قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الحادي عشر

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الحادي عشر

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الحادي عشر

ابتعد عنها مرتميا بظهره متسطحا الفراش بجانبها وهو يلهث بأنفاس متثاقلة فهو لتوه انتهى من علاقة محرمة تجمعه بها كلما ذهب إليها، اقتربت منه بعد أن هدأت انفاسها قليلا فى محاولة لتوسد صدره ليبتعد ناهضا من فوق الفراش باغتته مسرعة بإمساك يده ثم أردفت بتوسل
–خليك معايا شوية عشان خاطرى يا عاصم
قلب عينيه بملل من كلماتها التى لا تكف عنها كلما جاء إليها ليلتفت لها قائلا بجفاء.

–مش خلصنا خلاص عايزه ايه تانى
نهضت داليا لتقف امامه تتلمس وجنته فى خوف من نهره لها فهو لا يسمح لها ان تتود إليه مطلقا وترضى قلبها ببعض لمسات حنونة منه، فقط يقوم معها بتلك العلاقة المحرمة التى خضعت لها لعشقها له بل هوسها وهو الذى استغل ذلك ابشع استغلال، قبض على يدها مبعدها عن وجنته ببرود ثم هدر بتحذير ولا مبالاة لاحتياجها إليه.

–داليا، أنا باجى نمتع بعض شوية ونخلص وامشى، حوارات كل مرة بقت مملة اوى متخلنيش اندم انى جيتلك
أردفت بحزن وهى تنظر بداخل بندقتيه باشتياق
–عاصم انت واحشنى اوى بقالك فترة كبيرة مسافر وبعيد عنى
تأفف بضيق ثم قال بنبرة صوت حادة
–مش هنخلص بقى
تكلمت مسرعة باستفسار ونبرة مضطربة
–طب، طب انت رايح فين دلوقتى؟

زفر بحنق وهو يحيد بنظره عنها ثم قال بكذب ليثير غيرتها التى لا تعنيه بشىء ولكنه يشعر بنشوة شديدة عند رؤيته للقهر بأعين من حوله خاصةً إن كان هو المتسبب به
–رايح اسهر مع واحدة
ابتلعت تلك الغصة التى شعرت بها بحلقها لتقول بحزن وملامح مترجية
–ليه طيب مانا معاك، اللى انتى عايز تعمله معاها انا أقدر أعمله يبقى ليه تروح لواحدة تانية، عرفنى اللى انتى عايزه وانا هعمله ومش هعترض فى اى حاجة.

رمقها بخبث ثم أردف بجمود وهو يحك ذقنه المشذبة بسبابته
–مش هتعرفى تعملى اللى بتعمله ولا هتقدرى، كفاية عليكى اللى عملناه من شوية، ده انتى مرة واحدة بتفرهدك ومش بتعرفى تسدى معايا ضحك بسخرية ثم تابع وهو يرفع احدى حاجبيه تقومى تطلبى مرة كمان
قالت بتصميم ونبرة ناعمة وهى تحسس صدره بإغراء لتدفع الرغبة تجاهها بجسده من جديد
–مين قالك انى مش هقدر، جربنى طيب لو تعبت ابقى اتكلم.

ازدادت من حدة لمساتها لترتفع بيديها محاوطة عنقة جاذبة إياه نحوها ليتلصقا جسدهما العاريين بإثارة شديدة وظلت تلثم عنقه ببطء وتمهل جعل انفاسه تتزايد من جديد أغمض عينيه بشبق وهو يسحق اسنانه فتلك السخونة التى سرت فى جسده لا ترأف به وتطالب بها مرة أخرى يعلم انه كاذب فى كل مرة أخبرها بها أنها لا تؤثر عليه ولا تمتعه بتاتا ويأتى لها فقط لإرادتها هى فى ذلك، فهو يعلم جيدا انها أكثر شخص يتحكم بجسده وتعرف كيف توصله لذروة متعته التى لم يصل لها مع أحد سواها.

دفعها فوق الفراش بعنف للتأوه بوجع من أثر دفعته ولكنه ما إن استمع لتأوهها ذاك حتى اندلعت النيران المستعرة بداخله وقام باعتلائها بعنف لتخلصه من تلك النيران التى تؤججه بطريقتها المميزة معه دائما التى لم تفشل بها ولو لمرة واحدة.

لم تكن تريد فعلها مجددا ولكنها لن تتركه يذهب لغيرها، تعشقه حد الجنون، تعلم انها مخطئة بعلاقتها تلك معه، تعلم انه لا يحبها، تعلم ايضا انه سيلقيها من حياته بعيدا كما يلقى نفايته عندما يسأم منها ويشبع رغبته من جسدها بشكل تام، ولكن ماذا عليها ان تفعل امام عشق فَرض عليها ذلك، وضعف شخصية زج بها فى ذلك الجحيم، وقدر أوقعها بين يدى ابن خالة لا يعرف اى شىء عن الرحمة.

ابتعد عنها مسرعا ليرى الرعب على وجهها وملامحها خائفة تكاد تبكى من هول الموقف التى وقعت به، ليضع سبابته امام شفتيه قائلا بهمس حتى لا يستمع له من وراء الباب
–اهدى يا رفيف، انا هدخل الحمام وشوفى انتى مين.

أومأت له وهى مرتبكة للغاية واحس بارتعاشة كفيها فوق صدره ليبتعد وهو يسب نفسه على حالتها تلك التى سببها لها بأفعاله الهوجاء وأفكاره الغبية، ولج الحمام وأوصد الباب عليه، لتتنفس هى بعمق محاولة ضبط انفاسها لكى لا يظهر عليه توتر ويشك من بالخارج بأمرها، فتحت الباب ببطء لتحل الصدمة على ملامحها من وجود مدبرة البيت امامها رادفة بهدوء وهى تمد لها يدها بهاتفها.

–تليفونك يا بنتى نسيتيه على التربيزة تحت فى الجنينة
أومأت لها رفيف وهى ترطب شفاهها فهى لم تخرج من صدمتها بعد ومازال يتملك منها بعض الخوف، انصرفت من امامها ثم أغلقت رفيف الباب عندما استمع جاسم لغلقها للباب خرج من الحمام متوجها إليها بملامح آسفة ثم نظر لها قائلا بندم
–حبيبتى أنا آسف بجد، وقعتك فى موقف وحش اوى، وكان ممكن تبقى مشكلة كبيرة لو كان باباكى او مجد هو اللى جه، أنا...

وضعت يدها على فيهه مقاطعة كلماته ثم أردفت برقتها وهى تنظر له بحب
–محصلش حاجة لكل ده، دى نانى فاطمة كانت بتجيبلى الفون بتاعى عشان نسيته تحت، وبعدين انت محطتنيش فى اى مواقف وحشة، انا كنت قلقانة بس ان حد يشوفك هنا ويضايقك، لكن انا مبسوطة انك معايا دلوقتى ومش عايزاك تمشى.

تهللت أساريره بكلماتها التى لم يُخيل له يوما أن تخرج من بين شفتيها التى لا يريد سوى ان يقبلها ويقبلها حتى يكتفى ولكن هل له من إكتفاء من تلك الشفاه الصغيرة الناعمة التى ما إن تلامس شفتيه حتى تذهب به إلى مكان بعيد لا يوجد به أحد سواهما، أنحنى نحو وجهها ليسرق منها قبلة يغفو على ملمسها وانفاسها التى لا ترحمه ويشعر وكأنها تحرق جسده بأكمله من دفئها، لم يرِد أن يطيل بها وابتعد وهو يلهث بخفة وابتسامة جذابة فتحت عينيها عليها بعدما فرق قبلتهما ليهمس بخبث أمام شفاهها وهو يمرر إبهامه على وجنتها بمداعبة.

–ولا انا عايز اسيبك، بس لو فضلت معاكى أكتر من كده مش هسيبك فعلا
أصطبغتا وجنتيها بحمرة قانية من كلماته العابثة التى لم تعتَد عليها بعد والتى تتوصل لمضمونها سريعا من تلك النظرات الماكرة التى ينظر بها إليها ليضحك بخفوت وهو يبتعد عنها ثم قال
–هخرج انا بقى
قالت له مسرعة وهى تضع يدها امام صدره مانعة إياه من الخروج
–استنى هشوف فى حد برا الاول.

فتحت الباب ثم أخرجت نصف جسدها منه وتفقدت بنظرها الخارج لتجد انه لا يوجد أحد بالرواق ثم عادت إليه وقالت بهمس
–مفيش حد أخرج خلاص
ابتسم ثم قال لها بخفوت وهو يداعب وجنتها بسبابته وإبهامه برقة
–تصبحى على خير يا حبيبتى
اعطى لها ظهره ليخرج ولكنها باغتته بقبضتها الصغيرة على ذراعه ووقفت على اطراف اصابعها لتعوض قليلا فرق الطول بينهما ثم قبلته فوق وجنته برقة بالغة اقشعر على اثرها جسده ثم همست.

–وانت من اهل الخير
كان يود أن يظل معها ويتبادلان مجددا القبل التى لن يكتفى منها نهائيا ولكنه خشى ان يأتى أحدا من عائلتها لذا اكتفى بابتسامة واسعة اظهر بها بهجته الشديدة من فعلتها تلك ثم تركها وغادر الغرفة.

صباح اليوم التالى..
أمازالت نائمة داخل أحضانه؟! ألهذا الحد كانت تحتاج لإحتوائه؟! أظلت طوال الليل على وضعها وتشبثها به؟ فهى لم تبتعد عنه انشا واحد ومازالت محاوطة خصره بذراعها زيادة إلى ذلك ساقها المحاوط لساقيه فهى شبه معتليه إياه.

أخفض نظره ليرى بوضوح تلك الملامح الفاتنة وهى نائمة لم تكن أول مرة له يراها أثناء نومها ولكن تلك الراحة الطاغية على ملامحها تشتته كثيرا كأنها كانت تحتاجه هو لتهدأ وتشعر بالآمان.

مد يده ليبعد بعض الخصلات الواقعة فوق وجهها ليراه بوضوح تلمس جبينها بحركة عفوية لتمتعض ملامحها فى انزعاج، انشق ثغره بابتسامة عند رؤيته لتلك الحركة، ظل يطالعها لعدة دقائق ربما قد تعدت الساعة وهو مازال على هذا الوضع يتفحص ملامحها بشغف تام تعجب له ولكنه لم يجعل عقله يتحكم به هذه المرة وفعل ما يمليه عليه قلبه ومشاعره.

شعر بتململها فوق صدره ومرمغة وجهها داخل تجويف عنقه ليبتلع بتوتر، بضع ثوانٍ وفتحت عينيها فى نعاس لم يبتعد عن عينيها بعد تثاءبت وفركت عينيها بيدها فى محاولة لنفض ذلك النعاس لترمش عدة مرات عندما وجدت نفسها تحتضنه بتلك الطريقة الحميمية لتتذكر انها من طلبت منه ذلك أمس وهو لم يعترض، ابتسمت عندما تذكرت ضمه لها فى عناق جعل ذلك الحزن المتملك منها حينها يتبخر ويتبدل براحة أحست بها ولأول مرة داخل أحضانه هو فقط.

رفعت نظرها إليه لتجده مستيقظ وينظر إليه هو الآخر بطريقة غريبة أول مرة ينظر لها بها لم يتحايل عليها اليوم ويزيف نومه قبل استيقاظها، ظلا ينظران فى أعين بعضهما لوقت ليس بكثير لتهتف هى قاطعة تلك النظرات الصامته بينهما وتنحنحت ثم قالت بامتنان
–شكرا يا مجد
عقد حاجبيه فى تعجب ومال برأسه قليلا ليتسنى له رؤية ملامحها بوضوح وتشدق باستفسار
–شكرا على ايه!

ابتسمت ابتسامتها المرحة التى أكتشف للتو أنه كان يفتقدها وحركت إحدى كتفيها بدلع ثم همست
–مش مهم على ايه، شكرا وخلاص
زم شفتيه من الجانب ببعض الحيرة ثم أومأ بالنهاية لتقضم شفتيها بقليل من الخجل مما ستقبل على قوله وهى مازالت متوسده صدره رافعة جسدها قليلا لتنظر له بارتياح فى وضع اعتلاء فوقه ثم قالت بخفوت وبعض التوسل وهى تزيغ بنظرها
–ممكن تفضل كده معايا ومتكلمنيش وحش تانى.

سقطت خصلة فوق عينيها رفع اصبعه وابعدها خلف أذنها وأومأ لها بهدوء وهو يشعر بنفسه وكأنه مغيب عن الواقع وذلك لم يكن سوى لتأثير رقة صوتها وعينيها الخضراوتين الآسرتين له فى الآونة الأخيرة فهو كان يمنع نفسه قدر المستطاع أن ينظر بهما.

أحست بشعور غريب عندما وقعت عينيها على شفتيه تريد وبشدة تقبيله لما هذا فقط معه، منذ متى وهى تود تقبيل أحدهم، ولكن لحظة هو ليس بأحدهم هو زوجها ومن الطبيعى أن تشعر بمشاعرها تتحرك نحوه، عضت شفتها السفلى من الداخل كل ذرة بها تدفعها لفعلها، ابتلعت وهى تقترب منه بتريث عازمة على تلثيم تلك الشفاه الرفيعة الحادة التى لم ترَ بحياتها مثيلا لها.

لاحظ تقربها الشديد منه منذ البداية ونظراتها نحو شفتيه ليشعر بانفاسه تبدأ فى التسارع شيئا فشىء رفع يديه بتلقائية شديدة محاوطا وجنتها وخلل شعرها بأصابعه مشجعا إياها على الإقتراب أكثر، قطع ارتطام شفاههما رنين هاتفه ليبتعد عنها ملتقطه ثم نهض من فوق الفراش ليجيب على المتصل.

توسعت خضراوتاها اندهاشا من ابتعاده، نعم سمعت رنين هاتفه ولكن هل كان عليه الإبتعاد عنها بتلك الطريقة تحديدا بهذه اللحظة، رطبت شفتيها واحست بشعور سىء بداخلها شعور برفضه لها، هزت رأسها نافضة تلك الفكرة واقنعت نفسها انه تعامل بعفوية ولم يقصد ذلك بتاتا، نهضت من فوق الفراش هى الأخرى وتوجهت نحو الحمام لتهئ نفسها للنزول لتتناول الفطور رفقتهم بالأسفل.

انهى هاتفه ببضع كلمات مقتضبة وبدون وعى لما قاله او ما سمعه من الطرف الآخر فكل تركيزه منصب فوق ما كاد يحدث قبل برهة، هذه الفتاة أصبحت خطر عليه بكل معنى الكلمة، باتت تتحكم به وبشدة حسنا تعلق بها وانتهى الأمر أحب وجودها معه حتى حزنها أصبح يشغله ويؤثر به خاصةً إذا كان هو المتسبب فيه، ماذا يفعل الآن هل يترك لمشاعره العنان ويترك نفسه لها، ام يبقى داخل قوقعته مبتعدا عن تلك المشاعر الجديدة عليه والتى تتوغل بداخله بسرعة فائقة كأنها قاصدة تبديل حاله بحال آخر لا يعرفه بل لا يفهمه ولا يدرى إلى اى مدى سيصل به، أم يبقى على حاله الكئيب المتسم بالجمود متمسكا بما لديه من مشاعر مهشمة.

بعد قليل من الوقت..
جلست على طرف الفراش بعد أن تجهزت للنزول إلى أسفل منتظرة خروجه من غرفة الثياب لينزلا سويا، بضع ثوانٍ ووجدته مقبل عليها لتهتف به متسائلة بابتسامة ولطف
–خلصت؟
أومأ لها بإيجاب ثم قال بهدوء وهو يمرر يده بخصلاته من الأمام
–أيوه يلا ننزل
ضيقت عينيها بتعجب ثم تساءلت وهى تشير بيدها نحو ملابسه التى لم تكن حلته الرسمية التى يعتاد ارتدائها بعمله
–انت هتروح الشركة باللبس ده؟!

انشق ثغره بشبح ابتسامة ثم هدر بتوضيح وهو يهز رأسه بالسلب بخفة
–أكيد لأ وبعدين انا مش رايح الشغل اصلا
مطت شفتيها ثم قامت متوجهة نحو وقالت باستفسار
–مش رايح ليه؟!
زاغ بنظره لثانية وهو يميل برأسه قليلا ثم قال
–يعنى، حابب اقضى اليوم هنا ثم نظر لها فى تفحص واهدر بتوجس مضايقك انى هقعد معاكوا النهارده ولا ايه؟

أومأت بالنفى وهى رافعة نظرها له بعينين متسعتين نتيجة لرفع نظرها لأعلى ليرى بوضوح جمال خضراوتيها اللتين لم يرَ مثلهما بحياته كلها ويقسم انه لن يرى ثم قالت هى برقة وهى تتنقل بحدقتيها بعينيه السوداوتين
–لأ خالص بالعكس هفرح اوى لو قعدت معاي، تحمحمت ثم تابعت بتوتر معانا يعنى
لاحظ كلمتها التى بترتها وحاول ألا يظهر تبدل ملامحه وابتسم باقتضاب ثم قال وهو يتوجه نحو الباب.

–يلا ننزل عشان زمانهم جهزوا الفطار تحت
أومأت له ولم تلحظ هى التغير الذى طرأ عليه لتتبعه فى صمت نزولا إلى أسفل.

كان الجميع جالسين حول مائدة الطعام يتأهبون لتناول الفطور ليصدح صوت مجد الرخيم وهو يدلف الغرفة وتتبعه طيف التى اندفعت نحو أسيف و عدى ما إن رأتهما
–صباح الخير.

رد الجميع عليه التحية باستثناء عدى و أسيف فقد قاما من فوق مقعداهما بابتسامة واسعة متوجهين نحو طيف احتضنها عدى بقوة بالغة فقد اشتاق لها كثيرا واشتاق لمرحها وجدالهما وعنادها الدائم طوال الفترة الماضية التى تقارب الشهر فهو لم يذهب ولو مرة واحدة إليها لأنه لم يتقبل أمر زواجها إلى الآن زيادة إلى ذلك رغبته فى عدم رؤية مجد لذا اكتفى بمحادثتها هاتفيا للإطمئنان على احوالها، بادلته طيف العناق بعاطفة قوية ثم فرقته وأحتضنت وجنتيه بكفيها ثم قالت باشتياق بالغ.

–وحشتنى اوى يا عدى
أمسك كفيها بيديه وقبل راحة احدهما ثم قال
–وحشتينى أكتر يا حبيبتى والله، انتى عاملة ايه طمنينى عليكى
لم تدعها أسيف تتشدق بحرف بسبب ارتمائها داخل أحضانها وهى تقول باشتياق ممزوج بالحزن وسالت دموعها فوق وجنتيها
–طيف، وحشتينى اوى، البيت وحش اوى من غيرك، ارجعى تانى عشان خاطرى
–ترجع فين معلش هى مش متجوزة برضه ولا انا بيتهيألى!

قالها مجد ببرود تام وهو جالس على مقعده متابعا ترحيبهما لها منذ دخولهما وتوجهها نحوهما، نظرا إليه عدى و أسيف بغرابة بينما طيف ظهر على ملامحها طيفا من السعادة وارتسم على ثغرها ابتسامة صغيرة لقوله ذلك وشعور تغلغل بداخلها انه يريد قربها وأحست على ذكره زواجهما أنه ملكها، ملكها هى فقط، ليقطع تفكيرها صوت هشام وهو يهدر بهم بهدوء حتى لا يحتد الحديث بينهم ويقام شجار بين مجد و عدى مجددا.

–طيب يا جماعة افطروا الأول وبعدين نتكلم.

أمسك عدى بيد أسيف مصطحبها ليعودا للجلوس مكانهما بينما توجهت طيف لتجلس بجانب مجد الذى شعر بغيرة لأول مرة بحياته يشعر بها على إمرأة عندما احتضنت أخيها وكان يود أن يكون ذلك العناق، احتواء وجهه بكفيها، وكلامها المعسول له هو فقط أحس للحظة انه لا ينبغى على أحد ملامسة جسدها بتلك الطريقة غيره هو حتى إذا كان أخيها، لا ينبغى ان تلمع عينيها بتلك الطريقة لأحد سواه هو حتى إذا كان أخيها أيضا.

بدأوا فى تناول الطعام بصمت تام ببن نظرات جاسم ل رفيف التى كلما لاحظتها تشعر بسخونة وجنتيها وتمنع وقوع بصرها عليه قدر المستطاع بينما طيف كانت تختلس النظر من حين لآخر ل مجد الذى لم يحِد بعينيه عن فطوره وكانت ملامحه مشدودة للغاية ليتخلل ل طيف بعض القلق حياله وعلى الناحية الآخرى امامهما مباشرة أسيف و عدى التى وجدته أسيف يباغتها فجأة بوضع يده على فخذها يتحسسه برقة وإثارة شديدة طلوعا ونزولا مما جعلها تضم ساقيها وانزلت يدها محاوله إبعاد يده ولكنه ثبت يده عليها بقوة بل ارتفع لاعلى فخذها ليتحسسه بمزيد من الإثارة لتشهق مرة واحدة، تحولت الأنظار إليها ليتصنع عدى التفاجؤ قائلا بقلق زيفه بمهارة عالية.

–ايه يا حبيبتى شرقتى، التقط كوب الماء الموضوع امامها ثم تابع خدى اشربى
ارتفعا حاجبيها بدهشة من رد فعله وفغرت فاهها ليضع الكوب امام فمها وقال بحنان كادت تُجَن منه
–اشربى يا حبيبتى.

ارتشفت من الكوب بصمت لم تستطع النطق بحرف أمام عائلتها فقد أحست بالحرج الشديد، ماذا ستخبرهم فى الأساس أستقول أن زوجها يتحسس فخذها وهما جالسان وسطهم أيمزح ذلك أم ماذا!، ما هذه الأفعال الحمقاء التى أصبحت تصدر منه مؤخرا هل فقد عقله أمعتوه هو!
حمحم جاسم فى محاولة لتنظيف حلقه بعدما ابتلع ما بفمه ثم وجه حديثه ل مجد وهو يرمقه بتساؤل
–مجد انت لابس ليه كده!، انت مش رايح الشغل ولا ايه!

رد عليه بإيجاز وهو يضع الطعام بفمه
–لأ ثم أضاف بعد برهة موجها حديثة ل جاسم وخليك انت كمان ولو فى حاجة مهمة خلصها من هنا مش لازم تروح، أخذ نفسا عميقا وقال وهو مجبرا ذاته على التحدث للماثل امامه والذى لم يكن سوى عدى وانت ممكن متروحش برضه وهبقى اعرفهم انك معايا
أومأ له باقتضاب وتابع تناول فطوره، دقائق قليلة وانتهوا من فطورهم وتوجهوا جميعا نحو غرفة المعيشة.

كان عدى جالسا بجانب أسيف فوق الأريكة ومحاوط كتفيها بذراعه بينما كانت هى تحتس بنيران تندلع من جسدها ووجهها تقسم انه اصبح جمرة من النار ليس خجلا من اقترابه فقط بل ايضا لفعله كل ذلك امامهم لا تعلم ماذا به وما الذى يقصده بذلك ولكن ما تعلمه أنه إذا بقى على حاله تلك ستثور بوجهه لا محاله
هتف هشام ب أسيف بود ونبرة حانية وهو جالس على المقعد امامها يرتشف من قهوته بهدوء
–مرتاحة وسطنا يا أسيف!

ردت بصوت مرتجف قليلا من توترها حيث انطقلت يد عدى يتحسس ذراعها برقة شديدة انتفض عليه جسدها أكثر من مرة
–ايوه يا بابا مرتاحة اوى
ابتسم بطيف من الحزن ثم قال
–انا لسه مش مصدق لحد دلوقتى انك رجعتيلى وقاعدة قصادى وبنتكلم سوا، انا كنت وصلت لمرحلة خلاص فقدت الأمل فيها انى هشوفك تانى لدرجة انى دعيت لربنا لو مجمعنيش بيكى فى الدنيا يجمعنا ببعض فى الأخرة.

تأثرت كثيرا لنبرته الحزينة وترقرت الدموع بعينيها ثم قالت بضعف.

–ربنا يطول فى عمرك يا رب، انا برضه مش مصدقة انى بقيت معاكوا ووسطكوا وانى ليا أب طيب زيك، كنت دايما خايفة من اليوم اللى الاقيكوا فيه ومعرفش اتعامل معاكوا، بس من اول مرة كلمتك فيها وقعدت معاك وانا حسيت براحة كبيرة جوايا وكنت متطمنة ليك ودى اول مرة تحصل انى ابقى مع حد لأول مرة واحس معاه بكده، عشان كده لو فاكر قولتلك انى مش مستنية نتيجة التحليل لانى فعلا كنت متأكدة انك بابا، بابا اللى اتحرمت من حضنه ستاشر سنة.

سالت الدموع من عينيها لم تستطع التحكم بهم ليرفع عدى يده الأخرى ويسحب ذراعه من حولها يجفف دموعها بحنو شديد وقبل مقدمة رأسها ثم قال
–اهدى يا حبيبتى متعيطيش
رفعت نظرها لجزء من الثانية له لترى تأثره من بكائها ولكن لم تتحكم بارتباكها من اقترابه لتبعد يديه عن وجهها وحولت نظرها لوالدها الذى غمغم بوهن.

–متعيطيش يا حبيبتى انا خلاص بقيت معاكى وهتفضلى فى حضنى وهعوضك عن السنيين اللى فاتوا وانا بعيد عنك، ثم قال بنبرة حاول ان تكون مرحة قدر استطاعته ليزيح ذاك الحزن من ملامحها الناعمة التى تذكره بوالدتها كثيرا وبعدين عدى كان معاكى الفترة دى كلها وانا متأكد انه كان معوضك شوية عن بعدى ليحول نظره ل عدى ثم تابع بنظرة توصل الآخر لمغزاها ولا ايه يا عدى.

ابتسم عدى باتساع ثم قال وهو يتفقد أسيف بذيتونتيه وعشقه لها ينهال منهما
–مش عارف يا عمى شكلها كده نست كنت بعمل معاها ايه
–ايوه، كنت بتعمل معاها ايه بقى؟!
صاح بها مجد متسائلا بنبرة باردة وهو يطالع عدى بداكنتيه الثاقبتين وبجانبه طيف التى كانت تخشى حدوث اشتباك بينهما لتوجه حديثها ل مجد قائلة بتوضيح.

–عدى كان حنين جدا مع أسيف وكان بيعتبرها زيى بالظبط ويمكن اكتر كمان، لان اسيف كانت هادية ورقيقة وبتتأثر من اقل حاجة ومش سهل تتعود على حد بسرعة، وكانت بتخاف من اى حاجة جديدة فى حياتها او تتعرف على شخص جديد، وكان عدى علطول معاها كان هو اخوها وصاحبها الوحيد، وأسيف برضه كانت متعلقة بيه من وهى صغيرة يمكن أكتر منى كمان.

نظر لها بهدوء ولم يعقب على كلماتها، تطرق جاسم فى بعض الأحاديث معهم عندما لاحظ توتر الأجواء خاصةً بعد تساؤل مجد ل عدى الذى لا يبشر بالخير إطلاقا ويعلم أيضا قصد صديقه منه لذا لم يرِد ان يتطور الحديث بينهما أكثر من ذلك.

صعد الجميع إلى غرفهم بعدما انتهت الليلة وشعر هشام بالنعاس، ولجت طيف إلى الحمام لتستحم بينما مجد كان يجرى بعض الاتصالات الخاصة بعمله فى شرفة غرفتهما وبعد انتهائه منها قرر ان يبدل ملابسه وضع هاتفه على الكومود وبعدها توجه نحو غرفة الثياب، حينها كانت طيف انتهت من استحمامها وقامت بلف جسدها بمنشفة تصل إلى ما قبل ركبتها ببضعة انشات وتاركة خصلاتها المبتلة واقعة فوق كتفيها.

كان مجد قد انتهى من تبديل ثيابه وارتدى بنطالا قطنيا مريحا وترك نصفه العلوى عارِ كعادته مؤخرا بعدما لاحظ اعتيادها على الأمر، التفت لكى يغادر الغرفة ولكن قدماه أبت الحركة من مكانهما ينظر لتلك الواقفة امامه بذهول ويبدو عليها هى ايضا الصدمة مثله بل أضعافه، اخذت دقات قلبه بالتسارع فهيئتها بتلك المنشفة تدفع بداخله شعور تملكها الآن مهما كلف الأمر، حتى وإن كان سيقع أسيرها عمرا كاملا، حتى وإن أصبح عشقها لعنة وقعت عليه، حتى وإن بقى الباقى من عمره يبكى على تعلقه بها الذى لن يُنزع من داخله والذى اصبح لا يخشى بحياته سواه.

اقتربت الآخرى نحوه بخطوات متمهلة، كل ما تريده الآن هو عناقه من جديد تريد تلمس جسده بيدها تريد الشعور بدفء احضانه، تريد ذراعيه ان تضم جسدها إليه وبقوة، لا تريد فى هذه اللحظه سوى احضانه، أحضانه فقط.

اصبحت أمامه مباشرة لا يفصل بينهما غير بضع سنتيمترات قليلة للغاية رامقة سوداوتيه بنظرة لم يفهم منها هو سوى رغبتها به، كيف له ان يقاوم تلك النظرة الحالمة بعينيها الخضراوتين اللتين اصبح لا يريد ان يكف عن النظر إليهما، كيف له ان يوقف ذلك الشعور بداخله الذى يدعوه وبشده لتقبيل كل انش فى ذلك الوجه الذى لم يرى له مثيل، كيف يبتعد الآن عن ذلك الجسد الذى يؤجج بداخله رغبة بتلمس كل جزء به بل وتقبيله بشفتيه والتنعم بملمسه الحريرى.

اقترب منها خطوتين لتصبح انفاسهما هى الفارق الوحيد بين جسديهما الآن، رفع يديه ممسكا بخصلاتها وقرب وجهه منهم مستنشقا عبيرهم الذى ملأ الغرفة منذ خطت بقدميها فيها دفن وجهه داخل خصلاتها لا يريد ان يحرم نفسه من تلك الرائحة التى تنعش روحه ليغمض عينيه عند تخللها انفه اخذا نفسا عميقا حبسه بصدره علّ تلك الرائحة تُحبس بداخله مع صاحبتها.

ابعد وجهه عن خصلاتها ليصبح امام وجهها مباشرة باغتته هى بوضع يديها على صدره لتشتد عضلاته على إثر تلك اللمسة البسيطة منها، فماذا سيحدث إذا اصبح جسدها بأكمله ملامس جسده مؤكدا سيودى به إلى الهلاك.

نظر لتلك الشفاه الوردية الممتلئة قليلا بإغراء ساحق له رفع يده متلمسهما بأنامله بلمسة رقيقة جعلت جسدها ينتفض وانهالا جفناها لأسفل أصبحت انفاسه متلاحقة بشكل غريب لم يعد يتحمل أكثر من ذلك، اقترب بلمح البصر أخذا تلك الشفاه بين شفتيه بقبلة عميقة لم يرِد لها ان تتوقف ظل يعمق بها قدر المستطاع ويمتصهما بامتلاك راغبا فى عدم تركهما مهما حدث، فرق قبلتهما عندما شعر بحاجة رئتيهما للهواء، لتشهق هى ساحبة نفسا عميقا بداخلها كأنه استولى على جميع الهواء من حولها.

اصبح صدرها يعلو ويهبط بسرعة فائقة ورغبتها به ازدادت أكثر لم تدرِ بنفسها وهى تطوق عنقه بذراعيها ساحبة اياه مجددا إليها، استجاب لها على الفور وقام بمحاوطة وجهها بيديه جاذبها له أكثر وهشم شفتيها بشفاهه بشغف راغبا بالمزيد من تلك الشفاه.

أخذت تتحس ظهره بإثارة شديدة بينما هو يعمق فى قبلته أكثر مخللا اصابع يده بين خصلاتها قابضا عليهم وباليد الآخرى يضغط على ظهرها مقربها له بكل ما اوتى من قوة، التصاق صدرهما العاريين بسخونتهما تلك جعلت الشهوة تندلع فى سائر جسدهما ورغبة كل منهما تجاه الآخر تحكمت منهما وبشدة، مد يده لكى يجردها من تلك المنشفة التى تحرم عينيه عن ذلك الجسد البض الناعم، ودون سابق انذار ضرب ناقوس الخطر برأسه ينبأه بفداحة ما سيفعله، يعلمه بمدى تحكم ذلك الجسد به، يحذره من اتمامه لما هو مقبل عليه، إذا اقترب مرة لن يتحكم مدى حياته بنفسه مجددا فى الإبتعاد عنها، يعلمه انها لن تظل كما البقية، ستتركه بعدما يصبح عالمه كله مرتكزا حولها، ستتركه وهو الذى لن يرافقه وقتها سوى غمامة سوداء من مشاعر مهشمة.

ابتعد عنها مرة واحدة كالملسوع ودفع بها من امامه تاركا غرفة الثياب بل تاركا الغرفة كلها، لتقف هى مشدوهة من تركه لها بتلك الطريقة، ما الخطأ الذى فعلته ليبتعد هكذا، هل هذا رفض صريح منه لها للمرة الثانية، هل هذا تصريح منه لعدم ارادته بها، ألهذا الحد يراها قبيحة، ألهذا الحد ينفر منها ومن لمستها، سالت دموعها فوق وجنتيها ووضعت كفها تتحس موضع قلبها شعرت توا بوخزة بداخله، هل سيصبح هذا مصيرها معه، ولكن ما لا تعلمه انه ليس مصيرها فقط بل مصيره من قبلها فهى لا تعلم ان ما بداخله منذ الأذل لا شىء سوى مشاعر مهشمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة