قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني عشر

شوق ولقاء
جذبت الوشاح الأسود من على عيناه، فأغمض طارق عيناه بسرعة كمحاولة بالأعتياد على ضوء الغرفة ولكن تحاولت نظراته لصدمة كبيرة للغاية حينما رأها أمامه نعم هى الفتاة الذى أنهى حياتها دون شفقة أو رحمة منه، هاوت دمعة هاربة من عيناه وهو يتأمل بطنها المنتفخة ونظراتها الغريبة بعض الشيء...

أستدار بوجهه أخير تجاه صوتٍ لا طالما أبغضه كثيراً، ليجدها تجلس على المقعد بمنتصف الغرفة المظلمة بعض الشيء ولجوارها رجال لعناء كحالها...
رفعت قدمها فوق الأخرى وهى تتأملهم بنظرة صعب وصفها ليخرج صوتها بابتسامة واسعة: مش قولتلك مفاجأتى هتعجبك، أنا أتراجعت فى قراري بقتلها على أخر لحظة لما عرفت أنها حامل لا وكمان فى الشهر السابع يعنى البيبي موهل للولادة ودا فى حد ذاته ضربة حظ ليا.

إبتلعت بسملة ريقها بخوف شديد على عكس طارق نظراته كانت بعدم فهم لتسترسل نوال حديثها بهيام: تخيل كدا لما أخلص عليكم كلكم واحد واحد وميبقاش حد فى عيلة نعمان غير الطفل دا وأنا معاه يعنى الثروة والأملاك دى هتكون تحت إيدى
خرج صوته أخيراً قائلا بغضب مميت: أنتِ مش معقول تكونى بنى أدمه
تعال صوت ضحكاتها قائلة بتأييد: بالظبط كدا.

ثم أقتربت من بسملة وأنحنت لتكون على مستوى قريب منها فرفعت يدها على بطنها المنتفخة: متقلقيش وأنتِ جوا فى العمليات هخلى الدكتور يخلص عليكى مش هتحسى بحاجة
حاولت الزحف للخلف للنجاة بجنينها ولكنها لم تستطيع، أشارت نوال لرجالها قائلة بأبتسامة تسلية: أطلبوا الدكتور دا حالا العملية هتم هنا.

وبالفعل خرج الرجال ليجلبوا الطبيب كما أخبرتهم وتبقت هى تنظر لها نظرة غامضة ليخرج صوت طارق الغاضب: عارفه لو جيتى جامبها وقسمن بربي لأنسى أنك عمتى وأدفنك هنا.

تعالت ضحكاتها لتقترب منه وتجذب اللاصق فوضعته على فمه ليكف عن الحديث ثم أقتربت منها مجدداً وحررت معصمها ثم ناولتها سلاح بيدها وعاونتها على الوقوف قائلة بعين تشبه الحية: أنتِ كدا كدا هتموتى مفيش أختيارات تانية بس أنا عندى أختيارات أنك تموتى بقهر على الا أغتصبك ووصلك لهنا ولا تموتى وأنتِ أخدتى حقك منه..

لمعت عيناها بستسلام من تلك الحياة فتركتها نوال وخرجت من الغرفة وهى على ثقة كاملة بأنها ستنهى حياته...

وقفت وهى تنظر للفراغ تارة وللسلاح بيدها تارة أخرى، دموع طارق على تلك الفتاة التى تعانى بقوة فوق طاقتها جعلتها تنظر له بنظرة غامضة، رفعت السلاح والدموع تشق وجهها لا تعلم ما هو المصير المحتوم عليها، هل ستسمح لهم بقتلها بتلك الطريقة البشعة، مصير مرعب لها بعد دقائق، رفعت السلاح على رأسها ودموعها تهوى بلا توقف..

حاول طارق التحرر من القيود التى تحكم يديه ولكن لم يستطيع فرفع يده بعد عناء يزيح ما يكمم فمه ليخرج صوته الصريخ: لا أوعى تعملى كدا
لم تستمع له فنظراتها كفيلة بتحويله لرماد، خرج صوته الحزين قائلا بنبرة جعلتها تستمع له: طب السلاح فى أيدك خلصى عليا أنا لو تحبي بس بلاش تعملى كدا
إبتسمت بسخرية ليستمع لصوتعا لأول مرة: هيفيد بأيه مأنا كدا كدا هموت يبقا أموت بالطريقة الأسهل بالنسبالى.

قاطعها بغضب: مش هيحصل صدقينى
تطلعت له بصمت نقل له كمية الكره التى تكنه له ليسترسل حديثه: مش هبرر الا حصل ولا هقول أنى مظلوم بس أرجوكِ أدينى فرصة أحميكِ وأخرجك من هنا
إبتسمت والدمع معاكس لها: وأيه الا يخلينى أثق فى إنسان زيك
وضع عيناه أرضاً بحزن ثم رفعها بأستسلام ؛ للأسف الا عملته ميدكيش الثقة فيا بس زي ما قولتى كدا كدا هنموت هنا يعنى مش هتفرق حاجه لو حررتينى.

وضعت السلاح على الطاولة بتعب بدا بتسلل عليها فأقتربت منه بخطى بطيئة للغاية لتقف أمام عيناه بتفكير لما ستقم به ولكن لم تجد ذاتها سوى وهى تحرر قيده، دموعها تنهمر بقوة فلم تعد ترى الصواب بما تفعله تمزق قلبه وهو يرى الحالة التى هى بها ولكن بداخله سعادة كبيرة لرؤيتها على قيد الحياة حتى أنه قسم بأنه سيتخطى المحال لأخراجها من هنا..
إستمع لصوت خطوات قدم تقترب منهم فتلون وجهها بخوف ليس له مثيل..

أسرع طارق للسلاح على الطاولة يتفحصه بعناية فتفاجئ بالخزانة الفارغة فليس بها سوى طلقة واحدة، طارق السلاح بجيب سراوله البنى ثم أسرع لباب الغرفة ووضع خلفه مقعدان وطاولة لتمنحه فرصة لكشف محتويات الغرفة..

كانت بسملة تتطلع له بصمت لترى ماذا سيفعل فأستمعت لصوت الرجال بالخارج يطالب من يحرس الغرفة بأن يفتحها لأن الطبيب قد حضر وبأنتظارها ليخرج الجنين، أرتجف جسدها تحت نظرات طارق المتفحصه فأقترب منها وهى كالمتصنمة محلها وهو بحالة لا يرثي لها بين التقدم والتراجع فمازال هو الشيطان اللعين بالنسبة لها، حاول الرجل الدلوف للغرفة ولكن شيئاً ما كان عائق له، فحاول مرراً بمساعدة زميله ليصدر الباب صوتٍ قوى أعاد طارق لوعيه فأسرع يبحث عن مخرج من الغرفة ليتفاجئ بباب جانبي صغير الحجم، حاول فتحه ولكنه لم يستطيع...

كانت تقف على مقربة من الباب الواشك على الأنهيار فجذبها طارق بقوة وأسرع للباب الجانبي فرفع قدميه بقوة حطمت الباب بعد عدد من محاولته التى باتت بالنجاح..
جذبها طارق للداخل سريعاً ثم أغلق الباب وهو يبحث بعيناه بأى مكان هو..
جذبها برفق وتوجه للدرج ثم تركها بمنتصفه وهبط سريعاً يتفحص بعيناه الطابق السفلى فوجد عدد من الرجال، صعد سريعاً وجذبها للأعلى ليبتعد عن المكان سريعاً قبل أن يراه أحداً..

بمنزل فراس
جلس مالك والصمت يخيم على ملامح وجهه بأحتراف، فجلس فراس يتأمله بستغراب لوجوده بوقتٍ هكذا..
أخرج من جيبه كاميرا صغيرة الحجم ثم وضعها على الطاولة فجذبها فراس قائلا بستغراب: دي أيه؟
وضع مالك قدماً فوق الأخرى قائلا بثبات لم يغادره بعد: دي الكاميرا الا كان المفروض هتسجل الا هيحصل
أعتدل بجلسته قائلا بثبات هو الأخر: غريبة أنها مش فى أيد الشرطة!

إبتسم مالك بسمته الغامضه ليعلم فراس بأن نفوذ مالك ليس لها حد، رفع مالك الكاميرا يتأملها بنظرة خاطفة للأنفاس وهو يتأملها: الا فى الفيديو بطل خارق بينقذ بنتين من أربع رجالة أوساخ دا فى المطلق العام لنظرة أي شخص
إبتسم فراس لتأكده بأن مالك ليس كما وصفته نوال بل فاق تجاوزت العقل، خرج صوت فراس أخيراً: ومن نظرتك انت!

رفع عيناه الغامضة يدرس تعبيرات وجهه لينهيها قائلا بصوت مصاحب لثقة كبيرة: شخص ضميره رجعله ومحبش يخسر مبادئه حتى لو هيتمرد على الرجالة بتاعته
إبتسم فراس: توقعى بذكائك فاق الحد مع تعديل بسيط أنهم مش رجالتى عموماً مش هتفرق كتير لأن عدونا واحد
ضيق مالك عيناه لتفكير ليكمل فراس بعين تحمل الوعيد: نوال تجاوزت حدودها والا عملته من تسعه وعشرين سنة كبير
مالك بهدوء: ليه التاريخ دا بالذات.

إبتسم بآلم وهو يقص عليه قصته الغريبة..

صعد طارق وهى معه للطابق الأعلى فدلف لأحد الغرفة وهو يشير لها بالصمت بعدما جذب مفتاح الغرفة..
ردد بصوتٍ هامس: خاليكِ هنا ومتعمليش أي صوت أنا هقفل عليكِ من برة بالمفتاح
ملامح الخوف أحتلت وجهها فأخبرها بثبات: متقلقيش محدش هيأذيكِ.

وتركها طارق بعدما أغلق الباب من الخارج وشرع فى هجماته عليهم واحداً تلو الأخر إلى أن جذب أحداهما لأحد الغرف وأخرج من جيبه الهاتف الخاص به ثم ادخل رقم يزيد بسرعة كبيرة...

بالقصر..
كان يجلس على مقعده بشرود بالخطة المحكمة التى وضعها فأخرجه من شروده صوت هاتفه برقم غريب أثار فضوله فرقمه خاص لا يعلمه سوى القريب منه كعائلته..
رفع الهاتف لينصدم مما أستمع إليه فتخل عن مقعده مردداً بصدمة: أيه؟ طب قولى أنت فيييين؟
يعنى أيه متعرفش؟
خلاص أسمعنى أختفى من أدمهم وأنا مش هتأخر عليك متقلقش يا طارق مش هسيبك.

وأغلق يزيد الهاتف وعيناه كالجمرات النارية ليخرج من خزانته سلاحه وقد أقسم على إنهاء هذا الشر المتخفى خلف ذاك الوجه..
صعد بسيارته وهو يقودها كالطوفان فأخرج هاتفه برقم مالك ليأتيه الرد بعد دقائق..

بمنزل فراس
صاح بغضب: أيه الا ودا طارق هناااك؟!
يا يزيد نوال مش هبلة عشان تكون لسه فى فيلتها أكيد فى مكان تانى
طب أهدأ وأنا هتصرف
أسمعنى مرة واحدة فى حياتك وأتخلى عن عصبيتك خمس دقايق بالظبط وهجبلك مكانهم بالظبط
وأغلق مالك الهاتف وعيناه على فراس فأقترب منه قائلا بهدوء: متقلقش أنا عارف المكان الا هى فيه بس زي ما قولتلك عايزاها عايشة لحد ما أعرف أنا مين؟

أشار براسه فجذب فراس مفاتيح سيارته ثم توجه معه لمكان يزيد ليجتمعوا عمالقة القوة ليكون هلاك نوال لا محالة له...
وصلت سيارة فراس للمكان الموجود به يزيد فخرج من سيارته وهو يتأمل هذا الشخص مع مالك قائلا بستغراب: مين دا؟
فراس بأبتسامة هادئة: بعدين هنتعرف لكن دلوقتى لازم ننقذ أخوك والبنت
مالك بستغراب: بنت مين؟

رفع فراس خصلات شعره المتمردة بفعل الهواء الليلي الشديد: مش وقته هتعرفوا كل حاجه المهم دلوقتى أنى هساعدكم تدخلوا لحد المكان الا فيه نوال وأنتم متخفين عشان تقدروا تنقذوا البنت هى وطارق لكن لو دخلتوا بعربيتكم نوال هيكون معاها وقت على ما معركة الحرس تخلص ودا فى صالحها هى
يزيد بتأييد: كلامه صح بس هندخل ازاي؟

إبتسم فراس لمالك لعلمه قوة غضب يزيد مما سيتفوه به، أقترب مالك من يزبد وهو يخفى بسمته فرفع فراس باب السيارة الخلفى قائلا بأبتسامة متخفية: أعتقد دا المكان المناسب
تلون وجه يزيد فوضع سلاحه بجيب سرواله وصعد بالخلف وأتابعه مالك...
تحركت سيارة فراس تجاه ذاك المكان المنعزل فما أن رأه الحرس حتى فُتحت الأبواب سريعاً ليسهل الآن العمل ليزيد ومالك..

تعجب مالك من أستخدام يزيد لهاتفه ولكن ربما لا يعلم بأنه يضح حدود لنهاية كانت بدايتها عند تلك الحمقاء ونهايتها هو من سيضعها مثلما وعدها من قبل.

دلف طارق للغرفة وأغلق الباب جيداً ليجدها تتخفى بالداخل بخوف شديد، لفظت أنفاسها حينما رأت من يقف أمامها فكانت تظن بأنها ستلقى حتفها الأخير..
أقترب منها قائلا بصوتٍ هامس: متقلقيش يزيد ومالك مش هيسبونا هنا كتير
أكتفت بأشارة بسيطة وعيناها على باب الغرفة حينما أستمعت خطوات تقترب منه..

تسلل طارق جوار الباب ليستمع حديث كبيرهم وهو يصرخ عليهم بتفتيش المكان جيداً للعثور عليهم، وبالفعل أسرع الرجال من أمامه برحلة البحث عنهم ومازال يقف أمام الغرفة فلفت إنتباهه الضوء الشارد منها..
أقترب من باب الغرفة ليفتحها فتفاجئ بأنها مغلقة بالمفاتيح ليتسرب له الشك بأنهم بالداخل..
بالأسفل...
صاحت نوال بغضب: يعنى أيه مش لقينهم! أقلبوا المكان كله لحد ما يظهروا.

أنصاع لها الرجال وصعدوا جميعاً للبحث عنهم..
بالخارج..
توقفت سيارة فراس، فهبط يزيد ومالك بحذر شديد ليتسلل مالك للأعلى للبحث عن طارق ويزيد بمهمته الممته بالقضاء على الحرس بمهارته الجسدية التى نالت إعجاب فراس الذي ظن أن يزيد بحاجة للمساعدة..

أخرج الرجل سلاحه ثم أطلق على الباب الذي أنهار بسرعة البرق ليجد الغرفة فارغة..
تقدم ليبحث بعيناه لعله يجدهم ولكن الغرفة كانت بالفعل فارغة..
بالخارج
عاونها مالك على الهبوط حتى طارق تمسك بها جيداً ليهبطوا معاً للأسفل بعدما عثر عليهم مالك ليكون الحما لهم من تخطيط نوال اللعين.
بعد دقائق معدودة تمكن يزيد وفراس ومالك وطارق من أنهاء تلك المعركة ليقع جميع الحرس جثث هامدة...
الداخل..

زفرت بملل فأخرجت هاتفها لترى ماذا هناك؟ لتجد الهواتف تلقى أمام عيناها لتحل الصدمة ملامح وجهها حينما رأت يزيد نعمان يقف أمام عيناها حتى مالك هو الأخر...
يزيد بسخرية: الرقم الا بتحاولى تطلبيه خارج نطاق الدنيا
شاركه مالك حينما قال بمكر وهو يقترب منها: مش قولتلك يا عمتى تغيرى الحرس الخرعين دول!
صاحت بغضب: أنتوا دخلتوا هنا أزاي!

تعالت ضحكات يزيد قائلا بلا مبالة: مش مهم المهم أن نهايتك خلاص بقيت محدودة
لم تفهم كلماته الا حينما أخرج سلاحه ووضعه أمام وجهها...
ترتجعت للخلف بخوف شديد فلم تظن بأنهم سيتمكنوا من العثور عليها بذاك المكان المنعزل عن الجميع...
ولج فراس للداخل فتنفست بحرية وتوجهت سريعاً له قائلة برعب: ألحقنى يا فراس خلص عليهم الأتنين عشان نخلص.

ظل صامداً أمامها، يتأمل زعرها بتلذذ أنهاه حينما أخرج سلاحه هو الأخر فأبتسمت بخبث لأن المعركة ليست عادلة فربما سينهى كلا منهم حياة الأخر كما كانت تتمنى..
جذب فراس السلاح من علي يزيد ومالك ووجهه على من تقف جواره قائلا بشفقة: بجد تغكيرك بشفق عليه أوى كنتِ فاكرة ان حقيقتك الواسخة دي هتفضل مخفية كتير
صعقت مما يفعله فقالت بصدمة: أيه الا بتقوله داا؟!

أقترب منها أكثر قائلا بغضب: لا أنا مش بقول أنا بعرفك حقيقتك المزيفة دى بس الا أنا مش فاهمه لحد دلوقتى هتستفادى أيه لما تجيبي ولد من اي مكان وتقولى لجوزك أنه إبن مرأته الأولنيه؟!
دا أكيد قمة الغباء..
أخفض يزيد سلاحه وتركه كما وعده ليعلم منها حقيقته، وقف جوار مالك يستمع لهم ونظراته تتطوف الركن الغامض خلف الستار..

دلف طارق وبسملة للداخل ليروا نوال ترتجف من الخوف، فرحة يزيد بأن تلك الفتاة مازالت على قيد الحياة كانت أكبر من إنقاذ حياة أخيه..
تراجعت نوال للخلف إلى أن أصطدمت بالطاولة فلم يعد لها منفذ للهرب، لمع عقلها بفكرة شيطانية فجذبت السكين الموضوع خلفها ثم جذبت بسملة لتضع السكين على رقبتها والغضب يعتلى وجهها..

حاول طارق الأقتراب فصاحت به: الا هيقرب هفصل رقبتها عن جسمها، لو عايزنها عايشة أرموا المسدسات الا معاكم دي
صرخت بسملة بقوة حينما شددت من قبضتها على رقبتها فألقى بزيد سلاحه مسرعاً
أما فراس فلم يبالى بحديثها وشرع بالأقتراب ولكن نظرات مالك له جعلته يلقى سلاحه بتذمر..
دفشت نوال بسملة ليحيل طارق بينها وبين الأرض سريعاً فجذبت نوال السلاح المقابل لها ثم وجهته عليهم جميعاً بسعادة ليس لها مثيل...

تعالت صوت ضحكاتها قائلة بغرور: أمنياتكم الأخيرة أيه؟
حاول فراس التقدم منها فخرجت الرصاصات بالقرب منه قائلة بتحذير: أتحرك تانى والطلقة هتكون فى دماغك متستعجلش على موتك دانا من حبي فيك كنت ناوية أريحك جامب أخوك
وكانت تتحدث ونظراتها على مالك المنصدم فأستدار فراس بصدمة له ثم نظر لها بعدم فهم..

تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: صحيح انا طلعت غبية لما خطة إغتصاب منار وشاهندة فشلت مشكتش فيك أزاي معرفش كان قمة غبائي بس معلش ملحوقة النهاردة عشان أنا كريمة هخلص عليك انت وأخوك مع بعض أنا بسمع أن التؤام لما بيعشوا مع بعض بيموتوا مع بعض وأنا هحقق الكلام دا لما أقتلك مع مالك.
صعق الجميع حتى يزيد وطارق فخرج صوت مالك بصدمة: أنتِ بتقولى أيه؟!

جلست على المقعد وضعة قدماً فوق الأخرى تلهو بالسلاح على وجهها بتقكير أمممم أوك انتوا كدا كدا هتموتوا فعشان كدا هحن عليكم وأقولكم سر ال29 سنة السر الا كنت ناوية أسيطر بيه على مملكة نعمان أمل لما ولدت طفلين تؤام حسيت أنى ممكن أستفاد من موت الطفل التانى لو فضل عايش وتحت سيطرتي عشان كدا أول ما ولدت مالك ومروان أو فراس الا أخد الأسم المغربي بعد ما هربته للمغرب وحطيت طفل مولود بنفس حجمه بس بعد ما خنقته بأيدى عشان الكل يعرف بموته.

كان الجميع بصدمة ليس لها مثيل وخاصة مالك فكان يتطلع لفراس بصدمة ودمع يعلم الطريق لعيناه لاطالما كان يشعر بأن ذاك الرجل مريب بالنسبة له فعلم الآن بأنه شقيقه التوم.

أكملت بحقداً دافين لسنوات: كنت عايزة أحرق قلبهم وأتفرج عليهم كدا وأنا عارفه ان ليهم ولد عايش بعيد عنهم وهما ميعرفوش عنه حاجة صبرت سنين والحكاية اتكشفت والرجل الا اتجوزته أخد منى كل حاجه الفلوس والسلطة قبل ما أخلص عليه أتفاجئت أنه نقل أملاكه لطلقيته وجزء منها للأيتام نزلت مصر فى الوقت دا وكان فراس عنده حوالى 18 سنه نزلت وروحت لأخواتى الا عمري ما حبتهم لأنهم لمجرد أنهم صبيان أخدوا التركه بتاعت أبويا وأنا أيه الربع وكل واحد فيهم النص وكلمة بما يرضي الله كانت ملزمة لسانهم، فضلت معاهم كام شهر بحاول أوقع بينهم عشان يخلصوا على بعض وأخد الأملاك دى حتى لو أثبت أن فراس إبنهم بالتحليل الDna بس للأسف كان صعب أووى أوقعهم لحد ما قررت أنهى حياتهم بأيدى ودا الا حصل خلصت عليهم ويعنى أمك يا يزيد كالعادة مكنتش بتسيب أبوك حتى فى الموت سبقته.

تلون عين يزيد بلون قاتم حتى طارق صار يمقت تلك المرآة بشدة لتكمل هى بغرور: أخدت كل الأوراق من الخزنة وخاليتهم يولعوا فى البيت كله على أمل أن الكل يموت وهربت وطويت صفحتكم للأبد معرفتش أن أمل نجت بحياتها وحياتكم غير متأخر لما فات أكتر من 8سنين وبدأت أخسر قوتى وهبتى فى السوق وأتفاجئ بأن الشركة الا واقفه قصادى هى نفسها لمالك ويزيد حاولت ادمركم فشلت لحد ما وقعت فى دماغى خطة بأنى أدمر طارق خالص، جبت الشلة بتاعته وأديتهم فلوس كتير عشان يحاولوا معاه يخليه يشرب مخدرات بس معرفوش عشان كدا خاليتهم يحطوله حباية تغيبه عن الوعى 12 ساعة وجابله البنت دي وكان شرطى تكون عذراء ومن حى بسيط عشان متسكتش على حقها الخطة كانت ماشية زي ما رسمتها لحد ما مالك أتدخل وخرب كل حاجة، تطلعت بسملة لطارق بشفقة لا تعلم ما سببها ألأن تلك المرآة المجرد قلبها من الرحمة من عائلته أم لأنه أجبر على شيء لم يكن فى أوسع أحلامه أو تشفق على حالها المسكين.

أسترسلت نوال حديثها وهى توجه مسدسها على يزيد: الا عمالته كتير أووى ميمنعنيش أنى أخلص عليكم حالا وأنهى المهزلة دي..
تعالت ضحكات يزيد لتكون محور إستغراب الجميع فأنهى ضحكاته قائلا بصوت كفحيح الجحيم: أنتِ متعرفيش وعد يزيد نعمان
لم تفهم كلماته فأقترب منها قائلا بعين تتأملها كالصقر: سيف
ما أن لفظ الأسم حتى خرج سيف من الداخل ومعه قوة كبيرة من رتبات الشرطة وتسجيلات لها من أعترافات..

لم تشعر بصدمة تفوقها أضعاف كما هى بها نعم وعدها يزيد بأن نهايتها أوشكت وها هو يوفى بوعدها، رُفعت جميع الأسلحة عليها لتكون كالجمرات النارية لها فربما بعد تلك الجرائم البشعة سيكون مصيرها الأعدام لا محالة..
أقترب منها الشرطى بعدما ألقت سلاحها ليضع بيدها الأسوار الحديدية التى ستزفها لجحيم مريب، فتطلعت لعين كلامنهم بغموض ورحلت لتزيح من حياتهم للأبد لتزف لحبل مشنقة صنعته لنفسها...

إبتسم سيف ليزيد قائلا بغرور: كله تمام يا غول
بادله البسمة بكبرياء يصعب تحطيمه بسهولة وأستدار لمالك وفراس المصعق منا إستمع له أيعقل ذلك؟
إذن تلك الفتاة التى أنقذها كانت شقيقته!
ذاك الذي يقف أمامه شقيقه!
أقترب منه مالك فتطلع لهم الجميع بأهتمام وقف أمام عين فراس اللامعة بدمع خفيف..

طال الصمت ومالك يتأمله بأبتسامة خفيفة فكانت أمنيته أن يكون له شقيق من دمه نعم يزيد كان وسيزال الرفيق والشقيق المقرب له ولكن من أمامه قطعه من روحه..
رفع فراس عينه بدمع خاطف فقال مالك بسخرية: عرفت أيه سبب الجنان المشترك
هز رأسه كثيراً بأبتسامة واسعه مصحوبة بدمع مرتجف ليلقى نفسه بأحضان أخيه المرحب به بقوة...

ظلوا هكذا لفترة فأقترب منهم الغول ليرفع ذراعيه على كتفي فراس قائلا بسعادة: أهلا بيك بعيلة نعمان
إبتسم فراس قائلا بسخرية ؛ لا بلاش الغول كدا مش هيكون ترحيب هيكون مراسم موت
تعالت ضحكاتهم الرجولية فأقترب منه سيف بسعادة وغرور مصطنع: كدا أنا إبن خالتك ولازم تحبنى ودا موضوع يطول شرحه
تعالت ضحكات مالك ويزيد فأكد فراس حينما قال: من غير ما تكون ابن الخالة فأنت انقذتنا من الموت ولازم تتحب.

تعالت ضحكاتهم مجدداً لترى نوال عاصفة التواحد التى زعزتها ببئر الجحيم لتصعد معهم بسيارات الشرطة وتواجه مصيرهاا..
أقترب يزيد من بسملة قائلا بحزن: مش عارف أقولك ايه بجد بس الحمد لله أنك سمعتى منها وعرفتى أنك أنتِ وطارق ضحايا للعداء الا بينا وبينها مش بقولك طارق حلو ولا بمجد فيه هو بالنهاية أخويا بس بقولك أديله فرصة عشان الا فى بطنك وعشان كمان بسمة.

رفعت عيناها بأهتمام وخوف وهى تردد بدموع وبكاء: ارجوك متأذيش أختى بسمة طيبه والله هى مصت العقد وعملت كل دا من خوفها وزعلها عليا صدقينى هى طيبه جدا و
: وملكت قلب الغول القاسي بطيبتها الشريرة
قاطعها بحديثه حينما إبتسم قائلا بصوت منخفض استمع له الجميع لتعلو بسمتهم..
تركوا المكان وصعدوا بسيارة فراس وسيف ليتوجهوا للقصر ليلتقى فراس بوالدته التى حرم منها وحرمت منه..

بغرفة شاهندة
كانت تتمدد على الفراش بتعبٍ شديد ولجوارها منار وأمل فأبوا تركها حتى الأطمئنان عليها...
تقدمت أمل بمقعدها منها قائلة بقلق: حاسه بأية يا حبيبتي؟
حاولت جذب قدميها المكسورة ولكن لم تستطيع فقالت ببعض التعب: الحمد لله يا مولة متقلقيش بنتك قوية
منار بسخرية وهى تتقلب على الأريكة بضيق: لا مهو واضح ياختى من أول قلم أترميتى على الأرض.

تعالت ضحكاتهم ليقاطعهم صوت طرقات الباب، ففتحت منار لتجد الخادمة بالخارج تخبرها بأن مالك بالأسفل يريدها هى ووالدته بالهبوط للأسفل..
منار بستغراب: فى الوقت دا؟ طب مطلعش له؟!
الخادمة وعيناها أرضاً: معرفش يا هانم
أمل بتعجب: خير يارب، ثم أشارت لأبنتها وهى ترتدي حجابها: خدينى يا منار تحت نشوف أخوكى عايز أيه؟
ارتدت حجابها هى الأخري قائلة وهى تدفشها بلطف: شوية وطالعينلك يا شاهندة.

صاحت بغضب خدونى معاكم بلا شوية وطالعين
منار بغضب: مينفعش تتحركى عشان رجليكِ وبعدين احنا نازلين نتفسح؟!
و أغلقت الباب سريعاً قبل أن تدلف معها بمعركة يومية..

بالأسفل..
كان يجلس بأرتباك وعيناه على الدرج والمصعد من أمامه فرفع مالك يديه على يد فراس قائلا بأبتسامة هادئة: أهدأ زمنها نازلة
كاد أن يجيبه ولكن المصعد توقف ليرفرف قلب فراس فعلى وهبط كأنه بحرب ليست منصفة له..
خرجت منار ومعاها أمل الجالسة على المقعد فقالت بقلق حينما رات مالك ويزيد وسيف وطارق وتلك الفتاة الغريبة: خير يا مالك فى أيه يابنى؟

تقدم منها يزيد وأنحنى ليكون على مقربة منها قائلا بأبتسامة هادئة حتى يبث لها الراحة: كنتِ نايمة يا أمي ولا أيه؟
رفعت يدها على وجه يزيد بحب: لا يا حبيبي صحيت عشان اصلى الفجر
إبتسم يزيد مقبلا يدها: دعواتك لينا أعظم من أي شيء عشان كدا أنا ومالك جايبنك هدية هتعجبك
علت ضحكاتها قائلة بسخرية: هدية بالوقت دا!
على بعد ليس ببعيد عنها كان يقف فراس وأمامه مالك فربما لم ترأه أمل بعد..

أشار لها يزيد قائلا بثباته الفتاك: أخد هدية التاسعة وعشرين سنة وأمشي؟
ضيقت عيناها بعدم فهم قائلة بصوت هامس: 29 سنة!
أشار بوجهه بتأكيد فقالت بعدم فهم: مش فاهمه حاجة يا بنى انت بتتكلم عن أيه؟
أشار يزيد لمالك فتنحى جانباً ليظهر فراس لها، تأملته أمل بزهول وعدم فهم، لمعة عيناه كانت كفيلة بجعل كلمات يزيد تتردد بعقلها بين ال29 عاماً وبين حنين الأم ومن ترأه أمامها يحمل بعضٍ من ملامح مالك..

ربما إحساس الأم قوى للغاية لا يحتاج لدليل ولا برهان لتكشف فلذة كبدها...
تقدمت منه بالمقعد ثم تطلعت له عن فرب لتهوى دموعها بغزارة مرددة بصوتٍ باكي لتحل الصدمة للجميع: مروان...

صُدم الجميع بتعرفها السريع عليه حتى فراس كان بصدمة كبيرة ولكنه لم يقوى على الوقوف وسقط بين ذراعيها يبكى كالأطفال وهى تنظر لمالك بعدم تصديق كأنها تترجأه بنظراتها ليخبرها بأنها لا تحلم أو أنها على خطأ ولكن اكد لها أحساسها وأن من بين يديها هو إبنها التى فقدته منذ تسعة وعشرون عاماً لترفع يدها عليه وتشاركه الفرحة والبكاء..

لمعت عين سيف بدموع الفراق والحنين لوالدته المتوفاة حتى طارق ولكن رفع يزيد يديه على كتفيه ليذكره بأنه كان له على الدوام السند والوالدة والأب والأخ فليس له الحق بالحزن..
أقترب يزيد من بسملة قائلا بهدوء: مش عايزة تشوفى بسمة؟
أشارت له بتأكيد ودموع تفزو وجهها فصعد الدرج لتلحق به بخطى بطيئة لتعبها حتى أنها رفعت يدها على ظهرها تحاول التمسك فأسرع طارق لها قائلا بحذر لعلمه بأنه منبوذ منها: أنتِ كويسة.

أكتفت بالأشارة له ثم لحقت بيزيد للأعلى..
أما فراس فجبس جوارها يتأملها بسعادة بعدما قص مالك لهم ما فعلته نوال ليخرج صوتها الباكئ: حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل
أقترب مالك منها قائلا بحزن: ربنا أخد لينا حقنا كلنا مش عايز اشوف الدموع دي عشان خاطري
أزاحت دموعها وهى تمسد على شعره قائلة بفرحة: ربنا يخليك ليا أنت ويزيد وأخواتك كلهم يا حبيبي.

اقتربت منار من مالك وهى تجذبه من قميصه مرراً وتكرراً حتى صاح بغضب: أييييه؟
تطلعت لفراس ثم انحنت لتهمس لمالك بصوت مسموع للجميع: يعنى المز دا اخويا؟!
مالك بسخرية: أيوا ياختى المز دا يبقى شقيقك حاجة تانية؟!
منار بفرحة: يعنى لو حضنت مش هشيل وز صح مهو اخويا يا جدع
تعالت ضحكات سيف وفراس فجذبها مالك من تالبيب بجامتها قائلا بغضب: جدع مين يابت واقفين على الناصية؟

طارق بسخرية: أه والله البنت دى محتاجة إعادة تأهيل
أقترب منه فراس وحال بينه وبينها قائلا بمكر: بعد ما شوفتك ماسكها المسكة دي أتاكدت أنك أخويا رسمى
لم يفهم مالك كلماته فكان يقصد تشابهه بالمسكة العالمية...
أستدارت له منار بفرحة لتحريرها قائلة بسعادة وهى تحتضن فراس: بقا عندى أخين يا بشررررر
سيف بصدمة ؛ لا حولة ولا قوة الا بالله، ثم وجه حديثه لأمل: طب يا مولة أستأذن أنا قبل ما أتعدى من الجنان دا.

تعالت ضحكات أمل: لا هتفضل معانا هنا يا حبيبي والصبح أرجع برحتك
تطلع سيف لطارق ثم قال بنوم: خلاص هنام مع طارق
طارق: الأوضة تزيد نور يا سيفو
رفع يديه على كتفيه قائلا بأبتسامة جعلته للوسامة عنوان: حبيبي يا طاروقة
وبالفعل صعد سيف معه للأعلى وتبقت العائلة المجتمع شملها بسعادة وفرحة يتبادلون الحديث.

بغرفة يزيد
دلف للداخل وهى بالخارج تقف بخوف قطعته حينما فتح الباب على مصرعيه لتجد شقيقتها تفترش الفراش وعيناها متورمة من أثر البكاء على فقدانها، دلفت للداخل ببكاء فأشار لها يزيد بالجلوس على المقعد الى أن يخبرها هذا الخير المحمس..
أنصاعت له وجلست على المقعد فأقترب يزيد منها قائلا بهمس: بسمة
تململت بنومتها لتفق على صوته قائلة بهدوء: هى الساعه كام؟

أخبرها بأبتسامة عشق نقلت لبسملة كم يعشقها: الساعة 5
زمجرت وجهها بتعب: بقالى كذا يوم منمتش بتصحينى ليه؟
رفع يده على يديها قائلا بحزن بقالك كام يوم مش بتنامى بسبب حزنك على أختك وأنا ققررت أقطع الحزن دا.

لم تفهم ما يقصده الا حينما اشار بعينله على المقعد فنقلت بصرها على ما يتأمله لتنصدم مما ترأه فربما لم تكن صدمة كانت فرحة مخيفه خشيت من كونها مجرد حلم سخيف سيجعلها تبكى مرراً ولكن دمع بسملة وفرحتها برؤيتها نقلت لها صورة الواقع فتركت الفراش وتقدمت منها بصدمة قطعت باقى طريقها بالركض لأحضانها قائلة بسعادة ليس لها مثيل: بسملة.

احتضنتها هى الأخرى قائلة بدموع: كنت خايفه مشفكيش تانى يا بسمة بس ربنا حقق دعواتى بأنى أخرج من البيت داا وأشوفك
شددت من أحتضانها ببكاء: الحمد لله الحمد لله مش مصدقة أنى شايفاكى أنا كنت هموت لما سمعت أنك أتقتلتى
خرجت من أحضانها وهى تجفف دمعاتها بسخرية: كنت هموت ياختى ويشقوا بطنى لولا الأستاذ دا الله يكرمه نسيت أسمه!
تعالت ضحكات يزيد قائلا بشيء من الضحكات: مالك وأنا يزيد مع الوقت هتحفظى الأسماء.

ثم نهض عن الفراش وتوجه للخروج مستديراً لهم: خدوا راحتكم أنا فى أوضة شاهندة
وترك لهم مساحة من الوقت بأن أغلق باب الغرفة لتقص كلنا منهم رحلة الشقاء التى واجهتها..

بمنزل ليان..
لم تعد تحتمل ما تشعر به، جاهدت كثيراً للأسترخاء ولكن لم تستطيع فرفعت هاتفها تطالبه بتوتر وبعد عدد من المحاولات أقتربت لأكثر من عشرون محاولة..
بغرفة مالك
دلف لغرفته وفراس معه بعد ان قرر أنه سيكون معه بغرفته من الآن فتمدد على الفراش وجواره تمدد فراس وهو يتأمل الغرفة بأعجاب فلمس مالك نظراته قائلا بغرور: كل حاجة هنا زوقى
إبتسم فراس قائلا بسخرية: مغرور بس زوقك حلو.

تعالت ضحكاته قائلا بتأييد: مش مغرور أوى
شاركه فراس الضحك وأغمض عيناه بستسلام للنوم حتى مالك أهلك اليوم فغط بنوماً طويل ليفق على صوت هاتفه..
رفع الهاتف بنوم: ألو
صمت خيم عليها فخرج صوته مجدداً: ألو
صوتها أطار النوم من خلايا عقله ليجعله بحالة ليس لها مثيل حينما أستمع لصوتها صاح بلهفة: ليان!
قالت بتوتر وإرتباك: أنا، أصل، كنت. يعنى قولت أطمن عليك لأنى حاسه أنك..

إبتلعت باقى كلماتها حينما شعرت بحمقاتها فصوته يدل على أنه كان غافلا فكيف للخطر التسلل بغرفة نومه!
إبتسم قائلا بعشق: أنا فعلا كنت فى خطر وزي ما قولتلك أنك عشق الروح فحسيتى بيا يعنى مش غبية زي ما بتتهمى نفسك
جحظت عيناها بفزع: كنت فى خطر ازاي وأيه الا حصل؟!

إبتسم بعشق لسماع الخوف بصوتها: أول ما النهار يطلع هجى ومعايا المأذون لازم نعقد القرآن لأنى هتجنن ولا أقولك أجى بكرا نجهز للفرح ونخلي بعد بكرا عقد القران مع الفرح
خجلت للغاية فقالت بغضب مصطنع: على فكرة أنت مجنون
أجابها بتأييد: على فكرة المجنون دا بيموت فيكِ
إبتسمت بخجل وأغلقت الهاتف بسرعة كبيرة قبل أن تفقد زمام امورها بتحكم القلب..

وضع مالك الهاتف جواره ثم وضع ذراعيه أسفل رأسه بهيام فأبتسم من يغلق عيناه قائلا بسخرية: معاها حق أنك مجنون
أستدار له مالك بغضب: شكلنا هنخسر بعض من قبل ما نلقيها
فتح فراس عيناه قائلا بأبتسامة جعلت الجمال مرتبط به: هنخسر بعض ليه يا عم انا الا هعملكم الفرح
تعالت ضحكات مالك قائلا بسعادة كدا أحبك
أنفجر ضاحكاً ثم قال بسخرية: أخ مصلحجى
مالك بتأييد: جداً.

قاطعهم صوت هاتف فراس فأخرجه قائلا بستغراب: أيه النمرة دي؟
مالك بسخرية: أه تلاقيك مدورها والحته بتطمن أفتح أفتح يأبو الفوارس
زمجر بوجهه وهو يرفع هاتفه ليتفاجئ بصوت رفيق الدرب: مش عيب تسيب شقتك وتجري ورا نزواتك الا عمرها ما كانت موجودة؟!
رسمت البسمة على وجهه مردداً بسعادة: مراد.

أجابه بثبات: معاك 15 دقيقة 10 عشان تصرف البنت الا عندك و5 عشان تلبس هدومك وتكون قدامى هنا دقيقة زيادة وهطلب شرطة الأداب وأبقى ورينى مين هيطلعك بقا
وأغلق الهاتف بوجهه ووجهه مالك محتبس بالضحك ليخرج صوته اخيراً: مين الأستاذ دا؟
توجه فراس لمفاتيح سيارته قائلا بلهفة وهو يلملم متعلقاته: الشخص دا أجن منك ومنى يعنى توقع كلامه دا يتنفذ حرفياً، على ما اعتقد أنه بينكم شغل
مالك بتعجب: أسمه أيه؟

اعدل فراس ملابسه قائلا بهدوء: مراد الجندى
مالك بتذكر: دا صديق ليزيد لكن أنا مقبلتوش قبل كدا وبعدين مدام صاحبك مجنون كدا بتصاحبه ليه؟
غمز له بعيناه قائلا بمكر: الجنان واحد يا برنس
ضيق عيناه بغضب: متأكد أنك كنت عايش فى المغرب يالا
تعالت ضحكات فراس: اما أرجع هحكيلك قصة حياتى أنا ساكن فى نفس عمارة سيف على فكرة
مالك بشك: مقصود صح؟
إبتسم بتأييد: دماغك دي سم لما أرجع هحيلك سلام.

إبتسم مالك قائلا بثبات: مع السلامة..
وغادر فراس لرفيقه قبل أن ينفذ ما قاله..

بمكان ما..
كانت تجلس أمام شرفتها بحزن دافين كحال هذا القلب المجروح من معشوق قاسي ربطها به زواج مقيد فلم يعبئ بها ولا بمشاعر الحب تجاهه فكانت له كصففة وضعية لما يعلم ما هو الحب أو كيف هو؟ ما يعلمه هو عمله حتى وأن كانت أساسيات الزفاف من كمال أموره فأضطرت للفرار من عرينه المريض ولكن بداخلها تهواه وتعشق تفاصيله حتى وأن كان بداخلها جزءاً منه...

دلفت الخادمة قائلة وبيدها الهاتف: والدة حضرتك يا مرفت هانم.

تناولت منها الهاتف فرحلت لتضع تلك الفتاة صاحبة العينان القرمزية على أذنيها لتتصنم محلها حينما تستمع لصوت والدتها تخبره برسالتها. مراد فى مصر يا مرفت لو وصل لك مش هيرحمك رسالة جعلت قلبها يرتجف من الخوف فهى فعلت المحال حينما تركت مراد الجندى ليعلمها الآن من هو؟! ولكن ماذا لو فقدت جنينها على يده هو ليقتلع قلبه لقتله فلذة كبده فربما سيكون تغيراً له وربما بداية لعواصف وخيمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة