قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السادس والعشرون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السادس والعشرون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السادس والعشرون

جلوسه على الفراش الذي كان يحويهم في اشد لحظاتهم الحميميه جعل جسده يحترق شوقا لها. مشاعره وقلبه وجسده صارو عصبه على عقله وقرارته التي اتخذها سابقا
اطلق زفير حاد من بين فكيه وهو يهمس بعصبيه.
-مريم أخرجي من عقلي بقا.

اعقب همسه بألقاء لعبة الذكاء بطول يديه حتى اصتدمت في الحائط وتناثرت مُكعباتها ارضا. تمرده على تلك المرأه ارقه. ظن انه سيتخلص من وجودها في حياته حينما يطلقها ويبدأ مُعاملات الطلاق الورقيه
ولكن لم تفلح الأيام في جعله ينساها. حاول استرجاع لحظات يأسه معها عله يكرهها او ينساها ولكن لا فائده
مريم امرأه لا تُنسي. كانت اجمل واغرب من ان تنسي
ابتسامتها المتعاليه وجهها الرائع والحاد في آن واحد.

جسدها المثير الذي يرفض التأثر على مر السنوات. وكأنها تمثال منحوت ببراعه لا يزيد طينه او يقل
عيناها الخضراء كاعين قطه برية شرسه
كل مافيها يجعل الاشتياق يطفو على قلبه ويغرقه في حيره غريبه
هو لا يحبها ابدا. لا يوجد مشاعر تجاه تلك المرأه
قلبه لا ينبض بجنون قربها سوي في لحظاتهم الحميميه
غير ذالك يغلف الجليد قلبه ببروده قاتله. تجعله يسأل نفسه. لما يتحمل امرأه كامريم!

لما لا يتخلص منها ويعوض حياته بأمراه دافئه تدفئه بأطفاله وتضيف لحياته نكهه اسريه رائعه
امرأه كالوسيندا او تقي الصياد. امرأه تعشقه كما يكبت العشق في قلبه. يود ان يعشق ويطلق المشاعر من جسده الصلب وقلبه المكبوت ويطرد شعور شعور الوحده نهائيا
افاق على طرقات اعقبته نازلي بدخول صامت وهي تتعكز على عصاها الأنيق. ملامح وجهها الواجمه علم منها ما ستقوله مسبقا.

طالعت هيأته الغريبه جالس في منتصف الفراش يسند ظهره إلى ظهر الفراش وقدميه ممده بطولها. عاري الصدر ولا يستره سوي بنطاله الاسود. جلست نازلي امامه ولازالت صامته كما حاله
لتقول بهدوئها المعتاد.
-وبعدين ياجواد. ايه خطوتك إلى جايه!
رفع حاجبه بسخريه وهو يدرك مقصدها جيدا ليقول.
-مفيش خطوات في الموضوع إلى في دماغك ياماما
دا باب واتقفل خلاص
همهمت نازلي مؤيده لتقول.
-وانا مش عايزاك تفتح الباب دا بالعكس متفتاحوش.

انا جايه اسألك عن اختيارك المره دي
تشوش تفكير جواد بعدم فهم لنازلي
كيف لا تريده ان لا يفتح باب علاقته بمريم من جديد!
اليست مريم تلك خليفتها من بعدها كما تقول دائما
اليست تلك اخيتارها له. الم تملك خيوط مريم وتراقصها بين يديها بسهوله بعكس تقي زوجة ادم!
جعد جبينه واعتدل ليقول بتركيز.
-انتي مش عايزاني ارد مريم وارجع عن اجراءات الطلاق!
هزت رأسها نافيه.
-لا ياحبيبي انتا اكيد طلقتها بعض مافاض كيلك من تمردها.

بالعكس انا بأيدك ان مريم مبقتش مناسبه ليك
فغر فاهه للحظات قبل ان يقول ساخرا.
-ازاي بس دا حضرتك كنتي بتعديلي حسانتها وانها زوجه رائعه وشريكه ممتازه وان مريم كامله
لوت شفتيها بضيق قبل ان تقول.
-دا قبل مامرات ادم تبهت عليها وتخليها متمرده وقليلة الاحترام. انتا ماشوفتش البنت كانت بتعاملني ازاي.

دي قبل ماتطلقها بيوم قاعده معاها بوصيها تصلح حياتها معاك ازاي. لاقيتها بتقولي بكل وقاحه انا وجواد نعرف نحل مشاكلنا لوحدنا وناخد قرارتنا بنفسنا
فغر فاهه للمره الثانيه دون تصديق هل تمردت مريم على نازلي اخيرا. انسلت خيوطها من بين يد نازلي هانم وصارت ملكاً لها!
ثوان وانفجر ضاحكا بهستريه وقهقهاته تعلو الغرفه. قهقهات ساخره عبرت عن كم القهر الذي يستوطن قلبه. مريم تمردت على كل مايكرهه بها بعدما تمرد عليها.

واخرجها من حياته تماما
صدح صوت نازلي بحنق قائله.
-انتا بتضحك على ايه ياجواد بقولك اتكلمت بوقاحه
همهم جواد وهو يضغط على انفه بعدما انتهت ضحكاته ليقول بلهجه تقريريه.
-وطبعا كان قصدك بخطوتي الجايه بأني ادخل واحده تانيه حياتي صح كدا
حركت رأسها بأيجاب وهي تستحسن ذكائه الذي ورثه عنها
لتقول بأيجاب.
-صح كدا وبالمره دي تكون اختيارك انتا لو عايز
ازدادت تجعيدة جبينه ليقول...
-اختياري المرادي هيبهرك ياماما.

لا تعلم نازلي لما تقلصت معدتها من نظرات حفيدها
نظراته ليست هادئه مستكينه كاعادته. بل نظرات تطلق شررارات عصبيه منفعله. نظرات تشبه غضب احدهم
تشبه نظرات حفيدها الاخر عن جنونه ادم الصياد.

رفرفت مريم برموشها المُبلله بدموع الألم والأشتياق اللذان ينهكان روحها المتعبه. لقد طلقها جواد. طلقها دون ان يرف له جفن قرر ان يقصيها عن حياته نهائيا ودون رجعه
وتقبلت هي اقصائه بروح رياضيه ظاهريا
ولكن قلبها يئن. هي تحبه في الواقع تحبه للغايه حتى وان تغلب كبريائها على حبه. حتى وان لم تظهر له سوي حدتها
ولكن في الواقع هي تعشقه. تحبه بقدر سوئاتها وبقدر غفرانه.
غزا الدمع عيناها كاغزو جيشٍ قادر عظيم.

ولم تجد امامها سوي ان
تشهق شهقات متقطعه تعبر عن ألمها
وذاكرتها تسترجع أخر ليله لها معه. الليله الذي خرت حصونه امام حبها وانوثتها. رغم ان لسانه لم ينطق الا ان عيناه نطقت بالكثير والكثير
تنفست مطولا وهي تتذكر تفاصيل ليلتهم
حينما جائته بأحد تصاميمها لشركته تأخذ برأيه. وربما أخذته سببا لتراه وتحاول ربط الوصال بينهم من جديد
دلفت لغرفته هاتفه بأهتمام.
-چواد
لتسمع صوت مرش الماء في الحمام المتصل لغرفته.

لا تعلم لما اقشعر بدنها برجفه لذيذه جعلتها تحترق في محلها ويتصبب جبينها عرقا
كانت امامها الفرصه لتجنب اي اشتباك عاطفي بينهم وترجع إلى غرفتها وتحفظ ماء وجهها وتنتظر مجيئه لها راكع. ولكن اخذتها قدماها لفراشه لتجلس عليه بصبر وشوق تنتظر انهائه لحمامه.

انقضت الدقائق طويله كالسنين العُجاف حتى سمعت صوت المقبض يُفتح ويخرج جواد من الحمام مُلتحف في مأزره الأبيض ومنشفه بيضاء تستقر خلف رقبته لتمتص الماء الذي يتسرب من خصلاته المُبتله
حبست انفاسها المُشتاقه وعيناها ترصد صدره المعضل تحت المأزر حتى انتبه جواد لوجودها ليقول بصوت خشن...
-خير يامريم
وقفت من الفراش بعينان مشتته على وجهه وعيناه لتشير إلى التصاميم التي ترقد على الفراش بعشوائيه لتقول...

-جيت آخد رأيك في التصاميم
رفع حاجبه المبتل ثم اتجه بعيناه لساعة الحائط ثم لوجهها ليقول.
-جايه تاخدي رأيي في التصاميم الساعه 4 الصبح!
لم تجيبه وظلت على نظراتها التائهه. ليفطن هو لنظراتها وانفاسها المختنقه. بدأ جسده هو الاخر يتشنج من جديد
وعيناه تعري جسدها الملتحف بمنامه ناعمه تشبهها
منامه سوداء ناعمه تنسل على جسد ناعم كاجسدها.

طال صمتهم وكَثُرت نظراتهم حتى باتت تحرق الأخضر واليابس. اخذت شهيق بطيئ وهي تستوعب موقفها وصمته هو الاخر. لتدرك انه لا يريدها. ولا ماكان يقف مكتف يداه عن لمسها
اطلقت تأوه حزين وهي تلتف لترجع إلى غرفتها
ظنت انه من الممكن ان يمسكها ويتعلق بها. ولكن لا. بل تابع خروجها بنظرات شارده.

دلفت لغرفتها وهي تجز على اسنانها بعصبيه والدموع المهانه تلتمع بعيناها. وقفت امام مرآتها وهي تري العلامات السوداء تتوسع اسفل عيناها وسط بشرتها البيضاء. ليبهت اللون الاخضر في عيناها لتهمس بصوت عصبي.
-له كل الحق كي لا يلمسني
القت كلماتها الانجليزيه بعصبيه وهي تمسك احد الكريمات التي تغطي عيوب البشره وبدأت في تغطيه تلك الهالات بعصبيه. وعيناها تلمع بالدمع.

ثم امسكت قلم الحمره الناريه وبدأت في وضعه على خطوط شفتيها بأتقان حتى رسمتهم ببراعه ولكن ماكادت ان تنتهي حتى القت القلم بقوه وبدات في مسحه بوجهها مُخلفه اثره بين شفتيها كاهيئه المهرجين وازداد دمعها
وازداد ضغطها على اسنانها
حتي شعرت بيداه تمسكان كتفيها بقوه ليوقفها امامه
وقفت مطيعه اياه ولازالت اسنانها تضغط على بعضها بقوه
كانت عيناه هادئه لا تعكس اي مشاعر بعكس عيناها الباكيه.

امسك بأحد المناديل المبتله امام المرآه وامسك وجهها بحزم ليبدأ تنظيفه من أثر احمر الشفاه. كان يشعر بأسنانها التي تضغط على بعضهم بعصبيه ولكن تجاهل الأمر كما يفعل كلما يراها تفعل هذا
وبعد ان انتهي والصمت يلفهم بدأ بمسح الدموع من عيناها المحملقه به بحزن بيِن. ليقترب من وجهها ببطئ ويقبلها برقه. ورغم رقته واغوائه كانت عاجزه عن فك فكيها عن بعضهم وشعر هو بذالك.

ليعبث بخصلاتها ببطئ كي تسترخي بين يداه وتنفك اسنانها. وبالفعل هدأت وتعلقت برقبته هامسه بصوت ثقيل.
-چواد
تمهل وهو يبعدها ليحملها بين يديه كاعروس جديده
ويتجه بها لغرفته. ليأخذها لثان مره برضاه ورغبته دون ان تطوع لأغوائه ككل مره
ورغم لحظاتهم المشتعله والمحبه وعيناها التي صرخت بالحب الا انه كان صامت. ليختم الأمر صباحا بأنه تركها بمفردها في الفراش وذهب لعمله بصمت.

تعكر صفوها الرائق من ليلتهم وحقدت عليه لصمته
ولكن ساعات قليله وحصلت على طلاقها المهين منه
بعد ليلتم الرائعه. لتصبح ذكري
افاقت من ذكرياتها وشهقت بقوه ورجعت اسنانها تتشنج وتلتص ببعضها بعصبيه دون قدره على تفريقهم
لتشعر ببطنها تتقلص بألم هي الأخري
وقفت من الفراش الذي أخذته في احد الفنادق الذي تسكنه منذ طلاقها رغم الحاح والدتها لتجلس معها ولكنها فضلت الوحده والنأي بجراحها بعيدا.

اهتزت الدنيا حولها بتشوش. وشعور ان الأرض تهتز حولها لم يدوم. بل وقعت ارضا فاقده لوعيها تماما.
احتضنت الأرض جسدها برحابه مواسيه لحزنها ووحدتها
وقلبها يئن بألم واكتئاب.

جزت شهد على أسنانها بغضب واضح من تصرفات غيث
حتي كادت تمسك أحد الادوات الحاده وتلقيها في رأسه دون المراعاة لرأسه المتجلط
ولكن امسكت يدها عن ذالك وهي تصبر نفسها قائله بخفوت.
-اهدي ياشهد. اهدي ياشهد اهدي ياشهد
لتسمع صوته المستفز وهو يقول مثلها بأبتسامه.
-اهدي ياشهد اهدي ياشهد
لتصرخ بعصبيه.
-غيييث متخرجنيش عن اعصابي
هز كتفيه بلا مبالاه وهي يتعامل ببرود كالصقيع.

-قولتلك محدش فينا هيخرج من الاوضه دي الا لما نتصافي ونتصالح ونرجع احسن من الاول
ومفيش خروج من الشقه دي الا واحنا راجعين بيتنا لولادنا
غير كدا معنديش ياشهد
جزت على أسنانها بعصبيه لتقول بحده.
-دا على اساس إلى حصل بينا كان سهل ويتنسي
وانا هسامحك وارجع معاك وانسي خيانتم!
تغيرت تعابيره للجديه وجلس امامها على الفراش ليقول.
-اه يتشهد هتسامحيني عشان بتحبيني وعشان ولادنا
هتسامحيني عشان انا ماخونتكيش.

كادت تضحك ساخره ولكنه اوقفها بكلماته الجاده.
-شهد انا ماخونتكيش يمكن تعبتك يمكن زعلتك. وغلطت في حقك اني كنت بجيب سيرة ملك. بس حطي نفسك مكاني ملك كانت حب عمري مش سهل انساها واكمل حياتي. او مش عدل انساها. ملك كانت صحبتي ومراتي
دا الكلب لما بيموت صاحبه مبينسهوش مابالك نصي التاني وعمري كله!

لحد ماشوفتك وحبيتك وبقيتي كل دنيتي وعيشنا مع بعض احلي ايام عمرنا. ومع كل لحظه كنت بحس بذنب اني عايش ومبسوط وملك تحت التراب دلوقتي
قلبي مش قادر ينساها ياشهد يمكن حبك نساني حبها انما مش قادر امحيها من من حياتي
ولما شوفت ناردين كأني شوفت ملك. وكل حاجه كنت بعملها كنت بعملها عشان ارضي ملك الله يرحمها وعشان خاطرها. فا مكنتش اعرف اننا هنغوط والموضوع هيعدي الواجب. انا علاقتي بيكي كانت بايظه وكانت هي ديما.

قاطعته بحده صارخه ووجهها غارق بالدموع.
-كانت الصدر الحنين ليك
مسح دموعها بحنان وهو يربت على رأسها الذي احتواه على صدره وهو يسمعها تلعن وتسب بناردين
كتم ضحكته على غيرتها الظاهره ليتابع.
-لا مكانتش الصدر الحنين. كانت صديقتي لكن نواياها موضحتش الا بعدين وانا مبنفيش الغلط إلى عليا
بالعكس انا غلطان ومش متربي كمان لو عايزه. لكن ماخنتش ياشهد
انا بحبك زي مابحب ولادنا ويمكن اكتر.

لكن حياتنا كدا مترضيش ربنا. ولادنا حياتهم مش مستقره وغيابنا عنهم طال. انتي مش راضيه ترجعي وانا مش هرجع من غيرك، حياتنا من غيرك وحشه ياشهد
ولادنا مستواهم الدراسي نزل كتير. وانا شغلي قصرت فيه
حياتنا كلها ماشيه بيكي ومعاكي وليكي
انا بشقي وبتعب عشانك وعشان ولادنا
وولادنا بيتشطرو عشان يفرحوكي. ينفع سبب نجاحنا يختفي. ينفع امنا تسيبنا وتمشي بتهور!
شهقت ببكاء لتقول بأنهيار بعد كلماته الحانيه.

-جرحتني كتير اوي ياغيث. كتير اوي
ربت على كتفها بذنب ليقول.
-انا اسف ياحبيبتي سامحيني. سامحيني زي ماسامحتك انا كمان ياشهد. انا سامحتك لما هربتي من بيتك وقللتي مني
سامحتك رغم غضبي منك لكن اول ماشوفتك قلبي ارتاح
وغضبي مااختفاش لكن اتحكمت فيه عشانك
مسحت دموعها لتقول بهدوء.
-ماشي ياغيث هرجع معاك
تنهد بأرتياح وكاد يقبلها بحراره الا انها قاطعته بحزم.
-لكن مش هسامحك الا لما اشوفك تستحق سماحي.

مش هسامحك الا لما تعوضني عن كل دمعه وكل مره كنت ببقا ضعيفه فيها. تعوضني عن سنين وانا حاسه اني على الهامش. توريني ان تستحق اني ارجع احبك واشوفك كل إلى ليا في الدنيا بعد ولادي تاني
بهت وجهه واشتد فكه ليقول بصوت مكبوت.
-بعد ولادك!
وقفت بشموخ قائله.
-اه بعد ولادي إلى عمرهم ماجرحوني ولا نصفو حد عليا
وانتا إلى بأيدك تحدد ترتيبك في حياتي
ثم خطفت المفتاح من جيبه وفتحت الباب وخرجت بهدوء.

بينما هو ظل متسمر في محله ورحله ارضاء زوجته باتت صعبه وطويله للغايه اطول مما توقع بكثير
ولكن مبدأيا نجح في ارجاعها لمنزلهم. اذن ينقصه ان يرجع عشقه لقلبها من جديد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة