قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الثاني

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الثاني

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الثاني

تنهد وهو يراجع التقارير التى يقوم بتقديمها لاحقا إلى الإدارة التنفيذية ثم تفقد وجه صديقه قائلا فى عملية بحتة
–كده تمام وكل الfiles اللى اتبعتت راجعتها وفى كام ملحوظة بعتهالك على الEmail عايزك تراجعهم ولو حابب تزود حاجة تمام بس عرفنى
أوما له جاسم وهو يغلق الحاسوب الموضوع أمامه على المنضده الملحقة بالمكتب تنهد هو الآخر بتعب وأجابه فى هدوء.

–خدت فكرة سريعة عنهم دلوقتى، هراجهعم تمام ولو لقيت حاجة محتاجة اضافة هبلغك
همهم له فى إيجاب ثم نهض متوجها إلى شرفة مكتبه الزجاجية يطالع الخارج كعادته بنظرة فارغة ليلاحظ عليه صديقه شروده منذ بداية اليوم ليحمحم سائلا
–فى حاجة يا مجد! حاسك متغير النهارده
نظر له الآخر بنصف التفاته قائلا.

–بابا الفترة دى مش عاجبنى، التعب زايد عليه وبقى شكله حزين أكتر من الاول، آخر مرة كنت عنده ماحستش أنه فرحان انه شافنى وحتى مالمنيش على قعادى لواحدى كالعادة وكلامه كان قليل
زفر فى ارهاق وجلس على الأريكة المجاورة له مكملا فى حزن يحاول إخفائه
–عارف انه عمره ماهيرجع زى الاول تانى بس مش عايزه حالته تسوء عن كده
رفع مجد نظره إلى صديقه سائلا
–مروحتلوش خالص الفترة اللى فاتت؟

هز جاسم رأسه بالسلب ثم أجابه
–مفضيتش خالص الفترة اللى فاتت، بس عامل حسابى على آخر الاسبوع وكنت هقولك ونروح سوا، حابب نقضى اليوم كلنا مع بعض بقالنا كتير مصفيناش فكرنا مش الشغل
ابتسم مجد ابتسامه لم تلامس عينيه ثم قال
–ورايا شوية حاجات هخلصها الأسبوع ده وهلغى أى مواعيد او Meettings الاسبوع الجاى وهقضيه معاهم
أبتسم له صديقة ونهض قائلا بسعادة طفيفة.

–كده أحسن أنت محتاج تفصل شوية، هاروح أنا الفرع بتاعى عشان متأخرش أكتر من كده
أومأ له بعدم اكتراث أو تركيز فيما قاله فأصبح حال والده أكثر أمر يعنيه حاليا ويشغل كامل تفكيره ولهذا قرر أن يترك العمل على جنب الفترة القادمة فهو لا يستطيع أن يترك والده فى حالة كهذه، لم يتبقى له سواه ولن يتركه على حالته.

استيقظت شاهقة وهى تنظر فى انحاء غرفتها بتوتر بالغ ودقات قلب سريعة يكاد يخرج من صدرها من قوة دقاته مسحت حبات العرق المتساقطة على جبينها بعد أن هدأت من روعها وأيقنت انه لم يكن سوى حلم، حلم يراودها كثيرا فى الأونة الأخيرة ولا تدرى لمَ تراهم الآن لمَ يأتوها فى منامها، هى لا تدرى أهم حقا! أم أناس آخرون ولمَ يريدون أخذها عنوة وما معنى وجود أخيها وسحبها فى أحضانه والإبتعاد بها بعيدا، نهضت من فراشها ورأسها يتهشم من الصداع متوجهة نحو المطبخ لتصنع القهوة علّها تقلل من هذا الصداع..

فاقت أسيف من شرودها على صوت شقيقتها قائلة فى نعاس لم تفق منه بعد
–ايه اللى مصحيكى بدرى كده!
زفرت فى ارهاق ناظرة لها فى تعب وقالت
–عندى صداع صعب اوى قولت اعمل قهوة جايز تهديه شوية وتفوقنى
ربتت طيف على ذراعها فى رفق تهدر بنبره حانية وقلق طفيف
–مالك يا حبيبتى تعبانة ولا ايه!
ابتسمت لها وهزت رأسها بالسلب قائلة.

–لا مش تعبانة ولا حاجة ده هو صداع بس وغالبا من المذاكرة، ونومى متقطع الايام دى انتى عارفة ببقى كده فى بداية الدراسة
ابتسمت لها فى راحة وذهبت تعد لها هى الآخرى مشروبا ساخنا وقالت بنبرتها المرحة
–مانتى اللى متفوقة اوى بصراحة فى حد بيحضر فى اول اسبوع كده لا وبيذاكر كمان، ده انا بروح عشان امك بس بتاكل وشى ساعة النتيجة
حركت رأسها فى إنكار قائلة وهى خارجة من المطبخ متوجهة نحو غرفتها.

–انتى واحدة فاشلة نعملك ايه، جيبتى صيدلة دى ازاى مش عارفة!
صدحت ضحكة الاخرى واخذت تصب مشروبها فى الكوب ثم جلست على المقعد الخشبى المجاور للمنضدة الموضوعة بمنتصف المطبخ شارعة فى تناوله وهى ممسكة بهاتفها لتتفقد به حسابها على احدى مواقع التواصل الاجتماعى.

بعد عدة أيام..
توجه نحو صديقه وارتسمت على شفتيه ابتسامة اتسعت كلما اقترب منه، لكزه فى ذراعه بخفة ومرح ناظرا إليه بسعادة وفخر به وباختياره إياه بالإنضمام معه للعمل فى هذه الشركة التى لا تقبل بأى شخص أن يُعيَن بها هباءً ولا تقبل الا بذوى الخبرات العالية وتحدث بحماس.

–كنت واثق من اختيارى ليك وعارف أنك اجدر واحد بالشغل فى شركة زى دى، المدير طلب يقابلك وأمر بمكافأة كبيرة ليك تقدر تصرفها فى أى وقت
نظر إليه عدى وقد لمعت زيتونتيه ببريق سعادة عارمة وأعلنت ملامحه الوسيمة عن بهجته باعتراف صديقه بقدراته وفخره وثقته به وأنه استطاع أن يثبت خبرته أمام مديره
–مش عارف ارد أقول ايه والله، بس أنا فعلا معملتش حاجة ده شغلى وكنت بقوم بيه.

رد عليه فى اعتراض لحديثه مؤكدا على أهمية وجوده فى موقف كذاك
–صدقنى لو ماكنتش موجود كان زمان الموضوع عدى عادى ومكنش حد أخد باله، انت اللى فعلا مش مقدر قيمة اللى عملته
أومأ له فى امتنان لا ينتهى منذ أن ولج هذه الشركة وعمل بها قائلا له بإبتسامته الهادئة.

–حمزة بجد أنا متشكر ليك تانى، شركة زى دى عرفت أطلع فيها خبراتى وأظهر نفسى، الشركتين التانيين أنا كان تفكيرى واقف وكان عندى جمود ومش قادر أدى لشغلى أى حاجة، ولو كان حصل ماكنتش بلاقى تقدير زى هنا
نظر إليه حمزة بتبرم زائف ثم عاتبه قائلا
–ما خلاص يا عم عدى، قولتلك مية مرة أنت تستحق تبقى فى مكان زى ده وانت من أول شهر قدرت تثبت نفسك
ثم نظر إليه فى مرح متابعا.

–يابنى هو انت فى بينك وبين نفسك عداوة مش عايز تقتنع ليه أنك فعلا كفء
ضيق عينيه فى مزاح واتسعت ابتسامة الآخر ظاهرة اسنانه رادفا بمراوغة
–نفسى وانا عارفها لو سمعت لكلامك ده هتتغر وهتقعدنى جنبها، وساعتها لا هنفع هنا ولا هنفع كاشير فى مطعم حتى
كركر ضاحكا على حديثه ثم تركه متوجها إلى باب مكتبه صائحا بصوت مرتفع نسبيا.

–متنساش بقى تروح للمدير، هو محددش وقت معين قال اما تفضى أطلعله، وواضح أنه عاوز يبلغك حاجة
نظر له عدى وأومأ له فى إيجاب قائلا
–تمام أنا قدامى نص ساعة بالكتير وأطلعله
أومأ له أثناء مغادرته تاركا الآخر يتابع عمله كى ينهيه سريعا ويذهب إلى مديره حتى يعلم ما الأمر الذى يريد من أجله مقابلته وابلاغه به شخصيا.

عاد ليباشر عمله مرة أخرى على حاسوبه الموضوع أمامه على مكتبه بعد مغادرة عدى واخباره الأمر الذى أراد رؤيته من أجله، متمعن فيما يقوم به بتركيز تام ليتجنب أى خطأ يحدث فيما يفعله، يعتمد عليه مجد فى كثير من الأعمال لذكائه الشديد وأمانته التى جعلته يثق به سريعا ويتشاور معه ويأخذ بآرائه فى أمور عدة، يفضل الهدوء التام ليس بعمله فقط بل بوجه عام ذلك الهدوء الذى يٌرى عليه فى ملامحه، كلماته وأفعاله، يملك من الوسامة القدر الذى يجعله محط أنظار الفتايات وحلم للعديد من النساء بعينيه اللبنيتين الساحرتين لمن ينظر بهما ليقع أثيرهما فى الحال.

وصل إلى مسمعه طرقات على بابا مكتبه أردف بصوت مرتفع نسبيا بنبرته الرجولية المميزة حتى يستمع له الطارق آمرا اياه بالولوج
–أدخل
لم يرفع نظره عن الحاسوب فى حين استمع إلى صوت حذاء أنثوى متوجها إليه خمن أنه لسكرتيرته ثم أردف بهدوء وبنبرة رخيمة
–أيوه يا منال فى حاجة.

ثوانى معدودة حتى استمع إلى صوتها الرقيق بنبرته الناعمة التى يعشقها ارتفع بنظره عن الحاسوب مطالعا إياها بلهفة حاول على قدر الإمكان إخفائها كى لا يُفتضح أمره وتعلم بمكنونات قلبه وما يواريه من مشاعر تمكنت منه ومن قلبه وغلّقت أبوابه على عشقها، طالعته ببسمة لم يستطع الصمود أمامها وارتسم على محياها ابتسامة واسعه على شفتيه
–أزيك يا جاسم.

ما ان قالتها حتى تراقصت نبضات قلبه شوقًا لها، لرؤيتها، لصوتها، لرائحتها ولكل تفصيلة بها، هب واقفا من جلسته متوجها نحوها ماددا ذراعه متناولا يدها الصغيرة الناعمة فى سلام يتوق إليه كلما رأها كى ينعم بدفئ يدها وملمسها الذى يدعوه لاستكشاف ملمس كل جزء بها، افاق من شروده بها على صوتها المتعجب من صمته وتحديقه بها الذى طال هادره فى هدوء وتوتر
–جاسم روحت فين.

ما ان ادرك انه مازال ممسك بكفها فى يده حتى تركها ليحمحم ثم هدر بتلعثم وسعادة يواريها بمشقة وهو متوجها بها ناحية الأريكة الجلدية التى تواجه مكتبه
–لا، لا ابدا تعالى اقعدى، نورتى الشركة كلها بس ايه سر الزيارة المفاجئة دى
نظرت له رفيف بإبتسامه واسعة بعد ان تلاشى توترها هادرة به بحماسها المعتاد والذى يسلب عقله
–مفيش مجد كلمنى وانا فى النادى وقالى اجيله الشركة ونروح سوا.

حك مؤخرة رأسه فى توتر من ان تكون أخطأت وأتت إلى الفرع الذى يديره هو بدلا من الفرع الآخر ناظرا إليها ثم سألها
–هو قالك تيجى الفرع ده؟، أصل ده الفرع اللى بديره انتى أكيد عارفة
أومأت له بالإيجاب قائلة
–أيوه قالى أجى هنا هو اصلا المفروض يبقى هنا دلوقتى مش عارفة إيه اللى أخ...

قطع كلامها دلوف أخيها، طالعها بدهشة من مجيئها أبكر منه بينما هى أسرعت إليه محتضنة إياه فى حب وشوق أطبق أخيها على خصرها يقربها منه أكثر فقد أفتقدها الفترة الماضية وأفتقد دلالها وثرثرتها الدائمة معه، وقف الآخر يطالعهما وكم تمنى أن يكون مكان أخيها أن يأخذها بين يديه ويحكم ذراعيه عليها ويحاوطها بشدة بين أحضانه كى يبثها ولو جزء بسيط من لوعة عشقه لها، فرق مجد عناقهما مناظرا شقيقته بحب خالص مردفا فى حنان.

–عاملة ايه يا حبيبتى، عارف من قبل ما تقولى إنك زعلانة منى عشان كده قررت اقضى معاكوا الاسبوع الجاى كله
أردف تلك الكلمات عندها لاحظ عبوسها ليعلم أنه بسبب عدم رؤيتها له الفترة الماضية لتلين ملامحها ببسمة سلبت أغوار قلب الناظر لهما فى صمت قائلة بدلال ومراوغة
–اممم، أسبوع واحد بس، طب ولو قولتلك عشان خاطر رفيف حبيبتك
ابتسم على مراوغتها ثم قال وهو يداعب وجنتها.

–عشان خاطر رفيف حبيبتى مسيبش القصر خالص
صدحت ضحكتها الناعمة بشدة مما جعل جاسم يشعر بقلبه يكاد يخرج من صدره من فرط نبضاته، حول انتباهه إلى مجد عندما وصل إلى مسمعه قوله له
–جاسم خلصت كده ولا نفضل شوية!
أومأ برأسه بالسلب وابتلع رمقه قائلا فى توتر لم يلحظه الآخر
–ااه، أيوه خلصت يلا بينا، هجيب بس حاجتى من على المكتب.

سبقه مجد رفقة اخته محاوطا إياها من خصرها وخلفهما جاسم لم تفارق البسمة شفتيه لرؤيتها أمام ناظريه تتحرك بخفة بثوبها الرقيق المماثل لها وتتسع كلما سمع ضحكاتها او استمع لدلالها فى الحديث مع أخيها، نزلوا من مبنى الشركة متوجهين للمرأب أستقل كل من جاسم و مجد سيارتاهما بينما كانت رفيف رفقة أخيها الذى أمر سائقه بجلب سيارة أخته ذاهبين إلى قصر الكيلانى لتقضية اليوم معا بصحبة والدهما.

كانت جالسة فى غرفة المعيشة فوق أريكتها التى تجلس عليها دائما وتشاهد التلفاز ما إن استمعت إلى جرس الشقة، حتى تأففت وقامت من مجلسها متوجهة ناحية الباب بتزمر طفولى قائلة
–طبعا هقول افتحى يا أسيف هتعمل نفسها ماتت، هقول افتحى يا ماما هبقى مش بساعدها وكمان مش هاين عليا افتح، قمت اهو اما نشوف مين الرخ...

ابتلعت باقى كلماتها حينما رأت أخيها يطالعها بغيظ من ثرثرتها وتركها إياه واقفا منتظرا بالخارج حتى تنتهى، حبست انفاسها لثانيتين ثم أردفت بابتسامة بلهاء
–عدى باشا ايه النور ده، صدق كان قلبى حاسس ان انت اللى على الباب، عشان كده مرضيتش حد يفتحلك غيرى
دلف وهو يحبس ضحكته على مزاحها الذى لا تسأم منه قائلا بنبرة حاول أن يجعلها جديه قدر المستطاع.

–ساعة عشان تفتحى، وايه الاذاعة المحلية اللى كانت شغالة فى بؤك دى، قال ومسمينك طيف ده انتى إعصار يا شيخة
ضحكت بصوت خفيض كى لا يسمعها على كلماته الأخيرة وهو تشبيهه لها بالإعصار هادرة بتبرم زائف وهى تجلس على الأريكة
–انت مش معاك مفتاحك بترن الجرس ليه ومصدعنا معاك
وقف مشدوها من فظاظتها معه بالحديث محركا أهدابه مرات متتالية قائلا بإندهاش مضحك.

–بت انتى دكتورة أنتى!، ده انا بدأت أحس أن واحد صاحبى قاعد معانا فى البيت، صاحبى!، طب والله صحابى فيهم ذوق واحترام عنك
قامت بحركات بوجهها مما جعل أسيف تكركر ضاحكة وهى تغلق باب غرفتها لكى تجلس معهما بعدما استمعت إلى شجارهما الذى لا ينتهى موجهة حديثها تجاه عدى قائلة
–أدخل أنت أرتاح فى اوضتك شوية دى واحدة لا وراها شغل زيك ولا حتى بتروح كليتها، فاضية يعنى او فاشلة لسه مش عارفة.

ما ان انتهت حتى ارتطمت بوجهها وسادة قامت أختها بإلقائها عليها، تأوهت أسيف ونظرت إلى الأسفل بتوعد ثم أشارت إلى أخيها ورد الآخر لها الإشارة تحت انظار طيف التى فهمت نيتهم وهبت مسرعة إلى غرفتها تخت ضحكاتهم قائلة من خلف بابها المغلق بنبره خشنة غير مناسبة لها
–والله لو حد جه جنبى لعوره.

حرك أخيها رأسه فى إنكار وعلى وجهه آثار ضحكاته ثم توجه إلى غرفته بينما أسيف دلفت إلى المطبخ لمساعدة والدتها فيما تقوم به.

بعد ساعة..
كانوا جالسين حول مائدة الطعام يتناولون طعام الغذاء
تنحنح عدى قبل أن يترك طعامه ويوجه نظره إلى والدته التى علمت انه يريد قول شىء طالعته فى انتظار لاستماع ما سيقوله حتى هدر فى هدوء.

–أمى المدير بلغنى النهارده انه عايز ينقلنى فى الفرع الرئيسى للشركة، قال انهم محتاجنى هناك، وبصراحة شايف أنها فرصة كويسة من ناحية أن ده الفرع الرئيسى وإضافة كبيرة جدا لالCV بتاعى لو فيما بعد حصل وسيبت شركتهم، ومن ناحية تانية أقرب لبيتنا من الفرع اللى شغال فيه، بس هناك ساعات العمل أكتر فكنت حابب أعرفك يعنى ان مواعيد الفترة الجاية هتختلف عن دلوقتى
أومأت برأسها فى تفهم وأردفت برفق وبنبرة حانية.

–شوف الأحسن ليك يا حبيبى وأعمله، وطالما ده فيه خير ليك اتوكل على الله
ارتشف من كوب الماء ثم وضعه مكانه قائلا فى هدوء وهو يشرع للقيام
–تمام أنا هدخل أنام انا شوية، ولو مصحتش على العشا ماحدش يصيحنى
ردت عليه والدته فى لين
–ماشى يا حبيبى، تصبح على خير
أردف بإبتسامة لم تلامس عينيه وبنبره متعبه قليلا
–وانتى من اهله يا حبيبتى.

بعدما انتهوا من تناول الغذاء ولجوا إلى غرفة المعيشة يتسامرون معا بين ضحكات رفيف ونظرات جاسم لها ومحاولة مجد التخفيف عن والده واخراجه من حالة اليأس التى تمكنت منه مؤخرا
صاح جاسم موجها حديثه ل مجد بنبرة مرتفعة قليلا كى ينتبه له حيث انه كان شاردا بنظره بعيدا عنه قائلا
–كان حصل موقف النهارده فى الشركة، مشكلة كده كانت هتخسرنا تقريبا خمسة مليون جنيه، محاسب شاطر جدا نبهنا ليها وحلها و...

قاطعه مجد هادرا بعصبية مفرطة مما أدى إلى انتفاضة أخته من مكانها رامقة أخيها بقليل من الخوف لاحظه جاسم
–مشكلة تخسرنا خمسة مليون!، مشكلة ايه دى اللى تخسرنا مبلغ زى ده، وفين المحاسبين اللى فى الشركة؟!، حاجة زى دى تعدى عليهم عادى ازاى كده
أشار له صديقه بيده كى يُهدئ من روعه قليلا وأردف بهدوء.

–اسمعنى يا مجد طيب وانا هفهمك، هى مشكله مش مقصودة، انا مدققتش فى الموضوع أوى بس كل اللى فهمته انهم كانوا ديون معدومة، والمحاسب ده هو اللى لفت نظرهم لحل يقدروا بيه يرجعوا الديون دى، وبعتولى تقرير بالموضوع وانا كافئته، اللى كنت هكلمك فيه مش الموقف أصلا
رمقه الآخر ومازال على وجهه آثار غضبه وأردف بهدوء نسبى
–وايه بقى اللى كنت هتكلمنى فيه غير كده
رد عليه وهو محتفظ بنبرته الرخيمة.

–أنت كنت قايل إن عندك نقص فى المحاسبين وخصوصا بعد ما استغنيت عن كزا حد الفترة اللى فاتت وبلغتنى أشوفلك وأعمل إعلانات لو لزم الأمر، أنا بصراحة مش شايف حد أكفأ منه، وبلغته انه من بداية الشهر هيتنقل الفرع بتاعك
أومأ له فى هدوء سائلا
–اسمه ايه المحاسب ده، سنه، خبرته قد إيه واشتغل فى كام شركة قبل كده
رد عليه وهو يريح ظهره على المقعد خلفه.

–هو شاب صغير من سنى تقريبا والCV بتاعه بصراحة مبصتش فيه أصلا، حته خبرته دى مش هعرف افيدك فيها، اسمه عدى طارق تقريبا عدى طارق الجمال.

وقع هذا الاسم وقوع الصاعقة على مسمع هشام ظل محدقا فى الفراغ بنظرات ثابته لم يستطع ان يعلق أو يسأل حتى عن ماهية صاحب الاسم، كل ما يفكر فيه هى وما ان وصل إلى هذه النقطة حتى زادت ضربات قلبه بشكل مريب كاد يشعر بصدره يتهشم من فرط نبضاته بدأ يحس باختناق طفيف واخذ جبينه فى التعرق، لاحظ مجد اختلاف هيئة ابيه اسرع إليه سائلا بقلق واضح
–بابا فى ايه مالك ايه اللى غير شكلك كده، حاسس بايه.

نظر له والده والتمعت الدموع فى عينيه قائلا باختناق
–هو يا مجد، الراجل ده اللى اخد بنتى..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة