قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث عشر

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث عشر

دلف فراس لشقته وهو يبحث عن رفيقه بلهفة وإشتياق لأحتضانه، فوقعت عيناه عليه وهو يجلس بالشرفة الخارجية بثباته الذي أبى أن يتركه قط..
ألقى جاكيته على الأريكة ثم ولج إليه سريعاً قائلا بأبتسامته الهادئة: منور يا جندي
أستدار مراد برأسه ليرمقه بسخرية: لا مهو كفايا نور شقتك يا خفيف
تعالت ضحكاته قائلا بهدوء: يابنى الشقة دى تمويه وبعدين أنت مزهقتش من جو القصور دا؟!

رفع عيناه أمامه قائلا بتأكيد: دا روتين حياتى ومستحيل يتغير
فراس بملل: عارف وهيجرالي حاجة بسبب دماغك الناشفة دي! وبعدين أنت مش قولت هتنزل مصر بعد أسبوعين؟!
لم يجيبه وظل كما هو يتطلع للفراغ بصمت أنهى حينما صدح هاتفه برقم أحد رجاله ليعلمه بمكان زوجته...
مراد بملامح ثابته: أبعتلى الموقع وخاليك تحت البيت متتحركش لحد ما أجيلك.

اجابه الرجل بتأكيد فأغلق الهاتف سريعاً ثم توجه للخروج فجذبه فراس بستغراب: فى أيه يا مراد؟
جذب يديه وعيناه لا تنذر بالخير: جيه الوقت عشان تعرف هى متجوزة مين؟
ضيق فراس عيناه قائلا بتحذير ناوي على أيه؟
جذب مفاتيح سيارته وتوجه للخروج بعين أعتاد عليهم فراس فأتبعه على الفور...

بقصر نعمان...
وبالأخص بغرفة طارق..
أستيقط سيف على صوت هاتفه فجذبه قائلا بنوم: ألو
أتاه صوت شريف الغاضب: أنت فين؟
نهض عن الفراش بضيق: خير على الصبح؟!
=كدا يا سيفو قلقان عليك يا جدع
قلقان عليا!، ولا مش لقى حد يعملك الأكل؟

=يااه دايما قفشنى كدا دا حتى البت تقى دخلت تعمل الأكل وياريتها ما دخلت خالت المطبخ عبارة عن لوحة فنية من الفحم الأسود الطبيعى يعنى شوية والشرطة هتيجى تقولك أكتشاف ثروة طبيعة مصرية بشقة سيف ال...
قاطعه بغضب حينما أغلق الهاتف: حيوان..
وألقى الهاتف على الفراش ثم توجه لحمام الغرفة حتى يغتسل...

بغرفة شاهندة
صاحت بصدمة: يعنى أيه؟
تعالت ضحكات منار بسخرية ؛ يعنى زي ما سمعتى كدا الشاب الا أنقذك من الناس دول هو نفسه أخويا وإبن عمك
صدمة أجتزت أواصرها ولكن بداخلها سعادة مجهولة المصدر هل شعورها الغامض له كان لسبب القرابة؟!
لم تعلم ما يشغل أفكارها سوى السرور والراحة...
بغرفة يزيد.

ظلت الشقيقتان يتبادلان الأحاديث لتقص لها بسملة ما إستمعت له من تلك المرآة اللعينة فصاحت بسمة بغضب: مش معقول لسه فى ناس بالحقد دا!
شاركتها اللهجة قائلة بضيق هى الأخرى: لا فى أنا فعلا كنت هموت على أيد الحيوانة دي ولو كنت سمعت كلامها وخلصت عليه كان زمانى ميتة دلوقتى لأنه هو الا أنقذنى.

قالت كلمتها الأخيرة بأرتباك ولسان متثاقل فرفعت بسمة يدها على معصمها قائلة بهدوء: وبعد أما عرفتى أن الا حصل دا كان غصب عنه؟
زفرت بآلم لآنين الذكريات فخرج صوتها بعد مدة طالت بالصمت: بصي يا بسمة مش هقدر أقولك أنى ممكن أسامحه ولا أنى فرحت لما عرفت أنه برئ لأن النتيجة واحدة فى النهاية مستحيل الست تشوف مغتصبها ملاك حتى لو كان برئ.

أشارت برأسها بتفهم، فأكملت بسملة حديثها بأبتسامة هادئة: سيبك منى وقوليلي أيه حكايتك مع يزيد من الوضح بكلامه وأفعاله أنه بيحبك فعلا.
أخفت شبح بسمة كادت بالظهور على وجهها ولكن عشق عيناها فضح أمرها، فجلست بسملة جوارها قائلة بفرحة: أحكيلى كل حاحة ماليش فيه
إبتسمت بسمة وشرعت بقص حكايتهم الغريبة بعض الشيء فالجنون هو سيد الموقف..

بغرفة مالك..
أرتدى سروال من اللون الأسود وتيشرت ضيق من اللون الأبيض، مصففاً شعره بحرافية ليكون بأبهى طالته لرؤية عشق القلب والروح...
دلف يزيد للداخل قائلا بأعجاب: أيه الشياكة دى كلها!
إبتسم مالك قائلا بغرور: طول عمرى شيك على فكرة
جلس الغول على الفراش قائلا بثباته المعتاد: مغرور
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بتأييد: بالظبط كدا وبعدين أنت إبن حلال دانا كنت جايلك من شوية.

ضيق عيناه الساحرة بستغراب: ليه؟
جلس مالك جواره قائلا بتصميم: عايز أتجوز بكرا ومتقوليش خطوبة والكلام الفاضى دا عقد قرآن وجواز ومفيش غير النهاردة ترتبلى الدنيا
يزيد بسخرية: مش بقولك مجنون هجهزلك جناح وفرح فى يوم طب بلاش دى هتدخل على الناس تقولهم بكرا جوازى أنا وبنتكم!

إبتسم بغرور: مأنا عملتها خلاص ومحمود زمانه على وصول هو وكل العيلة وأنت الا هتتكلم معاهم وبعدين مأنت هتعلن فرحك معانا وكمان تشوف موضوع طارق بالمرة
قاطعهم سيف بعدما دلف للداخل: وأنا معاكم هتجوز البت تقى بكرا
دلف طارق هو الأخر قائلا بأرتباك: بس هى هترضا تتجوزنى؟!
تطلع لهم يزيد بصدمة ثم ترك الغرفة بصمت قبل أن ينهى حياتهم جميعاً.

جمعت متعلقاتها بخوف شديد ثم جذبت حقيبتها بعدما أرتدت حجابها وهبطت الدرج لتعاونها الخادمة على تنزيل الحقائب فأسرعت مرفت لباب الشقة لتنفد بحياتها كما ظنت ولكن صدمتها جعلت منها كالمتصنم أمام من ترأه يقف أمامها وعيناه تكاد تفتك بها فأسرعت لغلق باب الشقة ولكن قدماه كانت حاجز قوى لها فركضت للأعلى برعب حقيقي ثم دلفت لغرفتها بعدما تسلقت الدرج بسرعة ليس لها مثيل.

أغلقت مرفت باب الغرفة وهى تستند بظهرها على الباب بضعف ويدها على بطنها بتعب...
صوت خطوات قدميه تقترب من الغرفة فتسلب ما تبقى فى قلبها فشرعت بالبكاء لعلمها مصيرها الذي سينهى بحياتها على يديه..

إلى الأن مازال متحكم بهدوئه، فرفع قدميه ليحطم بتب الغرفة فوقعت على أثر ركلته على طرف الفراش لتصرخ بآلم، أقترب مراد منها بسخرية ليجذبها بقوة من حجابها لتقابل لهيب عيناه قائلا بصوت كالرعد: بتصرخى على أيه؟! هو أنا لسه عملت حاجة؟
حاولت تحرير نفسها من بين يديه فصرخت بقوة ودموع: سبنى يا مراد
شدد من قبضته بقوة أكبر ليصيح بغضبٍ يقبض الأرواح: أسيبك؟ بالسهولة دي!

أنا لازم أنهى حياتك بأيدى مفيش حد يجرأ يعمل الا عملتيه.
صرخت بوجع: اااه سبنى بقولك أنا طلبت منك الطلاق بالذوق أنا مستحيل أعيش مع بنى أدم زيك ولو فاكر أنى خايفه منك أو من نفوذك تبقى غلطان.

رفع يديه ليهوى على وجهها بصفعات متتالية لتسقط أرضاً بآلم شديد ودموع تكتسح وجهها، أقترب منها بعينٍ جعلتها تتراجع للخلف بزعر حتى تخطت الغرفة وهو يقترب منها ليخرج صوت البطئ: الغلط دا كان ليا من البداية لما دخلت بنى أدمة زبالة زيك حياتى..

صعقت مما أستمعت إليه فتمسكت بالمقعد المجاور لها حتى تقف أمام عيناه قائلة بسخرية ووجهها ينزف بشدة: حياتك الا بتتكلم عنها بكبرياء دي زي الجحيم بالظبط أو أسوء بكتير لأنك مش بنى أدم أنت عبارة عن آلة عايش للشغل وبس كل حاجة فى حياتك عندك روتين فيها حتى الجواز كان من ضمن الكمليات وللازم تتمها زى حاجات كتيرة بتعملها واجب فى حياتك نسيت الكلبة الا فى حياتك وأنها بنى أدمة لحم ودم مش عروسة متحركة زي حياتك المملة مراد الجندي الا معروف من ناس المغرب كلهم بسمعته الا من دهب فى حقيقته أوسخ من كدا بكتير.

أنكمشت ملامح وجهه بغضبٍ قاتل فرفع يديه بقوة ليس لها مثيل ليهوى على وجهها قائلا بغضب: أخرسي
صفعته القوية كانت كفيلة لتهوى من على الدرج بقوة وألم إبتلعها كالأعصار ليفتك لها بلا رحمة حتى صرخت صرخة مداوية ببكاء حارق وهى تحتضن جنينها الذي أصبح سيل من الدماء المتناثرة على الدرج بأهمال...
رفعت جسدها قائلة بدموع وهى تحتضن بطنها واليد الأخرى تلامس قطرات الدماء: لاااااا إبنى.

قالت كلماتها الأخيرة بخفوت وهى تفقد وعيها تدريجياً والدموع تحتل وجهها الحزين، بأعلى الدرج كان متخشب محله على أثر الصدمة الكبيرة أمام عيناه لم يرد لها ذلك، يا الله ماذا يحدث بخفقان قلبه المريب!
أين قوة جسده العمالقة التى تمنعه من الحركة على أثر رؤيتها هكذا؟!
بالخارج.

بعد عدد من المحاولات لمعرفة المكان الذي تقطن له التى باتت بالنجاح أستطاع فراس الدلوف للداخل بعدما أسرعت الخادمة بفتح الباب له لينصدم حينما رأى مرفت تفترش الأرض بدمائها ومراد يقف على أولى درجات الدرج بصدمة وعدم إستيعاب...
أسرع فراس إليها ثم رفع هاتفه يطالب الأسعاف التى أتت بعد دقائق معدودة لتنقلها للمشفى.

بالقصر
أخبر محمود يزيد بأنه سيأتى بالمساء هو وعائلته لطلب يد منار فرحب بها يزيد وأخبره بطلب مالك بتعجيل الزفاف ليخبره بالمناقشة الأمر مساءاً..
بغرفة مالك..
كان على تواصل مع فراس وأخبره بأن يأتى بالمساء ليكون مع شقيقته بمناسبتها فأخبره بأنه سيكون لجوارهما بعد الأطمئنان على رفيقه..

أغلق فراس هاتفه ثم أسرع للطبيب الذي خرج بعد ساعات ليخبرهم بأنها خسرت طفلها بعد حمل دام لأربع شهور حتى أن حالتها الآن متدهورة للغاية..
لم يقوى مراد على الوقوف بعدما إستمع من الطبيب بأنها كانت تحمل بجنينه! لا الامر معقد للغاية هل قتل ولده؟!
الآلآم تلك المرة تفوقه أضعافٍ فترك المشفى سريعاً بسيارته ليبعد عن الجميع بمكان منعزل ليجلس بمفرده ويتذكر حياته التى تشبه الجحيم كما أخبرته زوجته.

ولج يزيد للداخل حينما إستمع لأذن الدلوف ليجد علامات الحزن تشكل على وجه بسمة فأقترب منها سريعاً قائلا بخوف واضح: فى أيه يا حبيبتي؟
رفعت بسمة عيناها بأبتسامة مصطنعه: مفيش
أسرعت بسملة بالحديث هى الأخري: هى بسمة كدا بتحب تقلب الجو دراما
لم يفهم يزيد ما تقصده الا حينما توجهت بسملة للخروج قائلة بأبتسامة هادئة: هستأذن أنا بقا
يزيد بستغراب: راحة فين؟
إبتسمت قائلة بسخرية: هتعمل زيها هرجع بيتى.

أقترب منها يزيد قائلا بحذر: بسملة أنا عارف أن الا مرتى بيه كان صعب بس دا يخليكى تفكري فى إبنك
تطلعت له بعدم فهم فأكمل بهدوء لازم تتجوزى طارق بأردتك مش ضغط عليكِ
كادت أن تتحدث والغضب يحتل عيناها وملامح وجهها فقاطعها قائلا بثباته الفتاك: كرامتك هترجعلك وهتشوفى بنفسك ودا وعدي ليكِ وأختك موجودة الا طالبه منك توقفى تتجوزي طارق وتخليكِ هنا لحد بكرا وبعدها أعملى الا يريحك محدش هيجبرك أنك تكونى هنا.

تطلعت له بحيرة من أمرها فأقتربت منها بسمة قائلة بهدوء: خاليكِ يا بسملة أنتِ عارفة معاملة الناس ليكِ أيه؟ أسمعى كلام يزيد
أشارت برأسها بالموافقة فأبتسم يزيد براحة لتدلف منار للداخل ومعها الملابس التى طلبها منها يزيد فقدمت لكلا منهم فستان رائع بالتصميم وحجاباً مطرز بحرافية..
بسمة بستغراب: دول ليه يا منار؟
وضعت عيناها أرضاً بخجل: النهارده محمود هيجى يطلبنى من مالك وأبيه يزيد عايزكم تحضروا معايا.

إبتسمت بسمة قائلة بفرحة: مبروك يا حبيبتي
بسملة برقة: ألف مبروك
تلون وجهها بحمرة الخجل قائلة بأبتسامة صغيرة ؛ الله يبارك فيكم يارب
ثم صاحت بغضب يوووه نسيت ماما عايزاكم دي بعتانى من ساعتها الله يرحمنى بقا كنت عسل موووت
تعالت ضحكات الفتيات ولحقت بها لغرفة أمل.

بالمشفى...
ظل فراس جوارها حتى أستعادت وعيها بتعب شديد ودموع غزيرة تغزو وجهها، بعثت بالغرفة عنه فوجدتها خالية لا يوجد بها سواها هى وجاسمين وفراس
رفعت جاسمين يدها على معصمها بدموع: ألف سلامة عليكِ يا حبيبتي
لم تجيبها فقط الصمت المتعلق على وجهها، فتطلعت جاسمين لفراس وبدأت نوبة البكاء ليرفع يديه على رأسها قائلا بهدوء: بلاس بكى يا جاسمين هى هتبقى كويسة أن شاء الله.

تركت مقعدها ووقفت أمامه قائلة بدموع: أنا حبيتها وكنت بعتبرها أختى يا فراس كنت بشوفها على طول حزينة وهو السبب هو ميستهلهاش
وحملت حقيبتها ثم غادرت بدموع غزيرة ليلحق بها فراس بعدما إمتلأت المشفى بعائلتها فعلم أنها ستكون بخير معهم...
تمسك بها فراس قائلا بغضب: رايحة فين؟
وزعت نظراتها بحزن: هتثدقنى او قولتلك مش عارفه؟! ممكن أي مكان بعيد عن مراد لأنه دلوقتى هيكون عامل زي الوحش وممكن يطلع برقبتى.

إبتسم قائلا بغرور: مأنا عارف عشان كدا هخدك معايا عند أهلى وسبيه كدا لحد ما يرجع لعقله
صاحت بحماس: أيوا صح مراد قالى أنك ليك عيلة تانية وأيه أغنياء جداً.
إبتسم بثبات: مفيش حاجة بتستخبي بينك وبين أخوكِ أبداً عموماً أطلعى على الشقة غيرى هدومك لفستان حلو كدا وأنا ساعة وهرجع أخدك عشان أعرفك عليهم
بادلته الحديث بسعادة: أوووك
وصعدت لسيارتها ثم تخفت عن أنظاره بسرعة البرق...

بشقة تقى..
أرتدت فستان من اللون الأسود المرصع بالذهبي وحجاباً من نفس اللون فكانت كالأميرات..
جلست بأنتظار سيف بعد أن أخبرها بأنه سيبدل ثيابه ثم سيتوجهوا للقصر لحضور خطبة منار...
بشقة سيف.
تألق بحلى سوداء اللون جعلته بقمة الوسامة والجمال ثم صفف شعره بحرفية وتوجه للخروج ليجد شريف أمام عيناه يتأمله بضيق فأقترب منه قائلا بستغراب: بتبص لي كدا ليه؟

صاح بغضب: أنا بصيتلك ياخويا مأنت مقضيها بيات بره ودلوقتى لابس ومتأمع والله أعلم على فين؟!
تطلع له سيف بصدمة: الله يخربيتك على فين أيه؟هتلبسنى مصيبة!
جلس على المقعد يتناول الطعام بلا مبالة به: أنت الا هتلبس نفسك مصايب لو البت تقى قفشتك
تلونت عيناه بألوان الطيف حتى أقترب لينال منه ولكن صوت الباب كان الحائل بينهم..

فتح سيف الباب ليجد أمامه فتاة فى بداية العقد الثانى من عمرها، ملامحها هادئة للغاية بحجابها الرقيق، تحمل بيده حقيبة ليست مجهولة بالنسبة له..
تأملته جاسمين بزهول ثم قالت بأستغراب: يبقا البواب غلط فى وصفه العنوان جايز تكون الشقة التانية؟
أنكمشت ملامح سيف بعدم فهم: أفندم أقدر أساعدك؟

أستدارت له قائلة بأبتسامة واسعه: أيوا الله يكرمك من كام يوم شنطتى أتبدلت مع واحد شكله غبي كداا هو لا طويل ولا قصير وجسمه عريض من فوق شوية وتحسه كدا غبي أو مجنون يعنى مش عارف أحدد بالظبط..
كبت سيف ضحكاته ثم فتح الباب على مصرعيه ليتبين لها من يجلس على الطاولة، يتناول طعامه بنهم.
رددت بهمس: أيواا هو دا
إبتسم سيف قائلا بتأكيد: هو دا الغبي الوحيد الا فى العمارة ثوانى هنديهولك.

أشارة له بهيام بملامح ذاك الوسيم فأستدار قائلا بصوتٍ ساخر: شررريف فى ناس عايزينك بره أنا هسبقك هناك متتأخرش..
حمل الطعام وتوجه للباب قائلا بستغراب: ناس مين دول؟!
أخرج الطعام من فمه ثم أعدل من ملابسه قائلا بأبتسامة واسعة: أنتِ! أكيد الهوى الا رماكِ صح
زمجرت بوجهها قائلة بغضب فتاك: لا وأنت الصادق حظى المهبب
شريف بنظرة متفحصه: ليه بس كدا! دا حتى حماتك بتحبك وجايبكِ مع الكريب والحوواشي.

صاحت بعصبية: كريب ايه بقولك شنطتى أتبدلت مع حضرتك وأنا عندى معاد مهم لو سمحت أدينى شنطتى خالينى أمشي
شريف بصدمة: شنطة أيه؟
رمقته بنظرة مميته ثم رفعت يدها على وجهها كمحاولة للتحكم بما تبقى من أعصابها..
أما على الجانب الأخر..
أنتظرها سيف إلى أن طلت أمامه بطالتها الساحرة لتخطف نبض القلب وهوسه فربما الآن صارت تحتل قلبه بعد محاولتها المتعددة
أقترب منها بنظرات هائمة: أيه الجمال دا!

خجلت للغاية فربما تلك المرة الأولى التى يغازلها بها سيف، إبتسم وهو يتأمل حمرة وجهها قائلا بعشق: شكلى وقعت وأنتِ السبب
رفعت عيناها بفرحة كبيرة ليجذبها داخل المصعد، قائلا بتذكر: أتاخرنا
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: هموت وأفهمك يا سيف
أستدار لها بجدية: وأيه الا مش فاهماه؟
رفعت عيناها القرمزية بخجل: شخصيتك غريبة أوى بين الضحك والجدية
أقترب منها قائلا بثبات جعلها بقمة الأرتباك: ودا حلو ولا وحش.

تراجعت للخلف بأبتسامة خفيفة: أنت عاجبنى بأصغر تفاصيلك
تأمل عيناها اللامعة بعشقٍ صادق بنظراته الدافئة ليرفع يديه ويقربها من وجهها فيقطعه صوت المصعد أو ربما محاولة لأعادته على وقع أنها ليست زوجته بعد..
رفع يديه يزيح خصلات شعره قائلا بغمزة من عيناه: بكرا عندى كلام كتير
لم تتفهم حديثه وإتبعته للخارج فربما بعد ذهابها معه للقصر أولى خطوات إكتشاف زواجها غداً...
بالأعلى...

صاحت به بغضب جامح: يا أستاذ خلصنى هتحكيلى قصة حياتك أدينى حاجاتى خالينى أغور من هنا
تأملها بغضب: بتعلى صوتك ليه أنا من أصم على فكرة وبعدين بقالى ساعة بقولك أوصفيلى شنطة حضرتك أو أدخلى ميزها من بين شنط الزفت سيف منه لله..
رمقته بنظرة مميته: أنت عايزنى أدخل معاك الشقة جوا!
أجابها بلا مبالة: أه أمال هشيلك الأوضة برة؟!
: تصدق أنك حيوان ومش محترم.

قالتها بعدما لكمته بقوة أفتكت به أرضاً ليتطلع لها بصدمة وزهول ويديه على عيناها المتورمة بعدم إستيعاب لما يحدث!
أسرع فراس بصدمة بعد أن رأى ما فعلته تلك العنيدة بعدما عمل هو ومراد على تدريبها على الملاكمة ليعاون شريف على الوقوف قائلا بغضب مكبوت بالهدوء المخادع: أيه الا بتعمليه دااا؟!
صاحت بغضب: كويس أنك جيت الأفندى دا عايزنى أدخل معاه جوا فى الأوضة أختار من الشنط براحتى.

فراس بستغراب: شنط أيه؟وأوضة أيه؟!
حاول شريف فتح عيناه ليستعلم عن من حوله ولكن لم يستطيع ففتح العين الأخرى بخوف من أن تلكمه فيصبح كفيف العينان..
قالت بهدوء: فاكر لما حكيتلك عن الغبي الا شوفته فى الأسانسير أكتشفت أن شنطتى أتبدلت مع سعاته فنزلت بكلمه بكل أدب وأحترام لقيته بيتكلم عن اوض وأيه عايزنى أدخل معاه جوا فسكت هعمل أيه؟!قولت ليا اخوات يجيبولى حقى المنتهك
ردد فراس بغضب: أه مهو واضح.

خرج صوت شريف أخيراً: على فكرة أختك دي مفترية وبتتبلى على خلق الله
كادت أن تجيبه ليحجيبها فراس بغضب ثم أستدار لشريف بأبتسامة هادئة: انت أخو سيف صح؟
تراجع للخلف قائلا بتفكير: على حسب هو عمل أيه؟
تعالت ضحكات فراس قائلا بصعوبة بالحديث: معملش بس هو إبن خالتى ومدام أنت أخوه يبقى أنت كمان إبن خالتى.

جحظ عيناه قائلا بصدمة: هى الفراخ الا كانت فى الكريب عندها سلل حراري ولا أنا الا جالى أرتجاج معوى هى الأكلة منشوشة عين
ثم أستدار لفراس قائلا بغضب: بص يا عم أنت واختك شكلكم نصابين وبتشتغلونى فأدخل أنت وهى شوفوا شنطتكم وأنا هستانكم هنا أضمن
تعالت ضحكات فراس قائلا بتأييد: أوك بس شاور على الأوضة الا فيها الشنطة وأنا هدخل أجيبها
إبتسم سيف بسخرية: هى شنطة واحدة قلبك أبيض
فراس بعدم فهم: بتقول ايه؟!

أجابه بغضب: ولا حاجة شوفت الأوضة الا فى وش حضرتك دي
فراس بهدوء: أيوا
إبتسم قائلا بغرور: دي أوضتى لو حابب تتفرج عليها
زفرت جاسمين بغضب: مش قولتلك دا غبي!
رمقها بغضب ثم أشار لهم على الغرفة المغلقة فتقدم منها فراس وهى معه ليتخشلوا معاً أمام تلك الغرفة العمالقة الممتلأة بمئات من الحقائب
أستدارت برأسه لفراس قائلة بسخرية: دا كدا ممكن نحضر خطوبة أختك بعد سنة من دلوقتى.

شاركها الصدمة هو الأخر: أنا بقول نخدك على أي مول تختاري فستان وتنهى الليلة دي
أشارت بستسلام وغادرت بصمت وهى ترمقه بنظرة قاتلة..
كاد شريف أن يغلق الباب سريعاً ولكن أسرع فراس بالحديث قائلا بزهول: الفضول قاتل أسمحيلي أسالك الشنط دي فيها أيه.
تأفف شريف بغضب ليه تيجى على الجرح؟
كبت فراس ضحكاته بصعوبة قائلا بملامح ثابته: جرح أيه؟
إبتسم شريف قائلا بفرحة: أحكيلك يا سيدى.

بادله ذاك الوسيم البسمة الرجولية الفتاكة: أحكى
شريف ببعض الغضب: الصفقات الا بتعملها شركات نعمان مالك بيحفظ معلومات عنها باللاب بتاعه على عكس سيف ذكى حبيتين بيحتفظ بالاوراق الخاصة بالصفقة فى الشنط الا حضرتك شوفتها دي ويحوشهم لحد ما يبقا معاه تلات أربع شنط فبيجبهم وهو راجع والعبد لله يطلعهم فى الأوضة الا جوا دي عايز أقولك أن الواد دا مفترى أوووى وتفكيره مقفل حبتين.

تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: لا مهو واضح عموما أشوفك بعدين
ضيق عيناه بعدم فهم: بعدين فين يا عم مجنون عشان أطلع فى طريق أختك المخبولة دي أتكل على الله ويستحسن تغيروا أم العمارة دي معتش بتفائل بيها ولا بسكانها
خرج فراس ولم يعد يمتلك زمام أموره فصعد للأعلى ليبدل ثيابه ويتوجه للقصر...

بقصر نعمان..
هبط مالك بعدم تصديق وهو يراها تحلس أمام عيناه فتقدم منهم بأبتسامة ساحرة ليجذب إنتباه الجميع بنظراته لليان..
رفع الغول عيناه قائلا بثبات: شرفتونا يا محمود
إبتسم محمود بتأكيد: مدام أنا الا جيت يبقا الشرف معايا
تعالت ضحكات الجميع لينضم لهم سيف قائلا بسخرية: لا مغرور يا حودة
وقف محمود وتبادل معه السلام قائلا بفرحة لرؤيته: سيفو.

أمل بفرحة: أخيراً يا تقى معبرتيش خالتك خاالص كان لازم يحصل مناسبة عشان تيجى
جلست جوارها قائلة بأبتسامة هادئة: حقك عليا يا مولة انتِ عارفه الظروف الا كنت فيها
أشارت لها بتفهم ثم رفعت يدها على ليان: دى بقا يا ستى ليان أ
قاطعتها تقى بسعادة وهى تحتضن ليان: أتعرفت عليها قبل كدا يا خالتو انتِ نسيتِ!
تعالت الضحكات فقالت أمل بسخرية: خلاص بقا يابت كبرنا وخرافنا.

فاتن بضيق: بعد الشر عليكِ حبيبتى انتِ لسه شباب وقمر
إبتسمت بحب لها: الله يكرمك يا حبيبتي ويجبر بخاطرك يارب
كانت بعالم أخر غيرهم عالم يطوفها بنظرته الغامضة فيجعلها كأجيج من النيران، حاولت التهرب من نظراته ولكنه جالس أمام عيناها، تاركاً للشباب من حوله الحديث وهو بعالم صنعه خصيصاً لها، عيناه بلونها الساحر فتاكة لها، كأنها تختطفها بقوة وتظلل عليها بريحان من العطر تاركة أمواج الطوفان يزفها له...

هبطت منار لتخطف قلب محمود بطالتها المتناسقة بين الأبيض والوردي، عيناها كانت تختطف نظرات منه فتشتعل بجمران عسل حبه اللامنتهى...
إبتسم يزيد قائلا بهدوء تعالى يا منار
أقتربت منهم ثم جلست بقرب يزيد بخجل من نظرات محمود لها...
ما هى الا دقائق حتى أنضم فراس وجاسمين لهم...
تنبادلوا الحديث الشبابي المرح بجلسة الشباب ولجوارهم اندمجت جاسمين معهم لابجلسة فلأول مرة تشعر بالجو الأسري للتى تشعر به.

كان طارق بعالم أخر ممتلأ بالحزن على حاله فكم يود الأعتذار لها ولكن نظرة الكره بعيناها من تجبره على الأبتعاد عنه.
هبطت تلك الحوريات لتنزع جو الحفل بأنقباض قلوب من يرأهم، كانت تستند على ذراع بسمة بفستانها الأحمر وحجابها الأبيض لتجذب إنتباه فراس لها تلك الفتاة المشابهة لطفلة صغيرة حركت قلبه المتمرد ليتابعها بنظراته الا أن هبطت للأسفل..

لجوارها كانت تعاونها بسمة وهى بأبهى طالتها حتى كاد يزيد أن يحتضنها بقوة ليخبأها بين ذراعه فربما سيغار عليها من لفحة الهواء التى تحرك فستانها الفضفاض بسحراً خاص يجعل لها منبع خاص...

عاونت شاهندة على الجلوس ثم جلست أمام ليان وجاسمين بستغراب فربما لا تشعر بأن ليان ستكون بيوماً ما أقرب رفيقة إليها، كانت تهبط خلفهم بخطى بطيئة حتى أنتهت الدرج فأشارت لها أمل بالجلوس جوارها لحبها الشديد لها رغم معرفتها بها منذ ساعات، تقدمت بسملة لتجلس جوار أمل ونظرات طارق المزهولة من جمالها الرقيق تتابعها بل تسابقها بأقدام...

بدأ يزيد بالتحدث بصوت مرتفع ليسمعه جميع من بالغرفة: بكرا إن شاء الله هنعقد القران والفرح فى نفس اليوم بعد أصرار الشباب
تطلعت الفتيات لبعضهم البعض بصدمة فأسرع مالك بالحديث: مفيش نقاش الموضوع منهى
تعالت ضحكات فاتن وأمل عليه، فأكمل سيف بفرحة: يعنى بكرا هيكون دمار شامل فرح مالك ويزيد وطارق وأنا طبعاً
محمود بغضب: وأنا يا حيوان.

مالك بأبتسامة سخرية: مش قولنا أنت خطوبة دلوقتى عشان دراسة منار أركن على جانب
فراس بستغراب: هتلحقوا تجهزوا القصر والدعوات فى ساعات!
مالك بهدوء: الدعوات مفيش أسهل منها اعلان صريح على القنوات والقصر هنكثف عدد العمال الموضوع مش صعب..
كان جواً مرح ولكن نظرات طارق عليها وعلى الحزن المخيم على وجهها كان يبث السعادة بقلب يزيد لخطوته القادمة حيث أعلن عنها قائلا بهدوء: مش هنعمل الفرح هنا.

تعجب الجميع من قرار يزيد فتأملوه بأهتمام وإستغراب، فأقترب منها مالك بتعجب: نعم أمال هنأجر قاعة؟!
إبتسم يزيد وعيناه على بسملة وبسمة: الفرح هيتعمل بكرا فى المنطقة الا عايشة فيها بسملة عشان الكل يعرفوا هى نسبت مين؟ ومين عيلة نعمان؟
سعد طارق وامل ومالك حتى بسمة وبسملة سعادتهم لا توصف فقرار يزيد به إسترجاع كرامتهم المهدورة...

سيف بأعجاب: فكرة دمار شامل ولا حد عملها قبل كدا هنعمل خيام كبيرة وتعطية تلفيزيونيه ونشرف عليهم بنفسنا
فراس: دا محتاج وقت على فكرة
أرتدي يزيد نظارته قائلا بثقة: الشغل إبتدى من حوالى أربع ساعات والعمال عددهم أكتر من 100 عامل يعنى على بكرا الصبح هيكون كل شيء تمام مطلوب منكم دلوقتى كل واحد يأخد الحتة بتاعته وينزل يجيبلها الفستان.

وتقدم يزيد من بسمة وسط نظرتهم المتعجبة من شخصيته الذكية للغاية فأبتسموا جميعاً وودوا لو احتضنوه على تلك الفرصة المذهبة الذي منحها لكلا منهم ليظل مع معشوقته ساعات قبل الزفاف..
كانت الفتيات بموقف لا تحسد عليه ولكنهم أنصاعوا لكلمات فاتن وأمل وغادرت كلا منهم مع معشوقها حتى بسملة بعد رجاء أمل هبطت مع طارق بسيارته وتبقت منار ومحمود بالحديقة يجلسان بعشق وبالداخل فاتن وجاسمين وأمل ونظرات فراس وشاهندة.

لنبدأ الآن كمالة العشق المتوج بعقبات لكلا منهم ونذهب للعنة عشق القاسي..
بشقة فراس..
دلف مراد للداخل بصمت دون البحث عن شقيقته ولا عن رفيقه، تمدد على الأريكة بأهمال وبدأ بحل أزرار قميصه بملل تحول لأندهاش حينما دق الباب بعنف فتوجه ليرى من هناك ليتفاجئ بشقيقة زوجته..
دلفت للداخل بعدما دفشته لتتمكن من الدلوف لتقف أمام عيناه فصرخ بها بصوته القاسي: أيه الجنان وقلة الذوق دي؟!

تعالت ضحكاتها المعبأة بالسخرية: جنان!الجنان دا لما أختى وفقت تدخل حياتك بأدرتها هى عشان حبيتك أنت وأتحديتنا كلنا عشان تتجوزك
تطلع لها بصدمة لتكمل هى بغضب ودموع: بابا مكنش حابب يجوزها ليك وهى صممت يعنى متفكرش أنه كان مرحب بمراد الجندي زي مانت فاكر.

ملامحه متخشبة منا أستمع إليه فأقتربت منه قائلة بسخرية: على حد علمى أنك ذكي كان فين ذكائك بعدم وجود بابا فى حياتكم دى مش صدف دا غضب منه عليها أتحملته عشاانك وعشان حبك الا للأسف رخيص أووى عندك!
خرج صوته الغاضب: ألزمى حدودك فى الكلام معايا أفضلك.

صرخت بغضب: أنت الا هتلتزم الصمت وهتسمعنى أختى بتضيع أدام عينى بسببك وبسبب غرورك وكبريائك المزيف دا فوووق من الا أنت فيه وشوف اد أيه هى بتحبك حاولت أبعدها عنك بس أنت بالنسبلها لعنة حاربت عشان تسبها معرفتش غير لما عرفت بحملها فهربت عشان معتش عندها مقدرة للذل بتاعك داا وجيت أنت بكل برود وقسوة وقتلت، قتلت إبنك يا مرااااد إبنك وواقف أدامى بمنتهى البرود والكبرياء.

كاد أن يتحدث فقاطعته حينما رفعت يدها: هخرج من هنا بس قبل ما أخرج هديك دا
وأخرجت من حقيبتها دفتر غامض له
وضعته آلاء على الأريكة ثم قالت بدموع: كنت أتمنى الموت على انى أخون اختى وأكشفها ادمك مع كل سطر كتبته ونقلت أحساسها على ورق بس للأسف يمكن مع كل سطر تقرأه تفوق على وقع اسود من الخيال أنك حطمت عشق عمرك ما هتقبله فى حياتك..

قالت كلماتها الأخيرة وغادرت تاركة قلبه يتحطم مع كلماتها. أقترب من الأريكة بخطى مضطرب وتراجع ألف خطوة بكبرياء وخوف مغلف لينتصر الفضول بالأخير وتصبح الصدمة أشد تعبيرات وجهه وأقسى عذاب بمعركة قادها الكبرياء والغرور...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة