قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع

نظرت مياده إلى هيأتها في المرآه. وهي تُتمم على هيأتها البسيطه. بنطال من الجينز الأزرق. وستره بُنيه مخططه بعلامات مترابطه بين الأبيض والأسود
عبست بشفتيها وهي تري ملابسها ينقصها وشاحها المفضل. والذي فقدته يوم الحادث. كان يتماشي مع كافة ملابسها. ولكن لابأس
فتحت خزانتها وأخرجت آخر كان باللون الأسود القاتم. وضعت عكازها جانبا لتلُف الوشاح حول كتفيها في أسرع وقت، لكي لا تسقط دون العكاز.

تأفأفت وهي تنظر للعكاز هامسه.
-يعني لما تجيلي الفرصه أقابل مع فاروق حداد. تكون رجلي مكسوره وبمشي بعكاز!
أمسكت حقيبتها القماشيه وأتجهت إلى باب المنزل لتخرج لمقابلة فاروق حداد. محاوله ازاحة توترها جانبا والتركيز على ثقتها بنفسها. لم تكن مغتره أبدا. ولكن مايميزها عن اقرانها ثقتها وجرأتها الكبيره
لن تحتاج لمزيد من الوقت لتصل لذاك المطعم المعروف ذا الأفرع الكثيره في القاهره. كل ما أحتاجته سيارة أجره.

توصلها بأمان وسرعة إلى فاروق حداد، نظرت لساعة معصمها الذهبيه الصغيره وعيناها متعلقه بعقاربها. وذرات العرق تنضج على جبينها. رغم برودة الشتاء. ولكن النار المشتعله داخلها تجبرها على الشعور بالحماسه والدفئ
راحت تتأمل سماء القاهره الزرقاء. واضواء المحلات والعربات التي تسلك الطرق بسرعه متوسطه
لما يبدو هذا المساء جميل!
لما كل شيئ يتغير لونه الليله. كل شيئ جميل مرتبط بلقائها بفاروق، كاتبها المميز.

فاروق حداد. أسم لطالما سمعته مقترن بالأنبهار
ليس أنبهار بهيئته العاديه. فهو رجل ثلاثيني مثل كافة الرجال المصريين ليس أزرق العينان او ابيض البشره
رجل جذاب بفضل ماله وأهتمامه الواضح بنفسه وأناقته
ولكن أنبهارها به ليس لمظهره. بل لأفكاره وجنون كلماته
رجل قادر على سلب عقلها بكلماته لتعيش في كتابه بين شخصياته. وكأنها شبح خفي بينهم، تنخرط وتضحك وتبكي معهم.

رجل قادر على ذرع وترسيخ فكرة أن الحياه تكمن في الخيال.
أنتبهت على صوت سائق التاكسي وهو يقول بعمليه.
-المطعم أهو ياأنسه
أستعادت ذهنها وفتحت باب السياره محاوله الخروج منها بصعوبه بسبب قدمها المصابه. وقد طرأت على عقلها تساؤل. لما لم يستقبلها فاروق!
أحمر وجهها من المجهود الذي بذلته وهو تخرج من السياره. وكان نصف ذاك الأحمرار حنق بالغ
صعدت درجات المطعم أخيرا.

أسقبلتها على مدخل المطعم فتاه أنيقه حسنة المظهر. تستفسر منها اختيارها لطاولة مناسبه لها
أجابت مياده بأبتسامه مرتبكه...
-لا أنا جايه ل فاروق حداد
حركت الفتاه رأسها بعلم وأصطحبتها لطاوله في زاويه منعزله تماما عن باقي الطاولات. شكرتها مياده وجلست على الطاوله بتوتر
نظرت لساعة معصمها لتجد ان الساعه تجاوزت ميعادهم بعشر دقائق أضافيه. وهو لازال لم يأتي!

وزعت أنظارها على المطعم الراقي. محدقه في تفاصيله المكلفه بكل تأكيد
كانت تعتقد انه سيذهب لمكان بسيط. كالبساطه التي يتحدث عنها في رواياته. ولكن ها قد خالف توقعاتها من جديد
دقائق وكان فاروق حداد يجلس أمامها على الطاوله مبتسما ليقول بصوت جاد.
-اتأخرت عليكي!
ايفترض بها ان تقول لا لم تتأخر. وهو في الواقع قد تأخر خمسة عشر دقيقه كامله وتجامله!
ابتسمت هيا الأخري محاوله ضبط توترها وحنقها بآن واحد.

-اه اتأخرت ربع ساعه. ودا كتير
وضع اشيائه على الطاوله وحاجبه يرتفع تعجبا من ردها الصادق ليقول بنفس الصدق.
-كنت فاكرك هتتأخري زي عادة أي ست. وأنا مبحبش أقعد أستني في الحقيقه
-لكن أنا أستني عادي!
كان سؤالها أستنكاري أكثر من كونه تساؤل
ليصمت قليلا ثم يقول متجاهلا تساؤلها...
-حمدلله على سلامتك. مرتاح أني شايفك بخير
حركت رأسها بأيجاب مانعه لسانها من التكلم بسخريه بجمله صدحت في عقلها اه عشان كدا مزورتنيش.

ليقول بعدها بجديه غريبه.
-أنتي مدركه أنتي هنا ليه!
خفق قلبها بحده وهي تتفحص ملامحه الصامته. الخاليه من اي مشاعر تقرأها. فاروق حداد كالكتاب الأسود الأنيق
في الحقيقه هي لا تعلم لما دعاها على العشاء، ولما قبلت دعوته دون تردد. ولا تعلم المغزي الصحيح لرسالته
لذا أجابت بحذر...
-ادراكي يعتمد على مقصدك في رسالتك
أبتسم فاروق أبتسامه كسوله وهو يرجع ظهره إلى مقعده في جلسه مستريحه ليقول.
-مطلعتيش ذكيه زي ماكنت فاكر.

تهجم وجهها بعبوس حرج لتردد
-نعم!
القاها بنظر تقيميه ليتابع غير آبه لضيقها.
-بس جميله
هل الكلمه سهم نافذ ثقب مشاعرها الأنوثيه ودغدغها!
تشتت عيناها بخجل من أطرائه المباشر لتقول بضيق.
-وأنهي فيهم أهم!
رفع كتفيه قبل ان يجيب بلا مبالاه...
-لكل صفه فيهم وقتها. الذكاء ليه وقته. لكن الجمال لكل وقت.
لم تفهم كلماته التافهه من وجهة نظرها. وتكاد تجزم انه يعلم بمدي تفاهتها. لتقول.
-انتا ليه عزمتني على العشا!

-كنتي قولتي أن أيماني بمفهوم الحب غلط. ورفضت أناقشك يومها. وبعدها حصلت الحادثه. فا كاتعويض مني عن إلى حصل هديكي فرصه تثبتيلي عكسها
ضاقت عيناها من كلماته الغريبه. لما تشم رائحة الغرور منه
ليتابع كلماته بجديه أكثر وهو ينظر لساعة معصمه...
-وقدامك تلات ساعات بالظبط تثبتيلي عكسها قبل مااسافر
طيارتي الساعه 12
ضحكت بدهشه وهي لا تكاد تستوعب حديثه لتقول بغيظ ممزوج بأنبهار من ثقته.
-انتا مغرور ولا بيتهيألي!

أفترت شفتاه عن ضحكه عاليه نوعا ما. جعلته يبدو أقل مكرا وغرور. ضحكه جعلتها تسقط فيها أكثر من سقوطها في هدوئه. فاروق حداد يحفر أسمه على مشاعرها
رغم شعورها بالنفور من غروره. الا ان انبهارها يتعاظم
نظرت مريم إلى جواد عبر الطاوله وهو يتناول طعامه بصمت تام. رغم محاولات جودي الصغيره للفت أنتباهه. ليعطيها أبتسامه ثم يصمت.

بينما ادم وزوجته في عالم أخر، بينهم تناغم غريب. او خنوع. أبتسامات صامته تلفهم. مع لفتات لزوجته وهي تضع أمامه الطعام. وكلما نفذ كأس الماء تسكبه له
ألا يملك يدان!
هزت رأسها بأستنكار وهي تعيد عيناها لطبقها تتناول مابه بصمت هي الأخري، ولكن خُيل لها أن جواد ينظر لهم بهم. نظرات وكأنه يتمني يايملكه أبن عمه
اصفر وجهها عندما القاها بنظره متهمه. لما يتهمها!

لم يعطي لها فرصه لتنظر له أكثر. ليترك الطعام مسنأذنًا بهدوء ناقض وجهه العَبوس...
-انا خلصت عشا. بالهنا ياجماعه تصبحو على خير
عبست جودي هاتفه وهي تهبط من مقعدها.
-جوووواد
هتف أدم بحده...
-جودي مكانك حالا
هتفت الصغيره بتمرد وهي تركض جوار جواد...
-لا مش حالا
ضحكت تقي برقه قائله.
-طالما أتعلق الموضوع بجواد. مش هتعرف تسيطر عليها
اتعلقت بيه جدا
تابع أدم تناوله لطعامه مبتسما بسخريه يلقيها لمريم...

-بنتي منين مايكون جواد بتكون. واهي من بدري بتحاول تضحكه لما لاقيته مكشر. مش قاعده مكانها هاديه وكأنه ميهمهاش
وصلت الرساله بوضوح. رساله مستفزه مثله
رفعت مريم رأسها بأبتسامه سمجه لتقول بتعالي.
-بنتك طالعالك أوي ياأدم. بتدخل في إلى ملهاش فيه
أصل انا كنت هحصل جوزي لولا أني عارفه عواقب وجود طفله بين زوجين.

كانت تقي على وشك الأنقضاض عليها حين وقفت من الطاوله وسارت إلى الدرج. لتسمع مريم صوت ادم الساخر وهو يقول بكلمات ممطوطه...
-مش لما يبقو زوجين؟
ألتفتت مريم له وكادت ترد بكلمات لاذعه لولا صوت جواد من أعلي الدرج يقول بصوت قوي...
-مريم عايزك لو سمحتي
نظرت له مريم بغيظ وهي تضغط على أسنانها تكاد تحطمها من فرط الغضب والدموع تلتمع بعيناها. لتصعد مريم الدرج بعد ان ألقت سُباب بذيئ باللغه الأجنبيه.

لتشهق تقي بدهشه. وهي تنظر لأدم الواجم. لتقول تقي بتأنيب.
-عجبك كدا. بتدخل بينهم ليه ياأدم هما حرين مع بعض
نظر لها أدم بضيق والذكريات المؤلمه تلوح في رأسه.
-جواد أتحول ياتقي. مراته غيرته تماما
قدامه حاجه بسيطه ويبقا نسخه لأحمد الصياد. أتقي شر الحليم أذا غضب. وعلى قد صبره هيبقا على قد تمرده على وضعهم
انقبض وجه تقي بقلق لتقول...
-طب أقعد أتكلم معاه وو.
قاطعها وهو يقف فاقدا شهيته.

-جواد حساس تجاه حياته الخاصه. المهم انا هروح اجيب سيدرا من التدريب وهروح أتطمن على ماما. متستننيش عشان هتأخر
ثم اتجه إلى غرفتهم ليبدل ثيابه. بينما تقي طالعت الفراغ بصمت وعقلها يفكر في حال ذاك الثنائي. ثم حمدت الله على حالها داعيه الله ثبات زوجها على ماهو عليه
ثوان ووجدت جودي تتجه لها دامعه العينين بشفاه عابسه.
-جوثل بتزعق لجواد.

بينما مريم كانت تجمع ملابسها في الحقيبه بعصبيه وهي تهتف بحده في زوجها الذي يقف مكتفا يديه يتابعها بصمت.
-مش فاهمه انا بسمحلكم تهينوني كدا ليه!
انا مش مجبره على دا كله. انا جيت معاك وعملتلك تقدير ومرضيتش تيجي لوحدك
صحح جواد بهدوء دون ان ينفعل.
-قصدك عشان ماجيش مع لوسيندا. عشان ماما وامك قالولك تيجي معايا مش من نفسك
رفعت مريم رأسها اليه عاجزه عن التفوه بكلمه واحده
لتصطق أسنانها ببعضها ووجهها تزداد حمرته.

ليقترب منها جواد قائلا بعينان تحمل غضب عظيم.
-خليني ساكت يامريم. لو أتكلمت مش هنفضل على حالنا دا
تلجلج لسانها وهي تحرر دمعه من عيناها...
-جواد احنا كنا امبارح كويسين
ضحك جواد بسخريه عنيفه.
-قصدك كويسين قبل الأغماء ولا بعده!
صمتت مريم بوجوم ليتابع جواد بدهشه مصطنعه.
-اوعي يكون قصدك اننا كنا كويسين على السرير!
كتمت مريم شهقه أهانته المبطنه ليقول جواد بجمود.

-مريم. كل مره منبقاش كويسين وترمي طُعم زي المسكن. بيسكت شويه ومفعوله بيروح...
ثم تابع بجديه وهو يكتف يده من جديد.
-أساليب الأغراء مبتنجحش ديما. دلوقتي حالا ترجعي هدومك مكانها يامريم. وعدي ايامنا هنا على خير
خليني ساكت يامريم. لو اتكلمت كل واحد فينا هيروح لحاله. ومش هيهمني الشكليات بتاعتك
ثم أتجه إلى حمام الغرفه تاركا اياها تحدق في الفراغ بصمت. والدمعه تستبق الأخري.

بينما الأخر لأول مره يشعر بالأنتشاء لألمها. وكأن باتت ترضيه دموعها
كانت جالسه تطالع التلفاز. ومالك يضع رأسه على قدميها وقد راح في ثبات عميق. بينما ملك الصغيره تجلس أمام التلفاز تتابعه بأنتباهها الكُلي. وأصبعها في فمها
لتهتف شهد بحده.
-ملك شيلي ايدك من بؤقك.
انتبهت ملك لتنظر لها بعبوس قائله...
-مقصدش ياماما
القتها شهد بنظره زاجره وهي تعيد نظرها للتلفاز.

قطع مشاهدتهم صوت المفتاح يلعن عن وصول غيث إلى المنزل أخيرا بعد يوم عمل طويل
دلف يبتسم أبتسامه مرهقه ليقول...
-مساء الخير
لم تمهله ملك أن يكمل جملته. وألقت نفسها عليه بسعاد هاتفه...
-بابا جه بابا جه
رفعها وقبل غيث رأسها. وعيناها متعلقه بتلك التي تجاهلت تحيته. بل وتتجاهله كُليا منذ أيام. وقد طال تجاهلها كثيرا
أتجه اليها ليقبل رأسها كما أعتاد. ليجدها تتفاداه حامله الصغير إلى غرفته.

وكأنه هواء. لم تلقي عليه ولو نظره واحده
منذ زواجهم لم يري منها معامله غير حسنه. او تجاهل تام مثل تجاهلها الحالي
كانت دائما حنونه تلتصق به كملابسه. أما الآن متباعده وكأن بينهم بلاد المسلمين
أرتمي غيث على الأريكه وهو يفرك جبينه بتعب. يدرك خطأه حين حاول أسترضاء ناردين وترك شهد بمفردها.

ولكن شيئ ما في ملامح ناردين يمنعه من تركها حزينه. ملاحمها الشبيهه بملك تجعله يري زوجته الراحله فيها. ورغم ذالك يقتله ضميره حين يتذكر تركه لزوجته دون مواساه
ومن الواضح ان شهد قررت وضح حدا. لأخطائه المتكرره
وقف غيث متجها إلى غرفتهم. وهو يصر على أسترضائها يكفيهم أيام جفاء. هي شهد قلبه، حبيبته السمراء الناعمه
دلف إلى غرفتهم ليجدها خاويه. اذًا قررت النوم مع الصغير.

اتجه إلى غرفة صغيره حاول فتح الباب لكنه موصد
طرق الباب قائلا بنبره ناعمه يسترضيها.
-شهد أفتحي وتعالي اوضتنا عايزك
مرت دقيقه ولم يجد ردا ليقول مره أخري بأصرار.
-شهد بجد عايزك. عارف أنك زعلانه مني. صدقيني مقصدش اسيبك واروح اصالحها. والله لو أعرف أنك هتزعلي كدا مكنتش اتحركت من مكاني اصلا
تحدثت شهد أخيرا بصوت جامد لا يحمل تأثر بكلماته الناعمه مطلقا...
-ابعد عني دلوقتي ياغيث. روح ارتاح
مفيش بينا كلام دلوقتي.

تنهد بأرهاق ليتحدث مره أخري...
-شهد اطلعي وتعالي اوضتنا. عمرك ماعملتيها من يوم مااتجوزنا ونمتي بعيد عني
دمعت عيناها بتأثر من صوته المتعب. لتفتح الباب بعد لحظات وعيناها تسكب الدمع بكثره
حاوطها غيث رابتا على ظهرها بأعتذار هامسا.
-صدقيني روحتلك المول. وناردين كان بيتهيألها أنك مشيتي. انا شوفتها صدفه هناك. حتى رنيت عليكي كتير.

تابعت بكائها المقهور دون كلام. تكتم صراخ عالي في قلبها صراخ لو أطلقته سيفيق سكان البنايه بأكملها. ربت غيث على رأسها مهدهدا اياها قائلا...
-بسسس خلاص. انا اسف حقك عليا
لم يفلح أعتذاره في تهدأتها ابدا. بل أبتعدت عنه قائله وهي تحاول ضبط تنفسها من البكاء...
-غيث ليا طاقه صدقني. من ساعة ماناردين دي ظهرت وانتا بتيجي عليا. وانا ساكته عشانك. لا عشانّا. صدقني والله العظيم جبت آخري.

رفع كفها لفمه مقبلا اياه بقوه قائلا بجديه.
-والله مقصدش ازعلك. متزعليش مني
سحبت كفها من يده قائله بحده.
-وياريت تحطلها حدود. انتو معدتوش اصحاب زي زمان انا من حقي اعترض على تعاملكم مع بعض. انتا جوزي ومن حقي ارفض اي علاقه اقلق منها
تعجب غيث من حدتها وغيرتها التي يراها للمره الثانيه. شهد تغار بجنون من ناردين.

-شهد استهدي بالله كدا واعرفي بتقولي ايه. ناردين دي أختي الصغيره. مستحيل تكون إلى في دماغك. كل الحكايه اني بعاملها بحرص عشان ازمتها النفسيه
عبست شهد اكثر وكادت تدلف الغرفه وتغلق ليقول سريعا.
-خلاص خلاص خلاص. اهدي حاضر هحجم علاقتنا
ولو عايزه احبسلك نفسي في البيت كمان اكون قدام عينك بس
لم تبتسم او تتوقف دماعتها. ليعانقها من جديد قائلا بحنان...

-وتغيري عليا من ايه ياشهد. دا انا شعري أبيض شويه وابقا عجوز ميتبصلوش
كانت تتمني داخلها لو كان عجوز لا يُنظَر اليه. ولكن تلك الشعيرات التي تنتشر في فوديه لم تزده الا وسامه ووقار
آه لو يعلم الخوف الذي يسكن قلبها.
ابعدها ناظرا لها بعبوس...
-بردو عايزه تنامي مع مالك!
ابتعدت عنه وهي تغلق الباب قائله مصطنعه الجديه.
-ايوا واسبوع كمان
ليهتف بنبره بدت كاطفل صغير.

-طب انا جعان بقا. ومكلتش طول اليوم. ينفع تحضريلي العشا الاول وبعدين نشوف حكايه الاسبوع دي
ضحكت شهد على هيأته المشعثه والمتعبه في آن واحد. في بعض الأحيان تشعر وكأنها والدته لا زوجته
لتتنهد وهي تخرج من الغرفه متجهه للمطبخ والأخر يحاوط رقبتها بساعده متجها معها حيث تسير. كاطفل صغير فرح بأسترداد والدته أخيرا
رغم كل السلبيات التي بات يفعلها الا انه يرجو دائما ان تتجاهل وتصفح.

وتعود تبتسم بأتساع كاشمس النهار في الظهيره. ويتمني الا تغرب تلك الشمس من حياته ابدا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة