قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع والثلاثون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع والثلاثون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع والثلاثون

انتفضت لوسيندا في فراشها كَكل ليلة يأتي استيفان لينام جوارها ويعانقها قسراً. منذ أن اختطفها من شقتها ليجمعها معة ومع صغيرها جيرمي. رغم فرحتها العارمة التي انتابتها عندما حظت بعناق صغيرها بعد غياب أشهر
اقشعر جسدها وهي تشعر بساعدة يلتف حول خصرها وذقنة ترتكز بين رقبتها وكتفها. وانفاسة اللاهبة تلفح بشرتها الباردة. اغمضت عيناها بعنف وهي تحبس انفاسها بإرتجاف لتسمع همسة وهو يقول.

-اهدأي لوسيندا لن آكلك
عضت على شفتيها بألم وهي عاجزة عن كبت خوفها منة
وكيف تكبتة وهو من ابرحها ضربًا وصفعًا حتى تشوهت ملامحها من قبضتة. كيف تأمن له وهو استباح جسدها سابقا حين اختطفها من مكتبها. كيف تأمن لة وهو يُصمها بأقذع الألفاظ وبذيئها. كيف.!
سال خط الدموع جوار عيناها وهي تحاول كبت شهقاتها المُلتاعة. وقد شعر إستيفان بأن انفجارها بات وشيكًا.

ليعتدل في الفراش ويسحب كتفاها كي تجلس أمامة هي الأخري. اطاعتة وهي تجلس وخصلاتها الشقراء تحجب وجهها عنة كاستار شفاف بهي
ازاح خصلاتها جانبًا وهو يحدق في ملامحها الجامدة ليقول بعد صمت.
-لما انتِ جامدة الجسد يالوسيندا.!
أتُحبين چواد الصياد لتلك الدرجة. أجيبيني لما الصمت
هزها بعنف لتنكمش على نفسها وهي تسمع كلماتة الغاضبة. لتهمس نافية بنشيج باكِ.
-لا أحبة. ولا أحب اي شخص سوي صغيري.

لانت ملامحة وهي يترك كتفها ليقول بعد صمت.
-هل صرتِ كارهة لي. هل كرهتني لوسيندا الصغيرة
ارتعش جسدها من كلماتة الحانية ليقول.
-اجيبيني لوسيندا. دعينا نُصلح ماتلف بيننا
هيا افرغي مافي قلبك يالوسي الجميلة
رفعت عيناها الذابلة له لتقول بصوت لا حياة فية.
-وهل ستأخذ حديثي بعين الإعتبار.!
ابتهج وجهة ليقول بلهفة.
-اقسم انني لن أفعل إلا ماتريدينة حبيبتي
اي شيئ لأجل عيناكِ ولإجل جيرمي.

صلبت عيناها على اصابعها المُرتعشة لتهمس بصوت مرتجف.
-اطلق صراحي استيفان. اتركني لحال سبيلي
ولا تأخذ صغيري من بين أحضاني. ان كنت تحاول إصلاح ماتلف بيننا فعليك ان تجعل أمري بين يداي.
قاطعها بعصبية وهو يمسك يداها.
-لا لوسيندا اي شيئ سوي تركي. لن اسمح ان تبتعدي عني او عن جيرمي. يكفي مافاتنا. سنعيش سويا سنعوض تلك الإيام القاحلة
سحبت يداها من يدة ومات الامل في عيناها لتهمس بخفوت.

-سأموت استيفان. ان اكملت مابقي لي معك سأموت كل يوم وانا لا اراك سوي تصفعني وتنعتني بالعاهرة. لن اعيش بقلبي معك. لن ابقي سوي لصغيري اما انت. فقد مِت مع مشاعري الذي ماتت
الجمتة كلماتها القاسية وارتعش جسدة للحظات قبل ان يردد.
-ستموتين معي لتلك الدرجة يالوسيندا!
حركت رأسها بأيجاب ونشيجها يقطع نياط قلبة.

-نعم. الأمر اكبر مما تتخيل. لقد قتلتني ألف مرة حين ركلتني وصفعتني وانهلت على بضرباتك. لقد قتلتني عندما مسستني بعد سنين هجر وظُلم
اصفر وجهة وشحب ليقول.
-مسستك.!
اطرقت وجهها للأسفل ليصرخ بعصبية.
-يااللهي. لا الأمر لم يصل لهذا
انا لم اقربك منذ اول مرة لنا سويا. لم اقربك لقد كذبت عليكِ لأهينك واثير غضبك. اقسم بروح جيرمي لم اقربك.

مصمصت شفتيها الجافة لتقول كلمات القتها بشجاعة وهي تُدرك انها لن تستطيع قولها في وقت آخر.
-لن يختلف الأمر. فقد نجحت في مقصدك. لقد ذُللت وأهنتني ونعتني بأسوء الألفاظ واسوئها. لن اكُف عن محاولة الهروب منك والنجاة بنفسي وولدي من قبضتك
لن يفلح الأمر.

انتفض استيفان من الفراش وصار يسير بعصبية وهو يشد على خصلاتة بعنف وهيأتها الضعيفة تُثير غضبة وسخطة على نفسة. ليقول بعد ثوان وهو يجلس أمامها من جديد ويمسك يدها الباردة.
-سأترك لكِ كل الوقت لتتعافي من صدمتك
ولكن لن تبتعدي عني. لن اُفرط بآخر أمل لي في الحياة
انتِ وجيرمي ماتبقي لي لأعيش لاجلة
ازدات دموعها وهي تغمض عيناها بيأس ليقول برجاء حزين خرج من أعماقة.

-اقسم لكِ لن احاول مضايقتك او تذكيرك بالماضي. لن اقربك الا وانتِ راضية. سآخذ غرفة أخري واترك لكِ تلك
سأعيش معكم بالمنزل كاضيف إلى ان تعتبريني حبيبك ووالد طفلك. ارجوكِ لوسيندا يكفيني سنوات عمري التي ضاعت هباءا
سحبت يدها من يدة لتحرك رأسها بصمت ويدها اليُمني تمسح دمعاتها الحارة وقد ارضاها ماقالة نوعا ما
ليقول بحذر.
-اذاً لن تفكري بالهرب صحيح!
لن تتركيني من جديد. لن تنفذي تهديدك لوسيندا صحيح.

أقسمي بروح جيرمي انكِ لن تهربي مرة أخري
هزت رأسها بأيجاب لتهمس وهي تتحاشاة بعيناها.
-اقسم بروح جيرمي أنني لن اهرب مادُمت ستلتزم بكلماتك ووعودك. ولكن ان حنثت.
قاطعها بصدق وهي يضع يدة على صدرة الصلب.
-لن احنث يا لوسيندا. كل الوقت لكِ حبيبتي.

اتم كلماتة وهو يعانقها بمحبة وندم ظهر حقيقياً. ولكن لوسيندا لم تتحمل لمستة لتبعدة برفق كي تذكرة بكلماتة منذ ثوان لم تمر بعد. ليبتعد عنها رغم ان شيئ مايصرخ داخلة بخوف وحذر
ولكن قلبة ينتفض بسعادة حقيقة. لن يضطر لغلق الباب بأقفال عديدة كي يمنعها من الهروب. بل سيسلمها جميع مفاتيح حياتة. كي تُسلم لة مفاتيح طمئنينتها ومحبتها من جديد.

وبالفعل كان التنفيذ كما قال تماما. لا قيود. لا مراقبة. لا فرض ذات. لا تذكير بالماضي
يقضي وقتة معها ومع جيرمي الذي بات يصرف بعفوية ومشاكسة وقد ارتاح عقلة وعاطفتة بوجود والدتة ووالدة ايضا. صار طفل طبيعي يضحك ويلعب ويصرخ بأحب كلمات لقلبة وقلبيهما. ابي و امي
وكذالك استيفان الذي صغر سنوات عدة عن عمرة الحقيقي
وقد استقرت حياتة التي تشبة امواج البحر. واخيرا استقرت على حد ظنة. الا ان للوسيندا رأي آخر.

مسحت ساندرا دموعها للمرة التي لم تعد تحصيها وهي تنظر لجسد فاروق المسجي امامها بسكون. وقد ارتبطت به الوصلات الطبية الخاصة بالتغذية والادوية التي يجب ان تدخل جسدة وإلا سيموت
شهر وخمسة ايام وهو في غيبوبة طويلة أثر ضربة لرأسة عدة مرات. أدت إلى دخولة غيبوبة طويلة يرفض الإفاقة منها. يرفض الرجوع إلى الواقع. وقد وجد السلام بعيدا عن الواقع
ولكن ساندرا لم تشعر بالسلام ابدا متذ غيابة.

بل تشعر بالوحشة والحزن. وهي تري من احبة قلبها نائم على الفراش بلا حول ولا قوة. ضعيف واهن يكاد يفقد حياتة ان استمرت غيبوبتة وهروبة ذاك
وضعت رأسها بين يداها وهي تسترجع كل ماحدث معها منذ أن دخل في تلك الغيبوبة. الدعوي القضائية التي رفعتها ميادة ضدة. والتي لم تأخذ يومان لينتهي امرها على يد شقيقة فاروق الكبري. تلك المرأة القوية التي اخرجت بضعة اوراق صحية جعلت فاروق لا غبار علية.

ورغم شعورها بالظلم نحو ميادة ولكن شعور السعادة ان فاروق لن يُعاقب قد طغي. ولكن عندما تأكدت من شعورها ذاك كرهت نفسها ليردد عقلها
نحن في قمة العدل ان لم تشملنا قضية ما. وقمة التطرف عندما تشمل أحد منا. نحن مُدعيون المثالية. حتى تنقشع قشرة الإنسانية عنا
تنهدت ساندرا وهي تمسك يد فاروق هامسة بدموع.
-اتعلم سيد فاروق. في حياتي لم افكر أن احب رجل لا يحترم المرأه ويعطيها حقوقها الانسانية الموضوعة لها.

لم افكر ان ارتبط برجل لا يسحب المقعد كي أجلس. او يُسرع بفتح الباب كي ادلف. لم افكر ان اورط قلبي برجل لا يتفاهم مع النساء سوي بقبضتة
ولكن. ولكن وجدت نفسي أحب رجل كان يُقيد احد الفتيان ويُعذبها. وكاد يُعذبني انا الأخري. لقد احببت رجل يعادي النساء ولا يطيقهن. اتدري سيد فاروق. انت اسوء اختيارتي وأجملها. الأسوء لأنك لست شخصي المُفضل. والأجمل انك حُلم قلبي المُتيم بك
كفكفت دموعها لتشد على يدة هامسة.

-ولكن لن تكون الأسوء حين استيقظ وتصلح كل ماتلف منك. يجب ان تتخلص من كراهيتك للنساء. يجب ان تطلب الغفران من كل امرأه قتلتها حية بصفعاتك لها. عليك ان تكوم رجلً نبيل كي تكون افضل اختياراتي
تابعت وهي تراقب ملامحة الوسيمة بيأس.
-اعلم انني لا شيئ بالنسبة لك. ولكن ارتجاف يدك وعجزها عن ضربي لم يمر على مرور الكرام. بل جعل الأمل يتسرب داخلي. أملي بأن اكون فتاتك كما انت رجلي في احلامي.

أرجوك فاروق أفق وأصلح ماتلف. أرجوك لا تجعلني افقد الأمل في حبي لك. ارجوك كن رجل نبيل لأجلي
انا احبك فاروق. ولم أحب رجل كما احببتك
كانت كلماتها ذات صدي في عقلة النائم. كان يسمع حديثها وتوسلها كي يكون جديراً بها. تمنحة قلبها رغم انه في عينها مسخ. لا يليق برجل أحلامها الذي يُقدس المرأه ويحترمها
ساندرا مساعدتة الشخصية التي لم يفكر أن ينظر لها بطرف عيناة تُحبة. وتتمني لو يصلح ماتلف بحياتة!

تريدة ان يصلح سنوات ترسخت في عقلة بكل سوئها
تريدة. ان يخلع عبائة كرهة للنساء. وهو الذي أفني سنواتة في كرههن وكره خيانتهن!
أوليست من ضمن النساء هي الأخري.!
لما لم ينهل عليها بسوطة في ذاك اليوم. لما عصتة يداه وتمردت علية.!
ألأجل البرائة التي بعيناها. ام صراخها الصادق بأنها تحبة
ام انها ضحت بحريتها لأجل ميادة التي هربت سريعاً.

لا يدري لأي سبب بالتحديد. ولكن مايعلمة جيدا أن فتاة كاسندرا لا تصلح لشخص مثلة. ولو أرتدت الشياطين ثياب الملائكة. لن يجمعهم شيئ أبدا. وهل الماء يألف النار.!
لم تنتبة انة فتح عيناة المُشوشة وأستفاق من غفوتة الطويلة. ويستمع لنشيجها الحاار. ويدها التي تقبض على يده بقوة وكأنها تستجدية ليستفيق
ليبلل شفاهة الجافة ويهمس بصوت مُثقل من الألم...
-س. ساندرا
رفعت رأسها بلهفة مصدومة وهي تسمع لصوتة الخافت.

لتلتصق بالفراش وترفع كفة لوجنتها قائلة ببكاء حاد.
-سيد فاروق. لقد عُدت
هز رأسة بإيجاب ليهمس بصعوبة وهو يتطلع لعيناها الباكية.
-أريد طلب شيئ وعليكِ إطاعتي لصالحك
عديني انكِ ستنفذية.
حركت رأسها بلهفة وهي تميل رأسها اليه قائله ببكاء مُلتهف تكاد تُلقي بعمرها بين يداه إن اراد.
-أعدك أنني سأنفذ أي شيئ لأجلك سيد فاروق
اغمض عيناة ليحجب تلك الطبقة الشفافة التي احتلت عيناة بيأس وحزن كبيران.

-لا أود ان اراكِ أبدا لوسيندا. ان كنت انا في شرق البلاد. فكوني في غربها. لا أود أن اراكِ ولا حتى بالمصادفة
هل تفهمين ساندرا
شهقت بأرتياع وهي تترك يده ببطئ وتحدق بة بعيون باكية مجروحة. أيطلب ان تنساة وكأنة لم يكن. ايطلب ان تبتعد عنة بمقدار ملايين الأميال.!
ايطلب قتل قلبها المُتيم بحبة رغم عيوبة!
هزت رأسها بألم وقد رأت ملامحة الراجية المتألمة بصمت.

علمت انها تُمثل شعور سيئ داخلة. فما كان بيدها إلا أن تهمس بصوت باكِ وروح محطمة.
-نعم سيد فاروق أفهمك
القت كلماتها وخرجت من غرفة المشفي. ولكن قلبة اخبرة أن ساندرا لم تخرج لتوها من باب الغرفة فقط. بل من حياتة المُظامة بأكملها. وبناءا على أمرٍ منة
أمسك ربطة عنقة السوداء ليضعها خلف رقبتة بشرود تام
لا يعلم ماتفعلة يمينة بيسارة. لا يفطن سوي لأمر واحد.

ان شرودة وعدم تركيزة قد طال عملة. باتت نتائجة سيئة للغاية.
بعد دقائق من وقوفة ممسكا لربطة العنق دون ان يعقدها او يخلعها ظل يفكر لثوان. مالذي يفعلة بنفسة. او مالذي فعلتة بة مريم. امسك الربطة وألقاها أرضاً بعنف وهو يطلق سباب عالي خرج من غيظة وضيقة
لما لا ينساها كما أقسم. لما لا يتخطاها كما أراد
لما لم يحب او يعطي مجالاً لغيرها. اين كانت مُخطاتة للعيش بعيدا عنها بسلام. أين نفورة من برودتها وكبريائها.!

اغمض عيناه بعصبية وعقلة يتجة اليها من جديد
يبحث عنها بين ثنايا دهاليزة. يبحث عن تلك التي اختفت دون أن تترك أثر خلفها
حتي بحثة ورجالة فشلوا في إيجادها في جميع المقاطعات
فهي أختارت الهجر وهجرت. ولم تترك خلفها خيط يسير على أثرة ليصل اليها بة. ولكن مريم أجادت لُعبة الأختفاء جيدا. حتى شتت حالة. وجعلتة كالتائة وسط نسيانها او ايجادها.

أمسك هاتفة بتردد وهو يفكر في مهاتفة ابن عمه ويكسر تلك القطيعة التي حدثت بينهم منذ عراك المشفي
يعلم أن لآدم أصابع طويلة في كل الأنحاء لذا سيطلب مساعدتة في أيجاد مريم
جرس طويل كاد ان يطيح بعقلة حتى سمع صوت آدم على الطرف الآخر يجيب بهدوء.
-ايوة ياجواد خير
تنحنح جواد يجلي حنجرتة ويكبت عصبيتة ليقول.
-عايز أعرف طريق مريم ياادم
ران الصمت على كليهما. ليقطعة آدم ساخراً.
-المفروض انتا كنت جوزها. مش انا.

وبعدين انتا حد قالك اني ساحر ولا في الأنتر بول!
أبتلع جواد سخريتة بصعوبة ليقول بحدة.
-لا مش ساحر. بس قادر تساعدني الاقيها. مريم أختفت ياجواد. حتى انستازيا مش عارفة هي فين. سيب خناقنا على جنب دلوقتي واقف جنبي
-وانتا عايز تعرف طريقها لية. مش كل حاجة انتهت
وانتا كملت ايامك عادي. وهي اكيد مماتتش بعدك يعني
مريم قوية وعارفة هي بتعمل اية
جز جواد على أسنانة بعنف ليصيح غضباً.
-مفيش حاجة انتهت. مريم مراتي.

مش قادر أغمض عيني وانا مش عارف هي فين
مش قادر اركز في حاجة طول ماهي بعيد عن عيني
مش عارف ابدأ في حياة جديدة من غيرها. مرتاح دلوقتي
همهم أدم ببرود رغم بسمة النصر التي اعتلت فمة.
-والمفروض اعملك اية يعني.!
اطلق جواد سبة عنيفة اقتحمت أذن ادم بلا تردد ليقول جواد بقهر.
-يعني لو مراتك أختفت فجأة من حياتك وفضلت زي التاية تلف عليها ومش لاقيها وكلمتني عشان اساعدك. كنت هقولك الكلمة دي. ماانتا زي ابوك.

قبل ان يكمل جواد سبة ووصمة بكلمات جارحة هتف أدم بجمود قبل ان يغلق الخط بوجهة.
-انا مش زيك عشان اخلي مراتي تهرب مني. ولا زي ابويا
هتلاقي مرات في القاهرة في شقة ابوها ومن ضمن ممتلكاتة
نظر جواد للهاتف لمدة دقيقة دون أستيعاب. وهو يهتف بدهشة حقيقية.
-القاهرة.!
أنطلق ليتجهز للذهاب إلى القاهرة. ولم يلتفت لأعمالة ولا لأبن عمة الذي طاح بة بكلمات تافة ولكن يعلم مدي قبحها
مايهمة الآن مريم. ومريم فقط.

جفت عيناها من كثرة الدموع. وكذالك اباها والدتها
نظرت لميادة التي تحدق في الفراغ دون ان اقول ولو حرف واحد منذ رجوعها وضربات والدهم لها وهي لا تنطق مطلقا. يقول الطبيب انها تعرضت لصدمة حادة جعلتها غير قادرة على النطق. وعند تحسن حالتها سينطلق لسانها كالسابق
مسحت مي دموعها وهي تدثر ميادة جيداً وتستعد للرحيل.

رغم ان بُعد شقيقتها عنها يؤلمها ولكن مكوث ميادة لدا والدها وزوجتة الطيبة التي تعاملها بطيبة وحكمة. أفضل بكثير من نظرات والدتها الائمة ودموعها الخائبة في ابنتها
خرجت ميادة إلى الردهة لتذهب مع طارق الذي يقوم بتوصيلها يومياً. وليس بإردتها. وأنما بالقوة والحدة. لتتصنم في محلها وهي تسمع حديثة مع والدها الذي هتف في حزم.
-اظن كفاية كدا ياطارق وكل واحد يشوف حالة
انتظرت لتسمع حديث طارق الذي هتف في هدوء.

-رأي مي هو إلى هيفصل في حاجة زي كدا ياعمي
انا طلبت منها تراجع موضوعنا تاني وكلي أمل تديني فرصة
تنهد والدها وصمت لثوان قبل ان يقول.
-انتا مش مناسب لمي ياطارق. بنتي على نياتها وحساسة عكس ميادة. كفاية سنة من عمرها ضاعت على الفاضي في الكلية. وكنت انتا السبب انك تمنعها عن مستقبلها
سيبها تشوف مستقبلها. وانتا ربنا يبعتلك بنت الحلال إلى تقدرك وتكون مناسبة ليك ولظروفك
كان رفض والدها لتلك الزيجة واضح وضوح الشمس.

كما والدتها تماما. ارهفت السمع لتسمع طارق يقول بضيق.
-في حجات كتير هتتغير ياعمي لو مي وافقت تدينا فرصة تانية. كل حاجة هتتم هتكون لمصلحتها قبل اي حاجة
اختارت مي تلك اللحظة لتخرج لهم قائلة بجهل.
-ميادة نامت يابابا. يدوب اروح والحق ماما قبل ماتنام
وقف والدها وكذالك طارق. ليقبل جبينها مودعا.
-ماشي ياحبيبتي خدي بالك من رغيدة. امك محتاجة وجودك ومواساتك ليها. وطمنيها ان اختك كويسة.

هزت رأسها بإيجاب وهي تلقي نظرة جانبية لطارق الواجم
لتقول بعد صمت.
-يلا ياطارق.!
هز راسة بأيجاب وسار خارج الشقة ليهمس والدها.
-سمعتينا!
هزت رأسها بأيجاب تحت نظراتة المترقبة. لتقول بتردد.
-قرار الأنفصال لابد منة يابابا. خلاص معدش في مجال بينا
حدجها والدها بنظرات صامتة. قبل ان يربت على يدها بحنان رغم الحزن البادِ على وجهة.

تبعت مي طارق لتصعد السيارة جوارة وينطلق إلى منزلها وكلاً منهما صامتان. احدهما واجم. ولأخري تفكر بعمق. حتى قطع تفكيرها وقوفة تحت بنايتها. لتسمع صوتة يقول...
-وبعدين يامي.!
التقطت إشارتة لتقول.
-وبعدين اية ياطارق
-وبعدين في قرارك في موضوعنا. في رجوعنا واننا نكمل
في احتياجي وانا وسليمان ليكي. في كلامي إلى قولتهولك
وبعدين في علاقتنا يامي
تخضب وجهها بحرج وقد حسمت قرارها في الأيام السابقة.

-طارق انا مش هقدر اكمل. مش مستعدة أكون في علاقة انا إلى بضخ المشاعر فيها. انا لوحدي. مش هنكر اني كنت بكنلك مشاعر. لكن طبيعتنا مختلفة انتا بتدور على حاجة مش فيا. وانا بدور على مشاعر انتا مش مؤمن بيها ودا معناة انك مش هتقدر تديهالي. رغم كل حاجة احنا الإتنين نستاهل إلى يكملونا.
كان يستمع اليها بصبر وتفهم. والتقطت أذناة كلمة كنت بكنلك مشاعر لينظر اليها مطولا قبل ان يحرك رأسة بإيجاب.

-لو دا قرارك. فا أنا موافق علية. إلى يريحك هعملة يامي
يلا اطلعي. ولو عوزتي حاجة كلميني
القي كلماتة بخفوت وعدم تركيز. ولم يلمح تعبير الآسي الذي ارتسم بعيناها. ولكن اخفتة وهي تخرج من السيارة متجهة إلى البناية. وقد أدركت انها النهاية مع طارق
بينما كان هو يبحث عن نقطة بداية بينهم...

طرقات مُلحة جعلتها تستفيق من غفوتها الصغيرة على تلك الصوفة الدافئة التي احتوت جسدها بدفئ رائع. انتشلت نفسها من النعاس واتجهت لتفتح الباب بكسل وخمول كبيران.
لتجد أمامها آخر شخص يمكن ان يصل اليها. جواد الصياد يقف امامها بملامحة العابثة. حتى ظنت انها لازالت تحلم
ايمكن ان تكون تهذي. او تحظي بحلم من احلامها المُشتاقة!

لا تستفيق سوي حين دلف إلى الشقة وأغلق الباب خلفة وأخذ يتطلع إلى كل شيئ حولة. حتى سمع همسة مريم.
-چواد.!
اغمض عيناه بإشتياق عنيف لها. بجمالها وعقلها وحرف الچيم المُعطش التي تنطقة على لُغة أهل الشام ليستدير اليها وتطلع لهيئتها الرقيقة مجيباً لهمسها.
-ايوة جواد. اية إلى جابك مصر.!

حدقت به مطولا وعيناها تحوم على كتفية العرضين في قميصة الأبيض الناعم ثم إلى بطنة المسطحة والمُزينة بعضلات مُقسمة. حتى وركية المُغلف في بنظال من القماش الأبيض الناصع
مصمصت شفتيها وهي تلجم حُمم الإشتياق داخلها.
-جاي لية ياجواد. اظن إلى بينا كان انتهي
هز كتفية القويين ليقول بصوت أجش.
-بنسبالك. انتي إلى اتوهمتي انك نهتية بهروبك.

رفعت رأسها المُغتر بكبرياء. قائلة في ثبات رغم الألم الذي يضرب معدتها من رائحة عطره الفواح.
-انا مبهربش. انا اختارت ابني حياتي بنفسي بعيد عنك
وماما استقرت في كالفورنيا. مفيش حاجة تربطني افضل هناك
انقشعت هالة القوة حولة وانتشرت ذبذبات الشوق وهو يحدق بعيناها الخضراء بكحلها الرمادي الداكن.
-ولا حتى أنا.!

هالها نبرتة الحزينة نوعا ما. وهالتها نظرة الاشتياق وقدماه التي بدأت في الاقتراب منها. لتشهق بعنف وهي تجد يده تتحسس عنقها الطويل برقة ليهمس بصوت متحشرج.
-انتِ كذابة يامريم. اكتر واحدة قادرة تكذب على الأرض
ارتعش جسدها بقشعريرة ذكرتها بتلامسهم في الماضي ورغم اهتياج مشاعرها نحوة. الا انها انتفضت قائلة...
-وكذبت عليك في اية.
كبت انتفاضتها بيداه التي حاوطت كتفاها ليعيد همسة وهو يقترب اكثر.

-بتقولي انك بتحبيني. واصدقك. وكبريائك يصحيني باقلم على وشي يثبتلي انك عمرك ماحبتيني
بات تقبيلة لها وشيك ليعيد الهمس تحت نظراتها التائهة.
-بتحبيني يامريم!
اختفت انفاسها وهي تحرك رأسها بنفي لكلماتة رغم قلبها إلى ينبض بعنف شديد. ليحرك رأسة ساخرا.
-كبريائك مش سايب دورة ابدا
لينظر لعيناها بتصميم هامسا.
-بس انا عارف انك بتحبيني يامريم. جسمك إلى بيترعش تحت ايدي دا بيحبني. عقلك إلى بيحرضك ضدي بيحبني
وقلبك دا.

وضع اصبعة على موضع قلبها وهو يضغط برقة وصوتة يخفت ليزيد من رجفتها.
-حتي قلبك دا هيطلع من مكانة، لسبب من اتنين. ياخايفة مني. يابتحبيني. وانا عارف انك مبتخافيش. يبقا بتحبيني
ارتجفت شفتاها تأثرا بكلماتة الخافتة ومنعت يداها بأن تتعلق في عنق ذاك الرجل المؤلم. نعم رجل قادر على ايلامها حتى في مشاعرها
لتهمس بصوت ناعم مرتجف ويكاد يكون متوسل.
-وانتا بتحبني ياچواد!
تطلع إلى عيناها الراجية ليقول بعد صمت اربكها.

-إجابتي هترجعك معايا.!
شمخت برأسها وانهار ضعفها الجسدي لتقول بنفي.
-لا ياچواد مش هرجع معاك. واجابتك مبقاش ليها لزوم
امشي ياجواد
امسك يدها بحدة قائلا.
-كذابة يامريم. كذابة. واجابتي ايوة بحبك لكن مبحبش عنادك وكبريائك إلى هيضيعنا. انا جتلك لحد هنا. ومش هرجع الا بيكِ
كبتت بسمة غاضبة على ثغرها لتقول.
-مجيتك على الفاضي. مبقاش في بينا حاجة
ولا حبك هيغير حاجة
هز رأسة بحدة ليقول وهو يشمر عن ساعدية.

-تمام يعني الذوق منفعش. حاضر يامريم هانم انتي تؤمري
هنشوف بينا حاجة ولا لا. وحبي إلى كنتي بتحاولي تاخدية مني فارق ولا لا
فتحت عيناها على مصراعيها وهي تراه يحاوطها بتصميم ولا يترك أي مجال لتتملص منة. ليعانقها بقوة قائلا.
-اهدي يامريم. انا جواد. اهدي
هدأت ثورتها وهي تشعر بالدفئ بين ذراعية لتبدأ في نشيج خافت وهي تشعر بأن قلبها وعقلها يلعبان بها في جولة حادة. كانت نتائجها الكثير والكثير من التخبط والذعر.

لتشعر بشفتاه تقبل رقبتها بدفئ هامساً بإشتياق وصل اليها بوضوح جعلت ذبذبات التوتر تحوم بجسدها.
-وحشتيني يامريم. اوي
واستسلمت لإشتياقة وعناقة ودفئة وحبة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة