قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل العاشر

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل العاشر

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل العاشر

وقفت شهد أمام المرأه تخلع أقراطها الذهبيه الجديده
بتأني وهي تنظر لهيئتها الجديده يأنبهار خفي
بشرتها السمراء الباهته. أستعادت رونقها من جديد واصبحت لا تشوبها شائبه
عيناها التي أرهقتها بالبكاء والسهد. رجعت جذابه وقد تألقت عيناها الزمرديه مع الكحل الاسود
وأخيرا خصلاتها الناعمه. والطويله سابقا. قررت تقصيرها من جديد. علها ترجع لها قوتها القديمه
تشعر أنها رجعت بالزمن عشر أعوام ماضيه.

ينقصها الآن دراجتها القديمه فقط. أبتسمت دون أراده وهي تتخيل ردة فعل غيث حين يراها بالدراجه. بالفعل سيصاب بنوبه قلبيه
تفاجأت به يقف خلفها يطالعها بغضب مكتوم. تعلم أنه سيغضب سلفًا. ولكن لا بأس بتذوق القليل من الغضب والكثير من الندم
التفتت من أمامه متجهه إلى الخزانه. ولكن أمسك غيث بمرفقها بعنف ليرجعها تقف أمامه من جديد ليقول بعصبيه.

-خرجتي وقعدتي بالساعات برا. وجيتي وقعدتي مع الولاد وضحكتي وهتنامي. وانا زي الكرسي إلى برا مليش وجود صح
كتفت يدها تطالعه بصمت ونظره بارده. في الحقيقه بارده للغايه. وكأنها تمثال دون مشاعر واضحه على وجهها
اغاظه صمتها. ولكن ثوان وأجابت.
-بعتلك رساله أني خارجه. مش مشكلتي انك مشوفتهاش
التفت بجنون حوله باحثا عن هاتفه، ليفتحه مقتربا منها
-طلعيلي الرساله كدا ووريهالي يامحترمه.

أمسكت الهاتف بأطراف أصابعها وعبثت به لثوان قبل أن تقول بهدوء.
-يبقا انا كتبتها ونسيت أبعتها. المهم النيه
جحظت عيناه بدهشه من برودتها. وزاد غضبه ليقول.
-النيه! وسايبه طفلين لوحدهم في البيت 8ساعات بيعيطوا وخايفين. دي بردو نيه. غيابك عن البيت كل دا نيه
وقلقي عليكي بردو بالنيه
رفعت اصابعها تعد عليها ببرود قائله.
-أتصلت بولادي كل ساعه عشان أتطمن عليهم.

غيابي عن البيت الكام ساعه دول عشان خاطر نفسي. دي الغساله نفسها بيتعملها صيانه. يبقا انا لا
وقلقك دا بقا دي حاجه تخصك. تقدر تطمن نفسك أن معايا الصاعق بتاع المدام ماردين. يعني إلى يقرب مني.
اقتربت منه هامسه...
-هخليه يندم انه داسلي على طرف. واهو اتعلمت من حادثه الأغتصاب بردو
صعدت الدماء لأعلي رأسه وكاد أن يقبض على يدها بعنف
ولكن قاطعه رنين هاتفه بأسم والده. لتبتسم شهد بنعومه قائله.

-لو ناردين قولها اني جربت البيوتي سنتر. تحفه جدا
وشكلي كدا كلفتها كتير أوي
أخذت احد الملابس من خزانتها بتركيز
ثم أتجهت إلى حمام الغرفه وأغلقت الباب خلفها بهدوء
ولازال غيث يقف في محله بذهول. وهو يسأل في نفسه
من تلك المتبجحه المستفزه!
كيف تحولت شهد الوديعه الهادئه لتلك المرأه الغريبه
هيأتها الجديده الحاده طغت على تصرفاتها وطباعها
ليقترب من الحمام صارخا بغضب...
-ماشي ياشهد وريني مين هيسمحلك بالخروج تاني.

وبرودك دا مش معايا. متعقديش حياتنا زياده
بينما الأخري تقف في حمام الغرفه تنظر لأنعكاسها في المرآه. تلاشت البسمه الناعمه وتوافدت الدموع دون توقف
ماتفعله يؤلمها قبل ان يؤلمه، تلك ليست شخصيتها
ليست بهذا العداء ابدا، ولكن لابد من التغيير
لابد أن يتبدل ضعفها وخنوعها. أن تعيش لذاتها وأولادها
لن تفرض مشاعرها الخائفه على أحد من جديد. لن تنتظر الأطمئنان من أحدهم بعد الآن. ستتغير وقد اقسمت على ذالك.

مسحت دموعها وبدلت. ملابسها بأحد الغلالات الخريفيه المستوره. لن تدعه يري طرفا بها قبل ان تحدد موقعها في حياته أولا. هكذا همست وهي تغلق المنامه بتنهيده متعبه
ورغم أرهاقها بعد يوم طويل من ساعات العانيه بالبشره والشعر وشراء ملابس جديده. والجلوس أمام الشاطئ
الا انها صممت على أعداد وجبه عشاء متكامله
لن تدع غيث ينتقدها بتقصير أو يلمح لها حتي.

وبالفعل وقفت في المطبخ وبدأت بأعداد وجبه عشاء على نغمات جديده. نغمات لا تمد لفيروز ولا القهوه بصله
نغمات عصريه. لا تعبر عن شخصيتها القديمه على الأطلاق
كانت مريم جالسه على فراشها بهدوء. أو بذبول
مستكينه تحت يد جودي الصغيره التي تمشط خصلات مريم الناعمه وتثرثر دون توقف. عن الروضه. وعن شقيقتها ووالدتها واباها وجواد. وصديقاتها وكل شيئ وأي شيئ.

رغم أن مريم لا تجيب على ايا من كلماتها. عيناها متسمره في الفراغ. تجاهلت ذاتها وعملها ووالدتها وكل شيئ
أغلقت هاتفها وتلازم غرفتها. بعد مواجهتها الأخيره بجواد
حينما اشار لطريقة تقربها منه. وكاد أن يصف تقاربهم بطريقه مهينه للغايه. لذا صمتت لكي لا تهدر كرامتها أكثر من ذالك. لن تضحي بمواجهه جديده معه
يتجاهلها تماما. وكذالك هي صامته.

اكثر من مره كادت ان تجمع حقيبة سفرها وتسافر. ولكن كانت تتراجع. تشعر أن الخيط الذي يجمعها مع جواد سينقطع ان فعلتها. لذا كانت تصمت وتجلس من جديد
سمعت تذمر الصغيره وهي تلقي الممشط جوارها قائله بحنق...
-انا قولت لمامي أنك وحشه. قالتلي اكلمك واصاحبك وانتي هتكوني حلوه معايا
لكن انتي وحشه اوي
قفزت الصغيره من الفراش بغضب وكادت تخرج. لتوقفها مريم بغصة بكاء في حلقها لا تدري لما بالتحديد.
-طب استني. خدي شوكلت.

التفتت لها جودي بعبوس وأدخلت يدها في جيب بنطالها الصغير. وأخرجت مكعب شوكلاته صغير قائله.
-عايزه أنتي شوكلت وأنا أديلك
فهمت مريم مقصدها وتمتمت بحنق. وقد انقشعت غمامه البكاء اثر تصرفات تلك الصغيره...
-طالعة قليلة الذوق لأبوكي
ثم تنهدت بخفوت قائله...
-طب انتي كنتي جايه أصلا عايزه ايه غير أنك تبوظيلي شعري!
لوت الصغيره شفتيها لتقول.
-وعدت جواد أن هاجي أقعد معاكي.
واحكيلك عن الروضه. وقالي اسليكي.

نظرت لها مريم بتشكيك قائله...
-جواد قالك كدا. طب وقالك ايه تاني!
جلست الصغيره قائله باهتمام.
-عايزه تعرفي ايه ياجوثل!
لوت مريم فمها بحنق وكادت ان توبخها. ولكن تحكمت بأعصابها قائله...
-انتي عايزه تقولي ايه يابرينسس
ابتسمت جودي بأتساع قائله.
-جوجو بيقولي برينسس بردو.
عشان عندي تاج برينسس ودريس سنو وايت. بابي جابهولي في الكريسماس إلى فات
انتي عندك الشعر السحري إلى بيرجعك شابه تاني ياجوثل.

جزت مريم على اسنانها بغيظ قائله...
-لا عندي التفاحه إلى هسم بيها سنو وايت. امشي باجودي روحي لمامتك امشي
هزت الصغيره كتفها ببرود. وخرجت من الغرفه دون كلمه
تأفافت مريم وهي تقف أمام المرآه نعيد ترتيب شعرها من جديد. وتنظر لملامحها الصامته
حتي شاركها جواد في المرأه. منتشلا اياها من شرودها الطويل. كان يخلع قميص بذلته. وهي يحدق بانعكاسها دون كلام. لتبادر مريم بتساؤل.
-هنسافر امتا.

اجابها بعد ثوان وهو منشغل بفك عقدة عنقه.
-لما أحدد هتعرفي
اجابت بحده وقد انفلت غضبها...
-طب وشغلي. بردو لما تحدد. انتا قولتلي اسبوعين. مش أكتر ياجواد
رفع رأسه لها ناظرا بهدوء.
-وطلع مش اسبوعين، المفروض اعمل ايه!
قضمت شفتيها قائله بجمود...
-لا أنا إلى هعمل ياجواد. هحجز طياره واسافر بكره
أبتسم جواد بهدوء قائلا.
-طيب كويس واعتبري نفسك طالق لو عملتيها.

سقط فكها أرضا وهي تبحلق به بدهشه. وعقلها لم يستوعب كلماته الغريبه حتى الآن. لتقول بحده.
-انتا بتهددني!
رفع كتفيه بلا مبالاه قائلا.
-لا بتلكك عشان اطلقك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة