قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الثامن

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الثامن

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الثامن

استيقظت لتشعر بشىء يحاوطها خفضت نظرها وهى على وضعها متوسدة الفراش بظهرها لتجده محاوطا خصرها بذراعه حركت رأسها ناحيته لتجد رأسه بجانب رأسها مباشرة انفاسه المنتظمة تلفح وجهها مما جعلها تحتس بارتجافة سرت بسائر جسدها لجزء من الثانية شعرت بالإرتباك من اقترابه الشديد منها ومدت يدها وامسكت بذراعه بحذر شديد كى لا تيقظه وما لا تعرفه انه مستيقظ منذ البداية بل قبل استيقاظها ويتحايل عليها ليلهو معها قليلا ويرى ردة فعلها من قربه منها بهذا الحد أليست تريه كم هى جريئة وتقوم بتحديه أيضا فلنرى إذا، ظلت هى تحاول أن تزيح ذراعه عن جسدها ولكنه كان متصلب لا يتحرك، زفرت بحنق من وضعهما ومن اقترابه منها ومحاوطتها بهذا الشكل، قررت ان تيقظه فليس امامها حل آخر، اخذت تلكزه فى ذراعه منادية بخفوت وهى تشعر بالخجل.

–مجد، مجد اصحى
لم يتحرك قيد أنملة بعيدا عنها أعجبته تلك اللعبة وهذا ما جعله يتعجب كثيرا من نفسه منذ متى وهو يقوم بتلك الأفعال مع أحد وخصيصا مع إمرأه ولكنه نفض تلك الأفكار عن رأسه ليرى تلك التى لم تكف عن لكزه وتحريك جسدها فى محاولة للإبتعاد عن ذراعة المطبق عليها، فتح عينيه فى نعاس مصطنع وقال بتحشرج أجاد اتقانه
–عمالة تُفركى ليه!

زاد نبضها عند استماعها لصوته ثم قالت بثبات مزيف وهى تتحاشى النظر إليه
–لوسمحت ابعد عايزه أقوم
نظر لها ببرود وشدد بذراعه على خصرها وقرب وجهه من أذنه ثم قال بهمس اقشعر له جسدها
–بس أنا مرتاح كده.

لم تعد تتحمل ضربات قلبها تكاد تجزم انه سيخرج من صدرها من قوة دقاته تيبس جسدها لم تعد تقدر على الحراك ولا تعلم لما يحدث لها كل ذلك فهى لم تتأثر بأى رجل من قبل مثلما تتأثر بقربه، صوته وحتى نظراته قالت بتوتر بالغ أرضاه وبشدة وهى ما تزال متحاشية النظر إليه
–هو، مش انت واعدنى انك مش هتقرب منى خالص!

ابتعد قليلا حتى يتثنى له النظر فى عينيها الخضراوتين رغم انها تتحاشى النظر إليه ولكن صوته الرخيم بنبرته المميزة أجبرها على النظر إليه وبداخل ثاقبتيه اللذان يوجد بهما جاذبية خاصة به وحده لم ترَها على غيره
–وانا لسه عند وعدى انا لا قربت منك ولا عملت معاكى حاجة، ولا انتى وانتى نايمة حلمتى اننا عملنا حاجة مع بعض!

اتسعت عينيها بتفاجؤ من وقاحته وكزت على اسنانها فقد تبخر ذاك التوتر متبدلا بغضب جحيمى، اغمضت عينيها لثانية محاولة التحكم بأعصابها وقالت بزجر
–انت ايه اللى انت بتقوله ده!، وبعدين ابعد ايديك دى قولت عايزه أقوم
ابتسم بإستفزاز لها ملتويا بفمه للجانب بحركة معتادا عليها، وهو يبتعد ويرجع بظهره على الفراش واضعا ساعده خلف رأسه بإريحية ثم قال ببرود مستمرا فى إثارة غضبها الذى لم يكن بحسبانه.

–لو هتدخلى الحمام ياريت بسرعة عشان عايز ادخل، لو تحبى ندخل سوا معنديش مانع.

نهضت من فوق الفراش ورمقته بغضب ثم توجهت سريعا نحو الحمام الملحق بغرفتهما وأغلقت الباب بقوة وغل، ضحك بخفوت على غضبها وتوترها منذ قليل عند اقترابه منها لقد راقته كثيرا تلك اللعبة، لم يكن بمخيلته يوما أن يلهو بتلك الطريقة ولم يفكر فى فعل ذلك معها بتاتا ولكن هى من ابتدت بالأمس فلتتحمل إذا نتيجة فعلتها وتحديها له وإظهار جرأتها عليه.

–صباح الخير يا ماما
تحدث عدى الذى خرج من غرفته لتوه بعد أن فرغ من استحمامه جلس بجانب والدته على مائدة الطعام ليتناول الأفطار تجولت عيناه فى الأرجاء باحثا عن أسيف
ابتسمت له نادية وقالت
–صباح الخير يا حبيبى، ثم اضافت بمرح بتدور على مراتك؟
رمقها بغيظ لعلمه بإستفزازها له ثم قال بإستفسار وهو يلتقط الخبز
–هى فين مش بتفطر معاكى ليه
قالت له وهى تصنع شطائر ل أسيف لتأكلها سريعا قبل مغادرتها.

–فى أوضتها بتلبس
عقد حاجبيه فى استغراب ثم قال
–ليه رايحة فين!
تركت الشطائر بعدما فرغت من إعدادها وقالت بهدوء
–رايحة الجامعة بتقول عندها محاضرات مهمة وبقالها كام يوم مارحتش وهيأثروا عليها.

أومأ بهدوء وهو يشرع فى تناول فطوره ليتوقف عما يفعله عندما لمح أسيف آتيه نحوهما ارتبكت عندما رأت عدى جالسا وموجه بصره عليها منذ قدومها، جلست بجانب والدتهما وحاولت عدم النظر إليه أعطتها نادية فطورها وهى تحدثها بكلماتها المعتادة كل صباح، لاحظ عدى أنها لم تحادثه ولا تنظر إليه أيضا حتى تحية الصباح ألقتها وهى تنظر لوالدتهما ليحمحم ثم قال لها بجدية
–أسيف اما تخلصى أكلك عرفينى عشان هنزل معاكى اوصلك.

انهى كلماته وقام ليجهز نفسه اوقفته بقولها فى اعتراض ممزوج بالتوتر وهى تضع خصلاتها خلف أذنها
–مالوش لازمة يا عدى هركب تاكسى زى كل مرة
زفر بنفاذ صبر ثم قال بحزم وهو فى طريقه إلى غرفته دون النظر إليها
–أسيف أنا قولت هوصلك يبقى خلاص هوصلك خلصى فطارك يلا عقبال ما اغير هدومى واجهز.

انهى كلماته ثم دلف إلى غرفته، أكملت أسيف طعامها وهى تفكر فيما حدث بينهما ليلة أمس وفى إرتباكها الذى أصبح متحكم بها وهى متواجدة معه عندما احست نادية بشرودها وضعت يدها على كتفها بحنان ثم تساءلت
–سرحانة فى ايه يا حبيبتى؟!
نظرت لها ونفت برأسها وقالت بإبتسامة هادئة
–ابدا يا ماما مش سرحانة ولا حاجة
قاطع حديثهم مجئ عدى بعد أن تجهز ثم قال متسائلا وهو يثنى كم قميصه لأعلى
–خلصتى يا أسيف؟

أومأت له فى هدوء وهى تنهض من فوق الكرسى ألتقطت حقيبتها وتوجها معا نحو بابا المنزل قال عدى لوالدته وهو واقفا اماما الباب بعد أن فتحه وسبقته أسيف للخارج
–ماما ابقى كلمى طيف اتطمنى عليها وشوفيها مكلمتناش خالص ليه لحد دلوقتى.

أومأت له بالموافقة خرج هو وغلق الباب خلفه وجد أسيف قد سحبت المصعد ولجا معا نزولا به لأسفل كانت أسيف مرتبكة قليلا من اقترابهما مع العلم انها لم تكن المرة الأولى لهما معا فى المصعد لكنها أصبحت تتوتر كثيرا عندما يتواجدا معا بمفردهما وما ذاد ذلك التوتر ما حدث ليلة أمس فهو لا يفارق ذهنها ويشعرها بتشوش هائل، بينما كان عدى ينظر لها فى تفحص يحاول أن يحفظ بداخله جميع ملامحها وحركاتها حتى أدق التفاصيل بها لن يستطيع أن ينكر أنها أصبحت تشغل جزءً كبيرا بفكره يشعر أن عشقها يتخلل ثنايا قلبه يوما بعد يوم.

توقف المصعد وترجلا منه، دلفا داخل سيارته المتواجدة أمام بنايتهما أدارها عدى ظلا صامتين لبعض الوقت حتى تأفف عدى بضجر من هذا السكون بينهنا وقرر بدء حديث معها ليخفف من حدة توتر الأجواء بينهما تحدث بهدوء وهو لم يحِد بنظره عن الطريق
–هتخلصى محاضراتك امتى؟!
ردت بخفوت وهى تفرك يديها ببعضهما لا تستطيع التحكم بتوترها كلما وجه له حديثا منذ اسيقاظها فمشهد أمس لا يبتعد عن مرأى عينيها إطلاقا.

–آخر محاضرة هتخلص الساعة تلاتة
لاحظ توترها مما آثار ذلك ضيقه وقال بحزم وهو يوزع نظراته بينها وبين الطريق
–أسيف بصيلى
التفتت بنظرها إليه واسبلت بعينيها فى ارتباك ثم تابع هو بنفاذ صبر وهو ينظر فى خضراوتيها التى أصبحت تسحره
–أسيف حصل ايه لكل التوتر ده، اللى حصل مش مستاهل كل ده.

تحاشت النظر إليه ونظرت أسفل مد يده لتلمس ذقنها فى محاولة لرفع وجهها إليه بينما ابتعدت هى بشىء من الخوف حدق بذيتونتيه فى ذهول من فعلتها ثم قال بخفوت متسائلا
–أسيف انتى بقيتى بتخافى منى؟!
ازدردت فى خجل فهى ليست خائفة بل خجلة منه ومما كاد يحدث بينهما قالت بتلجلج وهى مطأطئة رأسها.

–عدى انا مش خايفة منك ولا عمرى هخاف منك انت بالذات أنا، أنا بس، أنا بس حاسة انى متلغبطة شوية، مستغربة كل اللى حصل الفترة اللى فاتت، ادينى وقتى بس استوعب كل اللى بيحصل حواليا وهرجع معاك زى الأول
ابتسم بحب ومد كفه محاوطا وجنتها فى لطف ثم أردف
–خلاص يا حبيبتى خدى وقتك، انا بس مش عايزك تبعدى عنى بالشكل ده أو احس انك متوتر من وجودى معاكى.

ابتسمت له بوداعة وقالت برقة وهى تشعر بدغدغة تسير فى حواسها على أثر كلماته
–حاضر يا عدى.

فرح كثيرا لاستجابتها معه فى الحديث بل وموافقتها على ما قاله مد يده وهو يقود ملتقطا يدها قربها نحو شفتيه وقبلها برقة وظل ممسك بها طوال الطريق لم تمانع ذلك فهى أصبحت كالمسحورة من تبدل علاقتهما وتلك الطريقة الجديدة عليها التى تبدر منه معها تشتتها للغاية، توقفت السيارة أمام جامعتها اتفق معها ان تحدثه عندما تنتهى من محاضراتها ثم ودعها وغادر.

خرجت من الحمام بعد أن انتهت من استحمامها لم تجده فى الغرفة خمنت انه لربما قد مل من انتظارها حتى تنتهى ورحل، وقفت امام المرآة تمشط شعرها تفاجأت به يخرج من غرفة الثياب وهو يعدل من هندمة بذته الرسمية قال لها ببرود وهو متوجها نحوها
–مابدرى كنتى خليكى جوا
لم تلتفت له واكملت ما تفعله ثم قالت فى هدوء استفزه كرد الصاع له عما فعله عند استيقاظهما
–لا خلاص خلصت لو عايزه اتفضل ادخل.

نظر لها فى استنكار وتوجه ناحية الكومود ملتقطا متعلقاته وهاتفه ارتدى ساعته ثم قال وهو يسير نحو باب الغرفة
–وانا كنت هستناكى، ده انتى كان ناقص تنامى جوا ده انا حتى استغربت لما لقيتك طلعتى
ضحكت بخفوت على كلماته على الرغم من نبرته الباردة البعيدة كل البعد عن المرح إلا انها اضحكتها لم ترِد ان تستفزه أكثر فهى قصدت التأخر بالداخل لذا لم تعقب على كلماته بينما هو تابع قبل خروجه من الغرفة.

–مامتك رنت عليكى مرضيتش ارد بس واضح انها قلقانة لانها رنت أكتر من مرة كلميها وطمنيها
عقدت حاجبيها بإستغراب ثم أردفت بإستفسار وهو تحرك رأسها دلالة على تعجبها
–اطمنها على ايه؟!
توقف امام الباب قبل مغادرته والتفت بجسده نصف التفاته نحوها ينظر لها ووجه خالٍ من أى تعبير وأردف بإيجاز.

–عليكى ثم تابع عندما تفاقمت عقدة حاجبيها ورأى التساؤل جليا على ملامحها مجددا امبارح المفروض اول يوم لينا مع بعض مامتك عايزه تطمن عليكى، ايه اوضح اكتر من كده لسه مفهمتيش
فرغت فاهها فى صدمة من جرأته معها فى الحديث منذ الصباح تقدمت نحوه فى غضب ثم قالت وهى تشير بإصبعها امام وجهه بتحذير
–مجد بيه احترم نفسك وخد بالك من كلامك معايا واعرف انت بتقول ايه.

انشق ثغره للجانب بشبح ابتسامة ثم قال ببرود وهو يرتفع بوجهه لأعلى بغطرسة
–مانا واخد بالى من كلامى وعارف انا بقول ايه، بس الظاهر انتى اللى مش واخدة بالك انى جوزك، وان اصلا اللى انا بتكلم فيه ده كان المفروض يبقى فعل، فياريت تاخدى بالك انتى بعد كده من ردود افعالك.

انهى كلماته تزامنا مع خروجه من الباب وتركه مفتوحا وترك الاخرى مدهوشة مما قاله تحلل فى كلماته تحاول ان تستشف مقصده من قوله بس الظاهر انتى اللى مش واخدة بالك انى جوزك، وان اصلا اللى بتكلم فيه ده كان المفروض يبقى فعل هل يقصد انه كان يجب أن يأخذ حقه الشرعى منها، هل يعلمها أنه تركها إرادة منه بذلك وليس لان ذلك ما يجب أن يحدث، أيمكن أن يطالب بذلك فى الأيام المقبلة.

كان فكرة مكوثهما معا فى غرفة واحدة فكرة حمقاء منها يا لها من غبية ما كان يجب أن تبقى هنا معه، ولكن قد فات الآوان وإذا طالبت بغرفة أخرى سيعلم انها خائفة منه وهى لا تخشاه هو ولا تخشى أيضا أن يقترب منها ولكن ما تخشاه القادم هل سيظلا معا هل سيكون اختيارا صائبا منها لرجل تكمل معه حياته، هل سيحبها فى يوم، أيعقل أن يصبح هذا الكائن عديم المشاعر عاشقا لها؟! بالتأكيد لا.

هى لا ترى فى عينيه ولا كلماته أيه مشاعر تفهم من خلالها ما يشعر به نعم كانت اياما معدودات منذ عرفته ولم تلتقى به سوى القليل ولكن بتلك الأيام لاحظت انه من الصعب وغير الممكن قراءة تعابيره فهى دائما جامدة لا يُظهِر غير وجه واحد بنفس الإيماءات ونفس ذات الطريقة فى الحديث ايضا.

هى لن تضع نفسها فى قبضته لن تدعه يقترب منها حسنا سيبقيا معا فى الغرفة ولكن ستوقفه عند حده، ألا ترى نفسها تتحلى بالجرأة! فلتظهرها معه إذا وتعلمه أنه لن يستطيع أحد أن يفرض عليه شىء لا تريده أيا كان ومن يكون حتى إذا كان هو.

–بقيتى فين يا رفيف تساءل بها جاسم وهو يضع سماعات الهاتف فى اذنيه وهو منهمك فى مباشرة عمله
–خلاص وصلت أنا فى جراج الشركة اهو قالتها فى هدوء وهى تصتف بسيارتها فى مرآب الشركة
–طب بقولك ايه، اطلعى اقعدى معايا شوية بس لحد ما اخلص الشغل اللى فى ايدى ده وبعدين نخرج قالها بجدية وهو يعمل على حاسوبه.

–خلاص ماشى، باى انهت المكالمة ثم خرجت من سيارتها وغادرت المرآب كله توجهت نحو المصعد دقائق قليلة واستمع جاسم لدلوف أحد غرفته نعم يعرف أن صوت هذا الحذاء الأنثوى لحبيبته قال لها بإبتسامة وهو لم يرفع نظره عن الحاسوب مشيرا لها بإحدى يديه على المقعد
–أقعدى يا رفيف، شوية بس وهبقى معاكى
تساءلت باهتمام بعد أن جلست ووجهت عسليتيها عليه بابتسامة
–عامل ايه النهارده؟!، كان شكلك مرهق امبارح.

رفع نظره لثانية وهو يقول
–انا تمام متق..

تسمر وجهه ونظره عليها وتوقفت الكلمات فى حلقه ما هذا الذى يراه! ماذا ترتدى تلك! مهلا هل اتت من بيتها بتلك الهيئة!، أرآها أحد بتلك الكنزة التى تكشف عن ذراعيها بتلك الإثارة المهلكة!، احتدت ملامحه بشده وزم شفتيه بغضب قام من فوق كرسيه كالطلقة المندفعة متوجها نحوها بخطوات تتآكل الأرض من قوتها وقف امامها وجذبها من ذراعها ليوقفها متسائلا باستهجان من بين اسنانه بغضب يحاول كتمه وهو ممسك بذراعها ضاغطا عليها ولكن ليست بقوة مبالغ بها.

–ايه اللى انتى لابساه ده؟!
نظرت له بارتباك ورمشت باهدابها بقليل من الخوف لهيئته تلك التى لم تعتادها وقالت بتلجلج
–ل. لابسه ايه ده، ده بلوزة عادية وبنط..
امسك بيده الأخرى ذراعها الأخر هادرا بها بإنفعال وهو يهز جسدها بين يديه
–كل ده وعادية ودرعاتك دى انتى ازاى اصلا تخرجى من بيتك كده.

همست بنبرة مهتزة ولمعت عينيها بدموع مكتومة من قوة مسكته لذراعها وانفعاله عليها التى لا ترى له مبرر أو خطأ قد ارتبكته
–فى ايه يا جاسم!
–فى ان الهانم متبرعة بلحمها للناس تتفرج عليه عرفتى فى ايه
قالها بعصبية بالغة على اثرها انسالت الدموع من عينيها وقالت بصوت باكٍ مغلف بالإنفعال وهى تجفف عينيها بيدٍ مرتعشة
–مسمحلكش انك تكلمنى كده، وانا غلطانة انى جيت.

التقطت حقيبتها وتوجهت نحو الباب هرول خلفها قبل أن تغادر وأحاط خصرها من الخلف بلهفة منه فهو فلن يستطيع تركها ترحل وهى حزينة منه هكذا لن يتحمل تذكر تلك الملامح الباكية وهو السبب فيها، شدد على خصرها عندما رآها تحاول ان تبعده وقال بهمس ونبرة نادمة
–أنا آسف
التفتت له وقالت بحدة وهى تدفعه من صدره
–ابعد عنى يا جاسم، مالكش دعوة بيا وانا فعلا غلطانة انى جيت وانسى حوار صحاب دى وانا وان...

التهم باقى كلماتها فى جوفه فى قبلة طال انتظاره لها لم ولن يستطيع التوقف الآن والابتعاد عن تلك الشفتين التى حلم بهما بين شفتيه مرار وتكرارا وكانت تحرم عليه الراحة والسكون فى منامه وصحوته، كان محاوطا وجهها بين كفيه ليثبته لكى لا تبتعد عن شفتيه التى تتمنى كل انش بها.

كان يلتهم شفتيها بنهم تام ويمتصهما بإمتلاك كأنهما الحلوى الخاصة به هو وحده يسلب عذرية شفتيها بتلك القبلة، يختبر ذلك الأحساس الذى تاق له منذ زمن بعيد كان موصد عينيه بشدة يعتصرهما كأنه يريد أن يطبع تلك المشاعر وتلك اللحظة بداخله.

لاحظ انها لا تبادله قبلته فقد كانت متلجمة مكانها لم تصده ولم تستجب وبعد دقيقتين، ثلاث دقائق أو ربما أربعة لا يعلم تحديدا وجدها تدفعه فى صدره بيديها الصغيره ولا تعلم انها بتلمس صدره هكذا لا تساعده بل تزيده اثارة ليس إلا كارها وبشدة أن يبتعد عن ملمس شفتيها الدافئة ولكن لا يريد أن تخشاه أكثر من ذلك.

لهث بشدة عندما فرق بين شفاههما بينما هى شهقت ساحبة الهواء لرئتيها وانفجر فى وجهها حمرة غير طبيعية كأنها كانت تكافح لالتقاط انفاسها الصق جبهته فوق جبهتها وهو مازال ممسكا بوجهها بين يديه يحاول تهدئة لهاثه قائلا بهمس وتحشرج
–رفيف، أنا. أنا ب...

لم تدعه يخرج ما بجعبته وفرت من امامه هاربة من مكتبه بل مغادرة الشركة كلها تاركة إياه ينظر أمامه فى ذهول يعرف انه تمادى كثيرا معها ولم يكن من الصحيح أن يفعل ما فعله من البداية والذى زاد الأمر سوءً هو تقبيله لها اى لعنة تلك قادته لفعل ذلك لم يكن من المجدى أن يتقرب منها بكل ذلك القدر من الأساس.

يعلم نفسه ويعلم أنه ضعيف أمام نظرة من أعينها العسلية اللامعة بحماسها الدائم فماذا سيفعل إذا أمام رقة ونعومة كلماتها، شفتاها عند ابتسامتها وضحكاتها التى تشعره بانتشاء فى عروقه، كان يجب عليه ألا يستمع لرغبات قلبه فى الإقتراب منها لكنه استمع بالفعل ولم يستمع فقط بل فعل الأكبر يا له من أبله وها هو دمر كل شىء قبل بدايته.

–يا ماما انا كويسة والله بس مكنتش مركزة امبارح فى حاجة ونسيت خالص اكلمكوا كان ذلك تبرير طيف لوالدتها وهى جالسة أمام المسبح بحديقة البيت تعبث بخصلاتها بهدوء التى يحركها الهواء الطلق بنسماته الباردة التى تنعش جسدها مما جعلها تعشق وجودها بهذا المكان كثيرا
–برضه يا طيف كنتى تكلمينا، عدى قلق عليكى اوى أردفت بها والدتها فى عتاب.

–يا ماما وقلق ليه هو انا مش فى بيت جوزى برضه يعنى لا هتاكل ولا هنقص حتة قالتها بنفاذ صبر من لوم امها المتواصل من بداية المكالمة
–ماشى يا طيف انا عارفة ان دماغك ناشفة ومش هتغلطى نفسك ولا هخلص معاكى هدرت بها بضيق ثم تنهدت وقالت باطمئنان عليها طمنينى عليكى طيب
–ايه طمنينى عليكى بتاعتكوا دى مالكوا فى ايه! قالتها مندفعة فى والدتها مما آثار تعجبها.

–طمنينى بتاعتكوا! ومالكوا! فى ايه يا طيف ملحقش يجننك يا حبيبتى ده انتى لسه رايحاله امبارح كررت كلمات ابنتها فى تعجب ثم أهدرت البقية فى استفزاز لها
–يووه بقى يا ماما، بقولك ايه انا هقفل سلام تأففت بضيق من مضايقة والدتها لها وأغلقت معها المكالمة
تركت هاتفها على جنب عادت بظهرها على الأرجوحة تحركها بهدوء جالسة بأريحية تامة وأغمضت عينيها مستمتعة بجمال النسمات اللى تلفح وجهها.

بعد أن أقل عدى أسيف من جامعتها وعاد بها إلى البيت انتهى باقى اليوم دون شىء يذكر غير قيامهم بروتينهم اليومى المعتاد.

فى نهاية اليوم تحديدا ما يقارب الحادية عشر قبل منتصف الليل كانت أسيف مازالت مستيقظة فى غرفتها ممسكة بهاتفها تتفقد حسابها الشخصى على احد مواقع ااتواصل الإجتماعى سمعت طرقتان فوق باب غرفتها صاحت لمن وراء الباب سامحة له بالدلوف وهى على حالتها محدقه بهاتفها حتى لم ترى من دلف إليها تفاجأت عندما وجدت عدى بجانبها على الفراش هادرا بخفوت وهو ينظر بذيتونتيه ملامحها الناعمة ووجها رائق البياض.

–مش جايلى نوم عايز أقعد معاكى شوية
رفعت نظرها ورمقته بتفحص لتشعر بقليل من الإرتباك من تحديقه بعينيها فى وله بالغ استطاعت رؤيته والشعور به فى نبرته ازدردت ثم قالت بنبرة مهزوزة متسائلة
–فى حاجة عايز تتكلم فيها؟
حدق بالأسفل لثانية وزم شفتيه متأهبا للحديث ثم تشدق بهمس متوسلا
–أسيف ينفع أنام جنبك النهارده؟!

اتسعت عينيها وكادت تتكلم ويظهر على ملامحها الرفض القاطع وضع يده فوق فمها مانعا كلماتها من الخروج ثم قال بتوسل مجددا
–أرجوكى يا أسيف النهارده بس حاسس انى مش عايز انام لواحدى، صدقينى مش هضايقك محتاجك بس تبقى معايا، لوسمحتى.

خضعت لنبرته المتوسلة الهامسة التى التمست جزءً بقلبها هزت رأسها بالموافقة بقلة حيلة افترش الفراش بظهره ودثر جسده بالغطاء وعلى حين غره أجتذبها وجعلها تتوسد صدره وقبل أن تتفوه بحرف معترض على فعلته أردف بهمس وحرارة تنبع من داخل أعماق قلبه.

–عايزك فى حضنى مش هعمل حاجة، أغمض عينيه وتنهد محاولا التحكم بتلك السخونة التى سرت بجسده مصاحبة لتثاقل انفاسه فوجودها بذلك القرب منه لم يكن بفكرة جيدة على الإطلاق، ثم تابع بمزيد من الهمس عايز احسك جوا حضنى بس عشان خاطرى يا أسيف متبعديش.

لم تجد مفر من أحضانه ولا يوجد بها ذرة قوة تجعلها تبتعد، فمن ناحية تحتس أن جسدها أصبح كالهلام منزوع منه كل القوى كمن ليست لها ارادة عليه وهو المتحكم به ومن ناحية أخرى أحبت وجودها داخل أحضانه احبت أحساسها بالآمان الذى لا تجده غير معه وبين يديه منذ كانت طفلة صغيرة احبت ذلك القرب من دقات قلبه الهادرة بعنف كأنها تتسارع مع الزمن، وجدت نفسها بتلقائية تحيط خصره بذراعها وتقرب نفسها منه أكثر دافنة رأسها بعنقة وانهالا جفناها لأسفل فى راحة وانتشاء حتى غطت فى النوم سريعا على غير عادتها.

أطبق ذراعيه عليها بتملك قرب انفه يستنشق عبير خصلاتها يحبس رائحتها فى أعماق صدره ويغمض عينيه بنشوة بالغة كم يتمنى أنا يأخذها لعالمه الخاص الآن ويصك عليها ملكيته أن تصبح زوجته، إمرأته، وملكه وحده، فمجيئه إليها لم يكن لتلك الأسباب الواهية الذى قالها منذ برهة، قدومه لها الآن ونومه بجانبها لم يكن سوى رغبة منه بإذابة ذلك الجليد بعلاقتهما وجعلها تأخذ منعطفا آخر من أخوة تجمعهما منذ الصغر إلى زواج يرغب فى اتمامه معها ولكن بكامل إرادتها فى ذلك.

عزم بينه وبين نفسه أنه سيفعل من اجلها أى شىء كى يجعلها تطمئن له ومعه هو فقط كى تهب له نفسها بإرادتها سيبدل خوفها ذلك اشتياقا له، لن ينكر أن خفقات قلبه الهادرة الآن بقربها باتت تخفق من أجلها لن ينكر أنه أصبح عاشقا لها لكل أنش بها ذلك العشق الذى لا يعلم من له به بتلك السرعة ولكن ما يعلمه وعلى يقين به انه عشقها وانتهى الأمر، فهو لن يتوانى أيضا فى جعلها تذوب بعشقه أن يجعل دقاتها تنبض فقط من اجله وبين يديه ان تتمنى الا تبتعد عنه ولو لثانية واحدة.

بعد مرور عدة أيام..

واقف أسفل شرفتها بحديقة بيتها بعد أن أخبره كبير الحرس الخاص بحمايتهم داخل القصر بأن رب عملهم قد خلد للنوم بعدما أخبرته مدبرة البيت بذلك، أخرج هاتفه من جيبه وجاء برقمها ثم اجرى الاتصال واضعا الهاتف فوق أذنه، قال لها مسرعا قبل ان تنفعل بإعتراض على ما قاله لها فى رسالته التى بعثها قبل مجيئه حيث أنه أخبرها أنه أتٍ إليها ويريد رؤيتها ولن يغادر حتى تقابله وتتحدث إليه فهى لم تحدثه الأيام الماضية منذ أن قبّلها فى مكتبه وترفض جميع اتصالته فقرر المجئ إليها بعدما طفح به الكيل.

–رفيف انا تحت البلكونة بتاعة اوضتك ومش همشى إلا لما تنزلى ونتكلم، غير كده مش ماشى واحتمال اطلعلك لو منزلتيش شوفى بقى المناسب ليكى وانا مستنى، بس مش هستنى كتير هنا قدامك خمس دقايق لو ملقتكيش قدامى هتلاقينى انا قدامك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة