قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع والعشرون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع والعشرون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع والعشرون

استيقظ استيفان على نفخات صغيره في اذنه بأستمرار
اما عبسه في عيناه وانفه اما ان يشد رموشه بقوه يكاد يقتلعها ليتأوه استيفان بألم قائلا...
-اووه يالك من شرير ياصغير
هتف الصغير بعناد.
-لا تقل صغير انا كبير مثلك ابي
فتح استيفان عيناه وقام سريعا ليقلب الصغير على ظهره ويبدا في دغدغته بقوه ليقول بشر.
-لا تأخذ عقلي بكلماتك يامراوغ سانال منك ياصغير حتى تصرخ وتقول انا لست كبير
ليقهقه الطفل بمرح قائلا.

-انت لست كبير انا هو الكبير اتركني
توقف استيفان عن دغدغته وعانقه بقوه قائلا بمحبه.
-معك ياصغيري اتحول لطفل مازال يحبو كم احبك
قبله جيرمي ببرأه قائلا.
-وانا ايضا احبك أبي كما أحب امي تماما
انحبست انفاس استيفان عندما اتي على سيرة لوسيندا
الذي يحاول نسيانه ونسيان انها مرت بحياته بيوم من الايام ولكن الصغير لا يساعده على ذالك.

رغم القرب الغريب الذي بات بينه هو وصغيره حتى بات لا يتركه ابدا الا لوقت العمل صباحا يذهب به إلى الروضه
وساعات قليله يجلبه و يكون باقي اليوم ملكاً لهم
وجبات من الخارج والالعاب الالكترونيه والتسكع في الارجاء والضحك حتى انقطاع انفاسهم
ولكن بكل ليله قبل ان يذهبا إلى نوم عميق كان الصغير يسأله السؤال الذي حفظه عن ظهر قلب.
متي تأتي ماما.

ليصمت استيفان وقد جف حلقه من الصراخ عليه ان لا ياتي على ذكرها مره اخري. ولم يكتفي الصغير بالسؤال
بل يسرد عليه ماكان يفعله هو ولوسيندا
وانها كانت تلاعبه وتحضر له الطعام الصحي على اشكال الحيوانات والطيور. وانها تلعب معه كل العابه ولكن لوقت محدد
ملابس نومهم المتشابه، رقصهم الجنوني في ليلة السبت من كل اسبوع لأن العطله في اليوم التالي
قص له الكثيىر والكثير من حكياتهم.

آااااااه يالوسيندا ومافعلتيه لي طوال حياتي وما اهديتني اياه الآن. عذبته سنوات عمره واضاعتها في الكره والقسوه اللذان آكلا قلبه دون رحمه. ولكن الآن توقف عن كرهها وحبها. توقف عن اي شيئ يعكر صفو حياته مع صغيره. ولا حتى كره من قتلت اعز اصدقائه
استفاق استيفان على صراخ ولده بذعر وهو يشير إلى الحائط هاتفا بفزع...
-أبي صرصور. صرصور على الحائط ابيييي
انه مقزز.

انتبه استيفان ان ولده يصرخ كالفتيات تماما. ليجذبه من يده بحده زائفه.
-اصمت يااحمق وانظر ماذا سأفعل
لينهض استيفان ويجلب احد العبوات المعدنيه وارتدي قفاز وجلب كيس بلاستيكي. وجه العبوه للصرصور وبدأ بنثر محتوياته بحذر. واقل من ثانيتان كان الصرصور يقع دائخا في الكيس المفتوح لأستقباله. حتى استقر في سلة المُهملات
خلع استيفان قفازه وتخصر للصغير المنذعر ليقول.

-لما كل هذا الصراخ الأنوثي جيرمي. الفتيات هن من يصرخن بهذا الشكل المستفز
استكان الصغير وبدأ يتخيل والده يرتدي بذله سوبر مان الرجل الخارق الذي ينقذ الناس من الشرور والصراصير
ليقول الطفل بتقزز.
-انا وماما كنا نفزع من مجرد رؤيته ونفزع من قتله
عقد استيفان حاجبه ليقول.
-اذن تركوه يبقا ضيفاً من المنزل!
هز الصغير رأسه بعنف والتقزز يرتسم على وجهه.

-لا كنا نذهب إلى صديقة ماما إلى ان يأتي رجال قتل الحشرات ويقتلوهم.
ضحك استيفان وهو يتخيل فزع لوسيندا والصغير ليقول.
-لما لا تقتله لوسيندا وتريحك من عناء التنقل
-امي تخاف الحشرات وتخاف قتلهم. تخاف ان يأتي لها الصرصور ليلاً وينتقم
رغم ان كلمات الصغير تثير الضحك الا ان أستيفان عقد حاجبيه وبدأت معدته تتقلص ببطئ، وظل يحرك رأسه بعصبيه ويحاول. طرد كلمات الصغير من عقله.

وسؤال واحد يلح على عقله ويحتاج اجابه حاسمه.
هل لوسيندا هي من قتلت صديقه حقاً!
امسك هاتفه سريعا وضرب الأرقام بعصبيه ليجيب الطرف الأخر بعد لحظات. ليقول استيفان بجمود.
-سيد جواد. أريد مساعدتك في فتح قضية لوسيندا وعلي
تنفست مياده بحده وهي تطلع حولها وتعاين الشقه الفخمه للمره المليون منذ ان جائتها من اسبوع كامل
اسبوع كامل في بلد اجنبيه وفي شقة كاتبها المُفضل دون ان يلقي عليها نظره او يحاول ان يراها.

وكلما تراسله او تحادثه يقابلها بكلمات غامضه ان لا تتعجل فسوف ينهي جميع اعماله ويتفرغ لها تماما حتى لا يعيقه عنها شيئ
وقفت من جديد من اعلي الأريكه البنفسجيه المريحه التي تحب الجلوس عليها منذ ان اتت واتجهت إلى تلك الغرفه الموصده التي تجاور احد الغرف وبعيده عن غرفتها التي دلتها على مساعدة فاروق واخبرتها انها لها او تختار اي غرفه تريدها
و التي حاولت فتحها ليلة امس ولم تُتفتح.

امسكت مقبض الباب بعنف وحاولت فتحه مطولا ولكن بائت كل المحاولات بالفشل وايضا فشلت في تحجيم فضولها الذي بات ينغزها لتلك الغرفه
وضعت يدها على ذقنها وهي تنظر لتلك الغرفه قائله.
-ياتري مخبي ايه في الاوضه دي يافاروق
ليأتيها صوته من آخر الرواق وهو يقول بسخريه.
-سلاح. مخبي فيها سلاح يامياده
انتفضت مياده لفزع وهي تترك الباب سريعا وتضع قبضتها على صدرها...
-ايه!
قهقه فاروق دون مرح وهو يتلاعب بمفتاحه بين أصابعه.

ويقترب بخطواته منها ببطئ قائلا بابتسامه صفراء.
-حمدلله على السلامه يامياده
ارتعش جسدها العذري بأنتفاضه خافته من طلته الرائعه عليها حتى انها حاولت مدارات اعجابها به خلال خفض عيناها وهي تهمس بخفوت.
-الله يسلمك
رأت حذائه الأسود وهو يلمع بنظافه. لتشعر بانامله ترفع وجهها برقه وعيناه تبحلق بها بتركيز ليقول.
-عجبتك الشقه!
حركت رأسها بأيجاب قطه وديعه وهي تهمس.
-اااه جدا ذوقك مختلف.

غامت عيناه بنظرات غريبه لا تدري هي رضا او سخط ليتمتم بصوته الخشن.
-يعني انتي مختلفه!
رفعت ذقنها بعدم فهم لتقول باسمه.
-مش فاهمه سؤالك. بس انا فعلا مختلفه
ضحك ضحكه قصيره طربت قلبها بعنف ليمسك يدها برقه ويقودها عبر الرواق حتى وصلا في غرفة الجلوس ليقول.
-بتعجبني ثقتك في نفسك اوي.

شاركته في ضحكته حتى اجلسها على الأريكه البنفسجيه وجلس أمامها في الاريكه السوداء التي تقابلها وظل ينظر لها بتفحص دون ان يتكلم، فقط اشعل سيجاره وصار يدخنها بصمت
وكذالك هي احتارت في فتح احاديث لتقول بعد دقيقه او اكثر. وهي تتحسس الأريكه حولها.
-عجبنتي اوي الكنبه دي ابقا قولي جايبها من اي موقع عشان اجيبها في شقتي في المستقبل.

ثم اعقبت حديثها بضحكه خافته جعلته يجعد بين حاجبيه بصمت حتى شاركها في ضحكتها ولكن ضحكته كانت ساخره وهستيريه ليقول...
-حتي دي انتو واحد فيها. انا احساسي كان صح
انا عندي حق
توقفت مياده عن الضحك وشخصت نظرها به دون فهم لتقول.
-قصدك ايه!
لم يجيبها ولكن وقف واتجه إلى الغرفه الموصده ليدخلها ويغيب بها بضع دقائق بينما هي تطالع الفراغ بصمت.
ليرجع اليها بعد دقائق طويله وبيده فستان حريري مكشوف يمسكه بحزم قائلا...

-البسي دا دلوقتي على مااطلب لينا عشاء
اطاعته وهي تأخذ الفستان وتطالع نظرة الجنون في عينيه بقلق وقلبها بدأ بالخوف من ذاك الرجل.

ارتمت على صدر والدها بأنهيار هاتفه.
-ضيعت مستقبلي يابابا ومش هيدخلوني الامتحانات
يارتني مااتنازلت عشانه ياريتك منعتني يابابا
ربت والدها صاحب الخصلات البيضاء والوجه الوضاء ليقول بهدوء.
-قبل ماتعملي كدا سألتك. وقولتلك طارق يستاهل انك تضيعي جزء من مشتقبلك عشانه قولتلي ان هو إلى هيساعدك ترجعي. مش كام شهر وتنفصلو وتخسري كليتك.

تأوهت بألم ودفنت وجهها بصدره لتدخل زوجته السيده صفاء قائله بمواساه وهي تضع امامها كوب الليمون بنعناع.
-اهدي ياحبيبتي وكل حاجه ليها حل
رفعت مي نظراتها لزوجة والدها لتقول ببكاء...
-ايه إلى هيتحل ياطنط ماما لو عرفت موضوع الكليه دا مش هتسكت ومستحيل اطلب المساعده من طارق واحنا خلاص هنتطلق.

جعدت السيده صفاء وجهها بشفقه وهي تدرك ان رغيده والدة اولاد زوجها امرأه حاده اللسان ولن تتواني عن قتل ابنتها الطيبه بكلماتها السامه. ليتقول لزوجها.
-وانتا طب ياحج متعرفش تساعد مي في موضوع الكليه دا. انتا حبايبك كتير وألف مين يحب يساعدك
تنهد عوني بقلة حيله ليقول.
-والله ماعارف ياصفاء. انا كلمت كذا حد وقالوا مش هتحضر الامتحانات وهتقع سنه. لأنها محضرتش العملي.

والطب بالذات عباره عن عملي. صعب اوي حد يخدمني في حاجه زي دي
تعالت شهقات مي بذنب وهي تشعر بأن حياتها تنهار تماما
ليأتيها رنين هاتفها بألحاح يعلوه اسم عُلا. لتغلق الاتصال فورا محاوله طرد اي ذكري لو علامة وصل لطارق بحياتها
ليأتيها صوت الرنين مره اخري ليقول عوني الذي ينظر لها بجديه.
-ردي عليها يامي وخليها تديني والدتها بما أن المحروس اخوها قافل موبايله.

كتمت مي بكائها وحركت رأسها بطاعه. لتضغط على الهاتف قائله بصوت خافت.
-ايوه ياعُلا
جائت صرخات عُلا على الطرف الآخر. لتهب واقفه بصدمه قائله...
-انتي بتقولي ايه ياعُلا. انتي في مستشفي ايه!
لتغلق الخط بعد دقائق هاتفه بصدمه وحزن لوالدها والسيده صفاء.
-طنط مامت عُلا اتوفت من ساعه
شهقت صفاء بصدمه بينما ردد السيد عوني قائلا...
-إنا لله وإنا اليه راجعون
ثم نظر لابنته قائلا.
-هدخل اغير هدومي بسرعه ونروحلهم يامي.

وانتي ياصفاء هتيجي معانا!
رغم تردد صفاء من مواجهة رغيدة والدة مي
الا انا وقفت قائله بهدوء.
-دا واجب ياعوني لازم آجي اديني خمس دقايق اجهز
دخلا كلا من صفاء وعوني بينما مي متسمره في محلها تذرف الدمع بأنهيار وقلبها المُحب لا يفكر سوي في طارق
هل علم ان والدته توفت. ام لازال على جهله!

انقضي الوقت سريعا واتجهو إلى المشفي التي بها عُلا ووالدتها. حتى رأو عُلا جالسه قُرب احد الغرف تبكي بأنهيار وجوارها شاب يحاول تهدئتها وهو يعانقها برقه
وسليمان يقف بين قدميها يحملق بهم بعدم فهمسسرؤؤرسسؤؤءء
لتهتف مي ببكاء.
-عُلا ايه إلى حصل
وقفت عُلا سريعا واتجهت لصديقتها وارتمت على صدرها باكيه وهي تقول.
-ماما ماتت يامي. سابتني لوحدي
ربتت مي على كتفها بمواساه وهي تبكي هي اللاخري.

-متقوليش كدا ياغُلا معاكي خطيبك وطارق وسليمان وانا وقبلنا كلنا ربنا ياحبيبتي متقوليش كدا
رفعت عُلا وجهها المتورم من البكاء...
-طارق لسه ميعرفش دا لسه مسافر من يومين
اكلمه دلوقتي واقوله امنا ماتت عشان يروح فيها هو كمان
تدخل عوني قائلا بحنان.
-ماهو يابنتي لازم يجي على اول طياره عشان. يلحق يودع امه ويصلي عليها عشان روحها ترتاح
انهارت عُلا فاقده لوعيها ارضا ليتلقفها خطيبها بفزع.

ليتجمعو حولها هاتفين بأسمها بينما الصغير سليمان يمسك في ساق مي ببكاء خافت وهو يحتضن ساقها
لترفعه مي بين ذراعيها تهدهده. بينما تركت امر عُلا للممرضين يحاولوا افاقتها
ليتمسك الصغير بها ويريح رأسه على صدرها
بينما وضعت يدها على ظهره وسارت تربت برقه ولم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع.

وضعت يدها في جيب سترتها لتخرج الهاتف وتحادث والدتها لكي تأتي ولكن تراجعت فوجود صفاء زوجة والدها امام والدتها يثير الشرارات والنزاعات. لتتصل على شقيقتها مياده بدلا من والدتها
ولكن كالعاده منذ ايام هاتفها مغلق. عبثت بالهاتف لتخرج رقم صديقة مياده تهاتفها. لتجيب صديقتها بعد دقائق طويله...
-آلو!
تحدثت مي وهي تحاول ضبط نبرتها الباكيه.
-ايوه يانادين ممكن تديني مياده
عقدت نادين حاجبيها لتقول.

-اديهالك منين يامي!
-هي مش عندك يانادين. خليها تفتح موبيلها إلى قفلاه بقالها اسبوع وقوليلها اني محتجاها
-مي لا انا ولا الشلة شوفنا ميادة بقالنا اسبوع واكتر
هي قالتلك انها عندي!
مادت بها الأرض وهي تترنح بالصغير حتى لهثت انفاسها لتصرخ بفزع.
-بابا الحقني.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة