قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الخامس

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الخامس

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الخامس

لم ينتظر والده أدار محرك السيارة وساقها بسرعة هادرة إذا لم يكن متمكن من قيادته لكان تعرض لحادث شنيع لن ينجو منه على الإطلاق، صفها بحديقة قصره وليس بالمرأب لم يكن لديه ذرة تحكم فى أعصابه تدعمه على الحراك أكثر من ذلك، دلف القصر غالقا الباب بقوة جعل أخته تنتفض بفزع ذهبت إليه بخطوات مترددة هادرة بخفوت
–مالك يا مجد فى حاجة حصلت؟!

نظر لها بغضب لم يكن من المجدى ظهورها أمامه الآن فمن الطبيعى انه سيفرغ بها جام غضبه وبالطبع صاح بها بصراخ وبرقت عيناه بشدة
–وانتى مالك باللى حصل اوعى ابعدى من وشى.

دفعها من ذراعها رغم انه رأى لمعة الدموع بعينيها ولكن هى من أخطأت بالوقوف والحديث معه الآن فى حالته الهوجاء تلك، لم يأخذ سوى درجتين من السلم حتى استمع لدلوف أبيه وغلقه الباب ولكن ليس بعنف مثله ما ان رآه حتى هبط الدرجتين الذى أخذهما ملوحا بذراعيه هادرا بصراخ جهورى اهتز له القصر.

–بتصغرنى قدام القذر ده تقولى انزل اسبقنى، عيل أنا قدامك عشان تعمل كده، ويا ترى بقى جوزتهاله ولا هتدهاله كده من غير جواز ماهو يا عالم اصلا كان بيحصل ايه بينهم قبل كده
صاح به أبوه بعصبية مماثلة مشيرا له بإصبعه محذرا إياه.

–احترم نفسك يا مجد ومتعليش صوتك عليا انت نسيت نفسك ونسيت انك بتتكلم مع ابوك ولا ايه، وإيااك اسمعك بتقول حرف على أسيف تانى، وآه هجوزهاله لو هى عايزه كده، وانت مش هتفتح بؤك بكلمة فى الموضوع ده انت فاااهم
نظر مجد له للحظات بجمود ثم زين ثغره بابتسامة هادئة خببثة مناقضة لحالته الداخلية ولكن بالطبع هذا الهدوء الذى يسبق العاصفة يقول ببرود
–تمام، تمام أوى.

صعد الدرج فى هرولة مازالت أعصابه متشنجة لكنه كافح أمام والده لكى لا يصرخ به مجددا لانه بالطبع يعلم انه لا يصح له أن يفعلها ولم يفعلها أساسًا من قبل، أختفى عن أنظار والده وأخته التى كفت عن البكاء ولكنها مازالت على وقفتها بهيئتها الحزينة أقترب منها والدها وأخذها بين أحضانه رابتا على ظهرها برفق لتغمغم هى بخفوت
–فى ايه يا بابا لكل ده انا مش فاهمة حاجة!

فرق عناقهما قائلا فى حنان وهو واضع يديه فوق كتفيها بإحتواء
–تعالى يا حبيبتى وانا احكيلك كل اللى حصل النهارده، ثم تابع بابتسامة وهو يداعب ذقنها بإصبعيه السبابة والإبهام اهم حاجة تورينى ضحكتك الحلوة اللى بتنورلى حياتى
ابتسمت بهدوء ممزوج بقليل من الحزن وسارت معه وهو يضع ذراعه على كتفيها يقربها إليه فى حنانه الذى لا ينتهى.

لا تدرى لما تشعر بضيق فى صدرها، شعور داخلها يخبرها أن شيئا سيئا سوف يحدث عن قريب، ليست بعادتها التشاؤم ولكن الشعور يجتاحها وبقوة مما جعل عينيها تتلألأ بدموع حبيسة لا تعلم حتى من أين أتوا، نائمة على فراشها مسلطة عينيها فى سقف غرفتها ما يحدث ليس صعبا فقطا على أسيف فصعب عليها هى أيضا أن تتقبل ابتعاد أختها وصديقتها منذ صغرهما ورفيقة دربها فى كل شىء وابنتها التى تشعر تجاهها بالمسؤولية، سقطت دمعة من إحدى عينيها جففتها على الفور هى ليست بالكئيبة التى تشتهى الأحزان فهى مرحة محبة للحياة تعشق الضحك، هى ليست من مصدقى مقولة الحزن سيدوم للأبد والبؤس لن ينتهى أبدا تعلم أن لا شىء يستمر ابد الدهر خاصةً الحزن ولكن هى تتمنى أن تظل ضحكتها مرتسمة على وجهها دائما وأبدا.

ابتسمت أثناء تفكيرها فى طلب شقيقها الزواج ب أسيف كانت مندهشة فى البداية ولكن الآن رحبت بالأمر كثيرا، ولما لا! فى هذه الحالة ستظل معهم فترة أطول من ناحية ومن أخرى انهما من الممكن أن يعشقا بعضهما، هبت جالسة عند تلك النقطة أيعقل! عدى و أسيف معا! لا لا فهو يعتبرها أخته وهى الأخرى لا تراه غير أخيها عادت مجددا تضع رأسها على الوسادة ثم أغمضت عينيها عازمة الأمر بينها وبين نفسها أنها لن تدع الحزن والتشاؤم يسيطرا عليها مرة أخرى وستظل على تفاؤلها وعلمها بأن كل شىء يكتبه الله ويحدث لنا ما هو إلا وسيلة لخير قادم غطت فى النوم سريعا لم ولن يخطر ببالها ما سيقابلها من قدر سيقلب حياتها رأسا على عقب، فهل ستقدر على أن تواجه وتتعامل بجرأتها المعهودة عليها! أم سيصبح ذلك أقوى مما تحتمل!

صباح اليوم التالى..

جالسة بجانب والدها فى المقعد الخلفى لسيارته بعدما قاما بالتحليل الذى سيثبت أنها ابنته هو لا يحتاج إلى أى إثباتات تجعله يتأكد أنها طفلته الغائبة عنه منذ زمن لقد أحس قلبه بها من قبل أن يراها مجددا وأيقن أنها هى عندما رآها فكيف ليست بإبنته وهى نسخة طبق الأصل من زوجته وحبيبته الراحلة التى أخذت روحه وحياته معها ثم فارقته وتركته بلا روح وحياة وبلا قلب فقلبه لم ينبض بعدها، التفت بنظره إلى ابنته الشاردة ماددا ذراعه ملتقطا يدها بين يديه قائلا فى حنان ورفق.

–تحبى نروح أى مطعم نتغدى فيه لحد ما نتيجة التحليل تطلع ولا نفضل قاعدين فى العربية
حولت نظرها إليه بإبتسامة هادئة ثم قالت
–اللى يعجبك
ربت على يدها رادفا بحماس
–يبقى نروح مطعم بصراحة أنا جعان أوى وعايز آكل مع بنتى حبيبتى وعارف انك أكيد جعتى انتى كمان
هزت رأسها فى موافقة واتسعت بسمتها قائلة بصوتها الناعم
–أنا فعلا حاسة انى جعت وعايزه آكل معاك انا كمان.

فرح كثيرا لكلماتها الأخيرة قائلا فى سعادة موجها حديثه لسائقه
–أطلع ياسطا محمود يلا.

بينما هى أخذت تفكر فيما قالته لتجد أنها كلمات خرجت من فمها بشكل تلقائى لم ترتب لها لتعلم ان ذلك الرجل المدعو والدها أحتل مكانة فى قلبها بشكل مريب فهى لا تتعامل بتلقائيتها إلا مع المقربين إليها ولا تعتاد سريعا على أحد، لم تكن منتظرة هى الأخرى نتيجة التحاليل فهى تكاد تيقن أنه والدها لمسته حانية كلماته طيبة تشعر انه من روحها تطمئن له وفى وجوده كثيرا على عكس مجد المدعو بأخيها فهى تخافه كثيرا مذ رأته وسمعت صوته لا تجد أمانا فى وجوده ولا تشعر من كلماته بأى مشاعر ولكنها تركت ذلك على جنب وقررت ان تستمتع بهذا الوقت الذى تقضيه رفقة والدها حيث انها تشعر بأن علاقتهما ستقوى كثيرا الفترة القادمة.

–اتفضل يا فندم دى الاوراق اللى حضرتك طلبتها، وفى اجتماع كمان ساعة، وبعت email بتفاصيل الصفقة الأخيرة لحضرتك، تؤمرنى بأى حاجة تانية
أردفت سكرتيرته كلماتها تلك بهدوء واحترام أومأ لها بالسلب عند انتهت ولم يزح نظره عن الاوراق أمامه غادرت هى غرفة مكتبه غالقة الباب خلفها ثم صدح هاتفه يعلن عن وجود مكالمة التقطه وقام بالرد دون النظر لاسم المتصل هادرا بهدوء
–أيوه.

اتسعتا عينا جاسم ولم يصدق أذنه انزل الهاتف رامقا الاسم حتى تأكد أنها حقا، أعاده مره أخرى قائلا فى توتر وتلعثم قليل
–اا، رفيف، ازيك عاملة ايه؟
أجابته بهدوء وأخذ التلعثم طريقه لكلماتها هى أيضا ولا تعلم السبب فى ذلك
–تمام، كنت، اا، متصلة أسأل عليك. وأشكرك
عقد حاجبيه فى عدم فهم ثم قال بتعجب
–تشكرينى!، تشكرينى على ايه؟!

أردفت بإبتسامة أحس بها بالرغم من عدم وجودها أمامه ثم قالت برقتها البالغة
–لما كنت عندك وحكيتلك اللى مضايقنى، أنا، أنا ارتحت جدا من كلامك وكنت حابة اشكرك، شكرا يا جاسم
لم يعد يتحمل تلك النبرة الخاطفة لأنفاسه، إذا كانت أمامه الآن لكان هشم تلك الشفاه التى تسحره بين خاصته، عندما اتاها صمته ولم يعقب على كلماتها ظنت أن الخط قد انقطع لتتساءل بترقب
–جاسم انت معايا
حمحم ثم هدر فى لوم وحزن مصطنع.

–معاكى، ومش هعقب على كلامك، واللى حصل مش هيتكرر تانى طالما انتى شايفة ان فى بينا شكر
أردفت مسرعة بلهوجة ملحوظة
–لالالا مقصدش، ا. أنا، يعنى، كنت عايزه، تقطع صوتها وتاهت الكلمات من لسانها لتقول بدفعة واحدة نبقى أصحاب؟
اتسعت عيناه فى دهشه وارتسمت إبتسامة فرحة أعلى ثغره بينما أردفت هى من جديد.

–انا بصراحة، بص يا جاسم أنا مفيش حد فى حياتى فاهمنى ولا بيسمعنى، أنا كتير بحس إنى وحيدة بابا بيحبنى ومجد كمان بس محدش فيهم بعرف اتكلم معاه، حتى صحابى مش بيسمعونى ولا عمرهم فهمونى ولا أصلا بيهمهم أمرى، أنت، أنت الوحيد اللى سمعتنى وريحتنى فى الكلام وحسيت انك مهتم بزعلى وطمنتنى إنك معايا وانى مش لواحدى، أنا محتاجة حد زيك فى حياتى ومش هعرف اتطمن لحد زى مانا متطمنة ليك، عشان كده بقولك نبقى صحاب، انهت كلامها ثم سألت بتوجس انت معايا صح؟!

أومأ لها بإيجاب كأنها معه وتراه وهدر بصوته الرخيم الهادئ
–ايوه معاكى، وموافق كمان نبقى صحاب ومش عايز اسمعك بتقولى أنك وحيدة تانى قولتلك إنى عمرى ماهسيبك تبقى وحيدة يا رفيف.

قال اسمها فى خفوت قلبه لم يعد يحتمل صوتها ونطقها اللذيذ لاسمه الذى يجعل قلبه يتراقص على أوتار كلماتها ابتسمت بإتساع وسعادة بالغة، كلماته تفرحها كثيرا وتشعر بتأثيرها على دقات قلبها لا تعرف سبب لما تشعر به ولا تعرف لما أرادت أن يصبحا صديقين ولكن كل ما ارادته أن تتقرب إليه وتتحدث معه كثيرا تحت أى مسمى ولنقل الصداقة التى رحب بها هو كثيرا وأحس أنها أختصرت عليه الكثير، همهمت ثم سألته برقة.

–اممم، مشغول دلوقتى؟
رد مسرعا فى نفى
–لأ خالص مش مشغول ولو حابة تتكلمى معايا فى أى حاجة دلوقتى انا معاكى اتكلمى
ابتسمت وأخذت تقص عليه أحداث كثيرة غير مرتبة ولا يربطهم أى صلة ببعضهم كل ما ودته فى هذا الوقت أن تتحدث فقط، لا يوجد لديها من تتحدث إليه ويستمع لها دون توانٍ، دائما ما تستمع للآخرين جاء هو فى ثوانٍ معدودة حثها على الحديث إليه وطمأنها أنه معها دائما ولن يتركها بمفردها بتاتا.

استمع لها وهو فى قمة سعادته لا يصدق انها تحدثه وبرغبتها لديه الكثير من الأعمال التى كان يقوم بها ولازالت على عاتقه، لا بأس إذا تأجلت قليلا أو كثيرا لا يمانع طالما هى، محادثتها وصوتها هم السبب فى ذلك.

–عايز اسألك سؤال بس تجاوبى عليا بمنتهى الصراحة
قالها والدها بعدما توقف عن مضغ طعامه وهما جالسان قبالة بعضهما فى المطعم الذى أختارته أسيف حيث أنه ترك لها الأختيار متحججا بانه لا يعلم لأنه لا يخرج كثيرا ولكنه قال ذلك كى تعتاد عليه وهو يرمقها بحب وابتسامة بدأت أسيف فى حبها
أومأت له وهى تترك الطعام من يدها مبتلعة ما بفها مرة واحدة بادلته الإبتسامة ثم قالت
–اتفضل.

–المفروض انى متفق مع عدى انى هرد على طلب جوازه منك لما نتيجة التحليل تطلع، وهى خلاص كلها ساعة والدكتور هيكلمنى ويبلغى بالنتيجة، فانا عاوز اعرف منك قبل ما ارد عليه، انت موافقة على جوازكوا
زاغت بعينيها إلى أسفل تفرك يديها بتوتر مبتلعة ريقها عندما شعرت ان حلقها قد جف ثم قالت بتلعثم
-هو، يعنى انا، انا بصراحة..
قطع تلعثمها سائلا بتلقائية دون تفكير او تردد
–بتحبيه؟

اتسعت عينيها على آخرها هادرة فى مزيد من التلعثم تشعر أن لسانها انعقد والكلام لا يخرج كاملا صحيحا نهائيا
–هاا، لأ، آه، أقصد..
قهقه بقوة على تلعثمها تلك وضاقت عينيه كثيرا وتخللها الدموع من كثرة ضحكه قائلا بمرح بنبرة لم تخلُ من الضحك بعد
–خلاص خلاص هو باين عليكى اصلا.

فغرت فاهها مما قاله كان الكلام فى البداية لا يخرج كاملا بينما الحين لا يخرج بتاتا، واعادت سؤاله فى رأسها بتحبيه؟، ماذا! ماذا يقول؟! عن أى حب يتحدث؟!، لا لا يستحيل أن يكون هذا الحب بينها وبين عدى اطلاقا فهو أخوها إذا لم يكن البيولوجى يكفى أنها تشعر بالأمان معه وبجانبه عكس هذا ال مجد الذى لا تعرف إلى الآن كيف ستتقبله بل كيف ستتعامل معه فى الأساس، قطع شرودها والدها وهو يجيب على الهاتف، لم تركز فى حديثه فى بادئ الامر، لكن لفت انتباهها آخر جملة قالها فى فرح وحماس لاحظته عليه أسيف.

–تمام أنا جاى أخد التقرير دلوقتى
أنهى المكالمة وقام من مقعده قائلا وهو يضع النقود أعلى الطاولة فى لهفة
–يلا يا حبيبتى
أخذ يدها فى كفه وهما يغادران المطعم متوجهين نحو السيارة، استقلا السيارة وأمر هو السائق بالعودة إلى ذلك المعمل الخاص بالتحاليل مرة ثانية رمقها بتعجب هادرا باستفسار
–انتى اخدتى بالك أكيد ان اللى كلمنى ده الدكتور اللى عملنا التحليل، ليه مسألتيش على نتيجة التحليل!

–وليه أسأل على حاجة انا متأكدة منها أخبرته بتلقائية وابتسامة هادئة
لينظر لها عاقدا حاجبيه قائلا باستفسار
–تقصدى ايه بحاجة انتى متأكدة منها!
كانت محافظة على ابتسامتها التفتت بجسدها قليلا لكى تنظر له وهى جالسة بوضع مريح ثم قالت
–اقصد انى متأكدة انك بابا ومش مستنية نتيجة التحليل اللى تثبتلى كده
دمعت عينيه تأثرا بما قالته وسحب يدها إمام فمه مقبلا ظاهره فى لين ورقة قائلا بتحشرج.

–مش مصدق انى بسمع الكلام ده منك ولا مصدق إن بعد السنين دى كلها ربنا جمعنى بيكى وبقيتى معايا وجنبى دلوقتى
جذبها من يدها بعدما قبلها إلى أحضانه محاوطها بذراعيه برفق رابتا على ظهرها وقبل مقدمة رأسها وأخذت دموعه تسيل فوق وجنتيه ولكن هذه المرة ليست حزنا بل فرحا.

تفاجأت كثيرا من فعلته بتقبيله يدها وازداد تفاجؤها عندما جذبها داخل أحضانه، لم ترِد جذب جسدها بعيدا عنه أحبت شعورها بالأمان حينها أحبت دفء وحنان أحضانه
ظلا هكذا حتى توقفت السيارة أمام المشفى ترجل منها والدها حتى يجلب التقرير الذى يؤكده نسبهما، دقائق قليلة ودلف مرة ثانية بجانبها ممسكا بيده تلك الأوراق ثم قال ببسمته التى بدأت فى عشقها.

–يلا يا حبيبتى بقى عشان نرجع وعشان كمان فى كلام كتير عايز اتكلم فيه مع عدى.

لم يتوقف عقله عن التفكير بكل ما حدث عثوره على أخته، موقفها الهجومى معه رغم ما لاحظه من توتر وخوف بعينيها، طلب هذا اللعين الزواج بها، موقف أبيه من ذلك، تقليله له امامهم، صراخه به الذى حدث لأول مرة فى حياته وأخته الصغرى وعصبيته المفروطة عليها لم يحدثها هكذا من قبل ولم يكن ينوى ذلك معها هى خصيصا، دلف جاسم له وهو شارد فى كل ذلك انتبه له فاعتدل فى جلسته وفرك وجهه بيديه بتعب قائلا له بفتور ونبره مرهقة.

–فى حاجة يا جاسم!
جلس على المقعد الجانبى لمكتبه ضيق عينيه ثم قال بهدوء وتفحص له
–لا مفيش خلصت قولت اعدى عليك، مالك انت فى ايه!
قلب عينيه فى ضيق لا يريد الحديث فى أى شىء الآن ثم قال بملامح مشدودة
–مالى فى ايه مانا تمام اهو، قولى انت كلمت بابا او هو كلمك، عرفت انه رايح النهارده يعمل التحليل اللى صمم عليه العيل ده
منع ابتسامته وحاول رسم الجدية على ملامحه ثم أومأ له وقال.

–اه كلمته قبل ماجى وقالى انه عمل التحليل خلاص وهيرجع هو وأسيف لبيتهم تانى، عايز يتكلم مع عدى شوية
رفع احدى حاجبيه وزم شفتيه للجانب فى عصبية مكتوبة ثم قال بخشونة
–عايز يتكلم معاه فى ايه هو مش ملاحظ ان عامله اعتبار زيادة عن اللزوم
مط جاسم شفتيه وزاغ بنظره لثانية ثم رفع احدى
حاجبيه وقال بحيرة.

–بصراحة مش شايف انه عامله اعتبار زيادة ولا حاجة، قدر موقفهم شوية همّ برضه متعلقين بيها وصعب عليهم انها تبعد عنهم بعد السنين دى كلها
ضرب المكتب بيدية ونهض بإنفعال من فوق مقعده وهدر بعصبية
–متعلقين بيها ولا الو** ده اللى عينه عليها، ويجى هشام بيه يقولى اه هجوزهاله، وانت تقولى صعب عليهم انها تبعد عنهم، انتوا ايه عايزين تجننونى.

تحدث بصراخ وزادت سوداويتيه قتامة فوق قتامتها نهض الآخر أيضا عندما أنهى صراخه به قائلا بجدية.

–انت ايه اللى معترض عليه يا مجد انا مش فاهمك!، فيها ايه لو اتجوزها ماهى قاعدة عندهم بقالها ستاشر سنة ولو هى وافقت عليه يبقى مناسب ليها انت مش هتعرف اكتر منها، ولو كان ناويلها على نية مش كويسة مكانش طلب يتجوزها ولا اتعصب من فكرة انها تبعد عنهم، صدقنى انا شوفت فى عينه قد ايه متعلق بيها وقد ايه كان هيتجنن من فكرة انك تخادها من عندهم، باباك عايز مصلحتها وعايز يتطمن عليها عايز يعوضها عن فترة بعده عنها، مش اول مايلاقيها كده يرفضلها طلب من حقها أصلا هى بس اللى تقرر فيه طالما الراجل كويس وميعبوش حاجة، انت بقى ايه مشكلتك من كل ده!

ازداد غضبا وألقى بكل الاشياء الموضوعة فوق مكتبه أرضا قائلا وهو يكز على اسنانه ونفرت عروقه بشدة
–بيلوى دراعى، بيعرفنى انه قادر عليه، بيقولى هاخد اختك غصب عنك وانت ولا ليك لازمة
حرك اهدابه عدة مرات ونظر له بعيون متسعة فى تفاجؤ ثم عقب مسرعا
–انت ليه شايفها كده
خطا خطواته تجاه الشرفة الزجاجية يطالع الخارج بوجوم ثم قال بنبره جامدة وتحكم قليلا فى عصبيته.

–عشان هى كده ولو الموضوع ده تم يبقى عند بعند ويتحملوا اللى هعمله وقتها
حرك رأسه فى قلة حيلة وغادر الغرفة لكى لا تسوء الأمور أكثر من ذلك ويتشاجرا معا بسبب اختلاف وجهة نظره ورؤيته للموضوع من جهة عقلانية وعصبية الآخر وتصميمه على رأيه الخاطئ.

كان يرتشف من القهوة التى أعدتها له نادية بعدما أصرت عليه أن يتناول شيئا، جالسا على الأريكة بغرفة المعيشة بجانبه أبنته وقبالتهما يجلس عدى على الكرسى منتظرا بدء الحديث ورأى والدها فيما طلبه وهو الزواج بها خصيصا بعدما رأى تقرير إثبات أبوته لها تنحنح والدها وهو يضح الكوب على الطاولة أمامهم ثم هدر بجدية
–أظن كده اتأكدت إنى والدها، واعتقد دلوقتى ليا الحق إنى أرد على طلبك.

أومأ له عدى قائلا بثبات ظاهرى ونبره هادئة
–انا مكنتش مشكك من الأول وقولت لحضرتك، انا كل اللى كنت عايزه إثبات رسمى عشان أسيف أمانة عندنا ومش من الطبيعى أما يظهر حد يقول انا ابوها أواخوها هنديهاله، لازم نتطمن الاول، حضرتك تخاف لو كنا متكلمناش، و. توقف ليبتلع ثم تابع بهدوء يتخلله التوتر وأنا مستنى الرد على طلبى
نظر هشام إلى ابنته متلمسا يدها بحنان ثم قال بخفوت.

–سيبينى أنا وعدى لواحدنا شوية يا حبيبتى
أومأت له ثم قامت وغادرت فى صمت، بينما أعاد هو نظره للماكث امامه منتظرا رده فى توتر يحاول أن يواريه، أردف بهدوء.

–بص يابنى يمكن فى الاول قولتوا ايه اللى فكرهم بيها دلوقتى، وبعد ستاشر سنة جايين يسألوا عليها، وكلام كتير كان فى دماغكم وقتها، بس محدش يعرف الستاشر سنة دول عدوا عليا ازاى، مخسرتش بس فيهم أسيف، انا خسرت كمان مراتى اللى حزنت جامد بعد ما أسيف اتخطفت تعبت تعب صعب من كتر حزنها ومقدرتش عليه وقابلت وجه كريم، حتى بعد موت والدتها اللى هد حيلى وكمل على اللى فاضل فيا فضلت مدة كببرة ادور عليها لحد ما يأست لا شرطة ولا وسائل خاصة بيا فادتنى بحاجة، وبعدها بفترة نقلنا حياتنا وشغلنا هنا اسكندرية، كنت سايب روحى فى القاهرة فى المكان اللى أتاخدت منه بنتى بس اهو فى الآخر لقيتها هنا، كله بيبقى حكمة وترتيب من المولى عز وجل..

ابتلع رمقه وتنهد فى حزن طفيف ثم تابع.

–انا مستعد أعمل اى حاجة تبقى فيها مصلحة لأسيف، عايز أعوضها عن العمر اللى بعدت فيه عنى، انا. انا خدت رأيها فى موضوع جوازكوا، هى مردتش رد صريح بس من لغبطتها عرفت انها موافقة بس يمكن محرجة شوية، ابتسم عندما تذكر تلعثمها ثم تابع وهو محتفظ ببسمته عشان كده انا استحالة أرفض طلبك ده غير إنك ولد ممتاز وليك مستقبل واللى عرفته من جاسم انك متفوق جدا فى شغلك، وغير كل ده بنتى اتربت فى بيتكم وعاشت وسطكم، زى ماحفظت عليها قبل كده هتحافظ عليها وهى مراتك وعلى اسمك، هبقى متطمن عليها معاك انت بالذات أكتر من حد تانى، وزيى زى أى أب هوصيك عليها مع انى متأكد باللى شوفته منك وشايفة فى عنيك دلوقتى انك مش محتاح توصية.

توسعت إبتسامة عدى كثيرا ولمعت عينيه بسعادة أستطاع الآخر رؤيتها بوضوح لم يكن يتوقع أن يكون رده كذاك، كان يتوقع المراوغة، وضع شروط أو حتى الرفض لكنه فاجأه برد وكلماته حمحم ثم قال بفرحة
–عمى أنا مش قادر اوصفلك سعادتى من رد حضرتك وحقيقى مفيش أقول إيه غير إنى بجد هحافظ عليها وهصونها وهحميها حتى من نفسى.

خرجت الكلمات بتلقائية بحتة دون ترتيب خرجت من أعماق قلبه لم يعقل ولا حرف واحد قبل قوله به ولكنه حينما تمعن قليلا فى كلماته تعجب كثيرا كيف! كيف قالها! أيمكن أنه حبذا فكرة زواجه منها! أيعقل انه يرى أنها تصلح زوجة له! أمن الممكن أن تصبح مستقبلا حبيبته! عند هذه النقطة وتوقف عن التفكير ونفض كل ذلك من عقله، فهى أخته كانت وستظل دائما، وزواجه منها ما هو سوى حل لمكوثها فى بيتهم برابط راسمى لا شىء غير ذلك ولن يكون.

–أنا عندى طلب واحد بس
انتبه ل هشام الذى قالها بعدما ابتسم له على رده، أومأ له فى إيجاب ثم قال فى تحفز لما سيطلبه
–أؤمر يا عمى
أردف بصوت رخيم وقليل من الحزن
–الأمر لله يابنى، أنا مش هقول تقعدوا معايا فى الفيلا، بس على الاقل شوية هنا وشوية عندى، عشان أنا ملحقتش أشبع من أسيف وبجوازك منها هتحرم منها تانى
ابتسم له دلالة على موافقته وأردف بترحيب.

–وانا معنديش مانع انا يشرفنى إنى أقعد مع حضرتك، وبعدين عمرى ماهحرمك من أسيف ولا احرم أسيف منك ولو عايزها كل يوم عندك مفيش مشكلة عندى
ابتسم هشام باتساع لموافقته ثم قال بحماس
–يبقى اتفقنا، تحب نعمل امتى الخطوبة!
هز رأسه فى سلب قائلا فى رفض.

–لا لا خطوبة ايه هو انا لسه هتعرف على أسيف، وبعد إذن حضرتك مش عايز فرح كمان، احنا ملناش حد ومش بنفضل جو الأفراح، يعنى أنا حابب تبقى على قد كتب الكتاب هنا ولو حضرتك عايز تعزم حد مفيش مشكلة
نظر له مطولا فى تفكير وأومأ له بقلة حيلة ثم قال.

–اللى يريحكوا يابنى، على خيرة الله، وانا شايف طالما كده يبقى خير البر عاجلة ونخلى كتب الكتاب الخميس الجاى، وان شاء الله هتصرف فى أوراق أسيف الرسمية وتغيير اسمها من هنا ليوم الخميس كل حاجة هتبقى جاهزة.

منذ دقائق..
– ادخل أتى صوت طيف بعد أن طُرق باب غرفتها لتسمح للطارق بالولوج ولم تكن سوى أسيف التى وجدت والدتها جالسه بجانب أختها فوق الفراش لتحمحم وهى تقترب من الأريكة لتجلس عليها ريثما يتحدث أبيها إلى عدى، تفقتدتها طيف ثم قالت باستفسار
–ايه اللى جابك مش قاعدة معاهم ليه!
رفعت أسيف كتفيها ومطت شفتيها دلالة على عدم علمها ثم قالت.

–مش عارفة بابا خرجنى ليه بس قال انه عايز يتكلم مع عدى لواحدهم
نهضت من الفراش متوجهة نحو أسيف وجلست بجانبها مستفسرة فى تردد وحزن
–هو، هو انتى هتمشى مع باباكى!
أومأت لها بإنكار ثم قالت بهدوء
–لأ، هو اتكلم معايا النهارده وقالى أنه مش هياخدنى من هنا، هو متفهم جدا لوضعى وقال انه استحالة يفرض عليا وضع مش حباه، ومقدر إنى لسه مخدتش عليه وانى مش هقدر بين يوم وليله أسيبكم واعيش فى مكان تان.

تههلت أساريرها وأسرعت فى احتضانها قائلة بسعادة
–يبقى كده مش هتمشى خالص، لأن أكيد عدى هيكلمه تانى على جوازكوا وأكيد هيخليه قريب
ابتلعت رمقها عند ذكر زواجها منه وامتدت يدها لتضع شعرها خلف أذنها بتوتر وهى ناظرة أسفل لا تعلم لما تتوتر كلما جاءت سيرته و كلما تحدث معها أحد بأمر زواجهما
قامت والدتهما من فوق الفراش قائلة وهى مغادرة الغرفة
–انا هقوم اتوضا مصلتش العشا لسه.

دقائق قليلة بعد مغادرتها وتحدثتا الفتاتان معا حول ما حدث اليوم حتى دلف عدى الغرفة رمقتاه طيف و أسيف ليتحدث هو بعدما رأى نظراتهما السائلة موجها حديثه ل أسيف
–باباكى لسه نازل، قولتله انهدلك تسلمى عليه قبل ماينزل بس هو قال انك معاه من الصبح بره وزمانك تعبتى وقال اسيبك ترتاحى
ابتسمت ثم اومأت له بينما أردفت طيف سائلة
–اتفقت معاه على ايه؟، وهو أساسا كان عايزك فى ايه لما خرج أسيف؟!

وقعت عينيه على أسيف لثانية ثم اهدر وهو يعود بظهره على الفراش واضعا ذراعه خلف رأسه ناظرا نحو أخته
–مفيش وصانى شوية على أسيف وقالى اما نتجوز نبقى شوية هنا وشوية هناك عشان يعنى مشبعش من أسيف وجوزانا كده هيحرمه منها
لم تعقب أسيف فقد ازداد نبضها مما قاله مشيرا إلى زواجهما بينما ردت عليه أخته بنبرة سائلة مجددا
–وانت ردك كان ايه؟!
هدر بهدوء وإيجاز وهو يحك جبينه بيده الأخرى
–وافقت.

اكتفى بتلك الكلمة فلم يُرِد ان يتحدث عما قاله من حمايته لها وصونها، لم تقل طيف شيئا آخر بينما تابع هو فى تذكر مصطنع
–وآه، كتب الكتاب الخميس الجاى
قالها وهو ينظر فى عينى أسيف بينما هى تحاشت النظر إليه ثم وقفت مرة واحدة ابتلعت رمقها بصعوبة وقالت بتلعثم لاحظاه بسهولة
–ااا، أنا تعبانة ومرهقة اوى و. وهروح أنام، اا، تصبحوا على خير.

غادرت الغرفة بسرعة تعجبت لها أخته بينما هو كان يلاحظ توترها منذ طلبه الزواج بها والذى أخذ يزداد فى كل مرة ذكر هذا الأمر أمامها، ابتسم على الطريقة الجديدة التى يراها بها وهو خجلها وتوترها معه الذى لم يظهر أمامه خلال السنين الماضية قط، تحولت ملامح الآخرى للإستغراب لتندفع بأخيها متحدثة
–ايه ده مالها متلغبطة كده ليه وليه خرجت بسرعة كده.

ابتسم وظل ثابتا على وضعه ثم أغمض عينيه حينها هبت الآخرى هادره به بقوة
–ايه ده انت هتنام هنا ولا ايه، قوم، قوم نام فى اوضتك يا عدى متهزرش
تظاهر بالنوم بينما التقطت هى الوسادة الموضوعة على الأريكة بجانبها والقته بها، قهقه ضحكا ثم نهض من نومته وغادر هو الآخر إلى غرفته.

طرق الباب بخفة مرتين فهو لا يعلم أمازالت مستيقظة أم جفاها النوم، ثانيتين حتى أتاه صوتها السامح له بالدلوف، قام بفتح الباب ودلف بإبتسامة صغيرة لا تخرج لغيرها فهى شقيقته الصغرى وابنته الكبرى التى لم ولن يستطيع إبتعادها عنه أو إحزانها منه
كانت جالسة على مكتبها تراجع محاضرتها، جلس مجد على طرف فراشها عند نهايته كى يكون مقابلا لها، سائلها فى جدية ودون مقدمات
–لسه زعلانة منى؟!

لم ترفع عينيها عن كتابها متحججة بينها وبين نفسها بإنهماكها فى استذكارها وعدم الإنتباه له، علم ما تفكر به فابتسم مجددا وقام من مجلسه متوجها نحوها وقف امامها مباسرة ومد يده ملتقطا يدها وسحبها ليوقفا أمامه قائلا بصوت رخيم بعد أن وقفت.

–عارف إنك زعلانة منى، وانى مكانش ينفع اتعصب عليكى كده، بس انتى شوفتى حالتى كانت عاملة ازاى، كنتى اعقليها انتى كمان وقتها ومتكلمنيش، وعلى العموم ده مش مبرر لاللى عملته، متزعليش منى يا رفيف.

زاغت بنظرها بعيدا عن عينيه لانها تعلم إذا نظرت لهما ستضعف وتسامحه، هو بالنسبة لها ليس مجرد أخا فحسب بل تجمعهما علاقة صداقة شديدة إذا كان أخيها يرتدى قناع الجمود مع الجميع على النقيض معها فهو يدللها ويعشقها كثيرا وترى ذلك فى عينيه ومعها فقط
عندما لم يأتيه ردا منها ولاحظ ابتعاد نظرها عنه رفع ذقنها لأعلى بيده مجبرها على النظر إليه وقال مجددا بنظرة نادمة.

–متزعليش منى بقى دى أول مرة أعملها يعنى هو مجد حبيبك ميستاهلش يتغفرله حاجة واحدة يزعلك فيها
ابتسمت رغما عنها فنبرته النادمة تستحثها على مسامحته، ثم قالت بتبرم طفولى مطصنعة الحزن
–مجد بجد أنا زعلت منك اوى ولو عملتها تانى أنا هاخد موقف بجد ومش هكلمك تانى
ضيق ما بين جاجبية هادرا بملامح ممازحة قليلا
–ده تهديد ده ولا ايه، لا فوقى كده مجد الكيلانى مبيتهددش.

ضحكت بشدة حتى عاد رأسها لخلف، أحتضنها مقبلا مقدمة رأسها ثم قال برفق
–مش هتتكرر تانى
فرقت عناقهما وجلسا معا طوال الليل يتسامرا سويا هو لا يطيق الأحاديث الطويلة ولا الثرثرة كما يرى ولكن تحمل ذلك كى لا يحزنها ويجعلها تشعر بعدم راحته فى الحديث معها.

بعد عدة أيام..
فى اليوم المحدد لعقد القران كان الجميع جالسا والمأذون بينهم بجانبه هشام ويوجد عدى بالجانب الآخر كان على مشارف البدء حتى أتى إلى مسامعهم صوت مجد الذى كان جالسا واضعا قدما فوق الآخرى بمنتهى الكبر ناظرا إليهم بجمود ثم قال بهدوء مستفز.

–استنى قالها مشيرا للمأذون بيد واحد فى أمر، نظر له الجميع بتعجب واستفسار، رفع رأسه فى هيمنة طاغية رافعا إحدى حاجبيه ثم أردف بخبث أنا مش معترض على كتب الكتاب وموافق كمان بس على شرط حول ثاقبتيه تجاه عدى وناظره بتحدٍ ثم تابع بجمود هو هيتحوز أختى وانا هتجوز أخته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة