قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل السابع

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل السابع

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل السابع

دلفت السيارة داخل أحد البيوت الخاصة ب مجد الكيلانى ترجلت منها طيف وهى تطالعه بانبهار شديد لم يكن بمثل ضخامة قصر والده ولكن أدهشها كثيرا فهى لم ترى مثل تلك البيوت عن قرب من قبل قط فقط كانت تراه بتلك الإعلانات التى تروج للمناطق السكنية الجديدة ذى المعمار الأوروبى الطراز التى تختص فقط بعلية القوم بالمجتمع أخذت تتلفت يمينا ويسارا وهى مشدوهة لا تصدق إن هناك بيتا بهذا الجمال وهذا الحجم على الأطلاق.

أخرج السائق حقيبتها من الخلف بالسيارة وقام بجرها لكبر حجمها لأخذ طيف بها جميع متعلقاته ثم قال لها باحترام مشيرا لها بيده تجاه باب البيت الداخلى
-اتفضلى يا هانم من هنا
قام بفتح الباب وأدخل الحقيبة وصدح صوته مناديا على العاملة
-مدام عفاف، يا ست عفاف
أتت عفاف مسرعة وهى مسلطة أنظارها على الواقفة بجانبه فى عدم تعرف على هويتها ثم قالت برسمية موجهة حديثها للسائق
-ايوه ياسطا محمد أؤمر.

أعطى لها الحقيبة وقال لها بجدية وهو يشير تجاه الماثلة بجانبة والتى لم تكن سوى طيف
-طيف هانم مرات مجد بيه، ودى شنطتها طلعيها فوق يا عفاف، ومجد بيه هيجى على تمانية كده وهيفهمك شغلك الفترة الجاية هيمشى ازاى عشان الهانم هتفضل هنا وهتحتاجك معاها أكيد
أومأت بإبتسامة وهى تحمل عنه الحقيبة ورحبت بالآخرى بحرارة قائلة
-اهلا اهلا يا هانم نورتى البيت
بادلتها طيف الإبتسامة بهدوء وقالت
-متشكرة جدا.

-تؤمرينى بحاجة تانية يا هانم
قالها السائق بإحترام وهو ناظر لأسفل، هزت رأسها بالسلب ثم قالت
-لأ شكرا تعبتك معايا
رد عليها بعملية وهو يشرع فى الخروج
-لا تعب ولا حاجة ده شغلى يا هانم، بعد إذنك
أومأت له ومازلت الإبتسامة مزينة ثغرها ثم التفتت للعاملة حينما قالت لها بلطف
-اتفضلى يا هانم أوريكى أوضة حضرتك.

سارات خلفها طيف بسكون تام فقد لفت انتباهها اثاث البيت كثيرا كان عصريا ذا ألوانا مبهجة للغاية تريح العين مما أثار دهشتها كانت تتوقع أن يكون البيت مماثل له فى بروده وجموده لم تتوقع فى مخيلتها مثل هذه الرقة والذوق الرفيع الراقى، صعدت درجات السلم حتى وصلت بها العاملة إلى غرفة مجد الخاصة أشارت لها العاملة وهى واقفة أمام الباب من الخارج بعدما قامت بفتحه وقالت بإحترام
-اتفضلى يا هانم.

دلفت طيف تتنقل ببصرها فى جميع أرجاء الغرفة لا تختلف كثيرا فى ذوقها عن ما رأته بالأسفل لم تتخيل أن تكون تلك الغرفة برقتها البالغة لهذا ال مجد لذا تعجبت كثيرا واستدارت للعاملة ثم هدرت بها فى تساؤل ممزوج بالاستغراب
-دى اوضة مجد!
أومأت لها ثم قالت بإبتسامة
-ايوة يا هانم ثم تابعت فى تساؤل أفضى الشنطة دلوقتى ولا ابلغ زينات تحضر لحضرتك الغدا الأول
هزت رأسها بالسلب ثم قالت بهدوء.

-لا أنا هفضيها أنا، ومش جعانة دلوقلتى، شوفى وراكى ايه انتى اعمليه
أومأت لها ثم استأذت وخرجت، جلست طيف على المقعد الملحق بالمرآة معطية للمرآة ظهرها تنظر أمامها بنظرة خاوية تفكر فى حياتها القادمة وفى زواج أقبلت عليه بلا تفكير فى عواقبه وما سيحدث فيما بعد، فهى لم تفكر فى كيفية العيش مع رجل لا تعرفه ولا تعرف عنه شىء سوى اسمه الذى تستشعر غطرسته وعنجته المبالغ بها التى تشعر بالإعياء كلما اتت ببالها.

لا تعرف كيف سيكون أساس التعامل القائم بينهما، هل ستمكث معه بغرفة واحدة ويناما سويا بنفس الفراش!، هبت واقفه كالملدوغة عند هذه النقطة كيف سيناما سويا؟!، لا يستحيل أن يحدث هذا، ولكن مهلا ماذا إذا أصر؟ فهذا حقه، ما الذى يجب عليه فعله حينها؟، إذا رفضت لربما يأخذ عنها فكرة أنها خائفة منه وهى لا تخاف من أحد ولا تريد أن يظنها كذلك ففى أحلامه إذا استشعرت خوف منه.

زفرت بضيق من ذلك المأذق الذى أوقعت نفسها به ولكن لم يكن هناك حل آخر أمامها، نهضت من جلستها وجرت الحقيبة حتى غرفة الثياب التى لم تفشل فى إبهارها هى الآخرى كانت ملابسه موضوعة بترتيب وتنسيق أعجبها كثيرا يبدو أنه ليس ذا ذوقا راقيا فقط بل يعشق النظام ايضا.

وجدت خزانة كبيرة فارغة خمنت أنه لربما قد أفرغها لها، فتحت حقيبتها وأخذت فى وضع ثيابها واحدا يلو الآخر حتى فرغت ووضعت الحقيبة فى المكان المخصص بالحقائب الكبيرة فى نهاية الغرفة، انتقت ثوبا مناسبا لتستطيع الخروج به من الغرفة لأسفل وذهبت تجاه الحمام الذى كان أمام غرفة الثياب مباشرة حتى تستحم وتنفض تعب الطريق عن جسدها قليلا.

-ايه ده انت هنا يا عريس
قالها جاسم بعدما دلف مكتب مجد باستفزاز له، رفع مجد عينيه عن حاسوبه زم شفتيه ورمقه بنظرة قاتلة هادرا بجمود
-اطلع وخبط تانى يا جاسم
رفع حاجبيه بدهشة بعد أن جلس على المقعد امامه قائلا ببلاهة
-انا مخبطتش اصلا عشان أخبط تانى
ضيق عينيه ونظر له لعدة ثوانٍ فى صمت دون أن يرمش ثم قال ببرود
-بالظبط، وعشان كده اخرج وخبط ولما اسمحلك تدخل ابقى ادخل.

كان مشدوها مما يقوله فهو معتاد على دلوف مكتبه دون طلب الإذن منه ولكن لابد أنه أخطأ من البداية عندما استفزه بحديثه قام وخرج دون الإعتراض فهو يعلم صديقه جيدا إذا أعند معه لربما يطرده من الشركة كلها
طرق الباب مرة وراء مرة ولم يسمح له مجد بالدخول، ظل هكذا حتى أصيب مجد بصداع أثر طرقه المتواصل كان يظن انه سيمل ويغادر ولكن من الواضح ان باله رائق اليوم ولن يتركه ويغادر بسهولة.

سمح له بالدلوف ليرى ملامح الحنق بادية على وجهه بعدما دلف جلس على ذات المقعد أمامه ثم قال بضيق
-هاا ارتاحت كده!، وده من امتى بقى مانا علطول بدخل من غير ما اخبط، إيه اللى اتغير المرادى
ثبت نظره على حاسوبه مجددا وتحولت ملامحه للجمود وتشدق بعنجهية لا تليق على أحد سواه
-حسيت أن فى قلة أدب فى الموضوع وانت عارفنى موتى وسمى قلة الأدب
التوى فمه بابتسامة صغيرة ثم أردف معقبا.

-طبعا يا باشا انت هتقولى، المهم برضه مقولتليش جيت ليه!
رفع نظره هذه المرة له وأغلق حاسوبة حك مقدمة أنفه ولوى فمه للجانب ثم سأله بخشونة
-انت بتحاسبنى ولا ايه يا جاسم
اتسعت عينيه ورد عليه سريعا فى نفى وتوضيح
-لا ابدا بحاسبك ايه، قصدى بس انك لسه متجوز امبارح، والطبيعى انك تفضل كام يوم فى البيت، لكن انت ما شاء الله من تانى يوم هنا أهه
قلب عينيه بنفاد صبر وهو يتنهد ثم أردف بتساؤل
-عايز ايه دلوقتى يا جاسم؟!

أعتدل فى جلسته ثم قال بهدوء وهو يعدل من سترته
-هشام بيه عايزنى وقبل ما تسأل معرفش عايزنى فى ايه، فانا قولت اخلص اعدى عليك نروح سوا
-بس أنا مش رايح عند بابا النهارده
قالها وهو يعود برأسه للخلف عاقدا ساعديه أمام صدره، نظر له وهو عاقد حاجبيه ثم أردف باستفسار
-هتروح البيت التانى!
أومأ له إمائة صغيرة فى إيجاب وهو على نفس وضعيته، ليحمحم جاسم ثم قال بتوجس
-هتقعد هناك انت وطيف!

أومأ له مجددا واعتدل فى تحفز ملطقتا متعلقاته من فوق المكتب ونهض ثم قال بفتور
-أنا ماشى
نهض الآخر ثم قال بهدوء وهو يحرك رأسه للجانب بحركة صغيرة تجاه باب مكتبه مشيرا بذلك لرفقته له فى المغادرة
-تمام يلا
خرجا سويا من الغرفة أخبر مجد سكرتيرته فى طريقه بأن تلغى باقى اجتماعات اليوم ثم توجها معا نحو المصعد كى يغادرا الشركة.

ذهب كل واحد منهما لوجهته، كان مجد بداخل سيارته امام عجلة القيادة يرتب الكلمات بعقله، من المؤكد انها ستحدثه عندما يصل لا يريد ان تفاجئه بشىء فى حديثها لذا عزم على ألا يدعها تتحدث فى شىء بالأساس.

سيلقى عليها كلماته عندما يصل سيخيرها فى أمر زواجهما ويتركها بعدها تفكر وتختار الأنسب إليها، لن يفرض عليها شيئا مؤكدا ولن يفرض نفسه أيضا لم يسبق له أن فعلها مع امرأة فى الوجود ولن يفعلها الآن، حتى إذا كان ذلك مع من تدعى بزوجته.

-قاعد كده ليه يا حبيبى
تساءلت نادية بعد أن جلست أمامه على أحد الكراسى الموجودة بالغرفة ليجيبها ابنها وهو يغلق الهاتف ووضعه بجانبه على الأريكة ثم قال بملل وهو يحك عنقه
-مفيش بقلب فى الفون عادى، انتى عارفة ان Mr جاسم ادانى اجازة الاسبوع ده، زى مانتى شايفة مش لاقى حاجة أعملها
ضيقت نظرها فى مكر ثم قالت بإبتسامة
-مش لاقى حاجة تعملها روح أقعد مع مراتك أقصد أسيف يعنى.

تصنعت عدم القصد فى ذكرها كلمة مراتك ليرمش عدى باهدابه بتوتر وابتلع ريقه ثم قال وهو يحيد بنظره عنها
-اقعد معاها أعمل ايه يعنى وبعدين تعالى هنا انتوا ازاى متصحونيش وطيف ماشية
تنهدت ثم قالت بهدوء محاولة توضيح الأمر له وامتصاص غضبه الذى بدأ بالظهور فوق قسماته
-هنصحيك تعمل ايه يعنى يا عدى وبعدين السواق كان واقف تحت وطيف ماكنتش حابة تتأخر عليه وتفضل سايباه مستنى.

زم شفتيه بغضب وهدر بخشونه وهو يلوح بيده فى الهواء دلالة على عصبيته
-مايستنى ولا يتنيل كنتوا تعرفونى انها ماشية، انا مش عارف اصلا انا عملت كده ازاى كان عقلى فين وقتها، بلفتنى بكلمتين وانا كنت حاسس انى عاجز معرفتش اتصرف ولا افكر فى حل
ربتت على فخذه بحنان لتخمد ذلك الغضب وتهدئه ثم أردفت بنبرة متمهلة.

-ربنا ليه حكمة فى كل اللى حصل ده يا عدى، جايز يبقى مجد خير ليها، جايز ربنا يفتحلها باب كان مقفول بالجوازة دى، محدش عالم يا حبيبى الخير فين، متحطش موضوع طيف فى دماغك، طيف مش ضعيفة زى أسيف، أسيف هى اللى يتخاف عليها لو كانت اتحطت فى نفس الموقف، انما طيف جريئة وعنيدة وبتعرف تتعامل مع اى موقف صعب بيقابلها، سيبها لله انت وخليك فى شغلك، ومراتك.

قالت الأخيرة وهى تغمز له فى مزاح وقف عدى وهو مغتاظ من تلميحاتها الغير بريئة على الإطلاق ثم قال لها بحنق وهو يغادر الغرفة
-انا داخل انام يا ماما تصبحى على خير.

ضحكت بخفوت عليه بعد أن ترك الغرفة تعلم أن أسيف أصبحت تشغل خاطره بشكل كبير وملحوظ أيضا لكنها ترى الخوف فى عينيه من المضى معها فى أى شىء يخالف علاقتهما السابقة، تشعر باضطرابه وانه لا يريد أن يتعجل الأمور بينهما كى لا تخشاه ويتحول ذلك الأمان والثقة التى تحساهما معه إلى خوف ورهبة من وجوده بقربها، تعلم أن طفلتها الصغيرة ستأخذ وقتا كى تعتاد التغير الذى طرأ فى علاقتهما وتتقبل عدى كزوج لها وتعلم أيضا أن ابنها لن يتعدى حدوده معها إلا إذا سمحت هى له بذلك وإذا لم تفعل لن يفعلها أيضا.

ابتسمت باتساع ولاحت البهجة ملامحها المجعدة قليلا والتى مازالت تحتفظ بجمالها، مثلها مثل طيف
لم تتخيل أسيف مع عدى بتاتا ولكنها الآن مدينة للقدر بالكثير على جمعه لابنها وابنتها فقد تيقنت انه لن يصلح أحدا منهما لغير الآخر، ف عدى يحتاج لذلك القلب النقى والروح الطاهرة بداخلها و أسيف تحتاج لذلك السند، الآمان، الأخ والصديق الذين لن تجدهم غير ب عدى ابنها.

دلف مجد بيته بخطواته الثابتة وطوله الفارع يتفقد المكان ليرى ما ان كانت متواحدة بملامحه الجامدة ونظراته الثاقبة، توجه نحو أقرب مقعد ببهو البيت وجلس عليه بجسده الصلب شديد الرجولة عاد برأسه للخلف وأغمض عينيه ليستلهم بعض الهدوء بداخله وينفض تعب اليوم عن عاهلة قليلا بقى على تلك الوضعية عدة دقائق وفتح داكنتين ورفع رأسه ثم صدح صوته مناديا على عاملته بنبرة مرتفعة قليلا
-عفاف، يا عفااف.

أتت مهرولة إليه ثم قالت صاغرة وهى ناظرة لأسفل
-نعم يا مجد بيه أؤمرنى
طالعها بجمود ثم قال لها بعنجهية وهو ينهض
-أعمليلى قهوة وهاتيهالى المكتب، وبلغى طيف هانم إنى عايزها ومستنيها جوا
أومأت له ثم ردت بهدوء وانصياع لما قاله وهى تغادر
-حاضر يا بيه، عن إذنك.

توجه نحو غرفة مكتبه الموجود ببهو البيت، القى بسترته فوق ظهر القعد الخاص بمكتبه وجلس عليه خلل أصابع يديه بين خصلاته وهو مستند بمرفقيه على المكتب بتفكير ظل هكذا عدة دقائق
-ادخل
قالها بعدما سمع لطرق على باب الغرفة سامحا للطارق بالدلوف، تقدمت إليه العاملة وهى حاملة القهوة وضعتها باحترام أمامه ثم قالت
-القهوة يا بيه
أبعد يديه عن رأسه وامسك بالكوب ثم أردف بصوت رخيم بتساؤل
-بلغتى الهانم؟

أومأت له بالإيجاب ثم قالت بهدوء
-ايوه يا بيه وقالت انها نازلة
أردف بجمود وهو يرتشف من قهوته
-تمام روحى انتى.

أخذ يرتشف من قهوته بهدوء دقيقتين واستمع لطرق على بابه مرة أخرى علم هذه المرة انها طيف صدح صوته سامحا لها بالولوج، دلفت بخطوات واثقة فهى لا تريده ان يتخيل فقط مجرد تخيل منه انها متوترة من تواجدها معه أو الحديث إليه، وقفت امام مكتبه مباشرة وتبادلا النظرات لثوان معدودة ثم صدح صوتها الأنثوى البالغ الثبات قائلة
-عفاف قالتلى انك عايزنى وانا برضه كنت عايزاك.

أومأ له بغطرسة وأشار لها بيده كى تجلس ثم هدر بجدية بالغة بعدما جلست ووجهت نظرها إليه
-ممكن تسمعى كلامى الأول وبعدين أشوف عايزانى فى ايه، وهو غالبا الكلام اللى هقوله هيبقى رد على أى كلام أو اى حاجة عايزه تقوليها أو تعرفيها
نظرت له بانتبه شديد منتظره ما سيقوله، ثبت هو الآخر عليها انظاره ثم هدر بهدوء.

-وجودك معايا هنا وجوازك منى مش هيبقى سجن ليكى أو هيمنعك من أى حاجة كنتى بتعمليها قبل كده طالما مفيش فيها اذية لسمعتى أو تمس شرفى بصفتك مراتى
تهكمت ملامحها بشدة وكادت تقاطعه عند كلماته الأخيرة لتوضح له أنها لن تؤذى سمعته فى شىء لأجل نفسها هى وليس لأجله، رفع يده مانعا إياها من الحديث وأردف بتكبر وجمود وهو رافعا إحدى حاجبيه.

-متقاطعنيش، اسمعينى الاول وبعدين ابقى ردى براحتك أغمض عينيه لثانية فى صمت ثم تابع روتينك اليومى مش هيتغير فيه اى حاجة وأى مكان حابة تروحيه هيبقى ليكى عربية وسواق خاص فى أى وقت تحت أمرك، أهلك زوريهم وقت ماتحبى وهمّ كمان يشرفوا فى أى وقت، كليتك طبعا هتروحيها وتعرفى مواعيدها للسواق عشان يوصلك ويجيبك، كل طلباتك وأى حاجة نقصاكى فى البيت عفاف معاكى بلغيها وهى هتتصرف، هيبقى معاكى كريدت كارد هحطلك فيها مبلغ كويس كل شهر عشان طلباتك الشخصية وبالنسبة بقى لحياتنا مع بعض نهض من مقعده ودار حول مكتبه وقف أمامها على بعد مسافة قليلة منها مديرا لها ظهره واضعا يديه فى جيبيه بغطرسة وتابع بنبرة خاوية من المشاعر انتى اللى هتحددى وتختارى انا مش هفرض عليكى حاجة، حابة تنامى معايا فى أوضة واحدة ونمارس حياتنا طبيعى زى أى زوجين عاديين معنديش مانع، حابة تبقى فى أوضة لواحدك وميبقاش فى اختلاط برضه معنديش مانع، ولازم تعرفى ان فى كلا الحالتين مش هلمسك ولا هقرب منك التفت لها ببرود محافظا على غطرسته واقفا بنفس وضعيته بالنسبة بقى لآخر حاجة وهى مواعيد وجودى فى البيت ونظامى وقت ما هبقى موجود، انا باجى بعد الشغل مابين خامسة بعد العصر لتامنية بالليل لو حصل يوم واتأخرت بيبقى ضغط شغل، أى حاجة خاصة بأكلى شربى لبسى حمامى عفاف مسؤولة عنها وآخر حاجة هقولها انا مش فارض عليكى جوازنا حابة تكملى معايا علطول مفيش مشكلة وهعاملك كزوجة وهتديكى حقوقك على قد ما اقدر، لو حابة تنفصلى فده حقك طبعا بس لو حصل هيبقى بعد فترة مش اقل من شهرين عشانك انتى على الأقل، تقريبا كده أنا خلصت كل حاجة كنت عايز أقولها لو فى رد عندك أو حاجة عايزه تقوليها أتفضلى.

نهضت ووقفت امامه عاقده ذراعيها أمام صدرها ثم قالت بثبات وجرأة وهى معلقة خضراوتيها بداكنتيه.

-كلامك اللى فى الأول مش هعقب عليه ومش معترضة على حاجة فيه، بالنسبة بقى للإختيارات اللى المفروض اختار منها وابلغك فده مينفعش دلوقتى، ماينفعش اقرر انى أمارس معاك حياة طبيعية أو العكس حاليا وانا لسه معرفكش فده هيبقى مع الوقت، الوقت والمعاملة واما افهمك اكتر ده اللى هيحدد، وبالنسبة لوجودى معاك فى اوضة واحدة أنا عادى مش فارق معايا فى الحالتين قولت لا هتلمسنى ولا هتقربلى، شوف انت الأريح ليك وعرفنى.

كادت تذهب أوقفها صوته السائل وهو يتفقد ملامحها
-مش هتخافى من وجودك معايا فى أوضة واحدة؟!
رفعت كتفيها ومطت شفتيها بتعجب مصطنع وهدرت بهدوء وإبتسامة واثقة
-وأخاف من ايه! مفيش حاجة أخاف منها وعلى العموم انا مبخافش من حاجة أصلا
تحركت خطوتين قاصدة الوقوف بجانبه كان كتفها بجانب كتفه مع مراعاة فرق الطول بينهما نظرت له بجانب عينيها والتفتت برأسها نصف التفاتة وقالت.

-أنا موجودة فى الأوضة ياريت تبقى تبلغنى حابب وجودى معاك ولا لأ، عشان أعرف على الأقل أنام فين وابقى أنقل حاجتى اوضة تانية ولا لأ، عن أذنك.

وقف مشدوها بمكانه لم يتحرك خطوة واحدة كان ينظر فى أثرها بتعجب شديد لجرأتها معه فى حديثها وثباتها أمامه لم يتوقع ذلك على الإطلاق كان يتوقع توترها خوفها منه ذعرها من الوضع الحالى لم يأتِ بمخيلته تلك الشخصية بتاتا، لوى فمه للجانب بسخرية عند تذكره قولها انها لا تخاف شيئا كأنها تقول له بطريقة غير مباشرة انها لا تخافه يا لها من فتاة محنكة، ليس لديه اية مشكلة فى ذلك هو لا يريدها ان تهابه من الأساس، ولكن نبرتها تلك المتحدية له ضايقته كثيرا، لم يُرِد النوم معها فى ذات الغرفة ولكن قبولها بذلك صعب عليه الأمر كثيرا وجعله لن يقدر على رفض مكوثه هو الآخر معها.

تنهد بضيق وتوجه نحو الأريكة جالسا عليها عائدا بجسده للخلف بأريحية لا يخفى عن ذهنه تلك النظرة الواثقة بخضراوتيها التى قد لاحظ لونهما بوضوح منذ قليل ولا ابتسامتها الهادئة التى توحى بثباتها، من الواضح انها تريه كم هى صلبة وتتحلى بالجرأة ولا تخشى وجودهما سوايا، حسنا ؛ سيبقيا سويا بغرفة واحدة إذا كان الأمر هينا عليها ويناما معا فى ذات السرير أيضا إذا كان ذلك شيئا عاديا لا تهابه مثلما تظهر له انها لا تهابه هو شخصيا.

نهض على عجالة متجها نحو مكتبه ملتقطا هاتفه وغادر بعدها الغرفة بأكملها قاصدا غرفته ليرى ما ردة فعلها عندما يخبرها أنه قرر المكوث معها، صعد الدرج بخفة وسار الرواق حتى غرفته، ولج الغرفة دون استئذان كانت جالسة على أحد جوانب الفراش ويبدو أنها كانت تنتظر قدومه بعدما بدلت ملابسها لثوب نوم مكون من كنزة زرقاء من القطن بنصف كم و بنطال أزرق فاتح قليلا من نفس الخامة كان ثوبا بسيطا ولا يظهر من جسدها سوى القليل ولكنه كان يرسمه بحرفية مظهر أنوثتها الطاغية التى لم يلحظها من قبل، توترت قليلا عندما رأته دالفا ولكنها جاهدت لكى تخفى ذلك، قال لها وهو متوجها نحو غرفة ثيابه بنبرة مرتفعة نسبيا وببرود.

-بما ان مفيش حاجة تخوفك من وجودى معاكى فى اوضه واحدة فانا شايف ان مالوش لازمة تروحى اوضة تانية.

اختفى من امامها ظلت ناظره فى مكانه بتوهان لا تعلم، هل يقصد بذلك ان تبقى؟!، معه!، فى غرفة واحدة!، ويناما سويا بجانب بعضها البعض!، يا لها من حمقاء ماذا ستفعل الآن؟!، نعم هى أظهرت امامه الشجاعة عندما كانت معه أسفل لكن هل يعنى ذلك قبوله بالأمر، فهو كان يبدو عليه عدم ترحيبه بذلك، ما كان يجب عليها ان تتحداه وتظهر له جانبها الشجاع الذى لا يأبه شىء على الإطلاق، فلتتحمل نتيجة تهورها بالحديث معه وتتقبل الورطة التى أوقعت نفسها بها الآن.

أخذت تفرك بيدها بتوتر لا تدرى هل سيوفى بكلامه معها أم سيطالب بالإقتراب منها ولن تستطيع حينها الرفض فهذا حقه ماذا ستقول، أغمضت عينيها تسب نفسها بداخلها على غباءها فتحتها بخضة وانتفضت من مكانها عندما اتاها صوته القريب منها فقد انتهى من تبديل ثيابه برداء نوم مريح مكون من قميص قطنى رمادى اللون وبنطال أسود من نفس الخامة لا يعتاد على ارتداء شىء يغطى صدره وهو نائم ولكنه لم يرِد أن يخجلها لذا ارتداه، كانت نبرته متسأئلة ممزوجا بها بعض الإستفزاز لعلمه بريبتها من وجوده وتوترها الذى لاحظه عندما دلف.

-مش هتنامى؟!، رجعتى فى رأيك ولا إيه!
قالت بتلعثم أرضى غروره كثيرا وهى تعبث بخصلاتها بأصابعها
-لل، لا ابدا مرجعتش فى رأيى أ. أنا بس سرحت شوية، ابتلعت ريقها ثم أكملت وهى تحك عنقها وتصطنع التثاؤب تصبح على خير.

دثرت جسدها بالغطاء وتقلبت على جانبها معطية له ظهرها تحركت حتى حافة الفراش حتى كادت أن تسقط وصدت عينيها وهى تدعو أن تمر هذا الليلة على خير، انشق ثغره بشبح ابتسامه على فعلتها تلك كان يعلم أنها تتحداه ليس إلا ولكن هى من وضعت نفسها بتلك الورطة فلتتحمل إذا، صعد الفراش وجذب الغطاء فوق جسده وصد عينيه هو الآخر فى إرهاق ونعاس سريعا وغطا فى النوم، التفتت له عندما شعرت بنعاسه واستغربت كثيرا انه لم يتشدق بحرف ولم يبدر منه أى فعل عابس معها ارتخت ملامحها وابتسمت وهى تناظره لوهله أحست بهدوء ملامحة النائمة وأعجبت بها أكثر منها وهو مستيقظ فهى تشعر بقليل من الرهبة من هيئته ونظراته الثاقبة، ثانية ثانيتين وتداركت فعلتها استدارت مجددا ونهرت نفسها، أحقا تطالعه! وتتمعن فى ملامحه! خرقاء! حركت رأسها بإنكار واغمضت عينيها لم يمر سوى القليل وكانت نائمة هى أيضا.

كانوا يشاهدون التلفاز فى صمت تام، كانت أسيف جالسة فوق الأريكة بجانبها نادية و عدى جالس على مقعد بجانبهما يختلس النظرات من حين لآخر ل أسيف التى كانت واضعة كامل انتباهها على شاشة التلفاز لاحظت نادية تلك النظرات لتتصنع التثاؤب وقالت بنبره يملؤها النعاس أيقنت تزييفها بجدارة
-معدتش قادرة اسهر أكتر من كده هقوم انام انا، تصبحوا على خير
-وانتى من اهل الخير.

قالاها فى نفس واحد، بعدما تأكد عدى أنها دلفت بالفعل إلى غرفتها قام من فوق مقعدة وجلس بجانب أسيف كان يريد أن يتحدث معها قليلا فهى لم تحدثه قط منذ عقد قرانهما حتى الآن، لم تنتبه له فهى كانت صبة جام تركيزها على التلفاز حمحم هو أكثر من مرة كى تنتبه لوجوده بجانبها بينما لم يبدر منها أى ردة فعل توحى بذلك زفر فى حنق وأخذ جهاز التحكم عن بعد وأغلق التلفاز شهقت أسيف بتفاجؤ ونظرت ل عدى بغضب وقالت بحنق.

-ايه يا عدى ده هات الريموت انا بتفرج على الفيلم
هز رأسه بالسلب وقال برفض قاصدا إثارة غيظها
-لأ مفيش ريموتات انسى
قامت وجلست على الأريكة ثانية ركبتيها تحتها مدت ذراعيها تجاه يده الممسكة بجهاز التحكم تحاول انتشاله منه ويظهر على ملامحها التبرم منه ثم قالت بحزم لا يناسبها
-عدى بقى هات مبهزرش
-تؤ تؤ، قولت مفيش ريموتات.

قالها باستفزاز لها زمت شفتيها بعصبية طفولية تليق بها وبملاحها التى بدأت تتوغل داخل ثنايا قلبه بتريث تام ومدت ذراعها أكثر مما أدى إلى إختلال توازنها ووقوعها فوقه تفاجأ عدى من وضعهما وجثوها على جسده وذلك التلامس الذى بدأ فى اشعاله تعلق نظره بعينيها الخضراوتين بنظرة مطولة وبحركة مباغتة منه حاوط خصرها وقربها أكثر إليه مما أدى إلى اختلاط انفاسهما التى بدأت فى التسارع وكادا وجهاهما أن يلتصقا معا زادتا ضربات قلب كل منهما بقوة وأخذا صدراهما يرطتما ببعضهما البعض ابتلع عدى ريقة لم يعد يحتمل أكثر تجرأ وأدخل أصابعه يده بين خصلاتها مثبتا رأسها مقربا وجهه من وجهها أكثر فى محاولة للثم شفتيها بينما كادت ترتطم شفاههما بقبلة تلهف عدى لها كثيرا حتى نهضت أسيف من فوقه كالملسوعة ونظرت إليه بغير تصديق وهرولت نحو غرفتها تاركة الآخر فى ذهول من نفسه ومن فعلتها ومما حدث.

تقف بمنتصف غرفتها بدهشة شديدة لم تهدأ دقات قلبها بعد بل كادت ان تهشم صدرها من قوتها وضعت يدها على قلبها تحاول تهدئة انفاسها التى مازالت أيضا متسارعة لا تصدق ما حدث منذ ثوانٍ، هو حقا كاد أن يقبلها فلولا ابتعادها لكان قبلها بالفعل، كيف يفعلها ألم يقل لها انه سيظل أخاها ألم يقل لها ان زواجهما لهدف معين وهو مكوثها فى ذلك البيت من المؤكد انه لم يقصد فعلها وهى يهيأ لها فحسب، وضعت يديها على وجهها بخجل ممزوج بالمفاجأة من وضعها وهى فوقه كيف فعلت ذلك هى الآخرى ولكن إذا كان يهيأ لها انه كان يقبل على تقبيلها أهيأ لها أيضا أطباقه على خصرها بيديه! أهيأ لها تغلغل أصابعه بين خصلاتها! أهيأ لها نظراته الوالهة وهو ينظر بعينيها!، أغمضت عينيها بقوة كيف ستتحدث إليه بعد ما حدث أو بالأحرى ما كاد يحدث، كيف سيتعاملا سويا بعد الآن، كيف وما وماذا، ألف سؤال وسؤال جال فى خاطرها ولم تجد لأى منهم إجابة...

بينما كان هو فى الخارج يحترق كل انش بداخله مازال جالسا على وضعه لا يدرى لما رفضت قربه هل لأنها لا تراه سوى أخيها أم انها مازالت خجلة من زواجهما الذى تم بشكل سريع ومفاجئ أم أنها تريد رجل آخر لها، اتسعت عيناه عندما اتى بفكره احتمالية رغبتها بآخر فى حياتها هل سيسطتيع الآن بعد شعوره بكل تلك المشاعر تجاهها ان يوفى بكلمته لها ويسلمها لرجل آخر بيديه، هل سيقدر على ابتعادها عنه ورؤيتها بين يدين وبأحضان أحد غيره، هز رأسها بنفى قاطع، لا لن يحدث هذا لن يتركها لغيره ولن تتركه هى أيضا، يجب عليه أن يحظى بقلبها أن يشغل فكرها مثلما أصبحت شاغلة فكره، يجب أن تراه زوجها مثلما يراها هو زوجة له.

كان على وشك ولوج سيارته عندما انتهى من مقابلة هشام ولكنه توقف مكانه عندما صدح صوت من خلفه يعشقه ويعشق صاحبته أكثر مناديا باسمه برقة التفت ليجد رفيف مقبلة عليه بإبتسامة متسعة أخذت خطواتها حتى أصبحت قبالته تماما وقالت بنعومة ولوم
-يعنى جيت ومقولتليش انك جاى وماشى كمان من غير ماتشوفنى ولا تسأل عليا.

حك مؤخرة عنقه فى توتر لا يريد أن يخطأ معها بالحديث ويُفتضح أمره امامها بما يكنه داخل قلبه لسنوات وقال بأسف وتبرير وهو ينظر بداخل عسليتيها
-ماكنتش عامل حسابى انى جاى أصلا بابكى كلمنى وانا فى الشركة وقالى عايزك وتعالالى البيت ومتكلمناش بعدها عشان اقولك وانا هنا من بدرى مع بابكى ومشوفتكيش، افتكرتك نايمة
نظرت له فى مشاكسة وضيقت عينيها ثم قالت بدلال.

-حجة ضعيفة، بس مش مهم، المهم انى شوفتك ولحقتك قبل ما تمشى
ابتسم على كلماتها ثم قال وهو مضيق ما بين حاجبيه فى مشاكسة مماثلة واستفسار
-يعنى انتى عاملة كل ده عشان تشوفينى بس!
حركت رأسها بالسلب بمرح ثم قالت بابتسامتها التى لم تفارق شفاهها منذ تحدثت إليه
-لأ، بصراحة كنت عايزه أعزمك على الغدا
نظر لها بإستغراب ورمق ساعة يده ثم قال بتعجب
-تعزمينى على الغدا الساعة اتناشر بالليل!

انفجرت هى ضاحكةً على ما قاله بينما كان يطالعها هو بشغف تام تمنى لو كان يملك حق تقبيلها الآن وصك ملكيته على تلك الشفاه المثملة لكل ذرة فى كيانه عقد ذراعيه امام صدره متابعا اياها فى صمت لاحظت هى عينيه التى لم تحِد عنها بل وتتابعها فى تمعن لتهدئ من ضحكتها وتقول وهى مازلت محتفظة بنبرتها الضاحكة
-مش النهارده أكيد يا جاسم، بكرا، ايه رأيك!

ظل شاردا بملامحها ولم ينتبه لسؤالها ووجوبه الرد مدت ذراعها لامسة يده فى تفقد ثم قالت بهدوء ورقة
-جاسم، بقولك ايه رأيك!
رمش بأهدابه عدة مرات لينتبه لشروده بها ثم قال بتلعثم بعد ما استمع لسؤالها
-اا. آه، تمام معنديش مانع، شوفى عايزه نروح نتغدا فين ونتقابل الساعة كام عشان أعمل حسابى.

عضت على شفتيها بتفكير وهى تتنقل بنظرها فى عدة جهات، بينما هو قد أغرته تلك الحركة التلقائية كثيرا وازدرد ريقه فى توتر بالغ لم يعد يحتمل كل تلك الإثارة التى إندلعت فى عروقه مرة واحدة تقدم منها دون تحكم منه فى ذلك عازما على تقبيل تلك الشفاه التى تلهبه دون هوادة، توقف عن القدم بفعلته الهوجاء وفاق من تخدر عقله حينما أردفت بحماس.

-انا عندى course بكرا قريب من الفرع بتاعك ممكن بعد ما اخلصه أعدى عليك ونشوف سوا نروح فين
لهث بخفه وأخذ صدره بالعلو والهبوط زم شفتيه فى محاولة منه لتهدئة نبضه الهادر بشدة والتخلص من تلك الإثارة التى كانت ستوشك على إيقاعه فى ورطة كبيرة ثم قال بنبرة رخيمة
-تمام، تمام يا رفيف هستناكى، باى.

أسرع بالدلوف لسيارته وأدار المحرك ثوانٍ وكان مغادرا القصر، تعجبت رفيف كثيرا لتبدل حاله والتوتر الذى بدى عليه منذ برهة ولكنها لم تشغل بالها كثيرا وربطت الأمر بإرهاقه فى العمل وعدم نومه لتلك الساعة وعادت أدراجها للداجل وكل ما يشغلها الآن هو خروجهما معا غدا فكل ما تريده هو توطيد علاقتهما أكثر والبقاء معه بشكل أكبر والتطرق إليه بأى حديث.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة