قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السادس

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السادس

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السادس

نائمه في فراشها عاريه. وحيده. من يري البؤس الذي يحتل وجهها الآن لا يقول انها منذ دقائق كانت تنعم بالدفئ بين أحضان زوجها البارد
افارت شفتيها عن ابتسامه ساخره، على من يضحك جواد
علي نفسه ام عليها، جواد الذي تذوب برودته حالما تضع يدها جسده. يتحول إلى شخص أخر لا تراه خارج غرفتهم.
يتحول من جواد الهادئ الرزين الي. إلى شخص عاشق يتحول إلى رجل عاشق شغوف.

دفنت وجهها بوسادته تستنشقها ببطئ. وعقلها يتمني ويتمني. لما لا يصبحو كأي زوجين متحابين متفاهمين!
لما لا يهديها النظرات المحبه وكلمات الغزل
لما يصر على جعل حياتهم جليديه رتيبه. لأجل مشكله قد تفاهمت معه مرارا وتكرارا أنها ليست متفرغه للأطفال الآن
راحت ذاكرتها تسترجع الساعات الماضيه. وكيف انتهي بها الأمر على فراشهم تغويه ليرضي.

تصاعد غضبها أكثر وهي تراه يفرغ أغراضه بهدوء غير أبه بالكارثه التي احدثها أمام المتعجرف وزوجته الغريبه
لما يقلل من شأنها. لما يعاملها بتلك الطريقه الفجه
أمسكت أحد القطع الذي يكاد يضعها في الخزانه قائله بغضب شديد.
-أيه إلى انتا عملته دا!
ازاي تسمح لأبن عمك يعاملني بالطريقه دي
ولحد دلوقتي احنا لسه قاعدين هنا
هدوء وبرود اعصاب جواد كانا كبيرين. ليرفع حاجبه قائلا.
-عاملك ازاي. مسمعتوش بيوجه ليكي أهانه ياكرامه.

أتم جملته الأخيره بسخريه مبطنه جعلتها تصمت لثوان
أردفت بستهجان واضح على قسماتها الجميله.
-كرامه! جواد انتا بتهزر، ولا موضوع الأطفال دا خلاك مهوس أنك تقلل مني
ألتفت لها جواد بجديه وتصميم. وعيناه الهادئه بالعاده لم تكن هادئه مُطلقا ليقول مشددًا على كلماته.
-مريم عايزك تستوعبي أن موضوع الأطفال دا أتقفل معاكي نهائي. ومبقتش عايزه أطفال منك. ولا هسمح يكونلك أطفال مني.

حركت رأسه يمينًا بتعجب خارجي، وداخلها ينتفض دون مبرر.
-يعني أتخليت عن فكره الأطفال!
تجاهل تساؤلها واتجه إلى باب الغرفه ليخرج بهدوء
تاركا سؤالها معلق في الهواء كاعلاقتهم
تركها تتميز من الغيظ والضيق. راحت تدور في الغرفه بجنون. ولازالت كلمات أدم الجارحه تصم أذنها. وتعمي عيناها عن غضب زوجها
بحثت عن حقيبتها التي ألقتها ارضا فور دخولها للغرفه.

لتخرج منها كُره مطاطيه صغيره، تضغط عليها كلما شعرت ان الغيظ سيفتك منها، صارت تدهس الكُره بين يداها وأسنانها تصطق ببعضها بعصبيه
كان والدها يلقبها بكلمه عربيه غريبه لم تكن تدري معناها
لكون ثقافتها انجليزيه. رغم اصرار والدها الشديد على تعلم اللغه العربيه. وحين يتحدث معها لا يتحدث سوي باللهجه المصريه، وحين يلاحظ عصبيتها وأصطقاق اسنانها يقول بأستنكار.
-طالعه غللاويه كدا لمين!

ثم علمت معناها حين أختلطت بمصرين في محيط عملها
معني كلمة غللاويه لم تحزن على وصف والدها القاسي
ولكن سارعت بالعلاج.
وصلت إلى اذنها اصوات ضحكات طفوليه رائعه. تصحابها ضحكات زوجها جواد. نظرت ألي مصدر الصوت، لتجد شرفه مغلقه جوار الفراش. ورغم اغلاقها الا أن الضحكات عاليه للغايه
فتحت الشرفه على مصراعيها لتطل على جواد وتلك الصغيره جودي. التي تضحك كلما تجد أصابع جواد تقترب منها.

كان جواد يجلس على أحد المقاعد في حديقة القصر
وجودي الصغيره تتوسط قدمه ضاحكه. كانت تشبه لجواد بشكل غريب. وكأنها أبنته
وأن الهاله العفويه بينهم هي التي جعلت من جواد في ثوب أبا أكثر من عم
تركت مريم رياح الخريف تداعب خصلاتها وهي تراقب جواد وجودي. حتى تثأبت الصغيره وأعلنت عن وقت نومها قاطعه على جواد وعد أستكمال اللعب للغد.

ظل جواد جالسا في محله ولكن رأي مريم بوضوح وهيأتها العصبيه لازالت تصاحبها. حتى خُيل له أنها تترنح. ثم وقعت بمحلها بسكون
انتفض جواد من مجلسه ليركض إلى داخل القصر متجها إلى غرفتهم بالتحديد. والقلق فتكه في تلك الثوان المعدوده
التقط زوجته الشاحبه من الأرض البارده نوعا ما ليحملها بين ذراعيه إلى فراشهم.

ظن انها في حالة أغماء حتى شعر بأناملها تلتف حول رقبته كاخيوط العنكبوت مكبله اياه. رغم رفضه للطريقه التي أستدرجته بها إلى فراشهم إلى أنه طاوعها وأكمل ما بدأته هي. في النهايه تلك هي النقطه الوحيده التي تجمعم بسلام وصمت
أنهي تفكيره المنطقي وهو يميل عليها مقبلا اياها
ولازالت هي تغمض عيناها شاحبة الوجه. ولن محكمه ذراعيها حوله.

تنهدت ناي بتعب وهي تنهي حزم أمتعتهم. وقلبها يبكي بدلا عن عيناها المتعبه. جلست على الفراش أمام زوجها هامسه بصوت باكي...
-لك ميار. مافي شي طريقه تانيه تخلينا نضل بأرضنا بأمان
أنا بخاف كتير من صوت العيار. تقوم تقلي يلا رح نعدي للحدود!
تنهد ميار بقله حيله وهو يدلك جبينه الأبيض قائلا.
-الله بيحرسنا ياناي. مابقا عنا غير هاي الطريقه.

أمي وأبي رافضين يجو معنا. بس أنا ماراح أستني أشوف ولادي بيتقتلو قدام عيوني. راح نروح
زاد بكاء ناي وهي تفكر بحسره في تلك الطريقه إلى ستوصلهم إلى بر الأمان. عبور الحدود التركيه ليستقرو بها
عوضا عن الموت جالسين في بيوتهم
مسحت ناي عيناها مشيره على قدمه بقلق.
-بس ميار.
راح تقدر تمشي لأيام بأجرك المصابه!
لاح الحزن على وجهه الوسيم ليقول بخفوت...

-الله كبير. وراح يعطيني القوه ناي. كفي بكي. وخلينا نفكر بهدوء شو راح نعمل بالساعات إلى جايه
أدعي القصف مايوصل لهون
رفعت يدها داعيه بقلب راجي وعين باكيه
-ياالله احمينا.
فتحت شهد باب شقتها أخيرا بعد تسوق دام لساعات
وضعت الأكياس جانبا وسارت إلى غرفة الجلوس. لتلمح حقيبه نسائيه أعلي المنضده
وأولادها جالسين يلعبون بالعاب جديده غير التي يملكونها.

عقدت حاجبيها بعجب وهي تسمع صوت زوجها من المطبخ يتحدث مع احدهم، نظرت لأطفالها مره أخري قائله لتلفت أنتباههم.
-ياولاد. انتو نزلتو مع بابا
رفع كلاهما رأسه لتهتف الفتاه بفرحه.
-شهد. شوفتي نونا جابتلي أيه
ثم حملت لعبتها لتتجه لها سريعا. ليتبعها مالك بلعبته صارخا.
-وانا كمان
رفعت شهد حاجبها بتشوش وهي تحاول الأبتسام قائله.
-نونا مين يالوكا
اردفت الطفله بسعاده.

-ناردين يامامي. جتلنا الصبح ومعاها حجات حلوه، وبابا كان معاها. جبتلنا وجابت لبابي وجابتلك
اهتزت عين شهد بعدم أستيعاب. لتجد غيث وناردين خارجين من مطبخها وناردين حامله أكواب عصير. وزوجها يحمل بعض المُسليات
من جديد أرتجفت أوصال شهد وهي تري ناردين كالشمس الساطعه جوار غيث. والآخر ضاحكا بأنطلاقه
نظرت ناردين لها مبتسمه.
-ازيك ياشهد أخبارك ايه
حركت رأسها بأيجاب وهي تحارب غصة بكاء في حلقها قائله بخفوت.

-انا كويسه
اتجه لها غيث وقد لاحظت انه بملابس عمله
ليقبل يدها قائلا...
-اتأخرتي كدا ليه ياشهد
حاربت دموعها لتقول بصوت بدا متعب.
-قولتلي أستناك هتيجي تاخدني. فا قولت يمكن معرفتش تيجي. وخدت وقتي اكتر في التسوق
نظر غيث لناردين بدهشه قائلا.
-ناردين مش قولتلي انك شوفتيها خارجه من المول!
رفعت ناردين كتفيها قائله.
-يمكن واحده شبهها لانها مكانتش لابسه كدا
لم تنتظر شهد لتعلم مقصدهم بل حملت نفسها قائله بأعتذار.

-أنا اسفه بس عايزه أدخل ارتاح شويه
خدو راحتكم
كادت تسير لغرفتهم لتسمع صوت ناردين تقول.
-بس انا لسه مدتكيش هديتك ياشهد
التفتت شهد لها بملامح واجمه. لتراها تخرج علبه من أحد الاكياس الموضوع جوار حقيبتها. لتقترب منها باسمه
اعطتها اياها مع أبتسامه نقيه بدت صادقه قائله.
-اتفضلي يارب يعجبك
فتحت شهد الهديه بناءا على نظرات غيث الباسمه
لتجد صاعق كهربي باللون الفضي. رفعت شهد حاجبيها بتعجب قائله.
-صاعق كهرباء!

ردت ناردين ببساطه.
-عرفت قضية الأغتصاب بتاعتك من سنين. قولت اجبلك حاجه تحميكي لما تكوني لوحدك. بس شوفي الهديه التانيه
دمعت اعين شهد بوضوح لتسمع زوجها يوبخ ناردين.
-ايه الكلام السخيف دا ياناردين.
أخرجت شهد كارت بلاستيكي وقرأت ماعليه. لتتحدث باسمه رغم الدموع...
-ودا كارت عضويه لبيوتي سنتر لأن شكلي مش حلو فا قررتي تجبيلي هديه عشان تلفتي نظري للموضوع!
جعدت ناردين وجهها بوجوم لتقول.

-لا جبتهولك لأني لسه عملالي واحد انا كمان أنهارده. وجبت الألكترك بردو لأني جبتلي واحد. مش عشان سخافه ياغيث
بعد أذنكم
أمسكت حقيبتها وأتجهت لباب المنزل. لتسمع غيث يحادثها ويسير خلفها يراضيها. بينما شهد واقفه بمحلها تمسك للصاعق والكارت وتنظر لهم مليا. والدموع تغشاها
وزادت دموعها عندما اقتربت ملك منها قائله بتساؤل.
-ايه الاغتصاب دا ياشهد!
كارت أنيق كتب به بخط يناسب أناقته.

ولأنكِ تعشقِ الأسود فتحملي ظلامه. مع دعوه عشاء صغيره ياصغيره
اعادت مياده قرائة الكارت مرات عديده لتتأكد ان فاروق حداد هو من بعث بارساله مع باقة زهور سوداء نادره
تتذكر جيدا رسالتها القصيره التي بعثتها مع مساعدته الشخصيه. وكانت مضمونها. وأنا أعشق الأسود
لتتلقي الك الرساله بعد أربع ايام
رنت نواقيس التحذير في رأسها. هي تخوض لُعبه تعلم عواقبها الوخيمه. ورسالتها الصغيره كانت صق لتلك اللعبه.

لُعبه ستخرج منها بقلب محطم
ولكن لا بأس من الجنون. ولا ضير مع العيش بقلب محطم
مامن بشر يعيش بقلب سليم. وهي لازال قلبها أخضر يانع
لا بأس ان يذوق النضج. وعلى الرحب ان يذقه على يد فاروق حداد
أنتفضت من الفراش وأستعانت بعكازها المؤقت. وفتحت خزانتها لتمسك بأحد قطع الملابس تنظر لهم مليا
تُري هل ترتدي أحد الملابس البسيطه. ام ترتدي مايلائم مقابلة فاروق حداد!

دخلت والدتها الغرفه ولازالت مياده تفكر وتخرج كل القطع تناظرهم ثم تلقيهم ارضا
لتقول رغيده والدتها.
-ايه يابنتي الكركبه دي. عمر اوضتك ماهتنضف ابدا
تعبانه مش تعبانه تكركبيها. وبعدين انتي بتفكري تخرجي وانتي لسه تعبانه. كدا ضغط على رجلك يابنتي
أنتبهت مياده لوالدتها لتقول...
-مشوار مهم اوي ياماما. متقلقيش عليا
وبعدين خلي مي هي إلى ترتب الأوضه. مش شرط انتي
وانا لما رجلي تخف هبقا ارتبلها اوضتها.

رغيده وصارت تطوي الملابس خلفها. لتقول.
-مقولتليش رايحه فين!
أخذت مياده ملابسها التي سترتديها متجهه لحمام غرفتها تقول بصوت متدلل.
-هقولك بعدين ياماما. مفروض اجهز دلوقتي
أقتربت والدتها من الحمام المغلق قائله بتصميم.
-لا هتقوليلي دلوقتي. وهتقوليلي كمان مين إلى جابلك الورد يامياده
تأفأفت مياده من داخل الحمام وهي تخلع ملابسها بصعوبه.
-الي جايبلي الورد الراجل إلى وداني المستشفي.

وهو بردو إلى رايحه اقابله عشان أخد حجاتي إلى وقعت مني وقت الحادثه
عقدت رغيده حاجبيها بعدم أقتناع لتقول.
-ياسر هيروح هيجبهم منه وانتي ارتاحي
-ميصحش ياماما هروح انا
لا تشعر رغيده لما شعرت أن قلبها ينتفض بقلق عظيم
وهذا الشعور دوما يراودها على أبنتها مياده بالأخص
رغم عقلها الناضج ولسانها الاذع. الا انها تقف امام العاصفه ولا تبالي بالنتائج.
بينما تقف أمام المرآه هامسه بأبتسامه حالمه.
-فاروق حداد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة