قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الثاني والثلاثون

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الثاني والثلاثون

رواية مشاعر مهشمة للكاتبة شيماء مجدي الفصل الثاني والثلاثون

كانت ممدة على السرير الطبي في الغرفة المخصصة للكشف في العيادة النسائية التي تتابع بها حملها، وكانت الطبيبة تحرك ذلك الجهاز الطبي علي بطنها المكشوف، كان مجد يشعر بتزايد نبضات قلبه، وهو محدق بالشاشة التي يظهر بها جنينه، نعم لم تكن المرة الأولى له في المجئ معها في متابعتها ورؤية تلك الشاشة السوداء التي يتحرك بها جنينه وسماع نبضه، ولكن اليوم سيتسنى له معرفة نوع الجنين، وذلك الأمر كانا غافلين عنه الفترة السابقة لتعب رفيف الذي أربكهما وأفقدهما تركيزهما.

بابتسامة طيبة شرعت الطبيبة حديثها قائلة بصوت هادئ موجهة حديثها ل مجد لملاحظتها لذلك التوتر البادي على وجهه:
- مدام طيف حامل في ولد
تراقصت الفرحة بعيني مجد ما إن استمع لذلك النبأ المفرح، اسعده معرفة أن ما بحشائها ابنه الذي يتحرق شوقا منذ بداية حملها لحمله بيديه وضمه لصدره، بينما اتسعت ابتسامة طيف مظهرة نواجذها وسألت الطبيبة بسرور اعتلى وجهها وصرحت به نبرتها:
- متأكدة يا دكتور؟

هزت رأسها إيجابا وردت عليها بنبرة واثقة:
- ايوه متأكدة، واضح جدا في الشاشة
وجهت طيف نظرها ل مجد الذي كان يحدق بها قبلا بنظرات تشع بالفرحة الممزوجة بحبه لها، ليقاطع نظراتهما صوت الطبيبة التي انتهت ونهضت عن مقعدها وتنتحت بخفوت وهي تقول:
- تمام احنا كده خلصنا، ظبطي هدومك براحتك، وانا مستنياكي في مكتبي.

غادرت الطبيبة فور انتهائها، بينما كانت طيف غير منتبهة لما قالته، تنظر ل مجد بنظرات لامعة فرحةً فهي كانت تود أن تنجب له ولدا لكي يعوضه عن عدم وجود شقيق له، ويصبح رفيقه، ويسانده أيضا في كبره ويحمل عنه ما حمله هو عن والده، قربت يدها من يده وامسكتها وهي تسأله بصوت ناعم بتوجس لا تحتاج لإجابته التي تصرح بها أمارات وجهه:
- فرحان يا مجد؟

كان وجيب قلبه يخفق بقوة فمعرفته بأن ما ينمو برحمها ابنهما غمره بسعادة عارمة، وعلى الرغم من عدم انحصار رغبته على أن يكون الجنين ذكرا، ولم يفكر بالأمر حتى، ولكنه عندما علم بالأمر شعر بفرحة لم يشعر به قبلا، ابتسم لها باتساع وهو يقترب منها ورد عليها بسعادة جلية لم ترها على وجهه قبل الآن:.

- انتي مش متخيلة الفرحة اللي جوايا واللي زادت لما عرفت انه ولد، رغم اني مفكرتش قبل كده في الموضوع ولا كنت عايز ولد بالتحديد، بس قلبي دق أوي لما قالت أنه ولد وحسيت أني عايز أشوفه وألمسه بإيدي وأخده في حضني
شعرت طيف بسعادة لم تغمرها من قبل من رؤيتها لوميض الحماس بعينيه واستشعرت كم التلهف المعتلي صوته، وأخبرته بنبرة حانية:.

- أنا بقى كنت عايزه ولد، عشان يبقى اخوك وصاحبك وسندك لما تكبر ويشيل معاك الحمل زي مانت شيلته مع باباك ومتبقاش لواحدك
منحها تلك النظرة الصافية وهو يعقب في تضرع بصوت رخيم هادئ قبلما ينحني على كفها ويقبله:
- ربنا يجيبه لينا بالسلامة الأول، ويخليكوا ليا.

بعدما هندمت ثيابها ونهضت عن السرير، توجهت نحو مكتب الطبيبة لكي تخبرها بما تشعر به في الآونة الآخيرة من أعراض تعب تؤرق راحتها وعلى الرغم من عدم رغبتها في إخبار مجد بالأيام الماضية لكي لا تثير حفيظته وقلقه عليها وعلى جنينهما فكان يكفي عليه تعب شقيقته، ولكنها مضطرة الآن للتكلم أمامه، وبينما هما جالسين على المقعدين المتقابلين لبعضهما والمجاورين للمكتب، تكلمت طيف شارحة للطبيبة بإيضاح عما تشعر به مؤخرا:.

- دكتور، الأعراض اللي كنت بحس بيها، الصداع والدوخة زادوا جدا الفترة الأخيرة وبقيت بحس بزغلله والرؤية ساعات بتبقى مشوشة، غير اني بقيت بحس بوجع دايما في بطني من فوق في الجهة اليمن، وايدي ووشي منتفخين زي مانتي شايفة.

تخلل القلق قلب مجد الناظر لها باستياء من عدم معرفته لكل ما قالته باستثناء ملاحظته لذلك الانتفاخ بوجهها ويديها والذي طمأنته عندما تساءل حوله وأخبرته أنه أمر وارد الحدوث في الحمل، تجاهلت نظراته لها عمدا لتأكده من ضيقه منها وظلت موجهة نظرها للطبيبة التي تكلمت فور إنتهائها بإسلوب رسمي يحمل بعض التخويف:
- مدام طيف كل ده بسبب ارتفاع ضغط الدم اللي عندك، ومخبيش عليكي لو فضلتي كده، ممكن يؤدي لولادة مبكرة.

صدم مجد مما تفوهت به الطبيبة بالآخير، وعلى الرغم من عدم معرفته ما الذي سينتج عن الولادة المبكرة ولكنه استشف من كلماتها وجود شيء سيء سينتج عنها، لذا انتابه وجلا من القادم، وأثناء تفكيره اللحظي تساءلت طيف بقليل من الارتياب:
- ولادة مبكرة ازاي؟
أجابتها الطبيبة موضحة بكلمات موجزة:
- ولادة قبل اكتمال مدة الحمل، ومش متحدد المدة، بيبقى على حسب المرض والاسباب.

شحب وجه طيف مما أخبرتها به، نعم تعلم القليل من المعلومات عن الولادة المبكرة ولكنها كانت تنتظر أن تخبرها أنه ان حدث الأمر لها سيكن قبل إنتهاء مدة حملها بعدة أيام كونها بالشهر السادس من الحمل، إضافة إلى ذلك علمها بإن احتمالية تضرر الجنين إذا تم إنجابه قبل اكتمال نموه خاصة بالشهر السادس أو الثامن تكون كبيرة، ابتلعت وقد ازداد وجيب قلبها ثم استفهمت قائلة:
- وده ممكن يئذي ابني؟

لم تتغير تقاسيم وجه الطبيبة وهي تستطرد بطريقة علمية مسهبة:
- هو في حالتك انتي وانك كمان خلاص بقيتي في نص السادس يعني مش في اول الحمل، بنسبة كبيرة ان شاء الله مش هيجراله حاجة، ممكن يبقى فيه مشاكل ومش خطيرة بتبقى واردة، زي نقص اكتمال الرئة وده بيتاخدله ادوية معينة وانا هكتبهالك عشان نتفادى أي ضرر لو حصل ولادة مبكرة.

لم يشعرا بالإرتياح رغم محاولتها لطمأنتهما، رمقها مجد بنظرة لم تحمل سوى الإرتعاد وهو يتساءل:
- طيب وطيف مفيش أي ضرر عليها؟
فرقت أنظارها بينهما وهي تجيبه بطريقة جدية تحمل القليل من التنذير والتوعية:
- تنتظم في الأدوية بتاعة الضغط وان شاء الله مش هيبقى في مشاكل.

حدق بها بعدما انتهت الطبيبة ليلاحظ بعض التوتر اعترى قسماتها وإيماءتها والذي وضحت من خلاله عدم انضباطها في أخذ جرعات دوائها في مواعيده الموصي بها، والذي يعلم مسبقا ذلك الأمر وتكلم معاها كثيرا حوله وحول إهمالها لصحتها ولكن لا فائدة ترجى من التحدث إليها، تنهد بحنق منها ثم عاد بنظره للطبيبة وتكلم بجدية مخبرا إياها:.

- طيب يا دكتور انا كنت عايز ممرضة معاها، تفكرها بمواعيد الأدوية وتبقى معاها عشان لو حصل أي حاجة وأنا في شغلي وخصوصا ان خلاص ماعادش غير شهرين على الولادة.

لم تتجادل معه طيف في ذلك الأمر رغم أنها لا تحبذ فكرة دخول امرأة منزلهما ويبقى مجد على مرمى بصرها أثناء تواجده بالمنزل، فهي بالكاد تتحمل وجود العاملتين المتواجدتين بمنزلهما وذلك فقط كونهما كبيرات سنا مقارنة بزوجها، ولكنها خنعت للأمر لاحتياجها لأحد ينبهها لمواعيد دوائها لنسيانها الدائم والمتسبب في عدم انتظامها في تناولها لأدويتها لذا آثارت الصمت، بينما حركت الطبيية رأسها كإيماءة منها وعقبت باستحسان لما قاله رادفة:.

- يكون احسن طبعا، وانا هكلملكم ممرضة ممتازة جدا، اكتبولي العنوان بتاعكم وهتبقى عندكم بكرا ان شاء الله.

بينما كان جالسا بمكتب مجد يتشاركان الحديث حول صفقة ما، شرد هو بنظره في الفراغ أمامه غير منتبها لصوت مجد الهاتف باسمه والذي كان يتحدث قبلها معه ولم يجد منه ردا:
- جاسم، جااسم
ما إن استمع له يناديه حتى أدار وجهه له على الفور وأردف مستفسرا بقليل من التفاجؤ:
- في حاجة يا مجد؟
ترك الملف عن يده ونهض عن مقعده ودار حول المكتب متوجها للجلوس بالقعد أمامه وهو يجيبه:
- في انك مش معايا خالص.

ألقى الملف الذي بيده هو الآخر على الطاولة أمامه بإهمال وتكلم بإرهاق جلي على نبرته وهو يعود بجسده للخلف مريحة ظهره على مسند ظهر الكرسي:
- معلش سرحت شوية
حدق به بتفقد ولم يخفَ عنه ذلك التيه والسرحان المتملك منه وليس الحين فحسب بل منذ حادثة رفيف وهو على تلك الشاكلة، بدأ تحاوره معه سائلا إياه بعد هنيهة من التحديق به:
- لسه خايف على رفيف؟

أخبره بعد زفير سريع وأمارات وجهه لا تنم إلا على الكره الذي أضحى يحمله بداخله لذلك الوغد:
- مش هبطل اخاف عليها، طول ما الكلب اللي اسمه عاصم ده عايش
رفع أحد حاجبيه له بعدما انتهي وتساءل بنبرة هاكمة مستنكرا رعونة الآخر وتفكيره الاهوج في الآونة الآخيرة والذي لم يعتَد عليه هكذا:
- نقتله يعني؟
غامت عينيه خلف شرارات من الغضب الممزوج بالعدائية ودمدم بنبرة أخشوشنت إلى حد كبير:
- ياريت.

قرر أن يتكلم معه بشكل جدي لكي يلفت انتباهه إلى تبدل حاله وإقباله على أفعال غير مدروسة ولا تمت للمنطق بصلة، بدأ التحدث بالنطق باسمه لكي يسترعي انتباهه ثم تابع بلهجة جادة:
- جاسم، من وقت ماشتغلنا مع بعض وبقينا اصحاب بعدها وانا بقدر عقلك وتحكمك في ردود أفعالك، حاول ترجع تاني تحكم الأمور بعقل شوية، تسرعك وعصبيتك دي مش هيفيدوا بحاجة، ده مكانش كلامك معايا ولا ايه؟

يعلم أنه محق في كل ما قاله، وأنه لم يعد يحسب نتائج أي فعل قبلما يقبل على القيام به، ولكنه منذ وطأت رفيف بقدميها حياته وهو لا يعهد على نفسه غير تلك الطباع والذي وعلى ما يبدو أنها من خوفه الجم من ابتعادها عنه -في بادئ الأمر- بعدما اعتاد على وجودها بحياته والآن من خشيته من أن يصيبها أي مكروه ويخسرها بعدما أضحت زوجته، وعُقد قرانهما الذي كان على استعداد تام لمحاربة الجميع لكي يحدث ويظفر بها في النهاية.

سحب نفسا عميقا لرئتيه ثم لفظه على مهلا وتكلم معللا أسبابه في التغيير البالغ في شخصيته بصوت هادئ يحمل بعض الأسى:.

- مجد انت متعرفش أنا بحب رفيف من امتى، أنا بحبها بقالي تقريبا ست سنين، من أول يوم شوفتها فيه في بيتكو، كل ماكانت بتكبر قدامي كنت بحس انها خلاص قربت تبقى معايا وفي حضني، أنا راسم حياتي كلها عليها ومعاها، ومش هقدر اتحمل إني اخسرها في يوم بعد ما خلاص بقت مراتي وبتاعتي، أنا مكنتش هقدر اعيش لو كان جرالها حاجة اصلا، رفيف بقت كل حاجة في حياتي هي عيلتي وماليش حد غيرها.

استطاع بمنتهى السهولة أن يستشعر كم الخوف والحزن المعترى صوته وصرحت بهما كلماته، لم يرِد أن يتخلل حديثهما الحزن خاصة أنه يحاول أن يعودا معا كسابق عهدهما ويُرجع صداقتهما كما كانت لذا حاول أن يضفي طابع مرح على الأجواء وأردف بود:
- واحنا روحنا فين يا عم جاسم ولا نسيت صحوبيتنا
لاح قسماته البؤس وهو يعقب بصوت يحمل بعض الإنكسار من تدمر صداقتهما وابتعاد الصديق الوحيد له عنه:.

- أنا منسيتش يا مجد، بس انت اللي خلاص معدتش عايزني
استمر مجد على وضعه مقاوما الإنسياق خلف معاتبة الآخر الذي لا يجد بدا منها الآن خاصة أنه أثبت حبه الصادق لشقيقته وأصر على الزواج بها حتى أصبح بالفعل، وهذا كان كافيا عنده وغفر له تلك التجاوزات التي تمت بينهما، ارتسمت بسمة صغيرة على ثغره وهو يعلق علي قوله الآخير:
- ايه معدتش عايزك دي، انت مراتي؟

انفرجت شفتا الآخر ببسمة على قوله، بينما تابع مجد حديثه بحدية تلك المرة مستطردا:
- احنا هنفضل صحاب يا جاسم مهما حصل خليك فاكر ده، زي مانت مالكش حد فانا ماليش صحاب غيرك، واستحالة افرط في الصاحب الوحيد اللي ليا، وروق كده، وبطل كآبة وكلم رفيف وأخرجوا و..

قاطع استرسال كلماته ولوج رفيف المفاجئ المكتب عليهما، والذي اشتدت قسمات جاسم من رؤيته لها، بينما غمغم مجد بنبرة خفيضة لكي لا يستمع له الآخر الذي تأهب في جلسته وأصبح الغضب جليا على محياه:
- بدأت الخناقة، كنت استني شوية امهدله الأول.

كانت كلمات مجد الآخيرة له بأن يُحدث رفيف ويخرجان معا ما هي إلا محاولة منه للتمهيد بقدومها للشركة، فمنذ سمح الطبيب لها بالخروج -ولكن في جو هادئ وبعيدا عن ضوء الشمس- وهو رافضا الأمر، يعلم أسبابه ولكن بقاء الأخرى بالبيت ليس حلا صائبا فقد بدأت نفسيتها تتضرر من الأمر
انتصب جاسم في وقفته، وأردف باستهجان وهو يرمقها بنظرة غير راضية ممزوجة بالعصبية التي بدأت في الظهور:
- انتي ايه اللي جابك؟

ازدردت بتوتر فهي قد أتت دون علمه على الرغم من معرفتها لرفضه خروجها من المنزل، ردت بلجلجة وهي تفرق أنظارها بينه وبين مجد الذي تستغيث به بنظراتها لكي يشرح له الأمر ويهدئه قليلا:
- أنا، أنا جاية اقعد معاك، وبابي هو..
كانت تحاول أن تخبره بأنها لم تأتِ بمفردها ووالدها هو من جاء بها، بينما هو كز على اسنانه بقوة ولم يدعها تكمل لصياحه بها بحدة وهو يلوح بيده بعصبية بالغة:.

- انتي مش كلمتيني وقولتلك متنزليش.

طرقت رفيف رأسها لأسفل دون رد وقد بدأت الدموع في التكوم بعينيها من انفعاله عليها فهو حتى لم يعطِ لها مجالا للتحدث، لم يروق مجد صراخه على شقيقته ولكنه لم يرِد أن تتصاعد الأمور لشجارٍ بينهما و رفيف هي المخطئة في عدم إخباره بمجيئها، بالإضافة إلى ذلك علمه بأن عدم رغبته بمفارقتها المنزل لخوفه عليها من أن يتعرض لها عاصم مرة أخرى، تدخل مجد في الحديث بينهما قبلما يتحدث الآخر رادفا بهدوء:.

- رفيف جاية مع بابا يا جاسم، قعدة البيت خنقته وحب يغير جو غير ان الشغل وحشة فكلمني وقالي ان هيجيلي وقال هيجيب رفيف معاه عشان عايزه تخرج
بعدما رأى تأثير كلماته بدأ في الظهور على وجه جاسم الذي هدأت ثورته وارتخت عضلاته المتشنجة، وضع يديه فوق يدي الكرسي في تحفز للنهوض وهو يقول بإطناب:
- ودلوقتي بقى انا هروحله، وهبلغ السكرتيرة متدخلش حد عليكوا عشان تاخدوا راحتكوا، بس ياريت متاخدوهاش أوي يعني.

قال الآخير عن إيحاء مقصود لينشق ثغر جاسم دون إرادة منه مدركا قصده المتواري، انتظر ريثما أغلق مجد الباب خلفه وتقدم من رفيف التي يظهر عليها الحزن من ارتفاع صوته عليها، وضع يده أسفل ذقنها ورفع وجهها إليه ليرى الدموع معلقة على طرفيها وانهمرت فور نظرها له، جفف تلك العبرات بأصابع إحدي يديه وهو يردف بأسف:
- حقك عليا، مكانش قصدي ازعقلك.

لم تتمكن من ضبط نفسها وتساقطت المزيد من دموعها عندما بدأت في البكاء التي كانت تحاول كتمه، وقالت له بصوت باكٍ منتحب:
- جاسم أنا بقالي شهرين قاعدة في البيت واتخنقت والدكتور خلاص سمحلي اخرج وكل ما اقولك ترفض وتزعق.

دنا منها وعانقها بعاطفة قوية غير قادرا على رؤية دموعها التي لم تفشل ولو لمرة واحدة في جعله يخنع لها وينفذ ما أرادته لكي لا يرى تلك الدموع بعينيها ولا يستمع لصوت بكائها الذي لا يكره أكثر منه سوى عاصم الذي بسببه خانته أعصابه وصرخ بوجهها وأحزنها وهو الذي كان يحاول طوال الفترة السابقة ألا يفتعل أي شيء يضعها عن طريقه تحت ضغط نفسي كما أمر الطبيب الخاص بها، تمتم بندم وهو يمسد بيده فوق رأسها:.

- خلاص بقى متعيطيش، أنا خايف عليكي، خايف تتعبي يا رفيف
قالت من بين نهنهات بكائها بتعقيب على رغبته في بقائها بالمنزل وعدم خروجها موضحة علمها للأمر:
- انت خايف عشان عاصم انا عارفة، بس أنا مش هتحبس في البيت بسببه.

لم يرِد لها أن تنفعل بأي طريقة كانت وبكائها ذلك من الممكن أن تكن له نتائج وخيمة، لذا لم يكن أمامه سوى أن يوافق على خروجها فقط لإرضائها ولكي لا تدنى نفسيتها وتتضرر، أخبرها بهدوء وهي مازالت بحضنه:
- لأ مفيش حبسة وهتخرجي
فرقت عناقهما ولانت تعابيرها العابسة إلى حدٍ كبير وتوقف بكائها وهي تتساءل بتوجس:
- بجد؟، يعني مش متضايق اني جيت.

هز رأسه بالنفي وهو مبتسم لها ابتسامة رائقة جعلت شفتيها تنفرجان بابتسامة خفيفة، اقترب هو منها وقبل شفتيها برقة ثم ابتعد سريعا وابتسم بتسلية وهو يغمغم:
- انتي عارفة ان المكتب بتاع اخوكي في كاميرات؟
فغرت عينيها مصدومة وابتعد عنه خطوة للخلف وهو تردد بارتعاد:
- ايه؟، طب افرض شاف..
اقترب منها تلك الخطوة التي ابتعدتها وحاوط خصرها بذراعيه وأردف مستنكرا خوفها الغير مبرر:.

- شاف ايه احنا كاتبينا الكتاب، ملوش حاجة عندي
حاولت دفعه بيديها من صدره لكي يحرر جسدها وأصرت على موقفها وهي تقول:
- بس برضه مينفعش، متقربش مني تاني في مكان ممكن مجد يشوفنا فيه
رؤية حنقها ومحاولة الفرار من حصاره يشعره بالاستمتاع ويعزز بذهنه ما مضى من ذكريات بينهما، ضيق عينيه وهو يرمقها بنظرة عابثة معقبا بكلمات ماكرة:
- يعني اقرب منك في مكان ميشوفناش فيه مجد براحتي.

انفجرت بالضحك دون إرادة منها وشاركها جاسم الذي عاد الانتعاش لروحه من رؤيته لضحكتها من جديد، جذبها لحضنه وشدد على ضمتها وبداخله يشعر بوجده الثائر لها يزداد مع مرور الوقت، بعد عدة لحظات ابتعد عنها قليلا وخاطبها بنبرة هادئة وهو يعيد خصلات شعرها خلف أذنها:
- ايه رأيك نخرج نروح ايه مكان هادي بدل قعدة الشركة
أشرق وجهها وهي تقول مبتسمة بنبرة متحمسة:
- يا ريت.

مسح بإبهامه فوق جانب شفتيها بحركة رقيقة وهو محتوٍ بكفه وجنتها وقال بعذوبة وصوت رخيم:
- طب يلا بينا.

أوقف سيارته تحت بناية عاصم بعدما قرر المجئ له بعد تفكير مضني، يجب أن يضع له حدا لأفعاله فهو لن يبقى في توتر الأعصاب ذلك لأكثر من ذلك، متهيئا لأية مصيبة أخرى من الممكن أن تصيب أحد أفراد عائلته وكل ذلك من تفكير مرضي لشخص يثأر لنفسه واضعا أسبابا واهية لأفعاله وجرائرة البغيضة، وهو لن يبقى مكانه منتظرا ما سيقبل على فعله فيما هو قادم.

كان يجب أن يتخذ تلك الخطوة منذ وقت حادثة رفيف ولكن خوفه البالغ عليها أفقده تركيزه فيما يجب أن يفعله وألا يفعله، سيعتبر تلك أخر فرصة يعطيها له، سيحذره، وينذره، وربما يهدده، لن يتوانى إذا اكترف شيئا آخر بأحد منهم في الفتك به، لقد كظم غيظه لأكثر من مرة على أفعاله وأذيته له في عمله، ولكن عمله مهما بلغت الخسارة به لن يوضع في مقارنة بشيء كما الذي حدث لشقيقته.

ضغط على جرس بيته ضغطة صغيرة وانتظر ليفتح له أكثر شخصا يكره رؤيته، لم تمر سوى جزء من الدقيقة وقام بفتح الباب له، اعتلى وجهه علامات الدهشة من حضوره لينشق ثغر مجد للجانب بابتسامة فاترة وهو يقول بجمود:
- ايه مكونتش عامل حسابك اني هجيلك، طبعا، ما المفروض اكون مطلع روحك في ايدي من ساعة ما فكرت تأذي اختي، لكن أنا هعتبر دي آخر فرصة بديهالك، وابعد عن عيلتي يا عاصم احسنلك.

ضحك ضحكة خافتة باستهزاء على ما قاله وأردف بمراوغة وهو يستدير متحركا للداخل دون أن يدعوه للدخول:
- ايه الكلام ده؟، اختك من اللي أذيتها وعيلة مين اللي ابعد عنها، انت جاي تتهمني اتهامات باطلة في بيتي.

تبعه مجد للداخل وهو محافظا على فتور أمارات وجهه المتناقضة تماما مع هياج أعصابه من رؤية الآخر وسماع صوته البغيض وكلماته الكاذبة، وقف قبالته ورمقه بنظرة مليئة بالنفور وعلق بنبرة صوت ثابتة بتكذيب لما قاله وما يدعيه من براءة هو نفسه لا يعلم كيف يظهرها عليه:
- انت عارف انها مش اتهامات باطلة، رجالتك رفيف سمعتهم وهما بيقولوا أنك هتبهدلهم عشان العربية اتقلبت مش خبطة زي ماكنت عايز.

مط شفتيه بعدم اكتراث لما قاله وتمتم بابتسامة سمجة موجزا قاصدا استثارة أعصاب الآخر:
- مش دليل
استعرت بداخله نيران الغضب والتي يحاول كتمها وألا تندلع بوجهه، فهو لم يأتِ وبنيته أن ينشب بينهما شجارا لن يفيده بشيء ولن يجعله يتراجع عن أذيتهم إذا كان يفكر بالأمر، بل ما سينتج عن ذلك ازدياده في أذيتهم بطرقه الشيطانية الذي ورثها عن الوغد والده، والتي يحلله لنفسه مقنعا إياها أنه حقه ويأخذه بتلك الطرق.

لم يكن من الصعب على مجد ملاحظته عليه أعراض مرض نفسي بالغ الخطورة ولكنه لم يستطع تحديده غير أنه شخصية انتقامية ويسعى بل يستميت في سعيه في أذية الغير بحجة أنه هكذا ينتقم لنفسه، سبب مجيئه هو محاولة التفاهم معه والتي من الأكيد أنه سيعجز في ذلك لتحدثه مع شخصية كريهة مثله، يحاول بشتى الطرق دفع الغضب بداخله
كز على اسنانه محاولا كبح جماح غضبه وخاطبه في لهجة جادة للغاية:.

- اسمع يا عاصم، أنا كنت بسكت وبعديلك عشان العيش والملح اللي بينا وفاكر اننا كنا اصحاب في يوم واحترام وتقدير للست اللي متستاهلش أنها في يوم من الأيام تكون امك، واللي كانت بتهديني على كلب زيك، لكن خلاص فرغ صبري ومش هسكت تاني يا عاصم.

حدجه ببرود مظهرا لا مبالاته بتهديده الواهي بالنسبة إليه، وذهب للجلوس على الأريكة ووضع ساق فوق الأخرى، ثم بدأ ينطق بعبارات يعلم ما ستخلفه جيدا في نفس الآخر وبنبرة مستفزة متشدقا:
- بس صحيح عرفت أن عاصم كان متدمر خالص بسبب اللي حصل لرفيف، ايوه ما هيلاقي من غيرها برضه تشوفله مزاجه.

لم يخفَ على مجد محاولاته لاستثارة أعصابه، وهو لن يبلغه مراده، سحب نفسا عميقا لرئتيه وزفره على مهلٍ ثم هدر بصوت جاهد لإخراه دون انفعال وعن إيحاء مقصود:
- على الأقل جوزها، مش زي غيره بيدوس في عرضه وفي اللي من دمه وبيحمل ويرمي وحاجة في منتهى الدناءة، محصلش حتى الحيوانات.

تفاجأ مما قاله فهو لم يكن على علم بشأن زواجهما، ولكن ما آثار انفعاله وجعله يشعر بغليان دمائه بعروقه، تلميحاته المتوارية حول علاقته ب داليا وحملها منه، لينشق ثغره للجانب بطريقة خبيثة ودمدم ببعض الإنفعال:
- متنساش ان انا لسه معايا الصور، واقدر اخلي سمعتكم في الأرض في لحظة.

ابتسم بسخرية على كلماته النزقة الغير منطقية، وعقد ذراعيه أمام صدره وهي يعقب ببرود بعدما شعر بالانتصار لنجاحه في رد الصاع له ورؤيته منفعلا:.

- آه وهتنشر الصور بقى بناءً علي ايه!، او ايه تسوئ السمعة في ان واحد ومراته مع بعض!، يعني انا شايف انك كده بتدخل نفسك في متاهات معايا وملهاش لازمة، جريمة التشهير عقوبتها بتوصل لتلت سنين، ولا صحيح انتوا مبيفرقش معاكوا، يعني اعتقد جو السجون والأقسام مش جديد عليكوا، ولا ايه؟
بنظرة عدائية انطلقت من عينيه اللتين أصبحا مليئتين بشعيرات دموية من كثرة عصبيته وصاح به بغل وهو يهب واقفا ناهضا عن جلسته:.

- هتدفع تمن السجن اللي متعودين عليه ده غالي، حق كل القرف اللي شوفته وعيشته وقتها هاخده منكم يا مجد، واللي كانت منعاني عنكو خلاص ماتت ومعادش في حاجة هتوقفني عن أي حاجة هعملها
لاح على قسماته الاستنكار مما تفوه به والذي يحملهم ذنبه، والمتسبب الأول والوحيد في أي شيء تعرض له الآخر لن يكون سوى والده، فك عقدة ذراعيه وصاح به بصوت حاد وهو يلوح بذراعه:.

- اللي كان بيحصلك ده تحاسب فيه ابوك مش تحاسبنا احنا، مش احنا اللي قولناله يشتغل شغل شمال، ويتسبب في موت أرواح، ويخطف أسيف اختي ويهددنا بيها وبسبه اتحرمنا منها ستاشر سنة
حرك وجهه بالسلب وهو مثبت نظره عليه وعينيه جاحظتين من شدة غضبه وهتف بصوت هادر وهو يشير عليه بإصبع السبابة:
- وانا مش هقدر احاسبه ومفيش قدامي غيركم.

تلك النظرات التي يرمقه عاصم بها لا تعبر إلا على مرضه الميئوس منه، والذي لن ينفعه التحدث إلى واحد مثله، شعر بالندم لقدومه إليه فهو لن يجدي النقاش معه نفعا على الإطلاق، هز مجد رأسه بالإيجاب وأردف بصوت آجش:
- تمام خد حقك مني، وبطل تاخده من الحريم، ولا انت شايف نفسك منهم؟

ثبت نظره عليه وهو يقول في غموض قاصدا بث المخاوف لقلبه وبصوت يشبه الفحيح:
- أنا فعلا مش هاخده من الحريم، وهاخده من حاجة غالية عليك أوي يا مجد
جال تفكيره للحظة حول احتمالية أذيته لوالده، مما تسبب في تشنج عضلات وجهه وبنظرة شرسة منطلقة كالسهام من عينيه أردف بنبرة قوية محذرة:
- وانا مش هرحمك يا عاصم لو حد من عيلتي حصله حاجة.

ألقى كلماته وتحرك مغادرا البيت وهو يشعر بجسده أصبح جمرة من نار، بينما ظل الآخر ينظر في فراغه بنظرات وعيد فمهما فعل وتسبب له من أذية وخسائر لم يُطفئ كل ذلك النيران بداخله، فرغبته في الإنتقام لا تجدب، فهو لم يرى مجد ذليلا بعد وهذا ما يوده وسيحارب لأجل رؤيته هكذا بأم عينيه مهما كلف الأمر.

بعد مرور عدة أيام..
بينما هو منهمك بالعمل وقراءة الملفات الموضوعة أمامه فوق المكتب، صدح صوت هاتفه معلنا عن تلقيه مكالمة، وجه نظره له ليجد المتصل طيف ضغط سريعا على شاشته موضوع الإيجاب ووضعه فوق أذنه وما كاد يتحدث حتى آتاه صوتها المتألم هاتفة باسمه:
- مجد
خفق قلبه ارتعادا من سماعه لنبرتها المستغيثة، ونهض على الفور وهو يتساءل بوجل:
- مالك يا طيف في ايه؟
أجابته بصوت يُظهر تهدج أنفاسها وتحدثها بصعوبة:.

- انا تعبانة اوي؟
شعر بوخزة استقرت بقلبه هلعا، وهدر متسائلا وهو يتحرك نحو باب مكتبه:
- فين الممرضة؟
استمع لتأوهها والذي جعله يهرول نحو المصعد، تبعه قولها بضعف وصوتها يتخلله الأنين:
- كلمت الاسعاف، تعالالي المستشفى، متسيبنيش لواحدي
دلف المصعد وهو يقول لها بانفاس متلاحقة بشدة من كثرة التخوف الذي اعترى قلبه:
- أنا سايب الشركة خلاص اهو، هتلاقيني هناك أول ماهتروحي يا حبيبتي متخافيش.

فتحت العاملة الباب الداخلي لفيلا والد عاصم لتدلف داليا التي علمت أنه ليس بشقته، والتي أتت لشعورها بعدم تحمل المزيد من الوقت دونه، تعلم أنها ما كان ينبغي عليها المجيء له خاصة بعد ما فعله بها آخر مرة وتطاوله عليها بتلك الصفعة وتعنيفه لها، ولكن قلبها لم يعد بمقدوره تحمل ابتعاده، فما بداخلها له من عشق قادرا على محو أي وجع يتسبب لها به، جروحها الغائرة المستبدة بقلبها وهو المتسبب الوحيد بها تُلتأم فقط لرؤيته.

توجهت نحو غرفة مكتب والده بعدما علمت من العاملة بوجوده بالداخل، وجدت الباب مفتوحا وهو واقفا بمنتصف الغرفة معطيا لها ظهره ويبدو أنه يتحدث مع أحدهم بالهاتف، والتي ما إن استمعت لما يقوله حتى توقف مكانها غير قادرة على الحراك وضعت يدها أمام فيهها كاتمة تلك الشهقة التي خرجت دون إرادة منها، هزت رأسها بعدم تصديق، انهمرت دموعها وعقلها لا يسعفها على تصديق ما ينطق به ويمليه من أوامر على من يحدثه بالهاتف.

تراجعت بجسدها للخلف شاعرة ببرودة اجتاحت كيانها، ومازالت دموعها تهطل بقوة وقسمات وجهها لا تعبر إلا على صدمة عارمة، ولكنها سريعا ما تداركت نفسها وجففت عبراتها واستدارت عائدة أدراجها نحو الخارج بخطوات متعجلة.

كان مجد يسير بخطوات مهرولة بجانب السرير الطبي المتحرك النائمة عليه طيف متوجهين بها لغرفة العمليات بعدما أخبرهم الطبيب بأنها حالة ولادة، ذلك الطبيب الذي رشحته لهم طبيبة طيف لاستلام حالتها بدلا عنها لذهابها لمؤتمر للإطباء وتعذر عليها المجئ.

ابتسمت طيف بوهن ل مجد الذي تساقطت دموعه رغما عنه وهو ينظر لها تلك النظرة التي يتوسلها بها ألا تتركه، قبضت على يده وهي تغمغم بنبرة ضعيفة مهزوزة من ذلك الوجع الذي لا يُحتمل بأسفل بطنها:
- متخافش أنا هبقى كويسة، أنا وابننا هنخرج ونبقى معاك يا حبيبي متخافش.

تحاول طمأنته لكي لا ينهار وهي بالداخل ولن يتسنى لها حينها مساندته ونفض المخاوف عن قلبه، بينما هو هز رأسه لها بالإيجاب وهو يشدد على مسكته ليدها وقال بصوت يظهر عليه آثار البكاء:
- عارف، انتي مش هتسيببني أنا عارف.

حافظت على بسمتها رغم ءلك الخوف بداخلها ووجيب قلبها الخافق بقوة مما هي مقبلة عليه، تركت يده جبرا وهي تدلف غرفة العمليات ليبقى هو مكانه شاعرا بقلبه سيهشم صدره من قوة خفقانه، روحه فارقت جسده ودلفت رفقتها بالداخل، ولكنه لم يرِد أن يفقد التحكم بانفعالاته جفف دموعه وهو يحاول تكرار الجمل التي أخبرها بها قبل دلوفها، ليطمئن نفسه ويهدئ من حدة الخوف والرهاب الذي تمكن منه من فقدها، وأثناء ذلك استدار بتفاجؤ من استماعه لذلك الصوت الأنثوي الذي صدح بالجوار قائلا بشيء صدم منه:.

- متدخلوش الدكتور
التفت كل الحاضرين ليجدوها داليا التي لم يتعرف عليها سوى مجد و رفيف، والذي آثارت جملتها حفيظتهم جميعا، وما كاد يتساءل مجد حول ما قالته حتى تكلمت من جديد بنبرة خفيضة إثر الدوار الذي أصابها قبلما يخور جسدها الذي لم يتحمل ركضها وذلك الإنهاك البدني الذي عرضت نفسها له لكي تأتي إليهم وتحذرهم من دلوف الطبيب ل طيف:
- متدخلوش الدكتور هيموت البيبي، وهيئذي طيف.

اعتذار: .

بعتذر على التأخير، واللي كان لظروف صحية، انا عندي ضعف عام، ضغط منخفض طول الوقت، صداع ودوخة، بنام فترات كبيرة وده بيفقدني التركيز، أقل مجهود ببذله بتعب وبروح اقعد فورا لان ضربات قلبي بتزيد بشكل رهيب، وده بسبب استمراري في اكل كميات قليلة لفترة كبيرة وصلت لشهور بسبب قلة الشهية عندي واللي زوده استمراري على نوع الفيتامين معين كان بيقلل الشهية اكتر وعرفت بده مؤخرا، وزني نزل من 58 كيلو ل48 كيلو، مش عايزه اشغلكم معايا بس ده كان سبب تأخيري عليكم الفترة اللي فاتت في نشر الفصول.

هحاول على قد ماقدر انزل الفصل او الفصلين الباقين في معادهم، ارجو تقبل اعتذاري مرة تانية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة