قائلا بثبات: هنشوف الموضوع دا بعدين
شددت من أحتضانه غير عابئة بمن حولها فهو زوجاً لها..
سيفتقى.

: مش مصدقة يا سيف
قالتها بنوع من الصدمة وهى تتأمله فأبتسم على عشقها المسبق لها مردداً بهمس: مش مصدقة أيه بالظبط
أجابته بسرعة: أنك بقيت جوزي عايزة أجرى وسط الناس دي كلها وأسالهم واحد واحد يمكن أكون بحلم!
شدد من ضغط يديه على خصرها قائلا بتحذير: أعقلى يا مجنونة بصي للفستان الأبيض ولعيونى والحالة هتروح لوحدها
إبتسمت بهيام بعيناه بعدما صرح لها ليبادلها البسمة بتفكير بحاله بعدما أستحوذت عليه..

طارقبسملة
كانت تتحرك معه بسعادة مرسومة على وجهها ولكن من داخلها لا تشعر بها، تأملها طارق بحزن ليخرج صوته بهدوء: محدش بيختار قدره يا بسملة وجايز الا حصل دا كله عشان نتقابل.
ردد أسمها لا تنكر سعادتها به، حديثه المؤمن بالله لا تنكر فرحتها بأيمانه ولكن ربما ينقصها شيئاً ما..

تحركت معه بصما لتخرج الكلمات أخيراً من فمها: أنا عمري ما كنت غير مؤمنة بالا ربنا كتبه بس المرادي الا حصل كان صعب عليا وفوق طاقتى
أسرع بالحديث: عارف ومقدر دا
أسرع للبطانة وهى تلتف حولها ليعدها بأبتسامة مرح: غطى الواد
تعالت ضحكاتها بسعادة بعدما نجح ببثها بقلبها..

على طاولة بالحفل كانت تجلس منار مع محمود فأستدارت قائلة بفرحة: ليان ومالك ليقين على بعض أو
إبتلعت باقى كلماتها حينما رأته يتأملها بنظرة ترأها لأول مرة فتطلعت له بستغراب ليتحدث بغرور: أبص براحتى بقيتى مرأتى خلاص دانا صممت على مالك أنه يكتب كتابنا معاه عشان أخد حريتى
حاولت ان تخفى خجالها ولكن لم تستطيع وبالأخص حينما رفع يديه على يدها مقبلا إياها مردداً بفرحة: عقبال فرحنا ويكون محصلش يا حبيبتي.

يحبت يدها بصدمة ممزوجة بدهشة وخجل..

على طاولة مجاورة لهم
كانت تجلس سماح وفاتن وأمل يتبادلان الحديث بسعادة وعيناهم على أولادهم..
سماح تشعر بالراحة اخيراً بزواج تقى لمن أختاره قلبها، أمل سعيدة بأولادها جميعاً فهى من تكفلت بتربيتهم ولم تميز بينهم قط..
فاتن حزينة على ليان وعدم حضور والدتها ولكنها سعيدة بأنها لها نعم الأم والسند..
لجوارهم كانت تجلس شاهندة بضيق لما حدث لقدماها بوقت زواج يزيد ومالك..

جذبت جاسمين فراس على المنصة لترقص معه بسعادة طفولية فقال بأبتسامته الهادئة: مش بقولك مجنونة.
تعالت ضحكاتها قائلة بغرور: مجنونة بس عسل ورقيقة..
رمقها بنظرة شك: أنتِ عسل؟!طب بلاش دى الا بتعمليه مع شريف له علاقة بالرقة؟!
زمجرت وجهها بغضب: الواد دا الا غبي ومستفز
ثم قالت بهدوء وخبث: منكرش أنه مز وخاصة فى البدلة الرمادية الا لبسها بس ميدلوش الحق فى الغباء
تعالت ضحكات فراس قائلا بسخرية: مز أهلا.

لم تفهم ما يتفوه به فأكمل معها الرقص الي أن ولج مراد الجندي ليشير له فتوجه إليه قائلا بفرحة: كنت متأكد أنك هتيجى
إبتسم وعيناه ممتلأة بالحزن: مقدرش مجيش فى يوم زي دا عشان أبارك ليزيد ومالك بنفسي مهما كان بينا شغل وقرابة
إبتسم فراس لتزداد وسامته: لا للرجولة عنوان
شاركه اليسمة وتتابعه ليجلس معه على طاولة منعزلة عن الجميع الا عن عينان شاهندة..

أنتهى الحفل وغادر كل معشوق مع معشوقته ليصعد كلا منهم لجناحه الخاص التى عملت فاتن وأمل على ترتيبهم على أكمل وجه بساعات قياسية..
بسمةيزيد
دلفت للداخل قائلة بفرحة: الله الجناح دا أحسن من أوضتك الا كلها رسومات سودة
أقترب منها قائلا بضيق: دلوقتى أوضتى مش عاجبه حضرتك؟!
إبتسمت بغرور: دى الحقيقة يا غول
أقترب منها لتتراجع للخلف سريعاً والأرتباك يحتل ملامح وجهها فأبتسم قائلا بمكر: أنا بقول نصلى أحسن.

تركته وأسرعت للحمام الموجود على قرب منها تلتقط أنفاسها بصعوبة..
أبدل ثيابه بأبتسامة تزين وجهه وظل بأنتظارها إلى أن خرجت بثيابها الفضفاضة قائلة بخجل: يالا
إبتسم يزيد ووقف ليكون أمامها بالصلاة لينهيها بدعائه لها ودعاء الزواج لتكون زوجة صالحة له..
ظلت يديه على حجابها حتى بعد ان أنهى دعائه فأزاحه بخفة عنها ليتدلى شعرها المتوسط الطول بجمال خاص بها.
أقترب منها قائلا بصوتٍ ساحر: خلاص الكل عرف أنك ملكِ.

حاولت التهرب من عيناه ولكن لا مفر من الوقوع ببحر عشقه الخاص لتصبح زوجة ليزيد نعمان قولا وحرفاً..
ليانمالك
أنهى صلاته وجلس يتأملها بصمت قاطعه حينما جذبها لتقف أمامه بفضول لأحتضانها ليعلم شعوره بملامست يدها سيكون بأحتضان!
ضمها لصدره ليعلو خفق القلبان بسرعة ليس لها مثيل كأنها شهادة لأجتماع الأرواح والأجساد بعالم لا يوجد بهم سواهما..
ردد بصوت هامس: أنا بعشقك يا ليان.

رفعت يدها على ظهره كأنها تؤكد له بأنها تعشقه مثلما يعشقها ولكن لم تملك جرأءة الحديث بعد..
أخرجها من أحضانها وضعاً يديه على وجهها قائلا بعشقٍ جارف: الا بينا مش حب بالعكس علاقة إبتدت من قبل ما نجتمع مع بعض علاقة كتبها لنا ربنا عشان تكونى ليا وأكون ليكِ
طاف العشق بين عيناها لتتأمل نظراته بسكون ليقترب منها ويعلنها زوجة له بطريقته الخاصة.
طارقبسملة.

دلفت لغرفتها بخوف فأسرع طارق لخزانته جذباً منها ملابسه ثم توجه للخروج قائلا وعيناها على باب الغرفة: عمري ما هفرض نفسي عليكِ تأكدى من دا
وتركها وغادر لتشعر بالارتياح لما فعله جعله يرتفع مكانة لديها، لتصبح الفرص حلا أمثل لكليهما
$بشقةسيفتقى.
أنهوا صلاتهم ثم دلف سيف للمطبخ يعد الطعام لها فتأملته بستغراب: عرفت منين أنى جعانه؟
إبتسم وهو يضع الطعام أمامها: مش لازم أقولك السر.

إبتسمت بحب ظهر له وتناولت طعامها بصمت وهى تخطف النظرات له بستمرار..
أنهت الطعام قائلة بفرحة: كنت جعانه
جذب منها الاطباق قائلا بحنان: ألف هنا على قلبك يا حبيبتى
تصنمت محلها وهى تستمع لكلماته فأبتسم لعلمه ما بها فجذبها لأحضانه لعلها تصدق انها صارت زوجته، شددت من احتضانه بعدم تصديق ودموع تغزو وجهها ليخرجها سيف بستغراب: ليه الدموع يا تقى!
إبتسمت بجنون: لأنى مش مصدقة أنك بقيت جوزي.

زفر بضيق: أعمل ايه تانى عشان تصدقي أطلع أنام مع شريف أخويا وأريح دماغى
جذبته بلهفة: خلاص حقك عليا
إبتسم قائلا بمكر وهو يحملها بين ذراعيه: عندي فكرة تانية
لم تفهم مقصده الا حينما جذبها بعالمه الخاص ليريها عشقه النابض عن جديد بقلبه الذي أنخضع لعشقها الصادق عشق هز لأجله قلوب الرجال لتعلم فنون عشق الحوريات.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة